السبت، 15 يناير 2022

حديث الفئة الباغية و موقعة صفين وأهل البغي ومعركة النهروان والخوارج و خلافة علي بن أبي طالب

حديث الفئة الباغية  من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة 
في الإسلام، حديث عمار تقتله الفئة الباغية هو حديثٌ متواترٌ  ونبوءة من النبي محمد بمقتل عمار بن ياسر
 
  موقعة صفين
في محرم سنة 37هـ أراد علي أن يعزل معاوية من ولاية الشام، فخرج إليه بجيشه، وبعث إلى معاوية يبين حجته، إلا أن هذا لم يُجدِ نفعاً، فدار القتال عند صفين. كان عمار بن ياسر من جيش الإمام علي الذي حارب جيش معاوية. وقتل أبو غادية المزني عمارَ بن ياسر. وكاد معاوية أن يهزم فرفع جيشه المصاحف وطلب التحكيم. يقول الحاكم النيسابوري في أحداث مقتل عمّار:
5710 - قال ابن عمر، حدثني : عبد الله بن الحارث، عن أبيه، عن عمارة بن خزيمة بن ثابت، قال : شهد خزيمة بن ثابت الجمل وهو لا يسل سيفا وشهد صفين، قال : أنا لا أضل أبدا بقتل عمار فأنظر من يقتله فإني سمعت رسول الله (ص)، يقول تقتلك الفئة الباغية، قال : فلما قتل عمار، قال : خزيمة قد حانت له الضلالة، ثم أقرب وكان الذي قتل عمارا أبو غادية المزني طعنه بالرمح، فسقط فقاتل حتى قتل وكان يومئذ يقاتل وهو ابن أربع وتسعين، فلما وقع كب عليه رجل آخر فاحتز رأسه فأقبلا يختصمان كل منهما يقول : أنا قتلته، فقال عمرو ابن العاص : والله أن يختصمان الا في النار، فقال عمرو : هو والله ذاك والله إنك لتعلمه ولوددت أني مت قبل هذا.
قيل أن خزيمة بن ثابت شهد الجمل وهو لا يسل سيفاً، وشهد صفين وقال: أنا لا أصل أبداً حتى يقتل عمار. فأنظر من يقتله فإنّي سمعت رسول الله ﷺ يقول: تقتله الفئة الباغية، فلمّا قتل عمار بن ياسر قال خزيمة: قد بانت لي الضلالة، واقترب فقاتل حتى قتل. ولمّا قُتِلَ عمار صلّى عليه الإمام علي صلاةَ الميت. وقال ابن عبد البر: ودفنه علي في ثيابه، ولم يغسله. وروى أهل الكوفة أنّه صلّى عليه، وهو مذهبهم في الشهداء إنهم لا يغسلون، ولكنهم يصلّى عليهم. وكانت سنّ عمار يوم قتل نيفاً على تسعين، وقيل: ثلاثاً وتسعين. وقيل: إحدى وتسعين. وقيل اثنتين وتسعين سنة.
نص الحديثورد في صحيح البخاري بحديث رقم 428:
«حدثنا مسدد، قال: حدثنا عبد العزيز بن مختار، قال: حدثنا خالد الحذاء، عن عكرمة، قال لي ابن عباس ولابنه علي انطلقا إلى أبي سعيد فاسمعا من حديثه، فانطلقنا فإذا هو في حائط يصلحه، فأخذ رداءه فاحتبى ثم أنشأ يحدثنا حتى أتى ذكر بناء المسجد، فقال: كنا نحمل لبنة لبنة وعمار لبنتين لبنتين، فرآه النبي صلى الله عليه وسلم، فينفض التراب عنه، ويقول: ويح عمار تقتله الفئة الباغية، يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار، قال: يقول عمار: أعوذ بالله من الفتن.»
تصحيح الحديث رغم تواترِ الحديثِ، إلا أنّ بعض أهل السنة طعن فيه ويُروى هذا عن الإمام أحمد إلا أنه كان آخر الأمر أنه قد صححه. 
 
= فيُذكر: «أخبرنا إسماعيل الصفار قال: سمعت أبا أمية محمد بن إبراهيم يقول: سمعت في حلقة أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وأبي خيثمة والمعيطي ذكروا: «تقتل عماراً الفئة الباغية» فقالوا: ما فيه حديث صحيح. قال ابن تيمية:
«وأما الحديث الذي فيه إن عماراً تقتله الفئة الباغية، فهذا الحديث طعن فيه طائفة من أهل العلم، لكن رواه مسلم في «صحيحه» وهو في بعض نسخ البخاري». 
 =
تصحيح شطر الدعوة إلى الناراستشكل كثيرٌ من علماءِ أهل السنة شطر الحديث: (يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار) مُعتبرينه زيادةً من الرواة وليس قول النبي. قال ابن المحب في ترتيب مسند الإمام أحمد: وليس فيه: ((تقتل عمار الفئة الباغية)). وقال الذهبي في التاريخ: أخرجه البخاري دون قوله: ((تقتله الفئة الباغية)). وأشار القسطلاني في الإرشاد إلى أن الزيادة ساقطة من رواية أبي ذر الهروي.قال الحافظ ابن حجر:
«...ويظهر لي أن البخاري حذفها عمداً وذلك لنكتة خفية، وهي أن أبا سعيد الخدري أعترف أنه لم يسمع هذه الزيادة من النبي، فدل على أنها في هذه الرواية مدرجة، والرواية التي بينت ذلك ليست على شرط البخاري وقد أخرجها البزار من طريق داود بن أبي هند عن أبي نضرة عن أبي سعيد فذكر الحديث في بناء المسجد وحملهم لبنة لبنة وفيه فقال أبو سعيد فحدثني أصحابي ولم أسمعه من رسول الله أنه قال: «يا ابن سمية تقتلك الفئة الباغية» وبن سمية هو عمار وسمية أسم أمه، وهذا الإسناد على شرط مسلم وقد عين أبو سعيد من حدثه بذلك ففي مسلم والنسائي من طريق أبي سلمة عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال حدثني من هو خير مني أبو قتادة فذكره فاقتصر البخاري على دون غيره وهذا دال على دقة فهمه وتبحره في الإطلاع على علل الأحاديث».
تحقيق الدعوة إلى النار
يذكر ابن حجر العسقلاني أن رواة الحديث كانوا ظانين أنهم يدعون إلى الجنة وإن لم يكونوا كذلك بحسب الواقع، لكنهم معذورون للتأول الذي ظهر لهم لكونهم مجتهدين لا لوم عليهم، فدعاؤهم إلى مخالفة علي، وإن كان سببًا إلى نار، إلا أنه لم يترتب عليه النار لكونهم مجتهدين. يقول الكشميري في فيض الباري على صحيح البخاري 2/72: ولا أرضى بهذا الجواب، لأن هذا العنوان مأخوذ من القرآن، وهو هناك في حق الكفار، ولا أحب أن يكون العنوان الذي ورد فيهم صادقًا على الصحابة رضي الله عنهم بعينه، فتذكر الآية: ((ما لي أدعوكم إلى النجاة وتدعونني إلى النار)) [غافر: 41] وقال تعالى: ((أولئك يدعون إلى النار والله يدعو إلى الجنة)) [البقرة: 221].
بينما ينفي آخرون أنّ عماراً يدعو معاوية –أي: الفئة الباغية– إلى الجنة، ولا أنّ معاوية يدعو عماراً إلى النار. ويتأولونه على أنّ عماراً يدعو المشركين إلى الجنة ويدعونه إلى النار. وليس في الحديث دليل على أن المقصود بالذين يدعون إلى النار هم بذاتهم الفئة الباغية إلا إذا جُمِعَ اللفظان، وهو ما ينفيه. ويرى أهل السنة أنه حتى لو صح شطر الحديث، فلا يلزم كونهم في النار، فدل الحديث على أن معنى الدعوة إلى الجنة وإلى النار هو إلى الأسباب المؤدية إليهما.
تحقيق لفظة البغي
 
  البغي
يستدل السنة على أنّ البغي لا ينافي الإيمان مبدئيا الا بعد التذكرة اولا والآية: ﴿وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ۝9إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ۝10يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ۝11﴾ [49:9—11] 
 
= حيث عبّر القرآن بأنّ الفئة الباغية مؤمنةٌ،{قلت المدون الا ان تذكر وتنصح بعدها يكون البغي اذا استمرت عليه} حسب زعمهم. قال الامام الشافعي: " وَأَمَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِقِتَالِ الْفِئَةِ الْبَاغِيَةِ وَهِيَ مُسَمَّاةٌ بِاسْمِ الْإِيمَانِ"قال الحافظ ابن كثير في «البداية والنهاية» (7/ 188): «... وإن كانوا بغاة في نفس الأمر فإنهم كانوا مجتهدين فيما تعاطوه من القتال». يذكر الشيخ حامد العلي أنّ البغي قد يكون عن عمد وقد يكون نتيجة تأويل. والأخير هو ما حصل من طرف معاوية. إذ أن فئته كانت تظن أنهم على الحق، إلا أن هذا لا يُخرجه عن وصف البغي في الظاهر. وأن الحديث يدل على أنّ البغي دعوة إلى النار وإن كان فاعله قد لا يشعر بذلك. يذكر ابن تيمية أن قول النبي «تقتله الفئة الباغية» ليس نصاً في أن هذا اللفظ لمعاوية وأصحابه، بل يمكن أنه أريد به تلك العصابة التي حملت عليه حتى قتلته، وهي طائفة من الجيش ومعاوية لم يرضَ بقتله.
تحقيق الآمر بقتل عمارينكر السنة أمر معاوية ورضاه بقتل عمّار. يقول ابن تيمية: «ومن رضي بقتل عمار كان حكمه حكمها، ومن المعلوم أنه كان في العسكر من لم يرض بقتل عمار: كعبد الله بن عمرو بن العاص وغيره بل كل الناس كانوا منكرين لقتل عمار حتى معاوية وعمرو».
انظر أيضًا
الإمساك عما شجر بين الصحابة.
معركة صفين.
========
معركة صفين
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة 
معركة صفين
جزء من صراعات إسلامية داخلية

معلومات عامة
التاريخ 37 هـ
الموقع صفين على نهر الفرات شرق سورية
النتيجة انتهت المعركة بطلب التحكيم بين الطرفين
المتحاربون
المسلمون ممن أيد علي بن أبي طالبالمسلمون ممن أيد معاوية بن أبي سفيان
القادة
الأشتر النخعي (اليوم الأول)
هاشم بن عتبة (اليوم الثاني)
عمار بن ياسر (اليوم الثالث)
محمد بن الحنفية (اليوم الرابع)
عبد الله بن عباس (اليوم الخامس)
قيس بن سعد (اليوم السادس)
الأشتر النخعي (اليوم السابع) حبيب بن مسلمة (اليوم الأول)
أبو الأعور السلمي (اليوم الثاني)
عمرو بن العاص (اليوم الثالث)
عبيد الله بن عمر (اليوم الرابع)
الوليد بن عقبة (اليوم الخامس)
ذو الكلاع الحميري (اليوم السادس)
حبيب بن مسلمة (اليوم السابع)
القوة
130,000 // 135,000
الخسائر
25,000// 45,000 
ويكيميديا |   خريطة الشارع المفتوحة 
------------------
موقعة صفين هي معركةٌ وقعت بين جيش الخليفة الرابع الصحابيعلي بن أبي طالب وجيش الصحابي معاوية بن أبي سفيان في شهر صفر سنة 37 هـ؛ بعد موقعة الجمل بسنة تقريباً. وقعت المعركة في منطقة تُعرف حالياً بالحدود السورية العراقية، وانتهت بعملية التحكيم في شهر رمضان من نفس السنة.
محتويات

1 الأسباب
2 المعركة
3 نتائج المعركة
4 التحكيم
4.1 الذين شهدوا التحكيم من الفريقين
4.2 التقاء الحَكمين
4.3 متن صحيفة التحكيم
5 انظر أيضاً
6 مراجع
7 وصلات خارجية
الأسبابعندما استلم الخليفة الرابع علي بن أبي طالب الحكم، امتنع معاوية بن أبي سفيان وأهل الشام عن مبايعته خليفةً للمسلمين حتى يقتص من قتلة الخليفة الثالث عثمان بن عفان. فأرسل علي بن أبي طالب، جرير بن عبد الله البجلي إلى معاوية بن أبي سفيان يدعوه للمبايعة. عند قدوم جرير إلى الشام، استشار معاوية عمرو بن العاص السهمي، فأشار إليه بجمع أهل الشام والخروج نحو العراق للمطالبة بالقصاص من قتلة عثمان بن عفان.
المعركة
اليوم الأول الأربعاء1 صفر37 هـ:
أخرج علي بن أبي طالب في اليوم الأول الأشتر النخعي على رأس مجموعة كبيرة من الجيش. وأخرج معاوية بن أبي سفيان، حبيب بن مسلمة مع مجموعة كبيرة من جيشه، ودارت الحرب بين الفريقين بشدة منذ الصباح وحتى المغرب، وقُتل الكثير من الفريقين، وكان قتالا متكافئًا.
اليوم الثاني الخميس2 صفر37 هـ:
وفي اليوم التالي، أخرج علي بن أبي طالب، هاشم بن عتبة بن أبي وقاص أحد المجاهدين الذين لمعت أسماءهم كثيرًا في فتوح فارس والروم، وأخرج معاوية بن أبي سفيانأبا الأعور السلمي، ودار قتال شديد بين الجيشين، فتساقط القتلى من الفريقين دون أن تكون الغلبة لأحدهما.
اليوم الثالث الجمعة3 صفر37 هـ:
في اليوم الثالث خرج على جيش العراق عمار بن ياسر، و كان حينذاك قد تجاوز التسعين من عمره، وعلى جيش الشام عمرو بن العاص، وتقاتل الفريقان من الصباح حتى المغرب، ولم يتم النصر لأحد الفريقين على الآخر.
اليوم الرابع السبت4 صفر37 هـ:
في اليوم الرابع خرج على فريق علي بن أبي طالبمحمد بن علي بن أبي طالب المُسمّى محمد بن الحنفية، وعلى جيش الشام عبيد الله بن عمر بن الخطاب، ودار القتال بين الفريقين من الصباح إلى المساء، وسقط القتلى من الطرفين ثم تحاجزا، ولم تتم الغلبة لأحد على الآخر.
اليوم الخامس الأحد5 صفر37 هـ:
خلال اليوم الخامس، كان على فريق علي بن أبي طالبعبد الله بن عباس، وعلى الفريق الآخر الوليد بن عقبة، وتقاتل الفريقان طوال اليوم دون أن يحرز أحدهما النصر.
اليوم السادس الإثنين6 صفر37 هـ:
في اليوم السادس ولي على فريق العراق قيس بن سعد، وعلى جيش الشام شرحبيل بن ذي الكلاع، وكان هو في جيش معاوية، وقد قُتل والده ذو الكلاع الحميري في هذه المعركة، ودار قتال شديد بين الفريقين من الصباح إلى المساء، تساقط خلاله القتلى وكثر الجرحى دون أن تكون الغلبة لأحد الفريقين.
اليوم السابع الثلاثاء7 صفر37 هـ:
وفي اليوم السابع خرج للمرة الثانية كل من الأشتر النخعي على مجموعة من جيش العراق، وحبيب بن مسلمة على جيش الشام فكلاهما قائدا الجيشين خلال اليوم الأول كذلك.
وفي مساء هذا اليوم، تبين أن استمرار هذا الأمر، من إخراج فرقة تتقاتل مع الفرقة الأخرى دون أن يكون النصر لأحد سيأتي على المسلمين بالهلاك، ولن يحقق المقصود، وهو إنهاء هذه الفتنة. وكان علي بن أبي طالب يفعل ذلك ليجنّب المسلمين خطر التقاء الجيشين الكبيرين، ولئلا تُراق دماء كثيرة، فكان يخرج مجموعة من الجيش لعلها أن تهزم المجموعة الأخرى، فيعتبروا ويرجعوا عن ما هم عليه من الخروج عليه، وكذلك كان معاوية بن أبي سفيان يخرّج مجموعة من جيشه فقط دون الجيش كله ليمنع بذلك إراقة دماء المسلمين. فقرر علي بن أبي طالب أن يخرج بجيشه كله لقتال جيش الشام، وكذلك قرر معاوية بن أبي سفيان، وبقي الجيشان طوال هذه الليلة يقرؤون القرآن ويصلون ويدعون الله أن يمكنهم من رقاب الفريق الآخر جهادًا في سبيل الله، ويدوّي القرآن في أنحاء المعسكرين، وبايع جيش الشاممعاوية على الموت، فليس عندهم تردد فيما وصلوا إليه باجتهادهم، ويستعدون للقاء الله تعالى على الشهادة في سبيله، ومع أنهم يعلمون أنهم يقاتلون فريقًا فيه كبار الصحابة: علي بن أبي طالب، وعبد الله بن عباس، وغيرهم، إلا أنه كان معهم أيضًا الكثير من الصحابة: معاوية بن أبي سفيان، وعمرو بن العاص، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وهو من أفقهالصحابة، ولم يكن يرغب على الإطلاق أن يقاتل في صف معاوية ولا في صف علي ولم يشترك في هذه المعركة إلا لأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان قد أوصاه بألا يخالف أباه، وقد أمره أبوه عمرو بن العاص أن يشارك في القتال، فاشترك في الحرب، غير أنه لم يقاتل ولم يرفع سيفًا في وجه أحد من المسلمين.
اليوم الثامن الأربعاء8 صفر37 هـ:
وفي اليوم الثامن خرج علي بن أبي طالب بنفسه على رأس جيشه، كما خرج معاوية بن أبي سفيان على رأس جيشه، ودار بين المسلمين من الطرفين قتال عنيف وشرس، لم يحدث مثله من قبل، فهؤلاء هم الأسود الشجعان الذين قهروا دولة الروم ودولة الفرس، وثبت الفريقان لبعضهما ولم يفرّ أحد، ودار القتال من الصباح حتى العشاء، وتحاجز الفريقان بعد سقوط الكثير من القتلى والجرحى.
اليوم التاسع الخميس9 صفر37 هـ:
وفي اليوم التاسع صلّى علي بن أبي طالبالصبح، وخرج مباشرة لساحة القتال مستأنفًا من جديد، كان على ميمنة علي بن أبي طالبعبد الله بن بديل، وعلى ميسرته عبد الله بن عباس، فهجم عبد الله بن بديل على ميسرة معاوية بن أبي سفيان وعليها حبيب بن مسلمة، وأجبرهم عبد الله بن بديل على التوجه إلى القلب، وبدأ جيش علي في إحراز بعض من النصر، ويرى ذلك معاوية، فيوجه جيشه لسد هذه الثغرة، وينجح جيشه بالفعل في سد الثغرة ويردّون عبد الله بن بديل عن ميسرتهم، وقُتل في هذا اليوم خلق كثير، وانكشف جيش علي بن أبي طالب حتى وصل الشاميون إلى علي، فقاتل بنفسه قتالًا شديدًا، وتقول بعض الروايات إنه قتل وحده في هذه الأيام خمسمائة من الفريق الآخر.
بدأ جيش علي بن أبي طالب في الانكسار بعد الهجمة التي شنها عليها جيش معاوية بن أبي سفيان، فأمر علي بن أبي طالبالأشتر النخعي لينقذ الجانب الأيمن من الجيش، واستطاع بقوة بأسه وكلمته على قومه أن ينقذ الموقف، وأظهر بأسه وقوته وشجاعته في هذا الموقف، ورد الأمر إلى نصابه، واستطاعت ميمنة الجيش من السيطرة مرةً أخرى على أماكنها التي كانت قد انسحبت منها. وقتل في هذا اليوم عبد الله بن بديل وتكاد الكرة تكون على جيش علي، لولا أن ولّى علي على الميمنة الأشتر النخعي.
نتائج المعركة
لمّا رأى معاوية بن أبي سفيان انتصارات جيش علي على جيشه، وقد قرب منه القائد مالك الأشتر مع مجموعته، دعا عمرو بن العاص إلى خطّة للوقوف أمام هذه الانتصارات. فقام عمرو بن العاص بخدعة، حيث دعا جيش معاوية إلى رفع المصاحف على أسنّة الرماح، ومعنى ذلك أنّ القرآن حكم بينهم، ليدعوا جيش علي إلى التوقف عن القتال ويدعون علياً إلى حكم القرآن.
وفعلاً جاء زهاء عشرين ألف مقاتل من جيش علي حاملين سيوفهم على عواتقهم، وقد اسودّت جباههم من السجود، يتقدّمهم عصابة من القرّاء الذين صاروا خوارج فيما بعد، فنادوه باسمه لا بإمرة المؤمنين: "يا علي، أجب القوم إلى كتاب الله إذا دُعيت، وإلاّ قتلناك كما قتلنا ابن عفّان، فوالله لنفعلنّها إن لم تجبهم" وكان علي في هذا الموقف أمام خيارين: فإما المضي بالقتال، ومعنى ذلك أنّه سيقاتل ثلاثة أرباع جيشه وجيش أهل معاوية. وإما القبول بالتحكيم وهو أقلّ الشرّين خطراً. فقبل علي بن أبي طالب التحكيم وترك القتال.
فتعاهدوا على ذلك، واتفقوا على ألا ينقض أحد عهده، وأنهم سوف يذهبون لقتلهم، أو يموتون، وتواعدوا أن يقتلوهم شهر رمضان، وكتموا الأمر عن الناس جميعًا إلا القليل، ومن هؤلاء القليل من تاب وحدّث بهذا الأمر. وتوقف القتال وأذن علي بالرحيل إلى الكوفة، وتحرك معاوية بجيشه نحو الشام، وأمر كل منهما بإطلاق أسرى الفريق الآخر وعاد كُلٌّ إلى بلده.
قُتل من الطرفين خلال المعركة سبعون ألف شهيد، فمن أصحاب معاوية بن أبي سفيان قتل خمسة وأربعون ألفاً، ومن أصحاب علي بن أبي طالب خمسة وعشرون ألفاً.
التحكيم

دولة الخِلافة الراشدة بعد التحكيم بين عليّ ومُعاوية:
الأقاليم الخاضعة لعليّ
الأقاليم الخاضعة لمُعاوية
الأقاليم الخاضعة لعمرو بن العاص
ذهب كل من الحكمين إلى كل فريق على حدة، وأخذا منهما العهود والمواثيق أنهما أي الحكمان آمنان على أنفسهما، وعلى أهليهما، وأن الأمة كلها عونٌ لهما على ما يريان، وأن على الجميع أن يطيع على ما في هذه الصحيفة، فأعطاهم القوم العهود والمواثيق على ذلك، فجلسا سويًا، واتفقا على أنهما يجلسان للحكم في رمضان من نفس العام، وكان حينئذ في شهر صفر سنة 37 هـ.
الذين شهدوا التحكيم من الفريقين
وشهد هذا الاجتماع عشرة من كل فريق، فمن أصحاب علي بن أبي طالب شهده كل من: عبد الله بن عباس، الأشعث بن قيس الكندي، سعيد بن قيس الهمداني، حجر بن عدي الكندي، عقبة بن زياد الحضرمي.
ومن أصحاب معاوية بن أبي سفيان شهد الاجتماع كل من: أبو الأعور السلمي، حبيب بن مسلمة الفهري، عبد الرحمن بن خالد المخزومي، يزيد بن الحر العبسي، حمزة بن مالك الهمداني.
التقاء الحَكمين
اجتمع الحكمان في دومة الجندلبأذرح، وكان عمرو بن العاص المفاوض من قبل جيش معاوية بن أبي سفيان، وأبو موسى الأشعري المفاوض من قبل جيش علي بن أبي طالب، وتوقف القتال وأذن علي بالرحيل إلى الكوفة، وتحرك معاوية بجيشه نحو الشام، وأمر كل منهما بإطلاق أسرى الفريق الآخر وعاد كل إلى بلده.
متن صحيفة التحكيمجاء في قصة التحكيم العديد من الروايات التي يختلف عليها أهل السنة والجماعةوالشيعة، فالعديد من هذه الروايات يعتقد أهل السنة أنها إما ضعيفة أو موضوعة؛ والعكس أيضًا. وقد ذكر محمد بن جرير الطبري في تاريخه نص الوثيقة:

هذا ما تَقاضى عليه عليُّ بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان؛ قاضى عليٌّ على أهل الكوفة ومَن معهم مِن شيعتهم من المؤمنين والمسلمين، وقاضى معاوية على أهل الشام ومَن كان معهم من المؤمنين والمسلمين.
إنَّا نَنزل عند حكم الله عز وجل وكتابه، ولا يجمع بيننا غيرُه.
وإنَّ كتاب الله عز وجل بيننا من فاتحته إلى خاتمته، نُحيي ما أحيا، ونُميتُ ما أمات، فما وجد الحكَمانِ في كتاب الله عز وجل - وهما أبو موسى الأشعري عبدالله بن قيس، وعمرو بن العاص القرشي - عمِلَا به، وما لم يجِدا في كتاب الله عز وجل فالسنَّة العادلة الجامعة غير المفرِّقة.
وأخذ الحَكَمان من عليٍّ ومعاوية ومن الجندين من العهود والميثاق والثقة من الناس، أنهما آمنانِ على أنفسهما وأهلهما، والأمَّة لهما أنصار على الذي يتقاضيان عليه.
وعلى المؤمنين والمسلمين من الطائفتين كلتيهما عهدُ الله وميثاقه على ما في هذه الصحيفة، وأنْ قد وجبت قضيتهما على المؤمنين؛ فإن الأمن والاستقامة ووضع السلاح بينهم أينما ساروا على أنفسهم وأهليهم وأموالهم، وشاهدهم وغائبهم.
وعلى عبدالله بن قيس وعمرو بن العاص عهدُ الله وميثاقه أن يَحكما بين هذه الأمَّة، ولا يردَّاها في حرب ولا فُرقة حتى يعصيا.
وأجل القضاء إلى رمضان، وإن أحبَّا أن يؤخِّرا ذلك أخَّراه على تراضٍ منهما.
وإن توفِّي أحَد الحكَمينِ، فإنَّ أمير الشيعة يختار مكانه ولا يألو من أهل المعدلة والقسط.
وإن مكان قضيتهما الذي يقضيان فيه مكان عدلٌ بين أهل الكوفة وأهل الشام؛ وإن رضيا وأحبَّا فلا يَحضرهما فيه إلَّا من أرادا.
ويأخذ الحَكَمان من أرادا من الشهود.
ثم يكتبان شهادتهما على ما في هذه الصحيفة.
وهم أنصارٌ على مَن ترك ما في هذه الصحيفة، وأراد فيه إلحادًا وظلمًا.
اللهمَّ إنَّا نستنصرك على مَن ترك ما في هذه الصحيفة.

وذكر ابن عساكر أن هذه الوثيقة أُعلنت في شعبان سنة 38 هـ الموافق 659م، فاجتمع الناس إليهما، ويروي أنه كان بينهما كلامًا في السر خالفه عمرو بن العاص، فقدم أبو موسى فتكلم وخلع عليًا ومعاوية، ثم تكلم عمرو فخلع عليًا وأثبت معاوية، فتفرق الحكمان، بايع أهل الشام معاوية في ذي القعدة
 
= علق على هذه القصة ابن كثير الدمشقي فقال: «هذا لا يصح سند به، ولا يرويه إلا من لا يوثق بروايته من الإخباريين التالفين، أمثال أبي مخنف لوط بن يحيى». وروى محمد بن إسماعيل البخاري في التاريخ الكبير رواية تخالف هذه القصة، وتذكر أن أبا موسى وعمرًا اتفقا على خلع عليًا ومعاوية وأن يعهدا بأمر الخلافة إلى أحد أعيان الصحابة الذين توفى النبي وهو راضٍ عنهم، فروى البخاري عن حضين بن المنذر قال: لما عزل عمرو معاوية جاء -أي حضين بن المنذر- فضرب فسطاطه قريبًا من فسطاط معاوية، فبلغ نبأه معاوية، فأرسل إليه فقال: «إنه بلغني عن هذا -أي عن عمرو- كذا وكذا، فاذهب فانظر ما هذا الذي بلغني عنه. فأتيته، فقلت: أخبرني عن الأمر الذي وليت أنت وأبو موسى ، كيف صنعتما فيه؟ قال: قد قال الناس في ذلك ما قالوا، والله ما كان الأمر على ما قالوا، ولكن قلت لأبي موسى: ما ترى في هذا الأمر؟ قال أرى أنه في النفر الذين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راضٍ. قلت: فأين تجعلني أنا ومعاوية؟ فقال: إن يستعن بكما ففيكما معونة».
انظر أيضاً

موقعة الجمل.
معركة النهروان.
خلافة علي بن أبي طالب.
========
معركة النهروان
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
معركة النهروان
جزء من صراعات إسلامية داخلية
معلومات عامة
التاريخ 9 صفر 38هـ / 16 يوليو 658 م
الموقع النهروان بالقرب من بغداد
34°31′17″N 43°47′03″E
النتيجة انتصار دولة الخلافة الراشدة
المتحاربون
الخلافة الراشدةالخوارج
القادة
علي بن أبي طالب
الحسن بن علي
الأشعث بن قيس الكِنديعبد الله بن وهب الراسبي
ذو الخويصرة
عبد الله بن شجرة
القوة
40,000  // 4,000
الخسائر
9 3,991 
ويكيميدياخريطة الشارع المفتوحة
 
======================
الفتن الداخليَّة في دول الخِلافة المُبكرة
معركة النهروان إحدى المعارك الإسلامية الداخلية المبكرة، وقعت سنة 38 هـ (حوالي سنة 659م)، بين علي بن أبي طالب وبين المحكّمة (الخوارج فيما بعد)، والنهروان موقع بين بغداد وحلوان. وكانت المعركة واحدة من نتائج معركة صفين بين علي بن أبي طالبومعاوية بن أبي سفيان، والتي انتهت بالاتفاق على التحكيم بعد رفع المصاحف على أسنة الرماح إشارة إلى ضرورة التحاكم إلى كتاب الله، وحينها رفضت جماعة التحكيم وكان عددهم يبلغ إثنا عشر ألفًا بقيادة عبد الله بن وهب الراسبي ورفعوا شعارهم الشهير: لا حكم إلا حكم الله. وانتهت المعركة بانتصار جيش علي بن أبي طالب عليهم. ولم ينج من المحكمة إلا أربعين شخصا فقط. والمحكمة هم أصل الخوارج ومبدأ ملتهم.
محتويات

1 نبذة تاريخية
1.1 خروج الخوارج من الكوفة
1.2 اعتداء الخوارج على المسلمين
2 سبب معركة النهروان
3 الاستعدادات للمعركة
4 المعركة ونشوب القتال
4.1 ذو الثديَّة وأثر مقتله في جيش علي
5 معاملة علي بن أبي طالب للخوارج
6 المراجع
7 طالع كذلك
نبذة تاريخية
عندما قامت الفتنة بين المسلمين عقِب مقتل الخليفة الراشد الثالث عثمان بن عفان كان أكبر تداعٍ لها هو الصدام الفظيع الذي وقع بموقعة صفين سنة 37هـ بين الخليفة الرابع علي بن أبي طالب ووالي الشاممعاوية بن أبي سفيان فانفضت المعركة بلا منتصر واتفق الجيشان على إرسال حكمين كلٌ منهم يمثل الطرف الآخر فكان حَكم جيش علي بن أبي طالبأبو موسى الأشعري وحكم جيش معاوية بن أبي سفيان  عمرو بن العاص وكُتب بذلك كتابًا قرأ على الناس كان بمثابة الشرارة التي أوقدت نار فرقة الخوارج، عندما خرج الأشعث بن قيس بالكتاب يقرأ على الناس حتى مر على طائفة من بني تميم فيهم عروة بن أديَّة فقال للأشعث: "تُحكِّمون في أمر الله الرجال لا حكم إلا لله"، ثم شد بسيفه فضرب بها عجز دابة الأشعث فغضب الناس لذلك، ولكن سادة بني تميم اعتذروا، وانتهت المشكلة.
ولما قفل جيش علي بن أبي طالب راجعًا إلى الكوفة في الطريق قد تبلورت جماعة الخوارج وانضم إليهم من كان على رأسهم، وتضارب الناس في طريق العودة بالسياط والشتائم فلما وصلوا إلى الكوفة انحاز الخوارج إلى قرية يقال لها حروراء قريبة من الكوفة وكانوا اثني عشر ألفًا، ونصّبوا عليهم أميرًا للقتال وآخر للصلاة فأقبل عليهم علي وابن عباس وغيرهما ليقنعوهم بالعودة إلى الكوفة فأبوا في أول الأمر، ثم دخلوا جميعًا إلى الكوفة.
خروج الخوارج من الكوفة
لما أراد علي بن أبي طالب إرسال أبي موسى الأشعري حكمًا أتاه رجلان من الخوارج هما زرعة بن البرج وحرقوص بن زهير الشهير بذي الخويصرة التميمي فقالا له:"لا حكم إلا لله"، فقال علي: "لا حكم إلا لله"، وتناظر الرجلان من الخوارج مع علي، ثم خرجا من عنده يألبان الخوارج عليه وخطب علي يومًا بالمسجد فقام عدد من الخوارج يصيحون في جنباته: "لا حكم إلا لله"، فقال علي بن أبي طالب: "الله أكبر كلمة حقٍ أريد بها باطل أما إن لكم عندنا ثلاثًا ما صحبتمونا لا نمنعكم مساجد الله أن تذكروا فيها اسمه ولا نمنعكم الفيء ما دامت أيديكم مع أيدينا ولا نقاتلكم حتى تبدأونا وإنما فيكم أمر الله".
فحينها خرجت الخوارج من المسجد واجتمعت بدار عبد الله بن وهب الراسبي واتفقوا على الخروج من الكوفة إلى بلدة يجتمعون فيها لإنفاذ حكم الله بزعمهم فأشار بعضهم بالمدائن ولكن الباقي رفض لحصانتها وقوة حمايتها وأخيرًا اتفقوا على جسر النهروان (غربي دجلة بين بغدادوحلوان) قريبًا من الكوفة وتكالب خوارج الكوفة مع خوارج البصرة على الخروج في وقت واحد إلى النهروان.
بعد انقضاء قضية الحكمين بلا نتيجة عزم علي بن أبي طالب على قتال معاوية بن أبي سفيان وأهل الشام مرة أخرى واجتمع عنده خمس وستون ألفًا من أهل العراق ثم كتب علي بن أبي طالب للخوارج بالنهروان يدعوهم للقتال فرفضوا دعوته وقالوا له: "إنك لم تغضب لربك وإنما غضبت لنفسك فإن شهدت على نفسك بالكفر واستقبلت التوبة نظرنا فيما بيننا وبينك وإلا فقد نبذناك على سواء إن الله لا يحب الخائنين".
فأراد ابن عباس أن يخرج لمعسكر الخوارج ليدعوهم للحق والعودة إلى الصواب فخشي عليه علي بن أبي طالب ولكنه طمأنه ثم دخل ابن عباس معسكرهم ودار بينهم حوار طويل ظهرت فيه مقدرة ابن عباس الإقناعية وفقهه وعلمه الجمّ حتى استطاع أن يرجع للكوفة ومعه قرابة الستة آلاف من الخوارج التائبين فسُر بهم علي بن أبي طالب ودعا لابن عباس.
اعتداء الخوارج على المسلمينظل الأمر هكذا الخوارج ساكنين لا يظهرون قتالاً ولا عداوة حتى وصل لأسماعهم خروج علي بن أبي طالب بأهل العراق لقتال أهل الشام فبدا لهم أن يدخلوا الكوفة فتحركوا من البصرة على طريق النهروان وفي الطريق حدثت حادثة كانت السبب في قتالهم بعد ذلك وهي قيامهم بقتل عبد الله بن خباب بن الأرت وزوجته الحامل وثلاثة نساء آخريات من قبيلة طيء.
سبب معركة النهروان
بدأ الخوارج بسفك الدماء المحرمة في الإسلام وقد تعددت الروايات في ارتكابهم المحظورات فعن رجل من عبد القيس قال: كنت مع الخوارج فرأيت منهم شيئًا كرهته ففارقتهم على أن لا أكثر عليهم فبينما أنا مع طائفة منهم إذ رأوا رجلاً خرج كأنه فزع وبينهم وبينه نهر فقطعوا إليه النهر فقالوا: كأنَّا رعناك ؟
قال: أجل، قالوا: ومن أنت، قال: أنا عبد الله بن خباب بن الأرت، قالوا: عندك حديث تحدثناه عن أبيك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: سمعته يقول: إنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "إن فتنة جائية القاعد فيها خير من القائم والقائم فيها خير من الماشي فإذا لقيتهم فإن استطعت أن تكون عبد الله المقتول فلا تكن عبد الله القاتل".
فأخذوه وسريَّة له معه فمر بعضهم على تمرة ساقطة من نخلة فأخذها فألقاها في فِيه فقال بعضهم: تمرة معاهد فبم استحللتها، فألقاها من فيه ثم مروا على خنزير فنفحه بعضهم بسيفه فقال بعضهم: خنزير معاهد فبم استحللته، فقال عبد الله: ألا أدلكم على ما هو أعظم عليكم حرمة من هذا، قالوا: نعم، قال: أنا.
فقدموه فضربوا عنقه فرأيت دمه يسيل على الماء كأنه شراك نعل اندفر بالماء حتى توارى عنه ثم دعوا بسرية له حبلى فبقروا عما في بطنها.فأثار هذا العمل الرعب بين الناس وأظهر مدى إرهابهم ببقر بطن هذه المرأة وذبحهم عبد الله كما تذبح الشاة ولم يكتفوا بهذا بل صاروا يهددون الناس قتلاً حتى إن بعضهم استنكر عليهم هذا العمل قائلين: ويلكم ما على هذا فارقنا عليًّا.بالرغم من فظاعة ما ارتكبه الخوارج من منكرات بشعة لم يبادر علي بن أبي طالب إلى قتالهم بل أرسل إليهم أن يسلموا القتلة لإقامة الحد عليهم فأجابوه بعناد واستكبار: وكيف نقيدك وكلنا قتله قال: أوَكلكم قتله قالوا: نعم. فسار إليهم بجيشه الذي قد أعدَّه لقتال أهل الشام في شهر محرم من عام 38هـ، وعسكر على الضفة الغربية لنهر النهروان والخوارج على الضفة الشرقية بحذاء مدينة النهروان.
الاستعدادات للمعركةكان علي بن أبي طالب يدرك أن هؤلاء القوم هم الخوارج الذين عناهم النبي محمد بالمروق من الدين لذلك أخذ يحث أصحابه أثناء مسيرهم إليهم ويحرضهم على قتالهم، وعسكر الجيش في مقابلة الخوارج يفصل بينهما نهر النهروان وأمر جيشه ألاّ يبدأوا بالقتال حتى يجتاز الخوارج النهر غربًا وأرسل علي رسله يناشدهم الله ويأمرهم أن يرجعوا وأرسل إليهم البراء بن عازب يدعوهم ثلاثة أيام فأبوا،
ولم تزل رسله تختلف إليهم حتى قتلوا رسله واجتازوا النهر.
وعندما بلغ الخوارج هذا الحد وقطعوا الأمل في كل محاولات الصلح وحفظ الدماء ورفضوا عنادًا واستكبارًا العودة إلى الحق وأصروا على القتال قام علي بن أبي طالب بترتيب جيشه وتهيئته للقتال فجعل على ميمنته حجر بن عدي وعلى الميسرة شبث بن ربعيومعقل بن قيس الرياحي وعلى الخيل أبا أيوب الأنصاري وعلى الرَّجَّالة أبا قتادة الأنصاري وعلى أهل المدينة - وكانوا سبعمائة - قيس بن سعد بن عبادة وأمر عليٌّ أبو أيوب الأنصاري أن يرفع راية أمان للخوارج ويقول لهم: "من جاء إلى هذه الراية فهو آمن ومن انصرف إلى الكوفة والمدائن فهو آمن إنه لا حاجة لنا فيكم إلا فيمن قتل إخواننا". فانصرف منهم طوائف كثيرون وكانوا أربعة آلاف فلم يبقَ منهم إلا ألف أو أقل مع عبد الله بن وهب الراسبي.
المعركة ونشوب القتال
زحف الخوارج إلى علي فقدّم عليٌّ بين يديه الخيل وقدم منهم الرماة وصفَّ الرجَّالة وراء الخيَّالة وقال لأصحابه: كفوا عنهم حتى يبدأوكم وأقبلت الخوارج يقولون: لا حكم إلا لله الرواح الرواح إلى الجنة. وبعد معركة حاسمة وقصيرة أخذت وقتًا من اليوم التاسع من شهر صفر عام 38هـ.
وأسفرت هذه المعركة الخاطفة عن عددٍ كبير من القتلى في صفوف الخوارج فتذكر الروايات أنهم أصيبوا جميعًا ويذكر المسعودي: أن عددًا يسيرًا لا يتجاوز العشرة فروا بعد الهزيمة الساحقة.
 
= أما جيش علي فقد قُتل منه رجلان فقط، وقيل قتل من أصحاب عليٍّ اثنا عشر أو ثلاثة عشر، وقيل لم يقتل من المسلمين إلا تسعة رهط.
ذو الثديَّة وأثر مقتله في جيش عليكان علي يتحدث عن الخوارج منذ ابتداء بدعتهم وكثيرًا ما كان يتعرض إلى ذكر ذي الثُّدَيَّة وأنه علامة هؤلاء ويسرد أوصافه. وبعد نهاية المعركة الحاسمة أمر علي أصحابه بالبحث عن جثة المُخْدَجِ لأن وجودها من الأدلة على أن عليًّا على حقٍّ وصواب. وبعد مدة من البحث مرت على عليٍّ وأصحابه وجد علي جماعة مكوَّمة بعضها على بعض عند شفير النهر، قال: أخرجوهم. فإذا المخدج تحتهم جميعًا مما يلي الأرض، فكبّر علي ثم قال: صدق الله وبلَّغ رسوله وسجد سجود الشكر وكبَّر الناس حين رأوه واستبشروا.
معاملة علي بن أبي طالب للخوارجعامل علي بن أبي طالب الخوارج قبل الحرب وبعدها معاملة المسلمين فما إن انتهت المعركة حتى أصدر أمره في جنده ألا يتبعوا مُدبِرًا أو يذففوا على جريح أو يمثِّلوا بقتيل يقول شقيق بن سلمة: لم يسْبِ عليٌّ يوم الجمل ولا يوم النهروان.
وقد حمل رثة أهل النهر إلى الكوفة وقال: من عرف شيئًا فليأخذه، فجعل الناس يأخذون حتى بقيت قدر فجاء رجل وأخذها، وهذه الرواية لها طرق عدة، ولم يقسم بين جنده إلا ما حمل عليه الخوارج في الحرب من السلاح والكراع فقط وعلي بن أبي طالب لم يكفر الخوارج إذ قبل الحرب حاول إرجاعهم إلى الجماعة وقد رجع كثير منهم ووعظهم وخوفهم القتال يقول ابن قدامة: "وإنما كان كذلك لأن المقصود كفهم ودفع شرهم لا قتلهم فإن أمكن لمجرد القول كان أولى من القتال لما فيه من الضرر بالفريقين وهذا يدل على أن الخوارج فرقة من المسلمين كما قال بذلك كثير من العلماء".
وقد سُئل علي أكفارٌ هم، قال: من الكفر فروا، فقيل: منافقون قال: المنافقون لا يذكرون الله إلا قليلاً قيل: فما هم قال: قوم بغوا علينا فقاتلناهم، وفي رواية: قوم بغوا علينا فنصرنا عليهم، وفي رواية: قوم أصابتهم فتنة فعموا فيها وصموا كما أنه وجه نصيحة لجيشه وللأمة الإسلامية من بعده فقال: "إن خالفوا إمامًا عادلاً فقاتلوهم وإن خالفوا إمامًا جائرًا فلا تقاتلوهم فإن لهم مقالاً".
المراجع
=========
خلافة علي بن أبي طالب   من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
 
----------------------
خِلَافَةُ عَلي بنُ أَبِي طَالِب هي امتدادٌ للخلافة الراشدة عَقِبَ استشهاد ثالثِ خُلفاءِ المُسلمين عثمان بن عفان في يوم الجمعة الموافق لـــ 18 من شهر ذي الحجة سنة 35 هـ على أيدي الخوارج. بايعهُ في اليوم التالي لقتلِ عُثمان كل من بقي من أصحاب الرسول محمد بن عبد الله في المدينة المنورة لإيمانهم بأحقيتهِ في الخلافة. ولم يكن أبو السبطين ليقبل بالخلافة لولا خشيته على الدين وحرصهِ على درء الفتن وتوحيد صفوف المسلمين. انتقل علي إلى الكوفة ونقل عاصمة الخلافة إليها وحكم في حِقبةٍ عُرِفَت بعدم الاستقرار السياسي وبالأحداث والمواقف الصعبة والمعقدة التي احتاجت إلى الحِكمة والدراية الفقهية التي كان هو أهلا لها. استمرت مدة خلافته خمس سنوات (من السّنة الخامسة والثّلاثين للهجرة إلى العام الأربعين للهجرة).
محتويات

1 مصادر
2 خلفيَّة تاريخيَّة
2.1 تأسيس الدولة الإسلامية
3 مبايعة علي بالخلافة
3.1 ظروف توليه للخلافة
3.2 ظهور المعارضة السياسية
4 إدارة شؤون الدولة
4.1 بيتُ المال
4.2 القضاء
5 المواجهة المسلحة الأولى بين المسلمين
6 موقعة الجمل
7 الصراع على مصر
8 وقعة صفين
9 حادثة التحكيم
10 ظهور الخوارج
10.1 فرقة الـمُحَكِّمَة الأولى
10.2 معركة النهروان
11 مقتل علي بن أبي طالب
12 طالع أيضاً
13 معلومات
14 مراجع
15 كتب
15.1 التاريخ والسيرة
15.2 الحديث وشروحه
15.3 الجرح والتعديل
15.4 تراجم
مصادر خلفيَّة تاريخيَّة   تأسيس الدولة الإسلامية
 
  دستور المدينة
خلافة محمد

«وإنَّه مَنْ خرج آمنٌ، ومن قعد آمنٌ بالمدينة، إلا من ظَلم، وَأَثِمَ، وإنَّ الله جارٌ لمن برَّ، واتقى، ومحمَّدٌ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم.»
محمد بن عبد الله
عَقِبَ هِجْرَةِ النبي محمد إلى المدينة، كتب دستوراً تاريخياً
يهدفُ بالأساسِ إلى تنظيم العلاقة بين جميع الطوائف والجماعات داخل المدينة، وعلى رأسها المهاجرون والأنصار وقبائل يهود المدينة وأصحاب الأديان الأخرى.
مبايعة علي بالخلافة
ظروف توليه للخلافة
ظهور المعارضة السياسية
إدارة شؤون الدولة
بيتُ المال
القضاء
المواجهة المسلحة الأولى بين المسلمين
موقعة الجمل
 
 موقعة الجمل
الصراع على مصر
وقعة صفين
  وقعة صفين
حادثة التحكيم

دولة الخِلافة الراشدة بعد التحكيم بين عليّ ومُعاوية:
الأقاليم الخاضعة لعليّ
الأقاليم الخاضعة لمُعاوية
الأقاليم الخاضعة لعمرو بن العاص
ظهور الخوارج
فرقة الـمُحَكِّمَة الأولى
معركة النهروان
 
  معركة النهروان
مقتل علي بن أبي طالب
 
  اغتيال علي بن أبي طالب
طالع أيضاً
إمامة
الخلفاء الراشدون
أئمة الشيعة
آل البيت
قائد الغر المحجلين
يعسوب الدين
معركة النهروان
معركة الجمل
الخلاف السني الشيعي
أيام الشيعة الإثناعشرية
دستور معالم الحكم ومأثور مكارم الشيم
رسالة علي بن أبي طالب إلى مالك الاشتر
حديث الشيعة
حادثة الكساء
حديث المنزلة
حديث الثقلين
عيد الغدير
مصحف علي
معلومات
أوردته كتب السير القديمة واصطلح على تسميته بالكتاب أو الصحيفة كما جاء به ابن إسحاق وهو أول من أورد الوثيقة بتمامها ونقلها عنه ابن هشام. وسمَّاها الباحثون المحدثون دستور المدينة.
مراجع
أبو السبطين إشارة لعلي بن أبي طالب وأحد الألقاب التي كان يكنى بها. والسِّبطان في اللغة العربية من المثنيات المتلازمة التي يُشار بها إلى حفيدي الرسول محمد من ابنته فاطمة الزهراء (الحسن والحسين).
يذكر بعض المؤرخون أن بيعة علي بن أبي طالب كانت قد بدأت في الوقت الذي وقعت فيه فتنة مقتل عثمان، ويشيع في كتبهم أيضا أن طلحة والزبير قد بايعاه مكرهين وهذا لايقوم على سند صحيح. والصحيح أن الناس بعد أبي بكر وعمر وعثمان لم يجدوا بينهم من هو أحق بالخلافة من علي بن أبي طالب، وقد قبلها هو بعد إلحاح الصحابة الشديد عليه، خشيةً منه على الدين وخوفا من اشتعال الفتن بين المسلمين. وقد كان يقول: لولا الخشية على دين الله لم أجبهم.(فتح الباري بشرح البخاري - الجزء الثالث عشر) إسناده صحيح.
===============

موقعة الجمل { انتصار قوات علي بن أبي طالب، ومقتل طلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام وعودة عائشةلـلمدينة المنورة}

موقعة الجمل من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة 
 
 هذه المقالة عن موقعة الجمل بين المسلمين على خلافة الرسول محمد؛
جزء من الفتنة الأولى

لوحة تصور معركة الجمل
النتيجة انتصار قوات علي بن أبي طالب، ومقتل طلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام وعودة عائشةلـلمدينة المنورة
المتحاربون 

جيش علي بن أبي طالب قوات طلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام
القادة
علي بن أبي طالب
عمار بن ياسر
الأشتر النخعي
عبد الله بن عباس
محمد بن أبي بكرعائشة بنت أبي بكر
طلحة بن عبيد الله
الزبير بن العوام
القوة
20,000 مقاتل
30,000 مقاتل
الخسائر
5,000 قتيل
13,000 قتيل
ويكيميديا | خريطة الشارع المفتوحة
=============================== 
موقعة الجمل هي معركة وقعت في البصرة عام 36 هـ بين قوات علي بن أبي طالب والجيش الذي يقوده طلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام بالإضافة إلى عائشة التي قيل أنها ذهبت مع جيش المدينة في هودج من حديد على ظهر جمل، وسميت المعركة بالجمل نسبة إلى ذلك الجمل.
محتويات

1 أسباب خروج الجيشَين
1.1 عند أهل السنة
1.2 عند الشيعة
2 ما حدث في البصرة
2.1 من منظور السنة
2.2 من منظور الشيعة (الجمل الصغرى)
3 وصول علي إلى البصرة
3.1 اتفاق سلمي (وفق منظور أهل السنة)
3.2 إنكار الصلح بوجود علي وإنكار وجود طرف ثالث (وفق منظور الشيعة)
4 بدء القتال
4.1 وفق منظور أهل السنة
5 نتائج المعركة
5.1 رواية أهل السنة
5.2 رواية الشيعة
6 انظر أيضاً
7 مراجع
8 الوصلات الخارجية
أسباب خروج الجيشَين
بعد حدوث الفتنة ومقتل عثمان بن عفان، بايع كبار الصحابةعلي بن أبي طالب لخلافة المسلمين، وانتقل إلى الكوفة ونقل عاصمةالخلافة إلى هناك، وبعدها انتظر بعض الصحابة أن يقتص علي من قتلة عثمان، لكنه أجل هذا الأمر.
عند أهل السنةيرى أهل السنة أن علي بن أبي طالب لم يكن قادراً على تنفيذ القصاص في قتلة عثمان مع علمه بأعيانهم لأنهم سيطروا على مقاليد الأمور في المدينة النبوية وشكلوا فئة قوية ومسلحة كان من الصعب القضاء عليها. لذلك فضل الانتظار ليتحين الفرصة المناسبة للقصاص. 
 
 لكن بعض الصحابة وعلى رأسهم طلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام رفضوا هذا التباطؤ في تنفيذ القصاص. ولما مضت أربعة أشهر على بيعة علي دون أن ينفذ القصاص خرج طلحة والزبير إلى مكة، والتقوا عائشة التي كانت عائدة من أداء فريضة الحج، واتفق رأيهم على الخروج إلى البصرة ليلتقوا بمن فيها من الخيل والرجال، ليس لهم غرض في القتال، وذلك تمهيداً للقبض على قتلة عثمان، وإنفاذ القصاص فيهم.
عند الشيعة
يرى الشيعة أن علي بن أبي طالب أجل الحكم بالقصاص لسببين:
الانتظار حتى تهدأ الفتنة: لم يكن علي قادراً على تنفيذ القصاص في قتلة عثمان لعدم علمه بأعيانهم، لذلك فضل الانتظار لتبيان لقتله.
أخذ البيعة من أهالي الأمصار وعزل الولاة وتعيين ولاة جدد وذلك لتقليل سخط الناس على بعض الولاة حيث اتهم أهل الشام ومصر الولاة بالعمل لمصالح شخصية على حساب مصالح الناس وعدم الحفاظ على سنة النبي، فأراد علي بذلك إحقاق الحق وتهدئة النفوس وإعادة الأمور إلى نصابها.
ويفسر الشيعة خروج طلحةوالزبير أنهما بايعا علياً طمعا في منصب وهو ما لم ينالاه لذلك خرجا عليه واتخذا من القصاص لمقتل عثمان حجة لعزله عن الخلافة أو قتله، أما عائشة فهي من حرض الناس على قتل عثمان فهي من قالت: "اقتلوا نعثلاً (عثمان) فقد كفر"، وهي التي أثارت الحرب وحرضت طلحةوالزبير وأخبرتهم بأن علياً هو من قتله أو سهل مقتله.
مواقف كل من ادعى الطلب بدم عثمان دون عداوة له مع علي بن أبي طالب
أولا: طلحة بن عبيد الله: روى ابن أبي الحديد المعتزلي في شرحه لكتاب نهج البلاغة أن طلحة انحاز لعثمان واختاره للخلافة هو اليوم يحرض الناس على قتل عثمان ورفض طلب علي أن يمنع الناس عنه، وعندما أتى البعض بجثة عثمان لدفنه أقعد لهم ناس يرمونهم بالحجارة فلم يستطيعوا دفنه في مقابر المسلمين، فدفن في حش كوكب كانت اليهود تدفن فيه موتاهم.ثانيا: الزبير بن العوام: كان للزبير بن عوام ما لطلحة من ذكر في خصوص هذه المعركة وقتال علي بن أبي طالب، وحول موقفه من حصار عثمان ففي شرح الأخبار للقاضي الإسماعيلي النعمان المغربي:1/344 (أنه روي عن الزبير أنه قيل له إن عثمان محصور وإنه قد منع الماء ! فقال:﴿وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِمْ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا فِي شَكٍّ مُرِيبٍ﴾ [34:54]). فحين وصل علي إلى البصرة خاطب جيش طلحة والزبير وعائشة بأن أرسل لهم مرسالاً حاملاً للقرآن لحفظ دماء المسلمين إلا أنهم رفضوا ذلك وقتلوا من حمل إليهم القرآن ويذكر الذهبي قائلا:«إنَّ أوَّل قتيل كان يومئذٍ مسلم الجُهني، أمره عليٌّ فحمل مصحفاً، فطاف به على القوم يدعوهم إلى كتاب الله، فقُتل»، ويذكر الطبري بأنه بعد هذه الحادثة نادى علي بن أبي طالب الزبير بن عوام وذكره قائلا " يا زبير أتذكر يوم مررت مع الرسول محمد في بني غنم فنظر إلي فضحك وضحكت إليه، فقلت:لا يدع ابن أبي طالب زهوه، فقال لك الرسول: صه، إنه ليس به زهو ولتقاتلنه وأنت ظالم له". طلحة والزبير معاً: يقول محمد باقر المحمودي في مؤلفه نهج السعادة في مستدرك نهج البلاغة أن علي بن أبي طالب ذكر الأسباب الحقيقية لانقلاب طلحة والزبير عليه، فيقول:«كان طلحة يرجو اليمن، والزبير يرجو العراق، فلما علما اني غير موليهما استأذناني للعمرة يريدان الغدر، فأتيا عائشة واستخفاها مع كل شي في نفسها علـيُّ،..... وقادهما عبد الله بن عامر إلى البصرة، وضمن لهما الأموال والرجال،.... واعانهم عليُّ يعلى بن منبه بأصوع الدنانير،... ثم أتو البصرة وأهلها مجتمعون على بيعتي وطاعتي وبها شيعتي ويروي ابن أبي الحديد في شرحه لكتاب نهج البلاغة أن عائشة كانت من أشد المحرضين على عثمان والداعين إلى قتله، فيذكر ابن أبي الحديد قائلا:« جاءت عائشة وحفصة ودخلتا على عثمان أيام خلافته وطلبتا منه ان يقسم لهما ارثهما من نبي الإسلام وكان عثمان بن عفان متكئاً فاستوى جالسا وقال لعائشة: أنت وهذه الجالسة جئتما بأعرابي يتطهر ببوله وشهدتما أن الرسول قال: نحن معاشر الأنبياء لا نورث، فإذا كان الرسول حقيقه لا يورث فماذا تطلبان بعد هذا؟ واذا كان الرسول يورث لماذا منعتم فاطمة حقها؟ فخرجت من عنده غاضبة وقالت:اقتلوا نعثلا فقد كفر.  »
ما حدث في البصرة
من منظور السنةوصل أصحاب الجمل إلى البصرة، ولم يكن لهم غرض في القتال، بل أرادوا جمع الكلمة والقصاص من قتلة عثمان بن عفان، والاتفاق مع علي بن أبي طالب في الكيفية التي يمكن بها تنفيذ القصاص، في مكان بعيد عن المدينة المنورة التي صارت في تلك الأيام معقلاً لقتلة عثمان وأنصارهم. وكان في البصرة نفر من دعاة الفتنة، الذين خرجوا على عثمان بن عفان. فعمل هؤلاء النفر من دعاة الفتنة على التحريض ضد أصحاب الجمل. فقرر عثمان بن حنيف (والي البصرة من قبل علي بن أبي طالب)، أن يمنع أصحاب الجمل من دخول البصرة. وأرسل إليهم حكيم بن جبلة العبدي من أجل ذلك. فقام طلحة ثم الزبير يخطبان في أنصار المعسكرين، فأيدهما أصحاب الجمل، ورفضهما أصحاب عثمان بن حنيف، ثم قامت عائشة تخطب في المعسكرين، فثبت معها أصحاب الجمل، وإنحازت إليها فرقة من أصحاب عثمان بن حنيف، وبقيت فرقة أخرى مع ابن جبلة. واختلف الفريقان وكثر بينهما اللغط، ثم تراموا بالحجارة. ثم قام حكيم بن جبلة العبدي، بتأجيج الفتنة والدعوة إلى القتال، وقام بشتم عائشة، وقتل كل من أنكر عليه ذلك، هذا ودعاة أصحاب الجمل يدعون إلى الكف عن القتال. فلما لم يستجب حكيم بن جبلة العبدي وأنصاره لدعوى الكف عن القتال، كر عليهم أصحاب الجمل، فقتل حكيم بن جبلة العبدي. ثم اصطلح أصحاب الجمل مع عثمان بن حنيف على أن تكون دار الإمارة والمسجد الجامع وبيت المال في يد ابن حنيف، وينزل أصحاب الجمل في أي مكان يريدونه من البصرة. وقيل أن حكيم بن جبلة العبدي قتل بعد هذا الصلح لما أظهر المعارضة.
من منظور الشيعة (الجمل الصغرى)ويذكر ضامن بن شدقم بن علي الحسيني المدني في كتابه موقعة الجمل قائلاً: «لقد أصر الناكثون على التمادي في غيهم، حتى صار النكث والغدر سجية ملازمة لهم اينما حلوا، وشعاراً يجمعون حوله الانتهازيين والسفهاء وأصحاب السوء، فهم لم يكتفوا بخيانة علي حتى غروا بعثمان بن حنيف، وقد كان الأخيرة قد وقع اتفاقا للصلح بينهم على شروط اتفقوا عليها.... فخرج طلحة والزبير وأصحابهما حتى أتوا دار الإمارة وعثمان بن حنيف غافل عنهم، وعلى الباب السبابجة يحرسون بيوت الأموال وكانوا قوما من الزط قد استبصروا وأئتمنهم عثمان على بيت المال ودار الإمارة، فأكب عليهم القوم وأخذوهم من اربع جوانبهم ووضعوا فيهم السيف فقتلوا منهم اربعين رجلاً صبراً ! يتولى منهم ذلك الزبير خاصة، ثم هجموا على عثمان فأوثقوه رباطا وعمدوا إلى لحيته ـ وكان شيخا كثّ اللحية ـ فنتفوها حتى لم يبق منها شيء، وقال طلحة: عذبوا الفاسق وانتفوا شعر حاجبيه واشفار عينيه واوثقوه بالحديد»
وقال الشيخ المفيد: اصيب من عبد القيس – يوم الجمل الصغرى- خمسمائة شيخ مخضوب من شيعة علي، سوى من أصيب من سائر الناس وقتلوا كذلك أربعين رجلاً من السبابجة صبرا، يتولى منهم ذلك الزبير خاصة.
والسبابجة هم حراس بيت مال المسلمين في البصرة وهم قوم من السند
ويذكر محمد باقر المحمودي في نهج السعادة أن علي قال عن أصحاب الجمل: «نكثوا بيعتي، واخرجو ابن حنيف عاملي بعد الضرب المبرح والعقوبة الشديده، وقتلوا السبابجة ومثلوا بحكيم بن جبلة العبدي، وقتلوا رجالاً صالحين، ثم تتبعوا منهم من نجا يأخذونهم في كل حائط وتحت كل رابية، ثم يأتون بهم فيضربون رقابهم صبراً، مالهم قاتلهم الله أنّى يؤفكون.
»
ويذكر أيضا أن علياً دعى على اصحاب الجمل قائلا:«اللهم اقتلهم بمن قتلوا من شيعتي، وعجل لهم النقمة، وبما صنعوا بخليفتي
»
وصول علي إلى البصرة

 
 مسار للرحلة طرفين؛ علي (أخضر) و عائشة (أحمر)
اتفاق سلمي (وفق منظور أهل السنة)بعد أن وصل علي بن أبي طالب إلى البصرة، مكث فيها ثلاثة أيام والرسل بينه وبين طلحةوالزبيروعائشة، فأرسل القعقاع بن عمرو إليهم فقال لعائشة: " أي أماه، ما أقدمك هذا البلد؟ " فقالت: " أي بني الإصلاح بين الناس ". فسعى القعقاع بن عمرو بين الفريقين بالصلح، واستقر الأمر على ذلك. وقرر الفريقان الكف عن القتال والتشاور في أمر قتلة عثمان بن عفان. وقرر علي بن أبي طالب أن يرحل في اليوم الذي يليه على ألا يرتحل معه أحد من قتلة عثمان. فاجتمع رؤوس ومثيرو الفتنة، وشعروا أن هذا الصلح سينتهي بتوقيع القصاص عليهم. فخافوا على أنفسهم، وقرروا أن ينشبوا الحرب بين الجيشين، ويثيروا الناس ويوقعوا القتال بينهما فيفلتوا بهذا بفعلتهم.
قال ابن كثير:
«... فرجع إلى علي فأخبره، فأعجبه ذلك، وأشرف القوم على الصلح، كره ذلك من كرهه، ورضيه من رضيه، وأرسلت عائشة إلى علي تعلمه أنها إنما جاءت للصلح، ففرح هؤلاء وهؤلاء، وقام علي في الناس خطيباً، فذكر الجاهلية وشقاءها وأعمالها، وذكر الإسلام وسعادة أهله بالألفة والجماعة، وأن الله جمعهم بعد نبيه على أبي بكر، ثم بعده على عمر بن الخطاب، ثم على عثمان بن عفان، ثم حدث هذا الحدث الذي جرى على الأمة، أقوام طلبوا الدنيا وحسدوا من أنعم الله عليه بها، وعلى الفضيلة التي منَّ الله بها، وأرادوا رد الإسلام والأشياء على أدبارها، والله بالغ أمره، ثم قال: ألا إني مرتحل غدا فارتحلوا، ولا يرتحل معي أحد أعان على قتل عثمان بشيء من أمور الناس، فلما قال هذا اجتمع من رؤوسهم جماعة كـالأشتر النخعي، وشريح بن أوفى، وعبد الله بن سبأ المعروف بابن السوداء وغيرهم في ألفين وخمسمائة، وليس فيهم صحابيولله الحمد، فقالوا: ما هذا الرأي؟ وعلي والله أعلم بكتاب الله ممن يطلب قتلة عثمان، وأقرب إلى العمل بذلك، وقد قال ما سمعتم، غداً يجمع عليكم الناس، وإنما يريد القوم كلهم أنتم، فكيف بكم وعددكم قليل في كثرتهم. فقال الأشتر: قد عرفنا رأي طلحةوالزبير فينا، وأما رأي علي فلم نعرفه إلا اليوم، فإن كان قد اصطلح معهم، فإنما اصطلح على دمائنا... ثم قال ابن السوداء قبحه الله: يا قوم إن عيركم في خلطة الناس، فإذا التقى الناس فانشبوا الحرب والقتال بين الناس، ولا تدعوهم يجتمعون.
» – ابن كثير، البداية والنهاية.
وجاء في تاريخ الطبري:
«لمّا تم الصلح بين عليوطلحةوالزبيروعائشة خطب علي عشية ذلك اليوم في الناس وذكر الإسلام وسعادة أهله بالألفة والجماعة وأن الله جمعهم بعد نبيه على أبي بكر، ثم بعده على عمر بن الخطاب، ثم على عثمان، ثم حدث هذا الحدث الذي جرّه قتلة عثمان وقال: " ألا وإني راحلٌ غداً فارتحلوا ولا يرتحلنّ غداً أحدٌ أعان على عثمان بشيءٍ في شيءٍ من أمور الناس وليُغْن السفهاء عني أنفسهم ".
» – تاريخ الطبري.
إنكار الصلح بوجود علي وإنكار وجود طرف ثالث (وفق منظور الشيعة)ينكر الشيعة وجود طرف ثالث كمثل قتلة عثمان ونحوهم في إثارة الحرب، ولهم مصادرهم.ولهم مآخذ كثيرة على قدوم أهل الجمل، وكتأكيد على عدم وجود طرف ثالث في الحرب فيروى انه بعد معركة الجمل بفترة سأل أحد الرجال علي بن أبي طالب في مسجد الكوفة قائلا: يا أمير المؤمنين أرأيت القتلى حول عائشة وطلحة والزبير علام قتلوا ؟فأجاب علي بن أبي طالب قائلا: قتلوا بما قتلوا شيعتي وعمالي، وقتلوا أخا ربيعة العبدي في عصابة من المسلمين، فقالوا: انا لا ننكث كما نكثتم، ولا نغدر كما غدرتم، فوثبوا عليهم فقتلوهم، فسألتهم أن يدفعوا لي قتلة اخواني أقتلهم بهم، ثم كتاب الله حكم بيني وبينهم، فأبوا عليّ، وقاتلوني-وفي اعناقهم بيعتي ودماء قريب من ألف رجل من شيعتيوكذلك يروى عن علي بن أبي طالب في حديث له عما فعله اصحاب الجمل بأهالي البصرة قائلا:فقدموا – طلحة والزبير وعائشة- على عمالي وخزان بيت مال المسلمين الذي في يدي، وعلى أهل مصر كلهم في طاعتي وعلى بيعتي، فشتتوا كلمتهم وأفسدوا علي جماعتهم، ووثبوا على شيعتي، فقتلوا طائفة منهم غدرا، طائفة منهم عضوا على أسيافهم، فضاربوا بها حتى لقوا الله صادقينفوالله لو لم يصيبوا منهم الا رجلا واحدا متعمدين لقتله لحل لي به قتل ذلك الجيش بأسره، فدع ما أنهم قتلوا من المسلمين أكثر من العدة التي دخلوا بيها عليهم، وقد أدال الله منهم، فبعداً للقوم الظالمين
بدء القتال
وفق منظور أهل السنة
بات كلا الفريقين فرحين بالاتفاق السلمي الذي تم، وفي اليوم التالي ومع طلوع الفجر، نفذ السبئية خطتهم، وفي هذا قال ابن كثير في البداية والنهاية: (وبات الناس بخير ليلة، وبات قتلة عثمان بشر ليلة، وباتوا يتشاورن، وأجمعوا على أن يثيروا الحرب من الغلس، فنهضوا من قبل طلوع الفجر، وهم قريب من ألفي رجل، فانصرف كل فريق إلى قراباتهم، فهجموا عليهم بالسيوف، فثارت كل طائفة إلى قومهم ليمنعوهم، وقام الناس من منامهم إلى السلاح، فقالوا: طرقتنا أهل الكوفة ليلاً، وبيتونا وغدروا بنا، وظنوا أن هذا عن ملأ من أصحاب علي، فبلغ الأمر علياً فقال: ما للناس؟ فقالوا: بيتنا أهل البصرة، فثار كل فريق إلى سلاحه، ولبسوا اللأمة، وركبوا الخيول، ولا يشعر أحد منهم بما وقع الأمر عليه في نفس الأمر، وكان أمر الله قدراً مقدراً، وقامت الحرب على ساق وقدم، وتبارز الفرسان، وجالت الشجعان، فنشبت الحرب، وتواقف الفريقان، وقد اجتمع مع علي عشرون ألفاً، والتف على عائشة ومن معها نحوا من ثلاثين ألفاً، فإنا لله وإنا إليه راجعون، ومنادي علي ينادي: ألا كفوا ألا كفوا، فلا يسمع أحد).
وكان علي يتألم كثيراً مما يحدث من إراقة دماء المسلمين فروى ابن ابي شيبة في مصنفه بسند صحيح عن الحسن بن علي قال: "لقد رأيته - يعني علياً - حين اشتد القتال يلوذ بي ويقول: يا حسن، لوددت أني مت قبل هذا بعشرين حجة أو سنة". وكان علي يتوجّع على قتلى الفريقين ويقول: " ياليتني متّ قبل هذا اليوم بعشرين سنة". وروى ابن أبي شيبة بإسناده إلى حبيب بن أبي ثابت أن عليّاً قال يوم الجمل: " اللهم ليس هذا أردتُ اللهم ليس هذا أردتُ"
فقد كان أعدل وأكثر إيماناً من أن يحتمل مقتل أحد من المسلمين ظلماً.
نتائج المعركة
رواية أهل السنةانتهى القتال وقد قتل طلحة بن عبيد الله بعد أن أصابه سهم في ركبته - وقيل في نحره - ولا يعترف السنة بالروايات التي ذكرت أن مروان بن الحكم هو قاتل طلحة، لأنها روايات باطلة لم يصح بها إسناد. وقد حزن علي كثيراً لمقتله فحين رآه مقتولاً جعل يمسح التراب عن وجهه ويقول: " عزيزٌ عليّ أبا محمد أن أراك مجندلاً تحت نجوم السماء ثم قال: " إلى الله أشكو عُجري وبُجري وبكى عليه هو وأصحابُه "وقتل الزبير بن العوام ولمّا جاء قاتل الزبير لعله يجدُ حظْوةً ومعه سيفه الذي سلبه منه ليُقدّمه هديّة لعلي حزن عليه حُزْناً شديداً وأمسك السيف بيده وقال: " طالما جلّى به الكرب عن وجه رسول الإسلام محمد ثم قال:بشر قاتل ابن صفية بالنار ولم يأذن له بالدخول عليه"أما عن عائشة فقد قال الرسول محمد لعلي: (سيكون بينك وبين عائشة أمر، قال عليّ فأنا أشقاهم يا رسول الله، قال: لا ولكن إذا كان ذلك فاردها إلى مأمنها)، قال أبوبكر بن العربي المالكي: ولما ظهر علي جاء إلى عائشة فقال: (غفر الله لك) قالت: (ولك، ما أردتُ إلا الإصلاح). ثم أنزلها دار عبد الله بن خلف وهي أعظم دار في البصرة على سنية بنت الحارث أم طلحة الطلحات، وزارها ورحبت به وبايعته وجلس عندها. فقال رجل: يا أمير المؤمنين إن بالباب رجلين ينالان من عائشة، فأمر القعقاع بن عمرو أن يجلد كل منهما مئة جلدة وأن يجردهما من ثيابهما ففعل. ثم ردها إلى المدينة معززة مكرمة كما أمر الرسول.
رواية الشيعةروى أبو مخنف أن من قُتِل من الطرفين سبعة عشر ألفاً. يرى الشيعة أن عائشة قد بغت على علي بل كانت رأساً للبغاة، يروي الشيخ المفيد عن محمد بن الحنفية أنه قال: كان اللواء معي يوم الجمل وكان أكثر القتلى في بني ضبة فلما انهزم الناس أقبل علي ومعه عمار بن ياسر ومحمد بن أبي بكر فانتهى إلى الهودج وكأنه شوك القنفذ مما فيه من النبل فضربه بعصا ثم قال لعائشة: هيه يا حميراء، أردتِ ان تقتليني كما قتلتِ ابن عفان؟ أبهذا أمركِ الله أو عهد به اليك الرسول؟ فقالت: ملكت فاسجح، فقال علي لمحمد بن أبي بكر: انظر هل نالها شيء من السلاح، فوجدها قد سلمت لم يصل إليها إلا سهم خرق في ثوبها خرقا وخدشها خدشاً ليس بشيء فقال محمد: يا أمير المؤمنين قد سلمت من السلاح إلا سهماً قد خلص إلى ثوبها فخدش منه شيئاً - فقال علي: احتملها فانزلها دار ابني خلف الخزاعي ثم أمر مناديه فنادى لا يدفف على جريح ولا يتبع مدبر ومن أغلق بابه فهو آمن. يروي أهل السنة رواية شبيهة بهذه، فقد روى البلاذري عن محمد بن حاطب قال: أقبلت مع علي يوم الجمل إلى الهودج وكأنه شوك القنفذ فضرب علي الهودج ثم قال: إن حميراء إرم هذه أرادت أن تقتلني كما قتلت عثمان بن عفان، فقال لها أخوها محمد: هل أصابك شيء؟ فقالت: مشقص في عضدي. فأدخل رأسه ثم جرها إليه فأخرجه.
ويرى الشيعة أن هذه الحرب حملت الكثير من النتائج السلبية على المسلمين فيتحدث محمد جواد مغنية عن الآثار التي ترتبت على حرب الجمل قائلاً:
«لولا حرب الجمل لما كانت حرب صفّين والنهروان، ولا مذبحة كربلاء، ووقعة الحرّة، ولا رُميت الكعبة بالمنجنيق أكثر من مرَّة، ولا كانت الحرب بين الزبيريّين والأُمويّين، ولا بين الأُمويّين والعباسيّين، ولما افترق المسلمون إلى سُنَّة وشيعة، ولما وجد بينهم جواسيس وعملاء يعملون على التفريق والشتات، ولما صارت الخلافة الإسلامية ملكاً يتوارثها الصبيان، ويتلاعب بها الخدم والنسوان. لقد جمعت حرب الجمل جميع الرذائل والنقائص، لأنَّها السبب لضعف المسلمين وإذلالهم، واستعبادهم وغصب بلادهم، فلقد كانت أوَّل فتنةٍ ألقت بأس المسلمين بينهم، يقتل بعضهم بعضاً، بعد أن كانوا قوَّةً على أعدائهم، كما فسحت المجال لما تلاها من الفتن والحروب الداخلية التي أودت بكيان المسلمين ووحدتهم، ومهَّدت لحكم الترك والديلم والصليبيِّين وغيرهم. وباختصار لولا فتنة الجمل لاجتمع أهل الأرض على الإسلام»
انظر أيضاً
حرب صفين.
عمار بن ياسر.
مراجع