Translate ***

الثلاثاء، 19 يونيو 2018

علم التجويد

نبذة عن علم التجويد

أول من جمع هذا العلم في كتاب هو الإمام العظيم أبو عبيد القاسم بن سلام في القرن الثالث الهجري فقد ألف " كتاب القراءات " ، وقيل أن أول من ألف وجمع القراءات هو حفص بن عمر الدوري ، واشتهر في القرن الرابع الهجري الحافظ أبو بكر بن مجاهد البغدادي وهو أول من ألف في القراءات السبعة المشهورة ، وتوفي سنة 324 من الهجرة ، وفي القرن الخامس اشتهر الحافظ الإمام أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني مؤلف كتاب ( التيسير) في القراءات السبع والذي صار عمدة القراء وله تصانيف كثيرة في هذا الفن وغيره.
واشتهر في هذا العلم أيضاً الإمام مكي بن أبي طالب القيسي القيرواني وقد ألف كتبًا لا تعد ولا تحصى في القراءات وعلوم القرآن.
وفي القرن السادس الهجري اشتهر شيخ هذا الفن الذي تسابق العلماء إلى لاميته وانكبوا عليها انكباب الفراش على النور تلك هي الشاطبية التي أسماها " حرز الأماني ووجه التهاني " نظم فيها القراءات السبعة المتواترة في ألف ومائة وثلاثة وسبعين بيتًا (1173).
ذاك هو أبو القاسم بن فيرة بن خلف بن أحمد الرعيني الشاطبي الأندلسي ، توفي سنة 590 من الهجرة ، وبعده ما زالت العلماء في هذا الفن تترى في كل عصر وقرن حاملين لواء القرآن الكريم آخذين بزمام علومه قراءة وتطبيقاً ، صارفين الأعمار لخدمته تصنيفاً وتحقيقاً ، حتى قيض الله عز وجل له إمام المحققين وشيخ المقرئين محمد بن الجزري الشافعي فتتلمذ عليه خلق لا يحصون وألف كتباً كثيرة أشهرها (النشر في القراءات العشر) ونظم في التجويد (المقدمة فيما على قارئه أن يعلمه).
ترجمة عاصم
اسمه عاصم بن أبي النجود ـ ويقال ابن بهدلة الأسدي ، وهو شيخ القراء بالكوفة وأحد التابعين.
وإسناد عاصم في القراءة ينتهي إلى عبد الله بن مسعود وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما ، ويأتي إسناده في العلو بعد بن كثير وابن عامر ، فبين عاصم وبين النبي صلى الله عليه وسلم رجلان.
وقد قرأ عاصم القرآن على أبي عبد الرحمن السلمي عن علي رضي الله عنه ، وقرأ على زر بن حبيش عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ، وكان يتردد عليهما فيأخذ من هذا قراءة بن مسعود ومن ذاك قراءة علي رضي الله عنه ، وهكذا استوثق في القراءة وجمع فيها بين أقوى المصادر.
وكان عاصم يقرئ حفصاً بقراءة علي بن أبي طالب التي يرويها من طريق أبي عبد الرحمن ويقرئ أبا بكر بن عياش بقراءة ابن مسعود التي يرويها من طريق زر بن حبيش.
وقرأ عاصم أيضاً على أبي عمرو سعد بن إياس الشيباني الكوفي ، وأبو عمرو هذا أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يره وقد أخذ القراءة عن عبد الله بن مسعود.
أما عن تلاميذه الذين رووا عنه فكثيرون عد منهم الذهبي : الأعمش والمفضل بن محمد الضبي وحماد بن شعيب وأبو بكر بن عياش وحفص بن سليمان ونعيم بن ميسره وكل هؤلاء قرءوا عليه القرآن.
قال أحمد بن عبد الله البجلي : عاصم بن بهدلة صاحب سنة وقراءة ،كان رأساً في القرآن وكان من أوثق الرواة ، وقال عنه أبو حاتم محله الثقة.
توفي عاصم رحمه الله وجزاه عن الأمة خير الجزاء سنة 120 من الهجرة.
ترجمة حفص
اسمه : حفص بن سليمان الدوري الغاضري الأسدي صاحب عاصم وربيبه ، أخذ عن عاصم القراءات وأتقنها فشهد له العلماء بالإمامة فيها.
أخذ القراءة عن حفص عبيد بن الصباح وأخوه عمرو بن الصباح ، وأبو شعيب القواس ، وحمزة بن القاسم ، وخلف الحداد عرضاً وسماعاً وكثير من التلاميذ أخذوا عنه وصاروا من بعده علماء في هذا الفن رحمه الله تعالى.
وقد أثنى عليه العلماء وعدوه مقدماً على أبي بكر بن عياش وهو الراوي الآخر عن عاصم فهو أكثر حفظاً وإتقاناً.
ويصفونه بضبط الحروف التي قرأ بها عاصم ، وقالوا إن الرواية الصحيحة التي رويت عن عاصم هي رواية حفص بن سليمان.
وليس ذلك بغريب فقد كان ربيب عاصم فلازمه وأتقن قراءته ، وتوفي حفص رحمه الله وجزاه عن القرآن وأهله أحسن الجزاء سنة 180 هـ.
فضل تلاوة القرآن الكريم
عن أبي أمامة رضي الله عنه قال : سمعت رسول صلى الله عليه وسلم يقول : " اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه " رواه مسلم
وعن أبي موسى الأشعري رضى الله عنه قال : قال رسول صلى الله عليه وسلم : " مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة ريحها طيب وطعمها طيب ، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة لا ريح لها وطعمها حلو ، ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر ، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة ليس لها ريح وطعمها مر " متفق عليه
وعن ابن عباس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ان الذي ليس في جوفه شئ من القرآن كالبيت الخرب " رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح
وقال صلى الله عليه وسلم : "من استمع إلى آية من كتاب الله كتبت له حسنة مضاعفة ومن تلاها كانت له نوراً يوم القيامة " رواه أحمد
وقال صلى الله عليه وسلم : "عليك بتلاوة القرآن فإنه نور لك في الأرض وذكر لك في السماء " رواه ابن عباس
، وتعلم القرآن إنما هو العلم بقراءاته ولو بقراءة واحدة والعلم بناسخه ومنسوخه ومحكمه ومتشابهه ومقيده ومطلقه وعامه وخاصه والعمل به وجعله نبراسًا وهاديًا للحق وإمامًا للمسلمين .
ثواب قارئ القرآن
أما عن الثواب الذي يناله قارئ القرآن فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من قرأ حرفاً من كتاب الله تعالى فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها ، لا أقول ألم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف " رواه الترمذي
فهذا الحديث الشريف يبين فضل وعظمة هذا القرآن العظيم ويبين أيضاً الجزاء الأوفى والأجر العظيم الذي يناله قارئ القرآن الكريم فبمجرد القراءة يأخذ الإنسان هذا الأجر فما بالنا بمن قرأ وأحسن وجود القرآن وعمل بما فيه فإن الله تعالى يعظم له الأجر كما قال تعالى: " من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ".
فضل معلم القرآن ومتعلمه
وعن إبراهيم النخعي قال " معلم الصبيان تستغفر له الملائكة في السماوات والدواب في الأرض والطيور في الهواء والحيتان في البحار ".
ولننظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول لمعاذ رضي الله عنه : " يا معاذ إن أردت عيش السعداء وميتة الشهداء والنجاة يوم الحشر والأمن من الخوف والنور يوم الظلمات والظل يوم الحرور والري يوم العطش والوزن يوم الخسفة والهدى يوم الضلال فادرس القرآن فإنه ذكر الرحمن وحرز من الشيطان ورجحان في الميزان " (أخرجه الديلمي)
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي هريرة : " يا أبا هريرة تعلم القرآن وعلمه الناس ولا تزال كذلك حتى يأتيك الموت فإنه إن أتاك الموت وأنت كذلك حجت الملائكة إلى قبرك كما تحج المؤمنون إلى بيت الله الحرام " أخرجه الترمذي والنسائي وابن ماجة
آيات في فضائل القرآن
قال تعالى " وهذا كتاب أنزلناه مبارك ". (الأنعام.92)
قال تعالى " إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ". (الإسراء:9)
قال تعالى " لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ". (الإسراء:1)
قال تعالى " تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيراً " (الفرقان:1)
قال تعالى " قد جاءكم برهان من ربكم وأنزلنا إليكم نورًا مبيناً " (النساء:174)
قال تعالى " يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين " (يونس:57)
قال تعالى " طس تلك آيات القرآن وكتاب مبين هدى وبشرى للمؤمنين ". (النمل:1)
قال تعالى " شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان " (البقرة:185)
قال تعالى " إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرًا وعلانية يرجون تجارة لن تبور ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله إنه غفور شكور " (فاطر:29)
وأهل القرآن المتمسكون به هم الصالحون المصلحون كما يقول تعالى " والذين يمسكون بالكتاب وأقاموا الصلاة إنا لا نضيع أجر المصلحين ".(الأعراف:170)
والقرآن الكريم هو الذي هَدَى الله به نبينا محمدًا صلى الله عليه وسلم ،قال تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم " قل إن ضللت فإنما أضل على نفسي وإن اهتديت فبما يوحي إلي ربي إن ربي سميع قريب " (سبأ:50)
ولقد أنزل الله عز وجل هذا القرآن على نبيه صلى الله عليه وسلم ليكون نورًا وهداية للناس وليخرجهم الله عز وجل به من ظلمات الشرك والجهل إلى نور التوحيد وعبادة الله رب العالمين قال تعالى " أومن كان ميتاً فأحييناه وجعلنا له نورًا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها " (الأنعام:122)
فضل سور القرآن
فضل سورة الفاتحة فضل سورة النبأ
فضل سورة البقرة فضل سورة التكوير
فضل سورة آل عمران فضل سورة الإنفطار
فضل سورة هود فضل سورة الإنشقاق
فضل سورة الكهف فضل سورة النصر
فضل المسبحات فضل سورة الإخلاص
فضل سورة الملك فضل المعوذتين
فضل سورة المرسلات
فضل سورة الفاتحة
الفاتحة هي الصلاة قسمها الله بينه وبين عبده. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه عن رب العزة : قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل " فإذا قال العبد الحمد لله رب العالمين قال الله حمدني عبدي فإذا قال الرحمن الرحيم قال أثنى علي عبدي فإذا قال مالك يوم الدين قال مجدني عبدي وإذا قال إياك نعبد وإياك نستعين قال هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل فإذا قال اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين قال هذا لعبدي ولعبدي ما سأل " صحيح مسلم
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "والذي نفسي بيده ما أنزلت في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في الفرقان مثلها وأنها سبعٌ من المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته" رواه الترمذي وقال حسن صحيح
والفاتحة نور ، فتح لها باب من السماء لم يفتح قبل ونزل بها ملك لم ينزل قط ، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم سمع النبي نقيضا من فوقه ( أي صوتاً مثل صوت الباب إذا فتح ) ، فرفع رأسه فقال هذا باب من السماء فتح اليوم لم يفتح قط إلا اليوم فنزل منه ملك فقال هذا ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم فسلم وقال أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك ، فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة لن تقرأ بحرف منها إلا أعطيته " رواه مسلم.
فضل سورة البقرة
من فضائل سورة البقرة أن الشيطان لا يدخل بيتًا يقرأ فيه سورة البقرة. "عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لا تجعلوا بيوتكم قبورًا فإن البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة لا يدخله الشيطان " صحيح الجامع.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من قرأ عشر آيات أربعاً من أول البقرة وأية الكرسي وآيتين بعدها وخواتيمها لم يدخل ذلك البيت شيطان حتى يصبح" رواه الطبراني والحاكم.
فضل سورة آل عمران
قال صلى الله عليه وسلم: "من قرأ السورة التي يذكر فيها آل عمران يوم الجمعة صلى عليه الله وملائكته حتى تغيب الشمس " رواه الطبراني.
فضل سورة هود
عن أبي بكر رضي الله عنه قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شيبك ؟ قال : شيبتني هود والواقعة وعم يتساءلون وإذا الشمس كورت وفي رواية الترمذي " شيبتني هود وأخواتها " صحيح الجامع.
فضائل سورة الكهف
ـ العصمة من الدجال ، عن أبي الدرداء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من الدجال " ( رواه مسلم ).
فضل المسبحات
وهي السور التي تبدأ بالتسبيح ، روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان لا ينام حتى يقرأ المسبحات ، ويقول صلى الله عليه وسلم " فيها آية خير من ألف آية " رواه الترمذي وأبو داود.
فضل سورة الملك
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من القرآن سورة ثلاثون آية شفعت لرجل حتى غفر له وهى تبارك الذي بيده الملك" رواه أبو داود والترمذي..
فضل سورة المرسلات وعم يتساءلون والتكوير
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال أبو بكر يا رسول الله : " قد شبت قال : شيبتني هود والواقعة والمرسلات وعم يتساءلون وإذا الشمس كورت ( صحيح الجامع )
فضل سورة التكوير والإنفطار والانشقاق
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من سره أن ينظر إلى يوم القيامة كأنه رأى عين فليقرأ إذا الشمس كورت وإذا السماء انفطرت وإذا السماء انشقت " ( صحيح الجامع )
فضل سورة النصر
عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لرجل من أصحابه : " أليس معك ( إذا جاء نصر الله والفتح ) ؟ قال: بلى قال: ربع القرآن " رواه الترمذي وقال حديث حسن
فضل سورة الإخلاص
عن أنس الجهني صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "من قرأ قل هو الله أحد حتى يختمها عشر مرات بنى الله له قصرًا في الجنة " ( السلسلة الصحيحة )
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول صلى الله عليه وسلم " أيعجز أحدكم أن يقرأ في ليلة ثلث القرآن ؟ ، قالوا وكيف يقرأ ثلث القرآن ؟ قال صلى الله عليه وسلم " قل هو الله أحد " تعدل ثلث القرآن " "رواه مسلم "
فضل المعوذتين
عن عقبة بن عامر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ألم تر آيات أنزلت الليلة لم ير مثلهن قط " قل أعوذ برب الفلق ، قل أعوذ برب الناس " ( الصحيح المسند من أذكار اليوم والليلة )
فضائل بعض آيات القرآن الكريم
فضل آيةالكرسى فضل آيات من سورةالروم
فضل خواتيم سورة البقرة فضل أول سورة غافر
فضل آيات من سورة التوبة فضل خواتيم سورة الحشر
فضل أواخر سورةالإسراء
فضل آية الكرسي
ـ هي أعظم آية في القرآن الكريم فعن أبي بن كعب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم ؟ قال : قلت الله ورسوله أعلم قال : يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم ؟ قال : قلت " الله لا إله إلا هو الحي القيوم " قال فضرب علي أو في صدري وقال " والله ليهنك العلم أبا المنذر ".
فضائل خواتيم سورة البقرة
عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "اقرأوا هاتين الآيتين اللتين في آخر سورة البقرة فإن ربي أعطانيهما من العرش" (صحيح الجامع)
فضل آيات سورة التوبة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من قال في كل يوم حين يصبح وحين يمسي (حسبي الله لا اله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم ) سبع مرات كفاه الله عز وجل ما أهمه من أمر الدنيا والآخرة" رواه ابن عساكر وابن السني.
فضل أواخر سورة الإسراء
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من قرأ حين يصبح وحين يمسي ( قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن ) إلى أخر السورة لم يمس قلبه في ذلك اليوم ولا تلك الليلة " رواه الديلمي.
فضل أول سورة غافر
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من قرأ حم المؤمن إلى وإليه المصير وآية الكرسي حفظ بهما حتى يمسي ومن قرأهما حين يمسي حفظ بهما حتى يصبح " رواه الترمذي والدارمي.
فضل آيات سورة الروم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من قال حين يصبح ( فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون إلى وكذلك تخرجون أدرك ما فاته في يوم ذلك ، ومن قالهن حين يمسي أدرك ما فاته في ليلته" رواه أبو داود.
فضل خواتيم سورة الحشر
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من قرأ خواتيم الحشر في ليل أو نهار فمات في ذلك اليوم أو الليلة فقد ضمن الله له الجنة" رواه البيهقي.
تعريف علم التجويد
تعريف علم التجويد فى اللغة تعريف علم التجويد فى الإصطلاح
تعريف علم التجويد في اللغة
علم التجويد لغة : هو التحسين ، يقال جودت الشيء أي حسنته ، وأيضاً ، تجويد الشيء في لغة العرب إحكامه وإتقانه ، يقال : فلان جود الشيء أي حسنه وأجاده إذا أحكم صنعه وأتقن وضعه وبلغ منه الغاية في الإحسان والكمال .
تعريف التجويد في الاصطلاح
أما تعريف التجويد في الاصطلاح عند أئمة الأداء فهو قسمان :
الأول:
معرفة القواعد والضوابط التي وضعها علماء التجويد ، وهذا القسم يسمى بالتجويد العلمي أو النظري ، وحكمه بالنسبة لعامة المسلمين مندوب ، وحكمه بالنسبة لأهل العلم فهو واجب كفائي ، فإن قامت به طائفة منهم سقط الإثم والحرج عن باقيهم ، وإن لم يقم به طائفة منهم من التعلم والتعليم أثموا جميعاً .
الثاني:
فيسمى بالتجويد العملي أو التطبيقي ، وهو إخراج كل حرف من مخرجه دون تحريف أو تغيير.
حكم تعليم التجويد
أما حكم علم التجويد فهو فرض كفاية بالنسبة لعامة المسلمين ، وفرض عين بالنسبة لرجال الدين من العلماء والقراء ، حتى إن بعض العلماء يرى أن تطبيقه في قراءة حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حسن جيد .
حكم العمل بعلم التجويد شرعاً :
أما حكم العمل بعلم التجويد شرعاً فهو واجب عيني على كل قارئ مكلف يقرأ القرآن كله أو بعضه لقوله تعالى { ورتل القرآن ترتيلاً } (سورة المزمل الآية:4) ، وقد جاء عن علي كرم الله وجهه في قوله تعالى { ورتل القرآن ترتيلاً } (سورة المزمل الآية:4) أنه قال : الترتيل هو تجويد الحروف ، ومعرفة الوقوف ، وفي الآية لم يقتصر سبحانه على الأمر بالفعل ، حتى أكده بالمصدر اهتماما به وتعظيماً لشأنه .
ومن السنة أيضاً قوله صلى الله عليه وسلم "اقرءوا القرآن بلحون العرب وأصواتها ، وإياكم ولحون أهل الفسق والكبائر، فإنه سيجيء أقوام من بعدي يرجعون القرآن ترجيع الغناء والرهبانية والنوح ، لا يجاوز حناجرهم ، مفتونة قلوبهم وقلوب من يعجبهم شأنهم" رواه مالك والنسائي والبيهقي والطبراني .
فقوله صلى الله عليه وسلم : "لا يجاوز حناجرهم " أي لا يقبل ولا يرتفع لأن من قرأ القرآن على غير ما أنزل الله تعالى ، ولم يراع فيه ما أجمع عليه ، فقراءته ليست قرآناً وتبطل به الصلاة ، كما قرره ابن حجر في الفتاوى وغيره ، قال شيخ الإسلام بن تيمية :
"والمراد بالذين لا يجاوز حناجرهم الذين لا يتدبرونه ولا يعملون به ، ومن العمل به تجويده وقراءته على الصفة المتلقاة من الحضرة النبوية "
وقال الشيخ برهان الدين القلقيلي بعد أن ذكر الحديث السابق قال : "وقد صح أن النبي _صلى الله عليه وسلم _ سَمى قارئ القرآن بغير تجويد فاسقاً "وهو مذهب الإمام الشافعي رضي الله عنه .
أما الإجماع : فقد أجمعت الأمة على وجوب التجويد من زمن النبي _صلى الله عليه وسلم _ إلى زماننا ولم يُختلف فيه عند أحد منهم ، ودليل الإجماع من أقوى الحجج .
أقوال أهل العلم في علم التجويد
فمن الأقوال الهامة في شأن التجويد :
يقول الإمام الجزري "من لم يجود القرآن آثم"
قال بعض شراح الجزرية في هذا القول أن من لم يجود القرآن معاقب على ترك التجويد كذاب على الله ورسوله داخل في حيز قوله تعالى : { ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة } (الزمر الآية -60) ، وقوله عليه الصلاة والسلام : " من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار" . وقد أفتى الإمام أبو الخير محمد بن الجزري أن من استأجر شخصاً ليقرئه القرآن أو ليقرأ له ختمة ، فأقرأه القرآن ، أو قرأ له ختمة بغير تجويد لا يستحق الأجرة ، ومن حلف أن القرآن بغير تجويد ليس قرأناً لم يحنث.
وقال بعضهم : لا تصح صلاة قارئ مجيد خلف أمي لا يجيد .
أهمية التلقي في تعليم القرآن وأدائه
إن للتلقي الأهمية العظمى في تعليم القرآن وأدائه ، لأن هناك كلمات قرآنية يختلف نطقها عن رسمها نحو "أولأذبحنه "كما في سورة النمل {لأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ} (سورة النمل الآية -21)
وكلمة "بأييدٍ "كما في قوله تعالى {وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْيدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ} (الذاريات الآية-47) ؛ وأيضاً لأن التلقي سنة وعمل من أعمال رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ ، وبالتلقي يتحقق الإسناد الذي هو ركن من أركان القراءة الثلاثة .
أركان القراءة
1 ـ صحة الإسناد .
2 ـ موافقة الرسم العثماني ولو احتمالاً .
3 ـ موافقة القراءة لوجه من وجوه النحو .
وقال الإمام الجزري
وكل ما وافق وجه نحوي وكان للرسم احتمالا يحوي
وصح إسنادا هو القرآن فتلك الثلاثة الأركان
موضوع علم التجويد
موضوع علم التجويد
واضع علم التجويد
فائدة علم التجويد وغايته
موضوع علم التجويد
أما موضوعه فهو الكلمات القرآنية من حيث إعطاء الحرف حقه ومستحقه .
ويعتبر علم التجويد من أهم العلوم التي توافرت على خدمة كتاب الله _ عز وجل_ بل هو أولاها وأشرفها .
واضع علم التجويد
أما واضعه من الناحية العملية فهو رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن ناحية وضع قواعده فهو الخليل بن أحمد الفراهيدي وغيره من أئمة القراء والتابعين وأتباعهم رضي الله عنهم .
ولنعلم أن الله _تعالى _ أنزل القرآن الكريم من اللوح المحفوظ إلى جبريل _عليه السلام _على هذه الكيفية من التحرير والتجويد ، وأن جبريل _عليه السلام علمه النبي _ صلى الله عليه وسلم _ على هذه الكيفية وتعلمه منه الصحابة _ رضى الله عنهم _ثم تعلمه منهم التابعون ؛ حتى نقل إلينا جيلاً بعد جيل ، بطريق التواتر الذي يفيد القطع واليقين .وهذا يدل على أن هذا العلم توقيفي ، فليس لأحد أن يتحول عنه قيد أنملة ، ومن فعل فهو معتد أثيم .
فائدة علم التجويد وغايته
لعلم التجويد فوائد كثيرة من أهمها حسن الأداء وجودة التلاوة واللذان يوصلان إلى سعادتي الدنيا والآخرة ، وصون اللسان عن اللحن في كلام الله _عز وجل _ واللحن : هو الميل عن الصواب ، وهو الخطأ في القرآن الكريم .
واضع علم التجويد
موضوع علم التجويد
واضع علم التجويد
فائدة علم التجويد وغايته
موضوع علم التجويد
أما موضوعه فهو الكلمات القرآنية من حيث إعطاء الحرف حقه ومستحقه .
ويعتبر علم التجويد من أهم العلوم التي توافرت على خدمة كتاب الله _ عز وجل_ بل هو أولاها وأشرفها .
واضع علم التجويد
أما واضعه من الناحية العملية فهو رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن ناحية وضع قواعده فهو الخليل بن أحمد الفراهيدي وغيره من أئمة القراء والتابعين وأتباعهم رضي الله عنهم .
ولنعلم أن الله _تعالى _ أنزل القرآن الكريم من اللوح المحفوظ إلى جبريل _عليه السلام _على هذه الكيفية من التحرير والتجويد ، وأن جبريل _عليه السلام علمه النبي _ صلى الله عليه وسلم _ على هذه الكيفية وتعلمه منه الصحابة _ رضى الله عنهم _ثم تعلمه منهم التابعون ؛ حتى نقل إلينا جيلاً بعد جيل ، بطريق التواتر الذي يفيد القطع واليقين .وهذا يدل على أن هذا العلم توقيفي ، فليس لأحد أن يتحول عنه قيد أنملة ، ومن فعل فهو معتد أثيم .
فائدة علم التجويد وغايته
لعلم التجويد فوائد كثيرة من أهمها حسن الأداء وجودة التلاوة واللذان يوصلان إلى سعادتي الدنيا والآخرة ، وصون اللسان عن اللحن في كلام الله _عز وجل _ واللحن : هو الميل عن الصواب ، وهو الخطأ في القرآن الكريم .
أقسام اللحن
ينقسم اللحن إلى قسمين : جلي وخفي .
فاللحن الجلي :
هو خطأ يغير اللفظ ويخل بالمعنى ، وهو ما كان بسبب مخالفة القواعد العربية كاستبدال حرف بحرف أو حركة بحركة ، وسمى جلياً لاشتراك علماء التجويد وغيرهم من المثقفين في إدراكه وحكمه التحريم اتفاقاً .
واللحن الخفي :
هو خطأ يغير اللفظ ولا يخل بالمعنى وهو ما كان بسبب مخالفة القواعد التجويدية ،كترك الغنة في موضعها أو الإظهار في غير موضعه ، والقصر في موضع المد أو العكس ، وحكمه التحريم على الأرجح ، وقيل : الكراهة .
مراتب القراءة
التحقيق
الترتيل
الحدر
التدوير
الزمزمة
مراتب القراءة أربع وقيل خمس هي:
المرتبة الأولى : التحقيق
وهو القراءة بتؤدة وطمأنينة بقصد التعليم مع تدبر المعاني ومراعاة الأحكام .
المرتبة الثانية : الترتيل
وهو القراءة بتؤدة وطمأنينة لا بقصد التعليم مع تدبر المعاني ومراعاة الأحكام .
المرتبة الثالثة : الحدر
وهو القراءة بسرعة مع مراعاة الأحكام .
المرتبة الرابعة : التدوير
وهو القراءة بحالة متوسطة بين التؤدة والإسراع مع مراعاة الأحكام .
وهذه المراتب متفاوتة في الفضل فقد اختلف العلماء في الأفضلية فقال بعضهم : التؤدة والطمأنينة مع قلة القراءة أكثر ثواباً وهذا مذهب ابن عباس وابن مسعود رضي الله عنهم وذكر هذا القول غيرهم .
وذهب فريق إلى أن كثرة القراءة مع المحافظة على أحكام التلاوة أفضل وهؤلاء من أصحاب الشافعي ، واحتجوا لذلك بحديث ابن مسعود _ رضي الله عنه ـ أن رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _قال : "ومن قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول ألف لام ميم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف " ولقد روي عن زيد بن ثابت _رضي الله عنه _أن رسول الله _صلى الله عليه وسلم _ قال : "إن الله يحب أن يقرأ القرآن كما أنزل " أخرجه ابن خزيمة في صحيحه ، وقد أمر الله تعالى به نبيه _صلى الله عليه وسلم _ فقال _ عز وجل _ {ورتلا القرآن ترتيلاً } (سورة المزمل الآية :4) , وفي جامع الترمذي وغيره عن يعلى بن مالك أنه سأل أم سلمة رضي الله عنها عن قراءة النبي _ صلى الله عليه وسلم _ فإذا هي تصف قراءته أنها قراءة مفسرة حرفاً حرفاً .
المرتبة الخامسة : الزمزمة
وهو ضرب من الحدر قال : الزمزمة القراءة في النفس خاصة ، ولا بد في هذه الأنواع كلها من التجويد .
الاستعاذة
حكم الإستعاذة
أحوال الإستعاذة
أوجه الإستعاذة
حكم الاستعاذة :
حكم الاستعاذة الندب عند الجمهور ، وقيل : الوجوب استدلالاً بقوله تعالى في سورة النحل {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ }(سورة النحل الآية :98)
رجوع
أحوال الاستعاذة:
للاستعاذة أحوال منها :
الجهر بها ويكون في حالتين
الحالة الأولى :
يكون الجهر مستحباً وذلك عندما يكون القارئ يقرأ جهراً وكان هناك من يستمع إليه .
الحالة الثانية :
وتكون في حالة التعليم والمدارسة ويكون هو المبتدئ بالقراءة.
والإسرار بها ويكون في أربعة مواطن
الموطن الأول :
ويكون في الصلاة سواء كانت سرية أم جهرية .
الموطن الثاني :
إذا كان القارئ يقرأ سراً .
الموطن الثالث:
إذا كان القارئ يقرأ في جماعة وليس هو المبتدئ .
الموطن الرابع :
إذا كان القارئ خالياً.
رجوع
أوجه الاستعاذة مع البسملة :
للاستعاذة مع البسملة عند أول كل سورة عدا سورة براءة أربعة أوجه.
الوجه الأول :
قطع الجميع، أي قطع الاستعاذة عن البسملة عن أول السورة هكذا أعوذ بالله من الشيطان الرجيم} - وقف - {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} - وقف - {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ {(سورة النصر الآية: 1) مثلاً .
الوجه الثاني:
قطع الأول ووصل الثاني بالثالث هكذا : {أعوذ بالله من الشيطان الرجيم}
- وقف – {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ } (سورة النصر الآية: 1)
الوجه الثالث :
وصل الأول بالثاني وقطع الثالث هكذا : الاستعاذة والبسملة ثم أول السورة ، {أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ } - وقف -{ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ }.
الوجه الرابع :
وصل الجميع هكذا : الاستعاذة والبسملة وأول السورة ، {أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ }(سورة النصر الآية:1) .
فهذه الأوجه الأربع جائزة عند أول كل سورة _عدا أول سورة براءة _ لأنها لا بسملة في أولها .
ولنعلم أنه لا استعاذة بين سورتين، ولكن الذي بين كل سورتين هي البسملة فقط ، ولا توجد كذلك بين الأنفال وبراءة .
البسملة
لفظها
محلها
حكم البسملة بين السورتين
لفظها
"بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ".
رجوع
محلها
وذلك يتعلق بثلاثة أمور وهي.
الأمر الأول :
أوائل السور .
الأمر الثاني :
ما بين السورتين .
الأمر الثالث :
أثناء السور .
والبسملة واجبة عند ابتداء أول كل سورة ما عدا أول سورة براءة .
وتجوز البسملة أثناء السور وأثناء سورة براءة .
والبسملة عند العلماء وأئمة الأداء الأَولى فيها الوجوب عند أول كل سورة .
رجوع
حكم البسملة بين السورتين
البسملة بين السورتين لها ثلاثة أوجه عند حفص هي :
الوجه الأول :
قطع الجميع : أي قطع آخر السورة عن البسملة وقطع البسملة عن أول السورة : مثال ذلك قوله تعالى في آخر سورة البقرة {أَنْتَ مَوْلانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ } (البقرة: 286) ثم تقف ، ثم تقول : {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}، ثم تقف ، ثم تبدأ بأول سورة آل عمران .
الوجه الثاني :
قطع الأول ووصل الثاني بالثالث أي قطع آخر السورة عن البسملة ووصل البسملة بأول السورة ، مثال ذلك قوله تعالى في آخر سورة البقرة { أَنْتَ مَوْلانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ } (البقرة: 286) ثم تقف ، ثم تقول : {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} وتبدأ بأول سورة آل عمران دون وقف .
الوجه الثالث :
وصل الجميع أي وصل آخر السورة بالبسملة بأول السورة ، مثال ذلك قوله تعالى في آخر سورة البقرة { أَنْتَ مَوْلانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ألم . اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ } (سورة آل عمران الآية 1-2).
أما الوجه الرابع :
وهو وصل الأول بالثاني وقطع الثالث أي تقول { أَنْتَ مَوْلانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ } ثم تقف ثم تقرأ { ألم اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ } (سورة آل عمران الآية 1-2). فهذا ممنوع قال الإمام الشاطبي :
ومهما تصلها مع أواخر سورة فلا تقفـن الدهـر فيها فتثقـلا
أما الأنفال وبراءة فلهما ثلاثة أوجه :
1 ـ الوقف على آخر الأنفال ثم الوقف مع التنفس ثم الابتداء بأول براءة .
2 ـ السكت على آخر الأنفال دون تنفس ثم الابتداء ببراءة .
3 ـ وصل آخر الأنفال ببراءة ككلمتين وصلت الأولى بالثانية .
وفي ذلك يقول الإمام الشاطبي :
وبين أنفال وتوبة أتـى ثلاثة فاقطع وصل أو اسكتا
أحكام النون الساكنة والتنوين
أوجه الإتفاق والإختلاف بين النون الساكنة والتنوين
أحكام النون الساكنة والتنوين:
الإظهار
الإدغام
الإقلاب
الإخفاء
أوجه الاتفاق والاختلاف بين النون الساكنة والتنوين :
بدايةً النون الساكنة حرف من الحروف العربية الهجائية الستة والعشرين ، وتكون ثابتة في اللفظ (النطق) والخط ، وتكون في الوصل والوقف وتكون في الأسماء والأفعال والحروف وتكون متوسطة ومتطرفة .
أما التنوين فهو نون ساكنة زائدة تلحق آخر الاسم وصلاً في اللفظ وتفارقه خطاً ووقفاً وهو عبارة عن الفتحتين والكسرتين والضمتين.
ويمكن أن نقرر الفرق بين النون الساكنة والتنوين فيما يأتي :
أولاً:
النون الساكنة تكون ثابتة في اللفظ والخط أما التنوين فإنه ثابت في اللفظ دون الخط .
ثانياً:
النون الساكنة تكون ثابتة في الوصل والوقف أما التنوين يكون ثابت في الوصل دون الوقف بل عند الوقف عليه بالكسرتين أو الضمتين يوقف عليه بالسكون وهو الأصل وعندما يكون بالفتحتين تبدل الفتحتان ألفاً تمد بمقدار حركتين مثل {أَلَمْ نَجْعَلْ الأَرْضَ مِهَادًا } (النبأ الآية :6)إلا إذا كانت الفتحتان تنويناً لتاء مربوطة فيوقف عليها بالسكون مثل { إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً } (الشعراء:174)
ثالثاً:
النون الساكنة تكون في الأسماء مثل "سندس "في قوله تعالى { وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِنْ سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا} (الكهف الآية :31) وتكون في الأفعال مثل "فانتصر "في قوله تعالى على لسان سيدنا نوح { أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ }(القمر الآية :10) وتكون في الحروف مثل "من ".. في قوله تعالى { مِنَ يضلل الله فلا هادى له ويذرهم فى طغيانهم يعمهونِ} (الأعراف : الآية 186) أما التنوين فلا يكون إلا في الأسماء مثل { إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيم } (الحجرات الآية :1) .
رابعاً:
النون الساكنة تكون في وسط الكلمة وآخرها والتنوين لا يكون إلا في آخر الكلمة .
رجوع
أحكام النون الساكنة أو التنوين
للنون الساكنة أو التنوين مع الحروف الهجائية عند التقاء كلاً منهما بحرف من الحروف الهجائية أربعة أحوال هي:
1 ـ الإظهار
2 ـ الإدغام
3 ـ الإقلاب
4 ـ الإخفاء
رجوع
أولاً : الإظهار
أولاً : الإظهار
أما الإظهار لغة : فهو البيان .
واصطلاحاً : هو إخراج كل حرف من مخرجه من غير غنة .
وحروف الإظهار الحلقي ستة : مجموعة في قول صاحب التحفة .
همز فهاء ثم عين حـــاء مهملتـان ثـم غيـن خـاء .
وقال بعضهم : هي أوائل الكلمات ( أخي هاك علما حازه غير خاسر ).
وهي على التفصيل : (الهمزة ـ الهاء ـ العين ـ الحاء ـ الغين ـ الخاء )
وتكون هذه الحروف مع النون الساكنة في كلمة واحدة وفي كلمتين ، أما مع التنوين فلا تكون إلا في كلمتين .
أمثلة الإظهار الحلقي :
الهمز مع النون الساكنة في كلمة واحدة مثل "ينأون " كما في قوله تعالى {وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ وَإِنْ يُهْلِكُونَ إِلا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ}(الأنعام الآية :26) ، ومثال الهمز مع النون الساكنة في كلمتين {من آمن} كما في قوله تعالى { قُلْ يا أهل الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجًا وَأَنْتُمْ شُهَدَاءُ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ } (آل عمران الآية :99) ومع التنوين ولا يكون إلا في كلمتين مثل {كل آمن} كما في قوله تعالى {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} (البقرة الآية :285) .
الهاء مع النون الساكنة في كلمة واحدة مثل {منهم } كما في قوله تعالى { وَلَقَدْ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون} (الأنعام الآية :10)
ومثال الهاء مع النون الساكنة في كلمتين {من هاد } كما في قوله تعالى {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ وَمَنْ يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُمِنْ هَادٍ } (الزمر الآية: 36) ، ومع التنوين ولا يكون إلا في كلمتين مثل {ولكل قوم هاد} كما في قوله تعالى {وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ إِنَّمَا أَنْتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَاد } (الرعد الآية :7) .
العين مع النون الساكنة في كلمة واحدة مثل {أنعمت} كما في قوله تعالى {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ} (سورة الفاتحة الآية :7) ، ومثال العين مع النون الساكنة في كلمتين {من عمل } كما في قوله تعالى { مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ} (سورة فصلت الآية :46) ومع التنوين ولا يكون إلا في كلمتين مثل {سميع عليم} كما في قوله تعالى {وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيم }(سورة النور الآية: 60)
الحاء مع النون الساكنة في كلمة واحدة مثل {وانحر} كما في قوله تعالى {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ } (سورة الكوثر الآية :2)
ومثال الحاء مع النون الساكنة في كلمتين {فمن حاجك } كما في قوله تعالى { فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنْ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ } (سورة آل عمران الآية: 61) ومع التنوين ولا يكون إلا في كلمتين مثل {عليم حكيم } كما في قوله تعالى { يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ } (سورة النساء الآية :26) .
الغين مع النون الساكنة في كلمة واحدة مثل {فسينغضون} كما في قوله تعالى {أَوْ خَلْقًا مِمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ فَسَيَقُولُونَ مَنْ يُعِيدُنَا قُلْ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُءُوسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيبًاْ} (سورة الإسراء الآية:51) ، ومثال الغين مع النون الساكنة في كلمتين { من غفور } كما في قوله تعالى { نُزُلا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ } (سورة فصلت الآية :32) ، ومع التنوين ولا يكون إلا في كلمتين مثل { ورب غفور } كما في قوله تعالى {لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ } (سورة سبأ الآية : 15) .
الخاء مع النون الساكنة في كلمة واحدة مثل {والمنخنقة} كما في قوله تعالى {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِوَالْمُنْخَنِقَةُ } (سورة المائدة الآية :3) ، ومثال الخاء مع النون الساكنة في كلمتين {من خلاف } كما في قوله تعالى {فَلأقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلافٍ وَلأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى} (سورة طه الآية :71 ) ، ومع التنوين ولا يكون إلا في كلمتين مثل { عليماً خبيراً } كما في قوله تعالى {وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقْ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرً } (سورة النساء الآية:35) .
وسمي هذا الإظهار حلقياً لخروج حروفه من الحلق .
وفي ذلك يقول الناظم :
للنون إن تسكن وللتنــوين أربع أحكـام فخذ تبيــني
فالأول الإظهار قبل أحــرف للحلق ست رتبت فلتعـرف
همز فهاء ثم عين حـــاء مهملتان ثم غين خـــاء
رجوع
ثانياً : الإدغام
ويأتي مع حروف كلمة "يرملون" إذا وقع أحد حروفها بعد النون الساكنة أو التنوين ، وهو قسمان إدغام بغنة وإدغام بغير غنة .
تعريف الإدغام
لغـة : إدخال الشيء في الشيء .
واصطلاحاً : التقاء حرف ساكن بحرف متحرك بحيث يصيران حرفاً واحداً مشدداً يرتفع اللسان عنه ارتفاعه واحدة .
والغنة : هي صوت رخيم يخرج من الأنف .
حروف الإدغام بغنة:
يأتي الإدغام بغنة مع حروف أربعة مجموعة في كلمة "ينمو "فعند وقوع أحد هذه الأحرف الأربعة بعد النون الساكنة من كلمتين وجب الإدغام بغنة يستثنى من ذلك النون في "يــ س و الْقُرْآنِ" ( يس:1،2) و " ن وَ الْقَلَمِ" (القلم:1) فلا إدغام بل يجب الإظهار، وقد وقع هذا النوع مع الياء والواو في هذه الكلمات: {الدنيا} كما في قوله تعالى {بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَـ ا} (سورة الأعلى الآية:16)
{صنوان} كما في قوله تعالى
{وَفِي الأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ} (سورة الرعد الآية :4) {قنوان} كما في قوله تعالى {وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا وَمِنْ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَاقِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ} (سورة الأنعام الآية :99) {بنيان} كما في قوله تعالى {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنيَانٌ مَرْصُوصٌ} (سورة الصف الآية :4) وقد أُظهِرَ خوف التباسه عند الإدغام بمعنى آخر.
أمثلة الإدغام بغنة
.النون الساكنة إذا أتت الياء بعدها في كلمتين مثل {ومن يعمل} كما في قوله تعالى { وَمَنْ يَعْمَلْ مِنْ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا يَخَافُ ظُلْمًا وَلا هَضْمًا} (سورة طه الآية :112) ومع التنوين إذا أتت الياء بعده مثل { لقومٍ يؤمنون } كما في قوله تعالى {وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } (سورة الأعراف الآية :52) .
النون الساكنة إذا أتت النون بعدها في كلمتين مثل { من نعمة } كما في قوله تعالى { وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنْ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمْ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ} (سورة النحل الآية :53). ومع التنوين إذا أتت النون بعده مثل { أمنةً نعاساً } كما في قوله تعالى {ُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُم} (سورة آل عمران الآية :154) .
النون الساكنة إذا أتت الميم بعدها في كلمتين مثل { من مال } كما في قوله تعالى {أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ} (سورة المؤمنون الآية: 55) ومع التنوين إذا أتت الميم بعده مثل {كل من عند ربنا} كما في قوله تعالى {وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلا أُوْلُوا الأَلْبَاب} (سورة آل عمران الآية :7) .
النون الساكنة إذا أتت الواو بعدها في كلمتين مثل { من ولي } كما في قوله تعالى {وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ} (سورة العنكبوت الآية :22) ، ومع التنوين إذا أتت الواو بعده مثل قوله تعالى {وَلِيٍّ وَ لا نَصِيرٍ}. (سورة العنكبوت الآية :22)
الإدغام بغير غنة
أما النوع الثاني من الإدغام فهو الإدغام بغير غنة ويأتي مع حرفين "اللام والراء "إذا أتيا بعد النون الساكنة أو التنوين في كلمتين حيث لم يقع منه في القرآن ما كان في كلمة واحدة .
أمثلة الإدغام بغير غنة
النون الساكنة إذا أتت اللام بعدها في كلمتين مثل { من لدنه } كما في قوله تعالى {قَيِّمًا لِيُنذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا} (سورة الكهف الآية: 2) ومع التنوين إذا أتت اللام بعده مثل {سائغاً للشاربين} كما في قوله تعالى {وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ } (سورة النحل الآية: 66) .
النون الساكنة إذا أتت الراء بعدها في كلمتين مثل { من ربهم } كما في قوله تعالى {أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ} (سورة البقرة الآية: 5) ومع التنوين إذا أتت الراء بعده مثل {تواباً رحيما} كما في قوله تعالى {وَاللَّذَانِ يَأْتِيَانِهَا مِنْكُمْ فَآذُوهُمَا فَإِنْ تَابَا وَأَصْلَحَا فَأَعْرِضُوا عَنْهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ تَوَّابًا رَحِيمًا } (سورة النساء الآية: 16).
وفي ذلك يقول الناظم :
والثاني إدغام بستة أتـت في يرملون عندهم قد ثبتت
لكنها قسمان قسم يدغما فيه بغنة بينمو علمـــا
إلا إذا كان بكلمة فــلا تدغم كدنيا ثم صنـوان تلا
والثاني إدغام بغير غنة في اللام والـراء ثم كررنه
رجوع
ثالثًا : الإقـلاب
الحكم الثالث من أحكام النون الساكنة والتنوين هو الإقلاب وتعريفه في اللغة : تحويل الشيء عن وجهه .
واصطلاحاً : جعل حرف مكان آخر مع مراعاة الغنة في الحرف الأول ، والإخفاء يقع مع حرف واحد وهو الباء ، فإذا وقعت بعد النون الساكنة في كلمة أو كلمتين أو بعد التنوين أو شبه التنوين مثل { لنسفعاً بالناصية } كما في قوله تعالى { كَلا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ }(سورة العلق الآية : 15) وجب قلبها ميماً ويسمى "إقلاباً "وصورته أن تقلب النون ميماً ثم أخفيت قبل الباء وكذا التنوين لسهولة النطق إذ النطق بالإقلاب أيسر من الإظهار والإدغام .
أمثلة الإقلاب :
مع النون الساكنة في كلمة واحدة مثل {أنبئهم} كما في قوله تعالى {قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ} (سورة البقرة الآية :33) ، ومثل {أنبئوني} كما في قوله تعالى {وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقَالَ بِأَسْمَاءِ هَؤُلاء إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ} (سورة البقرة الآية:31). (سورة البقرة الآية :33)
ومع النون الساكنة في كلمتين مثل {من بعد} كما في قوله تعالى {ما كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُوْلِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِمَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ} (سورة التوبة الآية :113) ، ومثل {فمن يؤمن بربه} كما في قوله تعالى {وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آمَنَّا بِهِ فَمَنْيُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلا يَخَافُ بَخْسًا وَلا رَهَقًا} (سورة الجن الآية :13).
ومع التنوين مثل {زوج بهيج} كما في قوله تعالى {وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيج } (سورة ق الآية:7). ، ومثل {لنسفعاً بالناصية} كما في قوله تعالى {كَلا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ } (سورة العلق الآية: 15).
وفي ذلك يقول الناظم :
والثالث الإقلاب عند البــاء ميماً بغنة مع الإخفاء
رجوع
رابعًا : الإخفـــــاء
تعريف الإخفاء
الإخفاء لغة : هو الســــتر .
واصطلاحاً : النطق بالحرف بصفة بين الإظهار والإدغام عار عن التشديد مع بقاء الغنة في الحرف الأول ، والمراد بالحرف الأول : النون الساكنة أو التنوين .
حروف الإخفـــاء .
وحرف الإخفاء خمسة عشر حرفاً وهي الباقية بعد ستة الإظهار وستة الإدغام بقسميه وحرف الإقلاب ، وعلى هذا فحروف المد الثلاثة لا تقع بعد النون الساكنة والتنوين ، وقد أشار صاحب التحفة إلى حروف الإخفاء في أوائل كلمات هذا البيت فقال :
صف ذا ثنا كم جاد شخص قد سما دم طيباً زد في تقي ضع ظالماً
وهي الصاد ، والذال ، والتاء ، والكاف ، والجيم ، والشين ، والقاف ، والسين، والدال ، والطاء ، والزاي ، والفاء ، والتاء ، والضاد ، والظاء .
فإذا وقع حرف من هذه الحروف بعد النون الساكنة من كلمة أو من كلمتين أو بعد التنوين أخفيت النون الساكنة والتنوين عندها ويسمى هذا الحكم إخفاءً حقيقياً وذاك لزوال الحرف وبقاء صفته .
أمثلة الإخفاء الحقيقي
الصاد بعد النون الساكنة في كلمة واحدة مثل:{ينصركم} كما في قوله تعالى {إِنْ يَنْصُرْكُمْ اللَّهُ فَلا غَالِبَ لَكُمْ} (سورة آل عمران الآية: 160 ) ، ومع النون الساكنة في كلمتين مثل {أن صدوكم } كما في قوله تعالى {وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنْ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} (سورة المائدة الآية: 2) ، ومع التنوين مثل {ريحٍ صرصرٍ} كما في قوله تعالى ، ومع التنوين مثل {ريحٍ صرصرٍ} كما في قوله تعالى {وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ} (سورة الحاقة الآية: 6).
الذال بعد النون الساكنة في كلمة واحدة مثل{ لينذر} كما في قوله تعالى { لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ } (سورة يس الآية: 70)، ومع النون الساكنة في كلمتين مثل {من ذا الذي} كما في قوله تعالى {اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلا بِإِذْنِهِ} (سورة البقرة الآية: 255) ، ومع التنوين مثل قوله تعالى : { يَوْمَ تَشَقَّقُ الأَرْضُ عَنْهُمْ سِرَاعًا ذَلِكَ حَشْرٌ عَلَيْنَا يَسِيرٌ} (سورة ق الآية: 44).
الثاء بعد النون الساكنة في كلمة واحدة مثل {منثوراً} كما في قوله تعالى {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا } (سورة الفرقان الآية: 23 ). ومع النون الساكنة في كلمتين مثل {من ثمرة} كما في قوله تعالى {وَبَشِّرْ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} (سورة البقرة الآية: 25) ، ومع التنوين مثل {ومهدت له تمهيداً ثم } وكما في قوله تعالى {وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيدًا ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ} (سورة المدثر الآية: 14 ، 15).
الكاف بعد النون الساكنة في كلمة واحدة مثل {منكم} كما في قوله تعالى {سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ{ (سورة الرعد الآية: 10) ، ومع النون الساكنة في كلمتين مثل {من كان} كما في قوله تعالى {لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ} (سورة يس الآية: 70) ، ومع التنوين مثل { رزق كريم } كما في قوله تعالى {أُوْلَئِكَ هُمْ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ } (سورة الأنفال الآية: 4) .
الجيم بعد النون الساكنة في كلمة واحدة مثل {تنجيكم} كما في قوله تعالى {يا أيها الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} (سورة الصف الآية: 10) ، ومع النون الساكنة في كلمتين مثل {من جاء} كما في قوله تعالى { مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ} (سورة النمل الآية: 89) ، ومع التنوين مثل { فصبر جميل } كما في قوله تعالى {قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ} (سورة يوسف الآية: 83).
الشين بعد النون الساكنة في كلمة واحدة مثل {منشوراً} كما في قوله تعالى {وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُمَنشُورًا } (سورة الإسراء الآية: 13) ، ومع النون الساكنة في كلمتين مثل {فمن شاء } كما في قوله تعالى {وَقُلْ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَفَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا{ (سورة الكهف الآية: 29) ، ومع التنوين مثل { علمٍ شيئاً } كما في قوله تعالى {وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا وَتَرَى الأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ} (سورة الحج الآية: 5).
القاف بعد النون الساكنة في كلمة واحدة مثل {وينقلب} كما في قوله تعالى { وَيَنقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا} (سورة الانشقاق الآية: 9) ، ومع النون الساكنة في كلمتين {من قبل}كما في قوله تعالى {إِلا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} (سورة المائدة الآية: 34) ، ومع التنوين { ثمناً قليلاً } كما في قوله تعالى {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِثَمَنًا قَلِيلا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ} (سورة آل عمران الآية: 187).
السين بعد النون الساكنة في كلمة واحدة مثل {ينسلون} كما في قوله تعالى {حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ } (سورة الأنبياء الآية: 96) ، ومع النون الساكنة في كلمتين مثل {من سوء} كما في قوله تعالى {يَتَوَارَى مِنْ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ} (سورة النحل الآية: 59) ، ومع التنوين مثل {عابدات سائحات} كما في قوله تعالى {عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا} (سورة التحريم الآية: 5).
الدال بعد النون الساكنة في كلمة واحدة مثل {أنداداً} كما في قوله تعالى {وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ} (سورة البقرة الآية: 165) ، ومع النون الساكنة في كلمتين مثل {من دابة} كما في قوله تعالى {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِين} (سورة هود الآية: 6) ، ومع التنوين مثل قوله تعالى : { قنوانٌ دانيةٌ }كما في قوله تعالى {وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا وَمِنْ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُون}َ (سورة الأنعام الآية: 99).
الطاء بعد النون الساكنة في كلمة واحدة مثل {انطلقوا}كما في قوله تعالى { انطَلِقُوا إِلَى مَا كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ}َ (سورة المرسلات الآية: 29) ، ومع النون الساكنة في كلمتين مثل قوله تعالى : {من طيبات} كما في قوله تعالى {يا أيها الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنْ الأَرْضِ وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيد} (سورة البقرة الآية: 267) ، ومع التنوين مثل {حلالاً طيباً } كما في قوله تعالى {يا أيها النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلالا طَيِّبًا وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِين} (سورة البقرة الآية: 168).
الزاي بعد النون الساكنة في كلمة واحدة مثل {ينزفون} كما في قوله تعالى {لا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلا يُنزِفُونَ } (سورة الواقعة الآية: 19) ، ومع النون الساكنة في كلمتين مثل قوله تعالى : {فإن زللتم} كما في قوله تعالى { فَإِنْ زَلَلْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْكُمْ الْبَيِّنَاتُ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }(سورة البقرة الآية: 209) ، ومع التنوين مثل { يومئذٍ زرقا} كما في قوله تعالى {يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقًا } (سورة طه الآية: 102).
الفاء بعد النون الساكنة في كلمة واحدة مثل {انفروا} كما في قوله تعالى { انفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} (سورة التوبة الآية: 41) ، ومع النون الساكنة في كلمتين مثل {فإن فاءوا} كما في قوله تعالى {لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فَاءُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} (سورة البقرة الآية: 226) ، ومع التنوين مثل {رحمة وعلمًا فاغفر} كما في قوله تعالى{الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ} (سورة غافر الآية: 7).
التاء بعد النون الساكنة في كلمة واحدة مثل {أنتم} كما في قوله تعالى { أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ الأَقْدَمُونَ{ (سورة الشعراء الآية: 76) ، ومع النون الساكنة في كلمتين مثل {فمن تاب} كما في قوله تعالى { فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} (سورة المائدة الآية: 39) ، ومع التنوين مثل {جناتٍ تجري } كما في قوله تعالى {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} (سورة التوبة الآية: 100).
الضاد بعد النون الساكنة في كلمة واحدة مثل {منضود} كما في قوله تعالى {وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ } (سورة الواقعة الآية: 29). ، ومع النون الساكنة في كلمتين مثل {ومن ضل} كما في قوله تعالى {مَنْ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولا} (سورة الإسراء الآية: 15) ، ومع التنوين مثل قوله تعالى : {مسجداً ضراراً} كما في قوله تعالى {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوامَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلا الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ}(سورة التوبة الآية: 107)
الظاء بعد النون الساكنة في كلمة واحدة {تنظرون} كما في قوله تعالى {أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا قُلْ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِي فَلا تُنظِرُونِ } (سورة الأعراف الآية: 195) ، ومع النون الساكنة في كلمتين مثل {من ظلم} كما في قوله تعالى {لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنْ الْقَوْلِ إِلا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمَا} (سورة النساء الآية: 148) ، ومع التنوين مثل {قومٍ ظلموا} كما في قوله تعالى {مَثَلُ مَا يُنْفِقُونَ فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ وَمَا ظَلَمَهُمْ اللَّهُ وَلَكِنْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ{ (سورة آل عمران الآية: 117).
وإليك حروف الإخفاء من التحفة وهي أول حرف من كل كلمة في هذا البيت.
صف ذا ثنا كم جاد شخص قد سما دم طيبـاً زد في تقي ضع ظالما
أحكام النون والميم المشددتين
هذان الحرفان إذا وقع كل منهما في القرآن الكريم مشدداً ، وجبت الغنة بمقدار حركتين، والحركة بقدر خفض الإصبع وبسطه، وهى وسط بين الإسراع والتأني، ومخرجها الخيشوم وهو أعلى الأنف وأقصاه من الداخل ، ولهذا سمى كل منهما حرف غنة.
قال الناظم في التحفة :
وسم كلاً حرف غنة بداً وغن ميماً ثم نوناً شدداً
سواء كانت الشدة مع فتحة مثل {إنا} كما في قوله تعالى { إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنينَ} (سورة المرسلات الآية: 44) ، أو كسرة مثل {إني} كما في قوله تعالى { وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى} (سورة طه الآية: 82) ، أو مع ضمة مثل {النور} كما في قوله تعالى {يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنْ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} (سورة المائدة الآية: 16) ، وهكذا.
وحرف الغنة المشدد إما أن يكون متصلاً مثل {إني} كما في قوله تعالى { وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى} (سورة طه الآية: 82) و إما أن يكون منفصلا وهو ما كان من كلمتين إذا اجتمعا وجب التشديد والغنة مثل{ من نار } كما في قوله تعالى {يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٌ فَلا تَنتَصِرَانِ} (سورة الرحمن الآية:35).
أحكام الميم الساكنة
الإخفاء الشفوى
الإظهار الشفوى
الإدغام وجوباً
أمثلة على الإظهار الشفوى
أحكام الميــم الساكنـــة
وبعد أن انتهينا من حكم النون والميم المشددتين ننتقل إلى حكم الميم الساكنة من حيث الإخفاء والإدغام والإظهار متى تخفى ومتى تدغم ومتى تظهر وكيف ننطق بها في كل حالة من هذه الحالات .
أولاً : الإخفاء الشفوي :
ويكون ذلك إذا وقع بعد الميم الساكنة حرف الباء مباشرة سواء كانت الميم أصلية في الكلمة مثل" يعتصم بالله "كما في قوله تعالى {وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} (سورة آل عمران الآية: 101) أم غير أصلية كميم الجمع في قوله "الذي أنتم به مؤمنون ،من قوله تعالى{وَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمْ اللَّهُ حَلالا طَيِّبًا وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ أؤْمِنُونَ} (سورة المائدة الآية: 88).
وسمي هذا النوع من الإخفاء شفوياً لخروج الميم والباء من الشفتين .
رجوع
ثانياً : الإدغام وجوباً
وذلك إذا وقع بعدها ميم أخرى متحركة مثل "هو الذي خلق لكم ما في الأرض "كما في قوله تعالى {هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } (سورة البقرة الآية: 29) وهنا تدغم الميم الساكنة في الميم المتحركة وصارت ميماً واحدة مشددة ، ويسمى هذا إدغاماً صغيراً ولابد من وجود الغنة فيه بمقدار حركتين .
رجوع
ثالثًا : الإظهار الشفوي
وهو أن يقع بعد الميم الساكنة أي حرف من حروف الهجاء عدا حرف الباء والميم وباقي الحروف إذا وقعت بعد الميم الساكنة وجب إظهار الميم الساكنة .
ولقد تتبع بعضهم الميم الساكنة قبل حروف الهجاء فوجدوا أنها لم تقع في كلمة واحدة قبل ثمانية من حروف الهجاء هي "الجيم والخاء والذال والصاد والظاء والغين والفاء والقاف ".
رجوع
أمثلة الإظهار الشفوي :
الهمزة مع الميم الساكنة في كلمة مثل {الظمآن} كما في قوله تعالى {وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ} (سورة النور الآية: 39) ، ومع الميم الساكنة في كلمتين مثل {أم آتيناهم} كما في قوله تعالى { قُلْ أَرَأَيْتُمْ شُرَكَاءَكُمْ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنْ الأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ أَمْ آتَيْنَاهُمْ كِتَابًا فَهُمْ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْهُ بَلْ إِنْ يَعِدُ الظَّالِمُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا إِلا غُرُورًا} (سورة فاطر الآية: 40).
التاء مع الميم الساكنة في كلمة مثل قوله تعالى {أمتا} كما في قوله تعالى {لا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلا أَمْتًا } (سورة طه الآية: 107) ،
ومع الميم الساكنة في كلمتين مثل {أم تأمرهم } كما في قوله تعالى { أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلامُهُمْ بِهَذَا أَمْ هُمْ قَوْمٌ طاغون} (سورة الطور الآية: 32).
الثاء مع الميم الساكنة في كلمة واحدة مثل }أمثالها{ كما في قوله تعالى {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا } (سورة محمد الآية: 10) ، ومع الميم الساكنة في كلمتين مثل }يميتكم ثم{ .كما في قوله تعالى {كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون} (البقرة:28)
الجيم مع الميم الساكنة في كلمتين مثل }أم جعلوا{ كما في قوله تعالى { أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلْ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ} (سورة الرعد الآية: 16). (سورة الرعد الآية: 16).
الحاء مع الميم الساكنة في كلمة واحدة مثل }يمحق{كما في قوله تعالى { يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ} (سورة البقرة الآية: 276) (سورة البقرة الآية: 276) ، ومع الميم الساكنة في كلمتين مثل }أم حسبتم{ كما في قوله تعالى { أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمْ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ} (سورة آل عمران الآية: 142).
الخاء مع الميم الساكنة في كلمتين مثل }أم خلقوا{كما في قوله تعالى { أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمْ الْخَالِقُونَ} (سورة الطور الآية: 35).
الدال مع الميم الساكنة في كلمة واحدة مثل }يمددكم{كما في قوله تعالى { وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا} (سورة نوح الآية: 12) ، ومع الميم الساكنة في كلمتين مثل }عليهم دائرة{ كما في قوله تعالى {وَمِنْ الأَعْرَابِ مَنْ يَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ مَغْرَمًا وَيَتَرَبَّصُ بِكُمْ الدَّوَائِرَعَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} (سورة التوبة الآية: 98).
الذال مع الميم الساكنة في كلمتين مثل }اتبعتهم ذريتهم{كما في قوله تعالى {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ } (سورة الطور الآية: 21).
الراء مع الميم الساكنة في كلمة واحدة مثل }أمرًا{كما في قوله تعالى {قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْرًامَقْضِيًّا} (سورة مريم الآية: 21) ، ومع الميم الساكنة في كلمتين مثل }جاءكم رسول{ كما في قوله تعالى {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} (سورة التوبة الآية: 128)
الزاي مع الميم الساكنة في كلمة واحدة مثل }رمزًا{كما في قوله تعالى { قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ إِلا رَمْزًا وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ} (سورة آل عمران الآية: 41) ، ومع الميم الساكنة في كلمتين مثل }أم زاغت{ كما في قوله تعالى {اتَّخَذْنَاهُم سِخْرِيًّا أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمْ الأَبْصَارُ} (سورة ص الآية: 63).
السين مع الميم الساكنة في كلمة واحدة مثل }همسًا{كما في قوله تعالى { يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِي لا عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَتْ الأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلا تَسْمَعُ إِلا هَمْسًا } (سورة طه الآية: 108) ، ومع الميم الساكنة في كلمتين مثل }أم لهم سلم{ كما في قوله تعالى {أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ يَسْتَمِعُونَ فِيهِ فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُمْ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ} (سورة الطور الآية:38).
الشين مع الميم الساكنة في كلمة واحدة مثل }يمشي{كما في قوله تعالى {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (سورة الأنعام الآية: 132) ، ومع الميم الساكنة في كلمتين مثل }لهم شراب{ كما في قوله تعالى {وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ شَرَابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ} (سورة يونس الآية: 4).
الصاد مع الميم الساكنة في كلمتين مثل }وهم صاغرون{كما في قوله تعالى {ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لا قِبَلَ لَهُمْ بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُمْ مِنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ } (سورة النمل الآية: 37).
الضاد مع الميم الساكنة في كلمة واحدة مثل }وامضوا{كما في قوله تعالى {فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنْ اللَّيْلِ وَاتَّبِعْ أَدْبَارَهُمْ وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌوَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ} (سورة الحجر الآية: 65) ، ومع الميم الساكنة في كلمتين مثل }آباءهم ضالين{ كما في قوله تعالى {إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آبَاءَهُمْ ضَالِّينَ } (سورة الصافات الآية: 69).
الطاء مع الميم الساكنة في كلمة واحدة مثل }أمطرنا{كما في قوله تعالى { وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنذَرِينَ} (سورة النمل الآية: 58) ، ومع الميم الساكنة في كلمتين مثل }عليهم طيرا{ كما في قوله تعالى {وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ} (سورة الفيل الآية: 3).
الظاء مع الميم الساكنة في كلمتين مثل }وهم ظالمون{ كما في قوله تعالى {وَلَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْهُمْ فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ الْعَذَابُ وَهُمْ ظَالِمُونَ } (سورة النحل الآية: 113).
العين مع الميم الساكنة في كلمة واحدة مثل }أمعاءهم{كما في قوله تعالى {وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ } (سورة محمد الآية: 15) ، ومع الميم الساكنة في كلمتين مثل }هم عن اللغو{ كما في قوله تعالى {وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ} (سورة المؤمنون الآية: 3).
الغين مع الميم الساكنة في كلمتين مثل }فإنهم غير ملومين{ كما في قوله تعالى {إِلا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ} (سورة المؤمنون الآية: 6).
الفاء مع الميم الساكنة في كلمتين مثل }وأولادكم فتنة{ كما في قوله تعالى {إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ} (سورة التغابن الآية: 15).
القاف مع الميم الساكنة في كلمتين مثل }أوهم قائلون{ كما في قوله تعالى {وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتًا أَوْ هُمْ قَائِلُونَ } (سورة الأعراف الآية: 4).
الكاف مع الميم الساكنة في كلمة واحدة مثل }يمكرون{كما في قوله تعالى {وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُنْ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ } (سورة النمل الآية: 70) ، ومع الميم الساكنة في كلمتين مثل }إليكم كتابًا{ كما في قوله تعالى {لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلا تَعْقِلُونَ} (سورة الأنبياء الآية: 10).
اللام مع الميم الساكنة في كلمة واحدة مثل }فليملل{كما في قوله تعالى {فَإِنْ كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهًا أَوْ ضَعِيفًا أَوْ لا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْوَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ} (سورة البقرة الآية: 282) ، ومع الميم الساكنة في كلمتين مثل }أم لكم{ كما في قوله تعالى { أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ} (سورة القلم الآية: 37).
النون مع الميم الساكنة في كلمة واحدة مثل }أمنا{كما في قوله تعالى {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا } (سورة النور الآية: 55) ، ومع الميم الساكنة في كلمتين مثل }أم نحن{ كما في قوله تعالى {أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ} (سورة الواقعة الآية: 59).
الهاء مع الميم الساكنة في كلمة واحدة مثل }يمهدون{كما في قوله تعالى {مَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلأَنفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ } (سورة الروم الآية: 44) ، ومع الميم الساكنة في كلمتين مثل }برهانكم هذا{ كما في قوله تعالى {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ هَذَا ذِكْرُ مَنْ مَعِي وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُمْ مُعْرِضُونَ} (سورة الأنبياء الآية: 24).
الواو مع الميم الساكنة في كلمة واحدة مثل }أموات}كما في قوله تعالى { أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ} (سورة النحل الآية: 21)، ومع الميم الساكنة في كلمتين مثل }حسابهم وهم{ كما في قوله تعالى {اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ} (سورة الأنبياء الآية: 1).
الياء مع الميم الساكنة في كلمة واحدة مثل }عميًا{كما في قوله تعالى {وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وَجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا} (سورة الإسراء الآية: 97) ، ومع الميم الساكنة في كلمتين مثل }أم يريدون{ كما في قوله تعالى { أَمْ يُرِيدُونَ كَيْدًا فَالَّذِينَ كَفَرُوا هُمْ الْمَكِيدُونَ} (سورة الطور الآية: 42)
تنبيه :
وتراعى المبالغة في الإظهار إذا وقعت الميم الساكنة قبل الفاء أو الواو ، خشية أن تخفي الميم عند الفاء ، لقرب الميم من الفاء في المخرج واتحادها مع الواو في المخرج وإليك دليل أحكام الميم الساكنة مجملة لصاحب التحفة .
والميم إن تسكن تجي قبل الهجا لا ألف لينـة لذي الحجـا
أحكـامها ثـلاثة لمـن ضـبط إخفاء إدغام وإظهار فقـط
والثـاني إدغام بمـثلهـا أتـى وسم إدغاماً صغيراً يا فتى
فـالأول الإخفـاء عنـد البـاء وسمـه الشفوي للقـراء
والثـالث الإظهار فـي البقـية من أحرف وسمها شفوية
واحذر لدى واو وفـا أن تختفي لقربها والاتحـاد فاعرف
أحكام اللام
اللام الواردة في القرآن إما متحركة وإما ساكنة ، والساكن منها لا يخرج عن خمسة أنواع هي :
لام التعريف المسماة بلام أل
الحالة الأولى: الإظهار
الحالة الثانية: الإدغام
لام الفعل
لام الفعل الماضى
لام الفعل المضارع
لام الفعل الأمر
لام الاسم
لام الحرف
لام الأمر
لام التعريف المسماة بلام أل
وضابطها أنها اللام المسبوقة بهمز وصل مفتوح وبعدها اسم من الأسماء ، أي أنها تدخل على الأسماء النكرة فتعرفها ، ولهذا فهي زائدة عن بنية الكلمة سواء أكانت الكلمة لا تستقيم إلا بها نحو الذي والتي والذين ، أم تستقيم بدونها نحو ـ الأنعام ـ الأرض ، فإن الحكم يدخل ذلك .
الحكم الأول : الإظهار
ويكون عند أربعة عشر حرفاً مجموعة في عبارة ( ابغ حجك وخف عقيمه ) وهي "الهمزة والباء والغين والحاء والجيم والواو والخاء والفاء والعين والقاف والياء والميم والهاء والكاف "فإذا وقع حرف من هذه الحروف بعد لام التعريف وجب إظهارها ويسمى إظهاراً قمرياً أو لاماً قمرية .
الأمثلة :
الهمز مع لام التعريف مثل كلمة }الأنعام{ كما في قوله تعالى {اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ الأَنْعَامَ لِتَرْكَبُوا مِنْهَا وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ} (سورة غافر الآية: 79) .
الباء مع لام التعريف مثل كلمة }البر{ كما في قوله تعالى {أَمَّنْ يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَنْ يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} (سورة النمل الآية: 63) .
الغين مع لام التعريف مثل كلمة }الغني{ كما في قوله تعالى {يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمْ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} (سورة فاطر الآية: 15) .
الحاء مع لام التعريف مثل كلمة }الحميد{ كما في قوله تعالى {وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ } (سورة البروج الآية: 8) .
الجيم مع لام التعريف مثل كلمة }الجبار{ كما في قوله تعالى {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُالْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ} (سورة الحشر الآية: 23) .
الكاف مع لام التعريف مثل كلمة }الكريم{ كما في قوله تعالى {فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلَهَ إِلا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ } (سورة المؤمنون الآية: 116) .
الواو مع لام التعريف مثل كلمة }الودود{ كما في قوله تعالى {وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ } (سورة البروج الآية: 14) .
الخاء مع لام التعريف مثل كلمة }الخالق{ كما في قوله تعالى {هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} (سورة الحشر الآية: 24) .
الفاء مع لام التعريف مثل كلمة }الفتاح{ كما في قوله تعالى {قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ} (سورة سبأ الآية: 26) .
العين مع لام التعريف مثل كلمة }العزيز{ كما في قوله تعالى {عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} (سورة التغابن الآية: 18) .
القاف مع لام التعريف مثل كلمة }القدير{ كما في قوله تعالى {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ } (سورة الروم الآية: 54) .
الياء مع لام التعريف مثل كلمة }الياقوت{ كما في قوله تعالى {كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ} (سورة الرحمن الآية: 58) .
الميم مع لام التعريف مثل كلمة }المولى{ كما في قوله تعالى {وَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَوْلاكُمْ نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ} (سورة الأنفال الآية: 40) .
الهاء مع لام التعريف مثل كلمة }الهدي{ كما في قوله تعالى {جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ وَالْهَدْيَ وَالْقَلائِدَ ذَلِكَ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَأَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} (سورة المائدة الآية: 97) .
دليل الإظهار من التحفة :
لـلام أل حـالان قـبل الأحــرف أولاهـما إظهـارها فلتعـرف
قبل أربـع مع عشـرة خـذ علمـه مع ابغ حجك وخـف عـقيمه
رجوع
الحالة الثانية : الإدغام
في أربعة عشر حرفاً الباقية المرموز إليها في أوائل كلام هذا البيت :
طب ثم صل رحماً تفز ضف ذا نعم دع سوء ظن زر شريفاً للكرم
والحروف هي الطاء والثاء والصاد والراء والتاء والضاد والذال والنون والدال والسين والظاء والزاي والشين واللام .
فإذا وقعت لام أل قبل هذه الأحرف وجب إدغامها فيها ويسمى إدغاماً شمسياً أو لاما شمسية .
الأمثلة :
الطاء مع لام التعريف مثل كلمة }الطارق{ كما في قوله تعالى {وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ } (سورة الطارق الآية: 1)
الثاء مع لام التعريف مثل كلمة }الثواب{ كما في قوله تعالى {فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ } (سورة آل عمران الآية: 195) .
الصاد مع لام التعريف مثل كلمة }الصادقين{ كما في قوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ } (سورة التوبة الآية: 119) .
الراء مع لام التعريف مثل كلمة }الرحمن{ كما في قوله تعالى {قُلْ هُوَ الرَّحْمَنُ آمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ} (سورة الملك الآية: 29) .
التاء مع لام التعريف مثل كلمة }التائبون{ كما في قوله تعالى { التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنْ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرْ الْمُؤْمِنِينَ} (سورة التوبة الآية: 112) .
الضاد مع لام التعريف مثل كلمة }الضعفاء{ كما في قوله تعالى {لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلا عَلَى الْمَرْضَى وَلا عَلَى الَّذِينَ لا يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} (سورة التوبة الآية: 91) .
الذال مع لام التعريف مثل كلمة }الذاريات{ كما في قوله تعالى { وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا} (سورة الذاريات الآية: 1) .
النون مع لام التعريف مثل كلمة }النور{ كما في قوله تعالى {فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنزَلْنَا وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} (سورة التغابن الآية: 8) .
الدال مع لام التعريف مثل كلمة }الدين{ كما في قوله تعالى {وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ } (سورة المعارج: الآية: 26) .
السين مع لام التعريف مثل كلمة }السلام{ كما في قوله تعالى {وَ السَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا} (سورة مريم الآية: 33) .
الظاء مع لام التعريف مثل كلمة }الظالمين{ كما في قوله تعالى { يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا} (سورة الإنسان الآية: 31) .
الزاي مع لام التعريف مثل كلمة }الزبور{ كما في قوله تعالى {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِي الصَّالِحُونَ} (سورة الأنبياء الآية: 105) .
الشين مع لام التعريف مثل كلمة }الشكور{ كما في قوله تعالى {يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِي الشَّكُورُ } (سورة سبأ الآية: 13) .
اللام مع لام التعريف مثل كلمة }الله{ كما في قوله تعالى {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} (سورة الإخلاص الآية: 1) .
وإليك دليل ذلك من التحفة :
ثانيهمـا إدغـامهـا في أربـع وعشـرة أيضاً ورمزهـا مع
طب ثم صل رحماً تفز ضف ذا نعم دع سوء ظن زر شريفاً للكرم
والـلام الأولـى سمهـا قمـريـة واللام الأخرى سمها شمسية
ننتقل إلى حكم لام الفعل والاسم والحرف والأمر .
رجوع
لام الفعل
لام الفعل تكون في الماضي والمضارع والأمر وهي إما متوسطة أو متطرفة نحو ( جعلنا ) قل ، وحكمها الإظهار دائماً ؛ إلا إذا وقع بعدها لام نحو { قل لكم } كما في قوله تعالى { قُلْ لَكُمْ مِيعَادُ يَوْمٍ لا تَسْتَأْخِرُونَ عَنْهُ سَاعَةً وَلا تَسْتَقْدِمُونَ} (سورة سبأ الآية: 30) أو راء نحو { قل رب } كما في قوله تعالى { وقل رب اعوذ بك من همزات الشياطين} (سورة المؤمنون الآية: 97) فيجب إدغامها فيها للتماثل في اللام والتقارب في الراء .
أمثلة:
لام الفعل الماضي :
لام تأتي إما متوسطة مثل {التقى} كما في قوله تعالى {وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ} (سورة آل عمران الآية: 166) ، وإما متطرفة مثل { وأنزلنا } كما في قوله تعالى { وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ} (سورة الحديد الآية: 25) .
لام الفعل المضارع :
تأتي إما متوسطة مثل { يلتفت } كما في قوله تعالى {فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنْ اللَّيْلِ وَاتَّبِعْ أَدْبَارَهُمْ وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ}(سورة الحجر الآية: 65) ، وإما متطرفة مثل { ألم أقل} كما في قوله تعالى {فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيرًا قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنْ اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ} (سورة يوسف الآية: 96) .
لام الفعل الأمـر :
تأتي إما متوسطة مثل { ألق } كما في قوله تعالى {وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ} (سورة الأعراف الآية: 117)، وإما متطرفة مثل { وتوكل} كما في قوله تعالى { وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلا} (سورة الأحزاب الآية: 3)
ودليل ذلك من التحفة :
وأظهرن لام فعل مطلقاً في نحو قل نعم وقلنا والتقى
رجوع
لام الاسم
هى اللام الواقعة في كلمة فيها إحدى علامات الاسم وتكون متوسطة دائماً ولا تكون متطرفة كلام الفعل وحكمها وجوب الإظهار مطلقاً نحو {ألسنتكم وألوانكم} كما في قوله تعالى {وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِلْعَالِمِين} (سورة الروم الآية: 22) .
رجوع
لام الحرف
وهي الواقعة في هل وبل فقط وحكمها وجوب الإظهار نحو {بل هم } كما في قوله تعالى {وَقَالُوا أَئِذَا ضَلَلْنَا فِي الأَرْضِ أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ بَلْ هُمْبِلِقَاءِ رَبِّهِمْ كَافِرُونَ} (سورة السجدة الآية: 10) ، نحو {هل يستطيع ربك} كما في قوله تعالى {إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْيَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنْ السَّمَاءِ قَالَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ} (سورة المائدة الآية: 112) وذلك ما لم يقع بعدها لام أو راء وهنا تدغم فيها نحو {بل لما يذوقوا} كما في قوله تعالى {أَءُنزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنَا بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْ ذِكْرِي بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ} (سورة ص الآية: 8) أو راء نحو{ بل رفعه الله } كما في قوله تعالى { بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا} (سورة النساء الآية: 158) ، ويستثنى من ذلك {بل ران} كما في قوله تعالى {كَلا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} (سورة المطففين الآية: 14) لما فيها من السكن لحفص من هذا الطريق .
رجوع
لام الأمر
فهي اللام الساكنة الزائدة عن بنية الكلمة وبعدها فعل مضارع مسبوقة بالفاء مثل فليضحكوا أو بالواو ونحو {ليوفوا} كما في قوله تعالى {ثُمَّ لِيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ} (سورة الحج الآية: 29) أو بثم نحو { ثم ليقضوا تفثهم} ، وحكمها الإظهار مطلقاً .
مخارج الحروف
مقدمة عن مخارج الحروف
تفصيل مخارج الحروف:
الجوف مخارجه وحروفه
الحلق مخارجه وحروفه
اللسان مخارجه وحروفه
الشفتان مخارجهما وحروفهما
الخيشوم مخارجه وحروفه
مقدمة عن مخارج الحروف:
والآن ننتقل إلى مخارج الحروف لنحاول التعرف عليها ومن ثم نطرح السؤال : ما هي مخارج الحروف الهجائية ؟
المخرج لغة : محل خروج الحرف .
المخرج اصطلاحاً : محل خروج الحرف وتمييزه حيث ينقطع الصوت عنده فيتميز عن غيره .
وإذا أردت معرفة مخرج أي حرف من الحروف فانطق به ساكناً أو مشدداً بعد همزة وصل محركة ثم أصغ إليه فحيث ما انقطع الصوت بالحرف فهو مخرجه .
والمخارج إما عامة :
وهي المشتملة على مخرج فأكثر .
وإما خاصة :
وهي المحددة التي تشتمل على مخرج واحد سواء خرج منه حرف واحد أو أكثر .
والجمهور على أن المخارج العامة خمسة مخارج وأن المخارج الخاصة سبعة عشر مخرجاً تنحصر في المخارج العامة الخمسة وهي :
1 ـ الجوف ويشتمل على مخرج واحد .
2 ـ الحلق ويشتمل على ثلاثة مخارج .
3 ـ اللسان ويشتمل على عشرة مخارج .
4 ـ الشفتان ويشتملان على مخرجين .
5 ـ الخيشوم ويشتمل على مخرج واحد .
رجوع
تفصيل مخارج الحروف الخاصة
الأول :الجوف مخارجه وحروفه :
الجوف: فى اللغة :
هو الخلاء الداخل .
واصطلاحاً :
هو الخلاء داخل الحلق والفم ويخرج منه حروف المد الثلاثة الألف المدية المفتوح ما قبلها نحو قال ، والواو الساكنة المضموم ما قبلها نحو يقول ، والياء الساكنة المكسور ما قبلها نحو قيل ، وتسمى هذه الحروف بالمدية أو بالجوفية أو الهوائية كما تسمى حرف مد ولين وحروف علة .
رجوع
الثاني : الحلق مخارجه وحروفه :
فيه ثلاثة مخارج أقصاه أدناه ووسطه أما أقصاه وهو أبعده مما يلي الصدر فيخرج منه الهمزة والهاء ، أما وسطه فيخرج منه العين والحاء ،وأما أدناه وهو أقربه مما يلي اللسان فيخرج منه الغين والخاء وتسمى هذه الحروف بالحلقية لخروجها من الحلق .
رجوع
الثالث : اللسان مخارجه وحروفه :
اللسان فيه عشرة مخارج ويخرج منها ثمانية عشر حرفاً :
1 ـ أقصى اللسان فوق مما يلي الحلق مع ما يحاذيه من الحنك الأعلى ويخرج منه القاف .
2 ـ أقصى اللسان تحت مخرج القاف قليلاً مع ما يحاذيه من الحنك الأعلى ويخرج منه الكاف ويسميان لهويتان لخروجهما من قرب اللهاة .
3 ـ وسط اللسان مع ما يحاذيه من الحنك الأعلى ويخرج منه الجيم فالشين فالياء المحركة أو الساكنة المفتوح ما قبلها وتسمى هذه الحروف شجرية .
4 ـ إحدى حافتي اللسان مما يلي الأضراس العليا ويخرج منه الضاد المعجمة , وخروجها من الجهة اليسرى أيسر وأكثر استعمالاً ومن اليمنى أصعب ، ومن الجانبين أعز وأقل استعمالاً إذ هي أصعب الحروف مخرجاً .
5 ـ أدنى حافة اللسان إلى منتهاها مما يلي الأنياب بعد مخرج الضاد مع ما يحاذيها من اللثة العليا ويخرج منه اللام ولكنها من اليمنى أيسر .
6 ـ طرف اللسان مائلاً إلى ظهره قليلاً مع ما يحاذيه من لثة الأسنان العليا ويخرج منه النون المظهرة بخلاف المدغمة والمخفاة فمخرجها الخيشوم .
7 ـ طرف اللسان تحت مخرج اللام قليلاً مع ما يحاذيه من لثة الأسنان العليا ويخرج منه الراء وتسمى اللام والنون والراء حروفاً ذلقة لخروجها من ذلق اللسان أي طرفه .
8 ـ طرف اللسان مع أصول الثنايا العليا ويخرج منه الطاء والدال والتاء وتسمى هذه الحروف الثلاثة نطعيه لخروجها من نطع الفم وهو نهاية تجويفه .
9 ـ طرف اللسان مع ما بين الأسنان العليا والسفلى قريباً إلى السفلى ، ويخرج منه الصاد والزاي والسين وتسمى هذه الحروف الثلاثة أسليه لخروجها من أسلة اللسان وهو مستدقة .
10 ـ طرف اللسان مع أطراف الثنايا العليا ويخرج منه الظاء والذال والتاء وتسمى هذه الحروف لثوية لقرب مخرجها من لثة الأسنان .
رجوع
الرابع : الشفتان مخارجهما وحروفهما :
الشفتان فيهما مخرجان ويخرج منهما أربعة أحرف .
1 ـ بطن الشفة السفلى مع أطراف الثنايا العليا ويخرج منه الفاء .
2 ـ الشفتان معاً ويخرج منها الباء والميم مع انطباق الشفتين والواو مع انفتاحهما والمراد بالواو المتحركة أو الساكنة بعد فتح وتسمى هذه الحروف الأربعة شفوية .
رجوع
الخامس الخيشوم مخارجه وحروفه :
وهو أعلى الأنف أقصاه من الداخل ويخرج منه الغنة المركبة في جسم النون والتنوين والميم وقد سبق بيان مراتب الغنة .
وإليك دليل المخارج وحروفها من الجزرية قال ابن الجزري رحمه الله :
مخارج الحروف سبعة عشر على الذي يختاره من اختبر
فألف الجوف وأختاها وهـي حـروف مد للهـواء تنتـهي
ثم لأقصى الحلـق همز هـاء ثــم لوسـطـه فعـين حـاء
أدناه غيـن خاؤهـا والقـاف أقصـى اللسان فوق ثم الكاف
أسفل والوسط فجيم الشين يا والضاد من حافتـه إذ ولـيا
الأضراس من أيسر أو يمناها واللام أدناهـا لمنتهـاهــا
والنون من طرفه تحت اجعلوا والرا يدانيه لظـهراً وخـلـوا
والطاء والدال وتا منـه مـن عليا الثنايا والصفير مستكـن
منه ومن فوق الثنايا السفلى والظـاء والــذال للـعلـيـا
من طرفيهما ومن بطن الشفة فالفاء مع أطرف الثنايا المشرفة
للشـفتين الواو باء ميــم وغنــة مخرجهــا الخيشـوم
صفات الحروف
مقدمة عن صفات الحروف
الصفات التى لها ضد الصفات التى ليس لها ضد
الهمس الصفير
الجهر القلقلة
الشدة اللين
التوسط الانحراف
الاستعلاء التكرير
الاستفال التفشى
الإطباق الاستطالة
الانفتاح
الإذلاق
الإصمات
مقدمة عن صفات الحروف:
وبعد أن بينا أن لكل حرف من الحروف مخرجاً فإن له صفات تميزه ونبين ذلك فيما يلي:
تعريف الصفة لغة :
ما قام بالشيء من المعاني كالعلم أو البياض أو السواد.
واصطلاحاً :
الحالة التي تعرض للحرف عند النطق به من جهر ورخاوة وما أشبه ذلك
آراء العلماء في عدد الصفات
وقد اختلف العلماء في عدد الصفات والمختار الذي نميل إليه مذهب ابن الجزري في عدها سبع عشرة صفة وتنقسم إلى قسمين :
قسم له ضد , وقسم لا ضد له .
أما القسم الذي له ضد فهو خمس وضده خمس باعتبار أن الشدة والتوسط ضدان لصفة الرخوة ، والذي لا ضد له سبع صفات ولنبدأ بالقسم الأول الذي له ضد فنقول
رجوع
الصفات التى لها ضد
1 ـ الهمس وضده الجهر .
2 ـ الشدة وضدها الرخاوة وكذلك التوسط .
3 ـ الاستعلاء وضده الاستفال .
4 ـ الإطباق وضده الانفتاح .
5 ـ الإذلاق وضده الإصمات .
رجوع
الهمس
تعريفه في اللغة :
هو الخفاء وضده الجهر.
واصطلاحاً :
إخفاء الحرف وجريان النفس معه عند النطق به لضعفه وضعف الاعتماد عليه في مخرجه .
وحروفه عشرة مجموعة في ( محثه شخص سكت ) وهي الفاء والحاء والثاء والهاء والسين والكاف والتاء والشين .
الجهـر
تعريف الجهر في اللغة :
هو الإعلان والظهور .
واصطلاحاً :
ظهور الحرف وانحباس النفس معه عند النطق به لقوة الاعتماد عليه في مخرجه وحروفه تسعة عشر وهي الباقية من أحرف الهجاء بعد حروف الهمس العشرة .
والفرق بين الهمس والجهر جريان النفس في الأول وانحباسه في الثاني .
الشدة
لغة :
القوة .
واصطلاحاً :
قوة الحرف لانحباس الصوت من الجريان عند النطق به لقوة الاعتماد عليه في مخرجه . وحروفها ثمانية مجموعة في ( أجد قط بكت ) وهي الهمزة الجيم الدال القاف الطاء الباء الكاف والتاء .
رجوع
التوسط
وهو صفة لبعض الحروف بين الشدة والرخاوة
معناها لغة :
الاعتدال .
واصطلاحاً :
اعتدال الصوت عند النطق بالحرف لعدم كمال انحباسه كانحباسه مع حروف الشدة ، وعدم كمال جريانه معه كجريانه مع حروف الصوت عند النطق به لضعف الاعتماد عليه في مخرجه .
وحروفه ستة عشر وهي الباقية من حروف الهجاء بعد حروف الشدة والتوسط .
والفرق بين هذه الصفات الثلاث قائم على جريان الصوت وعدمه فما جرى معه الصوت رخوي وما انحبس معه الصوت شديد ،وما لم يتم معه الانحباس والجريان متوسط
الاستعلاء
لغة :
الارتفاع .
واصطلاحاً :
ارتفاع اللسان إلى الحنك الأعلى بالحرف عند النطق به .
وحروفه سبعة مجموعة في قوله ( خص ضغط قظ ) وهي الخاء والصاد والضاد والغين والطاء والقاف والظاء .
الاستفال
لغة :
الانخفاض .
واصطلاحاً :
انخفاض اللسان بالحرف عند النطق به .
وحروفه اثنان وعشرون حرفاً الباقية بعد الاستعلاء .
والفرق بين الاستعلاء والاستفال قائم على ارتفاع اللسان وانخفاضه عند نطق الحرف .
رجوع
الإطباق
وهو صفة لبعض الحروف بين الشدة والرخاوة
لغة :
الإلصاق .
واصطلاحاً :
إلصاق اللسان بالحنك الأعلى عند النطق بالحرف . وحروفه أربعة وهي الصاد والضاد والطاء والظاء .
الانفتاح
لغة :
الافتراق .
واصطلاحاً :
انفتاح اللسان عن الحنك الأعلى عند النطق بالحرف .
وحروفه خمسة وعشرون الباقية بعد حروف الإطباق .
والفرق بين الإطباق والانفتاح قائم على انطباق اللسان بالحرف إلى الحنك الأعلى وانفتاحه عنه .
الإذلاق
لغة :
الطرف .
واصطلاحاً :
خفة الحرف عند النطق به لخروجه من طرف اللسان أو من إحدى الشفتين أوهما معاً .
وحروفه ستة مجموعة في ( فر من لب ) والفاء والراء واللام والميم والنون والباء .
الإصمات
لغة :
المنع .
واصطلاحاً :
عدم مجيء الحرف أو حروفه منفردة أصولاً في الكلمات الرباعية أو الخماسية في اللغة العربية وما وجد كذلك أي رباعياً أو خماسياً في اللغة العربية فلا بد من أن يكون فيه على الأقل حرف من حروف الإذلاق الستة ؛ أما ما وجد رباعياً أو خماسياً ليس فيه حرف من حروف الإذلاق الستة ، فهو ليس عربياً مثل : (عسجد) اسم للذهب .
وحروف الإصمات ثلاثة وعشرون الباقية بعد حروف الإذلاق .
والفرق بين الإصمات الإذلاق قائم على خفة النطق بالحرف وثقله .
وبعد أن بينا الصفات المتضادة نذكر فيما يلي الصفات التي لا ضد لها .
رجوع
الصفات التى ليس لها ضد
الصفات التي لا ضد لها سبع : وهي الصفير ـ القلقلة ـ اللين ـ الانحراف ـ التكرير ـ التفشي ـ الاستطالة .
الصفير
لغة :
صوت يشبه صفير الطائر.
واصطلاحاً :
خروج صوت زائد يشبه صوت الطائر مصاحب للحرف عند نطقه .
وأحرفه ثلاثة ـ الصاد والزاي والسين .
القلقلة
لغة :
الاضطراب .
واصطلاحاً :
اضطراب المخرج عند النطق بالحرف ، حتى يسمع له نبرة قوية خصوصاً إذا كان ساكناً ، ويبالغ فيها إذا كان الحرف موقوفاً عليه.
وحروف القلقلة خمسة مجموعة في قوله ( قطب جد ) القاف والطاء والباء والجيم والدال والأولى أن تكون القلقلة أميل إلى الفتح دون التفات إلى حركة ما قبلها أو بعدها .
اللين
لغة :
السهولة .
واصطلاحاً :
إخراج الحرف من مخرجه في لين وسهولة .
وحروفها اثنان هما الياء والواو الساكنتان المفتوح ما قبلهما نحو {بيت} كما في قوله تعالى {فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنْ الْمُسْلِمِينَ} (سورة الذاريات الآية: 36) و {خوف} كما في قوله تعالى {وآمنهم من خوف } (سورة قريش الآية:4)
رجوع
الانحراف
لغة :
الميل.
واصطلاحاً :
الميل بالحرف عن مخرجه عند النطق به إلى مخرج غيره .
وله حرفان اللام والراء ، فاللام تميل إلى ناحية طرف اللسان ، والنون على ظهره .
التكرير
لغة :
الإعادة .
واصطلاحاً :
ارتعاد رأس طرف اللسان عند النطق بالحرف خصوصاً إذا كان ساكناً أو مشدداً .
وحرفه الراء فقط وهذه الصفة لازمة للراء وهذا يعني أنها لا تقبل إلا هو نطقاً ، وهنا يجب تجنبه بخلاف باقي الصفات التي يجب العمل بها .
التفشي
لغة :
الانتشار .
واصطلاحاً :
انتشار الريح في الفم عند النطق بالشين حتى تتصل بمخرج الظاء المعجمة وحرفه الشين .
الاستطالة
لغة :
الامتداد .
واصطلاحاً :
امتداد مخرج الضاد عند النطق بها حتى تتصل بمخرج اللام .
تقسيم الصفات
الحروف الهجائية منها ما هو قوي ومنها ما هو ضعيف ، وتقدر قوة الحرف وضعفه بمقدار ما يتصف به من الصفات القوية أو الضعيفة ، فأقوى الحروف الطاء لاشتمالها على صفات القوة المتصفة بها ، وأضعف الحروف الهاء لاشتمالها على صفات الضعف المتصفة بها .
تقسيم الصفات إلى قوية وضعيفة :
الصفات القوية اثنتا عشرة صفة :
الاستعلاء الشدة الجهر
الصفير الإصمات الإطباق
التكرير الانحراف القلقلة
الغنة عند بعض المذاهب الاستطالة التفشي
والصفات الضعيفة ست صفات :
الإذلاق الاستفال الهمس
الانفتاح الرخو اللين
أما التوسط فلا يوصف بضعف ولا قوة
طريقة معرفة الصفات
إذا أردت أن تعرف صفات الحرف فابحث عنه أولاً بين صفتي الهمس والجهر فإن وجد من حروف الهمس فهو مهموس وإلا فهو مجهور ؛ ثم ابحث عنه بين الشدة والتوسط والرخوة ، فإن وجد من حروف التوسط فهو متوسط وإلا فهو رخوي ، ثم ابحث عنه بين صفتي الاستعلاء والاستفال ، فإن وجد من حروف الاستعلاء فهو مستعل وإلا فهو مستفل , ثم ابحث عنه بين صفتي الإطباق والانفتاح على نحو ما سبق .. وهكذا حتى تأتي على باقي الصفات وبذلك يكون الحرف قد استكمل خمس صفات حيث لا يقل عن ذلك أي حرف ؛ ثم ابحث بعد ذلك عن الحروف في الصفات التي لا ضد لها الواحدة تلو الأخرى فإذا وجدت له صفة منها كانت سادسة بالإضافة إلى الصفات الخمسة السابقة ويكون ذلك في الحروف الآتية الصاد ـ الزاي ـ السين ـ القاف ـ الطاء ـ الباء ـ الجيم ـ الدال ـ الياء الساكنة المفتوح ما قبلها والواو الساكنة المفتوح ما قبلها ـ اللام ـ الشين الضاد
فكل من هذه الحروف ست صفات وقد يكون للحرف صفتان من الصفات التي لا ضد لها فيكون عدد صفاته سبع وهذا متحقق في الراء خاصة .
وهذا دليل الصفات من الجزرية :
صفاتها جهـر ورخـو مستفـل منفتـح مصـمتة والضـد قـل
مهموسها (فحثه شخص سكت) شديدها لفـظ (أجـد قـط بكـت)
وبين رخو والشديد لـن عمـر وسبع علو خص ضغط قظ حصر
وصاد ضاد طاء ظاء مطبقـة وفر من لب الحـروف المذلقـة
صفيرها صاد وزاي سيــن قلقـلة (قـطب جــد) والليـن
واو وياء سكنـا وانفتحــا قبلهمـا والانحـراف صححــا
في اللام والراء بتكرير جعل وللتفشي الشين ضـاداً استطـل
التفخيم والترقيق
تعريف التفخيم
تعريف الترقيق
تقسيم الحروف بالنسبة للتفخيم والترقيق
حكم الحرفين المتجاورين
المثلان
المتقاربان
المتجانسان
المتباعدان
الفرق بين الحرفين المتجاورين والمتباعدين
تعريف التفخيـــم
لغة : التسمين .
واصطلاحاً : سمنٌ يدخل على الحرف عند النطق به ؛ فيملأ الفم بصداه .
والتفخيم والتغليظ والتسمين ألفاظ مترادفة بمعنى واحد والمستعمل منها في اللام التغليظ وفي الراء التفخيم .
رجوع
تعريف الترقيق
لغة : التنحيف .
واصطلاحاً : رقة تلحق الحرف عند النطق به فلا يمتلئ الفم بصداه .
رجوع
تقسيم الحروف الهجائية بالنسبة للتفخيم والترقيق
قسم يفخم دائماً .
قسم يرقق دائماً .
قسم يفخم في بعضها أي الأحوال ويرقق في البعض الآخر .
أما القسم الذي يفخم دائماً فهو أحرف الاستعلاء السبعة المجموعة في قوله ( خص ضغط قظ ) وهي متفاوتة في هذا التفخيم قوة وضعفاً على مراتب خمسة أعلاها المفتوح وبعده ألف نحو {فصالاً} كقوله تعالى {فَإِنْ أَرَادَا فِصَالاً عَنْ تَرَاضٍ مِنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا} (سورة البقرة: 233). ، ثم المفتوح وليس بعده ألف نحو {صبرًا} كقوله تعالى {فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلاً} (سورة المعارج : 5) ، ثم المضموم نحو {فضرب بينهم} كقوله تعالى {يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ} (سورة الحديد: 13) ، ثم الساكن نحو {تقهر} كقوله تعالى {فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ }سورة الضحى (9) ، ثم المكسور نحو {خيانة} كقوله تعالى {وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ} (سورة الأنفال: 58).
أما الحروف التي ترقق دائماً : فهي أحرف الاستفال كلها عدا الألف اللينة واللام في لفظ الجلالة والراء .
أما الألف اللينة فإنها تابعة لما قبلها تفخيماً وترقيقاً فإن كان مفخماً فخمت وإن كان مرققاً رققت نحو {كان} كما في قوله تعالى {ثُمَّ كَانَ مِنْ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ} (سورة البلد الآية: 17) ـ {قال} كما في قوله تعالى {إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ}(سورة المطففين الآية: 13).
وأما اللام من لفظ الجلالة إن وقعت بعد فتح نحو {وعد الله} كما في قوله تعالى { وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ}(سورة المائدة الآية: 9) أو ضم نحو {عبد الله} كما في قوله تعالى {وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا} ( سورة الجن : 19)فخمت وإن وقعت بعد كسر نحو { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} رققت
وذلك في قول ابن الجزري :
وفخم اللام من اسم الله عن فتح أو ضم كعبد الله
حكم الراء :
وأما حكم الراء فقد تكون متحركة وساكنة والمتحركة ينظر إلى حركتها فإن كانت مكسورة كسرة أصلية أو عارضة سواء كانت في أول الكلمة أو وسطها أو طرفها فإنها ترقق نحو (رجال ـ الصابرين ـ وأمر) مع ملاحظة أن العارضة لا تكون إلا في الطرف نحو وأنذر الناس ، وإن كانت مفتوحة أو مضمومة تفخم سواء كانت في أول الكلمة نحو {ربكم} كما في قوله تعالى {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا} (سورة نوح الآية: 10) ـ {روح} كما في قوله تعالى {قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ} (سورة النحل الآية: 102) ـ أوسطها نحو {يراءون} كما في قوله تعالى {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلا قَلِيلا} (سورة النساء الآية: 142) ـ {قروء} كما في قوله تعالى {وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ } (سورة البقرة الآية: 228) ـ أو متطرفة نحو {إن الأبرار}كما في قوله تعالى {إِنَّ الأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا} (سورة الإنسان الآية: 5){هو الأبتر} كما في قوله تعالى {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ } (سورة الكوثر الآية: 3) إلا إذا كانت مفتوحة ممالة ترقق نحو {مجريها} كقوله تعالى{وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِاِسْمِ اللَّهِ مَجْرَيهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ} (سورة هود: 41) .
أما الراء الساكنة فإنها تقع بعد همزة الوصل أو في وسط الكلمة أو في طرفها ، فإن كانت بعد همزة الوصل فإنها تفخم مطلقاً سواء كانت بعد كسرها نحو {ارجع} كما في قوله تعالى { ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لَا قِبَلَ لَهُمْ بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُمْ مِنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ} (سورة النمل الآية: 37) أو ضمها نحو {اركض} كما في قوله تعالى { ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ} (سورة ص الآية: 42) ولا توجد راء ساكنة بعد همزة الوصل إلا في نحو هذين المثالين وتقع ساكنة بعد همزة الوصل المسبوقة بفتح نحو {وارزقنا} كما في قوله تعالى {قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنْ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيرُ الرَّازِقِينَ} (سورة المائدة الآية: 114) ويكون حكمها التفخيم أيضاً أما إذا كانت الراء الساكنة متوسطة فإنها ترقق بعد كسر أصلي متصل بها ولم يقع بعدها حرف استعلاء في كلمتها نحو {فرعون} كما في قوله تعالى {اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى} (سورة النازعات الآية: 17) و{مرية} كما في قوله تعالى {أَلا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَاءِ رَبِّهِمْ أَلا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ} (سورة فصلت الآية: 54) ، فإن وقعت ساكنة بعد كسر عارض متصل أو منفصل فإنها تفخم نحو {اركبوا} كما في قوله تعالى {وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِاِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ} (سورة هود الآية: 41) ـ {لمن ارتضى} كما في قوله تعالى{يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يَشْفَعُونَ إِلا لِمَنْ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ} (سورة الأنبياء الآية: 28) أو وقع بعدها حرف استعلاء في كلمتها نحو {قرطاس} كما في قوله تعالى {وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلا سِحْرٌ مُبِينٌ} (سورة الأنعام الآية: 27) و{مرصادا} كما في قوله {إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا } (سورة النبأ الآية: 21) . أما إذا انفصل عنها حرف الاستعلاء أول الكلمة الثانية فإنها ترقق نحو {فاصبر صبراً جميلاً} كما في قوله تعالى { فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلا} (سورة المعارج الآية:5) ، و{ولا تصعر خدك } كما في قوله تعالى {وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُور} (سورة لقمان الآية: 18) ، فإن كان حرف الاستعلاء الواقع بعدها في كلمتها مكسوراً جاز التفخيم والترقيق وذلك في كلمة {فِرْقٍ} كما في قوله تعالى {فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ} (سورة الشعراء الآية: 63) لقول ابن الجزري أو الخلف في (فرق) لكسر يوجد.
أما إذا سكنت بعد فتح أو ضم سواء كانت متوسطة أو متطرفة فإنها تفخم نحو {يرجعون} كما في قوله تعالى {فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ } (سورة غافر الآية: 77) ـ {قرية} كما في قوله تعالى {وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْنَاهُمْ فَلا نَاصِرَ لَهُمْ} (سورة محمد الآية: 13) ـ {وانحر} كما في قوله تعالى {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ } (سورة الكوثر الآية: 2) ـ {وأمر} كما في قوله تعالى {خُذْ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنْ الْجَاهِلِينَ} (سورة الأعراف الآية: 199) ، وتفخم أيضاً إذا كان السكون عارضاً للوقف بعد فتح أو ضم نحو {القمر} كما في قوله تعالى { اقتربت الساعة وانشق القمر } (سورة القمر الآية 9) ـ {الدبر} كما في قوله تعالى {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ } (سورة القمر الآية: 45) .
أما إذا كانت الراء ساكنة متطرفة وحال بينها وبين الكسر ساكن غير حرف الاستعلاء فإنها ترقق نحو {الذكر} كما في قوله تعالى {أَءُلْقِيَ الذِّكْرُعَلَيْهِ مِنْ بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ} (سورة القمر الآية: 25). ـ {السحر} كما في قوله تعالى {فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرْ } (سورة يونس الآية: 81) ، وكذا حكمها الترقيق وقفاً إذا وقع قبلها ياء ساكنة نحو {خبير} كما في قوله تعالى {فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنزَلْنَا وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ } (سورة التغابن الآية: 8) ـ {قدير} كما في قوله تعالى {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } (سورة الملك الآية: 1).
أما إذا كان الساكن الفاصل بينها وبين الكسر حرف الاستعلاء فإنها تفخم وصلاً ووقفاً في نحو { مصراً} كما في قوله تعالى {قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ} (سورة البقرة الآية: 61) ـ {قطرا}ً كما في قوله تعالى {آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا } (سورة الكهف الآية: 96) ـ وكلمة {إخراج} حيث وقعت وكيف وقعت كما في قوله تعالى {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا وَصِيَّةً لأَزْوَاجِهِمْ مَتَاعًا إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ فَإِنْ خَرَجْنَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِي مَا فَعَلْنَ فِي أَنفُسِهِنَّ مِنْ مَعْرُوفٍ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (سورة البقرة الآية: 240) ـ أما كلمة {مصر} في حالة الوصل تفخم قولاً واحداً كما في قوله تعالى {فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ} (سورة يوسف الآية: 99) وفي الوقف جاز فيها (أي الراء) التفخيم والترقيق ، وأما كلمة {القطر} فإنها ترقق وصلاً كما في قوله تعالى {وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِوَمِنْ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ} (سورة سبأ الآية: 12) وفي الوقف اختار ابن الجزري أن ترقق أيضاً والتفخيم في الوقف اختيار غيره قال بعضهم .
واختير أن يوقف مثل الوصل في راء مصر القطر يا ذا الفضل
وقد أشار ابن الجزري إلى أحكام الراء في قوله :
ورقــق إذ مـا كســرت كذلك بعد الكسر حيث سكنت
إن لم تكن من قبل حرف اعتلا أو كانت الكسرة ليست أصلا
والخلف في فرق لكسر يوجد وأخـف تكريـراً إذا تشـدد
وأما كلمة {نذر} كما في قوله تعالى {فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ } (سورة القمر الآية: 30) فيكون في رائها الترقيق والتفخيم وقفاً والترقيق أولى لأصالة كسر الراء .
رجوع
حكم الحرفين المتجاورين
المثــلان :
هما الحرفان اللذان اتفقا مخرجاً واتحدا صفة كاللامين والباءين نحو {قال لهم} كما في قوله تعالى { قَالَ لَهُمْ مُوسَى وَيْلَكُمْ لا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنْ افْتَرَى} (سورة طـه الآية: 61) (سورة طـه الآية: 61) ، {اضرب بعصاك} كما في قوله تعالى {فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ} (سورة الشعراء الآية: 63) . (سورة الشعراء الآية: 63) .
أقسام المثلين :ينقسم إلى :
صغير :وهو أن يسكن الحرف الأول ويتحرك الثاني ، ويسمى صغيراً لقلة العمل فيه بالقلب ثم الإدغام .
كبـير:وهو أن يتحرك الحرفان معاً ، ويسمى كبيراً لكثرة العمل فيه بالإسكان ثم بالقلب ثم بالإدغام .
مطلق:وهو أن يتحرك الأول ويسكن الثاني ، ويسمى مطلقاً لخروجه عن قيد الصغير والكبير .
فالصور الثلاثة لكل من المثلين والمتجانسين والمتقاربين والمتباعدين.
حكم المثلين الصغير :وجوب الإدغام إلا في مسألتين :
الأولى : الواو والياء المديان نحو {آمنوا وعملوا} كما في قوله تعالى {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلا} (سورة الكهف الآية: 107) {الذي يؤتى} كما في قوله تعالى { الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى} (سورة الليل الآية: 18) إذ لو أدغمنا لزال المد بالإدغام .
والثانية : هاء ماليه في { ماليه هلك } كما في قوله تعالى {مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيه هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَه} (سورة الحاقة الآية: 28 - 29) ، وحكمها جواز الإظهار والإدغام وصلاً لأنها هاء سكت ، ويكون الإظهار بسكتة لطيفة بين الهاءين مقدارها حركتان بحركة الإصبع قبضاً أو بسطاً .
حكم المثلين الكبير :الإظهار لحفص وغيره من طريق الشاطبية نحو {قال له} كما في قوله تعالى { قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِي مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا}(سورة الكهف الآية: 66).
حكم المثلين المطلق :وجوب الإظهار لجميع القراء نحو {تترا} كما في قوله تعالى {ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَا كُلَّ مَا جَاءَ أُمَّةً رَسُولُهَا كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُمْ بَعْضًا وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ فَبُعْدًا لِقَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ} (سورة المؤمنون الآية: 44).
رجوع
المتقاربان
هما الحرفان اللذان تقاربا مخرجاً وصفة بحيث يكون مخرج أحدهما قريباً من الآخر وصفات كل قريبة من الآخر كاللام والراء في نحو { قل رب} كما في قوله تعالى { قُلْ رَبِّ إِمَّا تُرِيَنِّي مَا يُوعَدُونَ} (سورة المؤمنون الآية: 93) ـ {قال رب } كما في قوله تعالى { قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلاً وَنَهَارًا} (سورة نوح الآية: 5) ، أو تقاربًا في المخرج دون الصفة بحيث يكون مخرج كل منهما قريباً جداً من الآخر ولكن صفاتهما مختلفة مثل الدال والسين في { قد سمع } كما في قوله تعالى { قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ} (سورة المجادلة الآية: 1) و {عدد سنين} كما في قوله تعالى {قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ } (سورة المؤمنون الآية: 112) ، أو تقاربًا في الصفة دون المخرج بحيث تكون صفات كل منهما قريبة من صفات الآخر ولكنهما في المخرج بعيدان كالشين والسين نحو { العرش سبيلا } كما في قوله تعالى {قُلْ لَوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذًا لابْتَغَوْا إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلا } (سورة الإسراء الآية: 42) .
حكم المتقاربين الصغير :الإظهار لحفص ـ واتفقوا على إدغام اللام في الراء إذا لم يسكت على اللام نحو {وقل رب } كما في قوله تعالى { وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ} (سورة المؤمنون الآية: 97) ، { بل ران } كما في قوله تعالى {كَلا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} (سورة المطففين الآية: 14).
حكم المتقاربين الكبير :الإظهار لحفص نحو {قال رب} كما في قوله تعالى {حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمْ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ} (سورة المؤمنون الآية: 99).
حكم المتقاربين المطلق :الإظهار لجميع القراء نحو {لن} كما في قوله تعالى {قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنْ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا} (سورة الجـن الآية: 22) .
رجوع
المتجانسان
هما الحرفان اللذان اتفقا مخرجاً واختلفا صفة سواء كان الاختلاف في صفة واحـــدة
( كالثاء والذال ) في {يلهث ذلك} كما في قوله تعالى {فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا}(سورة الأعراف الآية: 176) أو في أكثر نحو { قد تبين } كما في قوله تعالى {لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنْ الغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدْ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} (سورة البقرة الآية:256) و{كاد تزيغ} ـ كما في قراءة نافع في قوله تعالى {لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} (سورة التوبة الآية: 177).
حكم المتجانسين الصغير :الإظهار نحو{ فاصفح عنهم } كما في قوله تعالى { فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ} (سورة الزخرف الآية: 89) ، إلا في أربعة مواضع فيجب الإدغام فيها وهي :
1- الدال في التاء نحو {قد تبين} كما في قوله تعالى {لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنْ الغَيِّ} (سورة البقرة الآية: 256).
2 ـ التاء في الدال نحو { أجيبت دعوتكما } كما في قوله تعالى {قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلا تَتَّبِعَانِ سَبِيلَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ} (سورة يونس الآية: 89)
3 ـ التاء في الطاء نحو { ودت طائفة } كما في قوله تعالى { وَدَّتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَمَا يُضِلُّونَ إِلا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ}(سورة آل عمران الآية: 69).
4 ـ الذال في الظاء نحو { إذ ظلموا } كما في قوله تعالى {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمْ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا} (سورة النساء الآية: 64) .
وهناك موضعان تعين الإدغام فيهما لحفص من طريق الشاطبية والوجهان ( الإظهار والإدغام ) من طريق الطيبة وهما :
1 ـ { يلهث ذلك } كما في قوله تعالى {فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا} (سورة الأعراف الآية: 176) .
2 ـ { اركب معنا } كما في قوله تعالى {وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ} (سورة هـود الآية:42) .
حكم المتجانسين الكبير :الإظهار لحفص وغيره ولبعضهم الإدغام نحو {يعذب من} كما في قوله تعالى { يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَيَرْحَمُ مَنْ يَشَاءُ وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ} (سورة العنكبوت الآية: 21).
حكم المتجانسين المطلق : وجوب الإظهار لجميع القراء نحو {المبطلون} كما في قوله تعالى {وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَخْسَرُ الْمُبْطِلُونَ } (سورة الجاثية الآية: 27).
رجوع
المتباعدان
هما الحرفان اللذان تباعدا مخرجاً وصفة كالهمز والدال في {أدنى}كما في قوله تعالى {فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى } (سورة النجم الآية: 9) .
حكم المتباعدين الصغير ، والكبير، والمطلق :الإظهار وجوباً نحو {عليهم غير} كما في قوله تعالى {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ} (سورة الفاتحة الآية: 7){ إبراهيم حنيفًا} كما في قوله تعالى {وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنْ الْمُشْرِكِينَ} (سورة البقرة الآية: 135) – {الحمد} كما في قوله تعالى { الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (سورة الفاتحة الآية: 2).
رجوع
الفرق بين الحرفين المتقاربين والمتباعدينالحرفان إن كانا من عضوين فهما متباعدان كأحرف الشفة مع أحرف الحلق أو اللسان وإن كانا من عضوٍ واحد فهما متقاربان ، وإن كانا من مخرجين متجاورين كأقصى الحلق مع وسطه وإن فصل_ بين المخرجين مخرج واحد_ وإن كانا من عضو واحد فهما متباعدان كأقصى الحلق مع أدناه ، وإليك دليل التحفة :
وإن يكـونا مخـرجاً تقـاربـا وفي الصفات اختلفـا يلقـبا
متقاربيــن أو يكـون اتفقـا في مخرج دون الصفات حققا
بالمتجـانسيـن ثم إن سـكـن أول كل فالصفيــر سميــن
أو حرك الحـرفان في كل فقـل كل كبــير وافهمنـه بالمثـل
المد والقصر
تعريف المد والقصر
حروف المد
أقسام المد
أحكام المد
المد الواجب
المد الجائز
اللازم
تعريف المد :المد لغة : الزيادة .
واصطلاحاً : إطالة الصوت بحرف المد إلى أكثر من حركتين عند ملاقاة همز أو سكون.
تعريف القصر :لغة : الحبس .
واصطلاحاً : إثبات حرف المد قدر حركتين نحو {قاصرات } كما في قوله تعالى {وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ} (سورة الصافات الآية: 48).
رجوع
حروف المدحروف المد ثلاثة الواو الساكنة المضموم ما قبلها نحو {يقول} كما في قوله تعالى { يَقُولُ الإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ} (سورة القيامة الآية: 10) ، والياء الساكنة المكسور ما قبلها نحو {قيل} كما في قوله تعالى {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ ارْكَعُوا لا يَرْكَعُونَ} (سورة المرسلات الآية: 48) ، والألف التي هي ساكنة بوضعها والمفتوح ما قبلها نحو {يغشي} كما في قوله تعالى {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى } (سورة الليل الآية: 1) ويجمعهم لفظ ( واي ) في قول صاحب التحفة
حروفه ثلاثة فعيها من لفظ وأي وهي في نوحيها
حرفا اللين :هما الياء والواو الساكنتين المفتوح ما قبلهما نحو {بيت} كما في قوله تعالى {فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنْ الْمُسْلِمِينَ} (سورة الذاريات الآية: 36) ـ نحو {خوف} كما في قوله تعالى {الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ } (سورة قريش الآية: 4) .
قال صاحب التحفة :
واللين منها الياء وواو سكنا إن انفتاح قبل كل أعلنا
رجوع
أقسام المدللمد قسمان أصلي ، وفرعي :
فالأصلي
هو المد الطبيعي الذي لا تقوم ذات الحرف إلا به وليس بعده همز أو سكون ويمد بمقدار حركتين ، وسمي طبيعياً لأن صاحب الذوق السليم لا يزيده عن مقدار حركتين ـ نحو {وقولوا قولاً سديداً} كما في قوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا } ( سورة الأحزاب الآية:70) .
والفرعي
هو الذي يقوم ذات الحرف بدونه ، ويقع بعده همز أو سكون وتتفاوت مقادير المد في أنواعه المختلفة ، وسمي فرعياً لتفرعه عن الأصلي وللمد الفرعي أنواع وأسباب وأحكام فأسبابه الهمز والسكون وأنواعه خمسة :
1 ـ المتصل . 2 ـ المنفصل .
3 ـ البدل . 4 ـ العارض للسكون .
5 ـ اللازم وأحكامه ثلاثة الوجوب والجواز واللزوم .
رجوع
أحكام المد :أحكام المد ثلاثة : الوجوب والجواز واللزوم :
أولاً : المد الواجب :له نوع واحد وهو المد المتصل :
وهو ما جاء فيه بعد حرف المد همز متصل به في كلمة واحدة مثل {السماء} كما في قوله تعالى { وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا} (سورة الشمس الآية: 5).
حكمه : الوجوب لإجماع القراء على مده زيادة على مافية من الطبيعي وإن تفاوت القراء في مقدار هذه الزيادة ومقدار مده لحفص أربع أو خمس حركات إن كان متوسطاً وإن تطرف ؛ وأما الجواز فهو خاص بالمنفصل والعارض للسكون والبدل .
رجوع
ثانيًا المـد الجائز:
المد المنفصل:هو أن يقع الهمز بعد حرف المد وكل منهما في كلمة مثل {قالوا آمنا} كما في قوله تعالى { قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ} (سورة الأعراف الآية: 121) ، {وفي أنفسكم } كما في قوله تعالى {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} (سورة الحديد الآية: 22) .
العارض للسكون :هو أن يقع السكون العارض بعد حرف المد واللين في حالة الوقف نحو {متاب } ـ {العالمين} كما في قوله تعالى {قُلْ هُوَ رَبِّي لا إِلَهَ إِلا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ } (سورة الرعد الآية: 30) ، وقوله تعالى {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } (سورة الفاتحة الآية: 2) ، وحكمه الجواز ، لجواز قصره ومده لجميع القراء .
وإليك الدليل على ما سبق من التحفة :
والـمـد أصلـي وفـرعـي لـه وســم أولاً طبـيعيـاً وهــو
مـالا تـوقـف لـه علـى سـبب ولا بـدونــه الحروف يختلـف
بل أي حرف غير همز أو سكـون ما بعد مد فالطبـيعـي يـكـون
والآخر الفرعي موقـوف علـى سبـب كهـمز أو سـكون مسجلا
حـروفـه ثـلاثـة فـعيـهـا من لفظ وأي وهي في نـوحيـها
والكسر قبل الياء وقبل الواو ضم شرط وفتح قبـل ألـف يـلـتزم
واللين منهـا اليـاء واو سكـتا إن انفتـاح قبـل كـل أعلــنا
أنواع المد وأحكامه : للمد أحكــام ثلاثـة تـدوم وهو الوجـوب والجواز واللزوم
فواجب إن جاء همز بعد مد في كلمـة وذا بمتصـل بعــد
وجـائز مد وقصر إن فعـل كل بكلمــة وهـذا المنفصـل
ومثل ذا راق عرض السكون وقـفاً كتعلمــون نـستعيــن
أو قدم الهمز على المـد وذا بـدل كآمنوا وإيمـانـاً خــذا
ولازم إن السكـون أصــلاً وصـلاً ووقفـاً بعد مـد طولا
رجوع
ثالثًا المد اللازم :هو أن يقع السكون الأصلي بعد حرف المد أو اللين في كلمة أو في حرف وسمي لازماً للزوم مده حالة واحدة وهي قدر ست حركات للجميع وقد سبقت الإشارة إليه في باب أنواع المد وأحكامه .
أقسام المد اللازم وتعريف كل منهما :
ينقسم المد اللازم إلى قسمين : كلمي وحرفي : وكل منهما إلى مخفف ومثقل .
فالكلمى :
هو أن يقع فيه بعد حرف المد سكون أصلي ثابت وصلاً ووقفاً في كلمة فإن أدغم الساكن فيما بعده فهو المثقل نحو {الحاقة} كما في قوله تعالى{الْحَاقَّةُ مَا الْحَاقَّةُ } (سورة الحاقة الآية: 1-2) ، وإن لم يدغم فهو الكلمى المخفف وذلك في كلمتين في القرآن (ألآن) موضعي يونس {أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ آمَنْتُمْ بِهِ آلآنَ وَقَدْ كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ} (سورة يونس الآية: 51) – { ءآلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنْ الْمُفْسِدِينَ} (يونس الآية: 91).
الحرفي :
أن يقع بعد حرف المد سكون أصلي ثابت وصلاً ووقفاً في حرف هجاؤه على ثلاثة أحرف سواء كان حرف المد من حروف اللين أو المد ، وحروفه ثمانية مجموعة في ( كم عسل نقص) وهي الكاف والميم والعين والسين والنون واللام والقاف والصاد فإن أدغم السكون في الذي بعده فهو الحرفي المثقل كاللام في ( ألم ) كما في قوله تعالى { ألم } (سورة البقرة الآية: 1) وإن لم يدغم فهو المخفف كالميم في ( ألم ) كما في قوله تعالى { أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى} (سورة الضحى الآية: 6) .
يتلخص هذا في أن المد اللازم أربعة أنواع :
1 ـ كلمي مثقل .
2 ـ كلمي مخفف .
3 ـ حرفي مثقل .
4 ـ حرفي مخفف .
تمد جميعها قدر ست حركات ما عدا العين من فاتحة مريم والشورى فقد جاز فيها التوسط والطول ولكن الطول أفضل ، ويلاحظ أن المد الكلمى المثقل يقع في أوائل السور وأثنائها وأواخرها ـ نحو {والصافات صفا} كما في قوله تعالى { وَالصَّافَّاتِ } (الصافات:1) ، {ولا الضالين} كما في قوله تعالى {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ } (سورة الفاتحة الآية: 7) .
أما المد اللازم الحرفي المثقل والمخفف فلا يقع إلا في أوائل السور والحروف التي وقعت في فواتح السور أربعة عشر حرفاً مجموعة في (صله سحيراً من قطعك) وهي {الصاد ـ اللام ـ الهاء ـ السين ـ الحاء ـ الياء ـ الراء ـ الميم ـ النون ـ القاف ـ الألف ـ الطاء ـ العين ـ الكاف} وهذه مجموعة تنقسم إلى ثلاثة أقسام :
1 ـ قسم يمد مداً لازماً وهو الحروف الثمانية "كم عسل نقص "ويجوز في العين التوسط والقصر كما سبق نحو {ص} كما في قوله تعالى { صوَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ} (سورة ص الآية: 1).
2 ـ قسم يمد مداً طبيعياً وهو الحروف الخمسة ( هي طهر ) نحو {طه} كما في قوله تعالى { طه } (سورة طه الآية: 1).
3 ـ وقسم لا يمد أصلاً وهو الألف .
قاعــدة :
إذا اجتمع سببان من أسباب المد وكان أحدهما قوياً والآخر ضعيفاً يعمل بالقوي ويلغي الضعيف وذلك نحو { آمين البيت الحرام } كما في قوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلا الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلا الْهَدْيَ وَلا الْقَلائِدَ وَلا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلا مِنْ رَبِّهِمْ وَرِضْوَانًا}(سورة المائدة الآية: 2)
ففيه مدان لازم وبدل ويعمل باللازم ـ وكذلك وجاءوا أباهم ـ يلغي البدل ويعمل بالمنفصل عملاً بقول بعضهم :
أقوى المدود لازم فما اتصـل فعارض فـذو انفصـال فبدل
وسـببـا مـد إذا مـا وجدا فـإن أقـوى السببين انفردا
وإليك دليل المد اللازم وأقسامه من التحفة :
أقسـام لازم لديـهم أربعــة وتلك كلمـي وحرفـي معــه
كلاهمــا مخفــف مثقــل فهـــذه أربعــة تفصــل
فإن بكلمــة سكون اجتمــع مع حرف مـد فهو كلمي وقع
أو في ثلاثي الحروف وجــدا والمد وسطــه فحرفـي بدا
كلاهمـا مثقــل إن أدغمــا مخفف كل إذا لـم يـدغمــا
واللازم الحــرفي أول السور وجوده وفي ثمانـي انحصــر
يجعلها حروف كم عسـل نقص عين ذو وجهين والطول أخص
وما سوى الحرف الثلاثي لا ألف فمده مـداً طبيعيـــاً ألــف
وذاك أيضاً في فواتـح السـور ويجمـع الفواتـح الأربـع عشر
في لفظ حي طاهر قـد انحصـر صله سميراً من قطعـك ذا اشتهـر
الوقف والابتداء
الوقف والابتداء : من الأبواب الهامة في علم التجويد والتي يتعين على القارئ أن يحيط علماً بهما .
ومن العلوم التي تتصل بعلم الوقف والابتداء ، علم التفسير وأسباب النزول ، وعد الآي ، والرسم العثماني ، والنحو ، والبلاغة ، وكل هذه وسائل تمكن من معرفة الوقف والابتداء
حكم الوقف
تعريف الوقف والوصل والسكت والقطع
اقسام الوقف
الوقف الإضطرارى
الوقف الإنتظارى
الوقف الإختبارى
الوقف الإختيارى
حكم الوقف على تاء التأنيث
اتباع الرسم فى الوقف على حروف المد
فائدة الوقف والابتداء :
وتتلخص فوائد معرفة الوقف والابتداء في أمرين :
أحدهما : إيضاح المعاني للقرآن الكريم .
وثانيهما: دلالة وقف القارئ وابتدائه على ثقافته بعلوم القرآن واللغة العربية .
والأصل في هذا الباب ما ورد عنه (عليه الصلاة والسلام ) أنه كان يقف على رؤوس الآيات ، فيقول : {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} ، ويقف ثم يقول {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} ، ويقف ،وكان ـ صلى الله عليه وسلم _ يعلم ذلك للصحابة _ رضى الله عنهم _، وأن علياً _كرم الله وجهه _ سُئِلَ عن معنى قوله تعالى "وَرَتِّلْ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً" سورة المزمل الآية: 4) فقال : الترتيل تجويد الحروف ومعرفة الوقوف .
حكم الوقف شرعاً :
لا يوجد في القرآن الكريم وقف واجب يأثم القارئ بتركه ، ولا وقف حرام يأثم القارئ بفعله وإنما يرجع الوجوب أو التحريم إلى قصد القارئ فقط ، وكل ما ثبت شرعاً : هو سنية الوقف على رؤوس الآي ، وكراهة ترك الوقوف عليها ، وجواز الوقف على ما عداها إذا لم يوهم خلاف المراد من المعنى .
رجوع
الوقف والوصل والسكت والقطع
"تعريف الوقف والوصل والسكت والقطع ومحل كل منها "
الوقف لغة:
الحبس والمنع .
واصطلاحاً
قطع الكلمة عما بعدها وقتاً من الزمن مع التنفس وقصد العودة ، ومحله آخر الآيات مطلقاً ، وأثناؤها ، وفيما انفصل رسماً ، ولا يكون وسط الكلمة ولا فيما اتصل رسماً نحو : (إن) من {فإلم يستجيبوا } كما في قوله تعالى { فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ وَأَنْ لا إِلَهَ إِلا هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} (سورة هود الآية: 14) لأنها موصولة وضد الوقف الوصل : أي وصل الكلمة بما بعدها من دون تنفس .
والسكت لغة:
المنع
واصطلاحاً :
قطع الكلمة عما بعدها وقتاً من الزمن بدون تنفس ، وقدره حركتان بحركة الإصبع مع قصد العودة إلى القراءة في الحال ، وهو مخصوص بما اتصل أو انفصل رسماً في مواضع مخصوصة :
فيما اتصل رسماً نحو : {قرءان} كما في قوله تعالى {أَقِمْ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْءانَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا}سورة الإسراء الآية: 78) ـ {مسئولاً} كما في قوله تعالى {كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولا } سورة الإسراء الآية: 36) .
- فيما انفصل رسماً في الكلمات الأربع التي سبقت الإشارة إليها وهي :
{مرقدنا} كما في قوله تعالى {قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَانُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ} سورة يس الآية: 52) ، {من راق} كما في قوله تعالى {وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ } سورة القيامة الآية: 27) ، ألف {عوجا}في سورة الكهف يقوله تعالى {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجَا } سورة الكهف الآية: 1) ، {بل ران} كما في قوله تعالى {كَلا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} سورة المطففين الآية: 14) .
والقطع لغة
الفصل والإزالة .
واصطلاحاً:
قطع الكلمة عما بعدها وقتاً من الزمن مع التنفس دون قصد العودة إلى القراءة في الحال .
ومحله : أواخر السور غالباً ، أو الأجزاء والأرباع ، أو رؤوس الآي على الأقل ..
فإذا عاد القارئ إلى القراءة استحب له أن يستعيذ بالله لقوله تعالى : فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم"لأنه_ والحالة هذه _ يكون مبتدئاً لقراءة جديدة .
رجوع
أقسام الوقف وتعريف كل منها
قسم بعضهم الوقف إلى أربعة أقسام عامة وهي :
1 ـ الوقف الاضطراري . 2- الوقف الانتظاري
3-الوقف الاختباري : 4- الوقف الاختياري :
ثم قسم الاختياري إلى أربعة أقسام خاصة :
1 ـ تام . 2 ـ كاف .
3 ـ حسن . 4 ـ قبيح .
الوقف الاضطراري :هو ما يعرض للقارئ بسبب ضرورة من ضيق نفس أو عطاس أو عجز أو نسيان وما إلى ذلك فللقارئ الوقف على أية كلمة متى دعته الضرورة إلى ذلك ثم يعود فيبدأ من الكلمة التي وقف عليها أو التي قبلها مراعاة للابتداء المناسب .
الوقف الانتظاري :هو الوقف على الكلمة عند جمعه للقراءات ليأتي على ما فيها من أوجه الخلاف .
الوقف الاختباري :هو الوقف على الكلمة التي ليست محلاً للوقف لبيان حكمها من حيث رسمها مقطوعة أو موصولة وما فيها من الحذف والإثبات وما رسم كذلك بالتاء المجرورة أو المربوطة وحكمه : الجواز على أن يعود إلى الكلمة التي وقف عليها أو التي قبلها فيبتدئ منها حيث كان المعنى مناسباً .
الوقف الاختياري :هو الوقف على الكلمة باختيار القارئ دون حدوث ضرورة ملجئة للوقف ، وسمي اختيارياً لحصوله بمحض اختيار القارئ .
وحكمه : أنه قد يعود القارئ إلى الابتداء بما وقف عليه ، أو يبتدئ بما بعد الكلمة الموقوف عليها إذا كان ذلك أيضاً مناسباً .
أقسام الوقف الاختياري :
ينقسم الوقف الاختياري إلى أربعة أقسام :
1 ـ تام . 2 ـ كاف .
3 ـ حسن . 4 ـ قبيح .
الوقف التام :
هو الوقف على ما تم معناه في ذاته ولا يتعلق بما بعده لا لفظاً ولا معنى ، وسمي تاماً لتمام الكلام به واستغنائه عما بعده وأكثر ما يكون في أواخر السور ، وأواخر قصص القرآن ، وعند انقضاء الكلام على موضوع معين للانتقال إلى غيره ، وله صور أربع :
1 ـ قد يكون على رؤوس الآي مثل {وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ} في مواضعها الثمانية بالشعراء لانتهاء الكلام عند كل قصة منها.
2 ـ أو قريباً من رأس الآية كقوله تعالى : {وَإِنْ تَفْعَلُوا فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ} سورة البقرة الآية: 282) .
3 ـ أو في وسط الآية على قوله تعالى{كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ} سورة الأنعام الآية: 20)
4 ـ أو قريباً من أول الآية مثل {وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ} سورة البقرة الآية: 286).
الوقف التام من أقل الوقوف الجائزة وروداً في القرآن بينما هو أعلاها مرتبة .
وحكمه : أنه يحسن الوقف عليه والابتداء بما بعده .
الوقف الكافي :
هو الوقف على ما تم معناه في ذاته لكنه تعلق بما بعده معنىً لا لفظاً ، وسمي كافياً للاستغناء به عما بعده ، وصوره أربع :
1 ـ يكون على رؤوس الآي كقوله تعالى { لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا } سورة الكهف الآية: 71) .
2 ـ أو قريباً من رأس الآية كقوله تعالى في {فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا} سورة النساء الآية: 94) .
3 ـ أو في وسط الآية كقوله تعالى { قَالَ رَبِّ إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلا نَفْسِي وَأَخِي} سورة المائدة الآية: 25).
4 ـ أو قريباً من أول الآية كقوله تعالى { وَعَلامَاتٍ } سورة النحل الآية: 16) .
وحكمه :
أنه يحسن الوقف عليه والابتداء بما بعده كالتام وهو أكثر الآية كالوقف على لفظ الجلالة من قوله تعالى {وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ} سورة البقرة الآية: 197) ، أو قريباً من أول الآية كالوقف على ربك من قوله تعالى {الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ} سورة البقرة الآية: 147) ، وحكمه جواز الوقف عليه مع تفاوته في ذاته في مقدار كفايته فمثلاً الوقف على قوله تعالى {وَزُلَفًا مِنْ اللَّيْلِ} سورة هود (114) ، ولكن الوقف على قوله تعالى { يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} سورة هود (114) ، أكثر كفاية منه ، والوقف على قوله تعالى{ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} سورة هود (114) ، في نفس الآية أكثر كفاية منهما .
ووجه الاختلاف بين الوقف التام والكافي ، تعلق الكافي بما بعده من المعنى وذلك أمر نسبي يرجع إلى الأذواق لتفاوتها في فهم المعاني القرآنية ولذا نجد منهم من يعد بعض الوقوف الكافية تامة وهي بالعكس في نظر غيرهم .
الوقف الحسن :
هو الوقف على ما تم معناه في ذاته وتعلق بما بعده لفظاً ومعنىً معا ، وسمي حسناً : لأنه يحسن الوقف عليه لإفادته معنى يستقيم معه الكلام وصوره أربع أيضاً :
1 ـ يكون على رؤوس الآي كقوله تعالى {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} سورة الفاتحة الآية: 2) .
2 ـ أو قريباً من أول الآية كقوله تعالى {الْحَمْدُ لِلَّهِ} أول الفاتحة وغيرها من السور وحكمه :
أنه يحسن الوقف عليه دون الابتداء بما بعده إذا كان الوقف على غير رأس آية بل يعود القارئ إلى الكلمة التي وقف عليها فيبتدئ بها إن صلح الابتداء بها إلا فيما قبلها .. وأما إذا كان الوقف على رأس آية فإنه يسن الوقف عليه والابتداء بما بعده عملاً بحديث رسول الله _صلى الله عليه وسلم _الذي ذكره ابن الجزري كان _ صلى الله عليه وسلم _ إذا قرأ قطع قراءته آية آية يقول : {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} ثم يقف إلى آخر الحديث وهو أصل في هذا الباب .
الوقف القبيح :
هو الوقف على مالم يتم معناه في ذاته وتعلق بما بعده لفظاً ومعنى كالوقف على لفظ الجلالة من قوله تعالى {فَإِنْ فَاءُوا فَإِنَّ اللَّهَ} سورة البقرة(226) ، وسمي قبيحاً لقبح الوقف عليه وعدم إفادته معنى يستقيم معه الكلام كالوقف على لفظ خير من قوله تعالى : {وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ} سورة البقرة (197) ، أو قريباً من أول الآية كالوقف على الحق من قوله تعالى {الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ} سورة البقرة (147).
وحكمه : عدم جواز الوقف عليه إلا لضرورة ، كضيق النفس فإن وقف عليه ابتدأ بالكلمة التي وقف عليها أو بما قبلها متى صح الابتداء .
ومن غاية القبح الوقف الموهم معنى شنيعاً : كالوقف على قوله تعالى {لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ ...} ، أو الوقف على {وَمَا مِنْ إِلَهٍ .....} ، ومما يضارع الوقف الشنيع : الابتداء بمثل : {غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ ...} ، وحكم هذا النوع من الوقف والابتداء التحريم على من تعمده ، فإن اعتقده فهو كافر .
ومن الوقوف الشاذة التي يتعمدها بعض الناس ، والغير مقبولة لعدم تحملها المعنى المقصود في سياق الكلام : الوقف على لا من قوله تعالى{قُرَّةُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لا...} ويحسن الابتداء بإن مكسورة الهمزة ، كما يتجنب الابتداء بمفتوحة الهمزة أو مخففة النون كما يتجنب الابتداء بلكن ساكنة النون أو مشددتها إلا إذا كان أول آية نحو {لَكِنْ الرَّاسِخُونَ ... }سورة النساء الآية: 162) .
وإليك دليل باب الوقف والابتداء من الجزرية ، قال ابن الجزري :
وبعــد تجويــدك للحــروف لابد من معرفــة الوقــوف
والابتــداء وهـي تقســم إذن ثلاثة تام وكــاف وحســن
وهي لما تم فإن لــم يـوجــد تعلق أو كـان معـنى فابتدئ
فالتام فالكافي ولفظـاً فامنعــن إلا رؤوس الآي جوز فالحسن
وغير ما تـم قبيـــح ولــه يوقف مضطـراً ويبـدأ قبلـه
وليس في القرآن من وقف وجب ولا حرام غيـر مالـه سبـب
رجوع
حكم الوقف على تاء التأنيثوتاء التأنيث لا تخلوا من أمرين :
إما أن تكون في فعل ، أو في اسم ؛ فإن كانت في فعل وأتى بها للدلالة على تأنيث الفعل ، فإنها ترسم بالتاء المجرورة إملائياً أي المطولة ، أو رسماً في المصاحف كذلك ولذلك لا يوقف عليها إلا بالتـــاء مثل { ودت } كما في قوله تعالى {وَدَّتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَمَا يُضِلُّونَ إِلا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ} سورة آل عمران الآية: 69) ، { وأزلفت } كما في قوله تعالى {وَأُزْلِفَتْ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ} سورة آل عمران الآية: 69)، كلها يوقف عليها بالتاء هكذا ..
وإن كانت في الرسم فالأصل فيها أن ترسم بالتاء المربوطة ويوقف عليها بالهاء ولذلك نسميها هاء التأنيث مثل {جنة} كما في قوله تعالى{ فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ } سورة الغاشية الآية: 10) ـ {البينة} كما في قوله تعالى{وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمْ الْبَيِّنَةُ} سورة البينة الآية: 4) وهكذا؛ غير أن في المصاحف كلمات خرجت عن هذا الأصل وكتبت بالتاء وعند الوقف عليها ابتداءً أو اختبارا كضيق نفس أو تعليم أو نحوه ، حينئذ يوقف عليها بالتاء عند حفص ومن وافقه ، وهذه الكلمات التي رسمت بالتاء ولها نظائر رسمت هاء في ستة عشر كلمة هي : ( رحمة ـ نعمة ـ امرأة ـ سنة ـ لعنة ـ معصية ـ غيابة ـ معصية ـ بقية ـ قرة ـ فطرة ـ شجرة ـ جنة ـ ابنة ـ بينة ـ جمالة ـ كلمة ) هذه الكلمات الستة عشرة كثير منها رسم بالتاء أحياناً وبالهاء أحياناً أخرى .
رجوع
اتباع الرسم في الوقف على حروف المد
من خصائص الرسم العثماني اتباعه شرعاً : فما رسم من حروف المد تعين الوقف عليه بالإثبات وما حذف منها رسماً تعين الوقف عليه بالحذف ومعنى هذا : إذا أريد الوقف على كلمة آخرها حرف من حروف المد الثلاثة ألفاً كان أو ياء أو واواً ، نظر إليه فإن كان ثابتاً وصلاً ورسماً فإن الوقف عليه يكون بالإثبات كالألف في { قَالا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ} سورة الأعراف الآية: 23) ، والياء في {إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا} سورة الأنفال الآية: 12) ، والواو في {وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا خَيْرًا لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ} سورة النحل الآية: 30) وإن كان محذوفاً وصلاً ورسماً فإن الوقف عليه يكون بالحذف كذلك كالألف في {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَإِلا اللَّهَ} سورة التوبة الآية: 18) وفيم الاستفهامية نحو { فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا} سورة النازعات الآية: 43) ، والياء في {وَمِنْ آيَاتِهِ الْجَوَارِ فِي الْبَحْرِ كَالأَعْلَامِ} سورة الشورى الآية: 32) ، والواو في { ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} سورة النحل الآية: 125) .
الثابت والمحذوف من هذا الباب له أبحاث لجميع القراء فى كتب القراءات ومن أراد أن يقف على ما فيها فليرجع إلى هذه الكتب .
المقطوع والموصول
سبقت الإشارة إلى أن اتباع الرسم العثماني سنة لا تجوز مخالفتها ولذا كان على القارئ أن يعرف المقطوع والموصول من الكلمات القرآنية ، ليقف على كل منها كرسمه في المصحف كلما أراد ذلك أو طلب منه على سبيل الاختبار أو الاضطرار إذ أن الوقف تابع للرسم .
بيان ذلك إذا كانت الكلمتان المتلاقيتان مقطوعتين رسماً اتفاقاً فإنه يجوز الوقف على كل منهما ، وإذا كانتا موصولتين اتفاقاً فإنه لا يجوز الوقف إلا على الثانية دون الأولى ، وإذا كانتا مختلفتين في قطعهما ووصلهما فإنه يجوز الوقف على كل منهما .
أولا : كلمة أن لا
الحادى عشر : كلمة بئس ما
ثانيا : كلمة إن ما
الثانى عشر : كلمة فى ما
ثالثا : كلمةعن ما ساكنة النون المتصلة بما
الثالث عشر : كلمة أين ما
رابعا : كلمة من ما
الرابع عشر : كلمة أن لن
خامسا : كلمة أم من
الخامس عشر : كلمة أن لو
سادسا : كلمة أن لم
السادس عشر : كلمة كى لا
سابعا : كلمة إن ما
السابع عشر : كلمة عن من
ثامنا : كلمةأن ما
الثامن عشر : كلمة يوم هم
تاسعا : كلمة حيث ما
التاسع عشر : كلمة مال
عاشرا : كلمة كل ما
العشرون : لات حين
المقطوع والموصول وما فيه خلاف.
ساكنة النون المتصلة بلا النافية تقطع ( أن ) عن ( لا ) في عشرة مواضع في القرآن اتفاقاً وهي :
1 ـ {حَقِيقٌ عَلَى أَنْ لا أَقُولَ عَلَى اللَّهِ إِلا الْحَقَّ قَدْ جِئْتُكُمْ بِبَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَرْسِلْ مَعِي بَنِي إِسْرَائِيلَ} سورة الأعراف الآية: 105) .
2 ـ { أَنْ لا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلا الْحَقَّ} سورة الأعراف الآية: 169) .
3 ـ { أَنْ لا مَلْجَأَ مِنْ اللَّهِ إِلا إِلَيْهِ} سورة التوبة الآية: 118) .
4 ـ { وَأَنْ لا إِلَهَ إِلا هُوَ} سورة هود الآية: 14) .
5 ـ { أَنْ لا تَعْبُدُوا إِلا اللَّهَ} سورة هود الآية: 26) .
6 ـ { أَنْ لا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا} سورة الحج الآية: 26) .
7 ـ { أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ} سورة يس الآية: 60) .
8 ـ { وَأَنْ لا تَعْلُوا عَلَى اللَّهِ} سورة الدخان الآية: 19) .
9 ـ {عَلَى أَنْ لا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا} سورة الممتحنة الآية: 12) .
10 ـ { أَنْ لا يدخلنها اليوم عليكم مسكين} سورة القلم الآية: 24) .
واختلف رُسام المصاحف في قطع أن عن لا المذكورة ووصلها بها في موضع واحد في القرآن والراجح القطع وهو { أَنْ لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ} سورة الأنبياء الآية: 87) ، وتوصل أن بلا فيما عد ذلك اتفاقاً نحو { أَلا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ} سورة النمل الآية: 31) .
رجوع
ثانياً :
كلمة ( إن ما ) ساكنة النون المتصلة بما تقطع إن عن ما في موضع واحد وهو { وَإِنْ مَا نُرِيَنَّكَ} سورة الرعد الآية: 40)، وتوصل بها فيما عدا ذلك نحو { فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ} سورة الزخرف الآية: 41)، فإن كانت مفتوحة الهمزة فهي موصولة نحو { وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ} سورة الضحى الآية: 11) .
ثالثاً :
كلمة ( عن ساكنة النون المتصلة بما ) تقطع عن الجارة عن ما الموصولة في موضع واحد وهو {فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ} سورة الأعراف الآية: 166) فقط وتوصل بها فيما عدا ذلك نحو { وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ} سورة الأنعام الآية: 132) كما توصل بـ ما الاستفهامية في قوله تعالى { عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ} سورة النبأ الآية: 1).
رابعاً :
كلمة ( من ما) وهي "من الجار ، المتصلة بما الموصولة "تقطع من الجارة عن ما الموصولة في موضعين اتفاقاً وهما { فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ}سورة النساء الآية: 25), {هَلْ لَكُمْ مِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} سورة الروم الآية: 28) .
ووقع الخلاف بين الوصل والقطع في موضع واحد وهو {وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ} سورة المنافقون الآية: 10) ، والراجح القطع وتوصل من بما فيما عدا ذلك اتفاقاً نحو كما في قوله تعالى { مما تحبون} سورة آل عمران الآية: 92) .
رجوع
خامساً :
كلمة ( أم من ) وهي ساكنة الميم المتصلة بمن مفتوحة الميم تقطع ( أم ) عن ( من ) في أربعة مواضع في القرآن وهي :
1 ـ { أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلا} سورة النساء الآية: 109) .
2 ـ { أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ} سورة التوبة الآية: 109) .
3 ـ { أَمْ مَنْ خَلَقْنَا} سورة الصافات الآية: 11) .
4 ـ {أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ} سورة فصلت الآية: 40) .
وتوصل بها فيما عدا ذلك نحو { أَمَّنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنْ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ} سورة النمل الآية: 64)
رجوع
سادساً :
كلمة ( أن لم ) ساكنة النون المتصلة بلم تقطع أن مفتوحة الهمزة مخففة النون عن لم ساكنة الميم في موضعين هما :
1 ـ {ذَلِكَ أَنْ لَمْ يَكُنْ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا غَافِلُونَ} سورة الأنعام الآية: 131) .
2 ـ {أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ} سورة البلد الآية: 7) .
ولا ثالث لهما في القرآن وأما مكسورة الهمزة في قوله تعالى { فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ وَأَنْ لا إِلَهَ إِلا هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}سورة هود الآية: 14) فموصول باتفاق جميع الرسام ، وما عداه مقطوع نحو { فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ} سورة البقرة الآية: 24).
رجوع
سابعاً :
( إن ما ) مكسورة الهمزة مشددة النون المفتوحة المتصلة بما الموصولة .
تقطع ( إن ) عن ( ما ) اتفاقاً في موضع واحد هو { إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لآتٍ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ} سورة الأنعام الآية: 134) أما موضع النحل وهو{وَلا تَشْتَرُوا بِعَهْدِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلاً إِنَّمَا عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} سورة النمل الآية: 95) فقد اختلف الرسام في صورتها فبعضهم قطعها وأكثرهم وصلها ، لذا كان العمل فيه على الوصل وتوصل فيما عدا ذلك نحو { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} سورة الحجرات الآية: 10) .
رجوع
ثامناً :
( أن ما ) مفتوحة الهمزة مشددة النون المفتوحة المتصلة بما الموصولة تقطع أن عن ما اتفاقاً في موضعين وهما :
1 ـ {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} سورة الحج الآية: 62) .
2 ـ {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} سورة لقمان الآية: 30) .
واختلف الرسام في وصلها وقطعها في موضع واحد والعمل فيه على الوصل وهو {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} سورة الأنفال الآية: 41) وتوصل بها فيما عدا ذلك نحو {اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ} سورة الحديد الآية: 20) .
رجوع
تاسعاً :
(حيث ما) وهي حيث الظرفية المتصلة بـ ما تقطع حيث عن ما في موضعين بسورة البقرة وهما :
{ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ} الآية: 144- 150) ولا يوجد غيرهما في القرآن .
عاشراً :
( كل ما ) وهي كل المتصلة بما تقطع ( كل ) عن ( ما ) اتفاقاً في موضع واحد وهو {وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ} سورة إبراهيم الآية: 34) ، وقد وقع خلاف بين الرسام في وصلها وقطعها في أربعة مواضع والراجح الوصل وهي : {سَتَجِدُونَ آخَرِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَأْمَنُوكُمْ وَيَأْمَنُوا قَوْمَهُمْكُلَّ مَا رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ أُرْكِسُوا فِيهَا} سورة النساء الآية: 91) ، { كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا} سورة الأعراف الآية: 38) ، { كُلَّ مَا جَاءَ أُمَّةً رَسُولُهَا كَذَّبُوهُ} سورة المؤمنون الآية: 44) ، { كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ} سورة الملك الآية: 8) ، وتوصل فيما عدا ذلك نحو { كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا} سورة آل عمران الآية: 37) .
رجوع
الحادي عشر :
( بئس ما ) وهي ( بئس ) المتصلة بـ "ما "الموصولة توصل ( بئس ) و ( ما ) اتفاقاً في موضعين في القرآن وهما { بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ بَغْيًا أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ} سورة البقرة الآية: 90)، و {وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي} سورة الأعراف الآية: 150) ؛ وقد وقع الخلاف بين الرسام في القطع والوصل في كلمتين في البقرة وهما { وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} سورة البقرة الآية: 102) والراجح فيها القطع و { قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ} سورة البقرة الآية: 93) والراجح فيها الوصل وتقطع عنها فيما عدا ذلك نحو { فَبِئْسَ مَايَشْتَرُونَ} سورة آل عمران الآية: 187).
رجوع
الثاني عشر :
( في ما ) وهي ( في ) الجارة المتصلة بـ "ما "الموصولة تقطع ( في ) عن ( ما ) في موضع واحد وهو {أَتُتْرَكُونَ فِي مَا هَاهُنَا آمِنِينَ} سورة الشعراء الآية: 146) واختلف رسام المصاحف في وصلها وقطعها في عشر مواضع والراجح القطع وهي :
1 ـ {فَإِنْ خَرَجْنَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِي مَا فَعَلْنَ فِي أَنفُسِهِنَّ مِنْ مَعْرُوفٍ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} سورة البقرة الآية: 240) .
2 ـ {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ} سورة المائدة الآية: 48).
3 ـ {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ الأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ} سورة الأنعام الآية: 165) .
4 ـ {قُلْ لا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ }سورة الأنعام الآية: 145) .
5 ـ {لا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنفُسُهُمْ خَالِدُونَ} سورة الأنبياء الآية: 102).
6 ـ {وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} سورة النور الآية: 14).
7 ـ {هَلْ لَكُمْ مِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ شُرَكَاءَ فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ فَأَنْتُمْ فِيهِ سَوَاءٌ تَخَافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنفُسَكُمْ} سورة الروم الآية: 28).
8 ـ {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} سورة الزمر الآية: 3) .
9 ـ {قُلْ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} سورة الزمر الآية: 46) .
10 ـ {عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ وَنُنْشِئَكُمْ فِي مَا لا تَعْلَمُونَ} سورة الواقعة الآية: 61) .
وتوصل فيما عدا ذلك اتفاقاً نحو {إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} سورة الجاثية الآية: 17).
رجوع
الثالث عشر :
( أين ما ) وهي أين المتصلة بـ "ما "توصل أين بما في موضعين هما :
1 ـ { فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} سورة البقرة الآية: 115) .
2 ـ {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّهُّ لا يَأْتِ بِخَيْرٍ} سورة النحل الآية: 76).
واختلف الرسام في قطعها ووصلها في ثلاثة مواضع والراجح القطع وهي :
1 ـ { أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكُّمْ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ} سورة النساء الآية: 78) .
2 ـ {وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا. كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ } سورة الشعراء الآية: 92)
3 ـ {مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلا} سورة الأحزاب الآية: 61) .
وتقطع عنها فيما عدا ذلك نحو : {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا} سورة المجادلة الآية: 7) .
رجوع
الرابع عشر :
( أن لن ) وهي أن مفتوحة الهمزة ساكنة النون المتصلة بأن الناصبة ، تقطع أن عن لن في جميع المواضع في القرآن نحو {بَلْ ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْيَنْقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَى أَهْلِيهِمْ أَبَدًا وَزُيِّنَ ذَلِكَ فِي قُلُوبِكُمْ وَظَنَنْتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ وَكُنْتُمْ قَوْمًا بُورًا} سورة الفتح الآية: 12) الفتح إلا في موضعين فقط وهما :
1 ـ {بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّنْ نَجْعَلَ لَكُمْ مَوْعِدًا} سورة الكهف الآية: 48) .
2 ـ {أَيَحْسَبُ الإِنسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ} سورة القيامة الآية: 3) . فتوصل فيهما .
رجوع
الخامس عشر :
( أن لو ) وهي أن مفتوحة الهمزة ساكنة النون المتصلة بلو .. تقطع ( أن ) عن ( لو ) في ثلاثة مواضع وهي:
1 ـ { أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الأَرْضَ مِنْ بَعْدِ أَهْلِهَا أَنْ لَوْ نَشَاءُ أَصَبْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ} سورة الأعراف الآية: 100) .
2 ـ { أَفَلَمْ يَيْئَسْ الَّذِينَ آمَنُوا أَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا} سورة الرعد الآية: 31) .
3 ـ { فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتْ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ} سورة سبأ الآية: 14) .
واختلف الرسام في القطع والوصل في موضع واحد والراجح القطع وهو { وَأَن لوْ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا} سورة الجن الآية: 16)ولا يوجد ( أن لو ) بالقرآن سوى هذه المواضع الأربعة
رجوع
السادس عشر :
(كي لا) وهي كي ساكنة الياء المتصلة بـ لا النافية .
توصل ( كي ) بـ ( لا ) في أربعة مواضع في القرآن وهي :
1 ـ {إِذْ تُصْعِدُونَ وَلا تَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ فَأَثَابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ لِكَيْلا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا مَا أَصَابَكُمْ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} سورة آل عمران الآية: 153) .
2 ـ {وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا} سورة الحج الآية: 5) .
3 ـ {قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ لِكَيْلا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ} سورة الأحزاب الآية: 50)
4 ـ { لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} سورة الحديد الآية: 23) .
وتقطع عنها فيما عدا ذلك نحو {وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ} (سورة الحشر الآية:7 )
رجوع
السابع عشر :
( عن من ) وهي "عن "ساكنة النون المتصلة بـ "من ".
{فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا} سورة النجم الآية: 29) ، ولا يوجد غيرها في القرآن .
الثامن عشر :
( يوم هم ) يوم الظرفية المتصلة بـ "هم "الضمير البارز تقطع "يوم "عن "هم "في موضعين فقط وهما :
1 ـ { يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِمَنْ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ} سورة غافر الآية: 16) .
2 ـ { يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ} سورة الذاريات الآية: 13) .
وتوصل فيما عدا ذلك نحو {فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمْ الَّذِي يُوعَدُونَ} سورة الزخرف الآية: 83) .
رجوع
التاسع عشر :
"مال "أي لام الجر مع مجرورها تقطع لام الجر عن مجرورها في أربعة مواضع وهي :
1 ـ {قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَمَالِ هَؤُلاءِ الْقَوْمِ لا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا) سورة النساء الآية: 78) .
2 ـ {وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلا أَحْصَاهَا} سورة الكهف الآية: 49) .
3 ـ {وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الأَسْوَاقِ لَوْلا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا} سورة الفرقان الآية: 7) .
4 ـ { فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ} سورة المعارج الآية: 36) .
وفيما عدا ذلك توصل نحو { وَمَا لأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى} سورة الليل الآية: 19) و { وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ} سورة البقرة الآية: 270) .
رجوع
العشرون :
{لات حين} وهي لات النافية المتصلة بـ "حين" الظرفية تقطع التاء في لات عن حين في قوله تعالى {كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ فَنَادَوْا وَلاتَ حِينَ مَنَاصٍ} (سورة ص الآية: 3) على الراجح وقيل توصل هكذا ( ولا تحين ) وهو ضعيف ولما كان القطع أرجح ورد العمل به في المصاحف وذلك ليحتمل قراءة إبدال التاء هاء وقفاً في قراءة الكسائي ؛ وقد اتفق رسام المصاحف على وصل الكلمات الآتية فرسموا {وإذا كالوهم أو وزنوهم} في قوله تعالى {وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ} ( سورة المطففين الآية: 3 ) بوصل الواو بالهاء في الموضعين دون الوصل بالألف وبوصل ( أل ) التعريفية بما بعدها مثل {الأرض} كما في قوله تعالى { وَالأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا} ( سورة الشمس الآية : 6 ) ـ {القمر} كما في قوله تعالى { وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاهَا} ( سورة الشمس الآية : 2 ) ـ {السماوات} كما في قوله تعالى {يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} ( سورة التغابن الآية : 4 ) ـ {الشمس}كما في قوله تعالى { وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا} ( سورة الشمس الآية : 1 ) وبوصل هاء التأنيث بما بعدها مثل { هأنتم هؤلاء } كما في قوله تعالىs { هَاأَنْتُمْ هَؤُلاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمْ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ} ( سورة محمد الآية :38 ) ، وبوصل ياء النداء بما بعدها مثل {يا أيها } كما في قوله تعالى { يا أيها الإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ} ( سورة الانفطار الآية: 6 ) {يا إبراهيم } كما في قوله تعالى { يَا إِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا إِنَّهُ قَدْ جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَإِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذَابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ} ( سورة هود الآية :76 ) وإليك دليل المقطوع والموصول من الجزرية :
واعــرف لمقطــوع وموصـول وتا فــي مصـحف الإمام فيما قد أتى
فـاقــطـع بعشــر كلمــات أن لا مـــع مـلجــأ ولا إلــه إلا
وتعــبـدوا يسـن ثانــي هــو لا يشركـن نشـرك يدخلن تعلوا على
أن لا يــقولــوا لا أقـــول إن ما بالرعـــد والمفتوح صل وعن ما
نهوا اقطعوا مـن ما بـروم والنســـا خلف المنافقــين أم مــن أسسا
فصلت النسـا وذبــح حيــث مــا وأن لم المفتوح كسـر إن مـــا
الأنعام والمفتـوح يــدعـون معــا وخلف الأنفــال ونحــل وقعــا
وكــل ما سـألتمــوه واختـلــف ردوا كذا قـل بئسمـا والوصل صف
خلفتمـونـي واشتــروا فيمـا اقطعا أوحي أفضتـم اشتهــت يبلو معا
ثانــي مغلــق وقعـت روم كــلا تنزيل شعــراً وغيــر ذي صـلا
فأينمــا كالـنحل صــل ومختـلف في الشعرا الأحـزاب والنسا وصف
فصل فإلـم هــو وألــن نجعــل نجمع كيلا تحزنـوا تأسـوا علـى
حــج عليـك حــرج وقطعــهم عن من يشاء من تولى يوم هــم
ومـال هـذا والذيـــن هــؤلاء تحين في الإمام صــل ووهــلا
ووزنــوهـم وكـالوهـم صــل كذا من أل وها ويــاك تفصــل
همزة القطع وألف الوصل
الهمزات في القرآن على قسمين :
همزة الوصل
الأسماء المبدوءة بهمزة وصل
الأفعال المبدوءة بهمزة وصل
حكم البدء بالأفعال التى توجد بها همزة الوصل
الحروف المبدوءة بهمزة الوصل
همزة القطع
همزة الوصلفهي التي تثبت ابتداءً وتسقط وصلاً ، وسميت همزة وصل لأنه يتوصل بها إلى النطق بالساكن ، والأصل أنه لا يبدأ بساكن كما لا يوقف على متحرك بالحركة ، فإذا وقع ساكن في أول الكلمة فلابد من همزة الوصل التي يتوصل بها إلى النطق بالساكن .
الأسماءالمبدوءة بهمزة وصلوالأسماء الواردة في القرآن الكريم التي تقع فيها همزة الوصل مكسورة في الابتداء تسعة أسماء هي :
1 ـ مصدر الفعل الماضي الخماسي نحو {افترى افتراء} كما في قوله تعالى {قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُوا أَوْلادَهُمْ سَفَهًا بِغَيْرِ عِلْمٍ وَحَرَّمُوا مَا رَزَقَهُمْ اللَّهُافْتِرَاءً عَلَى اللَّهِ قَدْ ضَلُّوا وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ} سورة الأنعام الآية: 140).
2 مصدر الفعل الماضي السداسي نحو {استكبرا استكباراً} كما في قوله تعالىـ { اسْتِكْبَارًا فِي الأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلا بِأَهْلِهِ} سورة فاطر الآية: 43).
3 ـ {ابن} كما في قوله تعالى {وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ} سورة هود الآية: 45) .
4 {ابنه} نحو كما في قوله تعالىـ {وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنْ الْقَانِتِينَ} - سورة التحريم الآية: 12) {قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَةَ حِجَجٍ} سورة القصص الآية: 27) .
5 ـ {امرأ} كما في قوله تعالى {يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا} سورة مريم الآية: 28), {لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنْ الإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ} سورة النور الآية: 11), كما في قوله تعالى { إِنْ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُهَا إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهَا وَلَدٌ } سورة النساء الآية: 176) .
6 ـ {امرأة} كما في قوله تعالى {وَإِنْ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ} سورة النساء الآية: 128) ، كما في قوله تعالى {وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنْ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى} سورة البقرة الآية: 282) .
7 ـ {اثنين} كما في قوله تعالى {وَقَالَ اللَّهُ لَا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ} سورة النحل الآية: 51) ، {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ} سورة التوبة الآية: 36) .
8 ـ {اسم} كما في قوله تعالى {سَبِّحْ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى} سورة الأعلى الآية: 1) .
رجوع
الأفعال المبدوءة بهمزة الوصل فهي :1 ـ الفعل الماضي الخماسي نحو {انطلق} كما في قوله تعالى { وَانطَلَقَ الْمَلأُ مِنْهُمْ أَنْ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ} سورة ص الآية: 6) .
2 ـ الفعل الماضي السداسي نحو {استكبر}كما في قوله تعالى {إِلا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنْ الْكَافِرِينَ} سورة ص الآية: 74) .
3 ـ أمر الفعل الماضي الثلاثي نحو {اضرب} كما في قوله تعالى { وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً رَجُلَيْنِ جَعَلْنَا لأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا} سورة الكهف الآية: 32) .
4 ـ أمر الفعل الماضي الخماسي نحو {انطلق} كما في قوله تعالى { انطَلِقُوا إِلَى مَا كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ} سورة المرسلات الآية: 29).
5 ـ أمر الفعل الماضي السداسي نحو {استغفر} كما في قوله تعالى { اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} سورة التوبة الآية: 80).
ولا تقع همزة الوصل في الفعل المضارع ولا في الماضي الثلاثي أو الرباعي ولا في أمر الماضي الرباعي .
رجوع
حكم البدء بالأفعال التي توجد فيها همزة الوصلهي على التفصيل الآتي :
1 ـ إن كان ثالث الفعل مضموماً ضماً لازماً تضم همزة الوصل وجوباً سواءً كان الفعل ماضياً أو أمراً نحو {اضطر} كما في قوله تعالى {فَمَنْاضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} سورة البقرة الآية: 173) ـ {ادع} كما في قوله تعالى { ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} سورة النحل الآية: 125) .
2 ـ وإن كان ثالث الفعل مفتوحاً أو مكسوراً يبدأ فيه بكسر همزة الوصل نحو ( اذهب كما في قوله تعالى { اذْهَبْ إِلَي فِرْعَونَ إِنَّهُ طَغَى} (طه: 24) ارجع كما في قوله تعالى { ارجع إليهم فلنأتينهم بجنود لا قبل لهم} (النمل : 37) وقد ذكرنا أن ضم ثالث الفعل الذي يبدأ فيه بضم همزة الوصل لا بد أن يكون ضمه لازماً أما إن كان مضموماً ضماً عارضاً فإنه يبدأ فيه بكسر همزة الوصل نحو {اقضوا} كما في قوله تعالى {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللَّهِ فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلا تُنْظِرُونِ} ( سورة يونس الآية:71 ) والدليل على أن ثالث الفعل هنا مضموم ضماً عارضاً أنك إذا خاطبت المفرد في مثل هذا تقول : "امش ـ اقض"بكسر ثالث الفعل وهو الأصل فلما خاطبت الجماعة جاءت الواو فضم ثالث لها ضماً عارضاً .
رجوع
الحروف المبدوءة بهمزة الوصل1 ـ أل الشمسية والقمرية نحو ( الشمس والقمر ، الأرض والسماء ) .
2 ـ ( أيم الله ) في القسم على القول بحرفيتها .
- حكم همزة الوصل في ( أل ) الفتح وجوباً ، وقد سبق الكلام على همزة ( أيم الله ) بالكسر .
وإذا وقعت همزة الوصل بعد همزة الاستفهام ، وجب حذف همزة الوصل إذا لم يكن بعده لام تعريف ، وقد وقع ذلك في سبع كلمات لحفص :
1 ـ {أتخذتم} كما في قوله تعالى {وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلا أَيَّامًا مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ} سورة البقرة الآية: 80).
2 ـ {أطلع }كما في قوله تعالى { أطلع الغيب أم اتخذ عند الرحمن عهداً} سورة مريم الآية: 78) .
3 {أفترى} كما في قوله تعالىـ { أَفْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَمْ بِهِ جِنَّةٌ بَلْ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ فِي الْعَذَابِ وَالضَّلالِ الْبَعِيدِ} سورة سبأ الآية: 8) .
4 {أصطفى} كما في قوله تعالىـ { أَصْطَفَى الْبَنَاتِ عَلَى الْبَنِينَ} سورة الصافات الآية: 153) .
5 {أتخذناهم} كما في قوله تعالىـ { أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمْ الأَبْصَارُ} سورة ص الآية: 63) .
6 ـ {أستكبرت} كما في قوله تعالى {قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنْ الْعَالِينَ} سورة ص الآية: 75) .
7 ـ {أستغفرت} كما في قوله تعالى {سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} سورة المنافقون الآية: 6) ،وقد جمعها بعضهم في هذه الأبيات :
بالقطع استكبرت استغفرت مع قل اتخذتم افترى واطلـع
اتخذناهم كذاك اصـطفـــى لكنه في الآخرين اختلفـا
وحفصهم ممن تــلا بالقطع فكن على نصح قويم النفع
رجوع
مواضع مجيء همزة القطع
همزة القطع :
هي التي تثبت ابتداءً ووصلاً ، وسميت همزة قطع لأنها تقطع بين بعض الحروف عند النطق بها .
لا تكون همزة الوصل إلا في أول الكلمة المبتدأ بها ، وتتحرك بالحركات الثلاث بالفتحة نحو {الأرض} كما في قوله تعالى {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ} سورة البقرة الآية: 11) والكسرة نحو {اقرأ} كما في قوله تعالى { اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ}سورة العلق الآية: 1) والضم نحو {ادع} كما في قوله تعالى { ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} سورة النحل الآية: 125) ولا تقع في وسط الكلمة أو طرفها .
همزة القطع : فتقع في أول الكلمة نحو { أعطيناك } كما في قوله تعالى {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} سورة الكوثر الآية: 1) ووسطها نحو {قرءان} كما في قوله تعالى {بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ} سورة البروج الآية: 21) وطرفها نحو { شاء } كما في قوله تعالى {لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ} سورة التكوير الآية: 28) وتتحرك بالحركات الثلاث في جميع أحوالها كما تقع ساكنة إلا في حالة الابتداء بها فلا تقع ساكنة لأنه لا يبدأ بساكن كما تقدم وتقع همزة الوصل في الاسم والفعل والحرف مطلقاً .
وأما همزة القطع فتتحقق دائماً حيث وقعت بعد همزة الاستفهام نحـــــو { ءأنذرتهم } كما في قوله تعالى {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ ءَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ} سورة البقرة الآية: 6) ، إلا ما فيها من التسهيل لبعض القراء كما أن كلمة {ءاعجمي } كما في قوله تعالى {وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ ءَاعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ} سورة فصلت الآية: 44) تسهل همزتها الثانية لحفص .
قوله : إلا إذا رمت إلى آخره ، سبق الكلام على الروم والإشمام في باب المد والقصر فارجع إليه إن شئت .
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه والتابعين إلى يوم الدين وسلم تسليماً كثيراً


لماذا انغرز الفقهاء في آتون الخلاف المتأجج بينهم في أحكام الطلاق ولماذا اضطربوا في اهدار الشرع للتطليقة الخاطئة وعدم الاعتداد بها من عدمه؟


اهدار الشرع للتطليقة الخاطئة وعدم الاعتداد بها
قالوا أن الطلاق البدعي: قلت المدون 1.مصطلح الطلاق البدعي هو مصطلح مختلق من الفقهاء الذين تردوا في هوة الخلاف الناتج عن الفرق بين أحكام سورة البقرة 2هـ وأحكام سورة الطلاق المنزلة في 5هـ تقريبا 2.ففي سورة البقرة يوجد وقوع الطلاق بمجرد التلفظ بينما في سورة الطلاق لا يقع الطلاق إلا بعد قضاء عدة احصاء قدرها ثلاثة قروء لذوات الأقراء وثلاثة أشهرٍ للاتي لا يحضن من النساء وما بقي من مدة الحمل لأولات الأحمال حتي يضعن حملهن، 3. وفي سورة البقرة 2هـ تسمت المرأة بالمطلقة لمجرد تلفظ الزوج بالطلاق بينما في سورة الطلاق5هـ ،تأجل وقوع الطلاق تسمية وتلفظا وجميع تداعايته إلي بعد نهاية عدة الإحصاء أي بعد قضاء عدة احصاء قدرها ثلاثة قروء لذوات الأقراء وثلاثة أشهرٍ قمرية للاتي لا يحضن من النساء وما بقي من مدة الحمل لأولات الأحمال حتي يضعن حملهن 4.وفي سورة البقرة 2هـ فرضت عدة التربص للمرأة في بيت وليِّها وحالها موصوفةً بالمطلقةِ وقد حرمت علي زوجها : أ) خلوةً ب) وإقامةً ج) وتلاقياً تتحملها هي وحدها (تتربص بنفسها) ثم تُسَرَّح بعدها أي تفارق ما بقي من متعلقات المطلق بعد أن طلقها أولاً والتي كُلِفت هي بها ليتأكد الآخرون معها أنها لا تحمل منه جنينا أو نطفة لمطلقها لكن في سورة الطلاق وقع الفقهاء في حيرة شديدة عندما فرض الله تعالي حتمية الخلوة بينهما وحرم إخراج الأزواج الشارعين في الطلاق دون التطرق إلي لفظه حتي تنقضي عدة الإحصاء لزوجاتهم ثم بعد انقضائها هم بالخيار إما لا طلاق (فأمسكوهن بمعروف) أو إلي طلاق (أو فارقوهن بمعروف) كل هذا بعد قوله تعالي (فإذا بلغن أجلهن) و كما حرم علي المرأة في سورة الطلاق في عدة إحصائها بتكليف قاطع لا شبهة فيه :: أن تخرج هي من بيتها طول مدة عدة الإحصاء وحرم سبحانه أن يخرجها زوجها فقال (يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا ( 1 )) فوقع الفقهاء في الحيرة واضطربت فتاواهم واختلفت أقوالهم بسبب هذه التناقضات المترسبة في أذهانهم جراء تصميمهم علي أن السورتين عاملتين معا بشكلٍ مكملٍ لبعضهما والحقيقة أنهم أخطأوا لتناسيهم أن سورة الطلاق نزلت متراخية بعد سورة البقرة بحوالي سنتين أو ثلاث سنين في أوسط تقدير وأن ما نزل في سورة الطلاق قد بدَّل الله تعالي به جُلِّ ما سبق في سورة البقرة وأن هذه التعارضات قد تخاذلت شجاعتهم إزاءها أن يَرُدُوهَا إلي شريعة النسخ الثابتة الشامخة والمسجلة بداية في آية النسخ في سورة البقرة نفسها وفضلوا قبول الإضطراب والإختلاف في آرائهم وفتاويهم عن الإذعان لشريعة النسخ المؤصلة في كتاب ربهم وهدي نبيهم صلي الله عليه وسلم فهم في حيرة بين أ) بين تصميمهم علي شرعة التلفظ بالطلاق أنها الشرعة الأصيلة عندهم وبين تكليف الباري جل وعلا بحتمية الخلوة بينهما مدة ليست بالقصيرة بل مدة طويلة بالنسبة للمنتظرين وعندهم غرائزهم ومحصورين بين فرض الإحصاء الطويل عليهم لعدة قدرها { شهر أو قرء - ثم شهر أو قرء - ثم شهر أو قرء {في عدد ذوات الأقراء أو اللاتي لا يحضن} والداعي إلي استكثار الأمر عليهم ولجوجهم في دروب الخلاف هو مدة الحمل كلها حتي تضع الحامل حملها ثم يحين التكليف الفاعل للتلفظ بالطلاق بعد انقضاء هذه الأنواع من العدد كل حسب طبيعته من النساء بعد العدة وبعدها فقط بتكليف لا تشابه فيه ولا ترجيحا بل يقينا وقطعا { فإذا بلغن أجلهن فأمسكوهن بمعروف أو فارقوهن بمعروف وأشهدوا ذوي عدل منكم وأقيموا الشهادة لله} وهل سيصبر الزوج الراغب في طلاق امرأته بعد نهاية العدة علي زوجته يوما بعد آخر وليلة بعد أخري {وما أدراك بالليالي بين المرأة وزوجها } هل ستصمد عزيمته ويتخطي كل هذه الحكمات فإن صمد ليلة وأخري هل سيصمد أسبوعا بعد أسبوع وإذا صمد كذلك فهل سيصمد شهرا بعد شهرٍ أو قرءا بعد قرءٍ إلي ثلاثة أشهر أو قروء ؟؟!! وقد وضعهما الله تعالي جل شأنه في فرض الخلوة التي قد يأتي منها أي تداعيات لها من رغبة في اللمس أو جموح إلي الهمس أو تقارب بالأجساد أو تردد بين صعوبة الصبر علي الامتناع وقسوة الصبر علي الحرمان وكلاهما قد خبر الآخر وبينهما فيما سبق ليالي ساخناتٍ ومواقف شاهياتٍ وهم بين هذا وذاك تتأجج فيهم نار الشهوة المكبوتة بينهما ولا مفر من الهروب في بوتقة التكليف الإلهي بحتمية الخلوة الزامتة عليهما فأين المفر.. ألم يدرك المختلفون من الفقهاء بعد نزول سورة الطلاق حكمة الباري جل وعلا من وقوع المتأهبين للفراق تكليفا في آتون التلاصق الحارق وبوتقة التفاعل الخانق وثورة الرغبة الحارقة إلي عاداتهما من الجماع الذي أوقفه الزوج برغوبه في استكمال مسار الإحصاء المشروط في بلوغ نهايته كي يتلاقي مع اللفظ الممتنع عليه والموضوع والمحرَّز فرضا وراء حائل عدة الإحصاء بطولها ولم ترحم ذاكرة محمد ابن عبد الرحمن مولي طلحة هؤلاء الفقهاء فذهب يروي حديثا لم يتابعه عليه إنسٌ ولا جانٌ تفرد به مخالفا لجموع الثقات الضابطين ممن رووا حديث عبد الله بن عمر برغم اتلافاتهم مع بعضهم إلا أن أحدا منهم لم تخنه ذاكرته وروي مثلما روي محمد بن عبد الرحمن مولي طلحة ولفظ روايته الشاذة جدا إلي درجة النكارة هو{ يطلقها طاهرا أو حاملا }لذلك قال النسائي في كتاب الأقضية لا يتابع علي محمد بن عبد الرحمن هذا الحديث وقد حققت وهاء هذه الرواية التي أضافت إلي الفقهاء حيرة علي حيرتهم وبينت أن حق الله في المرأة الحامل أن لا تُطلق إلا بعد أن تضع حملها فقال تعالي { وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ }
وانظر الي تطبيق النبي صلي الله عليه وسلم وضبطه لطلاق بن عمر علي أنه تكليف قاطع لتطلاقها للعدة ولم يورد صلي الله عليه وسلم في تعقيبه علي الحديث أي سيرة للطلاق في الحيض أو الطهر إلا ما كان من الطهر المحقق للطلاق للعدة وهذا نص الحديث
والدياجرامات التالية شارحة لفرض الطلاق للعدة التي أمر الله أن تُطلَّق لها النساء
اضغط الصورة لتكبيرها

اقرأ سورة الطلاق5هـ المتراخية في التنزيل واللاحقة بعد تنزيل سورة البقرة2هـ بحوالي سنتين أو ثلاثة ولاحظ الفروق بينها وبين سورة البقرة السابقة في التنزيل
هذه هي سورة الطلاق 5هـ
يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا ( 1 ) ( فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا ( 2 ) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ( 3 ) وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا ( 4 ) ذَلِكَ أَمْرُ اللَّهِ أَنْزَلَهُ إِلَيْكُمْ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا ( 5 ) أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ وَلَا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ وَإِنْ كُنَّ أُولَاتِ حَمْلٍ فَأَنْفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُمْ بِمَعْرُوفٍ وَإِنْ تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَى ( 6 ) لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا ( 7 ) سورة الطلاق
ادرس هذه الرسوم ولاحظ الفرق بين تشريع الطلاق في سورة البقرة2هـ وسورة الطلاق 5هـ
1
https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEghmvWLgmnttHRTnmSM-FPaHnyDh7WmWoANIXtBJWpG5pA3JAI80PNurN9v35TO754AK_nBi3EOiurZARSpIV-o_vCMfI2qDvYRaseFsMghQ3x4oe1Tq9BxAulTDWxdKaLYEnsB9UCce8P1/s640/11+-+Copy+-+Copy.jpg
بداية اختلافات الفقهاء المعروضة هنا ستلاحظ عدم ثبات الآراء بينهم في أقل مسألة وأكبر مسألة وما بينهما
قالوا الطلاق البدعي لا يقع
قلت المدون لا يقع نعم لكن ليس هناك طلاقا بدعيا إنما هو طلاق أو لا طلاق ولا ثالث وأن مصطلح الطلاق البدعي هو مصطلح مختلق من الفقهاء الذين تردوا في هوة الخلاف الناتج عن الفرق بين أحكام سورة البقرة 2هـ وأحكام سورة الطلاق المنزلة في 5هـ تقريبا ففي سورة البقرة يوجد وقوع الطلاق بمجرد التلفظ بينما في سورة الطلاق لا يقع الطلاق إلا بعد قضاء عدة احصاء قدرها ثلاثة قروء لذوات الأقراء وثلاثة أشهرٍ للاتي لا يحضن من النساء وما بقي من مدة الحمل لأولات الأحمال حتي يضعن حملهن ..انظر الأسطر المتقدمة
*****
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاء فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ...(الطلاق الآية 1).
3393 - أخبرنا محمد بن بشار قال حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا شعبة عن الحكم قال سمعت مجاهدا يحدثه عن بن عباس : في قوله عز و جل { يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن } قال ابن عباس رضي الله عنه قبل عدتهن. قال الشيخ الألباني : صحيح (من سنن النسائي ومُصنف ابن أبي شيبة).
18021- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إدْرِيسَ ، وَوَكِيعٌ ، وَحَفْصٌ ، وَأَبُو مُعَاوِيَةُ ، عَنِ الأَعْمَشِِ ، عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ ابن مسعود ؛ {فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ} قَالَ : طَاهِرًا مِنْ غَيْرِ جِمَاعٍ. قال الشيخ الألباني : صحيح (من مُصنف ابن أبي شيبة وجامع البيان في تفسير القرآن للطبري).
72 - كتاب الطلاق. قَوْلُ اللهِ تَعَالَى : {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ}. {أَحْصَيْنَاهُ} حَفِظْنَاهُ وَعَدَدْنَاهُ وَطَلاَقُ السُّنَّةِ أَنْ يُطَلِّقَهَا طَاهِرًا مِنْ غَيْرِ جِمَاعٍ وَيُشْهِدُ شَاهِدَيْنِ.
5251- حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مَالِكٌ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّهُ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ وَهْيَ حَائِضٌ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَسَأَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ ذَلِكَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُرْهُ فَلْيُرَاجِعْهَا ثُمَّ لِيُمْسِكْهَا حَتَّى تَطْهُرَ ثُمَّ تَحِيضَ ثُمَّ تَطْهُرَ ثمَّ إِنْ شَاءَ أَمْسَكَ بَعْدُ وَإِنْ شَاءَ طَلَّقَ قَبْلَ أَنْ يَمَسَّ فَتِلْكَ الْعِدَّةُ الَّتِي أَمَرَ اللَّهُ أَنْ تُطَلَّقَ لَهَا النِّسَاءُ(من صحِيح الْبُخَارِي).
3732 - وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِى شَيْبَةَ وَزُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ وَابْنُ نُمَيْرٍ - وَاللَّفْظُ لأَبِى بَكْرٍ - قَالُوا حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَوْلَى آلِ طَلْحَةَ عَنْ سَالِمٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ وَهْىَ حَائِضٌ فَذَكَرَ ذَلِكَ عُمَرُ لِلنَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ « مُرْهُ فَلْيُرَاجِعْهَا ثُمَّ لْيُطَلِّقْهَا طَاهِرًا أَوْ حَامِلاً » (من صحِيح مسلم).
1176 - حدثنا هناد حدثنا وكيع عن سفيان عن محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة عن سالم عن أبيه : أنه طلق امرأته في الحيض فسأل عمر النبي صلى الله عليه و سلم فقال مره فيراجعها ثم ليطلقها طاهرا أو حاملا.
قال أبو عيسى حديث يونس بن جبير عن ابن عمر حديث حسن صحيح وكذلك حديث سالم عن ابن عمر وقد روى هذا الحديث عن غير وجه عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه و سلم والعمل على هذا عند أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم وغيرهم أن طلاق السنة أن يطلقها طاهر من غير جماع. قال الشيخ الألباني : صحيح (من سنن الترمذي).
1898- عن أبي الزبير: أنه سمع عبد الرحمن بن أيمن مولى عروة يسأل ابن عمر- وأبو الزبير يسمع- قال: كيف ترى في رجل طَلقَ امرأته حائضاً؟ قال: طَلقَ عبد الله بن عمر امرأته وهي حائض على عهد رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فسأل عمر رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فقال: إن عبد الله بن عمر طَلَّق امرأته وهي حائض؟ قال عبد الله: فردَّها علي ولم يَرَهَا شيئاً، وقال:" إذا طَهُرَتْ؛ فليطلَق أو ليُمْسِكْ ".
قال ابن عمر: وقرأ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" (يا أيها النبيُ إذا طلقتم النساء فطلَقوهن) ...(من سنن أبي داود).
3730 - حَدَّثَنِى عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ أَخْبَرَنِى يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ - وَهُوَ ابْنُ أَخِى الزُّهْرِىِّ - عَنْ عَمِّهِ أَخْبَرَنَا سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ قَالَ طَلَّقْتُ امْرَأَتِى وَهْىَ حَائِضٌ فَذَكَرَ ذَلِكَ عُمَرُ لِلنَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- فَتَغَيَّظَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- ثُمَّ قَالَ « مُرْهُ فَلْيُرَاجِعْهَا حَتَّى تَحِيضَ حَيْضَةً أُخْرَى مُسْتَقْبَلَةً سِوَى حَيْضَتِهَا الَّتِى طَلَّقَهَا فِيهَا فَإِنْ بَدَا لَهُ أَنْ يُطَلِّقَهَا فَلْيُطَلِّقْهَا طَاهِرًا مِنْ حَيْضَتِهَا قَبْلَ أَنْ يَمَسَّهَا فَذَلِكَ الطَّلاَقُ لِلْعِدَّةِ كَمَا أَمَرَ اللَّهُ ». وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ طَلَّقَهَا تَطْلِيقَةً وَاحِدَةً فَحُسِبَتْ مِنْ طَلاَقِهَا وَرَاجَعَهَا عَبْدُ اللَّهِ كَمَا أَمَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-.(من صحِيح مسلم).
4264- أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى ، قَالَ : حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ : طَلَّقْتُ امْرَأَتِي وَهِيَ حَائِضٌ ، فَرَدَّ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَلِكَ حَتَّى طَلَّقْتُهَا وَهِيَ طَاهِرٌ. قال الشيخ الألباني : صحيح (من صحيح ابن حبان و مسند أبي داود الطيالسي وشرح معاني الآثار)
قال شيخ الاسلام ابن تيمية:
طلاق البدعةِ لا يَقَع هو أرجحُ القولين، وعليه يَدُلُّ الكتاب والسنة، وهو الموافقُ لمقاصدِ الشرع، وهو الذي يَسُدُّ بابَ الضِّرار والمخادعة والمكر، الذي أراده الله بأمْرِه بطلاق السنة، وبقَصرِه الطلاقَ على ثلاثٍ ، وإلاّ فإذا قيل بوقوع طلاقِ البدعة كان الضرر الذي كان في الجاهلية من هذا الوجه باقيًا. فإذا قيل: إنّ الطلاقَ بعد الطهر لازمٌ أمكنَها حينئذٍ أن تكتمَ الحملَ إذا كانت زاهدةً في الرجل لئلا يرتجعها، وأن تكتمَ الحيضَ وتَدَّعي الحملَ إذا كانت راغبةً في الرجل ليرتجعها. (من جامع المسائلو سئل شيخ الاسلام ابن القيم رحمه الله:
هل يقع الطلاق في الحيض أو في الطهر الذي واقعها فيه؟
قال شيخ الاسلام ابن القيم:
فأما المسألة الأولى ، فإن الخلاف في وقوع الطلاق المحرم لم يزل ثابتا بين السلف والخلف ، وقد وهم من ادعى الإجماع على وقوعه ، وقال بمبلغ علمه ، وخفي عليه من الخلاف ما اطلع عليه غيره ، وقد قال الإمام أحمد : من ادعى الإجماع فهو كاذب ، وما يدريه لعل الناس اختلفوا .
كيف والخلاف بين الناس في هذه المسألة معلوم الثبوت عن المتقدمين والمتأخرين ؟ قال محمد بن عبد السلام الخشني : حدثنا محمد بن بشار ، حدثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي ، حدثناعبيد الله بن عمر ، عن نافع مولى ابن عمر ، ( عن ابن عمر - رضي الله عنه - أنه قال في رجل طلق امرأته وهي حائض: قال ابن عمر : لا يعتد بذلك ) ، ذكره أبو محمد بن حزم في " المحلى " بإسناده إليه .
وقال عبد الرزاق في " مصنفه " : عن ابن جريج ، ( عن ابن طاووس ، عن أبيه أنه قال : كان لا يرى طلاقا ما خالف وجه الطلاق ووجه العدة ، وكان يقول : وجه الطلاق أن يطلقها طاهرا من غير جماع ، وإذا استبان حملها ) .
وقال الخشني : حدثنا محمد بن المثنى ، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ، حدثنا همام بن يحيى ، عن قتادة ، (عن خلاس بن عمرو أنه قال في الرجل يطلق امرأته وهي حائض قال: لا يعتد بها)، قال أبو محمد بن حزم : والعجب من جرأة من ادعى الإجماع على خلاف هذا ، وهو لا يجد فيما يوافق قوله في إمضاء الطلاق في الحيض أو في طهر جامعها فيه كلمة عن أحد من الصحابة - رضي الله عنهم - غير رواية عن ابن عمر قد عارضها ما هو أحسن منا عن ابن عمر ، وروايتين ساقطتين عن عثمان وزيد بن ثابت - رضي الله عنهما.
إحداهما : رويناها من طريق ابن وهب عن ابن سمعان ، عن رجل أخبره أن عثمان بن عفان - رضي الله عنه - كان يقضي في المرأة التي يطلقها زوجها وهي حائض أنها لا تعتد بحيضتها تلك ، وتعتد بعدها بثلاثة قروء .
قلت : وابن سمعان هو عبد الله بن زياد بن سمعان الكذاب ، وقد رواه عن مجهول لا يعرف . قال أبو محمد : والأخرى من طريق عبد الرزاق ، عن هشام بن حسان ، عن قيس بن سعد مولى أبي علقمة ، عن رجل سماه ، ( عن زيد بن ثابت أنه قال فيمن طلق امرأته وهي حائض : يلزمه الطلاق ، وتعتد بثلاث حيض سوى تلك الحيضة ) .
قال أبو محمد : بل نحن أسعد بدعوى الإجماع هاهنا لو استجزنا ما يستجيزون ، ونعوذ بالله من ذلك ، وذلك أنه لا خلاف بين أحد من أهل العلم قاطبة ، ومن جملتهم جميع المخالفين لنا في ذلك أن الطلاق في الحيض أو في طهر جامعها فيه بدعة نهى عنها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مخالفة لأمره ، فإذا كان لا شك في هذا عندهم ، فكيف يستجيزون الحكم بتجويز البدعة التي يقرون أنها بدعة وضلالة ، أليس بحكم المشاهدة مجيز البدعة مخالفا لإجماع القائلين بأنها بدعة ؟ قال أبو محمد : وحتى لو لم يبلغنا الخلاف ، لكان القاطع على جميع أهل الإسلام بما لا يقين عنده ولا بلغه عن جميعهم- كاذبا على جميعهم(من زاد المعاد)
وسئلت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء:
هل الطلاق البدعي يقع أو لا، وإذا وقع هل يعد طلقة واحدة أو ثلاثة؟

ج2: الطلاق البدعي أنواع، منها: أن يطلق الرجل امرأته في حيض، أو نفاس، أو في طهر مسّها فيه، والصحيح في هذا أنه لا يقع. ومنها: أن يطلقها ثلاثًا، والصحيح أنه يعتد به طلاقًا، ويعتبر طلقة واحدة على الصحيح من أقوال العلماء إذا كان ثلاثًا بلفظ واحد. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
الرئيس
عبد العزيز بن عبد الله بن باز.
نائب الرئيس عبد الرزاق عفيفي.
وسئل الشيخ ابن عثيمين:
هل يجوز للرجل أن يطلق زوجته أثناء فترة العادة الشهرية ويقع الطلاق أم لا؟
الشيخ: لا يحل للمرء أن يطلق زوجته في أثناء الحيض لقوله تعالى (يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن) إلى آخر الآية، والطلاق للعدة أن يطلقها طاهراً من غير جماع [قلت المدون يشترط في الطهر الثالث لثبوت ذلك في رواية مالك عن نافع عن ابن عمر وهي السلسلة الذهبية كما نص علي ذلك البخاري ونقله الحافظ ابن حجر في كتابه سلسلة الذهب والنص هو :5251- حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مَالِكٌ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّهُ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ وَهْيَ حَائِضٌ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَسَأَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ ذَلِكَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُرْهُ فَلْيُرَاجِعْهَا ثُمَّ لِيُمْسِكْهَا حَتَّى تَطْهُرَ ثُمَّ تَحِيضَ ثُمَّ تَطْهُرَ ثمَّ إِنْ شَاءَ أَمْسَكَ بَعْدُ وَإِنْ شَاءَ طَلَّقَ قَبْلَ أَنْ يَمَسَّ فَتِلْكَ الْعِدَّةُ الَّتِي أَمَرَ اللَّهُ أَنْ تُطَلَّقَ لَهَا النِّسَاءُ(من صحِيح الْبُخَارِي).] أو حاملاً [أما قول الشيخ أو حاملا فهي زيادة شاذة جدا بل منكرة خالف فيها محمد ابن عبد الرحمن كل ألفاظ الحديث عن ابن عمر من كل طرقه الأساسية الثمانية وسائر فروعه والصحيح ما شرعة الله تعالي في القرآن ( وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا (4) ذَلِكَ أَمْرُ اللَّهِ أَنْزَلَهُ إِلَيْكُمْ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا (5)/الطلاق4 و5) فأبطلت الآية كل مقال عن شرعية الطلاق في الحمل]قد استبان حملها (قلت المدون: استبانة الحمل توجب الإنتظار للولادة أو السقط حتي يحل ميقات الطلاق بوضع الحامل حملها في دبر العدة حسب تشريع سورة الطلاق) فهاتان الحالان هما اللتان يحل فيهما الطلاق إذا تبين حملها [فوضعت حملها ] وإذا كانت طاهرة من غير جماع
تحقيق رواية الطلاق في الحمل وبيان أنها شاذة جدا لدرجة النكارة
ادخل علي هذا الرابط


[قلت المدون بشرط أن يكون الطهر هو الثالث -انظر رواية مالك عن نافع عن ابن عمر]
* أما الحائض فطلاقها حرام لأنه معصية لله عز وجل لقوله (فطلقوهن لعدتهن) ولأن النبي صلى الله عليه وسلم لما ذكر له أن ابن عمر طلق زوجته وهي حائض تغيظ في ذلك يأمرونه بمراجعتها لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أن يراجع عبد الله بن عمر امرأته حين طلقها وهي حائض
وقد جاء في رواية ابي الزبير عن عبد الرحمن ابن ايمن مولي عروة سماعا ليس فيه تدليس وسياقه كالآتي : [ 1898- عن أبي الزبير: أنه سمع عبد الرحمن بن أيمن مولى عروة يسأل ابن عمر- وأبو الزبير يسمع- قال: كيف ترى في رجل طَلقَ امرأته حائضاً؟ قال: طَلقَ عبد الله بن عمر امرأته وهي حائض على عهد رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فسأل عمر رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فقال: إن عبد الله بن عمر طَلَّق امرأته وهي حائض؟ قال عبد الله: فردَّها علي ولم يَرَهَا شيئاً، وقال:" إذا طَهُرَتْ؛ فليطلَق أو ليُمْسِكْ ]
ويرى بعض أهل العلم أن الطلاق في حال الحيض محرم لا يقع لأن القاعدة الشرعية أنَّ ما نهي عنه لا يمكن أن ينفذ ويصحح إذ في تنفيذه وتصحيحه مخالفة للنهي عنه لأن النهي عنه يقتضي ألا يعتبر وألا يكون شيئاً يعتد به شرعاً إذ لا يجتمع النهي مع الاعتداد بالشيء فكيف ينهي الشارع عنه ثم يعتد به هذا خلاف الحكمة وإلى هذا ذهب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وقال إن طلاق الحائض لا يقع ولا يحسب عليه من الطلاق وإذا تأمل الإنسان ما ورد في ذلك من النصوص وتأمل العلل والحكم الشرعية تبين له أن هذا القول أرجح والله أعلم (من فتاوى نور على الدربhttp://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_7423.shtml)
وسئل الشيخ الألباني رحمه الله: هل الإشهادُ شرطاً لصحة الطلاق؟
1. الشيخ الألباني رحمه الله : نعم ، لأنه هناك قاعدة للعلماء أن الطلاق البدعي محرّم ،
2. ثم قال: ثم اختلفوا هل الطلاق البدعي يقع فيما إذا أوقعه الرجل هل ينفذ أو لا ينفذ ؟
* قولان للعلماء :
* منهم من يقول : ينفذ .
* ومنهم من يقول :لا ينفذ . وهذا هو الأصل،
3. ثم قال الالباني: أن الطلاق البدعي لا يقع لقوله عليهِ الصلاةُ والسلام: ( من أحدث في أمرِنا هذا ما ليسَ منه فهو رد ) أي : مردود على صاحبه، فإذا عرفنا هذه القاعدة، وتذكرنا حديث عمران بن حصين في سنن أبي داود أن السُّنّـة في الطلاق الإشهاد ، حينئذ يكون الطلاق بغير إشهاد طلاقا بدعيا،[قلت المدون : أي لا يمضي ولا يقع]
4. ويستأنف الشيخ الألباني قوله: يضاف إلى هذا أنه لا يرتاب عاقل في أن الطلاق بالنسبة للنكاح هو كالهدِم بالنسبة للبناء، فإنسان يبني دارا ثم يهدمها، يبني دارا ينفق عليها أموال طائلة وأوقات عديدة ووتكاليف ثم ما إذا أراد هدمها ، هدمها بساعة من نهار، الهدِم أصعب من البناء، لأنه يضيع على الإنسان جهود كثيرة وكثيرة جداً، النِكاح هو بناء لأسرة حينما يتزوج المسلم فإنما يضع الأساس لإقامة أسرة مسلمة، وكلنا يعلم قول الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( لا نكاح إلا بولي وشاهِدَيْ عدل) فأي نكاح لم يتحقق فيه الشهود العدول فلا يعتبر نكاحاً شرعياً، وهو بناء، فالطلاق الذي قلنا إنه أخطر من هذا النكاح فهو كالهدم بالنسبة للبناء، العقل والنظر السليم يؤيد أن يشترط فيه الإشهاد، ومعنى ذلك أن إنساناً ما قرر وعزم كما قال عزّ وجلّ : (وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلَاقَ فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) ، عزم على الطلاق ، ولكن هذا الطلاق وضع له الشارع الحكيم شروطاً وهذه الشروط هي في الواقع كالعرقلة لمنع وقوع هذا الطلاق، لأن الطلاق –كما قلنا- يترتب من وراءه هدم الأسرة، فقال أن السُّنّـة الإشهاد، فكأن الشارع الحكيم يقول للمطلق: لو عزمت على الطلاق وأردت تنفيذه فأتي بشاهدين، كما إذا أردت أن تنكح فخذ ..الولي وأتي بشاهدين، وإلا فلا نكاح لك، هذا هو جواب ذاك السؤال.
(من فتاوى العلامة الالباني
------------------------------
السؤال:
نعلم أن الطلاق البدعي حرام ولكن هل يحسب أم لا يحسب على المطلق ؟
*********************
ومن موقع الشيخ حامد بن عبد الله العلي:
جواب الشيخ:
حكم طلاق البدعة هل يقع أم لا ؟؟
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد :
طلاق البدعة ، هو طلاق الحائض وطلاق الزوجة في الطهر الذي جامعها فيه الزوج ، و[قلت المدون أو هو كل طلاق وقع في غير الطهر الثالث بعد الاعتداد والاحصاء لهذا الطهر كما لا يصلح أن يكون في غير الطهر الثالث في دبر العدة ]هو محرم باتفاق العلماء ، لان الله تعالى قال (فطلقوهن لعدتهن ) ولان ابن عمر رضي الله عنه لما طلق امراته وهي حائض ، تغيظ صلى الله عليه وسلم وأمره أن يراجعها ، وأمره أن يطلقها في طهر لم يجامعها فيه وقال صلى الله عليه وسلم : تلك العدة التي أمر الله أن يطلق لها النساء رواه الجماعة إلا الترمذي فلم يرو منه الأمر بالرجعة .
والمقصود بأمر النبي صلى الله عليه وسلم ابن عمر أن يراجع امرأته ، أي يرجعها إلى بيته ، ولا يلزم من ذلك أن يكون طلاقه قد حسب عليه ، وقد اختلفت الروايات في كون طلاق ابن عمر رضي الله عنهما قد حسب عليه .
ولهذا اختلف العلماء ، هل طلاق البدعة يقع مع كونه محرما أم لا يقع .
والصحيح أنه لا يقع ، لان بدعة ومحرم ومنهي عنه ، والنهي يقتضي الفساد ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
(الأَصْلُ الَّذِي عَلَيْهِ السَّلَفُ وَالْفُقَهَاءُ : أَنَّ الْعِبَادَاتِ وَالْعُقُودَ الْمُحَرَّمَةَ إذَا فُعِلَتْ عَلَى الْوَجْهِ الْمُحَرَّمِ لَمْ تَكُنْ لازِمَةً صَحِيحَةً وَهَذَا وَإِنْ كَانَ نَازَعَ فِيهِ طَائِفَةً مِنْ أَهْلِ الْكلامِ فَالصَّوَابُ مَعَ السَّلَفِ وَأَئِمَّةِ الْفُقَهَاءِ ; لأنَّ الصَّحَابَةَ وَالتَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانِ كَانُوا يَسْتَدِلُّونَ عَلَى فَسَادِ الْعِبَادَاتِ وَالْعُقُوبَةِ بِتَحْرِيمِ الشَّارِعِ لَهَا وَهَذَا مُتَوَاتِرٌ عَنْهُمْ .
وَأَيْضًا فَإِنْ لَمْ يَكُنْ ذَلِكَ دَلِيلا عَلَى فَسَادِهَا لَمْ يَكُنْ عَنْ الشَّارِعِ مَا يُبَيِّنُ الصَّحِيحَ مِنْ الْفَاسِدِ فَإِنَّ الَّذِينَ قَالُوا : النَّهْيُ لا يَقْتَضِي الْفَسَادَ .
وَأَيْضًا فَالشَّارِعُ يُحَرِّمُ الشَّيْءَ لِمَا فِيهِ مِنْ الْمَفْسَدَةِ الْخَالِصَةِ أَوْ الرَّاجِحَةِ . وَمَقْصُودُهُ بِالتَّحْرِيمِ الْمَنْعُ مِنْ ذَلِكَ الْفَسَادِ وَجَعْلُهُ مَعْدُومًا . فَلَوْ كَانَ مَعَ التَّحْرِيمِ يَتَرَتَّبُ عَلَيْهِ مِنْ الأحْكَامِ مَا يَتَرَتَّبُ عَلَى الْحَلالِ فَيَجْعَلُهُ لازِمًا نَافِذًا كَالْحلالِ لَكَانَ ذَلِكَ إلْزَامًا مِنْهُ بِالْفَسَادِ الَّذِي قَصَدَ عَدَمَهُ ، فَيَلْزَمُ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ الْفَسَادُ قَدْ أَرَادَ عَدَمَهُ مَعَ أَنَّهُ أَلْزَمَ النَّاسَ بِهِ وَهَذَا تَنَاقُضٌ يُنَزَّهُ عَنْهُ الشَّارِعُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ) انتهى .
ويدل على أن الطلاق البدعي لا يقع قوله صلى الله عليه وسلم:
(من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) متفق عليه من حديث عائشة رضي الله عنها .
أي مردود عليه ، وهذا يقتضي أن كل أمر حرمه الشارع فهو باطل لا أثر له ، ومنه طلاق البدعة .
ولان الله تعالى قال ( الطلاق مرتان ) وأراد به المأذون فيه ، الذي وصفه بقولـــــــــــه : ( فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان ) ، والطلاق البدعي قبيح ، ولا يوصف بالحسن في شيء .
هذا وقد أجاب العلماء الذين قالوا بعدم وقوع طلاق البدعة ، بأن قول النبي صلى الله عليه وسلم لابن عمر رض الله عنه : ( مره فليراجعها ) ، المقصود به أن يمسكها ، ولا يلزم منه أن طلاقه لها في الحيض قد حسب عليه .
قال شيخ الإسلام : ( لما فارقها ببدنه كما جرت العادة إذا طلق امرأته اعتزلها ببدنه ، واعتزلته ببدنها ، فقال لعمر : مره فليراجعها ، ولم يقل : فليرتجعها ، والمراجعة مفاعلة من الجانبين : أي ترجع إليه ببدنها ، فيجتمعان كما كانا ، لان الطلاق لم يلزمه ، فإذا جاء الوقت الذي أباح الله فيه الطلاق طلقها حينئذ إن شاء ) قلت المدون: وهو دبر العدة حتما ولازما
وقال ( ولو كان الطلاق قد لزم لم يكن في الأمر بالرجعة ليطلقها طلقة ثانية فائدة ، بل فيه مضرة عليهما ، فإن له أن يطلقها بعد الرجعة بالنص والإجماع ، وحينئذ يكون في الطلاق مع الأول ، تكثير الطلاق ، وتطويل العدة ، وتعذيب الزوجين جميعا) .
وقال عن الفقهاء الذين قالوا بعدم وقوع طلاق البدعة : ( قالوا لانه لم يأمر ابن عمر رضي الله عنهما بالإشهاد على الرجعة كما أمر الله ورسوله ، ولو كان الطلاق قد وقع وهو يرتجعها لأمر بالإشهاد ، ولان الله تعالى لما ذكر الطلاق في غير آية لم يأمر أحدا بالرجعة عقيب الطلاق ) .
وقال ( وأيضا فلو كان الطلاق المحرم قد لزم لكان حصل الفساد الذي كرهه الله ورسوله ، وذلك الفساد لا يرتفع برجعة يباح له الطلاق بعدها ، والأمر برجعة لافائدة فيها مما يتنزه عنه الله و رسوله صلى الله عليه وسلم ) مجموع الفتاوى 33/5ـ25
والخلاصة أن أصح قولي العلماء ، هو عدم وقوع طلاق البدعة ، لانه منهي عنه ، فهو فاسد إذن ، مردود على قائله ، و في حكم العدم ، ولان مقصود تحريم الطلاق البدعي ، وهو الواقع في الحيض أو في الطهر الذي جامع فيه الزوجة ، منع وقوع الطلاق في زمان يكثر فيه عند غالب الناس ، حفاظا على إبقاء عقد الزوجية ، ودرءا لمفاسد الطلاق الكثيرة التي يبغضها الله تعالى ، والقول بوقوع طلاق البدعة ، يعود على هذه الحكمة الجليلة بالإبطال والله أعلم .
وانظر ايضا القول بعدم الاعتداد بالطلقة الخاطئة من هذا الرابط