💚الطلاق للعدة س وج
مدونة الطلاق للعدة تجيب علي كبف هي شرعة الطلاق وفقا لسورة الطلاق5هـ
مدونة في وداع الله يا امي/يا الله /جاري جاري / مدونات لا شرك لا شرك /قانون الحق الالهي/نوتة الصلاة //في وداع الله يااماي/تعلم التفوق بالثانوية /السيرة النبوية /الفهرست/اللهم ارحم ابي وامي /المضبطة /تخريجات أحاديث الطلاق متنا وسندا/حدود التعاملات العقائدية بين المسلمين/قانون الحق الالهي اا./قانون الحق الالهي/قانون العدل الالهي/قانون ثبات سنة الله في الخلق/كتاب الفتن علامات الساعة ويوم القيامة /مدونات لا شين/مسائل صحيح مسلم وشروح النووي الخاطئة عليها /وصف الحور العين /مامي 27/المدونة التعليمية المساعدة/مدونة الاميرة اسماء صلاح التعليمية/أمي الحنون الغالية/الكشكول الأبيض2ثانوي/الأم)منهج الصف الثاني الثانوي علمي رياضة وعلوم /ثانوي {الحاسب الآلي - والمواطنة} /ثاني ثانوي لغة عربية /أمي الحنون الغالية /احياء ثاني ثانوي ترم أول /الأمراض الخطرة والوقاية منها /البداية والنهاية للحافظ بن كثبر /التاريخ 2ث /التجويد //الترم الثاني ثاني ثانوي كل مواد 2ث //الثالث الثانوي القسم الأدبي والعلمي //الجغرافيا والجيولوجيا ثانية ثانوي //الخلاصة الحثيثة في الفيزياء //الديوان الشامل لاحكام الطلاق //السيرة النبوية //الطلاق المختلف عليه//الفيزياء الثالث الثانوي روابط //اللغة الفرنسية 2ثانوي //الملخص المفيد ثاني ثانوي ترم أول//المنهج في الطلاق //النخبة في مقررات2ث,ترم أول عام2017-2018 //النخبة في شرعة الطلاق //الهندسة بأفرعها //بيت المعرفة العامة //ترم ثاني ثاني ثانوي علمي ورياضة وادبي.. //تفوق وانطلق للعلا //ثالثة ثانوي مدونة//ثاني ثانوي ترم اول وثاني الماني //روابط المواقع التعليمية //روابط مناهج تعليمية ثاني ثانوي كل الأقسام//رياضيات بحتة وتطبيقية تاني ثانوي ترم ثاني //عبد الواحد ترم أول2ثانوي //عبدالواحد ثاني ثانوي ترم1و2.//علم المناعة //فلسفة.منطق.علم نفس.اجتماع 2ث ترم اول//فيزياء ثاني ثانوي ترم أول //فيزياء ثاني ثانوي ترم ثاني //كتاب الرحيق المختوم للمباركفوري //كتاب الزكاة //كتب ثاني ثانوي ترم1و2 //كشكول //كل الرياضيات تفاضل وتكامل وحساب مثلثات2ثانوي ترم أول وأحيانا ثاني //كيمياء ثاني ثانوي ترم أول //لغة انجليزية2ث.ترم أول //مدونة الأميرة الصغيرة//أسماء صلاح التعليمية 3ث //مدونة الإختصارات //مدونة الجامعة المانعة لأحكام الطلاق حسب سورة/الطلاق7/5هـ//مدونة اللغة الإيطالية //مدونة كل روابط المنعطف التعليمي للمرحلة الثانوية //مراجعات ليلة الامتحان كل مقررات 2ث الترم الثاني//مكتبة روابط ثاني ثانوي ترم اول //منعطف التفوق التعليمي لكل مراحل الثانوي العام //ميكانيكا واستاتيكا 2ث ترم اول //نهاية البداية
الثلاثاء، 29 أكتوبر 2024
ج42وج43.كتاب مُصنف ابن أبي شيبة{من38637 الي 39098.}
ج42. كتاب
مُصنف ابن أبي شيبة
المصنف : أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي شيبة العبسي الكوفي
38637- حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى ، قَالَ : حدَّثَنَا شَيْبَانُ ، عَنْ
يَحْيَى ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ :
قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : أَلاَ أُحَدِّثُكُمْ عَنِ الدَّجَّالِ
حَدِيثًا مَا حَدَّثَهُ نَبِيٌّ قَوْمَهُ : إِنَّهُ أَعْوَرُ وَإِنَّهُ يَجِيءُ
مَعَهُ بِمِثْلِ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ ، فَاَلَّتِي يَقُولُ : هِيَ الْجَنَّةُ ،
هِيَ النَّارُ ، وَإِنِّي أُنْذِرُكُمْ بِهِ كَمَا أَنْذَرَ بِهِ نُوحٌ قَوْمَهُ.
38638- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ ، قَالَ : حدَّثَنَا مِسْعَرٌ ، عَنْ
سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، عَن أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ ، قَالَ : قَالَ
رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : لاَ يَدْخُلُ الْمَدِينَةَ رُعْبُ الْمَسِيحِ
الدَّجَّالِ ، لَهَا يَوْمَئِذٍ سَبْعَةُ أَبْوَابٍ ، لِكُلِّ بَابٍ مَلَكَانِ.
38639- حَدَّثَنَا شَبَابَةُ ، قَالَ : حدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ
إيَاسٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ ، عَنْ رَجَاءِ بْنِ أَبِي رَجَاءٍ ،
قَالَ : دَخَلَ بُرَيْدَةُ الْمَسْجِدَ وَمِحْجَنٌ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ
وَسَكَبَةُ يُصَلِّي ، فَقَالَ : بُرَيْدَةُ وَكَانَ فِيهِ مِزَاحٌ : أَلاَ
تُصَلِّي كَمَا يُصَلِّي سَكَبَةُ ، فَقَالَ مِحْجَنٌ : إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى
الله عليه وسلم أَخَذَ بِيَدِي فَصَعِدَ عَلَى أُحُدٍ وَأَشْرَفَ عَلَى
الْمَدِينَةِ ، فَقَالَ : وَيْلُ أُمِّهَا مَدِينَةٌ يَدَعُهَا أَهْلُهَا وَهِيَ
خَيْرُ مَا كَانَتْ ، أَوْ أَعْمَرُ مَا كَانَتْ ، يَأْتِيهَا الدَّجَّالُ
فَيَجِدُ عَلَى كُلِّ بَابٍ مِنْ أَبْوَابِهَا مَلَكًا مُصْلِتًا بِجَنَاحَيْهِ
فَلاَ يَدْخُلُهَا.
38640- حَدَّثَنَا الْمُعَلَّى بْنُ مَنْصُورٍ ، قَالَ : حدَّثَنَا عَبْدُ
الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ حَصِيرَةَ ، عَنْ
زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا ذَرٍّ يَقُولُ : لأَنْ أَحْلِفَ
عَشْرًا ، أَنَّ ابْنَ صَيَّادٍ هُوَ الدَّجَّالُ أَحَبُّ إلَيَّ مِنْ أَنْ
أَحْلِفَ وَاحِدَةً ، إِنَّهُ لَيْسَ بِهِ ، وَذَلِكَ لِشَيْءٍ سَمِعْتُهُ مِنْ
رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم , بَعَثَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم
إِلَى أُمِّ ابْنِ صَيَّادٍ ، فَقَالَ : سَلْهَا كَمْ حَمَلَتْ بِهِ ، فَقَالَتْ :
حَمَلْت بِهِ اثْنَيْ عَشَرَ شَهْرًا فَأَتَيْته فَأَخْبَرْته ، فَقَالَ : سَلْهَا
عَنْ صَبِيحَتِهِ حَيْثُ وَقَعَ ، قَالَتْ صَاحَ صِيَاحَ صَبِيِّ ابْنِ شَهْرَيْنِ
، قَالَ : أَوَ قَالَ لَهُ : رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : إنِّي قَدْ
خَبَّأْت لَكَ خَبِيئًا ، فَقَالَ : خَبَّأْت لِي عَظْمَ شَاةٍ عَفْرَاءَ ،
وَأَرَادَ أَنْ يَقُولَ : وَ{الدُّخَانَ} ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه
وسلم : اخْسَأْ فَإِنَّك لَنْ تَسْبِقَ الْقَدَرَ.
38641- حدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ جَابِرٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ
بْنِ نُجَيٍّ ، عَنْ عَلِيٍّ ، قَالَ : كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه
وسلم جُلُوسًا وَهُوَ نَائِمٌ ، فَذَكَرْنَا الدَّجَّالَ فَاسْتَيْقَظَ مُحْمَرًّا
وَجْهُهُ ، فَقَالَ : غَيْرُ الدَّجَّالِ أَخْوَفُ عَلَيْكُمْ عِنْدِي مِنَ
الدَّجَّالِ : أَئِمَّةٌ مُضِلُّونَ.
38642- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مَسْعَدَةَ
، عَنْ رِيَاحِ بْنِ عَبِيْدَةَ ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلاَمٍ ،
قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلاَمٍ : يَمْكُثُ النَّاسُ بَعْدَ خُرُوجِ
الدَّجَّالِ أَرْبَعِينَ عَامًا , وَيُغْرَسُ النَّخْلُ وَتَقُومُ الأَسْوَاقُ.
38643- حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ سُلَيْمَانَ
بْنِ مَيْسَرَةَ ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ ، عَنْ حُذَيْفَةَ ، قَالَ : لَقَدْ
صُنِعَ بَعْضُ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ ، وَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم
لَحَيٌّ.
38644- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ إسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ ، عَنْ حَكِيمِ
بْنِ جَابِرٍ ، قَالَ : قَالَ حُذَيْفَةُ : مَا خُرُوجُ الدَّجَّالِ بِأَكْرَثَ
لِي مِنْ قِيْسِ اللِّجَامِ.
38645- حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ ، قَالَ : حدَّثَنَا أَبُو يَعْفُورٍ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا عَمْرٍو الشَّيْبَانِيَّ يَقُولُ : كُنْت عِنْدَ حُذَيْفَةَ
جَالِسًا إذْ جَاءَ أَعْرَابِيٌّ حَتَّى جَثَا بَيْنَ يَدَيْهِ ، فَقَالَ :
أَخَرَجَ الدَّجَّالُ ؟ فَقَالَ لَهُ حُذَيْفَةُ : وَمَا الدَّجَّالُ إِنَّ مَا
دُونَ الدَّجَّالِ أَخْوَفُ مِنَ الدَّجَّالِ ، إنَّمَا فِتْنَتُهُ أَرْبَعُونَ
لَيْلَةً.
38646- حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ ، عَنْ
إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ ، عَنْ أَنَسٍ ، أَنَّ رَسُولَ
اللهِ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ : إِنَّ الدَّجَّالَ يَطْوِي الأَرْضَ كُلَّهَا
إِلاَّ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةَ ، قَالَ : فَيَأْتِي الْمَدِينَةَ فَيَجِدُ بِكُلِّ
نَقْبٍ مِنْ أَنْقَابِهَا صُفُوفًا مِنَ الْمَلاَئِكَةِ , فَيَأْتِي سَبْخَةَ
الْجُرْفِ فَيَضْرِبُ رِوَاقَهُ ، ثُمَّ تَرْجُفُ الْمَدِينَةُ ثَلاَثَ رَجَفَاتٍ
، فَيَخْرُجُ إلَيْهِ كُلُّ مُنَافِقٍ وَمُنَافِقَةٍ.
38647- حَدَّثَنَا أَبُو الْمُوَرِّعِ ، قَالَ : حدَّثَنَا الأَجْلَحُ ، عَنْ
قَيْسِ بْنِ أَبِي مُسْلِمٍ ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ
حُذَيْفَةَ يَقُولُ : لَوْ خَرَجَ الدَّجَّالُ لآمَنَ بِهِ قَوْمٌ فِي
قُبُورِهِمْ.
38648- حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ سَالِمٍ ، عَنْ
أَبِيهِ ، أَنَّ عُمَرَ سَأَلَ رَجُلاً مِنَ الْيَهُودِ عَنْ أَمْرٍ فَقَالَ :
قَدْ بَلَوْتُ مِنْكَ صِدْقًا ، فَحَدِّثْنِي عَنِ الدَّجَّالِ ، فَقَالَ :
وَإِلَهُ يَهُودٍ ، لَيَقْتُلَنَّهُ ابْنُ مَرْيَمَ بِفِنَاءِ لُدٍّ.
38649- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ خَيْثَمَة ، عَنْ
عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو ، قَالَ : يَنْزِلُ الْمَسِيحُ بْنُ مَرْيَمَ ، فَإِذَا
رَآهُ الدَّجَّالُ ذَابَ كَمَا تَذُوبُ الشَّحْمَةُ ، قَالَ : فَيَقْتُلُ
الدَّجَّالَ , وَتَفَرَّقَ عَنْهُ الْيَهُودُ ، فَيُقْتَلُونَ حَتَّى إِنَّ
الْحَجَرَ يَقُولُ : يَا عَبْدَ اللهِ الْمُسْلِمُ ، هَذَا يَهُودِي ، فَتَعَالَ
فَاقْتُلْهُ.
38650- حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ سَعِيدٍ ، عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ رَفَعَهُ ، قَالَ : لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَنْزِلَ
عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عليهما السلام حَكَمًا مُقْسِطًا , وَإِمَامًا عَادِلاً ,
فَيَكْسِرُ الصَّلِيبَ , وَيَقْتُلُ الْخِنْزِيرَ , وَيَضَعُ الْجِزْيَةَ ,
وَيَفِيضُ الْمَالُ , حَتَّى لاَ يَقْبَلَهُ أَحَدٌ.
38651- حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ حَنْظَلَةَ
الأَسْلَمِيِّ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ : وَالَّذِي نَفْسُ
مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ ، لَيُهِلَّنَّ ابْنُ مَرْيَمَ بِفَجِّ الرَّوْحَاءِ حَاجًّا ،
أَوْ مُعْتَمِرًا ، أَوْ لَيُثَنِّيَنَّهُمَا.
38652- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ ، عَنْ حَسَّانَ
بْنِ الْمُخَارِقِ ، عَنْ عَقَّارِ بْنِ الْمُغِيرَةِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ،
قَالَ : إِنَّ الْمَسَاجِدَ لَتُجَدَّدُ لِخُرُوجِ الْمَسِيحِ وَإِنَّهُ
سَيَخْرُجُ فَيَكْسِرُ الصَّلِيبَ ، وَيَقْتُلُ الْخِنْزِيرَ ، وَيُؤْمِنُ بِهِ
مَنْ أَدْرَكَهُ ، فَمَنْ أَدْرَكَهُ مِنْكُمْ فَلْيُقْرِئْهُ مِنِّي السَّلاَمَ ،
ثُمَّ الْتَفَتَ إلَيَّ ، فَقَالَ : يَا ابْنَ أَخِي ، إنِّي أَرَاك مِنْ أَحْدَثِ
الْقَوْمِ ، فَإِنْ أَدْرَكْته فَأَقْرِئْهُ مِنِّي السَّلاَمَ.
38653- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ ، عَنْ سِمَاكٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ
إبْرَاهِيمَ يَقُولُ : إِنَّ الْمَسِيحَ خَارِجٌ فَيَكْسِرُ الصَّلِيبَ ،
وَيَقْتُلُ الْخِنْزِيرَ ، وَيَضَعُ الْجِزْيَةَ.
38654- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ ،
عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ، قَالَ : قَالَ أَبُو بَكْرٍ :
هَلْ بِالْعِرَاقِ أَرْضٌ يُقَالُ لَهَا خُرَاسَانُ ، قَالُوا : نَعَمْ ، قَالَ :
فَإِنَّ الدَّجَّالَ يَخْرُجُ مِنْهَا.
38655- حُدِّثْتُ ، عَنْ رَوْحِ بْنِ عُبَادَةَ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَرُوبَةَ ،
عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ سُبَيْعٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ
حُرَيْثٍ ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ :
الدَّجَّالُ يَخْرُجُ مِنْ خُرَاسَانَ.
38656- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
إِسْحَاقَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ :
يَهْبِطُ الدَّجَّالُ مِنْ خوز وَكَرْمَانَ مَعَهُ ثَمَانُونَ أَلْفًا عَلَيْهِمَ
الطَّيَالِسَةُ ، يَنْتَعِلُونَ الشَّعْرَ كَأَنَّ وُجُوهَهُمْ مَجَانُّ
مُطْرَقَةٌ.
38657- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَوَكِيعٌ ، عَنْ مِسْعَرٍ ، عَنْ
عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ ، عَنْ حَوْطٍ الْعَبْدِيِّ ، قَالَ : قَالَ
عَبْدُ اللهِ : إِنَّ أُذُنَ حِمَارِ الدَّجَّالِ لَتُظِلُّ سَبْعِينَ أَلْفًا.
38658- حَدَّثَنَا الْمُحَارِبِيُّ ، عَنْ لَيْثٍ ، عَنْ بِشْرٍ ، عَنْ أَنَسٍ ،
قَالَ : إِنَّ بَيْنَ يَدَي الدَّجَّالِ لنيفا وَسَبْعِينَ دَجَّالاً.
38659- حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ ، عَنْ زَائِدَةَ ، عَنْ عَبْدِ
الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ ، عَنْ نَافِعِ بْنِ
عُتْبَةَ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ :
تُقَاتِلُونَ جَزِيرَةَ الْعَرَبِ فَيَفْتَحُهَا اللَّهُ ، ثُمَّ تُقَاتِلُونَ
فَارِسَ فَيَفْتَحُهَا اللَّهُ ، ثُمَّ تُقَاتِلُونَ الرُّومَ فَيَفْتَحُهَا
اللَّهُ ، ثُمَّ تُقَاتِلُونَ الدَّجَّالَ فَيَفْتَحُهُ اللَّهُ ، قَالَ جَابِرٌ :
فَلاَ يَخْرُجُ الدَّجَّالُ حَتَّى تُفْتَحَ الرُّومُ.
38660- حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ ، عَنْ زَائِدَةَ ، عَنْ عَبْدِ
الْمَلِكِ ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ ، قَالَ : قَالَ عُقْبَةُ بْنُ عَمْرٍو
لِحُذَيْفَةَ : أَلاَ تُحَدِّثُنَا بِمَا سَمِعْت من رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه
وسلم ، قَالَ : بَلَى سَمِعْته يَقُولُ : إِنَّ مَعَ الدَّجَّالِ إِذَا خَرَجَ
مَاءً وَنَارًا ، فَأَمَّا الَّذِي يَرَى النَّاسُ مَاءً فَنَارٌ تُحْرِقُ ،
وَأَمَّا الَّذِي يَرَى النَّاسُ ، أَنَّهُ نَارٌ فَمَاءٌ عَذْبٌ بَارِد ، فَمَنْ
أَدْرَكَ مِنْكُمْ ذَلِكَ فَلْيَقَعْ فِي الَّذِي يَرَى ، أَنَّهُ نَارٌ فَإِنَّهُ
مَاءٌ عَذْبٌ بَارِدٌ ، قَالَ عُقْبَةُ : وَأَنَا سَمِعْتُهُ يَقُولُ ذَلِكَ.
38661- حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ ، عَنْ زَائِدَةَ ، عَنْ مَنْصُورٍ ،
عَنْ مُجَاهِدٍ ، قَالَ : حدَّثَنَا جُنَادَةُ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ الدَّوْسِيُّ
، قَالَ : دَخَلْت أَنَا وَصَاحِبٌ لِي عَلَى رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ
صلى الله عليه وسلم ، قَالَ : فَقُلْنَا : حَدِّثْنَا مَا سَمِعْت مِنْ
رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَلاَ تُحَدِّثْنَا عَنْ غَيْرِهِ ، وَإِنْ
كَانَ عِنْدَكَ مُصَدَّقًا ، قَالَ : نَعَمْ ، قَامَ فِينَا رَسُولُ اللهِ صلى
الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ ، فَقَالَ : أُنْذِرُكُمَ الدَّجَّالَ ، أُنْذِرُكُمَ
الدَّجَّالَ ، أُنْذِرُكُمَ الدَّجَّالَ ، فَإِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ إِلاَّ
وَقَدْ أَنْذَرَهُ أُمَّتَهُ ، وَإِنَّهُ فِيكُمْ أَيَّتُهَا الأُمَّةُ ،
وَإِنَّهُ جَعْدٌ آدَم مَمْسُوحُ الْعَيْنِ الْيُسْرَى ، وَإِنَّ مَعَهُ جَنَّةً
وَنَارًا ، فَنَارُهُ جَنَّةٌ وَجَنَّتُهُ نَارٌ ، وَإِنَّ مَعَهُ نَهْرَ مَاءٍ
وَجَبَلَ خُبْزٍ ، وَإِنَّهُ يُسَلَّطُ عَلَى نَفْسٍ فَيَقْتُلُهَا ، ثُمَّ
يُحْيِيهَا ، لاَ يُسَلَّطُ عَلَى غَيْرِهَا ، وَإِنَّهُ يُمْطِرُ السَّمَاءَ
وَلاَ تُنْبِتُ الأَرْضُ ، وَإِنَّهُ يَلْبَثُ فِي الأَرْضِ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا
حَتَّى يَبْلُغَ مِنْهَا كُلَّ مَنْهَلٍ ، وَإِنَّهُ لاَ يَقْرَبُ أَرْبَعَةَ
مَسَاجِدَ : مَسْجِدَ الْحَرَامِ وَمَسْجِدَ الرَّسُولِ وَمَسْجِدَ الْمَقْدِسِ
وَالطُّورِ ، وَمَا شُبِّهَ عَلَيْكُمْ مِنَ الأَشْيَاءِ فَإِنَّ اللَّهَ لَيْسَ
بِأَعْوَرَ مَرَّتَيْنِ.
38662- حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ ، عَنْ زَائِدَةَ ، عَنْ عَبْدِ
الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ ، عَنْ حُذَيْفَةَ
، قَالَ : لاَ يَخْرُجُ الدَّجَّالُ حَتَّى لاَ يَكُونَ غَائِبٌ أَحَبَّ إِلَى
الْمُؤْمِنِ خُرُوجًا مِنْهُ ، وَمَا خُرُوجُهُ بِأَضَرَّ لِلْمُؤْمِنِ مِنْ
حَصَاةٍ يَرْفَعُهَا مِنَ الأَرْضِ ، وَمَا عَلِمَ أَدْنَاهُمْ وَأَقْصَاهُمْ
إِلاَّ سَوَاءً.
38663- حدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ ، عَنْ زَائِدَةَ ،
عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبَ ، قَالَ : كَانَ
عَبْدُ اللهِ جَالِسًا وَأَصْحَابُهُ ، فَارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُهُمْ ، قَالَ :
فَجَاءَ حُذَيْفَةُ ، فَقَالَ : مَا هَذِهِ الأَصْوَاتُ يَا ابْنَ أُمِّ عَبْدٍ ،
قَالَ : يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ ، ذَكَرُوا الدَّجَّالَ وَتَخَوَّفْنَاهُ ،
فَقَالَ حُذَيْفَةُ : وَاللهِ مَا أُبَالِي أَهُوَ لَقِيت أَمْ هَذِهِ الْعَنْزُ
السَّوْدَاءَ ، قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ لِعَنْزٍ تَأْكُلُ النَّوَى فِي جَانِبِ
الْمَسْجِدِ ، قَالَ : فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللهِ : لِمَ ؟ لِلَّهِ أَبُوك ، قَالَ
حُذَيْفَةُ : لأَنَّا قَوْمٌ مُؤْمِنُونَ وَهُوَ امْرُؤٌ كَافِرٌ ، وَإِنَّ
اللَّهَ سَيُعْطِينَا عَلَيْهِ النَّصْرَ وَالظَّفَرَ ، وَايْمُ اللهِ ، لاَ
يَخْرُجُ حَتَّى يَكُونَ خُرُوجُهُ أَحَبَّ إِلَى الْمَرْءِ الْمُسْلِمِ مِنْ
بَرْدِ الشَّرَابِ عَلَى الظَّمَأِ ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ : لِمَ ؟ لِلَّهِ
أَبُوك ، فَقَالَ حُذَيْفَةُ : مِنْ شِدَّةِ الْبَلاَءِ وَجَنَادِعِ الشَّرِّ.
38664- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ
التَّيْمِيُّ ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، أَنَّ
رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَقِيَ ابْنَ صَيَّادٍ وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ ،
وَعُمَرُ ، أَوَ قَالَ : رَجُلاَنِ ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه
وسلم : أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللهِ ، فَقَالَ : ابْنُ صَيَّادٍ : أَتَشْهَدُ
أَنِّي رَسُولُ اللهِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم آمَنْت بِاللهِ
وَرَسُولِهِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : مَا تَرَى ، فَقَالَ :
ابْنُ صَيَّادٍ : أَرَى عَرْشًا عَلَى الْمَاءِ ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى
الله عليه وسلم : تَرَى عَرْشَ إبْلِيسَ عَلَى الْبَحْرِ ، قَالَ : مَا تَرَى ،
قَالَ : أَرَى صَادِقِينَ ، أَوْ كَاذِبِينَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله
عليه وسلم : لُبِسَ عَلَيْهِ لُبِسَ عَلَيْهِ فَدَعُوهُ.
38665- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، قَالَ : حدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ ،
عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ ، عَنْ أَسْمَاءَ ، قَالَتْ : أَتَيْتُ
عَائِشَةَ فَإِذَا النَّاسُ قِيَامٌ وَإِذَا هِيَ تُصَلِّي ، فَقُلْتُ : مَا
شَأْنُ النَّاسِ ؟ فَأَشَارَتْ بِيَدِهَا نَحْوَ السَّمَاءِ ، أَوْ قَالَتْ :
سُبْحَانَ اللهِ ، فَقُلْتُ : آيَةٌ ، فَأَشَارَتْ بِرَأْسِهَا أَنْ نَعَمْ ،
فَأَطَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقُمْت حَتَّى تَجَلاَّنِي الْغَشْي
، وَجَعَلْت أَصُبُّ عَلَى رَأْسِي الْمَاءَ ، قَالَتْ : فَحَمِدَ رَسُولُ اللهِ صلى
الله عليه وسلم اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ وَقَالَ : مَا
مِنْ شَيْءٍ لَمْ أَكُنْ رَأَيْتُهُ إِلاَّ قَدْ رَأَيْتُهُ فِي مَقَامِي هَذَا
حَتَّى الْجَنَّةَ وَالنَّارَ ، وَقَدْ أُوحِيَ إلَيَّ أَنَّكُمْ تُفْتَنُونَ فِي
الْقُبُورِ مِثْلَ ، أَوْ قَرِيبًا لاَ أَدْرِي أَيَّ ذَلِكَ ، قَالَتْ أَسْمَاءُ
: مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ.
38666- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي قَيْسٍ ،
عَنِ الْهَيْثَم بْنِ الأَسْوَدِ ، قَالَ : خَرَجْت وَافِدًا فِي زَمَانِ
مُعَاوِيَةَ فَإِذَا مَعَهُ عَلَى السَّرِيرِ رَجُلٌ أَحْمَرُ كَثِيرُ غُضُونِ
الْوَجْهِ ، فَقَالَ لِي مُعَاوِيَةُ : تَدْرِي مَنْ هَذَا ؟ هَذَا عَبْدُ اللهِ
بْنُ عَمْرٍو ، قَالَ : فَقَالَ لِي عَبْدُ اللهِ : مِمَّنْ أَنْتَ ؟ فَقُلْتُ :
مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ ، قَالَ : هَلْ تَعْرِفُ أَرْضًا قِبَلَكُمْ كَثِيرَةَ
السِّبَاخِ يُقَالُ لَهَا كُوثى ؟ قَالَ : قُلْتُ : نَعَمْ ، قَالَ : مِنْهَا
يَخْرُجُ الدَّجَّالُ ، قَالَ : ثُمَّ قَالَ : إِنَّ لِلأَشْرَارِ بَعْدَ
الأَخْيَارِ عِشْرِينَ وَمِئَةَ سَنَةٍ ، لاَ يَدْرِي أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ مَتَى
يَدْخُلُ أَوَّلُهَا.
38667- حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ وَاصِلٍ ،
عَنْ أَبِي وَائِلٍ ، عَنِ الْمَعْرُورِ بْنِ سُوَيْد ، قَالَ : قَالَ كَعْبٌ :
إِنَّ أَشَدَّ أَحْيَاءِ الْعَرَبِ عَلَى الدَّجَّالِ لَقَوْمُك ، يَعْنِي بَنِي
تَمِيمٍ.
38668- حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ ، قَالَ : حدَّثَنَا زُهَيْرٌ ، عَنِ
الأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي ثَعْلَبَةُ بْنُ عِبَادٍ
الْعَبْدِيُّ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ ، أَنَّهُ شَهِدَ يَوْمًا خُطْبَةً
لِسَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ ، فَذَكَرَ فِي خُطْبَتِهِ حَدِيثًا عَنْ رَسُولِ اللهِ
صلى الله عليه وسلم ، أَنَّهُ قَالَ : وَاللهِ لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى
يَخْرُجَ ثَلاَثُونَ كَذَّابًا آخِرُهُمَ الأَعْوَرُ الدَّجَّالُ مَمْسُوحُ
الْعَيْنِ الْيُسْرَى كَأَنَّهَا عَيْنُ أَبِي تِحْيَى ، أَوْ يَحْيَى لِشَيْخٍ
مِنَ الأَنْصَارِ ، وَإِنَّهُ مَتَى يَخْرُجُ فَإِنَّهُ يَزْعُمُ أَنَّهُ اللَّهُ
، فَمَنْ آمَنَ بِهِ وَصَدَّقَهُ وَاتَّبَعَهُ فَلَيْسَ يَنْفَعُهُ صَالِحٌ مِنْ
عَمَلٍ لَهُ سَلَفَ
وَمَنْ كَفَرَ بِهِ وَكَذَّبَهُ , فَلَيْسَ يُعَاقَبُ بِشَيْءٍ مِنْ عَمَلِهِ
سَلَفَ ، وَإِنَّهُ سَيَظْهَرُ عَلَى الأَرْضِ كُلِّهَا إِلاَّ الْحَرَمَ وَبَيْتَ
الْمَقْدِسِ , وَإِنَّهُ يَحْصُرُ الْمُؤْمِنِينَ فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ ، قَالَ
: فَيَهْزِمُهُ اللَّهُ وَجُنُودَهُ حَتَّى إِنَّ جِذْمَ الْحَائِطِ أو أَصْلَ
الشَّجَرَةِ يُنَادِي : يَا مُؤْمِنُ ، هَذَا كَافِرٌ يَسْتَتِرُ بِي ، تَعَالَ
اقْتُلْهُ ، قَالَ : وَلَنْ يَكُونَ ذَاكَ كَذَاك حَتَّى تَرَوْنَ أُمُورًا يتفاقم
شَأْنُهَا فِي أَنْفُسِكُمْ ، تَسَاءَلُونَ بَيْنَكُمْ : هَلْ كَانَ نَبِيُّكُمْ
ذَكَرَ لَكُمْ مِنْهَا ذِكْرًا ، وَحَتَّى تَزُولَ جِبَالٌ عَنْ مَرَاتِبِهَا ،
ثُمَّ عَلَى أَثَرِ ذَلِكَ الْقَبْضُ وَأَشَارَ بِيَدِهِ ، قَالَ : ثُمَّ شَهِدَتْ
لَهُ خُطْبَةٌ أُخْرَى ، قَالَ : فَذَكَرَ هَذَا الْحَدِيثَ مَا قَدَّمَ كَلِمَةً
وَلاَ أَخَّرَهَا.
38669- حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ
صَالِحٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي رَبِيعَةُ بْنُ يَزِيدَ الدِّمَشْقِيُّ ، عَنْ
عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرٍ الْيَحْصُبِيِّ ، أَنَّهُ سَمِعَ مُعَاوِيَةَ بْنَ
أَبِي سُفْيَانَ يَقُولُ : مَن الْتَبَسَتْ عَلَيْهِ الأُمُورُ فَلاَ يَتَّبِعَنْ
مُشَاقًا وَلاَ أَعْوَرَ الْعَيْنِ ، يَعْنِي الدَّجَّالَ.
38670- حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ
سَلَمَةَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ ، عَنِ الْحَسَنِ ، قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : الدَّجَّالُ يَخُوضُ الْبِحَارَ إِلَى
رُكْبَتَيْهِ ، وَيَتَنَاوَلُ السَّحَابَ ، وَيَسْبِقُ الشَّمْسَ إِلَى
مَغْرِبِهَا ، وَفِي جَبْهَتِهِ قَرْنٌ يَخْرُصُ مِنْهُ الْحَيَّاتُ ، وَقَدْ
صُوِّرَ فِي جَسَدِهِ السِّلاَحُ كُلُّهُ ، حَتَّى ذَكَرَ السَّيْفَ وَالرُّمْحَ
وَالدَّرَقَ ، قَالَ : قُلْتُ : وَمَا الدَّرَقُ ، قَالَ : التُّرْسُ.
38671- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ جَامِعِ بْنِ
شَدَّادٍ ، عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ هِلاَلٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ ، قَالَ : يَخْرُجُ
الدَّجَّالُ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا يَبْلُغُ مِنْهَا كُلَّ
مَنْهَلٍ الْيَوْمُ مِنْهَا كَالْجُمُعَةِ ، وَالْجُمُعَةُ كَالشَّهْرِ
وَالشَّهْرُ كَالسَّنَةِ ، ثُمَّ قَالَ : كَيْفَ أَنْتُمْ وَقَوْمٌ فِي ضِحٍ
وَأَنْتُمْ فِي رِيحٍ ، وَهُمْ شِبَاعٌ وَأَنْتُمْ جِيَاعٌ ، وَهُمْ رِوَاءٌ
وَأَنْتُمْ ظِمَاءٌ.
38672- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ طَلْحَةَ ، عَنْ
خَيْثَمَة ، قَالَ : كَانَ عَبْدُ اللهِ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ فِي الْمَسْجِدِ
فَأَتَى عَلَى هَذِهِ الآيَةِ {كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ} فَقَالَ عَبْدُ اللهِ
: أَنْتُمَ الزَّرْعُ وَقَدْ دَنَا حَصَادُكُمْ ، ثُمَّ ذَكَرُوا الدَّجَّالَ فِي
مَجْلِسِهِمْ ذَلِكَ ، فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ : لَوَدِدْنَا أَنَّهُ قَدْ
خَرَجَ حَتَّى نَرْمِيَهُ بِالْحِجَارَةِ ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ : أَنْتُمْ
تَقُولُونَ ، وَالَّذِي لاَ إلَهَ غَيْرُهُ ، لَوْ سَمِعْتُمْ بِهِ بِبَابِلَ
لأَتَاهُ أَحَدُكُمْ وَهُوَ يَشْكُو إلَيْهِ الْحَفَا مِنَ السُّرْعَةِ.
38673- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ ، قَالَ : حدَّثَنَا حَلاَّمُ بْنُ
صَالِحٍ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ شِهَابٍ الْعَبْسِيِّ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي
عَبْدُ اللهِ بْنُ مغنم وَذَكَرَ الدَّجَّالَ ، فَقَالَ : إِنَّ الدَّجَّالَ
لَيْسَ بِهِ خَفَاءٌ ، وَمَا يَكُونُ قَبْلَهُ مِنَ الْفِتْنَةِ أَخْوَفُ
عَلَيْكُمْ مِنَ الدَّجَّالِ ، إِنَّ الدَّجَّالَ لاَ خَفَاءَ فِيهِ ، إِنَّ الدَّجَّالَ
يَدْعُو إِلَى أَمْرٍ يَعْرِفُهُ النَّاسُ حَتَّى يَرَوْنَ ذَلِكَ مِنْهُ.
38674- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ جُمَيْعٍ ،
عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ ، عَنْ حُذَيْفَةَ ، قَالَ : لاَ يَخْرُجُ الدَّجَّالُ
حَتَّى يَكُونَ خُرُوجُهُ أَشْهَى إِلَى الْمُسْلِمِينَ مِنْ شُرْبِ الْمَاءِ
عَلَى الظَّمَأِ.
38675- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ ، عَنِ الْمُجَالِدِ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ
، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ ، قَالَتْ : صَلَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم
ذَاتَ يَوْمٍ الظُّهْرَ ، ثُمَّ صَعِدَ الْمِنْبَرَ ، فَاسْتَنْكَرَ النَّاسُ
ذَلِكَ فَبَيْنَ قَائِمٍ وَجَالِسٍ ، وَلَمْ يَكُنْ يَصْعَدُهُ قَبْلَ ذَلِكَ
إِلاَّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ ، فَأَشَارَ إلَيْهِمْ بِيَدِهِ أَن اجْلِسُوا ، ثُمَّ
قَالَ : وَاللهِ مَا قُمْت مَقَامِي هَذَا
لأَمْرٍ ينفعكم لِرَغْبَةٍ وَلاَ لِرَهْبَةٍ ، وَلَكِنَّ تَمِيمًا الدَّارِيَّ
أَتَانِي فَأَخْبَرَنِي حتى مَنعَنِي الْقَيْلُولَةَ مِنَ الْفَرَحِ وَقُرَّةِ
الْعَيْنِ ، أَلاَ إِنَّ بَنِي عَمٍّ لِتَمِيمٍ الدَّارِيِّ أَخَذَتْهُمْ عَاصِفٌ
فِي الْبَحْرِ , فَأَلْجَأَتْهُمَ الرِّيحُ إِلَى جَزِيرَةٍلاَ يَعْرِفُونَهَا ،
فَقَعَدُوا فِي قَوَارِبِ السَّفِينَةِ فَصَعِدُوا فَإِذَا هُمْ بِشَيْءٍ أَسْوَدَ
أَهْدَبَ كَثِيرِ الشَّعْرِ ، قَالُوا لَهَا : مَا أَنْتَ ، قَالَتْ : أَنَا
الْجَسَّاسَةُ ، قَالُوا : فَأَخْبِرِينَا ، قَالَتْ : مَا أَنَا بِمُخْبِرَتِكُمْ
وَلاَ سَائِلَتِكُمْ عَنْهُ ، وَلَكِنَّ هَذَا الدَّيْرَ قَدْ رَهَقْتُمُوهُ
فَأْتُوهُ ، فَإِنَّ فِيهِ رَجُلاً بِالأَشْوَاقِ إِلَى أَنْ يُخْبِرَكُمْ
وَتُخْبِرُوهُ .
2- فَأَتَوْهُ فَدَخَلُوا علَيْهِ ، فَإِذَا هُمْ بِشَيْخٍ مُوَثَّقٍ فِي الْحَدِيدِ
شَدِيدِ الْوَثَاقِ كَثِيرِ الشَّعْرِ ، فَقَالَ لَهُمْ : مِنْ أَيْنَ نَبَأْتُم ،
قَالُوا : مِنَ الشَّامِ ، قَالَ : مَا فَعَلَتِ الْعَرَبُ ؟ قَالُوا : نَحْنُ
قَوْمٌ مِنَ الْعَرَبِ ، قَالَ : مَا فَعَلَ هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي خَرَجَ
فِيكُمْ ، قَالُوا : خَيْرًا ؛ نَاوَأَهُ قَوْمٌ فَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ
فَأَمْرُهُمَ الْيَوْمَ جَمِيعٌ ، وَإِلَهُهُمْ الْيَوْمَ وَاحِدٌ وَدِينُهُمْ
وَاحِدٌ ، قَالَ : ذَلِكَ خَيْرٌ لَهُمْ ، قَالَ : مَا فَعَلَتْ عَيْنُ زُغَرَ ؟
قَالُوا : يَسْقُونَ مِنْهَا زُرُوعَهُمْ وَيَشْرَبُونَ مِنْهَا ِبشَفَتِهِمْ ،
قَالَ : مَا فَعَلَ نَخْلٌ بَيْنَ عَمَّانَ وَبَيْسَانَ ، قَالُوا : يُطْعِمُ
جَنَاهُ كُلِّ عَامٍ ، قَالَ : مَا فَعَلَتْ
بُحَيْرَةُ طَبَرِيَّةَ ؟ قَالُوا : تَدَفَّقُ جَانِبَاهَا مِنْ كَثْرَةِ الْمَاءِ
، قَالَ : فَزَفَرَ ثَلاَثَ زَفَرَاتٍ ، ثُمَّ قَالَ : إنِّي لَوْ قَدَ انْفَلَتُّ
مِنْ وَثَاقِي هَذَا لَمْ أَتْرُكْ أَرْضًا إِلاَّ وَطِئْتهَا بِقَدَمِي هَاتَيْنِ
إِلاَّ طِيبَةً ، لَيْسَ لِي عَلَيْهَا سُلْطَانٌ ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله
عليه وسلم : إِلَى هَذَا انْتَهَى فَرَحِي ، هَذِهِ طِيبَةٌ ، وَالَّذِي نَفْسُ
مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ ، مَا مِنْهَا طَرِيقٌ ضَيِّقٌ وَلاَ وَاسِعٌ إِلاَّ عَلَيْهِ
مَلَكٌ شَاهِرٌ بِالسَّيْفِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.
38676- وَحَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ إسْمَاعِيلَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ،
قَالَ : حَدَّثَنَا قَابُوسُ بْنُ أَبِي ظَبْيَانَ ، أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ ،
قَالَ : ذَكَرْنَا الدَّجَّالَ فَسَأَلْنَا عَلِيًّا مَتَى خُرُوجُهُ ، قَالَ :
لاَ يَخْفَى عَلَى مُؤْمِنٍ ، عَيْنُهُ الْيُمْنَى مَطْمُوسَةٌ ، بَيْنَ
عَيْنَيْهِ كَافِرٌ يَتَهَجَّاهَا لَنَا عَلِيٌّ ، قَالَ : فَقُلْنَا : وَمَتَى
يَكُونُ ذَلِكَ ، قَالَ : حِينَ يَفْخَرُ الْجَارُ عَلَى جَارِهِ ، وَيَأْكُلُ
الشَّدِيدُ الضَّعِيفَ وَتُقْطَعُ الأَرْحَامُ ، وَيَخْتَلِفُونَ اخْتِلاَفَ
أَصَابِعِي هَؤُلاَءِ وَشَبَّكَهَا وَرَفَعَهَا هَكَذَا ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ
مِنَ الْقَوْمِ : كَيْفَ تَأْمُرُنَا عِنْدَ ذَلِكَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ،
قَالَ : لاَ أَبَا لَكَ ، إنَّك لَنْ تُدْرِكَ ذَلِكَ ، قَالَ : فَطَابَتْ
أَنْفُسُنَا.
38677- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو مَالِكٍ
الأَشْجَعِيُّ ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : يُسَلَّطُ
الدَّجَّالُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَيَقْتُلُهُ ، ثُمَّ يُحْيِيهِ ،
ثُمَّ يَقُولُ : أَلَسْت بِرَبِّكُمْ أَلاَ تَرَوْنَ أَنِّي أُحْيِي وَأُمِيت ،
وَالرَّجُلُ يُنَادِي : يَا أَهْلَ
الإِسْلاَم ، بَلْ عَدُوُّ اللهِ الْكَافِرُ الْخَبِيثُ ، إِنَّهُ وَاللهِ لاَ
يُسَلَّطُ عَلَى أَحَدٍ بَعْدِي ، قَالُوا : وَكُنَّا نَمُرُّ مَعَ أَبِي
هُرَيْرَةَ عَلَى مُعَلِّمِ الْكِتَابِ فَيَقُولُ : يَا مُعَلِّمَ الْكِتَابِ ،
اجْمَعْ لِي غِلْمَانَك فَيَجْمَعُهُمْ فَيَقُولُ : قُلْ لَهُمْ : فَلْيُنْصِتُوا
، أَيْ بَنِي أَخِي افْهَمُوا مَا أَقُولُ لَكُمْ ، أَمَا يُدْرِكْنَّ أَحَدٌ
مِنْكُمْ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ فَإِنَّهُ شَابٌّ وَضِيءٌ أَحْمَرُ فَلْيَقْرَأْ
عَلَيْهِ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ السَّلاَمَ ، فَلاَ يَمُرُّ عَلَى مُعَلِّمِ
كِتَابٍ إِلاَّ قَالَ لِغِلْمَانِهِ مِثْلَ ذَلِكَ.
38678- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ ، قَالَ : حدَّثَنَا إسْمَاعِيلُ
بْنُ أَبِي خَالِدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : لاَ تَقُومُ
السَّاعَةُ حَتَّى تُفْتَحَ مَدِينَةُ هِرَقْلِ قَيْصَرَ ، وَيُؤَذِّنُ فِيهَا
الْمُؤَذِّنُونَ ، وَيُقْسَمُ فِيهَا الْمَالُ بِالتِرَسَةِ فَيُقْبِلُونَ
بِأَكْثَرَ أَمْوَالٍ رَآهَا النَّاسُ ، فَيَأْتِيهِمَ الصَّرِيخُ ، إِنَّ
الدَّجَّالَ قَدْ خَلَفَكُمْ فِي أَهْلِيكُمْ ، فَيُلْقُونَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ
وَيُقْبِلُونَ يُقَاتِلُونَهُ.
38679- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا الْجُرَيْرِيُّ ،
عَنْ أَبِي الْعَلاَءِ بْنِ الشِّخِّيرِ ، أَنَّ نُوحًا وَمَنْ مَعَهُ مِنَ
الأَنْبِيَاءِ كَانُوا يَتَعَوَّذُونَ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ.
38680- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا الْعَوَّامُ بْنُ
حَوْشَبٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي جَبَلَةُ بْنُ سُحَيْمٍ ،
عَنْ مُؤْثِرِ بْنِ عَفَازَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، قَالَ :
لَمَّا كَانَ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَقِيَ
إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى فَتَذَاكَرُوا السَّاعَةَ ، فَبَدَؤُوا
بِإِبْرَاهِيمَ فَسَأَلُوهُ عَنْهَا ، فَلَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنْهَا ،
فَسَأَلُوا مُوسَى فَلَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ مِنْهَا عِلْمٌ ، فَرَدُّوا الْحَدِيثَ إِلَى
عِيسَى ، فَقَالَ : عَهِدَ اللَّهُ إلَيَّ فِيمَا دُونَ وَجْبَتِهَا ، فَأَمَّا
وَجْبَتُهَا فَلاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ اللَّهُ فَذَكَرَ مِنْ خُرُوجِ الدَّجَّالِ
فَأَهْبِطُ فَأَقْتُلُهُ ، فَيَرْجِعُ النَّاسُ إِلَى بِلاَدِهِمْ
فَيَسْتَقْبِلُهُمْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ ،
لاَ يَمُرُّونَ بِمَاءٍ إِلاَّ شَرِبُوهُ وَلاَ شَيْءٍ إِلاَّ أَفْسَدُوهُ ،
فَيَجِرونَ إلَيَّ فَأَدْعُو اللَّهَ فَيُمِيتهُمْ ، فَتجْوَى الأَرْضُ مِنْ
رِيحِهِمْ ، فَيَجِرونَ إِلَيَّ ، فَأَدْعُو اللَّهَ ، فَيُرْسِلُ السَّمَاءَ
بِالْمَاءِ فَتَحْمِلُ أَجْسَادَهُمْ فَتَقْذِفُهَا فِي الْبَحْرِ ، ثُمَّ
تُنْسَفُ الْجِبَالُ وَتُمَدُّ الأَرْضُ مَدَّ الأَدِيمِ ، ثُمَّ يُعْهَدُ إلَيَّ
إِذَا كَانَ ذَلِكَ ، أَنَّ السَّاعَةَ مِنَ النَّاسِ كَالْحَامِلِ الْمُتِمّ ،
لاَ يَدْرِي أَهْلُهَا مَتَى تَفْجَؤُهُمْ بِوِلاَدَتِهَا ، قَالَ الْعَوَّامُ :
فَوَجَدْت تَصْدِيقَ ذَلِكَ فِي كِتَابِ اللهِ {حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ
وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ
الْحَقُّ}.
38681- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ ، قَالَ : حدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي
عَرُوبَةَ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ آدَمَ ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ :
الأَنْبِيَاءُ إخْوَةٌ لِعَلاَّتٍ أُمَّهَاتُهُمْ شَتَّى وَدِينُهُمْ وَاحِد ،
وَأَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ بَيْنِي
وَبَيْنَهُ نَبِي ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَاعْرِفُوهُ ، فَإِنَّهُ رَجُلٌ
مَرْبُوعُ الْخَلْقِ إِلَى الْحُمْرَةِ وَالْبَيَاضِ سَبْطُ الرَّأْسِ ، كَأَنَّ
رَأْسَهُ يَقْطُرُ وَإِنْ لَمْ يُصِبْهُ بَلَلٌ بَيْنَ مُمَصَّرَتَيْنِ ،
فَيَدُقُّ الصَّلِيبَ وَيَقْتُلُ الْخِنْزِيرَ وَيَضَعُ الْجِزْيَةَ ، وَيُقَاتِلُ
النَّاسَ عَلَى الإِسْلاَم حَتَّى يُهْلِكَ اللَّهُ فِي زَمَانِهِ الْمِلَلَ
كُلَّهَا غَيْرَ الإِسْلاَم ، وَيُهْلِكَ اللَّهُ فِي زَمَانِهِ مَسِيحَ
الضَّلاَلَةِ الْكَذَّابَ الدَّجَّالَ ، وَتَقَعُ الأَمَنَةُ فِي زَمَانِهِ فِي
الأَرْضِ حَتَّى تَرْتَعَ الأُسُودُ مَعَ الإِبِلِ ، وَالنُّمُورُ مَعَ الْبَقَرِ
، وَالذِّئَابُ مَعَ الْغَنَمِ ، وَيَلْعَبَ الصِّبْيَانُ ، أَوِ الْغِلْمَانُ
شَكَّ بِالْحَيَّاتِ ، لاَ يَضُرُّ بَعْضُهُمْ بَعْضًا ، فَيَلْبَثُ فِي الأَرْضِ
مَا شَاءَ اللَّهُ ، ثُمَّ يُتَوَفَّى فَيُصَلِّي عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ.
38682- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ سفيان ، عَنْ وَاصِلٍ ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ ،
قَالَ : أَكْثَرُ أَتْبَاعِ الدَّجَّالِ الْيَهُودُ وَأَوْلاَدُ الْمُومِسَاتِ.
38683- حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ عَبْدِ
الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ ، قَالَتْ :
وَلَدَتْهُ أُمُّهُ مَسْرُورًا مَخْتُونًا تَعْنِي ابْنَ صَيَّادٍ.
38684- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إدْرِيسَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ،
عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : لَقِيت ابْنَ صَيَّادٍ فِي طَرِيقٍ مِنْ طُرُقِ
الْمَدِينَةِ فَانْتَفَخَ حَتَّى مَلأَ الطريق ، فَقُلْتُ : اخْسَأْ ، فَإِنَّكَ
لَنْ تَعْدُوَ قَدْرَك ، فَانْضَمَّ بَعْضُهُ إِلَى بَعْضٍ وَمَرَرْت.
38685- حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى ، قَالَ : أَخْبَرَنَا شَيْبَانُ ،
عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ شَقِيقٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ ، قَالَ : كُنَّا نَمْشِي
مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَمَرَرْنَا عَلَى صِبْيَانٍ يَلْعَبُونَ ،
فَتَفَرَّقُوا حِينَ رَأَوُا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَجَلَسَ ابْنُ
صَيَّادٍ ، فَكَأَنَّهُ غَاظَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ، فَقَالَ لَهُ : مَا
لَكَ تَرِبَتْ يَدَاك ، أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللهِ ؟ فَقَالَ : أَتَشْهَدُ
أَنْتَ أَنِّي رَسُولُ اللهِ ، فَقَالَ : عُمَرُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، دَعَنْي
فَلأَقْتُلْ هَذَا الْخَبِيثَ ، قَالَ : دَعْهُ فَإِنْ يَكُنِ الَّذِي تَخَوَّف
فَلَنْ تَسْتَطِيعَ قَتْلَهُ.
38686- حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى ، قَالَ : أَخْبَرَنَا شَيْبَانُ ،
عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ
اللهِ ، قَالَ : فَقَدْنَا ابْنَ صَيَّادٍ يَوْمَ الْحَرَّةِ.
38687- حَدَّثَنَا عَفَّانُ ، قَالَ : حدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ
عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ ، أَنَّ رَسُولَ
اللهِ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ لاِبْنِ صَيَّادٍ : مَا تَرَى ، قَالَ : أَرَى
عَرْشًا عَلَى الْبَحْرِ وَحَوْلَهُ الْحَيَّاتُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله
عليه وسلم : ذَلِكَ عَرْشُ إبْلِيسَ.
38688- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا مُبَارَكٌ ، عَنِ
الْحَسَنِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : إِنَّ بَيْنَ يَدَي
السَّاعَةِ كَذَّابِينَ مِنْهُمْ صَاحِبُ الْيَمَامَةِ وَمِنْهُمَ الأَسْوَدُ
الْعَنْسِيُّ وَمِنْهُمْ صَاحِبُ حِمْيَرَ وَمِنْهُمَ الدَّجَّالُ وَهُوَ
أَعْظَمُهُمْ فِتْنَةً.
38689- حَدَّثَنَا شَبَابَةُ ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ،
عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ
بْنِ جَارِيَةَ ، عَنْ مُجَمِّعِ بْنِ جَارِيَةَ ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه
وسلم ، قَالَ : الدَّجَّالُ يَقْتُلُهُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَى بَابِ لُدٍّ.
38690- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ وَمُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ ، عَنْ مِسْعَرٍ ، عَنْ عَبْدِ
الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ ، عَنْ حَوْطٍ الْعَبْدِيِّ ، قَالَ : قَالَ عَبْدُ
اللهِ : إِنَّ أُذُنَ حِمَارِ الدَّجَّالِ لَتُظِلُّ سَبْعِينَ أَلْفًا.
38691- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ فِطْرٍ ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ ، عَنْ رَجُلٍ
مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : يَخْرُجُ الدَّجَّالُ عَلَى
حِمَارٍ ، رِجْسٌ عَلَى رِجْسٍ.
38692- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ وَهْبِ
بْنِ كَيْسَانَ ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى
الله عليه وسلم : لَيَصْحَبَنَّ الدَّجَّالَ قَوْمٌ يَقُولُونَ : إنَّا لَنَصْحَبُهُ
، وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّهُ كَذَّابٌ ، وَلَكِنَّا إنَّمَا نَصْحَبُهُ
لِنَأْكُلَ مِنَ الطَّعَامِ وَنَرْعَى مِنَ الشَّجَرِ ، وَإِذَا نَزَلَ غَضَبُ
اللهِ نَزَلَ عَلَيْهِمْ كُلِّهِمْ.
38693- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ أَبِي الْمِقْدَامِ ، عَنْ
زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ ، قَالَ : يَخْرُجُ الدَّجَّالُ مِنْ
كُوثَى.
38694- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي صَادِقٍ
، قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللهِ : إنِّي لأَعْلَمُ أَوَّلَ أَهْلِ أَبْيَاتٍ
يَقْرَعُهُمَ الدَّجَّالُ أَنْتُمْ أَهْلُ الْكُوفَةِ.
38695- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ سَلَمَةَ ، عَنْ خَيْثَمَة ،
قَالَ : قالَوا : لَوْ خَرَجَ الدَّجَّالُ لَفَعَلْنَا ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ :
لَوْ أَصْبَحَ بِبَابِلَ لَشَكَوْتُم الْحَفَاء مِنَ السُّرْعَةِ.
38696- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ ، عَنْ زَكَرِيَّا ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ،
عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلاَمٍ ، قَالَ : مَا
مَاتَ رَجُلٌ مِنْ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ إِلاَّ تَرَكَ أَلْفَ ذُرِّي لِصُلْبِهِ.
38697- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ فُرَاتٍ الْقَزَّازِ ، عَنْ
أَبِي الطُّفَيْلِ ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ أَسِيدٍ الْغِفَارِيِّ ، قَالَ :
اطَّلَعَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ غُرْفَةٍ لَهُ وَنَحْنُ
نَتَذَاكَرُ السَّاعَةَ ، فَقَالَ : لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَكُونَ عَشْرُ
آيَاتٍ : الدَّجَّالُ وَالدُّخَانُ وَطُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا
وَدَابَّةُ الأَرْضِ وَيَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَثَلاَثَةُ خُسُوفٍ خَسْفٌ
بِالْمَشْرِقِ وَخَسْفٌ بِالْمَغْرِبِ وَخَسْفٌ فِي جَزِيرَةِ الْعَرَبِ ، وَنَارٌ
تَخْرُجُ مِنْ قَعْرِ عَدَنَ أَبْيَنُ تَسُوقُ النَّاسَ إِلَى الْمَحْشَرِ
تَنْزِلُ مَعَهُمْ إِذَا نَزَلُوا , وَتَقِيلُ مَعَهُمْ إِذَا قَالُوا.
38698- حَدَّثَنَا عَفَّانُ ، قَالَ : حدَّثَنَا أَبَانُ الْعَطَّارُ ، عَنْ
قَتَادَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي عُتْبَةَ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ
الْخُدْرِيِّ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ : لَيُحَجَّنَّ
الْبَيْتُ وَلَيُعْتَمَرَنَّ بَعْدَ خُرُوجِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ.
38699- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ
أَبِي يَزِيدَ ، قَالَ : رَأَى ابْنُ عَبَّاسٍ غِلْمَانًا يَنْزُو بَعْضُهُمْ
عَلَى بَعْضٍ ، قَالَ : هَكَذَا يَخْرُجُ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ.
38700- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ ، عَنْ
أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ سَابِطٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
إِنَّ فِي أُمَّتِي خَسْفًا وَمَسْخًا وَقَذْفًا ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ ،
وَهُمْ يَشْهَدُونَ أَنْ لاَ إلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ؟ فَقَالَ : نَعَمْ ، إِذَا
ظَهَرَتِ الْمَعَازِفُ وَالْخُمُورُ وَلُبِسَ الْحَرِيرُ.
38701- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ سِمَاكٍ ، عَنْ رَجُلٍ يُقَالُ
لَهُ نُبَيٌّ ، قَالَ : جَاءَ قِسّ إِلَى عَلِيٍّ فَسَجَدَ لَهُ فَنَهَاهُ وَقَالَ
: اسْجُدْ لِلَّهِ ، قَالَ : فَقَالَ : سَلُوهُ مَتَى السَّاعَةُ ، فَقَالَ :
لَقَدْ سَأَلْتُمُونِي عَنْ أَمْرٍ مَا يَعْلَمُهُ جَبْرَئِيلُ وَلاَ مِيكَائِيلُ
، وَلَكِنْ إِنْ شِئْتُمْ أَنْبَأْتُكُمْ بِأَشْيَاءَ إِذَا كَانَتْ لَمْ يَكُنَ
للسَّاعَةِ كَبِيرَ لَبْثٍ ، إِذَا كَانَتِ الأَلْسُنُ لَيِّنَةً وَالْقُلُوبُ
نَيَازِكَ ، وَرَغِبَ النَّاسُ فِي الدُّنْيَا وَظَهَرَ الْبِنَاءُ عَلَى وَجْهِ
الأَرْضِ ، وَاخْتَلَفَ الأَخَوَانِ فَصَارَ هَوَاهُمَا شَتَّى وَبِيعَ حُكْمُ
اللهِ بَيْعًا.
38702- حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ عِمْرَانَ
بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ ،
قَالَ : إِنَّ مِنَ اقْتِرَابِ السَّاعَةِ أَنْ يَظْهَرَ الْبِنَاءُ عَلَى وَجْهِ
الأَرْضِ ، وَأَنْ تُقْطَعَ الأَرْحَامُ ، وَأَنْ يُؤْذِيَ الْجَارُ جَارَهُ.
38703- حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ ، عَنِ الْعَلاَءِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ
أَبِي وَائِلٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ ، قَالَ : إِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ
أَنْ يَظْهَرَ الْفُحْشُ وَالتَّفَحُّشُ , وَسُوءُ الْخُلُقِ , وَسُوءُ
الْجِوَارِ.
38704- حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ حُبَابٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ
صَالِحٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ قَيْسٍ الْكِنْدِيُّ ، قَالَ :
سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، قَالَ : مِنْ أَشْرَاطِ
السَّاعَةِ أَنْ يَظْهَرَ الْقَوْلُ , وَيَخْزُنَ وَيَرْتَفِعَ الأَشْرَارُ ,
وَيُوضَعَ الأَخْيَارُ , وَتُقْرَأُ الْمَثَانِي عَلَيْهِمْ ، فَلاَ يَعِيبُهَا
أَحَدٌ مِنْهُمْ ، قَالَ : قُلْتُ : مَا الْمَثَانِي ، قَالَ : كُلُّ كِتَابٍ
سِوَى كِتَابِ اللهِ.
38705- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ
رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ ، قَالَ : لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى لاَ تَحْمِلَ
النَّخْلَةُ فيه إِلاَّ تَمْرَةً.
38706- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ إسْمَاعِيلَ ، عَنْ قَيْسٍ ، قَالَ : لاَ
تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَوَّمَ رَأْسُ الْبَقَرَةِ بِالأُوقِيَّةِ.
38707- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الْحَارِثِ ،
عَنْ أَبِي الْوَدَّاكِ ، قَالَ : مِنَ اقْتِرَابِ السَّاعَةِ انْتِفَاخُ
الأَهِلَّةُ.
38708- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ شَرِيكٍ ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ ذُرَيْحٍ ،
عَنِ الشَّعْبِيِّ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: مِنَ
اقْتِرَابِ السَّاعَةِ أَنْ يُرَى الْهِلاَلُ قَبَلاً فَيُقَالُ : ابْنُ
لَيْلَتَيْنِ.
38709- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ هِشَامٍ الدَّسْتَوَائِيِّ ، عَنْ قَتَادَةَ ،
عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ : أَلاَ أُحَدِّثُكُمْ حَدِيثًا لاَ يُحَدِّثُكُمْ بِهِ
أَحَدٌ بَعْدِي ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : لاَ تَقُومُ
السَّاعَةُ حَتَّى يَكُونَ فِي الْخَمْسِينَ امْرَأَةً الرَّجُلُ الْوَاحِدُ.
38710- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ الْفَضْلِ ، عَنْ أَبِي
نَضْرَةَ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم
: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُكَلِّمَ
السِّبَاعُ الإِنْسَ ، وَحَتَّى تُكَلِّمَ الرَّجُلَ عَذَبَةُ سَوْطِهِ وَشِرَاكُ
نَعْلِهِ وَتُخْبِرَهُ فَخِذُهُ بِمَا حَدَثَ فِي أَهْلِهِ بَعْدَهُ.
38711- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ إسْمَاعِيلَ ، عَنْ قَيْسٍ ، قَالَ : أُخْبِرْت
أَنَّ السَّاعَةَ لاَ تَقُومُ حَتَّى تَقُولَ الْحَجَرُ وَالشَّجَرُ : يَا
مُؤْمِنُ ، هَذَا يَهُودِي ، هَذَا نَصْرَانِي ، فَاقْتُلْهُ.
38712- حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ ، عَنْ أَبِي حَيَّانَ ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ
بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَجُلاً قَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ
، مَتَى السَّاعَةُ ؟ قَالَ : مَا الْمَسْؤُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ
السَّائِلِ ، وَلَكِنْ سَأُحَدِّثُك عَنْ أَشْرَاطِهَا : إِذَا وَلَدَتِ الأَمَةُ
رَبَّتَهَا فَذَاكَ مِنْ أَشْرَاطِهَا , وَإِذَا كَانَتِ الْحُفَاةُ الْعُرَاةُ
رُؤُوسَ النَّاسِ , فَذَاكَ مِنْ أَشْرَاطِهَا ، وَإِذَا تَطَاوَلَ رِعَاءُ
الْغَنَمِ فِي الْبُنْيَانِ , فَذَاكَ مِنْ أَشْرَاطِهَا ، فِي خَمْسٍ لاَ
يَعْلَمُهُنَّ إِلاَّ اللَّهُ : {إنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ
الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ
غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ
خَبِيرٌ} .
38713- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ كَهْمَسِ بْنِ الْحَسَنِ ، عَنِ ابْنِ
بُرَيْدَةَ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَُرَ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، عَنْ عُمَرَ ،
قَالَ : كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَجَاءَهُ رَجُلٌ
شَدِيدُ بَيَاضِ الثِّيَابِ شَدِيدُ سَوَادِ الشَّعْرِ لاَ يُرَى عَلَيْهِ أَثَرُ
السَّفَرِ ، وَلاَ يَعْرِفُهُ مِنَّا أَحَدٌ فَدَنَا مِنْهُ حَتَّى أَدْنَى
رُكْبَتَيْهِ مِنْ رُكْبَتَيْهِ ، وَوَضَعَ كَفَّيْهِ عَلَى فَخِذَيْهِ ، فَقَالَ
: يَا مُحَمَّدُ مَتَى السَّاعَةُ ؟ فَقَالَ : مَا الْمَسْؤُولُ عَنْهَا
بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ ، وَلَكِنَّ مِنْ أَمَارَاتِهَا أَنْ تَلِدَ الأَمَةُ
رَبَّتَهَا ، وَأَنْ تَرَى الْحُفَاةَ الْعُرَاةَ أَصْحَابَ الشَّاءِ قَدْ
تَطَاوَلُوا فِي الْبُنْيَانِ.
38714- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، عَنْ هِشَامٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ
عَائِشَةَ ، قَالَتْ : كَانَ الأَعْرَابُ إِذَا قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى
الله عليه وسلم سَأَلُوهُ مَتَى السَّاعَةُ ، فَنَظَرَ إِلَى أَحْدَثِ إنْسَانٍ
مِنْهُمْ ، فَقَالَ : إِنْ يَعِشْ هَذَا فَلَمْ يُدْرِكْهُ الْهَرَمُ قَامَتْ
عَلَيْكُمْ سَاعَتُكُمْ.
38715- حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ ، عَنْ دَاوُدَ ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ
، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ ، قَالَ : لَمَّا رَجَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم
مِنْ تَبُوكَ سَأَلُوهُ عَنِ السَّاعَةِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه
وسلم : لاَ تَأْتِي مِئَةُ سَنَةٍ وَعَلَى الأَرْضِ نَفْسٌ مَنْفُوسَةٌ الْيَوْمَ.
38716- حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ :
سَأَلَ رَجُلٌ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم : عن السَّاعَةُ ؟ فَقَالَ : مَا
أَعْدَدْت لَهَا ؟ فَذَكَرَ شَيْئًا إِلاَّ أَنِّي أُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ،
فَقَالَ : الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ.
38717- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ شِمْرٍ ، عَنْ أَبِي يَحْيَى
، عَنْ كَعْبٍ ، قَالَ : لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَكُونَ الرَّجُلُ
الْوَاحِدُ قَيِّمَ خَمْسِينَ امْرَأَةً.
38718- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ
التَّيْمِيُّ ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ ، عَنْ جَابِرٍ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى
الله عليه وسلم ، قَالَ : مَا مِنْكُمْ مِنْ نَفْسٍ مَنْفُوسَةٍ تَأْتِي عَلَيْهَا
مِئَةُ سَنَةٍ وَهِيَ حَيَّةٌ يَوْمَئِذٍ.
38719- حَدَّثَنَا يَزِيدُ ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ ، عَنْ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ صَاحِبِ السِّقَايَةِ ، عَنْ جَابِرٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه
وسلم مِثْلُهُ ، وَفَسَّرَ جَابِرٌ : نُقْصَانٌ مِنَ الْعُمُرِ.
38720- حَدَّثَنَا جَرِيرٌ ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ ، عَنْ
عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ اللَّيْثِيِّ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه
وسلم: لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَخْرُجَ ثَلاَثُونَ كَذَّابًا كُلُّهُمْ
يَزْعُمُ ، أَنَّهُ نَبِيٌّ قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ.
38721- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ ، عَنْ سِمَاكٍ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ
، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : إِنَّ بَيْنَ
يَدَيَ السَّاعَةِ كَذَّابِينَ ، فَقُلْتُ : أَنْتَ سَمِعْته مِنْ رَسُولِ اللهِ
صلى الله عليه وسلم ؟ قَالَ : نَعَمْ.
38722- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
عَمْرٍو ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ
اللهِ صلى الله عليه وسلم : لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَخْرُجَ ثَلاَثُونَ
كَذَّابًا دَجَّالاً كُلُّهُمْ يَكْذِبُ عَلَى اللهِ وَعَلَى رَسُولِهِ.
38723- حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ ، قَالَ : حدَّثَنَا بَدْرُ بْنُ
عُثْمَانَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا الشَّعْبِيُّ ، عَنْ رَجُلٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ
بْنِ مَسْعُودٍ ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، أَنَّهُ قَالَ يَوْمًا
: يَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ أَرْبَعُ فِتَنٍ يَكُونُ فِي آخِرِهَا الْفَنَاءُ.
38724- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ جَابِرٍ ، عَنْ عَامِرٍ ،
قَالَ : سُئِلَ حُذَيْفَةُ : أَيُّ الْفِتْنَةِ أَشَدُّ ؟ قَالَ : أَنْ يُعْرَضَ
عَلَيْك الْخَيْرُ وَالشَّرُّ لاَ تَدْرِي أَيَّهُمَا تَتْبَعُ.
38725- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ رَجُلٍ ، عَنِ الضَّحَّاكِ ،
عَنْ حُذَيْفَةَ ، قَالَ : إِنَّ أَخْوَف مَا أَتَخَوَّفُ عَلَيْكُمْ أَنْ
تُؤْثِرُوا مَا تَرَوْنَ عَلَى مَا تَعْلَمُونَ ، وَأَنْ تَضِلُّوا وَأَنْتُمْ لاَ
تَشْعُرُونَ.
38726- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَعْدٍ ،
قَالَ : قَالَ عُمَرُ : أَخْوَفُ مَا أَتَخَوَّفُ عَلَى هَذِهِ الأُمَّةِ قَوْمٌ
يَتَأَوَّلُونَ الْقُرْآنَ عَلَى غَيْرِ تَأْوِيلِهِ.
38727- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ
عُبَيْدِ اللهِ بْنِ كَرِيزٍ ، قَالَ : قَالَ عُمَرُ : إِنَّ أَخْوَف مَا
أَتَخَوَّفُ عَلَيْكُمْ شُحٌّ مُطَاعٌ ، وَهَوًى مُتَّبَعٌ ، وَإِعْجَابُ
الْمَرْءِ بِرَأْيِهِ ، وَهِيَ أَشَدُّهُنَّ.
38728- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، قَالَ : حدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنِ
الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَنْطَبٍ ، قَالَ : قَالَ : مَا أَتَخَوَّفُ
عَلَيْكُمْ أَحَدُ رَجُلَيْنِ : مُؤْمِنٌ قَدِ اسْتَبَانَ إيمَانُهُ ، وَكَافِرٌ
قَدْ تَبَيَّنَ كُفْرُهُ ، وَلَكِنْ أتَخَوَّفُ عَلَيْكُمْ مُتَعَوِّذًا
بِالإِيمَانِ يَعْمَلُ بِغَيْرِهِ.
38729- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ وَاقِعِ بْنِ
سَحْبَانَ ، عَنْ طَرِيفِ بْنِ يَزِيدَ ، أَوْ يَزِيدَ بْنِ طَرِيفٍ ، عَنْ أَبِي
مُوسَى ، قَالَ : إِنَّ بَيْنَ يَدَيَ السَّاعَةِ أَيَّامًا يَنْزِلُ فِيهَا
الْجَهْلُ وَيُرْفَعُ فِيهَا الْعِلْمُ حَتَّى يَقُومَ الرَّجُلُ إِلَى أُمِّهِ
فَيَضْرِبُهَا بِالسَّيْفِ مِنَ الْجَهْلِ.
38730- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ ، عَنْ
عَطِيَّةَ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ فِي قَوْلِهِ {وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ
أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ} قَالَ : حِينَ لاَ
يَأْمُرُونَ بِمَعْرُوفٍ وَلاَ يَنْهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ.
38731- حَدَّثَنَا شَرِيكٌ ، عَنْ شَبِيبِ بْنِ غَرْقَدَةَ ، عَنِ الْمُسْتَظِلِّ
بْنِ حُصَيْنٍ ، قَالَ : قَالَ عَلِيٌّ : يَا أَهْلَ الْكُوفَةِ لَتَأْمُرُنَّ
بِالْمَعْرُوفِ وَلَتَنْهَوُنَّ عَنِ الْمُنْكَرِ وَلَتَجِدُنَّ فِي أَمْرِ اللهِ
أَو لِيَسُومَنَّكُمْ أَقْوَامًا يُعَذِّبُونَكُمْ وَيُعَذِّبُهُمَ اللَّهُ.
38732- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ حَبِيبٍ ، عَنْ أَبِي
الطُّفَيْلِ ، قَالَ قِيلَ لِحُذَيْفَةَ : مَا مَيِّتُ الأَحْيَاءِ ، قَالَ : مَنْ
لَمْ يَعْرِفَ الْمَعْرُوفَ بِقَلْبِهِ وَيُنْكِرَ الْمُنْكَرَ بِقَلْبِهِ.
38733- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ قَيْسِ بْنِ
رَاشِدٍ ، عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ ، عَنْ عَلِيٍّ ، قَالَ : إِنَّ أَوَّلَ مَا
تُغْلَبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْجِهَادِ الْجِهَادُ بِأَيْدِيكُمْ ، ثُمَّ
الْجِهَادُ بِأَلْسِنَتِكُمْ ، ثُمَّ الْجِهَادُ بِقُلُوبِكُمْ ، فَأَيُّ قَلْبٍ
لَمْ يَعْرِفَ الْمَعْرُوفَ وَلاَ يُنْكِرُ الْمُنْكَرَ نُكِّسَ فَجُعِلَ
أَعْلاَهُ أَسْفَلَهُ.
38734- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ زُبَيْدٍ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ
، عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ ، عَنْ عَلِيٍّ ، قَالَ : فَيُنَكَّسُ كَمَا يُنَكَّسُ
الْجِرَابُ فَيَنْثُرُ مَا فِيهِ.
38735- حَدَّثَنَا شَرِيكٌ ، عَنْ سِمَاكٍ ، عَنْ عَبْدِ االْمَلِكِ بْنِ
عَمِيرَةَ ، عَنْ زَوْجِ دُرَّةَ ، عَنْ دُرَّةَ ، قَالَتْ : دَخَلْتُ عَلَى
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ ، فَقُلْتُ : مَنْ أَتْقَى
النَّاسِ ؟ قَالَ : آمَرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَأَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ
وَأَوْصَلُهُمْ لِلرَّحِمِ.
38736- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ
طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ ، قَالَ ، قَالَ عِتْرِيسٌ لِعَبْدِ اللهِ : هَلَكَ مَنْ
لَمْ يَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ :
بَلْ هَلَكَ مَنْ لَمْ يَعْرِفَ الْمَعْرُوفَ بِقَلْبِهِ وَيُنْكِرَ الْمُنْكَرَ
بِقَلْبِهِ.
38737- حَدَّثَنَا جَرِيرٌ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ ، عَنِ
الرَّبِيعِ بْنِ عُمَيْلَةَ ، قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللهِ : إِنَّهَا سَتَكُونُ
هَنَاتٌ وَهَنَاتٌ ، فَبِحَسْبِ امْرِئٍ إِذَا رَأَى مُنْكَرًا لاَ يَسْتَطِيعُ
لَهُ غَيْر أَنْ يَعْلَمُ اللَّهُ مِنْ قَلْبِهِ ، أَنَّهُ لَهُ كَارِهٌ.
38738- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ ، وَأَبُو أُسَامَةَ ، قَالاَ :
حدَّثَنَا إسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ ، قَالَ
: قَامَ أَبُو بَكْرٍ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ : يَا
أَيُّهَا النَّاسُ ، إنَّكُمْ تَقْرَؤُونَ هَذِهِ الآيَةَ : {يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا
اهْتَدَيْتُمْ} وَإِنَّا سَمِعْنَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ :
إِنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوْا الْمُنْكَرَ لاَ يُغَيِّرُونَهُ أَوْشَكَ اللَّهُ
أَنْ يَعُمَّهُمْ بِعِقَابِهِ ، قَالَ أَبُو أُسَامَةَ : وَقَالَ مَرَّةً أُخْرَى
: وَأَنَا سَمِعْت رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ.
38739- حَدَّثَنَا جَرِيرٌ ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ ، عَنْ
شَدَّادِ بْنِ مَعْقِلٍ ، قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللهِ : يُوشِكُ أَنْ لاَ
تَأْخُذُوا مِنَ الْكُوفَةِ نَقْدًا وَلاَ دِرْهَمًا ، قُلْتُ : وَكَيْفَ يَا
عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ ، قَالَ : يَجِيءُ قَوْمٌ كَأَنَّ وُجُوهَهُمَ
الْمَجَانُّ الْمُطْرَقَةُ حَتَّى يَرْبِطُوا خُيُولَهُمْ عَلَى السَّوَادِ
فَيُجْلُوكُمْ إِلَى مَنَابِتِ الشِّيحِ حَتَّى يَكُونَ الْبَعِيرُ وَالزَّادُ
أَحَبَّ إِلَى أَحَدِكُمْ مِنَ الْقَصْرِ مِنْ قُصُورِكُمْ هَذِهِ.
38740- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ ،
عَنْ شَدَّادِ بْنِ مَعْقِلٍ الأَسَدِيِّ ، قَالَ : سَمِعْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ
يَقُولُ : أَوَّلُ مَا تَفْقِدُونَ مِنْ دِينِكُمَ الأَمَانَةُ ، وَآخِرُ مَا
تَفْقِدُونَ مِنْهُ الصَّلاَةُ ، وَسَيُصَلِّي قَوْمٌ وَلاَ دَيْنَ لَهُمْ ،
وَإِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ الَّذِي بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ كَأَنَّهُ قَدْ نُزِعَ
مِنْكُمْ ، قَالَ : قُلْتُ : كَيْفَ يَا عَبْدَ اللهِ ، وَقَدْ أَثْبَتَهُ اللَّهُ
فِي قُلُوبِنَا ، قَالَ : يُسْرَى عَلَيْهِ فِي لَيْلَةٍ فَتُرْفَعُ الْمَصَاحِفُ
وَيُنْزَعُ مَا فِي الْقُلُوبِ ، ثُمَّ تَلاَ : {وَلَئِنْ شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ
بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إلَيْك} إِلَى آخِرِ الآيَةِ.
38741- حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ خَيْثَمَة ،
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو ، قَالَ : يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ
يَجْتَمِعُونَ وَيُصَلُّونَ فِي الْمَسَاجِدِ وَلَيْسَ فِيهِمْ مُؤْمِنٌ.
38742- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، قَالَ : حدَّثَنَا زَكَرِيَّا ، عَنْ أَبِي
إِسْحَاقَ ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلِمَةَ الْهَمْدَانِيِّ
، عَنْ أَبِي مَيْسَرَةَ ، قَالَ : تَبْقَى رِجْرِجَةٌ مِنَ النَّاسِ لاَ
يَعْرِفُونَ حَقًّا وَلاَ يُنْكِرُونَ مُنْكَرًا يَتَرَاكَبُونَ تَرَاكُبَ
الدَّوَابِّ وَالأَنْعَامِ.
38743- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، عَنْ مُجَالِدٍ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، قَالَ
: لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَصِيرَ الْعِلْمُ جَهْلاً وَالْجَهْلُ عِلْمًا.
38744- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ
الأَصَمِّ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه
وسلم: تَكْثُرُ الْفِتَنُ وَيَكْثُرُ الْهَرْجُ قُلْنَا : وَمَا الْهَرْجُ ؟ قَالَ
: الْقَتْلُ وَيَنْقُصُ الْعِلْمُ ، قَالَ : أَمَا إِنَّهُ لَيْسَ يُنْزَعُ مِنْ
صُدُورِ الرِّجَالِ ، وَلَكِنْ بقبض الْعُلَمَاءُ.
38745- حدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ هِشَامٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ
عَمْرٍو ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : إِنَّ اللَّهَ لاَ
يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يُنْزَعُ مِنَ النَّاسِ ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ
الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ , حَتَّى إِذَا لَمْ يَبْقَ عَالِمٌ , اتَّخَذَ
النَّاسُ رُؤَسَاءَ جُهَّالاً , فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ ,
فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا.
38746- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ مِسْعَرٍ ، عَنْ وَبَرَةَ ، عَنْ خَرَشَةَ بْنِ
الْحُرِّ ، قَالَ : قَالَ عُمَرُ : تَهْلَكُ الْعَرَبُ حِينَ تَبْلُغُ أَبْنَاءُ
بَنَاتِ فَارِسَ.
38747- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ هِشَامٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ
بْنِ عَمْرٍوَ قَالَ : لَمْ يَزَلْ أَمْرُ بَنِي إسْرَائِيلَ مُعْتَدِلاً حَتَّى
نَشَأَ فِيهِمْ أَبْنَاءُ سَبَايَا الأُمَمِ ، فَقَالُوا فِيهِمْ بِالرَّأْيِ
فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا.
38748- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ يَزِيدَ ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ ، عَنِ ابْنِ
مَسْعُودٍ ، قَالَ : يُقْطَعُ رَجُلٌ أوَّلَ النَّهَارِ , وَيَفِيضُ الْمَالُ مِنْ
آخِرِهِ , فَلاَ يَجِدُ أَحَدًا يَقْبَلُهُ , فَيَرَاهُ فَيَقُولُ : يَا حَسْرَتِي
فِي هَذَا قُطِعَتْ يَدِي بِالأَمْسِ.
38749- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ شَقِيقٍ ، عَنْ أَبِي مُوسَى
، قَالَ : إِنَّ الدِّينَارَ وَالدِّرْهَمَ أَهْلَكَا مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ ،
وَهُمَا مُهْلِكَاكُمْ.
38750- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ إسْرَائِيلَ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ
وَهْبِ بْنِ جَابِرٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو ، قَالَ : إِذَا طَلَعَتِ
الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا ذَهَبَ الرَّجُلُ إِلَى المَالِ كَنْزِهِ
فَيَسْتَخْرِجُهُ فَيَحْمِلُهُ عَلَى ظَهْرِهِ فَيَقُولُ : مَنْ ضَلَّ لَهُ فِي
هَذِهِ فَيُقَالُ لَهُ : أَفَلاَ جِئْت بِهِ بِالأَمْسِ ، فَلاَ يُقْبَلُ منه
فَيَجِيءُ به إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي احْتَفَرَهُ , فَيَضْرِبُ بِهِ الأَرْضَ
وَيَقُولُ : لَيْتَنِي لَمْ أَرَك.
38751- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ ،
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ثَلاَثٌ
إِذَا خَرَجْنَ لاَ يَنْفَعُ نَفْسًا إيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ
: طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا وَالدَّجَّالُ وَالدَّابَّةُ.
38752- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى ، عَنْ عَطِيَّةَ ، عَنْ
أَبِي سَعِيدٍ {يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لاَ يَنْفَعُ نَفْسًا
إيمَانُهَا} قَالَ : طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا.
38753- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ زُرَارَةَ
بْنِ أَوْفَى ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ ، قَالَ : طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ
مَغْرِبِهَا.
38754- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ
، عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ : إِذَا خَرَجَتْ أَوَّلُ الآيَاتِ حُبِسَتِ
الْحَفَظَةُ وَطُرِحَت الأَقْلاَمُ وَشَهِدَتِ الأَجْسَادُ عَلَى الأَعْمَالِ.
38755- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ إسْمَاعِيلَ ، عَنْ خَيْثَمَة ، عَنْ عَبْدِ
اللهِ بْنِ عَمْرٍو ، قَالَ : يَمْكُثُ النَّاسُ بَعْدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ مِنْ
مَغْرِبِهَا عِشْرِينَ وَمِئَةً.
38756- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ ، قَالَ :
قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ : كُلُّ مَا وَعَدَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ قَدْ رَأَيْنَا
غَيْرَ أَرْبَعٍ طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا وَالدَّجَّالُ وَالدَّابَّةُ
وَيَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ.
38757- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ إسْمَاعِيلَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ ، قَالَ : يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَكُونُ الْجَمَلُ
الضَّابِطُ أَحَبَّ إِلَى أَحَدِكُمْ مِنْ أَهْلِهِ وَمَالِهِ.
38758- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ، عَنِ الرَّبِيعِ ، عَنْ أَبِي
الْعَالِيَةِ ، عَنْ أُبَيٍّ {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ
عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ
يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ} قَالَ : هِيَ أَرْبَعُ
خِلاَلٍ ، وَكُلُّهُنَّ وَاقِعٌ لاَ مَحَالَةَ ، فَمَضَتِ اثْنَتَانِ بَعْدَ
وَفَاةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِخَمْسَةٍ وَعِشْرِينَ عَامًا ،
أُلْبِسُوا شِيَعًا , وَذَاقَ بَعْضُهُمْ بَأْسَ بَعْضٍ ، وَاثْنَتَانِ وَاقِعَتَانِ
لاَ مَحَالَةَ : الْخَسْفُ وَالرَّجْمُ.
38759- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ مُسْلِمٍ الْفَزَارِيِّ ، عَنْ
جُبَيْرِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ
، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ فِي دُعَائِهِ : اللَّهُمَّ
إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ أَنْ أُغْتَالَ مِنْ تَحْتِي ، يَعْنِي الْخَسْفَ.
38760- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ جُمَيْعٍ ،
عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ الْمُغِيرَةِ ، عَنِ ابْنِ الْبَيْلَمَانِيِّ ، عَنِ ابْنِ
عُمَرَ ، قَالَ : تَخْرُجُ الدَّابَّةُ لَيْلَةَ جَمْعٍ وَالنَّاسُ يَسِيرُونَ
إِلَى مِنًى فَتَحْمِلُهُمْ بَيْنَ عَجُزِهَا وَذَنَبِهَا فَلاَ يَبْقَى مُنَافِقٌ
إِلاَّ خَطَمَتْهُ ، قَالَ : وَتَمْسَحُ الْمُؤْمِنَ ، قَالَ : فَيُصْبِحُونَ
وَهُمْ أَشَرُّ مِنَ الدَّجَّالِ.
38761- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ إسْرَائِيلَ ، عَنْ سِمَاكٍ ، عَنْ إبْرَاهِيمَ
، قَالَ : دَابَّةُ الأَرْضِ تَخْرُجُ مِنْ مَكَّةَ.
38762- حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ ، قَالَ : حدَّثَنَا زُهَيْرٌ ، عَنْ
أَبِي إِسْحَاقَ ، قَالَ : قَالَتْ عَائِشَةُ : الدَّابَّةُ تَخْرُجُ مِنْ
أَجْيَادَ.
38763- حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ جُدْعَانَ ، عَنْ
عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو ، قَالَ :
تَخْرُجُ الدَّابَّةُ مِنْ جَبَلِ أَجْيَادَ أَيَّامَ التَّشْرِيقِ وَالنَّاسُ
بِمِنًى ، قَالَ : فَلِذَلِكَ حُيِّيَ سَابِقُ الْحَاجِّ إِذَا جَاءَ بِسَلاَمَةِ
النَّاسِ.
38764- حَدَّثَنَا جَرِيرٌ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، قَالَ : قالَتْ
عَائِشَةُ : إِذَا ظَهَرَ أَوَّلُ الآيَاتِ رُفِعَتِ الأَقْلاَمُ وَشَهِدَتِ
الأَجْسَادُ عَلَى الأَعْمَالِ وَحُبِسَتِ الْحَفَظَةُ.
38765- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا هِشَامُ ، عَنْ
حَفْصَةَ ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ ، قَالَ : مَا بَيْنَ أَوَّلِ الآيَاتِ
وَآخِرِهَا سِتَّةُ أَشْهُرٍ تَتَابَعُ كَمَا تَتَابَعُ الْخَرَزُ فِي النِّظَامِ.
38766- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ
سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي الْمُهَزِّمِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : مَا بَيْنَ
أَوَّلِ الآيَاتِ وَآخِرِهَا ثَمَانيَةُ أَشْهُرٍ.
38767- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ
حُدَيْرٍ ، عَنِ السُّمَيْطِ بْنِ عُمَيْرٍ ، عَنْ كَعْبٍ ، قَالَ : كَأَنِّي
بِمُقَدِّمَةِ الأَعْوَرِ الدَّجَّالِ سِتُّمِئَةِ أَلْفٍ مِنَ الْعَرَبِ
يَلْبَسُونَ السِّيجَانَ ، وَيَزِيدني تَصْدِيقًا مَا أَرَى يَفْشُوا مِنْهَا.
38768- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ حَبِيبٍ ، عَنْ أَبِي
الْبَخْتَرِيِّ ، قَالَ : قيلَ لِحُذَيْفَةَ : أَلاَ نَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ
وَنَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ ، قَالَ : إِنَّهُ لَحَسَنٌ ، وَلَكِنْ لَيْسَ مِنَ
السُّنَّةِ أَنْ تَرْفَعَ السِّلاَحَ عَلَى إمَامِك.
38769- حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ ، عَنْ زَائِدَةَ ، عَنْ هِشَامٍ ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَمْرٍو ، قَالَ : كُنْتُ رَجُلاً
عَزِيزَ النَّفْسِ حَمِيَّ الأَنْفِ لاَ يَسْتَقِلُّ أَحَدٌ مِنِّي شَيْئًا ،
سُلْطَانٌ وَلاَ غَيْرُهُ ، قَالَ : فَأَصْبَحْت أُمَرَائِي يُخَيِّرُونَنِي
بَيْنَ أَنْ أَصْبِرَ لَهُمْ عَلَى قُبْحِ وَجْهِي وَرَغْمِ أَنْفِي وَبَيْنَ أَنْ
آخُذَ سَيْفِي فَأَضْرِبَ بِهِ فَأَدْخُلَ النَّارَ ، فَاخْتَرْت أَنْ أَصْبِرَ عَلَى
قُبْحِ وَجْهِي وَرَغْمِ أَنْفِي ، وَلاَ آخُذُ سَيْفِي فَأَضْرِبَ فَأَدْخُلَ
النَّارَ.
38770- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، عَنِ التَّيْمِيِّ ، عَنْ نُعَيْمِ
بْنِ أَبِي هِنْدٍ ، أَنَّ أَبَا مَسْعُودٍ خَرَجَ مِنَ الْكُوفَةِ وَرَأْسُهُ
يَقْطُرُ وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يُحْرِمَ ، فَقَالُوا لَهُ : أَوْصِنَا ، فَقَالَ :
أَيُّهَا النَّاسُ ، اتَّهِمُوا الرَّأْيَ فَقَدْ رَأَيْتُنِي أَهِمُّ أَنْ
أَضْرِبَ بِسَيْفِي فِي مَعْصِيَةِ اللهِ وَمَعْصِيَةِ رَسُولِهِ صلى الله عليه
وسلم ، قَالُوا : أَوْصِنَا ، قَالَ : عَلَيْكُمْ بِالْجَمَاعَةِ فَإِنَّ اللَّهَ
لَمْ يَكُنْ لِيَجْمَعَ أُمَّةَ مُحَمَّدٍ عَلَى ضَلاَلَةٍ ، قَالَ : قَالُوا :
أَوْصِنَا ، فَقَالَ : بِتَقْوَى اللهِ وَالصَّبْرِ حَتَّى يَسْتَرِيحَ بَرٌّ ،
أَوْ يُسْتَرَاحُ مِنْ فَاجِرٍ.
38771- حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ
عُبَيْدَةَ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي زَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي
سَلاَمَةَ أَبُو سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي الرباب وَصَاحِبٍ لَهُ أَنَّهُمَا سَمِعَا
أَبَا ذَرٍّ يَدْعُو ، قَالَ : فَقُلْنَا لَهُ : رَأَيْنَاك صَلَّيْت فِي هَذَا
الْبَلَدِ صَلاَةً لَمْ نَرَ أَطْوَلَ مَقَامًا وَرُكُوعًا وَسُجُودًا ، فَلَمَّا
أَنْ فَرَغْت رَفَعْت يَدَيْك فَدَعَوْت فَتَعَوَّذْت مِنْ يَوْمِ البَلاَءِ
وَيَوْمِ الْعَوْرَةِ ، قَالَ : فَمَا أَنْكَرْتُمْ فَأَخْبَرْنَاهُ ، قَالَ :
أَمَّا يَوْمُ البَلاَءِ فَتَلْتَقِي فِئَتَانِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَيَقْتُلُ
بَعْضُهُمْ بَعْضًا وَيَوْمُ الْعَوْرَةِ إِنَّ النِّسَاءَ مِنَ الْمُسْلِمَاتِ
يُسْبَيْنَ فَيُكْشَفُ عَنْ سُوقِهِنَ ، فَأَيَّتُهُنَّ أَعْظَمُ سَاقًا
اشْتُرِيَتْ عَلَى عِظَمِ سَاقِهَا ، فَدَعَوْت أَنْ لاَ يُدْرِكَنِي هَذَا
الزَّمَانُ ، وَلَعَلَّكُمَا تُدْرِكَانِهِ ، قَالَ : فَقُتِلَ عُثْمَان
وَأُرْسِلَ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي أَرْطَاةَ إِلَى الْيَمَنِ فَسَبَى نِسَاءً
مِنَ الْمُسْلِمَاتِ فَأَقِمْنَ فِي السُّوقِ.
38772- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ حَبِيبٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ،
عَن عَلْقَمَةَ ، قَالَ : إِذَا ظَهَرَ أَهْلُ الْحَقِّ عَلَى أَهْلِ الْبَاطِلِ
فَلَيْسَ هِيَ بِفِتْنَةٍ.
38773- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ حَصِيرَةَ ،
عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ ، قَالَ : قيلَ لِحُذَيْفَةَ : مَا وَقَفَاتُ الْفِتْنَةِ
، وَمَا بَعَثَاتُهَا ، قَالَ : بَعَثَاتُهَا سَلُّ السَّيْفِ وَوَقَفَاتُهَا
غَمْدُهُ.
38774- حَدَّثَنَا عَفَّانُ ، قَالَ : حدَّثَنَا وُهَيْبٌ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا
عَبْدُ اللهِ بْنُ طَاوُوس ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي مُوسَى ، أَنَّهُ لَقِيَهُ
فَذَكَرَ الْفِتْنَةَ ، فَقَالَ : إِنَّ هَذِهِ الْفِتْنَةَ حَيْصَةٌ مِنْ
حَيْصَاتِ الْفِتَنِ ، وَإِنَّهَا بَقِيَت الرَّدَاحَ الْمُطْبِقَةَ ، مَنْ
أَشْرَفَ لَهَا أَشْرَفَتْ لَهُ ، وَمَنْ مَاجَ لَهَا مَاجَتْ به.
38775- حَدَّثَنَا عَفَّانُ ، قَالَ : حدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ
عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : قَالَ لِي عَبْدُ اللهِ بْنُ
عَمْرٍو : مِمَّنْ أَنْتَ قُلْتُ : مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ ، قَالَ : وَالَّذِي
نَفْسِي فِي يَدِهِ ، لَتُسَاقُنَّ مِنْهَا إِلَى أَرْضِ الْعَرَبِ لاَ
تَمْلِكُونَ قَفِيزًا وَلاَ دِرْهَمًا ، ثُمَّ لاَ يُنْجِيكُمْ.
38776- حَدَّثَنَا مُحَاضِرٌ ، قَالَ : حدَّثَنَا الأَجْلَحُ ، عَنْ قَيْسِ بْنِ
أَبِي مُسْلِمٍ ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ حُذَيْفَةَ يَقُولُ
: لَوْ خَرَجَ الدَّجَّالُ لآمَنَ بِهِ قَوْمٌ فِي قُبُورِهِمْ.
38777- حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ
أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ بَشِيرِ بْنِ جَرِيرٍ الْبَجَلِيِّ ،
قَالَ : قَالَ عَلِيٌّ : إِنَّ آخِرَ خَارِجَةٍ تَخْرُجُ فِي الإِسْلاَم
بِالرُّمَيْلَةِ رُمَيْلَةُ الدَّسْكَرَةِ ، فَيَخْرُجُ إلَيْهِمَ النَّاسُ
فَيَقْتُلُونَ مِنْهُمْ ثُلُثًا ، وَيَدْخُلُ ثُلُثٌ وَيَتَحَصَّنُ ثُلُثٌ فِي
الدَّيْرِ دَيْرُ مِرْمَارَي , فَمِنْهُم الأَشْمَطُ , فَيَحْصُرُهُمَ النَّاسُ
فَيُنْزِلُونَهُم فَيَقْتُلُونَهُمْ ، فَهِيَ آخِرُ خَارِجَةٍ تَخْرُجُ فِي
الإِسْلاَم.
38778- حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ
بُرْقَانَ ، عَنْ رَاشِدٍ الأَزْرَقِ ، عَنْ عقْبَةَ بْنِ نَافِعٍ ، قَالَ :
سَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ : مَعَ مَنْ أُقَاتِلُ ، فقَالَ : مَعَ الَّذِينَ
يُقَاتِلُونَ لِلَّهِ ، وَلاَ تُقَاتِلُ مَعَ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ لِهَذَا
الدِّينَارِ وَالدِّرْهَمِ.
38779- حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ ، قَالَ : حدَّثَنَا عَبْدُ السَّلاَمِ
الملائي ، قَالَ : حَدَّثَنِي وَبَرَةُ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، قَالَ : لاَ تَرَوْنَ
الْفَرَجَ حَتَّى يَمْلِكَ أَرْبَعَةٌ كُلُّهُمْ مِنْ صُلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ ،
فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ فَعَسَى.
38780- حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ ، قَالَ : حدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ
حُصَيْنٍ ، عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو ، قَالَ :
أَوَّلُ الأَرْضِ خَرَابًا الشَّامُ.
38781- حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنِ الْحَكَمِ ، قَالَ : سَمِعْتُ
أَبَا صَادِقٍ يُحَدِّثُ ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ نَاجِدٍ ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ ،
قَالَ : يَأْتِيكُمْ قَوْمٌ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ عِرَاضُ الْوُجُوهِ صِغَارُ
الْعُيُونِ كَأَنَّمَا ثُقِبَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي الصَّخْرِ كَأَنَّ وُجُوهَهُمَ
الْمَجَانُّ الْمُطْرَقَةُ ، حَتَّى يُوَثِّقُوا خُيُولَهُمْ بِشَطِّ الْفُرَاتِ.
38782- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ ،
عَنْ عُمَيْرِ بْنِ إِسْحَاقَ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ :
وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدَ اقْتَرَبَ ، أَظَلَّتْ وَاللهِ ، لَهِيَ
أَسْرَعُ إلَيْهِمْ مِنَ الْفَرَسِ الْمُضْمَرِ السَّرِيعِ الْفِتْنَةُ
الصَّمَّاءُ الْمُشَبَّهَةُ يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا عَلَى أَمْرٍ وَيُمْسِي
عَلَى أَمْرٍ ، الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْقَائِمِ ، وَالْقَائِمُ فِيهَا
خَيْرٌ مِنَ الْمَاشِي ، وَالْمَاشِي فِيهَا خَيْرٌ مِنَ السَّاعِي ، وَلَوْ أُحَدِّثُكُمْ
بِكُلِّ الَّذِي أَعْلَمُ لَقَطَعْتُمْ عُنُقِي مِنْ هَاهُنَا وَحَزَّ قَفَاهُ
بِحَرْفِ كَفِّهِ اللَّهُمَّ لاَ تُدْرِكَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ إمْرَةُ
الصِّبْيَانِ ، وَرَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى جَعَلَ ظُهُورَهُمَا مِمَّا يَلِي بَطْنَ
كَفِّهِ.
38783- حَدَّثَنَا شَبَابَةُ ، قَالَ : حدَّثَنَا سُلَيْمَانُ ، عَنْ ثَابِتٍ ،
عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ : لَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ تَجِدُ النِّسْوَةُ
النَّعْلَ مُلْقًى عَلَى الطَّرِيقِ ، فَيَقُولُ بَعْضُهُنَّ لِبَعْضٍ : قَدْ
كَانَتْ هَذَا النَّعْلُ مَرَّةً لِرِجْلٍ.
38784- حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ حُصَيْنٍ ، قَالَ : كَانَ
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي لَيْلَى يَحْضُضُ النَّاسُ أَيَّامَ الْجَمَاجِمِ.
38785- حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ ، قَالَ : حدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ
عِيسَى السَّعْدِيِّ ، عَنْ رَجُلٍ كَتَبَ إِلَى أَبِي الْبَخْتَرِيِّ يَسْأَلُهُ
عَنْ مَكَانِهِ الَّذِي هُو فِيهِ أَيَّامَ الْجَمَاجِمِ ، قَالَ : فَكَتَبَ
إلَيْهِ أَبُو الْبَخْتَرِيِّ : مَنْ شَاءَ قَالَ فِينَا ، وَلَوْ عَلِمْت شَيْئًا
أَفْضَلَ مِنَ الَّذِي أَنَا فِيهِ لأَتَيْته.
38786- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، عَنِ الْعَلاَءِ بْنِ عَبْدِ الْكَرِيمِ ،
قَالَ سَمِعَنِي طَلْحَةُ بْنُ مُصَرِّفٍ ذَاتَ يَوْمٍ وَأَنَا أَضْحَكُ ، فَقَالَ
: إنَّك تَضْحَكُ ضِحْكَ رَجُلٍ لَمْ يَشْهَدَ الْجَمَاجِمَ.
38787- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ حَبِيبٍ التَّمَّارِ ، قَالَ :
سَمِعْتُ زَاذَانَ يَقُولُ : وَدِدْت أَنَّ دِمَاءَ أَهْلِ الشَّامِ فِي ثَوْبٍ ،
وَأَشَارَ إِلَى ثَوْبِهِ ، يَعْنِي فِي ثَوْبِهِ ، أَوْ قَالَ : فِي حِجْرِي.
38788- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ ، قَالَ : حدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ مَنْصُورٍ ،
عَنْ إبْرَاهِيمَ وَخَيْثَمَة أَنَّهُمَا كَرِهَا الْجَمَاجِمَ.
38789- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ يَزِيدَ ، عَنْ أَبِي
الْبَخْتَرِيِّ ، أَنَّهُ رَأَى رَجُلاً مُنْهَزِمًا أَيَّامَ الْجَمَاجِمِ ،
فَقَالَ : حرُّ النَّارِ أَشَدُّ مِنْ حَرِّ السَّيْفِ.
38790- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ ، قَالَ : حدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ مَنْصُورٍ ،
عَنْ مُجَاهِدٍ ، أَنَّهُ كَرِهَ الْجَمَاجِمَ.
38791- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، قَالَ : حدَّثَنَا مُجَالِدٌ ، قَالَ :
أَخْبَرَنَا عَامِرٌ ، قَالَ أَخْبَرَتْنِي فَاطِمَةُ ابْنَةُ قَيْسٍ ، قَالَتْ :
خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ بِالْهَاجِرَةِ يُصَلِّي ،
قَالَتْ : ثُمَّ صَعِدَ الْمِنْبَرَ فَقَامَ النَّاسُ ، فَقَالَ : أَيُّهَا
النَّاسُ ، اجْلِسُوا فَإِنِّي لَمْ أَقُمْ مَقَامِي هَذَا لِرَغْبَةٍ وَلاَ
لِرَهْبَةٍ ، وَذَلِكَ ، أَنَّهُ صَعِدَ الْمِنْبَرَ فِي السَّاعَةِ لَمْ يَكُنْ
يَصْعَدُهُ فِيهَا ، وَلَكِنَّ تَمِيمًا الدَّارِيَّ أَتَانِي فَأَخْبَرَنِي
خَبَرًا مَنَعَنِي الْقَيْلُولَةَ مِنَ الْفَرَحِ وَقُرَّةِ الْعَيْنِ ،
فَأَحْبَبْت أَنْ أَنْشُرَ عَلَيْكُمْ خَبَرَ تَمِيمٍ .
2- أَخْبَرَنِي أَنَّ رَهْطًا مِنْ بَنِي عَمِّهِ رَكِبُوا الْبَحْرَ
فَأَصَابَتْهُمْ عَاصِفٌ مِنْ رِيحٍ ، فَأَلْجَأَتْهُمْ إِلَى جَزِيرَةٍ لاَ
يَعْرِفُونَهَا فَقَعَدُوا فِي قَوَارِبِ السَّفِينَةِ حَتَّى خَرَجُوا إِلَى الْجَزِيرَةِ
فَإِذَا هُمْ بِشَيْءٍ أَسْوَدَ أَهْدَبَ كَثِيرِ الشَّعْرِ ، لاَ يَدْرُونَ هُوَ
رَجُلٌ ، أَوِ امْرَأَةٌ ، قَالُوا : أَلاَ تُخْبِرُنَا ؟ قَالَ : مَا أَنَا
بِمُخْبِرِكُمْ وَلاَ مُسْتَخْبِرِكُمْ شَيْئًا ، وَلَكِنَّ هَذَا الدَّيْرَ قَدْ
رَهَقْتُمُوهُ فَفِيهِ مَنْ هُوَ إِلَى خَبَرِكُمْ بِالأَشْوَاقِ ، وَإِلَى أَنْ
يُخْبِرَكُمْ وَيَسْتَخْبِرَكُمْ ، قَالُوا : فَمَا أَنْتَ ؟ قَالَتْ : أَنَا
الْجَسَّاسَةُ ,
3- فَانْطَلَقُوا حَتَّى أَتَوْا الدَّيْرَ فَاسْتَأْذَنُوا فَأَذِنَ لَهُمْ
فَإِذَا هُمْ
بِشَيْخٍ مُوثَقٍ شَدِيدِ الْوَثَاقِ مُظْهِرٍ الْحُزْنَ كَثِيرِ التَّشَكِّي ،
فَسَلَّمُوا عَلَيْهِ فَرَدَّ السَّلاَمَ ، وَقَالَ : مِنْ أَيْنَ نَبَأْتُمْ ؟
قَالُوا : مِنَ الشَّامِ ، قَالَ : مِمَّنْ أَنْتُمْ ؟ قَالُوا : مِنَ الْعَرَبِ ؟
قَالَ : مَا فَعَلَتِ الْعَرَبُ ، خَرَجَ نَبِيُّهُمْ بَعْدُ ، قَالُوا : نَعَمْ ،
قَالَ : فَمَا فَعَلُوا ؟ قَالُوا : نَاوَأَهُ قَوْمٌ فَأَظْهَرَهُ اللَّهُ
عَلَيْهِمْ فَهُمَ الْيَوْمَ جَمِيعٌ ، قَالَ : ذَاكَ خَيْرٌ وَذَكَرَ فِيهِ :
آمَنُوا بِهِ وَاتَّبَعُوهُ وَصَدَّقُوهُ ، قَالَ ذَاكَ خَيْرٌ لَهُمْ ، قَالَ :
فَالْعَرَبُ الْيَوْمَ إلَهُهُمْ وَاحِدٌ وَكَلِمَتُهُمْ وَاحِدَةٌ ، قَالُوا :
نَعَمْ ، قَالَ : ذَاكَ خَيْرٌ لَهُمْ .
4- قَالَ : فَمَا فَعَلَتْ عَيْنُ زُغَرَ ؟ قَالُوا : صَالِحَةٌ يَشْرَبُ
أَهْلُهَا بِشَفَتِهِمْ وَيَسْقُونَ مِنْهَا زروعَهُمْ ، قَالَ : فَمَا فَعَلَ
نَخْلٌ بَيْنَ عَمَّانَ وَبَيْسَانَ ؟ قَالُوا : يُطْعِمُ جَنَاهُ كُلَّ عَامٍ ،
قَالَ : فَمَا فَعَلَتْ بُحَيْرَةُ الطَّبَرِيَّةِ ؟ قَالُوا : مَلأَى تَدَفَّقُ
جَنَبَاتُهَا مِنْ كَثْرَةِ الْمَاءِ ، قَالَ : فَزَفَرَ ، ثُمَّ زَفَرَ ، ثُمَّ
زَفَرَ ، ثُمَّ حَلَفَ ، فَقَالَ : لَوْ قَدَ انْفَلَتُّ ، أَوْ خَرَجْت مِنْ
وَثَاقِي هَذَا ، أَوْ مَكَانِي هَذَا مَا تَرَكْت أَرْضًا إِلاَّ وَطِئْتُهَا
بِرِجْلِي هَاتَيْنِ غَيْرَ طِيْبَةَ ، لَيْسَ لِي عَلَيْهَا سَبِيلٌ وَلاَ
سُلْطَانٌ .
5- فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : إِلَى هَذَا انْتَهَى فَرَحِي ،
هَذِهِ طَيْبَةُ ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ ، إِنَّ هَذِهِ طَيْبَةُ ،
وَلَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ حَرَمِي عَلَى الدَّجَّالِ أَنْ يَدْخُلَهُ ، ثُمَّ
حَلَفَ : مَا لَهَا طَرِيقٌ ضَيِّقٌ وَلاَ وَاسِعٌ فِي سَهْلٍ ، أَوْ جَبَلٍ
إِلاَّ عَلَيْهِ مَلَكٌ شَاهِرٌ بِالسَّيْفِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، مَا
يَسْتَطِيعُ الدَّجَّالُ أَنْ يَدْخُلَهَا عَلَى أَهْلِهَا ،
6- قَالَ مُجَالِدٌ : فَأَخْبَرَنِي عَامِرٌ ، قَالَ : ذَكَرْت هَذَا الْحَدِيثَ
لِلْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، فَقَالَ : الْقَاسِمُ : أَشْهَدُ عَلَى عَائِشَةَ
لَحَدَّثَتْنِي هَذَا الْحَدِيثَ غَيْرَ ، أَنَّهَا ، قَالَتْ : الْحَرَمَانِ
عَلَيْهِ حَرَامٌ : مَكَّةُ وَالْمَدِينَةُ .
7- قَالَ عَامِرٌ : فَلَقِيت الْمُحَرَّرَ بْنَ أَبِي هُرَيْرَةَ فَحَدَّثْته
حَدِيثَ عَائِشَةَ ، فَقَالَ : أَشْهَدُ عَلَى أَبِي ، أَنَّهُ حَدَّثَنِي كَمَا
حَدَّثَتْك عَائِشَةُ مَا نَقَصَ حَرْفًا وَاحِدًا غَيْرَ أَنَّ أَبِي قَدْ زَادَ
فِيهِ بَابًا وَاحِدًا ، قَالَ : فَحَطَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِيَدِهِ
نَحْوَ الْمَشْرِقِ فَأَهْوَى قَرِيبًا مِنْ عِشْرِينَ مَرَّةً.
38792- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ ، قَالَ : حدَّثَنَا سُفْيَانُ ،
قَالَ : حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ ، عَنْ أَبِي الزَّعْرَاءِ ، عَنْ
عَبْدِ اللهِ ، أَنَّهُ ذُكِرَ عِنْدَهُ الدَّجَّالَ ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ :
تَفْتَرِقُونَ أَيُّهَا النَّاسُ لِخُرُوجِهِ ثَلاَثَ فِرَقٍ : فِرْقَةٌ
تَتْبَعُهُ ، وَفِرْقَةٌ تَلْحَقُ بِأَرْضِ آبَائِهَا بِمَنَابِتِ الشِّيحِ ،
وَفِرْقَةٌ تَأْخُذُ شَطَّ هَذَا الْفُرَاتِ فَيُقَاتِلُهُمْ وَيُقَاتِلُونَهُ
حَتَّى يَجْتَمِعَ الْمُؤْمِنُونَ بِغَرْبي الشَّامِ فَيَبْعَثُونَ إلَيْهِ
طَلِيعَةً فِيهِمْ فَارِسٌ عَلَى فَرَسٍ أَشْقَرَ ، أَوْ فَرَسٍ أَبْلَقَ ،
فَيُقْتَلُونَ لاَ يَرْجِعُ مِنْهُمْ بَشَرٌ .
2- قَالَ سَلَمَةُ : فَحَدَّثَنِي أَبُو صَادِقٍ ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ نَاجِدٍ ،
أَنَّ عَبْدَ اللهِ ، قَالَ : فَرَسٌ أَشْقَرُ.
3- ثُمَّ قَالَ عَبْدُ اللهِ : وَيَزْعُمُ أَهْلُ الْكِتَابِ ، أَنَّ الْمَسِيحَ
عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ يَنْزِلُ فَيَقْتُلُهُ ، قَالَ
أَبُو الزَّعْرَاءِ : مَا سَمِعْت عَبْدَ اللهِ يَذْكُرُ عَنْ أَهْلِ الْكِتَابِ
حَدِيثًا غَيْرَ هَذَا .
4- قَالَ : ثُمَّ يَخْرُجُ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ فَيَمْرَحُونَ فِي الأَرْضِ
فَيُفْسِدُونَ فِيهَا ، ثُمَّ قَرَأَ عبد الله : {وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ
يَنْسِلُونَ} قَالَ : ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ دَابَّةً مِثْلَ هَذَا
النَّغْفِ فَتَلِجُ فِي أَسْمَاعِهِمْ وَمَنَاخِرِهِمْ فَيَمُوتُونَ مِنْهَا ،
قَالَ : فَتَنْتُنُ الأَرْضُ مِنْهُمْ فَيُجْأَرُ إِلَى اللهِ , فَيُرْسِلُ
عَلَيْهِمْ مَاءً فَيُطَهِّرُ الله الأَرْضَ مِنْهُمْ ، ثُمَّ قَالَ : يُرْسِلُ
اللَّهُ رِيحًا زَمْهَرِيرًا بَارِدَةً ، فَلاَ تَذَرُ عَلَى الأَرْضِ مُؤْمِنًا
إِلاَّ كَفَتتهُ تِلْكَ الرِّيحَ ، قَالَ : ثُمَّ تَقُومُ السَّاعَةُ عَلَى
شِرَارِ النَّاسِ .
5- قَالَ : ثُمَّ يَقُومُ مَلَكٌ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ بِالصُّورِ
فَيَنْفُخُ فِيهِ ، قَالَ : وَالصُّورُ قَرْنٌ ، قَالَ : فَلاَ يَبْقَى خَلْقُ
للهِ فِي السَّمَاءِ وَلاَ فِي الأَرْضِ إِلاَّ مَاتَ إِلاَّ مَا شَاءَ رَبُّك ،
قَالَ : ثُمَّ يَكُونُ بَيْنَ النَّفْخَتَيْنِ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكُونَ ،
قَالَ : فَيَرُشُّ اللَّهُ مَاءً مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ كَمَنِيِّ الرِّجَالِ ، قَالَ
: فَلَيْسَ مِنْ ابن آدَمَ خَلْقٌ فِي الأَرْضِ إِلاَّ مِنْهُ شَيْءٌ ، قَالَ :
فَتَنْبُتُ أَجْسَادُهُمْ وَلِحْمَانُهُمْ مِنْ ذَلِكَ الْمَاءِ كَمَا تُنْبِتُ
الأَرْضِ مِنَ الثَّرَى ، ثُمَّ قَرَأَ عَبْدُ اللهِ : {وَاللَّهُ الَّذِي
أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَيِّتٍ
فَأَحْيَيْنَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا كَذَلِكَ النُّشُورُ}
6- قَالَ : ثُمَّ يَقُومُ مَلَكٌ بَيْنَ السَّمَاءِ
وَالأَرْضِ بِالصُّورِ فَيَنْفُخُ فِيهِ ، قَالَ : فَتَنْطَلِقُ كُلُّ نَفْسٍ
إِلَى جَسَدِهَا فَتَدْخُلُ فِيهِ ، قَالَ : ثُمَّ يَقُومُونَ فَيُحَيُّونَ
تَحِيَّةَ رَجُلٍ وَاحِدٍ قِيَامًا لِرَبِّ الْعَالَمِينَ
7- ثُمَّ يَتَمَثَّلُ اللَّهُ لِلْخَلْقِ فَيَلْقَاهُمْ فَلَيْسَ أَحَدٌ مِنَ
الْخَلْقِ مِمَّنْ يَعْبُدُ مِنْ دُونِ اللهِ شَيْئًا إِلاَّ وَهُوَ مَرْفُوعٌ
لَهُ يَتْبَعُهُ فَيَلْقَى الْيَهُودَ فَيَقُولُ : مَنْ تَعْبُدُونَ ؟
فَيَقُولُونَ : نَعْبُدُ عُزَيْرًا ، فَيَقُولُ : هَلْ يَسُرُّكُمَ الْمَاءُ ،
قَالُوا : نَعَمْ ، قَالَ : فَيُرِيهِمْ جَهَنَّمَ وَهِيَ كَهَيْئَةِ السَّرَابِ ،
ثُمَّ قَرَأَ عَبْدُ اللهِ : {وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكَافِرِينَ
عَرْضًا}
8- ثُمَّ يَلْقَى النَّصَارَى فَيَقُولُ : مَنْ تَعْبُدُونَ ؟ قَالُوا : نَعْبُدُ
الْمَسِيحَ ، قَالَ : يَقُولُ : هَلْ يَسُرُّكُمَ الْمَاءُ ، قَالُوا : نَعَمْ ،
فَيُرِيهِمْ جَهَنَّمَ وَهِيَ كَهَيْئَةِ السَّرَابِ ، قَالَ : ثُمَّ كَذَلِكَ
لِمَنْ كَانَ يَعْبُدُ مِنْ دُونِ اللهِ شَيْئًا ، ثُمَّ قَرَأَ عَبْدُ اللهِ :
{وَقِفُوهُمْ إنَّهُمْ مَسْئُولُونَ}
9- حَتَّى يَمُرَّ الْمُسْلِمُونَ فَيَقُولُ : مَنْ تَعْبُدُونَ فَيَقُولُونَ :
نَعْبُدُ اللَّهَ وَلاَ نُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا ، قَالَ : فَيَقُولُ : هَلْ
تَعْرِفُونَ رَبَّكُمْ ؟ فَيَقُولُونَ : سُبْحَانَهُ ، إِذَا إِعْتَرَفَ لَنَا
عَرَفْنَاهُ ، قَالَ : فَعِنْدَ ذَلِكَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ فَلاَ يَبْقَى أَحَدٌ
إِلاَّ خَرَّ لِلَّهِ سَاجِدًا ، وَيَبْقَى الْمُنَافِقُونَ ظُهُورُهُمْ طَبَقٌ
وَاحِدٌ كَأَنَّمَا فِيهَا السَّفَافِيدُ ، قَالَ : فَيَقُولُونَ : قَدْ كُنْتُمْ
تُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَأَنْتُمْ سَالِمُونَ .
10- وَيَأْمُرُ اللَّهُ بِالصِّرَاطِ فَيُضْرَبُ عَلَى جَهَنَّمَ ،
قَالَ : فَيَمُرُّ النَّاسُ زُمَرًا عَلَى قَدْرِ أَعْمَالِهِمْ ، أَوَّلُهُمْ
كَلَمْحِ الْبَرْقِ ، ثُمَّ كَمَرِّ الرِّيحِ ، ثُمَّ كَمَرِّ الطَّيْرِ ، ثُمَّ
كَأَسْرَعِ الْبَهَائِمِ ، ثُمَّ كَذَلِكَ حَتَّى يَمُرَّ الرَّجُلُ سَعْيًا ،
وَحَتَّى يَمُرَّ الرَّجُلُ مَاشِيًا ، وَحَتَّى يَكُونَ آخِرُهُمْ رَجُلٌ
يَتَلَبَّطُ عَلَى بَطْنِهِ ، فَيَقُولُ : أَبْطَأْتَ بِي ، فَيَقُولُ : لَمْ
أُبْطِئْ ، إنَّمَا أَبْطَأَ بِكَ عَمَلُك .
11- قَالَ : ثُمَّ يَأْذَنُ اللَّهُ بِالشَّفَاعَةِ فَيَكُونُ أَوَّلَ شَافِعٍ
يَوْمَ الْقِيَامَةِ رُوحُ الْقُدُسِ جِبْرِيلُ ، ثُمَّ إبْرَاهِيمُ خَلِيلُ
الرَّحْمَن ، ثُمَّ مُوسَى ، أَوْ عِيسَى لاَ أَدْرِي مُوسَى ، أَوْ عِيسَى ،
ثُمَّ يَقُومُ نَبِيُّكُمْ صلى الله عليه وسلم رَابِعًا لاَ يَشْفَعُ أَحَدٌ
بَعْدَهُ فِيمَا شَفَعَ فِيهِ , وَهُوَ الْمَقَامُ الْمَحْمُودُ الَّذِي ذَكَرَ
اللَّهُ : {عَسَى أَنْ يَبْعَثَك رَبُّك مَقَامًا مَحْمُودًا} فَلَيْسَ مِنْ
نَفْسٍ إِلاَّ تَنْظُرُ إِلَى بَيْتٍ مِنَ النَّارِ ، أَوْ بَيْتٍ فِي الْجَنَّةِ
وَهُوَ يَوْمُ الْحَسْرَةِ ، فَيَرَى أَهْلُ النَّارِ الْبَيْتَ الَّذِي فِي
الْجَنَّةِ فَيُقَالُ : لَوْ عَمِلْتُمْ فَتَأْخُذُهُم الْحَسْرَةُ وَيَرَى أَهْلُ
الْجَنَّةِ الْبَيْتَ الَّذِي فِي الجَنَّةِ فَيَقُولُونَ : {لَوْلاَ أَنْ مَنَّ
اللَّهُ عَلَيْنَا لخسف بنا}.
12- قَالَ : ثُمَّ يَشْفَعُ الْمَلاَئِكَةُ وَالنَّبِيُّونَ وَالشُّهَدَاءُ
وَالصَّالِحُونَ وَالْمُؤْمِنُونَ ، فَيُشَفِّعُهُمَ اللَّهُ ، قَالَ : ثُمَّ
يَقُولُ : أَنَا أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ، قَالَ : فَيُخْرِجُ مِنَ النَّارِ
أَكْثَرَ مِمَّا أُخْرِجَ مِنْ جَمِيعِ الْخَلْقِ بِرَحْمَتِهِ
حَتَّى مَا يَتْرُكُ فِيهَا أَحَدًا فِيهِ خَيْرٌ ، ثُمَّ قَرَأَ عَبْدُ اللهِ :
{مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ} قَالَ : وَجَعَلَ يَعْقِدُ حَتَّى عَدَّ أَرْبَعًا
{قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ
وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ حَتَّى
أَتَانَا الْيَقِينُ فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ}
13- ثُمَّ قَالَ عَبْدُ اللهِ : أَتَرَوْنَ فِي هَؤُلاَءِ خَيْرًا ، مَا تُرِكَ
فِيهَا أَحَدٌ فِيهِ خَيْرٌ ، فَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ لاَ يُخْرِجَ مِنْهَا
أَحَدًا غَيَّرَ وُجُوهَهُمْ وَأَلْوَانَهُمْ فَيَجِيءُ الرَّجُلُ مِنَ
الْمُؤْمِنِينَ فَيَقُولُ : يَا رَبِ ، فَيَقُولُ : مَنْ عَرَفَ أَحَدًا
فَلْيُخْرِجْهُ ، قَالَ : فَيَجِيءُ فَيَنْظُرُ فَلاَ يَعْرِفُ أَحَدًا ، قَالَ :
فَيُنَادِيه الرَّجُلُ : يَا فُلاَنُ ، أَنَا فُلاَنٌ ، فَيَقُولُ مَا أَعْرِفُك ،
قَالَ : فَعِنْدَ ذَلِكَ يَقُولُونَ : {رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ
عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ} ، قَالَ : فَيَقُولُ عِنْدَ ذَلِكَ : {اخْسَئُوا
فِيهَا وَلاَ تُكَلِّمُونَ} قَالَ : فَإذَا قَالَ ذَلِكَ أُطْبِقَتْ عَلَيْهِمْ
فَلاَ يَخْرُجُ مِنْهُمْ بَشَرٌ.
38793- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، وَابْنُ نُمَيْرٍ ، عَنْ مُوسَى
الْجُهَنِيِّ ، عَنْ زَيْدٍ الْعَمِّيِّ ، عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ النَّاجِي ،
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه
وسلم : يَكُونُ فِي أُمَّتِي الْمَهْدِيُّ إِنْ طَالَ عُمْرُهُ ، أَوْ قَصُرَ
عُمْرُهُ , يَمْلِكُ سَبْعَ سِنِينَ ، أَوْ ثَمَانِيَ سِنِينَ ، أَوْ تِسْعَ
سِنِينَ ، فَيَمْلَؤُهَا قِسْطًا وَعَدْلاً كَمَا مُلِئَتْ جَوْرًا ، وَتُمْطِرُ
السَّمَاءُ مَطَرَهَا , وَتُخْرِجُ الأَرْضُ بَرَكَتَهَا ، قَالَ : وَتَعِيشُ
أُمَّتِي فِي زَمَانِهِ عَيْشًا لَمْ تَعِشْهُ قَبْلَ ذَلِكَ.
38794- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ عَطِيَّةَ ، عَنْ
أَبِي سَعِيدٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: يَخْرُجُ رَجُلٌ
مِنْ أَهْلِ بَيْتِي عِنْدَ انْقِطَاعٍ مِنَ الزَّمَانِ وَظُهُورٍ مِنَ الْفِتَنِ
يَكُونُ عَطَاؤُهُ حَثْيًا.
38795- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنْ دَاوُدَ ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ ، عَنْ
أَبِي سَعِيدٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ : يَخْرُجُ فِي آخِرِ
الزَّمَانِ خَلِيفَةٌ يُعْطِي الْحَقَّ بِغَيْرِ عَدَدٍ.
38796- حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنْ عَمْرٍو ، عَنْ أَبِي مَعْبَدٍ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : لاَ تَمْضِي الأَيَّامُ وَاللَّيَالِي حَتَّى يَلِيَ
مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ فَتًى لَمْ تَلْبِسْهُ الْفِتَنُ وَلَمْ يَلْبِسْهَا .
قَالَ : قُلْنَا يَا أَبَا الْعَبَّاسِ يَعْجَزُ عَنْهَا مَشْيَخَتُكُمْ
وَيَنَالُهَا شَبَابُكُمْ ؟ قَالَ : هُوَ أَمْرُ اللهِ يُؤْتِيه مَنْ يَشَاءُ.
38797- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ مَرْزُوقٍ سَمِعَهُ مِنْ
مَيْسَرَةَ بْنِ حَبِيبٍ ، عَنِ الْمِنْهَالِ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : مِنَّا ثَلاَثَةٌ ، مِنَّا السَّفَّاحُ وَمِنَّا
الْمَنْصُورُ وَمِنَّا الْمَهْدِيُّ.
38798- حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ ، عَنِ الأَجْلَحِ ، عَنْ عَمَّارٍ
الدُّهْنِيِّ ، عَنْ سَالِمٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو ، قَالَ : يَا
أَهْلَ الْكُوفَةِ ، أَنْتُمْ أَسْعَدُ النَّاسِ بِالْمَهْدِيِّ.
38799- حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ ، وَأَبُو دَاوُد ، عَنْ يَاسِينَ
الْعِجْلِيّ ، عَنْ إبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ ، عَنْ
أَبِيهِ ، عَنْ عَلِيٍّ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ : قَالَ :
الْمَهْدِيُّ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ يُصْلِحُهُ اللَّهُ فِي لَيْلَةٍ.
38800- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ يَاسِينَ ، عَنْ إبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ ،
عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَلِيٍّ مِثْلُهُ وَلَمْ يَرْفَعْهُ.
38801- حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ ، عَنْ زَائِدَةَ ، عَنْ لَيْثٍ ،
عَنْ مُجَاهِدٍ ، قَالَ ، الْمَهْدِيُّ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ.
38802- حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ ، قَالَ : حدَّثَنَا فِطْرٌ ، عَنْ
عَاصِمٍ ، عَنْ زِرٍّ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله
عليه وسلم : لاَ تَذْهَبُ الدُّنْيَا حَتَّى يَبْعَثَ اللَّهُ رَجُلاً مِنْ أَهْلِ
بَيْتِي يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِي وَاسْمُ أَبِيهِ اسْمَ أَبِي.
38803- حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ ، قَالَ : حدَّثَنَا فِطْرٌ ، عَنِ
الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي بَزَّةَ ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ ، عَنْ عَلِيٍّ ، عَنِ
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ : لَوْ لَمْ يَبْقَ مِنَ الدَّهْرِ إِلاَّ
يَوْمٌ لَبَعَثَ اللَّهُ رَجُلاً مِنْ أَهْلِ بَيْتِي يَمْلَؤُهَا عَدْلاً كَمَا
مُلِئَتْ جَوْرًا.
38804- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، عَنْ هِشَامٍ ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ ، قَالَ
: الْمَهْدِيُّ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ وَهُوَ الَّذِي يَؤُمُّ عِيسَى ابْنَ
مَرْيَمَ عليهما السلام.
38805- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، عَنْ عَوْفٍ ، عَنْ مُحَمَّدٍ ، قَالَ :
يَكُونُ فِي هَذِهِ الأُمَّةِ خَلِيفَةٌ لاَ يُفَضَّلُ عَلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ
وَلاَ عُمَرُ.
38806- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ مَرْزُوقٍ ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ
ظَبْيَانَ ، عَنْ حُكَيْمِ بْنِ سَعْدٍ ، قَالَ : لَمَّا قَامَ سُلَيْمَانُ فَأَظْهَرَ
مَا أَظْهَرَ ، قُلْتُ لأَبِي تِحْيَى : هَذَا الْمَهْدِيُّ الَّذِي يُذْكَرُ ،
قَالَ : لاَ ، وَلاَ الْمُتَشَبِّهُ.
38807- حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
مُسْلِمٍ ، عَنْ إبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ ، قَالَ : قُلْتُ لِطَاوُوس : عُمَرُ
بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْمَهْدِيُّ ؟ قَالَ : قَدْ كَانَ مَهْدِيًّا وَلَيْسَ
بِهِ ، إِنَّ الْمَهْدِيَّ إِذَا كَانَ ، زِيدَ الْمُحْسِنُ فِي إحْسَانِهِ ،
وَتِيبَ عَنِ الْمُسِيءِ مِنْ إسَاءَتِهِ ، وَهُوَ يَبْذُلُ الْمَالَ ،
وَيَشْتَدُّ عَلَى الْعُمَّالِ ، وَيَرْحَمُ الْمَسَاكِينَ.
38808- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ ، قَالَ : حدَّثَنَا مُوسَى
الْجُهَنِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ قَيْسٍ الْمَاصِرُ ، قَالَ :
حَدَّثَنِي مُجَاهِدٌ ، قَالَ : حَدَّثَنِي فَُلاَنٌ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم : أَنَّ الْمَهْدِيَّ لاَ يَخْرُجُ حَتَّى تُقْتَلَ
النَّفْسُ الزَّكِيَّةُ , فَإِذَا قُتِلَت النَّفْسُ الزَّكِيَّةُ غَضِبَ
عَلَيْهِمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ ، فَأَتَى النَّاسَ
الْمَهْدِي ، فَزَفُّوهُ كَمَا تُزَفُّ الْعَرُوسُ إِلَى زَوْجِهَا لَيْلَةَ
عُرْسِهَا , وَهُوَ يَمَْلأَ الأَرْضَ قِسْطًا وَعَدْلاً , وَتُخْرِجُ الأَرْضُ
نَبَاتَهَا , وَتُمْطِرُ السَّمَاءُ مَطَرَهَا ، وَتَنْعَمُ أُمَّتِي فِي
وِلاَيَتِهِ نِعْمَةً لَمْ تَنْعَمْهَا قَطُّ.
3- ما ذكِر فِي عثمان وغيره من الفتن.
38809- حدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ ، عَنِ الْحَسَنِ ، قَالَ :
أَنْبَأَنِي وَثَّابٌ وَكَانَ مِمَنْ أَدْرَكَهُ عِتْقُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ
عُمَرَ ، فَكَانَ يَكُونُ بَيْنَ يَدَيْ عُثْمَانَ ، قَالَ : فَرَأَيْتُ فِي
حَلْقِهِ طَعْنَتَيْنِ كَأَنَّهُمَا كَيَّتَانِ طُعِنَهُمَا يَوْمَ الدَّارِ دَارِ
عُثْمَانَ ، قَالَ : بَعَثَنِي أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عُثْمَان ، فَقَالَ : ادْعُ
الأَشْتَرَ ، فَجَاءَ ، قَالَ ابْنُ عَوْنٍ : أَظُنُّهُ ، قَالَ : فَطُرِحَتْ
لأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وِسَادَةٌ وله وسادة ، فَقَالَ : يَا أَشْتَرُ ، مَا
يُرِيدُ النَّاسُ مِنِّي ، قَالَ : ثَلاَثٌ لَيْسَ مِنْ إحْدَاهُنَّ بُد ،
يُخَيِّرُونَك بَيْنَ أَنْ تَخْلَعَ لَهُمْ أَمْرَهُمْ ، فَتَقُولُ : هَذَا
أَمْرُكُمْ ، فَاخْتَارُوا لَهُ مَنْ شِئْتُمْ ، وَبَيْنَ أَنْ تُقِصَّ مِنْ
نَفْسِكَ ، فَإِنْ أَبَيْت هَاتَيْنِ فَإِنَّ الْقَوْمَ قَاتِلُوك ، قَالَ : مَا
مِنْ إحْدَاهُنَّ بُدٌّ ، قَالَ : مَا مِنْ إحْدَاهُنَّ بُدٌّ ، فَقَالَ : أَمَّا
أَنْ أَخْلَعَ لَهُمْ أَمْرَهُمْ فَمَا كُنْت لأَخْلَعَ لَهُمْ سِرْبَالاً
سَرْبَلَنِيهِ اللَّهُ أَبَدًا ، قَالَ ابْنُ عَوْنٍ : وَقَالَ غَيْرُ الْحَسَنِ :
لأَنْ أُقَدَّمَ فَتُضْرَبَ عُنُقِي أَحَبُّ إلَيَّ مِنْ أَنْ أَخْلَعَ أُمَّةَ
مُحَمَّدٍ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ ، وَقَالَ ابْنُ عَوْنٍ : وَهَذِهِ أَشْبَهُ
بِكَلاَمُهِ ، وأما أَنْ أَقُصَّ لَهُمْ مِنْ نَفْسِي ، فَوَاللهِ لَقَدْ عَلِمْت
أَنَّ صَاحِبَيّ بَيْنَ يَدَيّ كَانَا يَقُصَّانِ مِنْ أَنْفُسِهِمَا ، وَمَا
يَقُومُ
بَدَنِي بِالْقِصَاصِ ، وَأَمَّا أَنْ يَقْتُلُونِي , فَوَاللهِ لَئِنْ قَتَلُونِي
لاَ يَتَحَابُّونَ بَعْدِي أَبَدًا ، وَلاَ يُقَاتِلُونَ بَعْدِي جَمِيعًا
عَدُوًّا أَبَدًا ، فَقَامَ الأَشْتَرُ فَانْطَلَقَ ، فَمَكَثْنَا فَقُلْنَا :
لَعَلَّ النَّاسَ ، ثُمَّ جَاءَ رُوَيْجِلٌ كَأَنَّهُ ذِئْبٌ ، فَاطَّلَعَ مِنَ
الْبَابِ ، ثُمَّ رَجَعَ ، ثُمَّ جَاءَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ فِي ثَلاَثَةَ
عَشَرَ رَجُلاً حَتَّى انْتَهَى إِلَى عُثْمَانَ فَأَخَذَ بِلِحْيَتِهِ ، فَقَالَ
بِهَا حَتَّى سَمِعْت وَقْعَ أَضْرَاسِهِ ، وَقَالَ : مَا أَغْنَى ، عَنْك
مُعَاوِيَةُ ، مَا أَغْنَى ، عَنْك ابْنُ عَامِرٍ ، مَا أَغْنَتْ عَنْك كُتُبُك ،
فَقَالَ : أَرْسِلْ لِي لِحْيَتِي يَا ابْنَ أَخِي ، أَرْسِلْ لِي لِحْيَتِي يَا
أَخِي ، قَالَ : فرَأَيْته اسْتَعْدَى رَجُلاً مِنَ الْقَوْمِ يُعِينه فَقَامَ
إلَيْهِ بِمِشْقَصٍ حَتَّى وَجَأَ بِهِ فِي رَأْسِهِ فَأُثْبِتَ ، ثُمَّ مه ؟ ،
قَالَ : ثُمَّ دَخَلُوا عَلَيْهِ وَاللهِ حَتَّى قَتَلُوهُ.
38810- حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ ، قَالَ : حدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ
صَالِحٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي رَبِيعَةُ بْنُ يَزِيدَ الدِّمَشْقِيُّ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ قَيْسٍ ، أَنَّهُ سَمِعَ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ
، عَنْ عَائِشَةَ ، أَنَّهَا ، قَالَتْ : أَلاَ أُحَدِّثُك بِحَدِيثٍ سَمِعْتُهُ
مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، أَنَّهُ بَعَثَ إِلَى عُثْمَانَ
فَدَعَاهُ فَأَقْبَلَ إلَيْهِ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : يَا عُثْمَان ، إِنَّ
اللَّهَ لَعَلَّهُ يُقْمِصُكَ قَمِيصًا ، فَإِنْ أَرَادُوك عَلَى خَلْعِهِ فَلاَ
تَخْلَعْهُ ثَلاَثًا ، فَقُلْتُ : يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ ، أَيْنَ كُنْت عَنْ
هَذَا الْحَدِيثِ ، قَالَتْ : أُنْسِيتُهُ كَأَنْ لَمْ أَسْمَعْهُ.
38811- حَدَّثَنَا عَفَّانُ ، قَالَ : حدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ ، قَالَ :
أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنُ حَكِيمٍ ، عَنْ نَافِعٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ
اللهِ بْنُ عُمَرَ ، قَالَ : قَالَ لِي عُثْمَان وَهُوَ مَحْصُورٌ فِي الدَّارِ :
مَا تَقُولُ فِيمَا أَشَارَ بِهِ عَلَيَّ الْمُغِيرَةُ بْنُ الأَخْنَسِ ، قَالَ :
قُلْتُ : وَمَا أَشَارَ بِهِ عَلَيْك ، قَالَ : إِنَّ هَؤُلاَءِ الْقَوْمَ
يُرِيدُونَ خَلْعِي ، فَإِنْ خُلِعْت تَرَكُونِي ، وَإِنْ لَمْ أُخْلَعْ
قَتَلُونِي ، قَالَ : قُلْتُ : أَرَأَيْت إِنْ خُلِعْت أَتُرَاك مُخَلَّدًا فِي
الدُّنْيَا ، قَالَ َلا ، قُلْتُ : فَهَلْ يَمْلِكُونَ الْجَنَّةَ وَالنَّارَ ،
قَالَ : لاَ ، قُلْتُ : أَرَأَيْت إِنْ لَمْ تُخْلَعْ ، أَيَزِيدُونَ عَلَى
قَتْلِكَ ، قَالَ : لاَ ، قُلْتُ : أَرَأَيْت تَسُنُّ هَذِهِ السُّنَّةَ فِي
الإِسْلاَم كُلَّمَا سَخِطَ قَوْمٌ عَلَى أَمِيرٍ خَلَعُوهُ ، وَلاَ تَخْلَعُ
قَمِيصًا قَمَّصَكَهُ اللَّهُ.
38812- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ إسْمَاعِيلَ ، عَنْ قَيْسٍ ، قَالَ : حدَّثَنِي
أَبُو سَهْلَةَ ، أَنَّ عُثْمَانَ قَالَ يَوْمَ الدَّارِ : إِنَّ رَسُولَ اللهِ
صلى الله عليه وسلم عَهِدَ إلَيَّ عَهْدًا فَأَنَا صَابِرٌ عَلَيْهِ ، قَالَ :
فَكَانُوا يَرَوْنَ أَنَّهُ ذَاكَ الْيَوْمُ.
38813- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي
سُلَيْمَانَ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا لَيْلَى الْكِنْدِيَّ يَقُولُ : رَأَيْت
عُثْمَانَ اطَّلَعَ عَلَى النَّاسِ وَهُوَ مَحْصُورٌ ، فَقَالَ : أَيُّهَا
النَّاسُ ، لاَ تَقْتُلُونِي وَاسْتَعْتِبُونِي ، فَوَاللهِ لَئِنْ قَتَلْتُمُونِي
لاَ تُقَاتِلُونَ جَمِيعًا أَبَدًا وَلاَ تُجَاهِدُونَ عَدُوًّا أَبَدًا ،
وَلَتَخْتَلِفُنَّ حَتَّى تَصِيرُوا هَكَذَا وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ :
{وَيَا قَوْمِ لاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَ
قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ
بِبَعِيدٍ} قَالَ : وَأَرْسَلَ إِلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلاَمٍ فَسَأَلَهُ ،
فَقَالَ : الْكَفُّ الْكَفُّ ، فَإِنَّهُ أَبْلَغُ لَكَ فِي الْحُجَّةِ ،
فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَتَلُوهُ.
38814- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ
بْنِ سِيرِينَ ، قَالَ : أَشْرَفَ عَلَيْهُمْ عُثْمَان مِنَ الْقَصْرِ ، فَقَالَ :
ائْتُونِي بِرَجُلٍ أُتَالِيهِ كِتَابَ اللهِ ، فَأَتَوْهُ بِصَعْصَعَةَ بْنِ
صُوحَانَ ، وَكَانَ شَابًّا ، فَقَالَ : مَا وَجَدْتُمْ أَحَدًا تَأْتُونِي غَيْرَ
هَذَا الشَّابِّ ، قَالَ : فَتَكَلَّمَ صَعْصَعَةُ بْنُ صُوحَانَ بِكَلاَمُ ،
فَقَالَ لَهُ عُثْمَان : اُتْلُ ، فَقَالَ صَعْصَعَةُ : {أُذِنَ لِلَّذِينَ
يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ}
فَقَالَ : لَيْسَتْ لَكَ وَلاَ لأَصْحَابِكَ ، وَلَكِنَّهَا لِي وَلأَصْحَابِي ،
ثُمَّ تَلاَ عُثْمَان : {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا
وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ} حَتَّى بَلَغَ {وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ
الأُمُورِ} .
38815- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، قَالَ : حدَّثَنَا أَبُو
صَالِحٍ ، قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلاَمٍ : لَمَّا حُصِرَ عُثْمَان فِي
الدَّارِ ، قَالَ : لاَ تَقْتُلُوهُ فَإِنَّهُ لَمْ يَبْقَ مِنْ أَجَلِهِ إِلاَّ
قَلِيلٌ ، وَاللهِ لَئِنْ قَتَلْتُمُوهُ لاَ تُصَلُّوا جَمِيعًا أَبَدًا.
38816- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إدْرِيسَ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ
عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ عُثْمَانَ يَقُولُ : إِنَّ أَعْظَمَكُمْ
غِنَاءً عِنْدِي مَنْ كَفَّ سِلاَحَهُ وَيَدَهُ.
38817- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، عَنْ هِشَامٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ
الزُّبَيْرِ ، قَالَ : قُلْتُ لِعُثْمَانَ يَوْمَ الدَّارِ : اُخْرُجْ
فَقَاتِلْهُمْ ، فَإِنَّ مَعَك مَنْ قَدْ نَصَرَ اللَّهُ بِأَقَلَّ مِنْهُ ،
وَاللهِ إِنَّ قِتَالُهَمْ لَحَلاَلٌ ، قَالَ : فَأَبَى ، وَقَالَ : مَنْ كَانَ
لِي عَلَيْهِ سَمْعٌ وَطَاعَةٌ فَلْيُطِعْ عَبْدَ اللهِ بْنَ الزُّبَيْرِ ،
وَكَانَ أَمَّرَهُ يَوْمَئِذٍ على الدار ، وَكَانَ ذَلِكَ الْيَوْمَ صَائِمًا.
38818- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، عَنْ صَدَقَةَ بْنِ أَبِي عِمْرَانَ ، قَالَ
: حدَّثَنَا أَبُو الْيَعْفُورِ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ مَوْلَى ابْنِ مَسْعُودٍ ،
قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللهِ : والله لَئِنْ قَتَلُوا عُثْمَانَ لاَ يُصِيبُوا
مِنْهُ خَلَفًا.
38819- حَدَّثَنَا ابْنُ إدْرِيسَ ، عَنْ هِشَامٍ ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ ، قَالَ :
جَاءَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ إِلَى عُثْمَانَ ، فَقَالَ : هَذِهِ الأَنْصَارُ
بِالْبَابِ ، قَالُوا : إِنْ شِئْتَ أَنْ نَكُونَ أَنْصَارًا لِلَّهِ مَرَّتَيْنِ
، قَالَ : أَمَّا قِتَالٌ فَلاَ.
38820- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إدْرِيسَ ، عَنْ إسْمَاعِيلَ ، عَنْ قَيْسٍ ،
عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ ، قَالَ : لَقَدْ رَأَيْتُنِي مُوثِقِي عُمَرُ
وَأُخْتَهُ عَلَى الإِسْلاَمِ ، وَلَوِ ارْفَضَّ أُحُدٌ مِمَّا صَنَعْتُمْ
بِعُثْمَانَ كَانَ حَقِيقًا.
38821- حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ ، عَنْ شُعْبَةَ ، قَالَ : سَمِعْتُ سِمَاكَ بْنَ
حَرْبٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ حَنْظَلَةَ بْنَ قَنَانَ أَبَا مُحَمَّدٍ مِنْ بَنِي
عَامِرِ بْنِ ذُهْلٍ ، قَالَ : أَشْرَفَ عَلَيْنَا عُثْمَان مِنْ كُوَّةٍ وَهُوَ
مَحْصُورٌ ، فَقَالَ : أَفِيكُمَ ابْنًا محدوج ، فَلَمْ يَكُونَا ثَمَّ ، كَانَا
نَائِمَيْنِ ، فَأُوقِظَا فَجَاءَا ، فَقَالَ لَهُمَا عُثْمَان : أُذَكِّرُكُمَا
اللَّهَ ، أَلَسْتُمَا تَعْلَمَانِ ، أَنَّ عُمَرَ ، قَالَ : إنَّمَا رَبِيعَةُ
فَاجِرٌ ، أَوْ غَادِرٌ ، فَإِنِّي وَاللهِ لاَ أَجْعَلُ فَرَائِضَهُمْ
وَفَرَائِضَ قَوْمٍ جَاؤُوا مِنْ مَسِيرَةِ شَهْرٍ ، فَهَاجَرَ أَحَدُهُمْ عِنْدَ
طَنَبِهِ ، ثُمَّ زِدْتهمْ فِي غَدَاةٍ وَاحِدَةٍ خَمْسَمِئَةٍ خَمْسَمِئَةٍ ،
حَتَّى أَلْحَقْتهمْ بِهِمْ ، قَالاَ : بَلَى ، قَالَ : أُذَكِّرُكُمَا اللَّهَ
أَلَسْتُمَا تَعْلَمَانِ أَنَّكُمَا أَتَيْتُمَانِي فَقُلْتُمَا : إِنَّ كِنْدَةَ
أَكَلَةُ رَأْسٍ ، وَأَنَّ رَبِيعَةَ هُمَ الرَّأْسُ ، وَأَنَّ الأَشْعَثَ بْنَ
قَيْسٍ قَدْ أَكَلَهُمْ فَنَزَعْته وَاسْتَعْمَلَتْكُمَا ، قَالاَ : بَلَى ، قَالَ
: اللَّهُمَّ ، إِنْ كَانُوا كَفَرُوا مَعْرُوفِي وَبَدَّلُوا نِعْمَتِي فَلاَ
تُرْضِهِمْ عَنْ إمَامٍ وَلاَ تُرْضِ الإِمَامَ عْنهُمْ.
38822- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنْ حَجَّاجٍ الصَّوَّافِ ، عَنْ حُمَيْدِ
بْنِ هِلاَلٍ ، عَنْ يَعْلَى بْنِ الْوَلِيدِ ، عَنْ جُنْدُبٍ الْخَيْرِ ، قَالَ :
أَتَيْنَا حُذَيْفَةَ حِينَ سَارَ الْمِصْرِيُّونَ إِلَى عُثْمَانَ فَقُلْنَا :
إِنَّ هَؤُلاَءِ قَدْ سَارُوا إِلَى هَذَا الرَّجُلِ فَمَا تَقُولُ ، قَالَ :
يَقْتُلُونَهُ وَاللهِ ، قَالَ : قُلْنَا : فأَيْنَ هُوَ ؟ قَالَ : فِي الْجَنَّةِ
وَاللهِ ، قَالَ : قُلْنَا : فَأَيْنَ قَتَلَتُهُ ؟ قَالَ : فِي النَّارِ وَاللهِ.
38823- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، قَالَ : حدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ،
عَنْ يَزِيدَ بْنِ حُمَيْدٍ أَبِي التَّيَّاحِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي
الْهُذَيْلِ ، قَالَ لَمَّا جَاءَ قَتْلُ عُثْمَانَ ، قَالَ حُذَيْفَةُ :
الْيَوْمَ نَزَلَ النَّاسُ حَافَّةَ الإِسْلاَم ، فَكَمْ مِنْ مَرْحَلَةٍ قَدَ
ارْتَحَلُوا عَنْهُ ، قَالَ : وَقَالَ ابْنُ أَبِي الْهُذَيْلِ : وَاللهِ لَقَدْ
جَارَ هَؤُلاَءِ الْقَوْمُ عَنِ الْقَصْدِ حَتَّى إِنَّ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُمْ وُعُورَةً
، مَا يَهْتَدُونَ لَهُ ، وَمَا يَعْرِفُونَهُ.
38824- حدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إدْرِيسَ ، عَنْ حُصَيْنٍ ، عَنْ أَبِي
وَائِلٍ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ ، عَنْ خَالِدٍ الْعَبْسِيِّ ، عَنْ حُذَيْفَةَ
وَذَكَرَ عُثْمَانَ ، فَقَالَ : اللَّهُمَّ لَمْ أَقْتُلْ وَلَمْ آمُرْ وَلَمْ
أَرْضَ.
38825- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إدْرِيسَ ، عَنْ لَيْثٍ ، عَنْ عَبْدِ
الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ ، قَالَ : لَمَّا سَارَ عَلِيٌّ إِلَى صِفِّينَ
اسْتَخْلَفَ أَبَا مَسْعُودٍ عَلَى النَّاسِ فَخَطَبَهُمْ فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ
فَرَأَى فِيهِمْ قِلَّةً ، فَقَالَ : أَيُّهَا النَّاسُ ، اخْرُجُوا فَمَنْ خَرَجَ
فَهُوَ آمِنٌ ، إنَّا وَاللهِ نَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمَ الْكَارِهَ لِهَذَا الأمر
الْمُتَثَاقِلَ عَنْهُ فَاخْرُجُوا ، فَمَنْ خَرَجَ فَهُوَ آمِنٌ ، إنَّا وَاللهِ
مَا نُعِدُّها عَافِيَةً أَنْ يَلْتَقِيَ هَذَانِ الْغَارَانِ يَتَّقِي
أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ ، وَلَكِنَّنَا نُعِدُّهَا عَافِيَةً أَنْ يُصْلِحَ اللَّهُ
أُمَّةَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم وَيَجْمَعَ أُلْفَتَهَا ، أَلاَ
أُخْبِرُكُمْ عَنْ عُثْمَانَ ، وَمَا نَقَمَ النَّاسُ عَلَيْهِ ، إنَّهُمْ لَنْ
يَدَعُوهُ وَذَنْبَهُ حَتَّى يَكُونَ اللَّهُ هُوَ يُعَذِّبُهُ ، أَوْ يَعْفُو
عَنْهُ ، وَلَمْ يُدْرِكُوا الَّذِي طَلَبُوهُ ، إذْ حَسَدُوهُ مَا آتَاهُ اللَّهُ
إيَّاهُ .
2- فَلَمَّا قَدِمَ عَلِيٌّ ، قَالَ لَهُ : أَنْتَ الْقَائِلُ مَا بَلَغَنِي عَنْك
يَا فَرُّوخُ ، إنَّك شَيْخٌ قَدْ ذَهَبَ عَقْلُك ، قَالَ : لَقَدْ سَمَّتْنِي
أُمِّي بِاسْمٍ هُوَ أَحْسَنُ مِنْ هَذَا ، أَذَهَبَ عَقْلِي وَقَدْ وَجَبَتْ لِي
الْجَنَّةُ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم ، تَعْلَمُهُ أَنْتَ ،
وَمَا بَقِيَ مِنْ عَقْلِي فَإِنَّا كُنَّا نَتَحَدَّثُ بِأَنَّ الآخِرَ فَالآخِرَ
شَرٌّ ، ثُمَّ خَرَجَ ، فَلَمَّا كَانَ بِالسِّيلِحِين
أَوْ بِالْقَادِسِيَّةِ خَرَجَ عَلَيْهِمْ وَضُفْرَاهُ يَقْطُرَانِ ، يَرَوْنَ
أَنَّهُ قَدْ تَهَيَّأَ لِلإِحْرَامِ ، فَلَمَّا وَضَعَ رِجْلَهُ فِي الْغَرْزِ
وَأَخَذَ بِمُؤَخَّرِ وَاسِطَةِ الرَّحْلِ قَامَ إلَيْهِ نَاسٌ مِنَ النَّاسِ ،
فَقَالُوا لَهُ : لَوْ عَهِدْت إلَيْنَا يَا أَبَا مَسْعُودٍ ، قَالَ : عَلَيْكُمْ
بِتَقْوَى اللهِ وَالْجَمَاعَةِ فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يَجْمَعُ أُمَّةَ مُحَمَّدٍ
عَلَى ضَلاَلَةٍ ، قَالَ : فَأَعَادُوا عَلَيْهِ ، فَقَالَ : عَلَيْكُمْ بِتَقْوَى
اللهِ وَالْجَمَاعَةِ ، فَإِنَّمَا يَسْتَرِيحُ بَرٌّ ، أَوْ يُسْتَرَاحُ مِنْ
فَاجِرٍ.
38826- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إدْرِيسَ ، عَنْ لَيْثٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ،
وَطَاوُوس ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : قَالَ عَلِيٌّ : مَا قَتَلْت ، يَعْنِي
عُثْمَانَ وَلاَ أَمَرْت ثَلاَثًا ، وَلَكِنِّي غُلِبْت.
38827- حَدَّثَنَا ابْنُ إدْرِيسَ ، عَنْ مِسْعَرٍ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ
مَيْسَرَةَ ، عَنْ طَاوُوسٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : قَالَ عَلِيٌّ : مَا
قَتَلْت ، وَإِنْ كُنْت لِقَتْلِهِ لَكَارِهًا.
38828- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنْ عَاصِمٍ ، عَنْ أَبِي
زُرَارَةَ ، وَأَبِي عَبْدِ اللهِ ، قَالاَ : سَمِعْنَا عَلِيًّا يَقُولُ :
وَاللهِ مَا شَارَكْت ، وَمَا قَتَلْت وَلاَ أَمَرْت وَلاَ رَضِيت ، يَعْنِي
قَتْلَ عُثْمَانَ.
38829- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ ، قَالَ : حدَّثَنَا إسْمَاعِيلُ بْنُ
أَبِي خَالِدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي حُصَيْنٌ رَجُلٌ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ ،
قَالَ : أَخْبَرَتْنِي سُرِّيَّةُ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ ، قَالَتْ : جَاءَ عَلِيٌّ
يَعُودُ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ ، وَعِنْدَهُ الْقَوْمُ ، فَقَالَ لِلْقَوْمِ :
أَنْصِتُوا وَاسْكُتُوا ، فَوَاللهِ لاَ تَسْأَلُونِي الْيَوْمَ شَيْئًا إِلاَّ
أَخْبَرْتُكُمْ بِهِ ، فَقَالَ لَهُ زَيْدٌ : أَنْشُدُك اللَّهَ ، أَنْتَ قَتَلْت
عُثْمَانَ ، فَأَطْرَقَ سَاعَةً ، ثُمَّ قَالَ : وَالَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ
وَبَرَأَ النَّسَمَةَ ، مَا قَتَلْته وَلاَ أَمَرْت بِقَتْلِهِ ، وَمَا سَاءَنِي.
38830- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ مُنْذِرِ بْنِ
يَعْلَى ، قَالَ : كَانَ يَوْمَ أَرَادُوا قَتْلَ عُثْمَانَ أَرْسَلَ مَرْوَانُ
إِلَى عَلِيٍّ أَلاَ تَأْتِيَ هَذَا الرَّجُلَ فَتَمْنَعُهُ ، فَإِنَّهُمْ لمْ
يُبْرِمُوا أَمْرًا دُونَك ، فَقَالَ عَلِيٌّ : لَنَأْتِيَنَّهُمْ ، قَالَ :
فَأَخَذَ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ بِكَتِفَيْهِ فَاحْتَضَنَهُ ، فَقَالَ : يَا أَبَتِ
، أَيْنَ تَذْهَبُ وَاللهِ مَا يَزِيدُونَك إِلاَّ رَهْبَةً ، فَأَرْسَلَ
إلَيْهِمْ عَلِيٌّ بِعِمَامَتِهِ يَنْهَاهُمْ عَنْهُ.
38831- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ
عُبَيْدٍ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الأَنْصَارِيِّ ، قَالَ : دَخَلْت مَعَ
الْمِصْرِيِّينَ عَلَى عُثْمَانَ ، فَلَمَّا ضَرَبُوهُ خَرَجْتُ أَشْتَدُّ قَدْ
مَلأْتُ فُرُوجِي عَدْوًا حَتَّى دَخَلْت الْمَسْجِدَ ، فَإِذَا رَجُلٌ جَالِسٌ
فِي نَحْوٍ مِنْ عَشَرَةٍ عَلَيْهِ عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ ، فَقَالَ : وَيْحَك مَا وَرَاك
، قَالَ : قُلْتُ قَدْ وَاللهِ فُرِغَ مِنَ الرَّجُلِ ، قَالَ : فَقَالَ : تَبًّا
لَكُمْ آخِرَ الدَّهْرِ ، قَالَ : فَنَظَرْت فَإِذَا هُوَ عَلِيٌّ.
38832- حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ ، عَنْ إسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ ،
عَنْ حَكِيمِ بْنِ جَابِرٍ ، قَالَ : لَمَّا حُصِرَ عُثْمَان أَتَى عَلِيٌّ
طَلْحَةَ وَهُوَ مُسْتَنِدٌ إِلَى وَسَائِدَ فِي بَيْتِهِ ، فَقَالَ : أَنْشُدُك
اللَّهَ ، لَمَا رَدَدْت النَّاسَ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فَإِنَّهُ
مَقْتُولٌ ، فَقَالَ طَلْحَةُ : لاَ وَاللهِ حَتَّى تُعْطِيَ بَنُو أُمَيَّةَ
الْحَقَّ مِنْ أَنْفُسِهَا.
38833- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُدَيْرٍ ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ
، قَالَ : عَابُوا عَلَى عُثْمَانَ تَمْزِيقَ الْمَصَاحِفِ وَآمَنُوا بِمَا كَتَبَ
لَهُمْ.
38834- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، عَنْ عَوْفٍ ، عَنْ مُحَمَّدٍ ، قَالَ :
خَطَبَ عَلِيٌّ بِالْبَصْرَةِ ، فَقَالَ : وَاللهِ مَا قَتَلْته وَلاَ مَالأْت
عَلَى قَتْلِهِ ، فَلَمَّا نَزَلَ ، قَالَ لَهُ بَعْضُ أَصْحَابِهِ : أَيُّ شَيْءٍ
صَنَعْت الآنَ يَتَفَرَّقُ عَنْك أَصْحَابُك ، فَلَمَّا عَادَ إِلَى الْمِنْبَرِ ،
قَالَ : مَنْ كَانَ سَائِلاً عَنْ دَمِ عُثْمَانَ فَإِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُ
وَأَنَا مَعَهُ ، قَالَ مُحَمَّدٌ : هَذِهِ كَلِمَةٌ قُرَشِيَّةٌ ذَاتُ وَجْهٍ.
38835- حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ ، قَالَ :
حدَّثَنَا الْعَلاَءُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ رَافِعٍ ، عَنْ مَيْمُونٍ ، قَالَ
: لَمَّا قُتِلَ عُثْمَان ، قَالَ حُذَيْفَةُ هَكَذَا وَحَلَّقَ بِيَدِهِ ،
وَقَالَ : فُتِقَ فِي الإِسْلاَم فَتْقٌ لاَ يَرْتِقُهُ جَبَلٌ.
38836- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، قَالَ : حدَّثَنَا الثَّوْرِيُّ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا أَسْلمُ الْمِنْقَرِيُّ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
بْنِ أَبْزَى ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : لَمَّا وَقَعَ مِنْ أَمْرِ عُثْمَانَ مَا
كَانَ ، وَتَكَلَّمَ النَّاسُ فِي أَمْرِهِ ، أَتَيْتُ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ ، فَقُلْتُ
له : أَبَا الْمُنْذِرِ ، مَا الْمَخْرَجُ ، قَالَ : كِتَابُ اللهِ ، قَالَ : مَا
اسْتَبَانَ لَكَ مِنْهُ فَاعْمَلْ بِهِ وَانْتَفِعْ بِهِ ، وَمَا اشْتَبَهَ
عَلَيْك فَآمِنْ بِهِ وَكِلْهُ إِلَى عَالِمِهِ.
38837- حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى ، قَالَ : أَخْبَرَنَا شَيْبَانُ ،
عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ إسْمَاعِيلَ بْنِ رَجَاءٍ ، عَنْ صَخْرِ بْنِ الْوَلِيدِ ،
عَنْ جُزَيِّ بْنِ بُكَيْر الْعَبْسِيِّ ، قَالَ : جَاءَ حُذَيْفَةُ إِلَى
عُثْمَانَ لِيُوَدِّعَهُ ، أَوْ يُسَلِّمَ عَلَيْهِ ، فَلَمَّا أَدْبَرَ ، قَالَ :
رُدُّوهُ ، فَلَمَّا جَاءَ ، قَالَ : مَا بَلَغَنِي عَنْك بِظَهْرِ الْغَيْبِ ،
فَقَالَ : وَاللهِ مَا أَبْغَضْتُك مُنْذُ أَحْبَبْتُك ، وَلاَ غَشَشْتُك مُنْذُ
نَصَحْت لَكَ ، قَالَ أَنْتَ أَصْدَقُ مِنْهُمْ وَأَبَرُّ ، انْطَلِقْ ، فَلَمَّا
أَدْبَرَ ، قَالَ : رُدُّوهُ ، قَالَ : مَا بَلَغَنِي عَنْك بِظَهْرِ الْغَيْبِ ،
فَقَالَ : حُذَيْفَةُ بِيَدِهِ هَكَذَا ، مَا بَلَغَنِي عَنْك بِظَهْرِ الْغَيْبِ
، أَجَلْ وَاللهِ لَتُخْرَجَنَّ إخْرَاجَ الثَّوْرِ ، ثُمَّ لَتُذْبَحَنَّ ذَبْحَ
الْجَمَلِ ، قَالَ : فَأَخَذَهُ مِنْ ذَلِكَ أَفكلٌ ، فَأَرْسَلَ إِلَى
مُعَاوِيَةَ فَجِيءَ بِهِ يُدْفَعُ ، قَالَ : هَلْ تَدْرِي مَا قَالَ حُذَيْفَةُ ،
قَالَ : وَاللهِ لَتُخْرَجَنَّ إخْرَاجَ الثَّوْرِ وَلَتُذْبَحَنَّ ذَبْحَ
الْجَمَلِ ، فَقَالَ : ادفنها ادفنها.
38838- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا سَلاَّمُ بْنُ
مِسْكِينٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مَنْ رَأَى عَبْدَ اللهِ بْنَ سَلاَمٍ يَوْمَ
قُتِلَ عُثْمَان يَبْكِي وَيَقُولُ : الْيَوْمَ هَلَكَتِ الْعَرَبُ.
38839- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، قَالَ : حدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ ، عَنْ أَبِيهِ
، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ ، أَنَّ نَاسًا كَانُوا عِنْدَ
فُسْطَاطِ عَائِشَةَ فَمَرَّ بِهِمْ عُثْمَان ، أُرَى ذَلِكَ بِمَكَّةَ ، قَالَ
أَبُو سَعِيدٍ : فَمَا بَقِيَ أَحَدٌ مِنْهُمْ إِلاَّ لَعَنَهُ ، أَوْ سَبَّهُ
غَيْرِي ، وَكَانَ فِيهِمْ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ ، فَكَانَ عُثْمَان
عَلَى الْكُوفِيِّ أَجْرَأَ مِنْهُ عَلَى غَيْرِهِ ، فَقَالَ : يَا كُوفِي ،
أَتَسُبُّنِي ؟ اقْدُمَ الْمَدِينَةَ ، كَأَنَّهُ يَتَهَدَّدُهُ ، قَالَ :
فَقَدِمَ الْمَدِينَةَ فَقِيلَ لَهُ : عَلَيْك بِطَلْحَةِ ، فَانْطَلَقَ مَعَهُ
طَلْحَةُ حَتَّى أَتَى عُثْمَانَ ، فَقَالَ عُثْمَان : وَاللهِ لأَجْلِدَنَّكَ
مِئَة ، قَالَ : فَقَالَ طَلْحَةُ : وَاللهِ لاَ تَجْلِدْهُ مِئَة إِلاَّ أَنْ
يَكُونَ زَانِيًا ، قَالَ لأَحْرِمَنَّكَ عَطَاءَك ، قَالَ : فَقَالَ طَلْحَةُ :
إِنَّ اللَّهَ سَيَرْزُقُهُ.
38840- حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ ، قَالَ
: سَمِعْتُ ذَكْوَانَ أَبَا صَالِحٍ يُحَدِّثُ ، عَنْ صُهَيْبٍ مَوْلَى
الْعَبَّاسِ ، قَالَ : أَرْسَلَنِي الْعَبَّاسُ إِلَى عُثْمَانَ أَدْعُوهُ ، قَالَ
: فَأَتَيْته فَإِذَا هُوَ يُغَدِّي النَّاسَ ، فَدَعَوْته فَأَتَاهُ ، فَقَالَ :
أَفْلَحُ الْوَجْهُ أَبَا الْفَضْلِ ، قَالَ : وَوَجْهُك أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ،
قَالَ : مَا زِدْت أَنْ أَتَانِي رَسُولُك وَأَنَا أَغُدِّيَ النَّاسَ
فَغَدَّيْتهمْ ، ثُمَّ أَقْبَلْت ، فَقَالَ الْعَبَّاسُ : أُذَكِّرُك اللَّهَ فِي
عَلِيٍّ ، فَإِنَّهُ ابْنُ عَمِّكَ وَأَخُوك فِي دِينِكَ وَصَاحِبُك مَعَ رَسُولِ
اللهِ صلى الله عليه وسلم وَصِهْرُك ، وَإِنَّهُ قَدْ بَلَغَنِي أَنَّك تُرِيدُ
أَنْ تَقُومَ بِعَلِيٍّ وَأَصْحَابِهِ فَاعْفِنِي مِنْ ذَلِكَ يَا أَمِيرَ
الْمُؤْمِنِينَ ، فَقَالَ عُثْمَان : أَنَا أول مَا أجبتك أَنْ قَدْ شَفَّعْتُك ،
أَنَّ عَلِيًّا لَوْ شَاءَ مَا كَانَ أَحَدٌ دُونَهُ ، وَلَكِنَّهُ أَبَى إِلاَّ
رَأْيَهُ ، وَبَعَثَ إِلَى عَلِيٍّ ، فَقَالَ لَهُ أُذَكِّرُك اللَّهَ فِي ابْنِ
عَمِّكَ ، وَابْنِ عَمَّتِكَ وَأَخِيك فِي دِينِكَ وَصَاحِبِكَ مَعَ رَسُولِ اللهِ
وَوَلِيِّ بَيْعَتِكَ ، فَقَالَ : وَاللهِ لَوْ أَمَرَنِي أَنْ أَخْرُجَ مِنْ
دَارِي لَخَرَجْت ، فَأَمَّا أَنْ أُدَاهِنَ أَنْ لاَ يُقَامَ كِتَابُ اللهِ
فَلَمْ أَكُنْ لأَفْعَلَ ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ : سَمعْته مَا لاَ
أُحْصِي وَعَرَضْته عَلَيْهِ غَيْرَ مَرَّةٍ.
38841- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا إسْمَاعِيلُ عَنْ قَيْسٍ
، قَالَ : لَمَّا قَدِمَ مُعَاوِيَةُ وَعَمْرٌو الْكُوفَةَ أَتَى الْحَارِثُ بْنُ
الأَزْمَعِ عَمْرًا ، فَخَرَجَ عَمْرٌو وَهُوَ رَاكِبٌ ، فَقَالَ لَهُ الْحَارِثُ
: جِئْت فِي أَمْرٍ لَوْ وَجَدْتُك عَلَى قَرَارٍ لَسَأَلْتُك ، فَقَالَ عَمْرٌو :
مَا كُنْت لِتَسْأَلَنِي ، عَنْ شَيْءٍ وَأَنَا عَلَى قَرَارٍ إِلاَّ أَخْبَرْتُك
بِهِ الآنَ ، قَالَ : فَأَخْبِرْنِي عَنْ عَلِيٍّ وَعُثْمَانَ ، قَالَ : فَقَالَ :
اجْتَمَعَتِ السَّخْطَةُ وَالأَثَرَةُ ، فَغَلَبَتِ السَّخْطَةُ الأَثَرَةَ ،
ثُمَّ سَارَ.
38842- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، قَالَ : حدَّثَنَا كَهْمَسٌ ، قَالَ :
حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ شَقِيقٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي الأَقْرَعُ ، قَالَ :
أَرْسَلَ عُمَرُ إِلَى الأُسْقُفّ ، قَالَ : فَهُوَ يَسْأَلُهُ وَأَنَا قَائِمٌ
عَلَيْهِمَا أُظِلُّهُمَا مِنَ الشَّمْسِ ، فَقَالَ لَهُ : هَلْ تَجِدُنَا فِي
كِتَابِكُمْ ، قَالَ : نَعَتَكُمْ وَأَعْمَالَكُمْ ، قَالَ : فَمَا تَجِدُنِي ،
قَالَ : أَجِدُك قَرْنَ حَدِيدٍ ، قَالَ : فنفط عُمَرُ في وَجْهِهِ وَقَالَ :
قَرْنُ حَدِيدٍ ، قَالَ أَمِينٌ شَدِيدٌ ، قَالَ : فَكَأَنَّهُ فَرِحَ بِذَلِكَ ،
قَالَ فَمَا تَجِدُ بَعْدِي ، قَالَ خَلِيفَةُ صِدْقٍ يُؤْثِرُ أَقْرَبِيهِ ،
قَالَ ، يقول عُمَرُ : يَرْحَمُ اللَّهُ ابْنَ عَفَّانَ ، قَالَ : فَمَا تَجِدُ
بَعْدَهُ ، قَالَ : صَدْعُ حَدِيدٍ ، قَالَ : وَفِي يَدِ عُمَرَ شَيْءٌ
يُقَلِّبُهُ ، قَالَ : فَنَبَذَهُ ، وَقَالَ : يَا دَفْرَاه ، مَرَّتَيْنِ ، أَوْ
ثَلاَثًا ، فَقَالَ : لاَ تَقُلْ ذَلِكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَإِنَّهُ
خَلِيفَةٌ مُسْلِمٌ وَرَجُلٌ صَالِحٌ ، وَلَكِنَّهُ يُسْتَخْلَفُ وَالسَّيْفُ
مَسْلُولٌ وَالدَّمُ مُهْرَاقٌ ، قَالَ : ثُمَّ الْتَفَتَ إلَيَّ ، وَقَالَ :
الصَّلاَةُ.
38843- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي الْهَيْثُمَّ ، عَنْ يُوسُفَ
بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلاَمٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : لاَ تَسُلُّوا
سُيُوفَكُمْ فَلَئِنْ سَلَلْتُمُوهَا لاَ تُغْمَدُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ،
وَقَالَ : أَنْظَرُونِي ثَمَانَ عَشَرَةَ ، يَعْنِي يَوْمَ عُثْمَانَ.
38844- حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ
أَبِي حَبِيبٍ ، قَالَ : قَالَ كَعْبٌ : كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى هَذَا وَفِي
يَدَيْهِ شِهَابَانِ مِنْ نَارٍ ، يَعْنِي قَاتِلَ عُثْمَانَ ، فَقَتَلَهُ.
38845- حَدَّثَنَا عَفَّانُ ، قَالَ : حدَّثَنِي مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ
التَّيْمِيُّ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبِي ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو نَضْرَةَ ،
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ مَوْلَى أَبِي أُسَيْد الأَنْصَارِيِّ ، قَالَ : سَمِعَ
عُثْمَان ، أَنَّ وَفْدَ أَهْلِ مِصْرَ قَدْ أَقْبَلُوا ، فَاسْتَقْبَلَهُمْ ،
فَكَانَ فِي قَرْيَةٍ خَارِجًا مِنَ الْمَدِينَةِ ، أَوْ كَمَا قَالَ : قَالَ :
فَلَمَّا سَمِعُوا بِهِ أَقْبَلُوا نَحْوَهُ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي هُوَ فِيهِ
، قَالَ : أُرَاهُ ، قَالَ : وَكَرِهَ أَنْ يَقْدُمُوا عَلَيْهِ الْمَدِينَةَ ،
أَوْ نَحْوًا مِنْ ذَلِكَ ، فَأَتَوْهُ فَقَالُوا : ادْعُ بِالْمُصْحَفِ ، فَدَعَا
بِالْمُصْحَفِ فَقَالُوا : افْتَحَ السَّابِعَةَ ، وَكَانُوا
يُسَمُّونَ سُورَةَ يُونُسَ السَّابِعَةَ ، فَقَرَأَهَا حَتَّى إِذَا أَتَى عَلَى
هَذِهِ الآيَةِ : {قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ
فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَامًا وَحَلاَلاً قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى
اللهِ تَفْتَرُونَ} قَالُوا : أَرَأَيْت مَا حَمَيْت مِنَ الْحِمَى آللَّهُ أَذِنَ
لَكَ بِهِ أَمْ عَلَى اللهِ تَفْتَرِي ، فَقَالَ : أَمْضِهِ ، أنْزلَتْ فِي كَذَا
وَكَذَا ، وَأَمَّا الْحِمَى فَإِنَّ عُمَرَ حَمَى الْحِمَى قَبْلِي لإِبِلِ
الصَّدَقَةِ ، فَلَمَّا وُلِّيتُ زَادَتْ إبِلُ الصَّدَقَةِ فَزِدْت فِي الْحِمَى
لِمَا زَادَ مِنْ إبِلِ الصَّدَقَةِ ، فَجَعَلُوا يَأْخُذُونَهُ بِالآيَةِ
فَيَقُولُ : أَمْضِهِ ، نَزَلَتْ فِي كَذَا وَكَذَا .
2- وَالَّذِي يَلِي كَلاَمُ عُثْمَانَ يَوْمَئِذٍ فِي سِنِّكَ ، يَقُولُ أَبُو
نَضْرَةَ : يَقُولُ لِي ذَلِكَ أَبُو سَعِيدٍ ، قَالَ أَبُو نَضْرَةَ : وَأَنَا
فِي سِنِّكَ يَوْمَئِذٍ ، قَالَ : وَلَمْ يَخْرُجْ وَجْهِي ، أَوْ لَمْ يَسْتَوِ
وَجْهِي يَوْمَئِذٍ ، لاَ أَدْرِي لَعَلَّهُ ، قَالَ مَرَّةً أُخْرَى : وَأَنَا
يَوْمَئِذٍ فِي ثَلاَثِينَ سَنَةً .
3- ثُمَّ أَخَذُوهُ بِأَشْيَاءَ لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ مِنْهَا مَخْرَجٌ ،
فَعَرَفَهَا ، فَقَالَ : أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إلَيْهِ ، فَقَالَ لَهُمْ
: مَا تُرِيدُونَ فَأَخَذُوا مِيثَاقَهُ ، قَالَ : وَأَحْسِبُهُ ، قَالَ :
وَكَتَبُوا عَلَيْهِ شَرْطًا ، قَالَ : وَأَخَذَ عَلَيْهِمْ ، أَنْ لاَ يَشُقُّوا
عَصًا وَلاَ يُفَارِقُوا جَمَاعَةً مَا أَقَامَ لَهُمْ بِشَرْطِهِمْ ، أَوْ كَمَا
أَخَذُوا عَلَيْهِ .
4- فَقَالَ لَهُمْ : مَا تُرِيدُونَ فَقَالُوا : نُرِيدُ أَنْ لاَ يَأْخُذَ أَهْلُ
الْمَدِينَةِ عَطَاءً ، فَإِنَّمَا هَذَا الْمَالُ لِمَنْ قَاتَلَ عَلَيْهِ
وَلِهَذِهِ الشُّيُوخِ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم فَرَضُوا ،
وَأَقْبَلُوا مَعَهُ إِلَى الْمَدِينَةِ رَاضِينَ ، فَقَامَ فَخَطَبَ ، فَقَالَ :
وَاللهِ إنِّي مَا رَأَيْت وَافِدًا هُمْ خَيْرٌ لِحَوْبَاتِي مِنْ هَذَا
الْوَفْدِ
الَّذِينَ قَدِمُوا عَلَيَّ ، وَقَالَ مَرَّةً أُخْرَى : حَسِبْت ، أَنَّهُ قَالَ
: مِنْ هَذَا الْوَفْدِ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ ، أَلاَ مَنْ كَانَ لَهُ زَرْعٌ
فَلْيَلْحَقْ بِزَرْعِهِ ، وَمَنْ كَانَ لَهُ ضَرْعٌ فَلْيَحْتَلِبْ ، أَلاَ
إِنَّهُ لاَ مَالَ لَكُمْ عِنْدَنَا ، إنَّمَا هَذَا الْمَالُ لِمَنْ قَاتَلَ
عَلَيْهِ ، وَلِهَذِهِ الشُّيُوخِ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم
فَغَضِبَ النَّاسُ وَقَالُوا : مَكْرُ بَنِي أُمَيَّةَ .
5- ثُمَّ رَجَعَ الْوَفْدُ الْمِصْرِيُّونَ رَاضِينَ ، فَبَيْنَمَا هُمْ فِي
الطَّرِيقِ إذْ بِرَاكِبٍ يَتَعَرَّضُ لَهُمْ ، ثُمَّ يُفَارِقُهُمْ ، ثُمَّ
يَرْجِعُ إلَيْهِمْ ، ثُمَّ يُفَارِقُهُمْ وَيَسُبُّهُمْ ، فَقَالُوا لَهُ : إِنَّ
لَكَ لأَمْرًا مَا شَأْنُك ، قَالَ : أَنَا رَسُولُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى
عَامِلِهِ بِمِصْرَ فَفَتَّشُوهُ فَإِذَا بِالكِتَابٍ عَلَى لِسَانِ عُثْمَانَ ،
عَلَيْهِ خَاتَمُهُ إِلَى عَامِلٍ مِصْرَ أَنْ يَقْتُلَهُمْ ، أَوْ يَقْطَعَ
أَيْدِيهمْ وَأَرْجُلَهُمْ .
6- فَأَقْبَلُوا حَتَّى قَدِمُوا الْمَدِينَةَ ، فَأَتَوْا عَلِيًّا فَقَالُوا :
أَلَمْ تَرَ إِلَى عَدُوِّ اللهِ ، أَمَرَ فِينَا بِكَذَا وَكَذَا ، وَاللهِ قَدْ
أُحِلَّ دَمُهُ قُمْ مَعَنا إلَيْهِ ، فَقَالَ : لاَ وَاللهِ ، لاَ أَقُومُ
مَعَكُمْ ، قَالُوا : فَلِمَ كَتَبْت إلَيْنَا ، قَالَ : لاَ وَاللهِ مَا كَتَبْت
إلَيْكُمْ كِتَابًا قطُّ ، قَالَ : فَنَظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ ، ثُمَّ
قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ : أَلِهَذَا تُقَاتِلُونَ ، أَوْ لِهَذَا تَغْضَبُونَ
وَانْطَلَقَ عَلِيٌّ فَخَرَجَ مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى قَرْيَةٍ ، أَوْ قَرْيَةٍ
لَهُ .
7- فَانْطَلَقُوا حَتَّى دَخَلُوا عَلَى عُثْمَانَ فَقَالُوا : كَتَبْت فِينَا
بِكَذَا وَكَذَا ، فَقَالَ : إنَّمَا هُمَا اثْنَتَانِ ، أَنْ تُقِيمُوا عَلَيَّ
رَجُلَيْنِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، أَوْ يَمِينًا : بِاللهِ الَّذِي لاَ إلَهَ
إِلاَّ هُوَ ، مَا كَتَبْت وَلاَ أَمْلَيْت ، وَقَدْ تَعْلَمُونَ ، أَنَّ
الْكِتَابَ يُكْتَبُ عَلَى لِسَانِ الرَّجُلِ وَيُنْقَشُ الْخَاتَمَ عَلَى
الْخَاتَمِ ، فَقَالُوا لَهُ : قَدْ وَاللهِ أَحَلَّ اللَّهُ دَمَك ، وَنُقِضَ
الْعَهْدَ وَالْمِيثَاقَ ,
8- قَالَ : فَحَصَرُوهُ فِي الْقَصْرِ ، فَأَشْرَفَ عَلَيْهِمْ ، فَقَالَ :
السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ، قَالَ : فَمَا أُسْمِعَ أَحَدًا رَدَّ السَّلاَمَ إِلاَّ
أَنْ يَرُدَّ رَجُلٌ فِي نَفْسِهِ ، فَقَالَ : أَنْشُدُكُمْ بِاللهِ ، هَلْ
عَلِمْتُمْ أَنِّي اشْتَرَيْت رُومَةً بِمَالِي لأَسْتَعْذِبَ بِهَا ، قَالَ :
فَجَعَلْتُ رِشَائِي فِيهَا كَرِشَاءِ رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، فَقِيلَ :
نَعَمْ ، فَقَالَ : فَعَلاَمَ تَمْنَعُونِي أَنْ أَشْرَبَ مِنْهَا حَتَّى أُفْطِرَ
عَلَى مَاءِ الْبَحْرِ .
9- قَالَ : أَنْشُدُكُمْ بِاللهِ هَلْ عَلِمْتُمْ أَنِّي اشْتَرَيْت كَذَا وَكَذَا
مِنَ الأَرْضِ فَزِدْته فِي الْمَسْجِد ، قِيلَ : نَعَمْ ، قَالَ : فَهَلْ
عَلِمْتُمْ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ مُنِعَ أَنْ يُصَلِّيَ فِيهِ قبلي قِيلَ قَالَ :
وَأَنْشُدُكُمْ بِاللهِ هَلْ سَمِعْتُمْ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم
يَذَكَرَ كَذَا وَكَذَا شَيْئًا مِنْ شَأْنِهِ ، وَذَكَرَ أُرَى كِتَابَةَ
الْمُفَصَّلِ .
10- قَالَ : فَفَشَا النَّهْي ، وَجَعَلَ النَّاسُ يَقُولُونَ : مَهْلاً ، عَنْ
أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، وَفَشَا النَّهْيُ وَقَامَ الأَشْتَرُ ، فَلاَ أَدْرِي
يَوْمَئِذٍ أَمْ يَوْم
آخَرَ ، فَقَالَ : لَعَلَّهُ قَدْ مَكَرَ بِهِ وَبِكُمْ ، قَالَ : فَوَطِئَهُ
النَّاسُ حَتَّى أُلْقِيَ كَذَا وَكَذَا .
11- ثُمَّ إِنَّهُ أَشْرَفَ عَلَيْهِمْ مَرَّةً أُخْرَى فَوَعَظَهُمْ
وَذَكَّرَهُمْ ، فَلَمْ تَأْخُذْ فِيهِم الْمَوْعِظَةُ ، وَكَانَ النَّاسُ
تَأْخُذُ فِيهِمَ الْمَوْعِظَةُ أَوَّلَ مَا يَسْمَعُونَهَا ، فَإِذَا أُعِيدَتْ
عَلَيْهِمْ لَمْ تَأْخُذْ فِيهِم الْمَوْعِظَةُ .
12- ثُمَّ فَتَحَ الْبَابَ وَوَضَعَ الْمُصْحَفَ بَيْنَ يَدَيْهِ ، قَالَ :
فَحَدَّثَنَا الْحَسَنُ ، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي بَكْرٍ دَخَلَ عَلَيْهِ
فَأَخَذَ بِلِحْيَتِهِ ، فَقَالَ لَهُ عُثْمَان : لَقَدْ أَخَذْت مِنِّي مَأْخَذًا
، أَوْ قَعَدْت مِنِّي مَقْعَدًا مَا كَانَ أَبُو بَكْرٍ لِيَأْخُذَهُ ، أَوْ
لِيَقْعُدَهُ ، قَالَ : فَخَرَجَ وَتَرَكَهُ .
13- قَالَ : وَفِي حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ : فَدَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ ، فَقَالَ :
بَيْنِي وَبَيْنَكَ كِتَابُ اللهِ ، فَخَرَجَ وَتَرَكَهُ ، وَدَخَلَ عَلَيْهِ
رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ الْمَوْتُ الأَسْوَدُ فَخَنَقَهُ وَخَنَقَهُ ، ثُمَّ خَرَجَ ،
فَقَالَ : وَاللهِ مَا رَأَيْت شَيْئًا قَطُّ هُوَ أَلْيَنُ مِنْ حَلْقِهِ ،
وَاللهِ لَقَدْ خَنَقْته حَتَّى رَأَيْت نَفَسَهُ مِثْلَ نَفَسِ الْجَانِّ
تَرَدَّدَ فِي جَسَدِهِ .
14- ثُمَّ دَخَلَ عَلَيْهِ آخَرُ ، فَقَالَ : بَيْنِي وَبَيْنَكَ كِتَابُ اللهِ
وَالْمُصْحَفُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَأَهْوَى إلَيْهِ بِالسَّيْفِ فَاتَّقَاهُ
بِيَدِهِ فَقَطَعَهَا فَلاَ أَدْرِي أَبَانَهَا ، أَوْ قَطَعَهَا فَلَمْ يُبِنْهَا
، فقَالَ : أَمَا وَاللهِ ، إِنَّهَا لأَوَّلُ كَفٍّ قَطُّ خَطَّت الْمُفَصَّلَ .
15- وَحُدِّثْت فِي غَيْرِ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ : فَدَخَلَ عَلَيْهِ التّجوبِيُّ
فَأَشْعَرَهُ بِمِشْقَصٍ ، فَانْتَضَحَ
الدَّمُ عَلَى هَذِهِ الآيَةِ : {فَسَيَكْفِيكَهُمَ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ
الْعَلِيمُ} وَإِنَّهَا فِي الْمُصْحَفِ مَا حُكَّتْ .
16- وَأَخَذَتْ بِنْتُ الْفُرَافِصَةِ فِي حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ حُلِيَّهَا
فَوَضَعَتْهُ فِي حِجْرِهَا ، وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يُقْتَلَ ، فَلَمَّا أَشْعَرَ
، أَوْ قُتِلَ تَجَافَتْ ، أَوْ تَفَاجّتْ عَلَيْهِ ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ :
قَاتَلَهَا اللَّهُ ، مَا أَعْظَمَ عَجِيزَتَهَا ، فَعَرَفْت أَنَّ أَعْدَاءَ
اللهِ لَمْ يُرِيدُوا إِلاَّ الدُّنْيَا.
38846- حَدَّثَنَا عَفَّانُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو مِحْصَنٍ أَخُو حَمَّادِ
بْنِ نُمَيْرٍ , رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ وَاسِطَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حُصَيْنُ بْنُ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي جَهْمٌ رَجُلٌ مِنْ بَنِي فِهْرٍ ، قَالَ
: أَنَا شَاهِدُ هَذَا الأَمْرِ ، قَالَ : جَاءَ سَعْدٌ وَعَمَّارٌ فَأَرْسَلُوا
إِلَى عُثْمَانَ أَنِ ائْتِنَا ، فَإِنَّا نُرِيدُ أَنْ نَذْكُرَ لَكَ أَشْيَاءَ
أَحْدَثْتهَا ، أَوْ أَشْيَاءَ فَعَلْتهَا ، قَالَ : فَأَرْسَلَ إلَيْهِمْ أَنَ
انْصَرَفُوا الْيَوْمَ ، فَإِنِّي مُشْتَغِلٌ وَمِيعَادُكُمْ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا
حَتَّى أَشْزنَ ، قَالَ أَبُو مِحْصَنٍ : أَشْزنَ : أَسْتَعِدُّ لِخُصُومَتِكُمْ .
2- قَالَ : فَانْصَرَفَ سَعْدٌ ، وَأَبِي عَمَّارٍ أَنْ يَنْصَرِفَ ، قَالَهَا
أَبُو مِحْصَنٍ مَرَّتَيْنِ ، قَالَ : فَتَنَاوَلَهُ رَسُولُ عُثْمَانَ فَضَرَبَهُ
، قَالَ : فَلَمَّا اجْتَمَعُوا لِلْمِيعَادِ وَمَنْ مَعَهُمْ ، قَالَ لَهُمْ
عُثْمَان مَا تَنْقِمُونَ مِنِّي ، قَالُوا : نَنْقِمُ عَلَيْك ضَرْبَك عَمَّارًا
، قَالَ : قَالَ عُثْمَان : جَاءَ سَعْدٌ وَعَمَّارٌ فَأَرْسَلْت إلَيْهِمَا ،
فَانْصَرَفَ سَعْدٌ ، وَأَبِي عَمَّارٌ أَنْ يَنْصَرِفَ ، فَتَنَاوَلَهُ رَسُولٌ
مِنْ غَيْرِ أَمْرِي فَوَاللهِ
مَا أَمَرْت وَلاَ رَضِيت ، فَهَذِهِ يَدِي لِعَمَّارٍ فَلْيَصْطَبِر ، قَالَ
أَبُو مِحْصَنٍ : يَعْنِي : يَقْتَصُّ .
3- قَالُوا : نَنْقِمُ عَلَيْك أَنَّكَ جَعَلْت الْحُرُوفَ حَرْفًا وَاحِدًا ،
قَالَ : جَاءَنِي حُذَيْفَةُ ، فَقَالَ : مَا كُنْت صَانِعًا إِذَا قِيلَ :
قِرَاءَةُ فُلاَنٍ وَقِرَاءَةُ فُلاَنٍ وَقِرَاءَةُ فُلاَنٍ ، كَمَا اخْتَلَفَ
أَهْلُ الْكِتَابِ ، فَإِنْ يَكُ صَوَابًا فَمِنَ اللهِ ، وَإِنْ يَكُ خَطَأً
فَمِنْ حُذَيْفَةَ .
4- قَالُوا : نَنْقِمُ عَلَيْك أَنَّك حَمَيْت الْحِمَى ، قَالَ : جَاءَتْنِي
قُرَيْشٌ ، فَقَالَتْ : إِنَّهُ لَيْسَ مِنَ الْعَرَبِ قَوْمٌ إِلاَّ لَهُمْ حِمًى
يَرْعَوْنَ فِيهِ غَيْرَنَا ، فَفَعَلْت ذَلِكَ لَهُمْ فَإِنْ رَضِيتُمْ
فَأَقِرُّوا ، وَإِنْ كَرِهْتُمْ فَغَيِّرُوا ، أَوَ قَالَ : لاَ تُقِرُّوا شَكَّ
أَبُو مِحْصَنٍ.
5- قَالُوا : وَنَنْقِمُ عَلَيْك أَنَّك اسْتَعْمَلْت السُّفَهَاءَ أَقَارِبَك ،
قَالَ : فَلْيَقُمْ أَهْلُ كُلِّ مِصْرٍ يَسْأَلُونِي صَاحِبَهُمَ الَّذِي يُحِبُّونَهُ
فَأَسْتَعْمِلُهُ عَلَيْهِمْ وَأَعْزِلُ عَنْهُمَ الَّذِي يَكْرَهُونَ ، قَالَ :
فَقَالَ أَهْلُ الْبَصْرَةِ : رَضِينَا بِعَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرٍ ، فَأَقِرَّهُ
عَلَيْنَا ، وَقَالَ أَهْلُ الْكُوفَةِ : اعْزِلْ سَعِيدًا ، وَقَالَ الْوَلِيدُ
شَكَّ أَبُو مِحْصَنٍ : وَاسْتَعْمِلْ عَلَيْنَا أَبَا مُوسَى فَفَعَلَ ، قَالَ :
وَقَالَ أَهْلُ الشَّامِ : قَدْ رَضِينَا بِمُعَاوِيَةَ فَأَقِرَّهُ عَلَيْنَا ،
وَقَالَ أَهْلُ مِصْرَ : اعْزِلْ عَنَّا ابْنَ أَبِي سَرْحٍ ، وَاسْتَعْمِلْ
عَلَيْنَا عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ ، فَفَعَلَ ، قَالَ : فَمَا جَاؤُوا بِشَيْءٍ
إِلاَّ خَرَجَ مِنْهُ ، قَالَ : فَانْصَرَفُوا رَاضِينَ .
6- فَبَيْنَمَا بَعْضُهُمْ فِي بَعْضِ الطَّرِيقِ إذْ مَرَّ بِهِمْ رَاكِبٌ
فَاتَّهَمُوهُ فَفَتَّشُوهُ فَأَصَابُوا مَعَهُ كِتَابًا فِي إدَاوَةٍ إِلَى
عَامِلِهِمْ أَنْ خُذْ فُلاَنًا
وَفَُلاَنًا فَاضْرِبْ أَعْنَاقَهُمْ ، قَالَ : فَرَجَعُوا فَبَدَؤُوا بِعَلِيٍّ
فَأَتَوْهُ فَجَاءَ مَعَهُمْ إِلَى عُثْمَانَ ، فَقَالُوا : هَذَا كِتَابُك
وَهَذَا خَاتَمُك ، فَقَالَ عُثْمَان : وَاللهِ مَا كَتَبْت وَلاَ عَلِمْت وَلاَ
أَمَرْت ، قَالَ : فَمَنْ تَظُنُّ ؟ قَالَ أَبُو مِحْصَنٍ : تَتَّهِمُ ، قَالَ :
أَظُنُّ كَاتِبِي غَدَرَ , وَأَظُنُّك بِهِ يَا عَلِيُّ ، قَالَ : فَقَالَ لَهُ
عَلِيٌّ : وَلِمَ تَظُنُّنِي بِذَاكَ ، قَالَ : لأَنَّك مُطَاعٌ عِنْدَ الْقَوْمِ
، قَالَ : ثُمَّ لَمْ تَرُدَّهُمْ عَنِّي .
7- قَالَ : فَأَبَى الْقَوْمُ وَأَلَحُّوا عَلَيْهِ حَتَّى حَصَرُوهُ ، قَالَ :
فَأَشْرَفَ عَلَيْهِمْ ، وَقَالَ : بِمَ تَسْتَحِلُّونَ دَمِي فَوَاللهِ مَا حَلَّ
دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ إِلاَّ بِإِحْدَى ثَلاَثٍ : مُرْتَدٌّ ، عَنِ الإِسْلاَم ،
أَوْ ثَيِّبٌ زَانٍ ، أَوْ قَاتِلُ نَفْسٍ ، فَوَاللهِ مَا عَمِلْتُ شَيْئًا
مِنْهُنَّ مُنْذُ أَسْلَمْتُ ، قَالَ : فَأَلَحَّ الْقَوْمُ عَلَيْهِ ، قَالَ :
وَنَاشَدَ عُثْمَان النَّاسَ أَنْ لاَ تُرَاقَ فِيهِ مِحْجَمَةٌ مِنْ دَمٍ .
8- فَلَقَدْ رَأَيْت ابْنَ الزُّبَيْرِ يَخْرُجُ عَلَيْهِمْ فِي كَتِيبَةٍ حَتَّى
يَهْزِمَهُمْ ، لَوْ شَاؤُوا أَنْ يَقْتُلُوا مِنْهُمْ لَقَتَلُوا ، قَالَ :
وَرَأَيْت سَعِيدَ بْنَ الأَسْوَدِ بْنِ الْبَخْتَرِيَّ وَإِنَّهُ لَيَضْرِبَ
رَجُلاً بِعَرْضِ السَّيْفِ لَوْ شَاءَ أَنْ يَقْتُلَهُ لَقَتَلَهُ ، وَلَكِنَّ
عُثْمَانَ عَزَمَ عَلَى النَّاسِ فَأَمْسَكُوا .
9- قَالَ : فَدَخَلَ عَلَيْهِ أَبُو عَمْرِو بْنِ بُدَيْلٍ الْخُزَاعِيُّ
وَالتُّجِيبِيُّ ، قَالَ : فَطَعَنَهُ أَحَدُهُمَا بِمِشْقَصٍ فِي أَوْدَاجِهِ
وَعَلاَهُ الآخَرُ بِالسَّيْفِ فَقَتَلُوهُ ، ثُمَّ انْطَلَقُوا هِرَابًا
يَسِيرُونَ بِاللَّيْلِ وَيَكْمُنُونَ بِالنَّهَارِ حَتَّى أَتَوْا بَلَدًا بَيْنَ
مِصْرَ وَالشَّامِ ، قَالَ : فَكَمِنُوا فِي غَارٍ ، قَالَ : فَجَاءَ نَبَطِيٌّ
مِنْ تِلْكَ الْبِلاَدِ مَعَهُ حِمَارٌ ، قَالَ : فَدَخَلَ ذُبَابٌ فِي مِنْخَرِ
الْحِمَارِ ، قَالَ : فَنَفَرَ حَتَّى دَخَلَ عَلَيْهِمَ الْغَارَ ، وَطَلَبَهُ
صَاحِبُهُ فَرَآهُمْ : فَانْطَلَقَ إِلَى عَامِلِ مُعَاوِيَةَ ، قَالَ :
فَأَخْبَرَهُ بِهِمْ ، قَالَ : فَأَخَذَهُمْ مُعَاوِيَةُ فَضَرَبَ أَعْنَاقَهُمْ.
38847- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَكْرٍ ، قَالَ : حدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ
أَبِي صَغِيرَةَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ ، قَالَ : لَمَّا ذَكَرُوا مِنْ
شَأْنِ عُثْمَانَ الَّذِي ذَكَرُوا أَقْبَلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ فِي
نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ حَتَّى دَخَلُوا عَلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ
فَقَالُوا : يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، أَلاَ تَرَى مَا قَدْ أَحْدَثَ هَذَا
الرَّجُلُ ، فَقَالَ : بَخٍ بَخٍ فَمَا تَأْمُرُونِي قَالَ : تُرِيدُونَ أَنْ
تَكُونُوا مِثْلَ الرُّومِ وَفَارِسَ إِذَا غَضِبُوا عَلَى مَلِكٍ قَتَلُوهُ ،
قَدْ وَلاَّهُ اللَّهُ الَّذِي وَلاَّهُ فَهُوَ أَعْلَمُ لَسْتُ بِقَائِلٍ فِي
شَأْنِهِ شَيْئًا.
38848- حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ ، قَالَ : حدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ
سَلَمَةَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ ، عَنْ بِشْرِ بْنِ شَغَافَ قَالَ :
سَأَلَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلاَمٍ ، عَنِ الْخَوَارِجِ ، فَقُلْتُ لَهُمْ :
أَطْوَلُ النَّاسِ صَلاَةً وَأَكْثَرُهُمْ صَوْمًا غَيْرَ أَنَّهُمْ إِذَا
خَلَّفُوا الْجِسْرَ أَهَرَاقُوا الدِّمَاءَ وَأَخَذُوا الأَمْوَالَ ، قَالَ : لاَ
تَسْأَلْ عَنْهُمْ إَلاَّ ذَا أَمَّا إِنِّي قَدْ قُلْتُ لَهُمْ : لاَ تَقْتُلُوا
عُثْمَانَ ، دَعُوهُ ، فَوَاللهِ لَئِنْ تَرَكْتُمُوهُ إحْدَى عَشْرَةَ
لَيَمُوتَنَّ عَلَى فِرَاشِهِ مَوْتًا فَلَمْ يَفْعَلُوا وَإِنَّهُ لَمْ يُقْتَلْ
نَبِيٌّ إِلاَّ قُتِلَ بِهِ سَبْعُونَ أَلْفًا مِنَ النَّاسِ وَلَمْ يُقْتَلْ
خَلِيفَةٌ إِلاَّ قُتِلَ بِهِ خَمْسَةٌ وَثَلاَثُونَ أَلْفًا.
38849- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَفْصٍ ، قَالَ : حدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
طَلْحَةَ ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ الْجَرْمِيِّ ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ ،
قَالَ : جَاءَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ إِلَى عُثْمَانَ ، فَقَالَ : أَخْتَرِطُ
سَيْفِي ؟ قَالَ : لاَ أَبْرَأُ إِلَى اللَّهُ إذًا مِنْ دَمِكَ ، وَلَكِنْ ، شِمْ
سَيْفَك وَارْجِعْ إِلَى أَبِيك.
38850- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، قَالَ :
دَخَلْنَا عَلَى ابْنِ أَبِي الْهُذَيْلٍ ، فَقَالَ : قَتَلُوا عُثْمَانَ ، ثُمَّ
أَتَوْنِي ، فَقُلْنَا لَهُ : أَتُرِيبُك نَفْسُك.
38851- حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ ، وَأَبُو أُسَامَةَ ، قَالاَ : أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ
، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، عَن أَبِيهِ ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ :
هَاتَانِ رِجْلاَي ، فَإِنْ كَانَ فِي كِتَابِ اللهِ أَنْ تَجْعَلُوهُمَا فِي
الْقُيُودِ فَاجْعَلُوهُمَا فِي الْقُيُودِ.
38852- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، عَنْ هِشَامٍ ، عَنْ مُحَمَّدٍ ، قَالَ :
قَالَ حُذَيْفَةُ حِينَ قُتِلَ عُثْمَان : اللَّهُمَّ إِنْ كَانَتِ الْعَرَبُ
أَصَابَتْ بِقَتْلِهَا عُثْمَانَ خَيْرًا ، أَوْ رُشْدًا ، أَوْ رِضْوَانًا
فَإِنِّي بَرِيءٌ مِنْهُ ، وَلَيْسَ لِي فِيهِ نَصِيبٌ ، وَإِنْ كَانَتِ الْعَرَبُ
أَخْطَأَتْ بِقَتْلِهَا عُثْمَانَ فَقَدْ عَلِمْت بَرَاءَتِي ، قَالَ :
اعْتَبِرُوا قَوْلِي مَا أَقُولُ لَكُمْ ، وَاللهِ إِنْ كَانَتِ الْعَرَبُ
أَصَابَتْ بِقَتْلِهَا عُثْمَانَ لَتَحْتَلِبُنَّ بِهِ لَبَنًا ، وَلَئِنْ كَانَتِ
الْعَرَبُ أَخْطَأَتْ بِقَتْلِهَا عُثْمَانَ لَتَحْتَلِبُنَّ بِهِ دَمًا.
38853- حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ ، عَنْ أَيُّوبَ ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلاَلٍ
، قَالَ : قَالَ أَبُو ذَرٍّ لِعُثْمَانَ لَوْ أَمَرْتنِي أَنْ أَتَعَلَّقَ
بِعُرْوَةِ قَتبٍ لَتَعَلَّقْت بِهَا أَبَدًا حَتَّى أَمُوتَ.
38854- حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ
أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي يَعْلَى ، عَنِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ ، قَالَ : قَالَ
عَلِيٌّ : لَوْ سَيَّرَنِي عُثْمَان إِلَى صِرَارٍ لَسَمِعْت لَهُ وَأَطَعْت.
38855- حدَّثَنَا وَكِيعٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ
مِهْرَانَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِيدَانَ ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ ، قَالَ : لَوْ
أَمَرَنِي عُثْمَان أَنْ أَمْشِيَ عَلَى رَأْسِي لَمَشَيْت.
38856- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ ، عَنْ أَبِي
إِسْحَاقَ ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عمْرٍو الْخَارِفِيِّ ، قَالَ : كُنْتُ أَحَدَ
النَّفَرِ الَّذِينَ قَدِمُوا فَنَزَلُوا بِذِي الْمَرْوَةِ فَأَرْسَلُونَا إِلَى
نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم وَأَزْوَاجِهِ نَسْأَلُهُمْ :
أَنُقْدِمُ ، أَوْ نَرْجِعُ ، وَقِيلَ لَنَا : اجْعَلُوا عَلِيًّا آخِرَ مَنْ
تَسْأَلُونَ ، قَالَ : فَسَأَلْنَاهُمْ فَكُلُّهُمْ أَمَرَ بِالْقُدُومِ
فَأَتَيْنَا عَلِيًّا فَسَأَلْنَاهُ ، فَقَالَ : سَأَلْتُمْ أَحَدًا قَبْلِي
قُلْنَا : نَعَمْ ، قَالَ : فَمَا أَمَرُوكُمْ بِهِ ؟ قُلْنَا : أَمَرُونَا
بِالْقُدُومِ ، قَالَ : لَكِنِّي لاَ آمُرُكُمْ ، إِمَّا لاَ ، بَيْضٌ
فَلْيُفْرِخْ.
38857- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، عَنِ الْعَوَّامِ ، قَالَ : حدَّثَنِي
رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ الآجرَ ، عَنْ شَيْخَيْنِ مِنْ بَنِي ثَعْلَبَةَ رَجُلٍ
وَامْرَأَتِهِ ، قَالاَ : قَدِمْنَا الرَّبَذَةَ فَمَرَرْنَا بِرَجُلٍ أَبْيَضَ
الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ أَشْعَثَ ، فَقِيلَ هَذَا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ
صلى الله عليه وسلم وَقَدْ فَعَلَ بِكَ هَذَا الرَّجُلُ وَفَعَلَ ، فَهَلْ أَنْتَ
نَاصِبٌ لَنَا رَايَةً فَنَأْتِيك بِرِجَالٍ مَا شِئْت ، فَقَالَ : يَا أَهْلَ
الإِسْلاَم ، لاَ تَعْرِضُوا عَلَيَّ أَذَاكُمْ ، لاَ تُذِلُّوا السُّلْطَانَ ،
فَإِنَّهُ مَنْ أَذَلَّ السُّلْطَانَ أَذَلَّهُ اللَّهُ ، وَاللهِ أَنْ لَوْ
صَلَبَنِي عُثْمَان عَلَى أَطْوَلِ حَبْلٍ ، أَوْ أَطْوَلِ خَشَبَةٍ لَسَمِعْت
وَأَطَعْت وَصَبَرْت وَاحْتَسَبْت وَرَأَيْت ، أَنَّ ذَلِكَ خَيْرٌ لِي ، وَلَوْ
سَيَّرَنِي مَا بَيْنَ الأُفُقِ إِلَى الأُفُقِ ، أَوْ بَيْنَ الْمَشْرِقِ إِلَى
الْمَغْرِبِ ، لَسَمِعْت وَأَطَعْت وَصَبَرْت وَاحْتَسَبْت وَرَأَيْت ، أَنَّ
ذَلِكَ خَيْرٌ لِي.
38858- حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ عَاصِمٍ ، قَالَ سَمِعْت أَبَا
وَائِلٍ يَقُولُ : لَمَّا قُتِلَ عُثْمَان ، قَالَ أَبُو مُوسَى : إِنَّ هَذِهِ
الْفِتْنَةَ فِتْنَةٌ بَاقِرَةٌ كَدَاءِ الْبَطْنِ ، لاَ يدْرَى أَنَّى نُؤْتَى ،
تَأْتِيكُمْ مِنْ مَأْمَنِكُمْ وَتَدَعُ الْحَلِيمَ كَأَنَّهُ ابْنُ أَمْسِ ،
قَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ وَانْتَصِلُوا رِمَاحَكُمْ.
38859- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ فِطْرٍ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ ، قَالَ :
كَانَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ مِمَّنْ بَكَى عَلَى عُثْمَانَ يَوْمَ الدَّارِ.
38860- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ
النَّاجِي ، عَنِ الْحَسَنِ ، قَالَ : أَتَت الأَنْصَارُ عُثْمَانَ فَقَالُوا :
يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، نَنْصُرُ اللَّهَ مَرَّتَيْنِ ، نَصَرَنَا رَسُولُ
اللهِ صلى الله عليه وسلم وَنَنْصُرُك ، قَالَ : لاَ حَاجَةَ لِي فِي ذَاكَ ،
ارْجِعُوا ، قَالَ الْحَسَنُ : وَاللهِ لَوْ أَرَادُوا أَنْ يَمْنَعُوهُ
بِأَرْدِيَتِهِمْ لَمَنَعُوهُ.
38861- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ،
قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلاَمٍ لَمَّا حُصِرَ عُثْمَان فِي الدَّارِ :
لاَ تَقْتُلُوهُ فَإِنَّهُ لَمْ يَبْقَ مِنْ أَجَلِهِ إِلاَّ قَلِيلٌ وَاللهِ
لَئِنْ قَتَلْتُمُوهُ لاَ تُصَلُّوا جَمِيعًا أَبَدًا.
38862- حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ ، قَالَ : حدثني العلاء بن المنهال
قَالَ : حدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سُوقَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مُنْذَرُ
الثَّوْرِيُّ ، قَالَ : كُنَّا عِنْدَ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ ، قَالَ :
فَنَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ مِنْ عُثْمَانَ فَقَالَ : مَهْ ، فَقُلْنَا لَهُ : كَانَ
أَبُوك يَسُبُّ عُثْمَانَ ، قَالَ : مَا سَبَّهُ ، وَلَوْ سَبَّهُ يَوْمًا
لَسَبَّهُ يَوْمَ جِئْته وَجَاءَهُ السُّعَاةُ ، فَقَالَ : خُذْ كِتَابَ
السُّعَاةِ فَاذْهَبْ بِهِ إِلَى عُثْمَانَ ، فَأَخَذْته فَذَهَبْت بِهِ إلَيْهِ ،
فَقَالَ : لاَ حَاجَةَ لَنَا فِيهِ ، فَجِئْت إلَيْهِ فَأَخْبَرْته ، فَقَالَ :
ضَعْهُ مَوْضِعَهُ ، فَلَوْ سَبَّهُ يَوْمًا لَسَبَّهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ.
38863- حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ ، قَالَ : حدَّثَنِي الْعَلاَءُ بْنُ
الْمِنْهَالِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي فُلاَنٌ ، قَالَ : سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ
بِالرَّصَافَةِ يَقُولُ : وَاللهِ لَقَدْ نَصَحَ عَلِيٌّ وَصَحَّحَ فِي عُثْمَانَ
، لَوْلاَ أَنَّهُمْ أَصَابُوا الْكِتَابَ لَرَجَعُوا.
38864- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ ، قَالَ : حدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ
عَيَّاشٍ ، عَنْ مُغِيرَةَ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، عَن عَلْقَمَةَ ، قَالَ : قُلْتُ
لِلأَشْتَرِ : لَقَدْ كُنْت كَارِهًا لِيَوْمِ الدَّارِ فَكَيْفَ رَجَعْت عَنْ
رَأْيِكَ ، فَقَالَ : أَجَلْ ، وَاللهِ إِنْ كُنْت لَكَارِهًا لِيَوْمِ الدَّارِ
وَلَكِنْ جِئْت بِأُمِّ حَبِيبَةَ بِنْتِ أَبِي سُفْيَانَ لأُدْخِلَهَا الدَّارَ ،
وَأَرَدْت أَنْ أُخْرِجَ عُثْمَانَ فِي هَوْدَجٍ ، فَأَبَوْا أَنْ يَدَعُونِي
وَقَالوا : مَا لَنَا وَلَك يَا أَشْتَرُ ، وَلَكِنِّي رَأَيْت طَلْحَةَ
وَالزُّبَيْرَ وَالْقَوْمَ بَايَعُوا عَلِيًّا طَائِعِينَ غَيْرَ مُكْرَهِينَ ،
ثُمَّ نَكَثُوا عَلَيْهِ ، قُلْتُ : فَابْنُ الزُّبَيْرِ الْقَائِلُ : اقْتُلُونِي
وَمَالِكًا ، قَالَ : لاَ وَاللهِ ، وَلاَ رَفَعْت السَّيْفَ ، عَنِ ابْنِ
الزُّبَيْرِ وَأَنَا أَرَى أَنَّ فِيهِ شَيْئًا مِنَ الرُّوحِ لأَنِّي كُنْت
عَلَيْهِ بِحَنَقٍ لأَنَّهُ اسْتَخَفَّ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ حَتَّى أَخْرَجَهَا ،
فَلَمَّا لَقِيته مَا رَضِيت لَهُ بِقُوَّةِ سَاعِدِي حَتَّى قُمْت فِي
الرِّكَابَيْنِ قَائِمًا فَضَرَبْته عَلَى رَأْسِهِ ، فَرَأَيْتُ أَنِّي قَدْ
قَتَلْته ، وَلَكِنَّ الْقَائِلَ اقْتُلُونِي وَمَالِكًا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ
عَتَّابِ بْنِ أُسَيْدٍ ، لَمَّا لَقِيته اعْتَنَقْته فَوَقَعْت أَنَا وَهُوَ عَنْ
فَرَسَيْنَا ، فَجَعَلَ يُنَادِي : اقْتُلُونِي وَمَالِكًا ، وَالنَّاسُ
يَمُرُّونَ لاَ يَدْرُونَ مَنْ يَعْنِي ، وَلَمْ يَقُلْ : الأَشْتَرُ ، لَقُتِلْت.
38865- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَرُوبَةَ ، عَنْ قَتَادَةَ
، قَالَ : أَخَذَ عَلِيٌّ بِيَدِ الأَشْتَرِ ، ثُمَّ انْطَلَقَ بِهِ حَتَّى أَتَى
طَلْحَةَ ، فَقَالَ : يا طلحة إِنَّ هَؤُلاَءِ ، يَعْنِي أَهْلَ مِصْرَ ,
يَسْمَعُونَ مِنْك وَيُطِيعُونَك ، فَانْهَهُمْ عَنْ قَتْلِ عُثْمَانَ ، فَقَالَ :
مَا أَسْتَطِيعُ دَفْعَ دَمٍ أَرَادَ اللَّهُ إهْرَاقَهُ , فَأَخَذَ عَلِيٌّ
بِيَدِ الأَشْتَرِ ، ثُمَّ انْصَرَفَ وَهُوَ يَقُولُ : بِئْسَ مَا ظَنَّ ابْنُ
الْحَضْرَمِيَّةِ أَنْ يَقْتُلَ ابْنَ عَمَّتي وَيَغْلِبَنِي عَلَى مُلْكِي بِئْسَ
مَا رأى.
38866- حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ ، قَالَ : حدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ
حَازِمٍ ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ ، قَالَ : مَا عَلِمْت أَنَّ عَلِيًّا اتُّهِمَ فِي
قَتْلِ عُثْمَانَ حَتَّى بُويِعَ فَلَمَّا بُويِعَ اتَّهَمَهُ النَّاسُ.
38867- حَدَّثَنَا أَبُو الْمُوَرِّعِ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا الْعَلاَءُ بْنُ
عَبْدِ الْكَرِيمِ ، عَنْ عَمِيرَةَ بْنِ سَعْدٍ ، قَالَ : لَمَّا قَدِمَ طَلْحَةُ
وَالزُّبَيْرُ وَمَنْ مَعَهُمْ ، قَالَ : قَامَ رَجُلٌ فِي مَجْمَعٍ مِنَ النَّاسِ
، فَقَالَ : أَنَا فُلاَنُ بْنُ فُلاَنٍ ، أَحَدُ بَنِي جُشَمٍ ، فَقَالَ : إِنَّ
هَؤُلاَءِ القوم الَّذِينَ قَدِمُوا عَلَيْكُمْ ، إِنْ كَانَ إنَّمَا بِهِمَ
الْخَوْفُ فَجَاؤُوا مِنْ حَيْثُ يَأْمَنُ الطَّيْرُ ، وَإِنْ كَانَ إنَّمَا
بِهِمْ قَتْلُ عُثْمَانَ فَهُمْ قَتَلُوهُ , وَإِنَّ الرَّأْيَ فِيهِمْ أَنْ
تُنَخَّس بِهِمْ دَوَابُّهُمْ حَتَّى يَخْرُجُوا.
38868- حَدَّثَنَا عَفَّانُ ، قَالَ : حدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ ،
قَالَ : سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ : حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ ، أَنَّ عُثْمَانَ
قُتِلَ فِي أَوْسَطِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ.
38869- حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ ، قَالَ : حدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ ، قَالَ :
لَمَّا قُتِلَ عُثْمَان ، قَالَ عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ : لاَ يَنْتَطِحُ فِيهَا
عَنزَانِ ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ صِفِّينَ فُقِئَتْ عَيْنُهُ فَقِيلَ : لاَ
تَنْتَطِحُ فِي قَتْلِ عُثْمَانَ عَنْزَانِ ، قَالَ بَلَى ، وَتُفْقَأُ فِيهِ
عُيُونٌ كَثِيرَةٌ.
38870- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، قَالَ : حدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ
الْوَلِيدِ ، عَنْ مُوسَى بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ
الأَزْدِيِّ ، قَالَ : قَالَ عُمَرُ : كم مَالَك يَا أَبَا ظَبْيَانَ ، قَالَ :
قُلْتُ : أَنَا فِي أَلْفَيْنِ وَخَمْسِمِئَةٍ ، قَالَ : فَاِتَّخِذْ سابياء
فَإِنَّهُ يُوشِكُ أَنْ تَجِيءَ أُغَيْلِمَةٌ مِنْ قُرَيْشٍ يَمْنَعُونَ هَذَا
الْعَطَاءَ.
38871- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، قَالَ : حدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ
الْوَلِيدِ ، قَالَ : سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي
ذِئْبٍ يَقُولُ ، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : وَاللهِ لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ
لَضَحِكْتُمْ قَلِيلاً وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا ، وَاللهِ لَيَقَعَنَّ الْقَتْلُ
وَالْمَوْتُ فِي هَذَا الْحَيِّ مِنْ قُرَيْشٍ , حَتَّى يَأْتِيَ الرَّجُلُ الكِبَا
، قَالَ أَبُو أُسَامَةَ : يَعْنِي الْكُنَاسَةَ ، فَيَجِدُ بِهَا النَّعْلَ ،
فَيَقُولُ : كَأَنَّهَا نَعْلُ قُرَشِيٍّ.
38872- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ ، قَالَ : حدَّثَنَا إسْمَاعِيلُ بْنُ
أَبِي خَالِدٍ ، عَنْ مُجَالِدٍ ، عَنِ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ ، عَنْ عَامِرِ بْنِ
شَهْرٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم كَلِمَةً ، وَمِنَ
النَّجَاشِيِّ كَلِمَةً ، سَمِعْت النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ :
انْظُرُوا قُرَيْشًا فَاسْمَعُوا مِنْ قَوْلِهِمْ وَذَرُوا فِعْلَهُمْ ، قَالَ : وَكُنْت
عِنْدَ النَّجَاشِيِّ إذْ جَاءَ ابْنٌ لَهُ مِنَ الْكُتَّابِ فَقَرَأَ آيَةً مِنَ
الإِنْجِيلِ فَفَهِمْتُهَا فَضَحِكْت ، فَقَالَ : مِمَّنْ تَضْحَكُ أَتَضْحَكُ
مِنْ كِتَابِ اللهِ ؟ أَمَا وَاللهِ ، إِنَّهَا لَفِي كِتَابِ اللهِ الَّذِي
أُنْزِلَ عَلَى عِيسَى ، أَنَّ اللَّعْنَةَ تَكُونُ فِي الأَرْضِ إِذَا كَانَ
أُمَرَاؤُهَا الصِّبْيَانَ.
38873- حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ ، قَالَ : حدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ
حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ الْحَارِثِ ، عَنْ عَبْدِ
اللهِ بْنِ عُتْبَةَ ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ ، قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صلى الله
عليه وسلم لِقُرَيْشٍ : إِنَّ هَذَا الأَمْرَ فِيكُمْ وَأَنْتُمْ وُلاَتُهُ مَا
لَمْ تُحْدِثُوا عَمَلاً يَنْزِعُهُ اللَّهُ مِنْكُمْ ، فَإِذَا فَعَلْتُمْ ذَلِكَ
سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ شِرَارَ خَلْقِهِ فَالْتَحُوكُمْ كَمَا يُلْتَحَى
الْقَضِيبُ.
38874- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، عَنْ عَوْفٍ ، عَنْ زِيَادِ بْنِ مِخْرَاقٍ ،
عَنْ أَبِي كِنَانَةَ ، عَنْ أَبِي مُوسَى ، قَالَ : قامَ النَّبِيُّ صلى الله
عليه وسلم عَلَى بَابٍ فِيهِ نَفَرٌ مِنْ قُرَيْشٍ ، فَقَالَ : إِنَّ هَذَا
الأَمْرَ فِي قُرَيْشٍ مَا دَامُوا إِذَا اُسْتُرْحِمُوا رَحِمُوا ، وَإِذَا مَا
حَكَمُوا عَدَلُوا ، وَإِذَا مَا قَسَمُوا أَقْسَطُوا ، فَمَنْ لَمْ يَفْعَلْ
ذَلِكَ مِنْهُمْ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلاَئِكَةِ وَالنَّاسِ
أَجْمَعِينَ ، لاَ يُقْبَلُ مِنْهُ صَرْفٌ وَلاَ عَدْلٌ.
38875- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ ،
عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الأَحْوَصِ ، قَالَ :
أَخْبَرَنِي رَبُّ هَذَا الدَّارِ أَبُو هِلاَلٍ ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا بَرْزَةَ الأَسْلَمِيَّ
يُحَدِّثُ أَنَّهُمْ كَانُوا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَسَمِعُوا
غِنَاءً فَاسْتَشْرَفُوا لَهُ ، فَقَامَ رَجُلٌ فَاسْتَمَعَ وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ
تُحَرَّمَ الْخَمْرُ ، فَأَتَاهُمْ ، ثُمَّ رَجَعَ ، فَقَالَ : هَذَا فُلاَنٌ
وَفُلاَنٌ ، وَهُمَا يَتَغَنَّيَانِ وَيُجِيبُ أَحَدُهُمَا الآخَرَ وَهُوَ يَقُولُ
:
لاَ يَزَالُ حواريٌّ تَلُوحُ عِظَامُهُ ... زَوَى الْحَرْبَ عَنْهُ أَنْ يُجَنَّ
فَيُقْبَرَا.
فَرَفَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَدَيْهِ ، فَقَالَ : اللَّهُمَّ
ارْكُسْهُمَا فِي الْفِتْنَةِ رَكْسًا ، اللَّهُمَّ دُعَّهُمَا إِلَى النَّارِ
دَعًّا.
38876- حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلاَلٍ ، قَالَ
: حدَّثَنِي شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ ، عَنِ الأَعْشَى بْنِ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن مُكْمِلٍ ، عَنْ أَزْهَرَ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، قَالَ
أَقْبَلَ عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ حَاجًّا مِنَ الشَّامِ فَقَدِمَ الْمَدِينَةَ
، فَأَتَى عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ ، فَقَالَ : يَا عُثْمَان ، أَلاَ أُخْبِرُك
شَيْئًا سَمِعْته مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ : بَلَى ، قُلْتُ
: فَإِنِّي سَمِعْت رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : سَتَكُونُ
عَلَيْكُمْ أمَرَاءُ يَأْمُرُونَكُمْ بِمَا تَعْرِفُونَ وَيَعْمَلُونَ مَا
تُنْكِرُونَ ، فَلَيْسَ لأُولَئِكَ عَلَيْكُمْ طَاعَةٌ.
38877- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ ، قَالَ : حدَّثَنَا إسْمَاعِيلُ
بْنُ أَبِي خَالِدٍ ، عَنْ إسْمَاعِيلَ الأَوْدِيِّ ، قَالَ : أَخْبَرَتْنِي
بِنْتُ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ ، أَنَّ أَبَاهَا ثَقُلَ ، فَبَلَغَ ذَلِكَ ابْنَ
زِيَادَة فَجَاءَ يَعُودُهُ فَجَلَسَ فَعَرَفَ فِيهِ الْمَوْتَ ، فَقَالَ لَهُ :
يَا مَعْقِلُ أَلاَ تُحَدِّثُنَا فَقَدْ كَانَ اللَّهُ يَنْفَعُنَا بِأَشْيَاءَ
نَسْمَعُهَا مِنْك ، فَقَالَ : إنِّي سَمِعْت رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم
يَقُولُ : لَيْسَ مِنْ وَالٍ يَلِي أُمَّةً قَلَّتْ ، أَوْ كَثُرَتْ لَمْ يَعْدِلْ
فِيهِمْ إِلاَّ كَبَّهُ اللَّهُ لِوَجْهِهِ فِي النَّارِ ، فَأَطْرَقَ الآخَرُ
سَاعَةً ، فَقَالَ : شَيْءٌ سَمِعْته مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ،
أَوْ مِنْ وَرَاءِ وَرَاءِ ، قَالَ : لاَ ، بَلْ شَيْءٌ سَمِعْته مِنْ رَسُولِ
اللهِ صلى الله عليه وسلم ، سَمِعْت رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ :
مَنِ اسْتَرْعَى رَعِيَّةً فَلَمْ يُحِطْهُمْ بِنُصْحِهِ لَمْ يَجِدْ رِيحَ
الْجَنَّةِ ، وَرِيحُهَا يُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ مِئَةِ عَامٍ ، قَالَ ابْنُ
زِيَادٍ : أَلاَ كُنْت حَدَّثْتنِي بِهَذَا قَبْلَ الآنَ ، قَالَ : وَالآنَ
لَوْلاَ مَا أَنَا عَلَيْهِ لَمْ أُحَدِّثْك بِهِ.
38878- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ إسْمَاعِيلَ ، عَنْ قَيْسٍ ، أَنَّ رَجُلاً
كَانَ يَمْشِي مَعَ حُذَيْفَةَ نَحْوَ الْفُرَاتِ ، فَقَالَ : كَيْفَ أَنْتُمْ
إِذَا أخْرِجْتُمْ لاَ تَذُوقُونَ مِنْهُ قَطْرَةً ، قَالَ : قُلْنَا : أَتَظُنُّ
ذَلِكَ ؟ قَالَ : مَا أَظُنُّهُ ، وَلَكِنْ أَسْتَيْقِنُهُ.
38879- حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ ، عَنْ أَبِي
الْعَلاَءِ ، قَالَ : قالَوا : لِمُطَرِّفٍ : هَذَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ
الأَشْعَثِ قَدْ أَقْبَلَ ، فَقَالَ مُطَرِّفٌ : وَاللهِ لقد نزى بَيْنَ
أَمْرَيْنِ : لَئِنْ ظَهَر لاَ يَقُومُ لِلَّهِ دِينٌ ، وَلَئِنْ ظُهِرَ عَلَيْهِ
لاَ تَزَالُونَ أَذِلَّةً إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.
38880- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، قَالَ : حدَّثَنَا الأَعْمَشُ ، عَنْ سَالِمٍ ، عَنْ
أَبِي الدَّرْدَاءِ ، قَالَ : لَوْ أَنَّ رَجُلاً هَمَّهُ الإِسْلاَم وَعَرَفَهُ ،
ثُمَّ تَفَقَّدَهُ لَمْ يَعْرِفْ مِنْهُ شَيْئًا.
38881- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، قَالَ : حدَّثَنَا الأَعْمَشُ ، عَنْ شَيْخٍ ، قَالَ
: قَالَ عُمَرُ : مَنْ أَرَاْدَ الْحَقَّ فَلْيَنْزِلْ بِالْبِرَازِ ، يَعْنِي
يُظْهِرُ أَمْرَهُ.
38882- حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ صَالِحٍ ، عَنْ
يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، عَن عَلْقَمَةَ ، عَنْ عَبْدِ
اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، قَالَ : بَيْنَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله
عليه وسلم إذْ أَقْبَلَ فِتْيَةٌ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ ، فَلَمَّا رَآهُمَ
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم اغْرَوْرَقَتْ عَيْنَاهُ وَتَغَيَّرَ لَوْنُهُ ،
قَالَ : فَقُلْتُ لَهُ : مَا نَزَالُ نَرَى فِي وَجْهِكَ شَيْئًا نَكْرَهُهُ ،
قَالَ : إنَّا أَهْلَ البَيْت اخْتَارَ اللَّهُ لَنَا الآخِرَةَ عَلَى الدُّنْيَا
، وَإِنَّ أَهْلَ بَيْتِي سَيَلْقَوْنَ بَعْدِي بَلاَءً وَتَشْرِيدًا وَتَطْرِيدًا
، حَتَّى يَأْتِيَ قَوْمٌ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ مَعَهُمْ رَايَاتٌ سُودٌ
يَسْأَلُونَ الْحَقَّ فَلاَ يُعْطُونَه ، فَيُقَاتِلُونَ فَيُنْصَرُونَ
فَيُعْطَوْنَ مَا سَأَلُوا ، فَلاَ يَقْبَلُونَهُ حَتَّى يَدْفَعُوهَا إِلَى
رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي ، فَيَمْلَؤُهَا قِسْطًا كَمَا مَلؤُوهَا جَوْرًا ،
فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَلْيَأْتِهِمْ وَلَوْ حَبْوًا عَلَى الثَّلْجِ.
38883- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ شَرِيكٍ ، عَنْ أَبِي مَهْلٍ ، قَالَ : قُلْتُ
لأَبِي جَعْفَرٍ : إِنَّ السُّلْطَانَ يُوَلِّي الْعَمَلَ ، قَالَ : لاَ تَلِيَنَّ
لَهُمْ شَيْئًا ، وَإِنْ وَلِيت فَاتَّقِ اللَّهَ وَأَدِّ الأَمَانَةَ.
38884- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ خَالِدِ بْنِ طَهْمَانَ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ،
قَالَ : لاَ تُعِدَّ لَهُمْ سِفْرًا وَلاَ تَخُطَّ لَهُمْ بِقَلَمٍ.
38885- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ ،
قَالَ : دَخَلْتُ عَلَى عُبَيْدِ اللهِ بْنِ زِيَادٍ بِالْبَصْرَةِ وَقَدْ أُتِيَ
بِجِزْيَةِ أَصْبَهَانَ ثَلاَثَةِ آلاَفِ أَلْفٍ ، فَهِيَ مَوْضُوعَةٌ بَيْنَ
يَدَيْهِ ، فَقَالَ : يَا أَبَا وَائِلٍ ، مَا تَقُولُ فِيمَنْ مَاتَ وَتَرَكَ
مِثْلَ هَذِهِ ، قَالَ : فَقُلْتُ : أَعْرِضُ بِهِ كَيْفَ إِنْ كَانَتْ مِنْ
غُلُولٍ ، قَالَ : ذَاكَ شَرٌّ عَلَى شَرٍّ ، ثُمَّ قَالَ : يَا أَبَا وَائِلٍ ،
إِذَا أَنَا قَدِمْت الْكُوفَةَ فَأْتِنِي لَعَلِّي أُصِيبُك بِخَيْرٍ ، قَالَ :
فَقَدِمَ الْكُوفَةَ ، قَالَ : فَأَتَيْت عَلْقَمَةَ فَأَخْبَرْته ، فَقَالَ :
أَمَا إنَّك لَوْ أَتَيْته قَبْلَ أَنْ تَسْتَشِيرَنِي لَمْ أَقُلْ لَكَ شَيْئًا ،
فَأَمَّا إِذَا اسْتَشَرْتنِي فَإِنَّهُ بَحَقٍّ عَلَيَّ أَنْ أَنْصَحَك ، فَقَالَ
: مَا أُحِبُّ ، أَنَّ لِي أَلْفَيْنِ مِنَ الْفَيْءِ وَإِنِّي أَعَزُّ الْجُنْدِ
عَلَيْهِ ، وَذَلِكَ أَنِّي لاَ أُصِيبُ مِنْ دُنْيَاهُمْ شَيْئًا إِلاَّ
أَصَابُوا مِنْ دِينِي أَكْثَرَ مِنْهُ.
38886- حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ ، عَنِ الصُّلْبِ بْنِ مَطَرٍ الْعِجْلِيّ ،
عَنْ عِيسَى الْمُرَادِيِّ ، عَنْ مُعَاذٍ ، قَالَ : يَكُونُ فِي آخِرِ هَذَا
الزَّمَانِ قُرَّاءٌ فَسَقَةٌ ، وَوُزَرَاءُ فَجَرَةٌ ، وَأُمَنَاءُ خَوَنَةٌ ،
وَعُرَفَاءُ ظَلَمَةٌ ، وَأُمَرَاءُ كَذَبَةٌ.
38887- حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ ، عَنْ مُوسَى الْجُهَنِيِّ ، عَنْ
قَيْسِ بْنِ يَزِيدَ ، قَالَ : حدَّثَتْنِي مَوْلاَتِي سِدْرَةُ ، أَنَّ جَدّكَ
سَلَمَةَ بْنَ قَيْسٍ حَدَّثَنِي ، قَالَ : لَقِيت أَبَا ذَرٍّ ، فَقَالَ : يَا
سَلَمَةُ بْنُ قَيْسٍ ، ثَلاَثٌ قَدْ حَفِظْتهَا لاَ تَجْمَعْ بَيْنَ الضَّرَائِرِ
فَإِنَّك لَنْ تَعْدِلَ وَلَوْ حَرَصْت ، وَلاَ تَعْمَلْ عَلَى الصَّدَقَةِ
فَإِنَّ صَاحِبَ الصَّدَقَةِ زَائِدٌ وَنَاقِصٌ ، وَلاَ تَغْشَ ذَا سُلْطَانٍ
فَإِنَّك لاَ تُصِيبُ مِنْ دُنْيَاهُمْ شَيْئًا إِلاَّ أَصَابُوا مِنْ دِينِكَ
أَفْضَلَ مِنْهُ.
38888- حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ ، عَنْ فِطْرٍ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ
، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عَبْدٍ ، قَالَ ، قَالَ حُذَيْفَةُ : اتَّقُوا أَبْوَابَ
الأُمَرَاءِ فَإِنَّهَا مَوَاقِفُ الْفِتَنِ ، أَلاَ إِنَّ الْفِتْنَةَ تشتبه
مُقْبِلَةً وَتَبِينُ مُدْبِرَةً.
38889- حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ إسْمَاعِيلَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ
الرَّحْمَنِ بْنُ حُمَيْدٍ الرُّؤَاسِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ
قَيْسٍ ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو ، قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ : أَظُنُّهُ
، عَنْ قَيْسِ بْنِ السَّكَنِ ، قَالَ : قَالَ عَلِيٌّ عَلَى مِنْبَرِهِ : إنِّي
أَنَا فَقَأْت عَيْنَ الْفِتْنَةِ ، وَلَوْ لَمْ أَكُنْ فِيكُمْ مَا قُوتِلَ
فُلاَنٌ وَفُلاَنٌ وَفُلاَنٌ وَأَهْلُ النَّهَرِ ، وَايْمُ اللهِ لَوْلاَ أَنْ
تَتَّكِلُوا فَتَدَعُوا الْعَمَلَ لَحَدَّثْتُكُمْ بِمَا سَبَقَ لَكُمْ عَلَى
لِسَانِ نَبِيِّكُمْ ، لِمَنْ قَاتَلَهُمْ مُبْصِرًا لِضَلاَلَتِهِمْ عَارِفًا
بِاَلَّذِي نَحْنُ عَلَيْهِ .
2- قَالَ : ثُمَّ قَالَ : سَلُونِي فَإِنَّكُمْ لاَ تَسْأَلُونِي عَنْ شَيْءٍ
فِيمَا بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ السَّاعَةِ وَلاَ عَنْ فِئَةٍ تَهْدِي مِئَة وَتَضِلُّ
مِئَة إِلاَّ حَدَّثْتُكُمْ بِنَاعِقِهَا وَقَائِدِهَا وَسَائِقِهَا ، قَالَ :
فَقَامَ رَجُلٌ ، فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، حَدِّثْنَا عَنِ
الْبَلاَءِ ، فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ : إِذَا سَأَلَ سَائِلٌ فَلْيَعْقِلْ
، وَإِذَا سُئِلَ مَسْؤُولٌ فَلْيَتَثَبَّتْ ؛ إِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ أُمُورًا
تَتِم جَلَلاً ، وَبَلاَءً مُبْلِحًا مُكْلِحًا ، وَالَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ
وَبَرَأَ النَّسَمَةَ ، لَوْ قَدْ فَقَدْتُمُونِي وَنَزَلَتْ كَرَائِهُ الأُمُورِ
، وَحَقَائِقُ الْبَلاَءِ ، لَفَشِلَ كَثِيرٌ مِنَ السَّائِلِينَ ، وَلأَطْرَقَ
كَثِيرٌ مِنَ الْمَسْئُولِينَ ، وَذَلِكَ إِذَا فَصَلَتْ حَرْبُكُمْ وَكَشَفَتْ
عَنْ سَاقٍ لَهَا , وَصَارَتِ الدُّنْيَا بَلاَءً عَلَى أَهْلِهَا حَتَّى يَفْتَحَ
اللَّهُ لِفِئَةِ الأَبْرَارِ .
3- قَالَ : فَقَامَ رَجُلٌ ، فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، حَدِّثْنَا
عَنِ الْفِتْنَةِ ، فَقَالَ : إِنَّ الْفِتْنَةَ إِذَا أَقْبَلَتْ شَبَّهَتْ ، وَإِذَا
أَدْبَرَتْ أَسْفَرَتْ ، وَإِنَّمَا الْفِتَنُ تُحُومٌ كَحُومِ الرِّيَاحِ ،
يُصِبْنَ بَلَدًا وَيُخْطِئْنَ آخَرَ ، فَانْصُرُوا أَقْوَامًا كَانُوا أَصْحَابَ
رَايَاتٍ يَوْمَ بَدْرٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ تَنْصُرُوا وَتُؤجِرُوا ، أَلاَ إِنَّ
أَخْوَف الْفِتْنَةِ عِنْدِي عَلَيْكُمْ فِتْنَةٌ عَمْيَاءُ مُظْلِمَةٌ خَصَّتْ
فِتْنَتُهَا ، وَعَمَّتْ بَلِيَّتُهَا ، أَصَابَ الْبَلاَءُ مَنْ أَبْصَرَ فِيهَا
، وَأَخْطَأَ الْبَلاَءُ مَنْ عَمِيَ عَنْهَا ، يَظْهَرُ أَهْلُ بَاطِلِهَا عَلَى
أَهْلِ حَقِّهَا حَتَّى تُمْلأ الأَرْضُ عُدْوَانًا وَظُلْمًا ، وَإِنَّ أَوَّلَ
مَنْ يَكْسِرُ غِمْدَهَا وَيَضَعُ جَبَرُوتَهَا وَيَنْزِعُ أَوْتَادَهَا اللَّهُ
رَبُّ الْعَالَمِينَ .
4- أَلاَ وَإِنَّكُمْ سَتَجِدُونَ أَرْبَابَ سُوءٍ لَكُمْ مِنْ بَعْدِي كَالنَّابِ
الضُّرُوسِ ، تَعَضُّ بِفِيهَا ، وَتَرْكُضُ بِرِجْلِهَا ، وَتَخْبِطُ بِيَدِهَا ،
وَتَمْنَعُ دُرَّهَا ، أَلاَ إِنَّهُ لاَ يَزَالُ بَلاَؤُهُمْ بِكُمْ حَتَّى لاَ
يَبْقَى فِي مِصْرٍ لَكُمْ إِلاَّ نَافِعٌ لَهُمْ ، أَوْ غَيْرُ ضَارٍ ، وَحَتَّى
لاَ يَكُونَ نُصْرَةُ أَحَدِكُمْ مِنْهُمْ إِلاَّ كَنُصْرَةِ الْعَبْدِ مِنْ
سَيِّدِهِ وَايْمُ اللهِ لَوْ فَرَّقُوكُمْ تَحْتَ كُلِّ كَوْكَبٍ
لَجَمَعَكُمَ اللَّهُ لسر يَوْمٍ لَهُمْ .
5- قَالَ : فَقَامَ رَجُلٌ ، فَقَالَ : هَلْ بَعْدَ ذَلِكَ جَمَاعَةٌ يَا أَمِيرَ
الْمُؤْمِنِينَ ، قَالَ : لاَ بها جَمَاعَةٌ شَتَّى غَيْرَ أَنَّ أُعْطِيَاتِكُمْ
وَحَجَّكُمْ وَأَسْفَارَكُمْ وَاحِدٌ ، وَالْقُلُوبُ مُخْتَلِفَةٌ هَكَذَا ، ثُمَّ
شَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ ، قَالَ : مِمَّ ذَاكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ،
قَالَ : يَقْتُلُ هَذَا هَذَا ، فِتْنَةٌ فَظِيعَةٌ جَاهِلِيَّةٌ ، لَيْسَ فِيهَا
إمَامُ هُدًى وَلاَ عِلْمٍ يُرَى نَحْنُ أَهْلَ الْبَيْتِ مِنْهَا نُجَاةً
وَلَسْنَا بِدُعَاةٍ ، قَالَ : وَمَا بَعْدَ ذَلِكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ،
قَالَ : يُفَرِّجُ اللَّهُ الْبَلاَءَ بِرَجُلٍ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ تَفْرِيجَ
الأَدِيمِ يَأْتِي ابْنُ خَبَرِهِ إِلاَّ مَا يَسُومُهُمَ الْخَسْفُ ،
وَيُسْقِيهِمْ بِكَأْسِ مُصبرة ، وَدَّتْ قُرَيْشٌ بِالدُّنْيَا ، وَمَا فِيهَا ،
لَوْ يَقْدِرُونَ عَلَى مَقَامِ جَزْرٍ جَزُورٍ لأَقْبَلَ مِنْهُمْ بَعْضُ الَّذِي
أَعْرضُ عَلَيْهِمَ الْيَوْمَ فَيَرُدُّونَهُ وَيَأْبَى إِلاَّ قَتْلاً.
38890- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُدَيْرٍ ، عَنِ السُّمَيْطِ ,
عَنْ كَعْبٍ ، قَالَ : لِكُلِّ زَمَانٍ مُلُوك ، فَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ
خَيْرًا بَعَثَ فِيهِمْ مُصْلِحَهُمْ ، وَإِذَا أَرَادَ بِقَوْمٍ شَرًّا بَعَثَ
فِيهِمْ مُتْرَفِيهِمْ.
38891- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ ، عَنْ
أَبِي الْيَقْظَانِ ، عَنْ زَاذَانَ ،
عَنْ عُلَيمٍ ، قَالَ : كُنَّا مَعَهُ عَلَى سَطْحٍ وَمَعَهُ رَجُلٌ مِنْ
أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي أَيَّامِ الطَّاعُونِ ، فَجَعَلَتِ
الْجَنَائِز تَمُرُّ ، فَقَالَ : يَا طَاعُونُ خُذْنِي ، قَالَ : فَقَالَ عُلَيمٌ
: أَلَمْ يَقُلْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لاَ يَتَمَنَّيَنَّ أَحَدُكُمَ
الْمَوْتَ ، فَإِنَّهُ عِنْدَ انْقِطَاعِ عَمَلِهِ ، وَلاَ يُرَدُّ فَيَسْتَعْتِبَهُ
، فَقَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : بَادِرُوا
بِالْمَوْتِ سِتًّا ، إمْرَةَ السُّفَهَاءِ ، وَكَثْرَةَ الشَّرْطِ ، وَبَيْعَ
الْحُكْمِ ، وَاسْتِخْفَافٌ بِالدَّمِ ، وَنَشْوًا يَتَّخِذُونَ الْقُرْآنَ
مَزَامِيرَ ، يُقَدِّمُونَهُ لِيُغْنِيَهُمْ ، وَإِنْ كَانَ أَقَلَّهُمْ فِقْهًا.
38892- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ
، عَنِ الْحَسَنِ ، قَالَ : إنَّمَا جَعَلَ اللهِ هَذَا السُّلْطَانُ نَاصِرٌ
لِعِبَادِ اللهِ وَدِينِهِ ، فَكَيْفَ مَنْ رَكِبَ ظُلْمًا عَلَى عِبَادِ اللهِ
وَاِتَّخَذَ عِبَادَ اللهِ خَوَلاً ، يَحْكُمُونَ فِي دِمَائِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ
مَا شَاؤُوا ، وَاللهِ إِنْ يَمْتَنِعْ أَحَد ، وَاللهِ مَا لَقِيَتْ أُمَّةٌ
بَعْدَ نَبِيِّهَا مِنَ الْفِتَنِ وَالذُّلِّ مَا لَقِيَتْ هَذِهِ بَعْدَ
نَبِيِّهَا صلى الله عليه وسلم.
38893- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، عَن
هَمَّامٍ : قَالَ : جَاءَ إِلَى عُمَرَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ ، فَقَالَ :
السَّلاَمُ عَلَيْك يَا مَلِكَ الْعَرَبِ ، قَالَ عُمَرُ : وَهَكَذَا تَجِدُونَهُ
فِي كِتَابِكُمْ أَلَيْسَ تَجِدُونَ النَّبِيُّ ، ثُمَّ الْخَلِيفَةَ ، ثُمَّ
أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، ثُمَّ الْمُلُوكَ بَعْدُ ، قَالَ لَهُ : بَلَى.
38894- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، قَالَ : حدَّثَنَا الأَعْمَشُ ، عَنْ شَقِيقٍ ، عَنْ
عَبْدِ اللهِ وَذَكَرَ رَجُلاً ، فَقَالَ : أَهْلَكَهُ الشُّحُّ وَبِطَانَةُ
السُّوءِ.
38895- حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ جُمَيْعٍ ، عَنْ
أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي الْجَهْمِ ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ دِينَارٍ رَفَعَهُ
إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ : لاَ تَذْهَبُ الدُّنْيَا حَتَّى
تَكُونَ عِنْدَ لُكَعِ ابْنِ لُكَعٍ.
38896- حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إبْرَاهِيمَ ،
أَنَّهُ سَمِعَ أَبَاهُ ، قَالَ : رَأَيْتُ عَبْدَ الرَّحْمَن بْنَ عَوْفٍ بِمِنًى
مَحْلُوقًا رَأْسُهُ يَبْكِي ، يَقُولُ : مَا كُنْت أَخْشَى أَنْ أَبْقَى حَتَّى
يُقْتَلَ عُثْمَان.
38897- حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بن موسى ، عَنْ شَيْبَانَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ،
عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو ، قَالَ :
إنَّا لَنَجِدُ فِي كِتَابِ اللهِ الْمُنَزَّلِ صِنْفَيْنِ فِي النَّارِ : قَوْمٌ
يَكُونُونَ فِي آخِرِ الزَّمَانِ مَعَهُمْ سِيَاطٌ كَأَنَّهَا أَذْنَابُ الْبَقَرِ
يَضْرِبُونَ بِهَا النَّاسَ عَلَى غَيْرِ جُرْمٍ لاَ يُدْخِلُونَ بُطُونَهُمْ
إِلاَّ خَبِيثًا ، وَنِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ مَائِلاَتٌ مُمِيَلاَتٌ لاَ
يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ وَلاَ يَجِدْنَ رِيحَهَا.
38898- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ ، قَالَ : حدَّثَنَا الهَيَّاحُ
بْنُ بِسْطَامٍ الْحَنْظَلِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ ،
عَنْ طَاوُوسٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه
وسلم : إِنَّهَا سَتَكُونُ أُمَرَاءُ تَعْرِفُونَ وَتُنْكِرُونَ ، فَمَنْ
بَارَأَهُمْ نَجَا ، وَمَنِ اعْتَزَلَهُمْ سَلِمَ ، أَوْ كَادَ ، وَمَنْ
خَالَطَهُمْ هَلَكَ.
38899- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ
أَيُّوبَ ، عَنْ أَبِي قَبِيل ، عَنْ يُسَيْعٍ ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ ،
أَنَّهُ قَالَ : ابْعَثُوا إِلَى أَمَلَةٍ يَذِبُّونَ عَنْ فَسَادِ الأَرْضِ ،
فَقَالَ لَهُ كَعْبُ الأَحْبَارِ : مَهْ لاَ تَفْعَلْ ، فَإِنَّ ذَلِكَ فِي
كِتَابِ اللهِ الْمُنَزَّلِ : أَنَّ قَوْمًا يُقَالُ لَهُمَ الأَمَلَةُ
يَحْمِلُونَ بِأَيْدِيهِمْ سِيَاطًا كَأَنَّهَا أَذْنَابُ الْبَقَرِ ، لاَ
يَرِيحُونَ رِيحَ الْجَنَّةِ ، فَلاَ تَكُنْ أَنْتَ أَوَّلَ مَنْ يَبْعَثُ بِهِمْ
، قَالَ : فَفَعَلَ ، فَقُلْتُ أَنَا لِيَحْيَى : مَا الأَمَلَةُ ؟ قَالَ :
أَنْتُمْ تُسَمُّونَهُمْ بِالْعِرَاقِ الشُّرَطَ.
38900- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ مَرْدَانُبَةَ ، عَنْ خَلِيفَةَ
بْنِ سَعْدٍ ، قَالَ : رَأَيْتُ عُثْمَانَ فِي بَعْضِ طُرُقِ الْمَدِينَةِ وَهُوَ
يَقُولُ : مُرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ قَبْلَ أَنْ
يُسَلَّطَ عَلَيْكُمْ شِرَارُكُمْ ، فَيَدْعُوَا عَلَيْهِمْ خِيَارُكُمْ ، فَلاَ
يُسْتَجَابُ لَهُمْ ، قَالَ : وَزَحْمَتُهُ حَمْلُهُ فَأَخَذَ بِعَضُدَيْهِ ،
فَقَالَ : لاَ أَمُوتُ حَتَّى تُدْرِكَنِي إمَارَةُ الصِّبْيَانِ.
38901- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنِ النَّهَّاسِ بْنِ قَهْمٍ ، عَنْ شَدَّادٍ أَبِي
عَمَّارٍ ، قَالَ : قَالَ عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ يَا طَاعُونُ خُذْنِي إلَيْك ،
فَقَالُوا : أَمَا سَمِعْت رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ : كُلَّمَا
طَالَ عُمْرُ الْمُسْلِمِ كَانَ خَيْرًا لَهُ ، قَالَ : بَلَى وَلَكِنِّي أَخَافُ
سِتًّا : إمَارَةَ السُّفَهَاءِ ، وَبَيْعَ الْحُكْمِ ، وَسَفْكَ الدَّمِ ،
وَقَطِيعَةَ الرَّحِمِ ، وَكَثْرَةَ الشُّرَطِ ، وَنُشُوء يَنْشَؤُونَ
يَتَّخِذُونَ الْقُرْآنَ مَزَامِيرَ.
38902- حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ ، قَالَ : حدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ
طُفَيْلٍ أَبُو سِيدَانَ الْغَطَفَانِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي رِبْعِيُّ بْنُ
حِرَاشٍ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، قَالَ : اتْرُكُوا هَؤُلاَءِ الْفُطْحَ
الْوُجُوهِ مَا تَرَكُوكُمْ ، فَوَاللهِ لَوَدِدْت أَنَّ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ
بَحْرًا لاَ يُطَاقُ.
38903- حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ حَسَنٍ ، عَنْ عَبْدِ
الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ ، قَالَ : سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ : هَلْ فِي
هَذِهِ الأُمَّةِ كُفْرٌ ، قَالَ : لاَ أَعْلَمُهُ ، وَلاَ شِرْكٌ ، قَالَ :
قُلْتُ : فَمَاذَا ، قَالَ : بَغْيٌ.
38904- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ
نَشِيطٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ الْمَلِكِ مَوْلَى بَنِي أُمَيَّةَ ،
قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ : تَكُونُ فِتْنَةٌ لاَ يُنْجِي
مِنْهَا إِلاَّ دُعَاءٌ كَدُعَاءِ الْغَرِقِ.
38905- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا حَمَّادٌ ، عَنِ
الْجُرَيْرِيِّ ، عَنِ ابْنِ المشَّاء ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ ، قَالَ : لاَ
تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَتَحَوَّلَ شِرَارُ أَهْلِ الشَّامِ إِلَى الْعِرَاقِ
، وَخِيَارُ أَهْلِ الْعِرَاقِ إِلَى الشَّامِ.
38906- حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ سِمَاكٍ ، عَنْ أَبِي
الرَّبِيعِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدَ
اقْتَرَبَ : إمَارَةُ الصِّبْيَانِ ، إِنْ أَطَاعُوهُمْ أَدْخَلُوهُمَ النَّارَ ،
وَإِنْ عَصَوْهُمْ ضَرَبُوا أَعْنَاقَهُمْ.
38907- حَدَّثَنَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ ، قَالَ : حدَّثَنَا عَوْفٌ ، عَنْ
مُحَمَّدٍ ، قَالَ : كُنَّا نَتَحَدَّثُ ، أَنَّهُ تَكُونُ رِدَّةٌ شَدِيدَةٌ
حَتَّى يَرْجِعَ نَاسٌ مِنَ الْعَرَبِ يَعْبُدُونَ الأَصْنَامَ بِذِي الْخَلَصَةِ.
38908- حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى ، عَنْ فِطْرٍ ، عَنْ أَبِي
إِسْحَاقَ ، قَالَ : حدَّثَنِي مَنْ دَخَلَ عَلَى ابْنِ مُلْجَمٍ السِّجْنَ وَقَدِ
اسْوَدَّ كَأَنَّهُ جِذْعٌ مُحْتَرِقٌ.
38909- حَدَّثَنَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ ، قَالَ : حدَّثَنَا عَوْفٌ ، عَنْ
مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِي الْجَلْدِ ، قَالَ : تَكُونُ فِتْنَةٌ بَعْدَهَا فِتْنَةٌ
، الأُولَى فِي الآخِرَةِ : كَثَمَرَةِ السَّوْطِ يَتْبَعُهَا ذُبَابُ السَّيْفِ ،
ثُمَّ تَكُونُ بَعْدَ ذَلِكَ فِتْنَةٌ تُسْتَحَلُّ فِيهَا الْمَحَارِمُ كُلُّهَا ،
ثُمَّ تَأْتِي الْخِلاَفَةُ خَيْرُ أَهْلِ الأَرْضِ وَهُوَ قَاعِدٌ فِي بَيْتِهِ
هَنِيًّا.
38910- حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى ، قَالَ : حدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ
سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عَمْرٍو الْبَجَلِيِّ ،
أَنَّ أَبَا أُمَامَةَ ، قَالَ : لَيُنَادَيَنَّ بِاسْمِ رَجُلٍ مِنَ السَّمَاءِ
لاَ يُنْكِرُهُ الذَّلِيلُ وَلاَ يَمْتَنِعُ مِنْهُ الْعَزِيزُ.
38911- حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى ، قَالَ : حدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ
سَلَمَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ
النَّهْدِيِّ ، أَنَّ حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ ، قَالَ : بَيْنَمَا قَوْمٌ
يَتَحَدَّثُونَ إذْ تَمُرُّ بِهِمْ إبِلٌ قَدْ عُطِّلَتْ ، فَيَقُولُونَ : يَا
إبِلُ ، أَيْنَ أَهْلُك فَتَقُولُ : أَهْلُنَا حُشِرُوا ضُحًى.
تم كتاب الفتن بحمد الله وعونه وحسن توفيقه والحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا
محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ويتلوه إن شاء الله تعالى كتاب الجمل.
بسم الله الرحمن الرحيم.
وصلى الله على سيدنا محمد النبي وآله
41- كِتاب الجملِ
1- فِي مسِيرِ عائِشة وعلِيٍّ وطلحة والزّبيرِ رضي الله عنهم.
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يُونُسَ ، قَالَ : حدَّثَنَا بَقِيُّ بْنُ مَخْلَدٍ
، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ ، قَالَ :
38912- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي الْعَلاَءُ بْنُ
الْمِنْهَالِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ الْجَرْمِيِّ ، قَالَ :
حَدَّثَنِي أَبِي ، قَالَ : حَاصَرْنَا تَوَّجَ , وَعَلَيْنَا رَجُلٌ مِنْ بَنِي
سُلَيْمٍ يُقَالُ لَهُ : مُجَاشِعُ بْنُ مَسْعُودٍ ، قَالَ : فَلَمَّا أَنَ
افْتَتَحْنَاهَا ، قَالَ : وَعَلَيَّ قَمِيصٌ خَلَقٌ انْطَلَقْتُ إِلَى قَتِيلٍ
مِنَ الْقَتْلَى الَّذِينَ قَتَلْنَا مِنَ الْعَجَمِ ، قَالَ : فَأَخَذْتُ قَمِيصِ
بَعْضِ أُولَئِكَ الْقَتْلَى ، قَالَ : وَعَلَيْهِ الدِّمَاءُ ، فَغَسَلْته بَيْنَ
أَحْجَارٍ ، وَدَلَّكْته حَتَّى أَنْقَيْته , وَلَبِسْته وَدَخَلْتُ الْقَرْيَةَ ،
فَأَخَذْت إبْرَةً وَخُيُوطًا ، فَخِطْت قَمِيصِي ، فَقَامَ مُجَاشِعٌ ، فَقَالَ :
يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، لاَ تَغُلُّوا شَيْئًا ، مَنْ غَلَّ شَيْئًا جَاءَ بِهِ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ وَلَوْ كَانَ مِخْيَطًا .
2- فَانْطَلَقْت إِلَى ذَلِكَ الْقَمِيصِ
فَنَزَعْته وَانْطَلَقْت إِلَى قَمِيصِي فَجَعَلْتُ أَفْتُقُهُ حَتَّى وَاللهِ يَا
بُنَيَّ جَعَلْت أُخَرِّقُ قَمِيصِي تَوَقِّيًا عَلَى الْخَيْطِ أَنْ يَنْقَطِعَ
فَانْطَلَقْت بِالْخُيُوطِ وَالإِبْرَةُ وَالْقَمِيصُ الَّذِي كُنْت أَخَذْته مِنَ
الْمَقَاسِمِ فَأَلْقَيْته فِيهَا ، ثُمَّ مَا ذَهَبْتُ مِنَ الدُّنْيَا حَتَّى
رَأَيْتهمْ يَغُلُّونَ الأَوْسَاقَ ، فَإِذَا قُلْتَ : أَيُّ شَيْءٍ هَذَا ،
قَالُوا : نَصِيبًا مِنَ الْفَيْءِ أَكْثَرَ مِنْ هَذَا.
3- قَالَ عَاصِمٌ : وَرَأَى أَبِي رُؤْيَا وَهُمْ مُحَاصِرُو تَوَّجَ فِي
خِلاَفَةِ عُثْمَانَ ، وَكَانَ أَبِي إِذَا رَأَى رُؤْيَا كَأَنَّمَا يَنْظُرُ
إلَيْهَا نَهَارًا ، وَكَانَ أَبِي قَدْ أَدْرَكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ،
قَالَ : فَرَأَى كَأَنَّ رَجُلاً مَرِيضًا وَكَأَنَّ قَوْمًا يَتَنَازَعُونَ
عِنْدَهُ ، قد اخْتَلَفَتْ أَيْدِيهِمْ وَارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُهُمْ وَكَانَت
امْرَأَةٌ عَلَيْهَا ثِيَابٌ خُضْرٌ جَالِسَةً كَأَنَّهَا لَوْ تَشَاءُ أَصْلَحَتْ
بَيْنَهُمْ ، إذْ قَامَ رَجُلٌ مِنْهُمْ فَقَلَبَ بِطَانَةَ جُبَّةٍ عَلَيْهِ ،
ثُمَّ قَالَ : أَيْ مَعَاشِرَ الْمُسْلِمِينَ ، أَيَخْلَقُ الإِسْلاَم فِيكُمْ ,
وَهَذَا سِرْبَالُ نَبِيِّ اللهِ فِيكُمْ لَمْ يَخْلَقْ ، إذْ قَامَ آخَرُ مِنَ
الْقَوْمِ فَأَخَذَ بِأَحَدِ لَوْحَي الْمُصْحَفِ فَنَفَضَهُ حَتَّى اضْطَرَبَ
وَرَقُهُ .
4- قَالَ : فَأَصْبَحَ أَبِي يَعْرِضُهَا وَلاَ يَجِدُ مَنْ يُعَبِّرُهَا ، قَالَ
: كَأَنَّهُمْ هَابُوا تَعْبِيرَهَا.
قَالَ : قَالَ أَبِي : فَلَمَّا أَنْ قَدِمْت الْبَصْرَةَ فَإِذَا النَّاسُ قَدْ
عَسْكَرُوا ، قَالَ : قُلْتُ : مَا شَأْنُهُمْ ، قَالَ : فَقَالُوا : بَلَغَهُمْ
أَنَّ قَوْمًا سَارُوا إِلَى عُثْمَانَ فَعَسْكَرُوا لِيُدْرِكُوهُ فَيَنْصُرُوهُ
، فَقَامَ ابْنُ عَامِرٍ ، فَقَالَ : إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ صَالِحٌ ،
وَقَدِ انْصَرَفَ عَنْهُ الْقَوْمُ ، فَرَجَعُوا إِلَى مَنَازِلِهِمْ فَلَمْ
يَفْجَأْهُمْ إِلاَّ قَتْلُهُ ، قَالَ : فَقَالَ أَبِي : فَمَا رَأَيْت يَوْمًا
قَطُّ كَانَ أَكْثَرَ شَيْخًا بَاكِيًا تَخَلَّلُ الدُّمُوعُ لِحْيَتَهُ مِنْ
ذَلِكَ الْيَوْمِ .
5- فَمَا لَبِثْتُ إِلاَّ قَلِيلاً حَتَّى إِذَا الزُّبَيْرُ وَطَلْحَةُ قَدْ قَدِمَا
الْبَصْرَةَ ، قَالَ : فَمَا لَبِثْت بَعْدَ ذَلِكَ إِلاَّ يَسِيرًا , حَتَّى
إِذَا عَلِيٌّ أَيْضًا قَدْ قَدِمَ ، فَنَزَلَ بِذِي قَارٍ ، قَالَ : فَقَالَ لِي
شَيْخَانِ مِنَ الْحَيِّ : اذْهَبْ بِنَا إِلَى هَذَا الرَّجُلِ ، فَلْنَنْظُرْ
إِلَى مَا يَدْعُو ، وَأَيُّ شَيْءٍ الذي جَاءَ بِهِ ، فَخَرَجْنَا حَتَّى إِذَا
دَنَوْنَا مِنَ الْقَوْمِ وَتَبَيَّنَّا فَسَاطِيطَهُمْ إِذَا شَابٌّ جَلْدٌ
غَلِيظٌ خَارِجٌ مِنَ الْعَسْكَرِ ، قَالَ الْعَلاَءُ :رَأَيْتُ أَنَّهُ قَالَ :
عَلَى بَغْلٍ ، فَلَمَّا أَنْ نَظَرْت إلَيْهِ شَبَّهْته الْمَرْأَةَ الَّتِي
رَأَيْتهَا عِنْدَ رَأْسِ الْمَرِيضِ فِي النَّوْمِ ، فَقُلْتُ لِصَاحِبِيَّ :
لَئِنْ كَانَ لِلْمَرْأَةِ الَّتِي رَأَيْت فِي الْمَنَامِ عِنْدَ رَأْسِ
الْمَرِيضِ أَخٌ إِنَّ ذَا لأَخُوهَا ،
6- قَالَ : فَقَالَ لِي أَحَدُ الشَّيْخَيْنِ اللَّذَيْنِ مَعِي : مَا تُرِيدُ
إِلَى هَذَا ، قَالَ : وَغَمَزَنِي بِمِرْفَقِهِ ، فقَالَ الشَّابُّ : أَيَّ
شَيْءٍ قُلْتَ ؟ قَالَ : فَقَالَ أَحَدُ الشَّيْخَيْنِ : لَمْ يَقُلْ شَيْئًا ،
فَانْصَرِفْ ، قَالَ : لِتُخْبِرَنِي مَا قُلْتَ ، قَالَ : فَقَصَصْت عَلَيْهِ
الرُّؤْيَا ، قَالَ : لَقَدْ رَأَيْت ، قَالَ : وَارْتَاعَ ، ثُمَّ لَمْ يَزَلْ
يَقُولُ : لَقَدْ رَأَيْت لَقَدْ رَأَيْت ، حَتَّى انْقَطَعَ عَنَّا صَوْتُهُ ،
قَالَ : فَقُلْتُ لِبَعْضِ مَنْ لَقِيت مَنِ الرَّجُلِ الَّذِين رَأَيْنَا آنِفًا
، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ ، قَالَ : فَعَرَفْنَا ، أَنَّ الْمَرْأَةَ
عَائِشَةُ.
7- قَالَ : فَلَمَّا أَنْ قَدِمْت الْعَسْكَرَ قَدِمْت عَلَى أَدْهَى الْعَرَبِ ،
يَعْنِي عَلِيًّا ، قَالَ : وَاللهِ لَدَخَلَ عَلَيّ فِي نَسَبِ قَوْمِي حَتَّى
جَعَلْت أَقُولُ : وَاللهِ لَهُوَ أَعْلَمُ بِهِمْ مِنِّي ، حَتَّى قَالَ : أَمَا
إِنَّ بَنِي رَاسِبٍ بِالْبَصْرَةِ أَكْثَرُ مِنْ بَنِي قُدَامَةَ ، قَالَ :
قُلْتُ أَجَلْ ، قَالَ : فَقَالَ : أَسَيِّدُ قَوْمِكَ أَنْتَ ؟ قُلْتُ : لاَ ،
وَإِنِّي فِيهِمْ لَمُطَاعٌ ، وَلِغَيْرِي أَسُودُ ، وَأَطْوَعُ فِيهِمْ مِنِّي ،
قَالَ : فَقَالَ : مَنْ سَيِّدُ بَنِي رَاسِبٍ ؟ قُلْتُ : فُلاَنٌ ، قَالَ :
فَسَيِّدُ بَنِي قُدَامَةَ ؟ قَالَ : قُلْتُ : فُلاَنٌ لآخَرَ ، قَالَ : هَلْ
أَنْتَ مُبَلِّغُهُمَا كِتَابَيْنِ مِنِّي قُلْتُ : نَعَمْ .
8- قَالَ : أَلاَ تُبَايِعُونَ ، قَالَ : فَبَايَعَ الشَّيْخَانِ اللَّذَانِ مَعِي
، قَالَ : وَأَضَبَّ قَوْمٌ كَانُوا عِنْدَهُ ، قَالَ : وَقَالَ أَبِي بِيَدِهِ :
فَقَبَضَهَا وَحَرَّكَهَا كَأَنَّ فِيهِمْ خِفَّةٌ ، قَالَ : فَجَعَلُوا
يَقُولُونَ : بَايِعْ بَايِعْ ، قَالَ : وَقَدْ أَكَلَ السُّجُودُ وُجُوهَهُمْ ،
قَالَ : فَقَالَ عَلِيٌّ لِلْقَوْمِ : دَعُوا الرَّجُلَ ، فَقَالَ أَبِي :
إنَّمَا بَعَثَنِي قَوْمِي رَائِدًا وَسَأُنْهِي إلَيْهِمْ مَا رَأَيْت ، فَإِنْ
بَايَعُوك بَايَعْتُك ، وَإِنِ اعْتَزَلُوك اعْتَزَلْتُك ، قَالَ : فَقَالَ عَلِيٌّ
: أَرَأَيْت لَوْ أَنَّ قَوْمَك بَعَثُوك رَائِدًا فَرَأَيْتَ رَوْضَةً وَغَدِيرًا
، فَقُلْتُ : يَا قَوْمُ ، النُّجْعَةَ النُّجْعَةَ ، فَأَبَوْا ، مَا أَنْتَ
مُنْتَجِعٌ بِنَفْسِكَ ، قَالَ : فَأَخَذْت بِإِصْبَعٍ مِنْ أَصَابِعِهِ ، ثُمَّ
قُلْتُ : نُبَايِعُك عَلَى أَنْ نُطِيعَك مَا أَطَعْت اللَّهَ ، فَإِذَا عَصَيْته
فَلاَ طَاعَةَ لَكَ عَلَيْنَا ، فَقَالَ : نَعَمْ ، وَطَوَّلَ بِهَا صَوْتَهُ ،
قَالَ : فَضَرَبْت عَلَى يَدِهِ .
9- قَالَ : ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبٍ وَكَانَ فِي نَاحِيَةِ
الْقَوْمِ ، قَالَ : فَقَالَ : إِمَا انْطَلَقْت إِلَى قَوْمِكَ بِالْبَصْرَةِ
فَأَبْلِغْهُمْ كُتُبِي وَقَوْلِي ، قَالَ : فَتَحَوَّلَ إلَيْهِ مُحَمَّدٌ ،
فَقَالَ : إِنَّ قَوْمِي إِذَا أَتَيْتهمْ يَقُولُونَ : مَا قَوْلُ صَاحِبِكَ فِي
عُثْمَانَ ، قَالَ : فَسَبَّهُ الَّذِينَ حَوْلَهُ ، قَالَ : فَرَأَيْتُ جَبِينَ
عَلِيٍّ يَرْشَحُ كَرَاهِيَةً لِمَا يَجِيئُونَ بِهِ ، قَالَ : فَقَالَ مُحَمَّدٌ
: أَيُّهَا النَّاسُ ، كُفُّوا فَوَاللهِ مَا إيَّاكُمْ أَسْأَلُ ، وَلاَ عَنْكُمْ
أُسْأَلُ ، قَالَ : فَقَالَ عَلِيٌّ : أَخْبِرْهُمْ ، أَنَّ قَوْلِي فِي عُثْمَانَ
أَحْسَنُ الْقَوْلِ ، إِنَّ عُثْمَانَ كَانَ مَعَ {الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا
الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا وَاللَّهُ
يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}.
10- قَالَ : قَالَ أَبِي : فَلَمْ أَبْرَحْ حَتَّى قَدِمَ عَلَيَّ الْكُوفَةِ ،
جَعَلُوا يَلْقونِي فَيَقُولُونَ : أَتَرَى إخْوَانَنَا مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ
يُقَاتِلُونَنَا ، قَالَ : وَيَضْحَكُونَ وَيَعْجَبُونَ ، ثُمَّ
قَالُوا : وَاللهِ لَوْ قَدَ الْتَقَيْنَا تَعَاطَيْنَا الْحَقَّ ، قَالَ :
فَكَأَنَّهُمْ يَرَوْنَ أَنَّهُمْ لاَ يَقْتَتِلُونَ ، قَالَ : وَخَرَجْت
بِكِتَابِ عَلِي ، فَأَمَّا أَحَدُ الرَّجُلَيْنِ اللَّذَيْنِ كَتَبَ إلَيْهِمَا
فَقَبِلَ الْكِتَابَ وَأَجَابَهُ ، وَدَلَلْت عَلَى الآخَرِ فَتَوَارَى ، فَلَوْ
أَنَّهُمْ قَالُوا : كُلَيْبٌ ما أُذِنَ لِي , فَدَفَعْت إلَيْهِ الْكِتَابَ ،
فَقُلْتُ : هَذَا كِتَابُ عَلِي ، وَأَخْبَرْته أَنِّي أَخْبَرْته أَنَّك سَيِّدُ
قَوْمِكَ ، قَالَ : فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَ الْكِتَابَ ، وَقَالَ : لاَ حَاجَةَ لِي
إِلَى السُّؤْدُدِ الْيَوْمَ ، إنَّمَا سَادَاتُكُمَ الْيَوْمَ شَبِيهٌ
بِالأَوْسَاخِ ، أَوِ السَّفَلَةِ ، أَو الأَدْعِيَاءِ ، وَقَالَ : كَلِّمْهُ ،
لاَ حَاجَةَ لِي الْيَوْمَ فِي ذَلِكَ ، وَأَبَى أَنْ يُجِيبَهُ .
11- قَالَ فَوَاللهِ مَا رَجَعْت إِلَى عَلِيٍّ حَتَّى إِذَا الْعَسْكَرَانِ قَدْ
تَدَانَيَا فَاسْتَبَّت عِبْدَانُهُمْ ، فَرَكِبَ الْقُرَّاءُ الَّذِينَ مَعَ
عَلِيٍّ حِينَ أَطْعَنَ الْقَوْمُ ، وَمَا وَصَلْت إِلَى عَلِيٍّ حَتَّى فَرَغَ
الْقَوْمُ مِنْ قِتَالِهِمْ ، دَخَلْتُ عَلَى الأَشْتَرِ فَإِذَا بِهِ جِرَاحٌ ،
قَالَ عَاصِمٌ : وَكَانَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ قَرَابَةٌ مِنْ قِبَلِ النِّسَاءِ ،
فَلَمَّا أَنْ نَظَرَ إِلَى أَبِي ، قَالَ وَالْبَيْتُ مَمْلُوءٌ مِنْ أَصْحَابِهِ
، قَالَ : يَا كُلَيْبُ ، إنَّك أَعْلَمُ بِالْبَصْرَةِ مِنَّا ، فَاذْهَبْ
فَاشْتَرِ لِي أَفْرَهَ جَمَلٍ تَجْده فِيهَا , قَالَ : فَاشْتَرَيْت مِنْ عَرِيفٍ
لِمَهَرَةَ جَمَلَهُ بِخَمْسِ مِئَةٍ ، قَالَ : اذْهَبْ بِهِ إِلَى عَائِشَةَ
وَقُلْ : يُقْرِئُك ابْنُك مَالِكٌ السَّلاَمَ ، وَيَقُولُ : خُذِي هَذَا
الْجَمَلَ فَتَبَلَّغِي عَلَيْهِ مَكَانَ جَمَلِكَ ، فَقَالَتْ : لاَ سَلَّمَ
اللَّهُ عَلَيْهِ ، إِنَّهُ لَيْسَ بِابْنِي ، قَالَ : وَأَبَتْ أَنْ تَقْبَلَهُ .
12- قَالَ : فَرَجَعْت إلَيْهِ فَأَخْبَرْته بِقَوْلِهَا ، قَالَ : فَاسْتَوَى
جَالِسًا
ثُمَّ حَسَرَ عَنْ سَاعِدِهِ ، قَالَ : ثُمَّ قَالَ : إِنَّ عَائِشَةَ
لَتَلُومُنِي عَلَى الْمَوْتِ الْمُمِيتِ ، إنِّي أَقْبَلْت فِي رِجْرِجَةٍ مِنْ
مَذْحِجٍ ، فَإِذَا ابْنُ عَتَّابٍ قَدْ نَزَلَ فَعَانَقَنِي ، قَالَ ، فَقَالَ :
اقْتُلُونِي وَمَالِكًا ، قَالَ : فَضَرَبْته فَسَقَطَ سُقُوطًا أَمْرَدًا ، قَالَ
، ثُمَّ وَثَبَ إلَيّ ابْنِ الزُّبَيْرِ ، فَقَالَ : اقْتُلُونِي وَمَالِكًا ،
وَمَا أُحِبُّ ، أَنَّهُ قَالَ : اقْتُلُونِي وَالأَشْتَرَ ، وَلاَ أَنَّ كُلَّ
مِذْحَجِيَّةٍ وَلَدَتْ غُلاَمًا , فَقَالَ أَبِي : إنِّي اعْتَمَرْتهَا فِي
غَفْلَةٍ ، قُلْتُ : مَا يَنْفَعُك أَنْتَ إِذَا قُلْتَ أَنْ تَلِدَ كُلُّ
مُذْحَجِيَّةٍ غُلاَمًا ، فَقَالَ أَبِي : إِنِّي اعْتَمَرْتُهَا فِي غَفْلَة ،
قُلْتُ : مَا يَنْفَعُكَ أَنْتَ إِذَا قُلْتُ : أَنْ تَلِدَ كُلّ مُذْحِجِيَّةَ
غُلاَمًا .
13- قَالَ : ثُمَّ دَنَا مِنْهُ أَبِي ، فَقَالَ : أَوْصِ بِي صَاحِبَ الْبَصْرَةِ
فَإِنَّ لِي مَقَامًا بَعْدَكُمْ ، قَالَ : فَقَالَ : لَوْ قَدْ رَآك صَاحِبُ
الْبَصْرَةِ لَقَدْ أَكْرَمَك ، قَالَ : كَأَنَّهُ يَرَى ، أَنَّهُ الأَمِيرُ ,
قَالَ : فَخَرَجَ أَبِي مِنْ عِنْدِهِ فَلَقِيَهُ رَجُلٌ ، قَالَ : فَقَالَ : قَدْ
قَامَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ قَبْلُ خَطِيبًا ، فَاسْتَعْمَلَ ابْنَ عَبَّاسٍ
عَلَى أَهْلِ الْبَصْرَةِ ، وَزَعَمَ أَنَّهُ سَائِرٌ إِلَى الشَّامِ يَوْمَ كَذَا
وَكَذَا ، قَالَ : فَرَجَعَ أَبِي فَأَخْبَرَ الأَشْتَرَ ، قَالَ : فَقَالَ لأَبِي
: أَنْتَ سَمِعْته ، قَالَ : فَقَالَ أَبِي : لاَ قَالَ : فَنَهَرَهُ وَقَالَ :
اجْلِسْ ، إِنَّ هَذَا هُوَ الْبَاطِلُ ، قَالَ : فَلَمْ أَبْرَحْ أَنْ جَاءَ
رَجُلٌ فَأَخْبَرَهُ مِثْلَ خَبَرِي ، قَالَ : فَقَالَ : أَنْتَ سَمِعْت ذَاكَ ،
قَالَ : فَقَالَ : لاَ ، فَنَهَرَهُ نَهْرَةً دُونَ الَّتِي نَهَرَنِي ، قَالَ :
وَلَحَظَ إلَيَّ وَأَنَا فِي جَانِبِ الْقَوْمِ ، أَيْ إِنَّ هَذَا قَدْ جَاءَ
بِمِثْلِ خَبَرِكَ .
14- قَالَ : فَلَمْ أَلْبَثْ أَنْ جَاءَ عَتَّابٌ التَّغْلِبِيُّ وَالسَّيْفُ
يَخْطِرُ ، أَوْ يَضْطَرِبُ فِي عُنُقِهِ ، فَقَالَ : هَذَا أَمِيرُ مُؤْمِنِيكُمْ
قَدَ اسْتَعْمَلَ ابْنُ عَمِّهِ عَلَى الْبَصْرَةِ ، وَزَعَمَ أَنَّهُ
سَائِرٌ إِلَى الشَّامِ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا ، قَالَ : قَالَ لَهُ الأَشْتَرُ :
أَنْتَ سَمِعْته يَا أَعْوَرُ ، قَالَ : إي وَاللهِ يَا أَشْتَرُ , لأَنَا
سَمِعْته بِأُذُنَيَّ هَاتَيْنِ ، قَالَ : فَتَبَسَّمَ تَبَسُّمًا فِيهِ كُشُورٌ ،
قَالَ : فَقَالَ : فَلاَ نَدْرِي إذًا عَلاَمَ قَتَلْنَا الشَّيْخَ بِالْمَدِينَةِ
.
15- قَالَ : ثُمَّ قَالَ : لِمُذْحَجِيَّتِهِ قُومُوا فَارْكَبُوا ، فَرَكِبَ ،
قَالَ : وَمَا أَرَاهُ يُرِيدُ يَوْمَئِذٍ إِلاَّ مُعَاوِيَةَ ، قَالَ : فَهَمَّ
عَلِيٌّ أَنْ يَبْعَثَ خَيْلاً تُقَاتِلُهُ ، قَالَ : ثُمَّ كَتَبَ إلَيْهِ ،
أَنَّهُ لَمْ يَمْنَعَنِّي مِنْ تَأْمِيرِكَ أَنْ لاَ تَكُونَ لِذَلِكَ أَهْلاً ،
وَلَكِنِّي أَرَدْت لِقَاءَ أَهْلِ الشَّامِ وَهُمْ قَوْمُك ، فَأَرَدْت أَنْ
أَسْتَظْهِرَ بِكَ عَلَيْهِمْ ، قَالَ : وَنَادَى فِي النَّاسِ بِالرَّحِيلِ ،
قَالَ : فَأَقَامَ الأَشْتَرُ حَتَّى أَدْرَكَهُ أَوَائِلُ النَّاسِ ، قَالَ :
وَكَانَ قَدْ وَقَّتَ لَهُمْ يَوْمَ الاِثْنَيْنِ ، فِيمَا رَأَيْت ، فَلَمَّا
صَنَعَ الأَشْتَرُ مَا صَنَعَ نَادَى فِي النَّاسِ قَبْلَ ذَلِكَ بِالرَّحِيلِ.
38913- حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ رَجُلٍ قَدْ
سَمَّاهُ ، قَالَ : شَهِدْت يَوْمَ الْجَمَلِ فَمَا دَخَلْت دَارَ الْوَلِيدِ
إِلاَّ ذَكَرْت يَوْمَ الْجَمَلِ , وَوَقْعَ السُّيُوفِ عَلَى الْبِيضِ ، قَالَ :
كُنْتُ أَرَى عَلِيًّا يَحْمِلُ فَيَضْرِبُ بِسَيْفِهِ حَتَّى يَنْثَنِيَ ، ثُمَّ
يَرْجِعُ فَيَقُولُ : لاَ تَلُومُونِي ، وَلُومُوا هَذَا ، ثُمَّ يَعُودُ
فَيُقَوِّمُهُ.
38914- حَدَّثَنَا ابْنُ إدْرِيسَ ، عَنْ حُصَيْنٍ ، عَنْ مَيْسَرَةَ أَبِي
جَمِيلَةَ قَالَ : إِنَّ أَوَّلَ يَوْمٍ تَكَلَّمَتِ الْخَوَارِجُ يَوْمَ
الْجَمَلِ ، قَالُوا : مَا أَحَلَّ لَنَا دِمَاءَهُمْ وَحَرَّمَ عَلَيْنَا
ذَرَارِيَّهَمْ وَأَمْوَالَهُمْ ، قَالَ : فَقَالَ عَلِيٌّ : إِنَّ الْعِيَالَ
مِنِّي عَلَى الصَّدْرِ وَالنَّحْرِ ، وَلَكُمْ فِيء خَمْسُ مِئَةٍ خَمْسُ مِئَةٌ
، جَعَلْتهَا لَكُمْ مَا يُغْنِيكُمْ عَنِ الْعِيَالِ.
38915- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ ، عَنِ التَّيْمِيِّ ، عَنْ
حُرَيْثِ بْنِ مُخَشِّي ، قَالَ : كَانَتْ رَايَةُ عَلِيٍّ سَوْدَاءَ ، يَعْنِي
يَوْمَ الْجَمَلِ ، وَرَايَةُ أُولَئِكَ الْجَمَلِ.
38916- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَدِيٍّ ،
عَنْ حُذَيْفَةَ ، أَنَّهُ قَالَ لِرَجُلٍ : مَا فَعَلَتْ أُمُّك ، قَالَ : قَدْ
مَاتَتْ ، قَالَ : أَمَا إنَّك سَتُقَاتِلُهَا ، قَالَ : فَعَجِبَ الرَّجُلُ مِنْ
ذَلِكَ حَتَّى خَرَجَتْ عَائِشَةُ.
38917- حَدَّثَنَا جَرِيرٌ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ،
قَالَ : قَسَمَ عَلِيٌّ مَوَارِيثَ مَنْ قُتِلَ يَوْمَ الْجَمَلِ عَلَى فَرَائِضِ
الْمُسْلِمِينَ : لِلْمَرْأَةِ ثُمُنُهَا ، وَلِلاِبْنَةِ نَصِيبُهَا ،
وَلِلاِبْنِ فَرِيضَتُهُ ، وَلِلأُمِّ سَهْمُهَا.
38918- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، عَنْ شَرِيكٍ ، عَنْ أَبِي الْعَنْبَسِ
، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ ، قَالَ : سُئِلَ عَلِيٌّ ، عَنْ أَهْلِ الْجَمَلِ ،
قَالَ : قِيلَ : أَمُشْرِكُونَ هُمْ ، قَالَ : مِنَ الشِّرْكِ فَرُّوا ، قِيلَ :
أَمُنَافِقُونَ هُمْ ، قَالَ : إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لاَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ
إِلاَّ قَلِيلاً ، قِيلَ : فَمَا هُمْ ، قَالَ : إخْوَانُنَا بَغَوْا عَلَيْنَا.
38919- حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ ، عَنِ الصَّلْتِ بْنِ بَهْرَامَ عْن
شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ ، أَنَّ عَلِيًّا لَمْ يَسْبِ يَوْمَ الْجَمَلِ وَلَمْ
يَقْتُلْ جَرِيحًا.
38920- حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ ، عَنِ الصَّلْتِ بْنِ بَهْرَامَ عْن
عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ سَلْعٍ ، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ ، أَنَّ عَلِيًّا لَمْ يَسْبِ
يَوْمَ الْجَمَلِ وَلَمْ يُخَمِّسْ ، قَالُوا : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ،
أَلاَ تُخَمِّسُ أَمْوَالَهُمْ ، قَالَ : فَقَالَ : هَذِهِ عَائِشَةُ
تَسْتَأْمِرُهَا ، قَالَ : قَالُوا : مَا هُوَ إِلاَّ هَذَا ، مَا هُوَ إِلاَّ
هَذَا.
38921- حَدَّثَنَا ابْنُ إدْرِيسَ ، عَنْ هَارُونَ بْنِ أَبِي إِبْرَاهِيمَ ، عَن
عَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ ، أَنَّ الأَشْتَرَ ، وَابْنَ
الزُّبَيْرِ الْتَقَيَا ، فَقَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ : فَمَا ضَرَبْته ضَرْبَةً
حَتَّى ضَرَبَنِي خَمْسًا ، أَوْ سِتًّا ، قَالَ : ثُمَّ قَالَ : وَأَلْقَانِي
بِرِجْلِي ، ثم قَالَ : وَاللهِ لَوْلاَ قَرَابَتُك مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله
عليه وسلم مَا تَرَكْت مِنْك عُضْوًا مَعَ صَاحِبِهِ ، قَالَ : وَقَالَتْ
عَائِشَةُ : وَاثُكْلَ أَسْمَاءَ ، قَالَ : فَلَمَّا كَانَ بَعْدُ أَعْطَتِ
الَّذِي بَشَّرَهَا بِهِ ، أَنَّهُ حَيٌّ عَشَرَةَ آلاَفٍ.
38922- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، قَالَ : حدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ
مُحَمَّدٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي أَبِي ، أَنَّ عَلِيًّا قَالَ يَوْمَ الْجَمَلِ :
نَمُنُّ عَلَيْهِمْ بِشَهَادَةِ أَنْ لاَ إلَهَ إِلاَّ اللَّهُ نُوَرِّثُ الآبَاءَ
مِنَ الأَبْنَاءِ.
38923- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، قَالَ : حدَّثَنَا مِسْعَرٌ ، عَنْ ثَابِتِ
بْنِ عُبَيْدٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ يَقُولُ : لَمْ يَكْفُرْ أَهْلُ
الْجَمَلِ.
38924- حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ ، قَالَ
: سَمِعْتُ سُوَيْد بْنَ الْحَارِثِ ، قَالَ : لَقَدْ رَأَيْتنَا يَوْمَ الْجَمَلِ
، وَإِنَّ رِمَاحَنَا وَرِمَاحَهُمْ لَمُتَشَاجِرَةٌ ، وَلَوْ شَاءَت الرُّجَّالُ
لَمَشَتْ عَلَيْهِمْ يَقُولُونَ : اللَّهُ أَكْبَرُ ، وَيَقُولُونَ : سُبْحَانَ اللهِ
اللَّهُ أَكْبَرُ ، وَنَحْوَ ذَلِكَ ؛ لَيْسَ فِيهَا شَكٌّ وَلَيْتَنِي لَمْ
أَشْهَد ، وَيَقُولُ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلِمَةَ : وَلَكِنِّي مَا سَرَّنِي أَنِّي
لَمْ أَشْهَد ، وَلَوَدِدْت ، أَنَّ كُلَّ مَشْهَدٍ شَهِدَهُ عَلِيٌّ شَهِدْته.
38925- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، قَالَ : حدَّثَنَا إسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي
خَالِدٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا قَيْسٌ ، قَالَ : رَمَى مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ
يَوْمَ الْجَمَلِ طَلْحَةَ بِسَهْمٍ فِي رُكْبَتِهِ ، قَالَ : فَجَعَلَ الدَّمُ
يَغِذُّ الدَّم وَيَسِيلُ ، قَالَ : فَإِذَا أَمْسَكُوهُ امْتَسَكَ ، وَإِذَا
تَرَكُوهُ سَالَ ، قَالَ : فَقَالَ : دَعُوهُ ، قَالَ : وَجَعَلُوا إِذَا
أَمْسَكُوا فَمَ الْجُرْحِ انْتَفَخَتْ رُكْبَتُهُ ، فَقَالَ : دَعُوهُ فَإِنَّمَا
هُوَ سَهْمٌ أَرْسَلَهُ اللَّهُ ، قَالَ : فَمَاتَ ، قَالَ : فَدَفَنَّاهُ عَلَى
شَاطِئِ الْكَلاَّءِ ، فَرَأَى بَعْضُ أَهْلِهِ ، أَنَّهُ قَالَ : أَلاَ
تُرِيحُونَنِي مِنَ هذا الْمَاءِ , فَإِنِّي قَدْ غَرِقْت , ثَلاَثَ مِرَارٍ
يَقُولُهَا ، قَالَ : فَنَبَشُوهُ فَإِذَا هُوَ أَخْضَرُ كَأَنَّهُ السَّلْقِ ،
فَنَزَفُوا عَنْهُ الْمَاءَ ، ثُمَّ اسْتَخْرَجُوهُ فَإِذَا مَا يَلِي الأَرْضَ
مِنْ لِحْيَتِهِ وَوَجْهِهِ قَدْ أَكَلَتْهُ الأَرْضُ ، فَاشْتَرَوْا لَهُ دَارًا
مِنْ دُورِ آلِ أَبِي بَكْرَةَ بِعَشَرَةِ آلاَفٍ فَدَفَنُوهُ فِيهَا.
38926- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، قَالَ : حدَّثَنَا إسْمَاعِيلُ ، عَنْ قَيْسٍ
، قَالَ : لَمَّا بَلَغَتْ عَائِشَةُ بَعْضَ مِيَاهِ بَنِي عَامِرٍ لَيْلاً
نَبَحَتِ الْكِلاَبُ عَلَيْهَا ، فَقَالَتْ : أَيُّ مَاءٍ هَذَا ، قَالُوا : مَاءُ
الْحَوْأَبِ ، فَوَقَفَتْ ، فَقَالَتْ : مَا أَظُنُّنِي إِلاَّ رَاجِعَةً ،
فَقَالَ لَهَا طَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ : مَهْلاً رَحِمَك اللَّهُ ، بَلْ
تَقْدُمِينَ فَيَرَاك الْمُسْلِمُونَ فَيُصْلِحُ اللَّهُ ذَاتَ بَيْنِهِمْ ،
قَالَتْ : مَا أَظُنُّنِي إِلاَّ رَاجِعَةً ، إنِّي سَمِعْت رَسُولَ اللهِ صلى
الله عليه وسلم ، قَالَ لَنَا ذَاتَ يَوْمٍ : كَيْفَ بِإِحْدَاكُنَّ تَنْبَحُ
عَلَيْهَا كِلاَبُ الْحَوْأَبِ.
38927- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، قَالَ : حدَّثَنَا إسْمَاعِيلُ ، عَنْ قَيْسٍ
، قَالَ : قَالَتْ عَائِشَةُ لَمَّا حَضَرَتْهَا الْوَفَاةُ : ادْفِنُونِي مَعَ
أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَإِنِّي كُنْت أَحْدَثْت بَعْدَهُ
حَدَثًا.
38928- حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إبْرَاهِيمَ ،
قَالَ : سَمِعْتُ أَبِي ، قَالَ : بَلَغَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، أَنَّ
طَلْحَةَ يَقُولُ : إنَّمَا بَايَعْت وَاللُّجُّ عَلَى قَفَايَ ، قَالَ :
فَأَرْسَلَ ابْنَ عَبَّاسٍ فَسَأَلَهُمْ ، قَالَ : فَقَالَ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ
: أَمَّا وَاللُّجُّ عَلَى قَفَاهُ فَلاَ , وَلَكِنْ قَدْ بَايَعَ وَهُوَ كَارِهٌ
، قَالَ : فَوَثَبَ النَّاسُ إلَيْهِ حَتَّى كَادُوا أَنْ يَقْتُلُوهُ ، قَالَ :
فَخَرَجَ صُهَيْبٌ وَأَنَا إِلَى جَنْبِهِ فَالْتَفَتَ إلَيَّ ، فَقَالَ : قَدْ
ظَنَنْت ، أَنَّ أُمَّ عَوْفٍ حَائِنَةٌ.
38929- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي كَرِيمَةَ ، عَنْ
أَبِي جَعْفَرٍ ، قَالَ : جَلَسَ عَلِيٌّ وَأَصْحَابُهُ يَوْمَ الْجَمَل يَبْكُونَ
عَلَى طَلْحَةَ وَالزُّبَيْرِ.
38930- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، قَالَ : حدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ
سُلَيْمَانَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو نَضْرَةَ ، أَنَّ
رَبِيعَةَ كَلَّمَتْ طَلْحَةَ فِي مَسْجِدِ بَنِي مَسْلَمَةَ فَقَالُوا : كُنَّا فِي
نَحْرِ الْعَدُوِّ حَتَّى جَاءَتْنَا بَيْعَتُك هَذَا الرَّجُلَ ، ثُمَّ أَنْتِ
الآنَ تُقَاتِلُهُ ، أَوْ كَمَا قَالُوا قَالَ : فَقَالَ : إنِّي أُدْخِلْت
الْحُشَّ وَوُضِعَ عَلَى عُنُقِي اللُّجُّ ، وَقِيلَ : بَايِعْ وَإِلاَّ
قَاتَلْنَاك ، قَالَ : فَبَايَعْت ، وَعَرَفْتُ أَنَّهَا بَيْعَةُ ضَلاَلَةٍ ،
قَالَ التَّيْمِيُّ : وَقَالَ الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ : إِنَّ
مُنَافِقًا مِنْ مُنَافِقِي أَهْلِ الْعِرَاقِ جَبَلَةَ بْنُ حَكِيمٍ ، قَالَ
لِلزُّبَيْرِ : فَإِنَّك قَدْ بَايَعْت ، فَقَالَ الزُّبَيْرُ : إِنَّ السَّيْفَ
وُضِعَ عَلَى قَفَيَّ فَقِيلَ لِي : بَايِعْ وَإِلاَّ قَتَلْنَاك ، قَالَ :
فَبَايَعْت.
38931- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ ، قَالَ سَمِعْت حُمَيْدَ بْنَ عَبْدِ
اللهِ بْنِ الأَصَمِّ يَذْكُرُ ، عَنْ أُمِّ رَاشِدٍ جَدَّتِهِ ، قَالَتْ : كُنْت
عِنْدَ أُمِّ هَانِئٍ فَأَتَاهَا عَلِي ، فَدَعَتْ لَهُ بِطَعَامٍ ، فَقَالَ :
مَالِي لاَ أَرَى عِنْدَكُمْ بَرَكَةً ، يَعْنِي الشَّاةَ ، قَالَتْ : فَقَالَتْ :
سُبْحَانَ اللهِ ، بَلَى وَاللهِ إِنَّ عِنْدَنَا لَبَرَكَةً ، قَالَ : إنَّمَا
أَعَنْيَ الشَّاةَ ، قَالَتْ : وَنَزَلْتُ فَلَقِيتُ رَجُلَيْنِ فِي الدَّرَجَةِ ،
فَسَمِعْتُ أَحَدهُمَا يَقُولُ لِصَاحِبِهِ : بَايَعَتْهُ أَيْدِينَا وَلَمْ
تُبَايِعْهُ قُلُوبُنَا ، قَالَتْ : فَقُلْتُ : مَنْ هَذَانِ الرَّجُلاَنِ
فَقَالُوا : طَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ ، قَالَتْ : فَإِنِّي قَدْ سَمِعْت
أَحَدَهُمَا يَقُولُ لِصَاحِبِهِ : بَايَعَتْهُ أَيْدِينَا وَلَمْ تُبَايِعْهُ
قُلُوبُنَا ، فَقَالَ عَلِيٌّ : {فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى
نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا
عَظِيمًا}.
38932- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ , حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ ، عَنْ
خَالِدِ بْنِ عَلْقَمَةَ ، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ ، قَالَ : ضُرِبَ فُسْطَاطٌ بَيْنَ
الْعَسْكَرَيْنِ يَوْمَ الْجَمَلِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ ، فَكَانَ عَلِيٌّ
وَالزُّبَيْرُ وَطَلْحَةُ يَأْتُونَهُ ، فَيَذْكُرُونَ فِيهِ مَا شَاءَ اللَّهُ ،
حَتَّى إِذَا كَانَ يَوْمُ الثَّالِثِ عِنْدَ زَوَالِ الشَّمْسِ رَفَعَ عَلِيٌّ
جَانِبَ الْفُسْطَاطِ ، ثُمَّ أَمَرَ بِالْقِتَالِ ، فَمَشَى بَعْضُنَا إِلَى
بَعْضٍ ، وَشَجَرْنَا بِالرِّمَاحِ حَتَّى لَوْ شَاءَ الرَّجُلُ أَنْ يَمْشِيَ
عَلَيْهَا لَمَشَى ، ثُمَّ أَخَذَتْنَا السُّيُوفُ فَمَا شَبَهَتْهَا إِلاَّ دَارُ
الْوَلِيدِ.
38933- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ ، قَالَ : حدَّثَنَا شَرِيكٌ ، عَنِ
السُّدِّيِّ ، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ ، عَنْ عَلِيٍّ ، أَنَّهُ قَالَ يَوْمَ
الْجَمَلِ : لاَ تَتَّبِعُوا مُدْبِرًا ، وَلاَ تُجْهِزُوا عَلَى جَرِيحٍ وَمَنْ
أَلْقَى سِلاَحَهُ فَهُوَ آمِنٌ.
38934- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ ، قَالَ : حدَّثَنَا مُوسَى بْنُ قَيْسٍ
الْحَضْرَمِيُّ ، عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ وَسَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ ، عَنْ حُجْرِ
بْنِ عَنْبَسٍ ، أَنَّ عَلِيًّا أَعْطَى أَصْحَابَهُ بِالْبَصْرَةِ خَمْسَ مِئَةٍ
خَمْسَ مِئَةٍ.
38935- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ ، قَالَ : حدَّثَنَا مَسْعُودُ بْنُ سَعْدٍ
الْجُعْفِيُّ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ ، قَالَ
: لَمَّا انْهَزَمَ أَهْلُ الْجَمَلِ ، قَالَ عَلِيٌّ : لاَ يَطْلُبَنَّ عَبْدٌ
خَارِجًا مِنَ الْعَسْكَرِ ، وَمَا كَانَ مِنْ دَابَّةٍ ، أَوْ سِلاَحٍ فَهُوَ
لَكُمْ وَلَيْسَ لَكُمْ أُمُّ وَلَدٍ وَالْمَوَارِيثُ عَلَى فَرَائِضِ اللهِ ،
وَأَيُّ امْرَأَةٍ قُتِلَ زَوْجُهَا فَلْتَعْتَدَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا
، قَالُوا : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، تَحِلُّ لَنَا دِمَاؤُهُمْ وَلاَ
تَحِلُّ لَنَا نِسَاؤُهُمْ ، قَالَ : فَخَاصَمُوه ، فَقَالَ : كَذَلِكَ السِّيرَةُ
فِي أَهْلِ الْقِبْلَةِ ، قَالَ : فَهَاتُوا سِهَامَكُمْ وَاقْرَعُوا عَلَى
عَائِشَةَ فَهِيَ رَأْسُ الأَمْرِ وَقَائِدُهُمْ ، قَالَ : فَعَرَفُوا وَقَالُوا :
نَسْتَغْفِرُ اللَّهَ ، قَالَ : فَخَصَمَهُمْ عَلِيٌّ.
38936- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ ، قَالَ : حدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ ،
عَنْ إسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ جَابِرٍ ، قَالَ :
سَمِعْتُ طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللهِ يَوْمَ الْجَمَلِ يَقُولُ : إنَّا كُنَّا
أَدْهَنَّا فِي أَمْرِ عُثْمَانَ فَلاَ نَجِدُ بُدًّا مِنَ المبايعة.
38937- حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ،
عَنِ الشَّعْبِيِّ ، قَالَ : لَمْ يَشْهَدَ الْجَمَلَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ
صلى الله عليه وسلم مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ إِلاَّ عَلِيٌّ وَعَمَّارٌ
وَطَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ فَإِنْ جَاؤُوا بِخَامِسٍ فَأَنَا كَذَّابٌ.
38938- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ شِمْرِ
بْنِ عَطِيَّةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ زِيَادٍ ، قَالَ : قَالَ عَمَّارُ بْنُ
يَاسِرٍ : إِنَّ أُمَّنَا سَارَتْ مَسِيرَنَا هَذَا ، وَإِنَّهَا وَاللهِ زَوْجَةُ
مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ، وَلَكِنَّ اللَّهَ
ابْتَلاَنَا بِهَا لِيَعْلَمَ إيَّاهُ نُطِيعُ أَمْ إيَّاهَا.
38939- حَدَّثَنَا ابْنُ إدْرِيسَ ، عَنْ حَسَنِ بْنِ فُرَاتٍ ، عَنْ أَبِيهِ ،
عَنْ عُمَيْرِ بْنِ سعيد ، قَالَ : لَمَّا رَجَعَ عَلِيٌّ مِنَ الْجَمَلِ وَتَهَيَّأَ
لِصِفِّينَ اجْتَمَعَ النَّخَعُ حَتَّى دَخَلُوا عَلَى الأَشْتَرِ ، فَقَالَ :
هَلْ فِي الْبَيْتِ إِلاَّ نَخَعِيٌّ ؟ فَقَالُوا : لاَ ، فَقَالَ : إِنَّ هَذِهِ
الأُمَّةُ عَمَدَتْ إِلَى خَيْرِهَا فَقَتَلَتْهُ ، وَسِرْنَا إِلَى أَهْلِ
الْبَصْرَةِ قَوْمٌ لَنَا عَلَيْهِمْ بَيْعَةٌ فَنُصِرْنَا عَلَيْهِمْ
بِنَكْثِهِمْ ، وَإِنَّكُمْ تَسِيرُونَ غَدًا إِلَى أَهْلِ الشَّامِ قَوْمٌ لَيْسَ
لَكُمْ عَلَيْهِمْ بَيْعَةٌ ، فَلْيَنْظُرَ امْرُؤٌ مِنْكُمْ أَيْنَ يَضَعُ
سَيْفَهُ.
38940- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ عِصَامِ بْنِ قُدَامَةَ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ،
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم :
أَيَّتُكُنَّ صَاحِبَةُ الْجَمَلِ الأَدْبَبِ ، يُقْتَلُ حَوْلَهَا قَتْلَى
كَثِيرَةٌ تَنْجُو بَعْدَ مَا كَادَتْ.
38941- حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ ، عَنْ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ
عَبَّاسٍ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْهَجَنَّعِ ، عَنْ
أَبِي بَكْرَةَ ، قَالَ : قيلَ لَهُ : مَا مَنَعَك أَنْ تَكُونَ قَاتَلْت عَلَى
بُصَيْرتك يَوْمَ الْجَمَلِ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم
يَقُولُ : يَخْرُجُ قَوْمٌ هَلْكَى لاَ يُفْلِحُونَ ، قَائِدُهُمَ امْرَأَةٌ ،
قائدهُمْ فِي الْجَنَّةِ.
38942- حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ ، عَنْ عُيَيْنَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ،
عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ ، قَالَ : سَمِعْتُ النَّبِيُّ صلى الله عليه
وسلم يَقُولُ : لَنْ يَفْلَحَ قَوْمٌ أَسْنَدُوا أَمْرَهُمْ إِلَى امْرَأَةٍ.
38943- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنْ مِسْعَرٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ
مُرَّةَ ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ جَمْهَانَ الْجُعْفِيِّ ، قَالَ : لَقَدْ
رَأَيْتنَا يَوْمَ الْجَمَلِ ، وَإِنَّ رِمَاحَنَا وَرِمَاحَهُمْ لمتشاجرة ,
وَلَوْ شَاءَ الرَّجُلُ أَنْ يَمْشِيَ عَلَيْهَا لَمَشَى ، قَالَ : وَهَؤُلاَءِ
يَقُولُونَ : لاَ إلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ ، وَهَؤُلاَءِ
يَقُولُونَ : لاَ إلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ.
38944- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنْ جُوَيْبِرٍ ، عَنِ
الضَّحَّاكِ ، أَنَّ عَلِيًّا لَمَّا هَزَمَ طَلْحَةَ وَأَصْحَابَهُ أَمَرَ
مُنَادِيَهُ أَنْ لاَ يُقْتَلَ مُقْبِلٌ وَلاَ مُدْبِرٌ ، وَلاَ يُفْتَحَ بَابٌ ،
وَلاَ يُسْتَحَلَّ فَرْجٌ وَلاَ مَالٌ.
38945- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ سَلْعٍ
، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ ، قَالَ : أَمَرَ عَلِيٌّ مُنَادِيًا فَنَادَى يَوْمَ
الْجَمَلِ : أَلاَ لاَ يُجْهَزَنَّ عَلَى جَرِيحٍ وَلاَ يُتْبَعَ مُدْبِرٌ.
38946- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ فِطْرٍ ، عَنْ مُنْذِرٍ ، عَنِ ابْنِ
الْحَنَفِيَّةِ ، قَالَ : حمَلْت عَلَى رَجُلٍ يَوْمَ الْجَمَلِ ، فَلَمَّا
ذَهَبْت أَطْعَنُهُ ، قَالَ : أَنَا عَلَى دِينِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ
فَعَرَفْت الَّذِي يُرِيدُ ، فَتَرَكْته.
38947- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ جَعْفَرٍ ، عَنْ أَبِيهِ ،
عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبَّاسٌ ، قَالَ : أَرْسَلَنِي
عَلِيٌّ إِلَى طَلْحَةَ وَالزُّبَيْرِ يَوْمَ الْجَمَلِ ، قَالَ : فَقُلْتُ
لَهُمَا : إِنَّ أَخَاكُمَا يُقْرِئُكُمَا السَّلاَمَ وَيَقُولُ لَكُمَا : هَلْ
وَجَدْتُمَا عَلَيَّ حَيْفًا فِي حُكْمٍ ، أَوِ اسْتِئْثَار بِفَيْءٍ ، أَوْ
بِكَذَا ، أَوْ بِكَذَا ، قَالَ : فَقَالَ الزُّبَيْرُ : لاَ فِي وَاحِدَةٍ
مِنْهُمَا ، وَلَكِنْ مَعَ الْخَوْفِ شِدَّةُ الْمَطَامِعِ.
38948- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو مَالِكٍ
الأَشْجَعِيُّ ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
الْحَنَفِيَّةِ ، قَالَ : كُنَّا فِي الشَّعْبِ فَكُنَّا نَنْتَقِصُ عُثْمَانَ ،
فَلَمَّا كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ أَفْرَطْنَا ، فَالْتَفَتُّ إلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ
عَبَّاسٍ ، فَقُلْتُ لَهُ : يَا أَبَا عَبَّاسٍ ، تَذْكُرُ عَشِيَّةَ الْجَمَلِ ,
أَنَا عَنْ يَمِينِ عَلِيٍّ , وَأَنْتَ عَنْ شِمَالِهِ ، إذْ سَمِعْنَا
الصَّيْحَةَ مِنْ قِبَلِ الْمَدِينَةِ ، قَالَ : فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : نَعَمَ
الَّتِي بَعَثَ بِهَا فُلاَنُ بْنُ فُلاَنٍ ، فَأَخْبَرَهُ ، أَنَّهُ وَجَدَ أُمَّ
الْمُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ وَاقِفَةً فِي الْمِرْبَدِ تَلْعَنْ قَتَلَةَ عُثْمَانَ
، فَقَالَ علِيٌّ : لَعَنَ اللَّهُ قَتَلَةَ عُثْمَانَ فِي السَّهْلِ وَالْجَبَلِ
وَالْبَرِّ وَالْبَحْرِ ، أَنَا عَنْ يَمِينِ عَلِيٍّ , وَهَذَا عَنْ شِمَالِهِ ،
فَسَمِعْته مِنْ فِيهِ إِلَى فِي ، وَابْنُ عَبَّاسٍ ، فَوَاللهِ مَا عِبْت
عُثْمَانَ إِلَى يَوْمِي هَذَا.
38949- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ ، قَالَ : حدَّثَنَا أَبُو ضِرَارٍ زَيْدُ
بْنُ عَصْنٍ الضَّبِّيُّ , إمَامُ مَسْجِدِ بَنِي هِلاَلٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
خَالِدُ بْنُ مُجَاهِدِ بْنِ حَيَّانَ الضَّبِّيُّ مِنْ بَنِي مَبْذُولٍ ، عَنِ
ابْنِ عَمٍّ لَهُ يُقَالُ لَهُ : تَمِيمُ بْنُ ذُهْلٍ الضَّبِّيُّ ، قَالَ : إنِّي
يَوْمَ الْجَمَلِ آخِذٌ بِرِكَابِ عَلِيٍّ أَجْهَدُ مَعَهُ وَأَنَا أَرَى أَنَّا
فِي الْجَنَّةِ وَهُوَ يَتَصَفَّحُ الْقَتْلَى ، فَمَرَّ بِرَجُلٍ أَعْجَبَتْهُ
هَيْئَتُهُ وَهُوَ مَقْتُولٌ ، فَقَالَ : مَنْ يَعْرِفُ هَذَا ؟ قُلْتُ : هَذَا
فُلاَنٌ الضَّبِّي ، وَهَذَا ابْنُهُ ، حَتَّى عَدَدْت سَبْعَةً صَرْعَى
مُقَتَّلِينَ حَوْلَهُ ، قَالَ : فَقَالَ عَلِيٌّ : لَوَدِدْت ، أَنَّهُ لَيْسَ
فِي الأَرْضِ ضَبِّيٌّ إِلاَّ تَحْتَ صَفْحَة هَذَا الشَّيْخِ.
38950- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ ، قَالَ : حدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ
إدْرِيسَ ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ،
عَنْ يُوسُفَ بْنِ يَعْقُوبَ ، عَنِ الصَّلْتِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ
، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : قَدِمْت عَلَى عَلِيٍّ حِينَ فَرَغَ مِنَ الْجَمَلِ ،
فَانْطَلَقَ إِلَى بَيْتِهِ وَهُوَ آخِذٌ بِيَدِي ، فَإِذَا امْرَأَتُهُ
وَابْنَتَاهُ يَبْكِينَ ، وَقَدْ أَجْلَسْنَ وَلِيدَةً بِالْبَابِ تُؤْذِنُهُنَّ
بِهِ إِذَا جَاءَ ، فَأَلْهَى الْوَلِيدَةَ مَا تَرَى النِّسْوَةَ يَفْعَلْنَ
حَتَّى دَخَلَ عَلَيْهِنَ ، وَتَخَلَّفَتْ فَقُمْت بِالْبَابِ ، فَأُسْكِتْنَ ،
فَقَالَ : مَا لَكُنَّ فَانْتَهَرَهُنَّ مَرَّةً ، أَوْ مَرَّتَيْنِ ، فَقَالَتِ
امْرَأَةٌ مِنْهُنَّ : قُلْنَا : مَا سَمِعْت ذَكَرْنَا عُثْمَانَ وَقَرَابَتَهُ
وَالزُّبَيْرَ وَطَلْحَةَ وَقَرَابَتَهُ ، فَقَالَ : إنِّي لأَرْجُو أَنْ نَكُونَ
كَالَّذِينَ ، قَالَ اللَّهُ : {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ
إخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ} وَمَنْ هُمْ إِنْ لَمْ نَكُنْ ، وَمَنْ
هُمْ يُرَدِّدُ ذَلِكَ حَتَّى وَدِدْت أَنَّهُ سَكَتَ.
38951- حَدَّثَنَا ابْنُ إدْرِيسَ ، عَنْ لَيْثٍ ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ ،
أَنَّ عَلِيًّا أَجْلَسَ طَلْحَةَ يَوْمَ الْجَمَلِ ، وَمَسَحَ عَنْ وَجْهِهِ
التُّرَابَ ، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى حَسَنٍ ، فَقَالَ : إنِّي وَدِدْت أَنِّي مِتّ
قَبْلَ هَذَا.
38952- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ ، قَالَ : حدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ أَبِي
إِسْحَاقَ ، عَنْ خُمَيْرِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : قَالَ عَمَّارٌ لِعَلِيٍّ
يَوْمَ الْجَمَلِ : مَا تَرَى فِي سَبْيِ الذُّرِّيَّةِ ، قَالَ ، فَقَالَ :
إنَّمَا قَاتَلْنَا مَنْ قَاتَلْنَا ، قَالَ : لَوْ قُلْتَ غَيْرَ هَذَا
خَالَفْنَاك.
38953- حَدَّثَنَا ابْنُ إدْرِيسَ ، عَنْ حُصَيْنٍ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ جَاوَانَ ،
عَنِ الأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ ، قَالَ : قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ وَنَحْنُ نُرِيدُ
الْحَجَّ ، فَإِنَّا لبِمَنَازِلِنَا نَضَعُ رِحَالَنَا إذْ أَتَانَا آتٍ ،
فَقَالَ : إِنَّ النَّاسَ قَدْ فَزِعُوا وَاجْتَمَعُوا فِي الْمَسْجِد ،
فَانْطَلَقْت فَإِذَا النَّاسُ مُجْتَمِعُونَ فِي الْمَسْجِد ، فَإِذَا عَلِيٌّ
وَالزُّبَيْرُ وَطَلْحَةُ وَسَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ ، قَالَ : فَإِنَّا
لَكَذَلِكَ إِذْ جَاءَنَا عُثْمَان ، فَقِيلَ : هَذَا عُثْمَان ، فَدَخَلَ
عَلَيْهِ مُلِيَّةٌ لَهُ صَفْرَاءُ ، قَدْ قَنَّعَ بِهَا رَأْسَهُ ، قَالَ :
هَاهُنَا عَلِيٌّ ؟ قَالُوا : نَعَمْ ، قَالَ : هَاهُنَا الزُّبَيْرُ ؟ قَالُوا :
نَعَمْ ، قَالَ : هَاهُنَا طَلْحَةُ ؟ قَالُوا : نَعَمْ ، قَالَ هَاهُنَا سَعْدٌ ؟
قَالُوا : نَعَمْ , قَالَ : أَنْشُدُكُمْ بِاللهِ الَّذِي لاَ إلَهَ إِلاَّ هُوَ
هَلْ تَعْلَمُونَ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ : مَنْ
يَبْتَاعُ مِرْبَدَ بَنِي فُلاَنٍ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ ، فَابْتَعْتُهُ
بِعِشْرِينَ أَلْفًا ، أَوْ بِخَمْسَةٍ وَعِشْرِينَ أَلْفًا ، فَأَتَيْت رَسُولَ
اللهِ صلى الله عليه وسلم ، فَقُلْتُ لَهُ : ابْتَعْته ، قَالَ : اجْعَلْهُ فِي
مَسْجِدِنَا وَلَك أَجْرُهُ ؟ فَقَالُوا : اللَّهُمَّ نَعَمْ .
2- قَالَ : فَقَالَ : أَنْشُدُكُمْ بِاللهِ الَّذِي لاَ إلَهَ إِلاَّ هُوَ ،
أَتَعْلَمُونَ
أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ : مَنِ ابْتَاعَ رُومَةَ , غَفَرَ
اللَّهُ لَهُ ، فَابْتَعْتُهَا بِكَذَا وَكَذَا ، ثُمَّ أَتَيْته ، فَقُلْتُ :
قَدِ ابْتَعْتهَا ، قَالَ : اجْعَلْهَا سِقَايَةً لِلْمُسْلِمِينَ وَأَجْرُهَا
لَكَ ، قَالُوا : اللَّهُمَّ نَعَمْ .
3- قَالَ : أَنْشُدُكُمْ بِاللهِ الَّذِي لاَ إلَهَ إِلاَّ هُوَ ، أَتَعْلَمُونَ
أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَظَرَ فِي وُجُوهِ الْقَوْمِ ، فَقَالَ :
مَنْ جَهَّزَ هَؤُلاَءِ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ ، يَعْنِي جَيْشَ الْعُسْرَةِ ،
فَجَهَّزْتُهُمْ حَتَّى لَمْ يَفْقِدُوا خِطَامًا وَلاَ عقَالاً ، قَالَ : قَالُوا
: اللَّهُمَّ نَعَمْ ، قَالَ : اللَّهُمَّ اشْهَدْ ثَلاَثًا.
4- قَالَ الأَحْنَفُ : فَانْطَلَقْت فَأَتَيْت طَلْحَةَ وَالزُّبَيْرَ ، فَقُلْتُ
: مَن تَأْمُرَانِي بِهِ وَمَنْ تَرْضَيَانِهِ لِي ، فَإِنِّي لاَ أَرَى هَذَا
إِلاَّ مَقْتُولاً ، قَالاَ : نَأْمُرُك بِعَلِيٍّ ، قَالَ : قُلْتُ :
تَأْمُرَانِي بِهِ وَتَرْضَيَانِهِ لِي ، قَالاَ : نَعَمْ .
5- قَالَ : ثُمَّ انْطَلَقْت حَاجًّا حَتَّى قَدِمْت مَكَّةَ فَبَيْنَا نَحْنُ
بِهَا إذْ أَتَانَا قَتْلُ عُثْمَانَ وَبِهَا عَائِشَةُ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ ،
فَلَقِيتُهَا ، فَقُلْتُ لَهَا : مَنْ تَأْمُرِينِي بِهِ أَنْ أُبَايِعَ ،
فَقَالَتْ : عَلِيًّا ، فَقُلْتُ أَتَأْمُرِينَنِي بِهِ وَتَرْضَيْنَهُ لِي ،
قَالَتْ : نَعَمْ .
6- فَمَرَرْت عَلَى عَلِيٍّ بِالْمَدِينَةِ فَبَايَعْته ، ثُمَّ رَجَعْت إِلَى
أَهْلِ الْبَصْرَةِ ، وَلاَ أَرَى إَلاَّ أَنَّ الأَمْرَ قَد اسْتَقَامَ ، قَالَ :
فَبَيْنَا أَنَا كَذَلِكَ إذْ أَتَانِي آتٍ ، فَقَالَ : هَذِهِ عَائِشَةُ أُمُّ
الْمُؤْمِنِينَ وَطَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ قَدْ نَزَلُوا جَانِبَ الْخُرَيْبَةِ ،
قَالَ : قُلْتُ : مَا جَاءَ بِهِمْ ؟ قَالَ : أُرْسِلُوا إلَيْك يَسْتَنْصِرُونك
عَلَى دَمِ عُثْمَانَ ، قُتِلَ مَظْلُومًا قَالَ : فَأَتَانِي أَفْظَعُ أَمْرٍ
أَتَانِي قَطُّ ، فَقُلْتُ : إِنَّ خُذْلاَنِي
هَؤُلاَءِ وَمَعَهُمْ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ وَحَوَارِيُّ رَسُولِ اللهِ صلى الله
عليه وسلم لَشَدِيدٌ ، وَإِنَّ قِتَالِي ابْنَ عَمِّ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه
وسلم بَعْدَ أَنْ أَمَرُونِي بِبَيْعَتِهِ لَشَدِيدٌ ، فَلَمَّا أَتَيْتُهُمْ ،
قَالُوا : جِئْنَا نَسْتَنْصِرُك عَلَى دَمِ عُثْمَانَ ، قُتِلَ مَظْلُومًا ،
قَالَ : فَقُلْتُ : يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ ، أَنْشُدُك بِاللهِ ، هَلْ قُلْتُ
لَكَ : مَنْ تَأْمُرِينِي بِهِ ، فَقُلْتُ : عَلِيًّا ، فَقُلْتُ : تَأْمُرِينِي
بِهِ وَتَرْضَيْنَهُ لِي قلت نعم ؟ قَالَتْ : نَعَمْ ، وَلَكِنَّهُ بَدَّلَ .
7- قُلْتُ : يَا زُبَيْرُ ، يَا حَوَارِيَّ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَا
طَلْحَةُ ، نَشَدْتُكُمَا بِاللهِ أَقَلْت لَكُمَا : مَنْ تَأْمُرَانِي بِهِ
فَقُلْتُمَا : عَلِيًّا ، فَقُلْتُ : تَأْمُرَانِي بِهِ وَتَرْضَيَانِهِ لِي
فَقُلْتُمَا : نَعَمْ ، قَالاَ : بَلَى ، وَلَكِنَّهُ بَدَّلَ .
8- قَالَ : فَقُلْتُ : لاَ وَاللهِ لاَ أُقَاتِلُكُمْ وَمَعَكُمْ أُمُّ
الْمُؤْمِنِينَ وَحَوَارِيُّ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم , وَلاَ أُقَاتِلُ
ابْنَ عَمِّ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَمَرْتُمُونِي بِبَيْعَتِهِ ,
اخْتَارُوا مِنِّي بَيْنَ إحْدَى ثَلاَثِ خِصَالٍ : إمَّا أَنْ تَفْتَحُوا لِي
بَابَ الْجِسْرِ فَأَلْحَقَ بِأَرْضِ الأَعَاجِمِ ، حَتَّى يَقْضِيَ اللَّهُ مِنْ
أَمْرِهِ مَا قَضَى ، أَوْ أَلْحَقَ بِمَكَّةَ فَأَكُونَ بِهَا حَتَّى يَقْضِيَ
اللَّهُ مِنْ أَمْرِهِ مَا قَضَى ، أَوْ أَعْتَزِلَ فَأَكُونَ قَرِيبًا ، قَالُوا
: نَأْتَمِرُ ، ثُمَّ نُرْسِلُ إلَيْك ، فَائْتَمَرُوا فَقَالُوا : نَفْتَحُ لَهُ
بَابَ الْجِسْرِ فَيَلْحَقُ بِهِ المفارق وَالْخَاذِلُ ، أو يَلْحَقُ
بِمَكَّةَ فَيَتَعَجَّسُكُمْ فِي قُرَيْشٍ وَيُخْبِرُهُمْ بِأَخْبَارِكُمْ ،
لَيْسَ ذَلِكَ بِأَمْرٍ اجْعَلُوهُ هَاهُنَا قَرِيبًا حَيْثُ تَطَؤُونَ عَلَى
صِمَاخِهِ ، وَتَنْظُرُونَ إلَيْهِ .
9- فَاعْتَزَلَ بِالْجَلْحَاءِ مِنَ الْبَصْرَةِ عَلَى فَرْسَخَيْنِ ، وَاعْتَزَلَ
مَعَهُ زُهَاءُ سِتَّةِ آلاَفٍ.
10- ثُمَّ الْتَقَى الْقَوْمُ ، فَكَانَ أَوَّلَ قَتِيلٍ طَلْحَةُ وكعب ابْنُ
سُورٍ وَمَعَهُ الْمُصْحَفُ ، يُذَكِّرُ هَؤُلاَءِ وَهَؤُلاَءِ حَتَّى قُتِلَ
بينهم , وَبَلَغَ الزُّبَيْرُ سَفَوَانَ مِنَ الْبَصْرَةِ كَمَكَانِ
الْقَادِسِيَّةِ مِنْكُمْ , فَلَقِيَهُ النَّعِرُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي مُجَاشِعٍ ،
قَالَ : أَيْنَ تَذْهَبُ يَا حَوَارِيَّ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ؟
إلَيَّ فَأَنْتَ فِي ذِمَّتِي ، لاَ يُوصَلُ إلَيْك ، فَأَقْبَلَ مَعَهُ ، قَالَ :
فَأَتَى إنْسَانٌ الأَحْنَفَ ، قَالَ : هَذَا الزُّبَيْرُ قَدْ لُقِيَ بِسَفَوَانَ
، قَالَ : فَمَا يَأْمَنُ جَمَعَ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ حَتَّى ضَرَبَ بَعْضُهُمْ
حَوَاجِبَ بَعْضٍ بِالسُّيُوفِ ، ثُمَّ لَحِقَ بِبَيْتِهِ وَأَهْلِهِ ، فَسَمِعَهُ
عُمَيْرة بْنُ جُرْمُوزٍ وَغُوَاةٌ مِنْ غُوَاةِ بَنِي تَمِيمٍ , وَفَضَالَةُ بْنُ
حَابِسٍ , وَنُفَيْعٌ ، فَرَكِبُوا فِي طَلَبِهِ ، فَلَقُوا مَعَهُ النَّعِرَ ،
فَأَتَاهُ عُمَيْر بْنُ جُرْمُوزٍ وَهُوَ عَلَى فَرَسٍ لَهُ ضَعِيفَةٍ ،
فَطَعَنَهُ طَعَنَةً خَفِيفَةً ، وَحَمَلَ عَلَيْهِ الزُّبَيْرُ وَهُوَ عَلَى
فَرَسٍ لَهُ يُقَالُ ذُو الْخِمَارِ حَتَّى إِذَا ظَنَّ ، أَنَّهُ قَاتِلُهُ
نَادَى صَاحِبَيْهِ : يَا نُفَيْعُ يَا فَضَالَةُ ، فَحَمَلُوا عَلَيْهِ حَتَّى
قَتَلُوهُ.
38954- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ ، قَالَ : حدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ زِيَادٍ
، عَنْ أم الصَّيْرَفِيِّ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ قَبِيصَةَ ، عَنْ طَارِقِ بْنِ
شِهَابٍ ، قَالَ : لَمَّا قُتِلَ عُثْمَان قُلْتُ : مَا يُقِيمُنِي بِالْعِرَاقِ ،
وَإِنَّمَا الْجَمَاعَةُ بِالْمَدِينَةِ عِنْدَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ ،
قَالَ : فَخَرَجْت فَأُخْبِرْت ، أَنَّ النَّاسَ قَدْ بَايَعُوا عَلِيًّا ، قَالَ
: فَانْتَهَيْت إِلَى الرَّبَذَةِ وَإِذَا عَلِيٌّ بِهَا ، فَوُضِعَ لَهُ رَحْلٌ
فَقَعَدَ عَلَيْهِ ، فَكَانَ كَقِيَامِ الرَّجُلِ ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى
عَلَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ إِنَّ طَلْحَةَ وَالزُّبَيْرَ قد بَايَعَا طَائِعَيْنِ
غَيْرَ مُكْرَهَيْنِ ، ثُمَّ أَرَادَا أَنْ يُفْسِدَا الأَمْرَ وَيَشقَّا عَصَا
الْمُسْلِمِينَ ، وَحَرَّضَ عَلَى قِتَالِهِمْ ، قَالَ : فَقَامَ الْحَسَنُ بْنُ
عَلِيٍّ ، فَقَالَ : أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّ الْعَرَبَ سَتَكُونُ لَهُمْ
جَوْلَةٌ عِنْدَ قَتْلِ هَذَا الرَّجُلِ , فَلَوْ أَقَمْت بِدَارِكَ الَّتِي
كُنْتَ بِهَا ، يَعْنِيَ الْمَدِينَةَ فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ تُقْتَلَ بِحَالِ
مَضْيَعَةٍ لاَ نَاصِرَ لَكَ ، قَالَ : فَقَالَ عَلِيٌّ : اجْلِسْ فَإِنَّمَا
تَخِنُّ كما تخن الْجَارِيَةُ ، أو إِنَّ لَكَ خَنِينًا كَخَنِينِ الْجَارِيَةِ ،
آللهِ أَجْلِسُ بِالْمَدِينَةِ كَالضَّبُعِ تَسْتَمِعُ اللَّدْمَ ، لَقَدْ ضَرَبْت
هَذَا الأَمْرَ ظَهْرَهُ وَبَطْنَهُ ، أَوْ رَأْسَهُ وَعَيْنَيْهِ ، فَمَا وَجَدْت
إِلاَّ السَّيْفَ ، أَوِ الْكُفْرَ.
38955- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ ، قَالَ : حدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ
الْمُبَارَكِ ، عَنْ مَعْمَرٍ ،
قَالَ : حَدَّثَنِي سَيْفُ بْنُ فُلاَنِ بْنِ مُعَاوِيَةَ الْعَنَزِيِّ ، قَالَ :
حَدَّثَنِي خَالِي ، عَنْ جَدِّي ، قَالَ : لَمَّا كَانَ يَوْمُ الْجَمَلِ
وَاضْطَرَبَ النَّاسُ ، قَامَ النَّاسُ إِلَى عَلِيٍّ يَدَّعُونَ أَشْيَاءَ ،
فَأَكْثَرُوا الْكَلاَمُ ، فَلَمْ يَفْهَمْ عَنْهُمْ ، فَقَالَ : أَلاَ رَجُلٌ
يَجْمَعُ لِي كَلاَمُهُ فِي خَمْسِ كَلِمَاتٍ ، أَوْ سِتٍّ ، فَاحْتَفَزْت عَلَى
إحْدَى رِجْلَي ، فَقُلْتُ : إِنْ أَعْجَبَهُ كَلاَمُي وَإِلاَّ لَجَلَسْت مِنْ
قَرِيبٍ ، فَقُلْتُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، إِنَّ الْكَلاَمُ لَيْسَ
بِخَمْسٍ وَلاَ بِسِتٍّ ، وَلَكِنَّهُمَا كَلِمَتَانِ ، هَضْمٌ ، أَوْ قِصَاصٌ ،
قَالَ : فَنَظَرَ إلَيَّ فَعَقَدَ بِيَدِهِ ثَلاَثِينَ ، ثُمَّ قَالَ :
أَرَأَيْتُمْ مَا عَدَدْتُمْ فَهُوَ تَحْتَ قَدَمِي هَذِهِ.
38956- حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ أَبِي
نَضْرَةَ ، قَالَ : ذَكَرُوا عَلِيًّا وَعُثْمَانَ وَطَلْحَةَ وَالزُّبَيْرَ
عِنْدَ أَبِي سَعِيدٍ ، فَقَالَ : أَقْوَامٌ سَبَقَتْ لَهُمْ سَوَابِقُ
وَأَصَابَتْهُمْ فِتْنَةٌ ، فَرُدُّوا أَمْرَهُمْ إِلَى اللهِ.
38957- حَدَّثَنَا الْمُحَارِبِيُّ ، عَنْ لَيْثٍ ، قَالَ : حدَّثَنِي حَبِيبُ
بْنُ أَبِي ثَابِتٍ ، أَنَّ عَلِيًّا ، قَالَ يَوْمَ الْجَمَلِ : اللَّهُمَّ
لَيْسَ هَذَا أَرَدْت ، اللَّهُمَّ لَيْسَ هَذَا أَرَدْت.
38958- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ إسْمَاعِيلَ ، عَنْ قَيْسٍ ، قَالَ : كَانَ
مَرْوَانُ مَعَ طَلْحَةَ يَوْمَ الْجَمَلِ ، قَالَ : فَلَمَّا اشْتَبَكَتِ
الْحَرْبُ ، قَالَ مَرْوَانُ : لاَ أَطْلُبُ بِثَأْرِي بَعْدَ الْيَوْمِ ، قَالَ :
ثُمَّ رَمَاهُ بِسَهْمٍ فَأَصَابَ رُكْبَتَهُ ، فَمَا رَقَأَ الدَّمُ حَتَّى مَاتَ
، قَالَ : وَقَالَ طَلْحَةُ : دَعَوْهُ فَإِنَّمَا هُوَ سَهْمٌ أَرْسَلَهُ
اللَّهُ.
38959- حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ ، عَنْ أَشْعَثَ بْنِ سَوَّارٍ ،
عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : أَرْسَلَ إلَيَّ مُوسَى بْنُ طَلْحَةَ فِي حَاجَةٍ
فَأَتَيْته ، قَالَ : فَبَيْنَا أَنَا عِنْدَهُ إذْ دَخَلَ عَلَيْهِ نَاسٌ مِنْ
أَهْلِ الْمَسْجِد ، فَقَالُوا : يَا أَبَا عِيسَى ، حدثنا فِي الأُسَارَى
لَيْلَتَنَا ، فَسَمِعْتهمْ يَقُولُونَ : أَمَّا مُوسَى بْنُ طَلْحَةَ فَإِنَّهُ
مَقْتُولٌ بُكْرَةً ، فَلَمَّا صَلَّيْت الْغَدَاةَ جَاءَ رَجُلٌ يَسْعَى
الأُسَارَى الأُسَارَى ، قَالَ : ثُمَّ جَاءَ آخَرُ فِي أَثَرِهِ يَقُولُ : مُوسَى
بْنُ طَلْحَةَ ، مُوسَى بْنُ طَلْحَةَ قَالَ : فَانْطَلَقْت ، فَدَخَلْتُ عَلَى
أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فَسَلَّمْت ، فَقَالَ : أَتَبَايَعُ تَدْخُلُ فِيمَا
دَخَلَ فِيهِ النَّاسُ قُلْتُ : نَعَمْ ، قَالَ : هَكَذَا ، وَمَدَّ يَدَهُ
فَبَسَطَهُمَا قَالَ : فَبَايَعْته ، ثُمَّ قَالَ : ارْجِعْ إِلَى أَهْلِكَ
وَمَالِكِ ، قَالَ : فَلَمَّا رَأَني النَّاسَ قَدْ خَرَجْت ، قَالَ : جَعَلُوا
يَدْخُلُونَ فَيُبَايِعُونَ.
38960- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ إسْمَاعِيلَ ، عَنِ السُّدِّيِّ {وَاتَّقُوا فِتْنَةً
لاَ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً} ، قَالَ : أَصْحَابُ
الْجَمَلِ.
38961- حَدَّثَنَا هُشَيْمٍ ، عَنْ عَوْفٍ قَالَ : لاَ أَعْلَمُهُ إَلاَّ عَنِ
الْحَسَنِ فِي قَوْلِهِ : {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لاَ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا
مِنْكُمْ خَاصَّةًْ} ، قَالَ : فُلاَنٌ وَفُلاَنٌ.
38962- أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ جَعْفَرٍ ، عَنْ أَبِيهِ ،
أَنَّ رَجُلاً ذَكَرَ عِنْدَ عَلِيٍّ أَصْحَابَ الْجَمَلِ حَتَّى ذَكَرَ الْكُفْرَ
، فَنَهَاهُ عَلِيٌّ.
38963- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ ، عَنِ التَّيْمِيِّ ، عَنْ
حُرَيْثِ بْنِ مُخَشِّي ، قَالَ : مَا شَهِدْت يَوْمًا أَشَدَّ مِنْ يَوْمِ
عُلَيْسٍ إِلاَّ يَوْمَ الْجَمَلِ.
38964- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ صَالِحٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ
أَبِي بَكْرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُتْبَةَ ، قَالَ : كَانَ بَيْنَ صِفِّينَ
وَالْجَمَلِ شَهْرَانِ ، أَوْ ثَلاَثَةٌ.
38965- حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ ، قَالَ : حدَّثَنَا إسْمَاعِيلُ بْنُ
أَبِي خَالِدٍ ، عَنْ أَبِي الضُّحَى ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ، قَالَ : سَمِعَ
عَلِيٌّ يَوْمَ الْجَمَلِ صَوْتًا تِلْقَاءَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ ، فَقَالَ :
انْظُرُوا مَا يَقُولُونَ ، فَرَجَعُوا فَقَالُوا : يَهْتِفُونَ بِقَتَلَةِ
عُثْمَانَ ، فَقَالَ : اللَّهُمَّ جَلِّلْ بِقَتَلَةِ عُثْمَانَ خِزْيًا.
38966- حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا إسْمَاعِيلُ بْنُ
أَبِي خَالِدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَمْرٍو الثَّقَفِيِّ ، قَالَ : قَالَتْ
عَائِشَةُ : لأَنْ أَكُونَ جَلَسْت عَنْ مَسِيرِي كَانَ أَحَبَّ إلَيَّ مِنْ أَنْ
يَكُونَ لِي عَشَرَةٌ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِثْلُ وَلَدِ
الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ.
38967- حَدَّثَنَا عَفَّانُ ، قَالَ : حدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ ، عَنْ
إبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْتَشِرِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عُبَيْدِ
بْنِ نُضَيْلَةَ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ صُرَدٍ ، قَالَ : أَتَيْتُ عَلِيًّا
يَوْمَ الْجَمَلِ ، وَعِنْدَهُ الْحَسَنُ وَبَعْضُ أَصْحَابِهِ ، فَقَالَ عَلِيٌّ
حِينَ رَآنِي : يَا ابْنَ صُرَدٍ ، تَنَأْنَأْت وَتَزَحْزَحْتَ وَتَرَبَّصْت ،
كَيْفَ تَرَى اللَّهَ صَنَعَ ، قَدْ أَغْنَى اللَّهُ عَنْك ، قُلْتُ : يَا أَمِيرَ
الْمُؤْمِنِينَ ، إِنَّ الشَّوْطَ بَطِينُ وَقَدْ بَقِيَ مِنَ الأُمُورِ مَا
تَعْرِفُ فِيهَا عَدُوَّك مِنْ صِدِّيقِكَ ، قَالَ : فَلَمَّا قَامَ الْحَسَنُ
لَقِيته ، فَقُلْتُ : مَا أَرَاك أَغْنَيْت عَنِّي شَيْئًا وَلاَ عَذَرْتنِي
عِنْدَ الرَّجُلِ ، وَقَدْ كُنْت حَرِيصًا عَلَى أَنْ تَشْهَدَ مَعَهُ ، قَالَ :
هَذَا يَلُومُك عَلَى مَا يَلُومُك , وَقَدْ قَالَ لِي يَوْمَ الْجَمَلِ : حين
مَشَى النَّاسُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ : يَا حَسَنُ ثَكِلَتْك أُمُّك ، أَوْ
هَبِلَتْك أُمُّك مَا ظَنُّك بِأَمْرِي جَمَعَ بَيْنَ هَذَيْنِ الْغَارَّيْنِ ،
وَاللهِ مَا أَرَى بَعْدَ هَذَا خَيْرًا ، قَالَ : فَقُلْتُ : اُسْكُتْ ، لاَ
يَسْمَعُك أَصْحَابُك ، فَيَقُولُوا : شَكَكْت ، فَيَقْتُلُونَك.
38968- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، عَنْ عَوْفٍ ، عَنِ الْحَسَنِ ، قَالَ :
جَاءَ رَجُلٌ إِلَى الزُّبَيْرِ يَوْمَ الْجَمَلِ ، فَقَالَ : أَقْتُلُ لَكَ
عَلِيًّا ، قَالَ : وَكَيْفَ ، قَالَ : آتِيهِ فَأُخْبِرُهُ أَنِّي مَعَهُ ، ثُمَّ
أَفْتِكُ بِهِ ، فَقَالَ الزُّبَيْرُ : سَمِعْت رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم
يَقُولُ : إِنَّ الإِيمَانُ قَيْدُ الْفَتْك ، لاَ يَفْتِكُ مُؤْمِنٌ.
38969- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ ،
عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ ، قَالَ : لَمَّا وَقَفَ
الزُّبَيْرُ يَوْمَ الْجَمَلِ دَعَانِي فَقُمْت إِلَى جَنْبِهِ ، فَقَالَ :
إِنَّهُ لاَ يُقْتَلُ إِلاَّ ظَالِمٌ ، أَوْ مَظْلُومٌ ، وَإِنِّي لاَ أُرَانِي
سَأُقْتَلُ الْيَوْمَ مَظْلُومًا ، وَإِنَّ أَكْبَرَ هَمِّي لَدَيْنِي ، أَفَتَرَى
دَيْنَنَا يُبْقِي مِنْ مَالِنَا شَيْئًا ، ثُمَّ قَالَ : يَا بُنَي ، بِعْ
مَالَنَا وَاقْضِ دَيْنَنَا ، وَأُوصِيك بِالثُّلُثِ وَثُلُثَيْهِ لِبَنِيهِ فَإِنْ
فَضَلَ شَيْءٌ مِنْ مَالِنَا بَعْدَ قَضَاءِ الدَّيْنِ فَثُلُثُهُ لِوَلَدِكَ ،
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ الزُّبَيْرِ : فَجَعَلَ يُوصِينِي بِدَيْنِهِ وَيَقُولُ :
يَا بُنَي ، إِنْ عَجَزْت ، عَنْ شَيْءٍ
مِنْهُ ؛ فَاسْتَعِنْ عَلَيْهِ مَوْلاَيَ ، قَالَ : فَوَاللهِ مَا دَرَيْت مَا
أَرَادَ حَتَّى قُلْتُ : يَا أَبَتِ ، مَنْ مَوْلاَك ، قَالَ : اللَّهُ ، قَالَ :
فوَاللهِ مَا وَقَعْت فِي كُرْبَةٍ مِنْ دَيْنِهِ إِلاَّ قُلْتُ : يَا مَوْلَى
الزُّبَيْرِ ، اقْضِ عَنْهُ دَيْنَهُ ، فَيَقْضِيهِ ، قَالَ : وَقُتِلَ الزُّبَيْرُ
فَلَمْ يَدَعْ دِينَارًا وَلاَ دِرْهَمًا إِلاَّ أَرْضِينَ مِنْهَا الْغَابَةُ
وَإِحْدَى عَشْرَةَ دَارًا بِالْمَدِينَةِ ، وَدَارَيْنِ بِالْبَصْرَةِ ، وَدَارًا
بِالْكُوفَةِ ، وَدَارًا بِمِصْرَ ، قَالَ : وَإِنَّمَا كَانَ الَّذِي كَانَ
عَلَيْهِ ، أَنَّ الرَّجُلَ كَانَ يَأْتِيهِ بِالْمَالِ فَيَسْتَوْدِعُهُ إيَّاهُ
، فَيَقُولُ الزُّبَيْرُ : لاَ وَلَكِنَّهُ سَلَفٌ ، إنِّي أَخْشَى عَلَيْهِ
ضَيْعَةً ، وَمَا وَلِيَ وِلاَيَةً قَطُّ وَلاَ جِبَايَةً وَلاَ خَرَاجًا وَلاَ
شَيْئًا إِلاَّ أَنْ يَكُونَ فِي غَزْوٍ مَعَ النبي صلى الله عليه وسلم ، أَوْ
مَعَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ.
38970- حَدَّثَنَا عَفَّانُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ
دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ ، عَنْ أَبِي حَرْبِ بْنِ أبي الأَسْوَدِ ، عَنْ
أَبِيهِ ، أَنَّ الزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ لَمَّا قَدِمَ الْبَصْرَةَ دَخَلَ
بَيْتَ الْمَالِ ، فَإِذَا هُوَ بِصَفْرَاءَ وَبَيْضَاءَ ، فَقَالَ : يَقُولُ الله
: {وَعَدَكُمَ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا فَعَجَّلَ لَكُمْ
هَذِهِ} {وَأُخْرَى لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْهَا قَدْ أَحَاطَ اللَّهُ بِهَا}
فَقَالَ : هَذَا لَنَا.
38971- حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ ، عَنْ جَعْفَرٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ :
أَمَرَ عَلِيٌّ مُنَادِيَهُ فَنَادَى يَوْمَ الْبَصْرَةِ : لاَ يُتْبَعُ مُدْبِرٌ
وَلاَ يُذَفَّفُ عَلَى جَرِيحٍ ، وَلاَ يُقْتَلُ أَسِيرٌ ، وَمَنْ أَغْلَقَ بَابًا
آمِنَ ، وَمَنْ أَلْقَى سِلاَحَهُ فَهُوَ آمِنٌ ، وَلَمْ يَأْخُذْ مِنْ
مَتَاعِهِمْ شَيْئًا.
38972- حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ ، عَنْ أَبِي
الْعَلاَءِ ، قَالَ : لَمَّا أُصِيبَ زَيْدُ بْنُ صُوحَانَ يَوْمَ الْجَمَلِ ،
قَالَ : هَذَا الَّذِي حَدَّثَنِي خَلِيلِي سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ : إنَّمَا
يُهْلِكُ هَذِهِ الأُمَّةَ نَقْضُهَا عُهُودَهَا.
38973- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ
عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ ، قَالَ : قالَتْ عَائِشَةُ : وَدِدْت أَنِّي كُنْت
غُصْنًا رَطْبًا وَلَمْ أَسِرْ مَسِيرِي هَذَا.
38974- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ إبْرَاهِيمَ
بْنِ مَيْسَرَةَ ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ سَعْدٍ ، عَنْ عَائِشَةَ ، أَنَّهَا
سُئِلَتْ عَنْ مَسِيرِهَا ، فَقَالَتْ : كَانَ قَدَرًا.
38975- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ فِطْرٍ ، عَنْ مُنْذِرٍ ، عَنِ ابْنِ
الْحَنَفِيَّةِ ، أَنَّ عَلِيًّا قَسَمَ يَوْمَ الْجَمَلِ فِي الْعَسْكَرِ مَا
أَجَافُوا عَلَيْهِ مِنْ سِلاَحٍ ، أَوْ كُرَاعٍ.
38976- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ أَبَانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْبَجَلِيِّ ، عَنْ
نُعَيْمِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ ، قَالَ : قَالَ عَلِيٌّ
: إنِّي لأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا وَطَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ مِمَّنْ ، قَالَ
اللَّهُ : {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ}.
38977- حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ ، قَالَ : حدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ
بْنُ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلِمَةَ ،
قَالَ : وَشَهِدَ مَعَ عَلِيٍّ الْجَمَلَ وَصِفِّينَ ، وَقَالَ : مَا يَسُرُّنِي
بِهِمَا مَا عَلَى الأَرْضِ.
38978- حَدَّثَنَا الْمُحَارِبِيُّ ، عَنْ لَيْثٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، أَنَّ
مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي بَكْرٍ ، أَوْ مُحَمَّدَ بْنَ طَلْحَةَ ، قَالَ لِعَائِشَةَ
يَوْمَ الْجَمَلِ : يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ ، مَا تَأْمُرِينِي ، قَالَتْ : يَا
بُنَي ، إِنِ اسْتَطَعْت أَنْ تَكُونَ كَالْخَيِّرِ مِنَ ابْنَيْ آدَمَ فَافْعَلْ.
38979- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ ، قَالَ : حدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ ، عَنْ
عَاصِمٍ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، قَالَ : قَالَ عَلِيٌّ يَوْمَ الْجَمَلِ : وَدِدْت
أَنِّي كُنْت مِتُّ قَبْلَ هَذَا بِعِشْرِينَ سَنَةً.
38980- حَدَّثَنَا ابْنُ آدَمَ ، قَالَ : حدَّثَنَا شَرِيكٌ ، عَنْ سُلَيْمَانَ
بْنِ الْمُغِيرَةِ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ ضُبَيْعَةَ الْعَبْسِيِّ ، عَنْ عَلِيٍّ ،
أَنَّهُ قَالَ يَوْمَ الْجَمَلِ : لاَ يُتْبَعُ مُدْبِرٌ وَلاَ يُذَفَّفُ عَلَى
جَرِيحٍ.
38981- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ ، قَالَ : حدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ
حَازِمٍ ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي
ضُبَيْعَةَ ، قَالَ : لَمَّا قَدِمَ طَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ نَزَلاَ فِي بَنِي
طَاحِيَةَ ، فَرَكِبْت فَرَسِي فَأَتَيْتهمَا فَدَخَلْت عَلَيْهِمَا الْمَسْجِدَ ،
فَقُلْتُ : إنَّكُمَا رَجُلاَنِ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم
نشدتكما بالله في مسيركما , أعهد إليكما فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم , أَمْ
رَأْيٌ رَأَيْتُمَا ؟ فَأَمَّا طَلْحَةُ فَنَكَّسَ رَأْسَهُ فَلَمْ يَتَكَلَّمْ ،
وَأَمَّا الزُّبَيْرُ ، فَقَالَ : حُدِّثْنَا أَنَّ هَاهُنَا دَرَاهِمَ كَثِيرَةً
فَجِئْنَا نَأْخُذُ مِنْهَا.
38982- حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ ، عَنْ إسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ ،
عَنْ عَبْدِ السَّلاَمِ رَجُلٌ مِنْ بَنِي حَيَّةَ ، قَالَ : خَلاَ عَلِيٌّ
بِالزُّبَيْرِ يَوْمَ الْجَمَلِ ، فَقَالَ : أَنْشُدُك بِاللهِ كَيْفَ سَمِعْت
رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ وَأَنْتَ لاَوٍ يَدِي فِي سَقِيفَةِ
بَنِي فُلاَنٍ : لَتُقَاتِلَنَّهُ وَأَنْتَ ظَالِمٌ لَهُ ، ثُمَّ لَيُنْصَرَنَّ
عَلَيْك ، قَالَ : قَدْ سَمِعْت لاَ جَرَمَ ، لاَ أُقَاتِلُك.
38983- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، قَالَ : حدَّثَنَا شَرِيكٌ ، عَنِ
الأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مَنْ رَأَى الزُّبَيْرَ يَقْعُصُ
الْخَيْلَ بِالرُّمْحِ قَعْصًا ، فنوه بِهِ عَلِيٌّ : يَا عَبْدَ اللهِ يَا عَبْدَ
اللهِ ، قَالَ : فَأَقْبَلَ حَتَّى الْتَقَتْ أَعْنَاقُ دَوَابِّهِمَا قَالَ :
فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ : أَنْشُدُك بِاللهِ ، أَتَذْكُرُ يَوْمَ أَتَانَا
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا أُنَاجِيك ، فَقَالَ : أَتُنَاجِيهِ ،
فَوَاللهِ لَيُقَاتِلَنَّكَ يَوْمًا وَهُوَ لَكَ ظَالِمٌ ، قَالَ : فَضَرَبَ
الزُّبَيْرُ وَجْهَ دَابَّتِهِ فَانْصَرَفَ.
38984- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ ، قَالَ : حدَّثَنَا شَرِيكٌ ، عَنْ
إِسْحَاقَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، قَالَ : مَرَّ عَلِيٌّ عَلَى
قَتْلَى مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ ، فَقَالَ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُمْ ،
وَمَعَهُ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ وَعَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ ، فَقَالَ :
أَحَدُهُمَا لِلآخَرِ : مَا نَسْتَمِعُ مَا يَقُولُ ، فَقَالَ لَهُ الآخَرُ :
اسْكُتْ ، لاَ يَزِيدُكَ.
38985- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ ، قَالَ : حدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ ، عَنْ
جَحْشِ بْنِ زِيَادٍ الضَّبِّيِّ ، قَالَ : سَمِعْتُ الأَحْنَفَ بْنَ قَيْسٍ
يَقُولُ : لَمَّا ظَهَرَ عَلِيٌّ عَلَى أَهْلِ الْجَمَلِ أَرْسَلَ إِلَى عَائِشَةَ
: ارْجِعِي إِلَى الْمَدِينَةِ وَإِلَى بَيْتِكَ ، قَالَ : فَأَبَتْ ، قَالَ :
فَأَعَادَ إلَيْهَا الرَّسُولَ ؛ وَاللهِ لَتَرْجِعَنْ ، أَوْ لأَبْعَثَنَّ إلَيْك
نِسْوَةً مِنْ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ مَعهُنَّ شِفَارٌ حِدَادٌ يَأْخُذْنَك بِهَا ،
فَلَمَّا رَأَتْ ذَلِكَ خَرَجَتْ.
38986- حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ ، قَالَ : حدَّثَنَا يَعْقُوبُ ، عَنْ
جَعْفَرِ بْنِ أَبِي الْمُغِيرَةِ ، عَنِ ابْنِ أَبْزَى ، قَالَ : انْتَهَى عَبْدُ
اللهِ بْنُ بُدَيْلٍ إِلَى عَائِشَةَ وَهِيَ فِي الْهَوْدَجِ يَوْمَ الْجَمَلِ ،
فَقَالَ : يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ ، أَنْشُدُك بِاللهِ ، أَتَعْلَمِينَ أَنِّي
أَتَيْتُكِ يَوْمَ قَتْلِ عُثْمَانَ ، فَقُلْتُ : إِنَّ عُثْمَانَ قَدْ قُتِلَ
فَمَا تَأْمُرِينِي ، فَقُلْتِ لِي : الْزَمْ عَلِيًّا ، فَوَاللهِ مَا غَيَّرَ
وَلاَ بَدَّلَ ، فَسَكَتَتْ ، ثُمَّ أَعَادَ عَلَيْهَا ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ،
فَسَكَتَتْ ، فَقَالَ : اعْقُرُوا الْجَمَلَ ، فَعَقَرُوهُ ، قَالَ : فَنَزَلْت
أَنَا وَأَخُوهَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ وَاحْتَمَلْنَا الْهَوْدَجَ حَتَّى
وَضَعَنَاهُ بَيْنَ يَدَيْ عَلِي ، فَأَمَرَ بِهِ عَلِيٌّ فَأُدْخِلَ فِي مَنْزِلِ
عَبْدِ اللهِ بْنِ بُدَيْلٍ ، قَالَ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي الْمُغِيرَةِ : وَكَانَتْ
عَمَّتِي عِنْدَ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُدَيْلٍ ، فَحَدَّثَتْنِي عَمَّتِي ، أَنَّ
عَائِشَةَ قَالَتْ لَهَا : أَدْخِلِينِي ، قَالَتْ : فَأَدْخَلْتهَا الدَّاخِل
وَأَتَيْتهَا بِطَشْتٍ وَإِبْرِيقٍ وَأَجَفْت عَلَيْهَا الْبَابَ ، قَالَتْ :
فَاطَّلَعْت عَلَيْهَا مِنْ خَلَلِ الْبَابِ وَهِيَ تُعَالِجُ شَيْئًا فِي
رَأْسِهَا مَا أَدْرِي شَجَّةٌ ، أَوْ رَمْيَةٌ.
38987- حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، قَالَ : حدَّثَنَا أَبُو سِنَانٍ
، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ ، قَالَ : جَاءَ سُلَيْمَانُ بْنُ صُرَدٍ إِلَى
عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ بَعْدَ مَا فَرَغَ مِنْ قِتَالِ يَوْمِ الْجَمَلِ ،
وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، فَقَالَ لَهُ
عَلِيٌّ : خَذَلْتنَا وَجَلَسْتَ منَّا ، وَفَعَلْت عَلَى رُؤُوسِ النَّاسِ
فَلَقِيَ سُلَيْمَانُ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ ، فَقَالَ : مَا لَقِيت مِنْ أَمِيرِ
الْمُؤْمِنِينَ ، قَالَ : قَالَ لِي كَذَا وَكَذَا عَلَى رُؤُوسِ النَّاسِ ،
فَقَالَ : لاَ يَهُولَنَّكَ هَذَا مِنْهُ فَإِنَّهُ مُحَارِبٌ ، فَلَقَدْ رَأَيْته
يَوْمَ الْجَمَلِ حِينَ أَخَذَتِ السُّيُوفُ مَأْخَذَهَا يَقُولُ : لَوَدِدْت
أَنِّي مِتُّ قَبْلَ هَذَا الْيَوْمِ بِعِشْرِينَ سَنَةً.
38988- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ، قَالَ : حدَّثَنَا زَائِدَةُ ،
عَنْ عمر بْنِ قَيْسٍ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ ، قَالَ : أَقْبَلَ طَلْحَةُ
وَالزُّبَيْرُ حَتَّى نَزَلاَ الْبَصْرَةَ وَطَرَحُوا سَهْلَ بْنَ حُنَيْفٍ ،
فَبَلَغَ ذَلِكَ عَلِيًّا ، وَعَلِيٌّ كَانَ بَعَثَهُ عَلَيْهَا ، فَأَقْبَلَ
حَتَّى نَزَلَ بِذِي قَارٍ ، فَأَرْسَلَ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَبَّاسٍ إِلَى الْكُوفَةِ
فَأَبْطَؤُوا عَلَيْهِ ، ثُمَّ أَتَاهُمْ عَمَّارٌ فَخَرَجُوا ، قَالَ زَيْدٌ :
فَكُنْت فِيمَنْ خَرَجَ مَعَهُ ، قَالَ : فَكَفَّ عَنْ طَلْحَةَ وَالزُّبَيْرِ
وَأَصْحَابِهِمَا ، وَدَعَاهُمْ حَتَّى بَدَؤُوهُ فَقَاتَلَهُمْ بَعْدَ صَلاَةِ
الظُّهْرِ ، فَمَا غَرَبَتِ الشَّمْسُ وَحَوْلَ الْجَمَلِ عَيْنٌ تَطْرِفُ مِمَّنْ
كَانَ يَذُبُّ عَنْهُ ، فَقَالَ عَلِيٌّ : لاَ تُتِمُّوا جَرِيحًا وَلاَ
تَقْتُلُوا مُدْبِرًا وَمَنْ أَغْلَقَ بَابَهُ وَأَلْقَى سِلاَحَهُ فَهُوَ آمِنٌ
فَلَمْ يَكُنْ قِتَالُهُمْ إِلاَّ تِلْكَ الْعَشِيَّةَ وَحْدَهَا .
2- فَجَاؤُوا بِالْغَدِ يُكَلِّمُونَ عَلِيًّا فِي الْغَنِيمَةِ فقرأ علَيَّ
هَذِهِ الآيَةُ ، فَقَالَ : أَمَا إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ : {وَاعْلَمُوا أَنَمَّا
غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ} أَيُّكُمْ
لِعَائِشَةَ فَقَالُوا : سُبْحَانَ اللهِ ، أُمُّنَا ، فَقَالَ : أَحَرَامٌ هِيَ ،
قَالُوا : نَعَمْ ، قَالَ عَلِيٌّ : فَإِنَّهُ يَحْرُمُ مِنْ بَنَاتِهَا مَا
يَحْرُمُ مِنْهَا
قَالَ : أَفَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ أَنْ يَعْتَدِدْنَ مِنَ الْقَتْلَى أَرْبَعَةَ
أَشْهُرٍ وَعَشْرًا ، قَالُوا : بَلَى ، قَالَ : أَفَلَيْسَ لَهُنَّ الرُّبُعُ
وَالثُمَّنُ مِنْ أَزْوَاجِهِنَّ ، قَالُوا : بَلَى ، قَالَ : ثُمَّ قَالَ : مَا
بَالُ الْيَتَامَى لاَ يَأْخُذُونَ أَمْوَالَهُمْ ، ثُمَّ قَالَ : يَا قَنْبَرُ ،
مَنْ عَرَفَ شَيْئًا فَلْيَأْخُذْهُ ، قَالَ زَيْدٌ : فَرَدَّ مَا كَانَ فِي
الْعَسْكَرِ وَغَيْرِهِ .
3- قَالَ : وَقَالَ عَلِيٌّ لِطَلْحَةَ وَالزُّبَيْرِ : أَلَمْ تُبَايِعَانِي ؟
فَقَالاَ: نَطْلُبُ دَمَ عُثْمَانَ ، فَقَالَ عَلِيٌّ : لَيْسَ عِنْدِي دَمُ
عُثْمَانَ ، قَالَ : قَالَ عمر بْنُ قَيْسٍ : فَحَدَّثَنَا رَجُلٌ مِنْ
حَضْرَمَوْتَ يُقَالُ لَهُ أَبُو قَيْسٍ ، قَالَ : لَمَّا نَادَى قَنْبَرٌ مَنْ
عَرَفَ شَيْئًا فَلْيَأْخُذْهُ , مَرَّ رَجُلٌ عَلَى قِدْرٍ لَنَا وَنَحْنُ
نَطْبُخُ فِيهَا فَأَخَذَهَا ، فَقُلْنَا : دَعْهَا حَتَّى يَنْضَجَ مَا فِيهَا ،
قَالَ : فَضَرَبَهَا بِرِجْلِهِ ، ثُمَّ أَخَذَهَا.
38989- حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ ، عَنْ
أَبِي وَائِلٍ ، قَالَ : دَخَلَ أَبُو مُوسَى ، وَأَبُو مَسْعُودٍ عَلَى عَمَّارٍ
وَهُوَ يَسْتَنْفِرُ النَّاسَ ، فَقَالاَ: مَا رَأَيْنَا مِنْك مُنْذُ أَسْلَمْت
أَمْرًا أَكْرَهَ عِنْدَنَا مِنْ إسْرَاعِكَ فِي هَذَا الأَمْرِ ، فَقَالَ
عَمَّارٌ : مَا رَأَيْت مِنْكُمَا مُنْذُ أَسْلَمْتُمَا أَمْرًا أَكْرَهَ عِنْدِي
مِنْ إبْطَائِكُمَا عَنْ هَذَا الأَمْرِ ، قَالَ : فَكَسَاهُمَا حُلَّةً حُلَّةً ،
وَخَرَجُوا إِلَى الصَّلاَةِ جَمِيعًا.
38990- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنِ أبي عَوْنٍ ، عَنْ
أَبِي الضُّحَى ، قَالَ : قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ صُرَدٍ الْخُزَاعِيُّ لِلْحَسَنِ
بْنِ عَلِيٍّ : أَعْذِرْنِي عِنْدَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، فَإِنَّمَا مَنَعَنِي
مِنْ يَوْمِ الْجَمَلِ كَذَا وَكَذَا ، قَالَ : فَقَالَ الْحَسَنُ : لَقَدْ
رَأَيْته حِينَ اشْتَدَّ الْقِتَالُ يَلُوذُ بِي وَيَقُولُ : يَا حَسَنُ ،
لَوَدِدْت أَنِّي مِتُّ قَبْلَ هَذَا بِعِشْرِينَ حِجَّةً.
38991- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ ، قَالَ : حدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ
زَيْدٍ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ سُوَيْد الْعَدَوِيِّ ، قَالَ : قُتِلَ مِنَّا
يَوْمَ الْجَمَلِ خَمْسُونَ رَجُلاً حَوْلَ الْجَمَلِ قَدْ قَرَؤُوا الْقُرْآنَ.
2- باب ما ذكِر فِي صِفِّين.
38992- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ ، قَالَ : حدَّثَنَا يزيد بْنُ عَبْدِ
الْعَزِيزِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ ، قَالَ : رَأَيْتُ
، أَوْ كَانَتْ شَكَّ يَحْيَى رَايَةُ عَلِيٍّ يَوْمَ صِفِّينَ مَعَ هَاشِمِ بْنِ
عُتْبَةَ ، وَكَانَ رَجُلاً أَعْوَرَ فَحَمَلَ عَلَيْهِ عَمَّارٌ يَقُولُ :
أَقْدِمْ يَا أَعْوَرُ ، لاَ خَيْرَ فِي أَعْوَرَ ، لاَ يَأْتِي الْفَزَعُ
فَيَسْتَحِي فَيَتَقَدَّمُ ، قَالَ : يَقُولُ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ : إنِّي
لأَرَى لِصَاحِبِ الرَّايَةِ السَّوْدَاءِ عَمَلاً لَئِنْ دَامَ عَلَى مَا أَرَى
لَتُفَانَنَّ الْعَرَبُ الْيَوْمَ ، قَالَ : فَمَا زَالَ أَبُو الْيَقظَانِ حَتَّى
كَفَّ بَيْنَهُمْ ، قَالَ : وَهُوَ يَقُولُ كُلُّ الْمَاءِ وِرْدَ ، والماء مورود
، صَبْرًا عِبَادَ اللهِ ، الْجَنَّةُ تَحْتَ ظِلاَلِ السُّيُوفِ.
38993- حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَاشِدٍ ، عَنْ
جَعْفَرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ الأَجْدَعِ اللَّيْثِي
، وَكَانَ مِمَّنْ شَهِدَ صِفِّينَ ، قَالَ : كَانَ عَمَّارٌ يَخْرُجُ بَيْنَ
الصَّفَّيْنِ ، وَقَدْ أُخْرِجَتِ الرَّايَاتُ ، فَيُنَادِي حَتَّى يُسْمِعَهُمْ
بِأَعْلَى صَوْتِهِ : رُوحُوا إِلَى الْجَنَّةِ ، قَدْ تَزَيَّنَتِ الْحُورُ
الْعِينُ.
38994- حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ أَبِي مَسْلَمَةَ ، قَالَ :
سَمِعْتُ الْوَضِيء ، قَالَ : سَمِعْتُ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ يَقُولُ : مَنْ
سَرَّهُ أَنْ تَكْتَنِفَهُ الْحُورُ الْعِينُ فَلْيَتَقَدَّمْ بَيْنَ الصَّفَّيْنِ
مُحْتَسِبًا ، فَإِنِّي لأَرَى صَفًّا لَيَضْرِبَنَّكُمْ ضَرْبًا يَرْتَابُ مِنْهُ
الْمُبْطِلُونَ ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ ضَرَبُونَا حَتَّى يَبْلُغُوا
بِنَا سَعَفَاتِ هَجَرَ لَعَرَفْت أَنَّا عَلَى الْحَقِّ , وَأَنَّهُمْ عَلَى
الضَّلاَلَةِ.
38995- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ ، عَنْ
عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلِمَةَ ، أَوْ عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ ، عَنْ عَمَّارٍ ،
قَالَ : لَوْ ضَرَبُونَا حَتَّى يُبْلِغُونَا سَعَفَاتِ هَجَرَ لَعَلِمْنَا أَنَّا
عَلَى الْحَقِّ , وَأَنَّهُمْ عَلَى الْبَاطِلِ.
38996- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ
رياح بْنِ الْحَارِثِ ، قَالَ : كُنْتُ إِلَى جَنْبِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ
بِصِفِّينَ ، وَرُكْبَتِي تَمَسُّ رُكْبَتَهُ ، فَقَالَ رَجُلٌ : كَفَرَ أَهْلُ
الشَّامِ ، فَقَالَ عَمَّارٌ : لاَ تَقُولُوا ذَلِكَ نَبِيُّنَا وَنَبِيُّهُمْ
وَاحِد ، وَقِبْلَتُنَا وَقِبْلَتُهُمْ وَاحِدَةٌ وَلَكِنَّهُمْ قَوْمٌ
مَفْتُونُونَ جَارُوا عَنِ الْحَقِ ، فَحَقَّ عَلَيْنَا أَنْ نُقَاتِلَهُمْ حَتَّى
يَرْجِعُوا إلَيْهِ.
38997- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ حَنَشِ بْنِ الْحَارِثِ ، عَنْ شَيْخٍ لَهُ
يُقَالُ لَهُ رَيَاحٌ ، قَالَ : قَالَ عَمَّارٌ : لاَ تَقُولُوا : كَفَرَ أَهْلُ
الشَّامِ ، وَلَكِنْ قُولُوا : فَسَقُوا ظَلَمُوا.
38998- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ مِسْعَرٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ رَيَاحٍ ،
عَنْ عَمَّارٍ ، قَالَ : لاَ تَقُولُوا : كَفَرَ أَهْلُ الشَّامِ وَلَكِنْ قُولُوا
: فَسَقُوا ظَلَمُوا.
38999- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، عَنِ الْعَوَّامِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ
مُرَّةَ ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ ، قَالَ : رَأَى فِي الْمَنَامِ أَبُو المَيْسَرَةَ
عَمْرَو بْنُ شُرَحْبِيلَ ، وَكَانَ مِنْ أَفْضَلِ أَصْحَابِ عَبْدِ اللهِ ، قَالَ
: رَأَيْتُ كَأَنِّي أُدْخِلْت الْجَنَّةَ ، فَرَأَيْتُ قِبَابًا مَضْرُوبَةً ،
فَقُلْتُ : لِمَنْ هَذِهِ ؟ فَقِيلَ : هَذِهِ لِذِي الْكَلاَعِ وَحَوْشَبٍ ،
وَكَانَا مِمَّنْ قُتِلَ مَعَ مُعَاوِيَةَ يَوْمَ صِفِّينَ ، قَالَ : قُلْتُ :
فَأَيْنَ عَمَّارٌ وَأَصْحَابُهُ ، قَالُوا : أَمَامَك قُلْتُ : وَكَيْفَ وَقَدْ
قَتَلَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا ، قَالَ : قِيلَ : إنَّهُمْ لَقُوا اللَّهَ فَوَجَدُوهُ
وَاسِعَ الْمَغْفِرَةِ ، قَالَ : فَقُلْتُ : فَمَا فَعَلَ أَهْلُ النَّهَرِ ،
قَالَ : فَقِيلَ : لَقُوا بَرَحًا.
39000- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا الْعَوَّامُ بْنُ
حَوْشَبٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَسْوَدُ بْنُ مَسْعُودٍ ، عَنْ حَنْظَلَةَ بْنِ
خُوَيْلِدٍ الْعَصَرِيِّ ، قَالَ : إنِّي لَجَالِسٌ عِنْدَ مُعَاوِيَةَ إذْ
أَتَاهُ رَجُلاَنِ يَخْتَصِمَانِ فِي رَأْسِ عَمَّارٍ ، كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا
يَقُولُ : أَنَا قَتَلْتُهُ ، قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو : لِيَطِبْ بِهِ
أَحَدُكُمَا نَفْسًا لِصَاحِبِهِ ، فَإِنِّي سَمِعْت رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه
وسلم يَقُولُ : تَقْتُلُهُ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ : أَلاَ
تُغْنِي عَنَّا مَجْنُونَك يَا عَمْرُو ، فَمَا بَالُك مَعَنا ، قَالَ : إنِّي
مَعَكُمْ وَلَسْت أُقَاتِلُ ، إِنَّ أَبِي شَكَانِي إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله
عليه وسلم ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : أَطِعْ أَبَاك مَا دَامَ
حَيًّا وَلاَ تَعْصِهِ ، فَأَنَا مَعَكُمْ ، وَلَسْت أُقَاتِلُ.
39001- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ ، عَنْ سَعْدِ بْنِ
إبْرَاهِيمَ ، قَالَ : بَيْنَمَا عَلِيٌّ آخِذٌ بِيَدِ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ
وَهُوَ يُطَوِّفُ فِي الْقَتْلَى إذْ مَرَّ بِرَجُلٍ عَرَفْته ، فَقُلْتُ : يَا
أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، عَهْدِي بِهَذَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ ، قَالَ : وَالآنَ.
39002- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ ، قَالَ : حدَّثَنَا فِطْرٌ ، عَنْ أَبِي
الْقَعْقَاعِ ، قَالَ : رَأَيْتُ عَلِيًّا عَلَى بَغْلَةِ النَّبِيِّ صلى الله
عليه وسلم الشَّهْبَاءِ يَطُوفُ بَيْنَ الْقَتْلَى.
39003- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ ، قَالَ : حدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ
عَيَّاشٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا صَلْهَبٌ الْفَقْعَسِيُّ أَبُو أَسَدٍ ، عَنْ
عَمِّهِ ، قَالَ : مَا كَانَتْ أَوْتَادُ فَسَاطِيطِنَا يَوْمَ صِفِّينَ إِلاَّ
الْقَتْلَى ، وَمَا كُنَّا نَسْتَطِيعُ أَنْ نَأْكُلَ الطَّعَامَ مِنَ النَّتِنِ ،
قَالَ : وَقَالَ رَجُلٌ : مَنْ دَعَا إِلَى الْبَغْلَةِ يَوْمِ كُفْرِ أَهْلِ
الشَّامِ ، قَالَ : فَقَالَ : مِنَ الْكُفْرِ فَرُّوا.
39004- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ ، قَالَ : حدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ ،
عَنْ عِمْرَانَ بْنِ ظَبْيَانَ ، عَنْ حكمِ بْنِ سَعْدٍ ، قَالَ : لَقَدْ
أَشَرَعُوا رِمَاحَهُمْ بِصِفِّينَ وَأَشْرَعْنَا رِمَاحَنَا ، وَلَوْ أَنَّ
بَيْنَنَا إنْسَانًا يَمْشِي عَلَيْهَا لَفَعَلَ.
39005- حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ ، قَالَ : حدَّثَنَا ابْنُ أَبِي
ذِئْبٍ عَمَّنْ حَدَّثَهُ ، عَنْ عَلِيٍّ ، قَالَ : لَمَّا قَاتَلَ مُعَاوِيَةَ
سَبَقَهُ إِلَى الْمَاءِ ، فَقَالَ : دَعُوهُمْ ، فَإِنَّ الْمَاءَ لاَ يُمْنَعُ.
39006- حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ ، عَنِ الْحَسَنِ ، عَنْ
أُمِّهِ ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ ، قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه
وسلم : يَقْتُلُ عَمَّارًا الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ.
39007- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الأَسَدِيُّ ، قَالَ : حدَّثَنِي
يَحْيَى بْنُ مُهَلَّبٍ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مِهْرَانَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي
مَنْ سَمِعَ عَلِيًّا يقول يَوْمَ صِفِّينَ وَهُوَ عَاضٌّ عَلَى شَفَتِهِ : لَوْ
عَلِمْت أَنَّ الأَمْرَ يَكُونُ هَكَذَا مَا خَرَجْت ، اذْهَبْ يَا أَبَا مُوسَى
فَاحْكُمْ وَلَوْ حزَّ عُنُقِي.
39008- حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ ، قَالَ : حدَّثَنَا الأَعْمَشُ ، عَنْ أَبِي
صَالِحٍ ، أَنَّ عَلِيًّا ، قَالَ لأَبِي مُوسَى : احْكُمْ وَلَوْ تحزُّ عُنُقِي.
39009- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، عَنْ مُجَالِدٍ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، عَنِ
الْحَارِثِ ، قَالَ : لَمَّا رَجَعَ عَلِيٌّ مِنْ صِفِّينَ عَلِمَ أَنَّهُ لاَ
يَمْلِكُ أَبَدًا ، فَتَكَلَّمَ بِأَشْيَاءَ كَانَ لاَ يَتَكَلَّمُ بِهَا ،
وَحَدَّثَ بِأَحَادِيثَ كَانَ لاَ يَتَحَدَّثُ بِهَا ، فَقَالَ فِيمَا يَقُولُ :
أَيُّهَا النَّاسُ ، لاَ تَكْرَهُوا إمَارَةَ مُعَاوِيَةَ ، وَاللهِ لَوْ قَدْ
فَقَدْتُمُوهُ لَقَدْ رَأَيْتُمَ الرُّؤُوسَ تَنْزُو مِنْ كَوَاهِلِهَا
كَالْحَنْظَلِ.
39010- حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ ، قَالَ : حدَّثَنَا مُوسَى بْنُ
قَيْسٍ ، قَالَ سَمِعْت حُجْرٌ بْنَ عَنْبَسٍ ، قَالَ : قِيلَ لِعَلِيٍّ يَوْمَ
صِفِّينَ : قَدْ حِيلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْمَاءِ ، قَالَ : فَقَالَ :
أَرْسِلُوا إِلَى الأَشْعَثِ ، قَالَ : فَجَاءَ ، فَقَالَ : ائْتُونِي بِدِرْعِ
ابْنِ سَهَرٍ رَجُلٌ مِنْ بَنِي بِرَاءٍ فَصَبَّهَا عَلَيْهِ ، ثُمَّ أَتَاهُمْ
فَقَاتَلَهُمْ حَتَّى أَزَالَهُمْ عَنِ الْمَاءِ.
39011- حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ ، عَنْ حَسَنِ بْنِ صَالِحٍ ، عَنْ
عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَسَنِ ، قَالَ : سَمِعْتُهُ ، قَالَ : قَالَ عَلِيٌّ
لِلْحَكَمَيْنِ : عَلَى أَنْ تَحْكُمَا بِمَا فِي كِتَابِ اللهِ ، وَكِتَابُ اللهِ
كُلُّهُ لِي ، فَإِنْ لَمْ تَحْكُمَا بِمَا فِي كِتَابِ اللهِ فَلاَ حُكُومَةَ
لَكُمَا.
39012- حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ : حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ
صَالِحٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ جَعْفَرًا ، قَالَ : قَالَ عَلِيٌّ : إِنْ تَحْكُمَا
بِمَا فِي كِتَابِ اللهِ فَتُحْيِيَا مَا أَحْيَا الْقُرْآنُ وَتُمِيتَا مَا
أَمَاتَ الْقُرْآنُ وَلاَ تَزِيغَا.
39013- حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ ، قَالَ : حدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ
صَالِحٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ الْحَسَنِ يَذْكُرُ عَنْ أُمِّهِ ،
أَنَّ الْمُسْلِمِينَ قَتَلُوا عُبَيْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ يَوْمَ صِفِّينَ ،
وَأَخَذَ الْمُسْلِمُونَ سَلَبَهُ وَكَانَ مَالاً.
39014- حَدَّثَنَا شَرِيكٌ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ
، قَالَ : كَانَ عَلِيٌّ إِذَا أُتِيَ بِأَسِيرِ يوم صِفِّينَ أَخَذَ دَابَّتَهُ
وَسِلاَحَهُ ، وَأَخَذَ عَلَيْهِ أَنْ لاَ يَعُودَ ، وَخَلَّى سَبِيلَهُ.
39015- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ ، قَالَ : حدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ
زَيْدٍ ، عَنْ هِشَامٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ ، قَالَ : بَلَغَ
الْقَتْلَى يَوْمَ صِفِّينَ سَبْعِينَ أَلْفًا ، فَمَا قَدَرُوا عَلَى عَدِّهِمْ
إِلاَّ بِالْقَصَبِ ، وَضَعُوا عَلَى كُلِّ إنْسَانٍ قَصَبَةً ، ثُمَّ عَدُّوا
الْقَصَبَ.
39016- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الأَسَدِيُّ ، قَالَ : حدَّثَنَا
كَيْسَانُ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مَوْلاَيَ يَزِيدُ بْنُ بِلاَلٍ ، قَالَ : شَهِدْت
مَعَ عَلِيٍّ صِفِّينَ ، فَكَانَ إِذَا أُتِيَ بِالأَسِيرِ ، قَالَ : لَنْ أَقْتُلَك
صَبْرًا ، إنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ ، وَكَانَ يَأْخُذُ
سِلاَحَهُ وَيُحَلِّفُهُ : لاَ يُقَاتِلُهُ ، وَيُعْطِيهِ أَرْبَعَةَ دَرَاهِمَ.
39017- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، قَالَ : حدَّثَنَا الأَعْمَشُ ، عَنْ شَقِيقٍ ، قَالَ
: قِيلَ لَهُ : أَشْهَدْت صِفِّينَ ، قَالَ : نَعَمْ ، وَبِئْسَت الصفُّونَ
كَانَتْ.
39018- حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ ، عَنْ جُوَيْبِرٍ ، عَنِ الضَّحَّاكِ فِي قَوْلِهِ :
{وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا
فَإِنْ بَغَتْ إحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى
تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللهِ} قَالَ : بِالسَّيْفِ ، قَالَ قُلْتُ : فَمَا
قَتلاَهُمْ ، قَالَ : شُهَدَاءُ مَرْزُوقُونَ ، قَالَ : قُلْتُ : فَمَا حَالُ
الأُخْرَى أَهْلِ الْبَغْيِ مَنْ قُتِلَ مِنْهُمْ ، قَالَ : إِلَى النَّارِ.
39019- حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ ، قَالَ :
حدَّثَنِي غَيْرُ وَاحِدٍ ، أَنَّ قَاضِيًا مِنْ قُضَاةِ الشَّامِ أَتَى عُمَرَ ،
فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، رُؤْيَا أَفْظَعَتْنِي ، قَالَ : مَا هِيَ
، قَالَ : رَأَيْتُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ يَقْتَتِلاَنِ ، وَالنُّجُومُ مَعَهُمَا
نِصْفَيْنِ ، قَالَ : فَمَعَ أَيَّتِهِمَا كُنْت ، قَالَ : كُنْتُ مَعَ الْقَمَرِ
عَلَى الشَّمْسِ ، فَقَالَ عُمَرُ : {وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ
آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً}
فَانْطَلِقْ فَوَاللهِ لاَ تَعْمَلُ لِي عَمَلاً أَبَدًا ، قَالَ عَطَاءٌ :
فَبَلَغَنِي ، أَنَّهُ قُتِلَ مَعَ مُعَاوِيَةَ يَوْمَ صِفِّينَ.
39020- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، قَالَ :
أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عُرْوَةَ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي رَجُلٌ شَهِدَ
صِفِّينَ ، قَالَ : رَأَيْتُ عَلِيًّا خَرَجَ فِي بَعْضِ تِلْكَ اللَّيَالِي ،
فَنَظَرَ إِلَى أَهْلِ الشَّامِ ، فَقَالَ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَلَهُمْ ،
فَأُتِي عَمَّارٌ فَذُكِرَ ذَلِكَ لَهُ ، فَقَالَ : جُرُّوا لَهُ الْخَطِيرَ مَا
جَرَّهُ لَكُمْ ، يَعْنِي سَعْدًا رحمه الله.
39021- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ ، عَنْ
عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلِمَةَ ، قَالَ : رَأَيْتُ عَمَّارًا يَوْمَ صِفِّينَ شَيْخًا
آدَمَ طِوَالاً وَيَدَاهُ تَرْتَعِشُ وَبِيَدِهِ الْحَرْبَةُ ، فَقَالَ : لَوْ
ضَرَبُونَا حَتَّى يبْلُغُوا بِنَا سَعَفَاتِ هَجَرَ لَعَلِمْت أَنَّ
مُصْلِحِيَنَا عَلَى الْحَقِّ وَأَنَّهُمْ عَلَى الْبَاطِلِ.
39022- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، قَالَ : حدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ
بْنُ قُدَامَةَ الْجُمَحِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عُمَر بْنُ شُعَيْبٍ ، أَخُو
عَمْرو بْنُ شُعَيْبٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، قَالَ : لَمَّا رَفَعَ
النَّاسُ أَيْدِيَهُمْ عَنْ صِفِّينَ ، قَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ :
شَبَّتِ الْحَرْبُ فَأَعْدَدْت لَهَا ... مُفْرِعَ الْحَارِكِ مَلْوِيَّ
الثَّبَجْ.
يَصِلُ الشَّدَّ بِشَدٍّ فَإِذَا ... وَنَتِ الْخَيْلُ مِنَ الثَّجِّ مَعَجْ
جُرْشُعٌ أَعْظَمُهُ جُفْرَتُهُ ... فَإِذَا ابْتَلَّ مِنَ الْمَاءِ حدج.
قالَ : وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو شِعرًا:
لَوْ شَهِدَتْ جُمْلٌ مَقَامِي ... بِصِفِّينَ يَوْمًا شَابَ مِنْهَا
الذَّوَائِبُ.
عَشِيَّةَ جَاءَ أَهْلُ الْعِرَاقِ كَأَنَّهُمْ ... سَحَابُ رَبِيعٍ رَفَّعَتْهُ
الْجَنَائِبُ.
وَجِئْنَاهُمْ نُرْدِي كَأَنَّ صُفُوفَنَا ... مِنَ الْبَحْرِ مَدٌّ مَوْجُهُ
مُتَرَاكِبُ.
فَدَارَتْ رَحَانَا وَاسْتَدَارَتْ رَحَاهُمْ ... سَرَاةَ النَّهَارِ مَا تُوَلَّى
الْمَنَاكِبُ.
إذَا قُلْتَ قَدْ وَلَّوْا سِرَاعًا بَدَتْ لَنَا ... كَتَائِبُ مِنْهُمْ
فَارْجَحَنَّتْ كَتَائِبُ.
فَقَالُوا لَنَا : إنَّا نَرَى أَنْ تُبَايِعُوا ... عَلِيًّا فَقُلْنَا بَلْ
نَرَى أَنْ تُضَارِبوا.
39023- حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ ، قَالَ : حدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ
سَلَمَةَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ ، أَنَّ جُنْدُبًا كَانَ
مَعَ عَلِيٍّ يَوْمَ صِفِّينَ ، فقَالَ حَمَّادٌ : لَمْ يَكُنْ يُقَاتِلُ.
39024- حَدَّثَنَا شَرِيكٌ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ إبْرَاهِيمَ ، قَالَ : قُلْتُ
لَهُ : شَهِدَ عَلْقَمَةُ صِفِّينَ ، قَالَ : نَعَمْ ، وخَضَّبَ سَيْفَهُ وَقَتَلَ
أَخُوهُ أُبَيُّ بْنُ قَيْسٍ.
39025- حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ مُسْلِمٍ ، عَنْ أَبِي
الْبَخْتَرِيِّ ، قَالَ : رَجَعَ عَلْقَمَةُ يَوْمَ صِفِّينَ وَقَدْ خَضَّبَ
سَيْفَهُ مَعَ عَلِيٍّ.
39026- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ شَقِيقٍ أَبِي
وَائِلٍ ، قَالَ : قَالَ سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ يَوْمَ صِفِّينَ : أَيُّهَا النَّاسُ
، اتَّهِمُوا رَأْيَكُمْ ، فَإِنَّهُ وَاللهِ مَا وَضَعْنَا سُيُوفَنَا عَلَى
عَوَاتِقِنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لأَمْرٍ يُفْظِعُنَا إِلاَّ
أَسْهَلْنَ بِنَا إِلَى أَمْرٍ نَعْرِفُهُ غَيْرَ هَذَا.
39027- حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ ، عَنْ
عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلِمَةَ سَمِعَهُ يَقُولُ : رَأَيْت عَمَّارًا يَوْمَ صِفِّينَ
شَيْخًا آدَمَ طِوَالاً آخِذٌ حَرْبَةً بِيَدِهِ وَيَدُهُ تُرْعَدُ ، فَقَالَ :
وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ ضَرَبُونَا حَتَّى يَبْلُغُوا بِنَا سَعَفَاتِ
هَجَرَ لَعَرَفْت أَنَّ مَصْلَحَتَنَا عَلَى الْحَقِّ , وَأَنَّهُمْ عَلَى
الْبَاطِلِ.
39028- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ ، قَالَ : حدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ ،
عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ الْجَرْمِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : إنِّي
لَخَارِجٌ مِنَ الْمَسْجِدِ إذْ رَأَيْت ابْنَ عَبَّاسٍ حِينَ جَاءَ مِنْ عِنْدِ
مُعَاوِيَةَ فِي أَمْرِ الْحَكَمَيْنِ فَدَخَلَ دَارَ سُلَيْمَانَ بْنِ رَبِيعَةَ
فَدَخَلْت مَعَهُ ، فَمَا زَالَ يُرْمَى إلَيْهِ بِرَجُلٍ ، ثُمَّ رَجُل بَعْدَ
رَجُلٍ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ
كَفَرْت وَأَشْرَكْت وَنَدَّدْت ، قَالَ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ كَذَا ، وَقَالَ
اللَّهُ كَذَا ، وَقَالَ اللَّهُ كَذَا حَتَّى دَخَلَنِي مِنْ ذَلِكَ ، قَالَ :
وَمَنْ هُمْ , هُمْ وَاللهِ السِّنُّ الأُوَلُ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ ، هُمْ وَاللهِ
أَصْحَابُ الْبَرَانِسِ وَالسَّوَارِي .
2- قَالَ : فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : انْظُرُوا أَخْصَمَكُمْ وَأَجْدَلَكُمْ
وَأَعْلَمَكُمْ بِحُجَّتِكُمْ ، فَلْيَتَكَلَّمْ ، فَاخْتَارُوا رَجُلاً أَعْوَرَ
يُقَالُ لَهُ : عَتَّابٌ مِنْ بَنِي تَغْلِبَ ، فَقَامَ ، فَقَالَ : قَالَ اللَّهُ
كَذَا ، وَقَالَ اللَّهُ كَذَا كَأَنَّمَا يَنْزِعُ بِحَاجَتِهِ مِنَ الْقُرْآنِ
فِي سُورَةٍ وَاحِدَةٍ .
3- قَالَ : فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : إنِّي أَرَاك قَارِئًا لِلْقُرْآنِ عَالِمًا
بِمَا قَدْ فَصَّلْت وَوَصَلْت ، أَنْشُدُكُمْ بِاللهِ الَّذِي لاَ إلَهَ إِلاَّ
هُوَ ، هَلْ عَلِمْتُمْ أَنَّ أَهْلَ الشَّامِ سَأَلُوا الْقَضِيَّةَ
فَكَرِهْنَاهَا وَأَبَيْنَاهَا ، فَلَمَّا أَصَابَتْكُمَ الْجِرَاحُ وَعَضَّكُمَ
الأَلَمُ وَمُنِعْتُمْ مَاءَ الْفُرَاتِ أَنْشَأْتُمْ تَطْلُبُونَهَا ، وَلَقَدْ
أَخْبَرَنِي مُعَاوِيَةُ أَنَّهُ أُتِيَ بِفَرَسٍ بَعِيدِ الْبَطْنِ مِنَ الأَرْضِ
لِيَهْرُبَ عَلَيْهِ ، حتى أَتَاهُ آتٍ مِنْكُمْ ، فَقَالَ : إنِّي تَرَكْت أَهْلَ
الْعِرَاقِ يَمُوجُونَ مِثْلَ النَّاسِ لَيْلَةَ النَّفْرِ بِمَكَّةَ ، يَقُولُونَ
مُخْتَلِفِينَ فِي كُلِّ وَجْهٍ مِثْلُ لَيْلَةِ النَّفْرِ بِمَكَّةَ .
4- قَالَ : ثُمَّ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ ، أَنْشُدُكُمْ بِاللهِ الَّذِي لاَ إلَهَ
إِلاَّ هُوَ ، أَيَّ رَجُلٍ كَانَ أَبُو بَكْرٍ ؟ فَقَالُوا : خَيْرًا وَأَثْنَوْا
، فَقَالَ : عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ؟ فَقَالُوا خَيْرًا وَأَثْنَوْا ، فَقَالَ :
أَفَرَأَيْتُمْ لَوْ أَنَّ رَجُلاً خَرَجَ حَاجًّا ، أَوْ مُعْتَمِرًا فَأَصَابَ
ظَبْيًا ، أَوْ بَعْضَ هَوَامِّ الأَرْضِ فَحَكَمَ فِيهِ أَحَدُهُمَا وَحْدَهُ ،
أَكَانَ لَهُ ، وَاللَّهُ يَقُولُ {يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ} فَمَا
اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ أَمْرِ الأُمَّةِ أَعْظَمُ ، يَقُولُ : فَلاَ تُنْكِرُوا
حَكَمَيْنِ فِي دِمَاءِ الأُمَّةِ ، وَقَدْ جَعَلَ اللَّهُ فِي قَتْلِ طَائِرٍ
حَكَمَيْنِ ، وَقَدْ جَعَلَ بَيْنَ اخْتِلاَفِ رَجُلٍ وَامْرَأَتِهِ حَكَمَيْنِ
لإِقَامَةِ الْعَدْلِ وَالإِنْصَافِ بَيْنَهُمَا فِيمَا اخْتَلَفَا فِيهِ.
39029- حَدَّثَنَا ابْنُ إدْرِيسَ ، عَنْ لَيْثٍ ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ
رُفَيْعٍ ، قَالَ : لَمَّا سَارَ عَلِيٌّ إِلَى صِفِّينَ اسْتَخْلَفَ أَبَا
مَسْعُودٍ عَلَى النَّاسِ فَخَطَبَهُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَرَأَى فِيهِمْ
قِلَّةً ، فَقَالَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، اخْرُجُوا فَمَنْ خَرَجَ فَهُوَ
آمِنٌ ، إنَّا نَعْلَمُ وَاللهِ ، أَنَّ مِنْكُمَ الْكَارِهَ لِهَذَا الْوَجْهِ
وَالْمُتَثَاقِلَ ، عَنْهُ ، اخْرُجُوا فَمَنْ خَرَجَ فَهُوَ آمِنٌ ، وَاللهِ مَا
نَعُدُّهَا عَافِيَةً أَنْ يَلْتَقِيَ هَذَانِ الْغَارَانِ يَتَّقِي أَحَدُهُمَا
الآخَرَ ، وَلَكِنْ نَعُدُّهَا عَافِيَةً أَنْ يُصْلِحَ اللَّهُ أُمَّةَ مُحَمَّدٍ
وَيَجْمَعَ أُلْفَتَهَا ، أَلاَ أُخْبِرُكُمْ عَنْ عُثْمَانَ ، وَمَا نَقَمَ
النَّاسُ عَلَيْهِ إِنَّهُمْ لَمْ يَدَعُوهُ وَذَنْبَهُ حَتَّى يَكُونَ اللَّهُ
يُعَذِّبُهُ ، أَوْ يَعْفُو عَنْهُ ، وَلَمْ يُدْرِكوا الذي طلبوا إذْ حَسَدُوهُ
مَا آتَاهُ اللَّهُ إيَّاهُ ، فَلَمَّا قَدِمَ عَلِيٌّ ، قَالَ له : أَنْتَ
الْقَائِلُ مَا بَلَغَنِي عَنْك يَا فَرُّوخُ ، إنَّك شَيْخٌ قَدْ ذَهَبَ عَقْلُك
، قَالَ : لَقَدْ سَمَّتْنِي أُمِّي بِاسْمٍ أَحْسَنَ مِنْ هَذَا ، أَذَهَبَ
عَقْلِي وَقَدْ وَجَبَتْ لِي الْجَنَّةُ مِنَ اللهِ وَمِنْ رَسُولِهِ ، تَعْلَمُهُ
أَنْتَ ، وَمَا بَقِيَ مِنْ عَقْلِي فَإِنَّا كُنَّا نَتَحَدَّثُ أَنَّ الآخَرَ
فَالآخَرُ شَرٌّ ، قَالَ : فَلَمَّا كَانَ بِالسِّيلِحِين ، أَوْ
بِالْقَادِسِيَّةِ خَرَجَ عَلَيْهِمْ وَظُفْرَاهُ يَقْطُرَانِ ، يُرَى أَنَّهُ
قَدْ تَهَيَّأَ لِلإِحْرَامِ ، فَلَمَّا وَضَعَ رِجْلَهُ فِي الْغَرْزِ وَأَخَذَ
بِمُؤَخِّرِ وَاسِطَةِ الرَّحْلِ قَامَ إلَيْهِ نَاسٌ مِنَ النَّاسِ فَقَالُوا :
لَوْ عَهِدْت إلَيْنَا يَا أَبَا مَسْعُودٍ ، فَقَالَ : عَلَيْكُمْ بِتَقْوَى
اللهِ وَالْجَمَاعَةِ ، فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يَجْمَعُ أُمَّةَ مُحَمَّدٍ عَلَى
ضَلاَلَةٍ ، قَالَ : فَأَعَادُوا عَلَيْهِ ، فَقَالَ : عَلَيْكُمْ بِتَقْوَى اللهِ
وَالْجَمَاعَةِ فَإِنَّمَا يَسْتَرِيحُ بَرٌّ ، أَوْ يُسْتَرَاحُ مِنْ فَاجِرٍ.
39030- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَفْصٍ ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ
بْنِ عُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ ، قَالَ : مَا زَالَ جَدِّي كَافًّا
سِلاَحَهُ يَوْمَ صِفِّينَ وَيَوْمَ الْجَمَلِ حَتَّى قُتِلَ عَمَّارٌ ، فَلَمَّا
قُتِلَ سَلَّ سَيْفَهُ وَقَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم
يَقُولُ : تَقْتُلُ عَمَّارًا الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ ، فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ.
39031- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ ، قَالَ : حدَّثَنَا وَرْقَاءُ ، عَنْ
عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ ، عَنْ زِيَادٍ مَوْلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، عَنْ
عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم :
تَقْتُلُ عَمَّارًا الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ.
39032- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ حَبِيبٍ ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ
، قَالَ : لَمَّا كَانَ يَوْمُ صِفِّينَ وَاشْتَدَّتِ الْحَرْبُ دَعَا عَمَّارٌ
بِشَرْبَةِ لَبَنٍ فَشَرِبَهَا ، وَقَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه
وسلم ، قَالَ لِي : إِنَّ آخِرَ شَرْبَةٍ تَشْرَبُهَا مِنَ الدُّنْيَا شَرْبَةُ
لَبَنٍ.
39033- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، قَالَ : حدَّثَنَا الأَعْمَشُ ، عَنْ شِمْرٍ ، عَنْ
عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ الأَسَدِيِّ ، قَالَ : رَأَيْتُ عَلِيًّا يَوْمَ
صِفِّينَ وَمَعَهُ سَيْفُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذُو الْفِقَارِ ،
قَالَ : فَنَضْبِطُهُ فَيَفْلِتُ فَيَحْمِلُ عَلَيْهِمْ ، قَالَ : ثُمَّ يَجِيءُ ،
قَالَ : ثُمَّ يَحْمِلُ عَلَيْهِمْ ، قَالَ ، فَجَاءَ بِسَيْفِهِ قَدْ تَثَنَّى ،
فَقَالَ : إِنَّ هَذَا يَعْتَذِرُ إلَيْكُمْ.
39034- حَدَّثَنَا شَبَابَةُ ، قَالَ : حدَّثَنَا شُعْبَةُ ، قَالَ : سَأَلْتُ
الْحَكَمَ : هَلْ شَهِدَ أَبُو أَيُّوبَ صِفِّينَ ، قَالَ : لاَ وَلَكِنْ شَهِدَ
يَوْمَ النَّهْرِ.
39035- حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَيُّوبَ الْمَوْصِلِيُّ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ
بُرْقَانَ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الأَصَمِّ ، قَالَ : سُئِلَ عَلِيٌّ عَنْ قَتْلَى
يَوْمِ صِفِّينَ ، فَقَالَ : قَتْلاَنَا وَقَتْلاَهُمْ فِي الْجَنَّةِ ، وَيَصِيرُ
الأَمْرُ إلَيَّ وَإِلَى مُعَاوِيَةَ.
3- ما ذكِر فِي الخوارِجِ
39036- حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ ، عَنْ أَيُّوبَ ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ ، عَنْ
عَبِيدَةَ ، عَنْ عَلِيٍّ ، قَالَ : ذُكِرَ الْخَوَارِجُ ، قَالَ : فِيهِمْ رَجُلٌ
مُخْدَجُ الْيَدِ ، أَوْ مُودَنُ ، أَوْ مُثَدَّنُ الْيَدِ , لَوْلاَ أَنْ
تَبْطَرُوا لَحَدَّثْتُكُمْ بِمَا وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ يَقْتُلُونَهُمْ عَلَى
لِسَانِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم قُلْتُ : أَنْتَ سَمِعْتَهُ مِنْ مُحَمَّدٍ
صلى الله عليه وسلم ؟ قَالَ : إيْ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ.
39037- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ ، عَنْ يُسَيْرِ
بْنِ عَمْرٍو ، قَالَ : سَأَلْتُ سَهْلَ بْنَ حُنَيْفٍ ، هَلْ سَمِعْتَ النَّبِيَّ
صلى الله عليه وسلم يَذْكُرُ هَؤُلاَءِ الْخَوَارِجَ ، قَالَ : سَمِعْتُهُ
وَأَشَارَ بِيَدِهِ نَحْوَ الْمَشْرِقِ يَخْرُجُ مِنْهُ قَوْمٌ يَقْرَؤُونَ
الْقُرْآنَ بِأَلْسِنَتِهِمْ لاَ يَعْدُو تَرَاقِيَهُمْ ، يَمْرُقُونَ مِنَ
الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ.
39038- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ ، عَنْ عَاصِمٍ ، عَنْ زِرٍّ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ
، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: يَخْرُجُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ
قَوْمٌ أَحْدَاثُ الأَسْنَانِ سُفَهَاءُ الأَحْلاَمِ ، يَقُولُونَ مِنْ خَيْرِ
قَوْلِ النَّاسِ , يَقْرَؤُونَ الْقُرْآنَ لاَ يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ ،
يَمْرُقُونَ مِنَ الإِسْلاَم كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ ، فَمَنْ
لَقِيَهُمْ فَلْيَقْتُلْهُمْ فَإِنْ قَتَلَهُمْ أَجْرٌ عِنْدَ اللهِ.
39039- حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ الأَزْرَقُ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي
أَوْفَى ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: الْخَوَارِجُ كِلاَبُ
النَّارِ.
39040- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ
إِسْحَاقَ ، قَالَ : ذَكَرُوا الْخَوَارِجَ عِنْدَ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ :
أُولَئِكَ شِرَارُ الْخَلْقِ.
39041- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ عَمَّارٍ ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ
شُمَيْخٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ يَقُولُ وَيَدَاهُ
هَكَذَا ، يَعْنِي تَرْتَعِشَانِ مِنَ الْكِبَرِ : لَقِتَالُ الْخَوَارِجِ أَحَبُّ
إلَيَّ مِنْ قِتَالِ عدَّتِهِمْ مِنْ أَهْلِ الشِّرْكِ.
39042- حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ ، قَالَ : حدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ
، عَنْ نَافِعٍ ، قَالَ : لَمَّا سَمِعَ ابْنُ عُمَرَ بِنَجْدَةَ قَدْ أَقْبَلَ
وَأَنَّهُ يُرِيدُ الْمَدِينَةَ وَأَنَّهُ يَسْبِي النِّسَاءَ وَيَقْتُلُ
الْوِلْدَانَ ، قَالَ : إذًا لاَ نَدَعُهُ وَذَاكَ ، وَهَمَّ بِقِتَالِهِ
وَحَرَّضَ النَّاسَ ، فَقِيلَ لَهُ : إِنَّ النَّاسَ لاَ يُقَاتِلُونَ مَعَك ،
وَنَخَافُ أَنْ تُتْرَكَ وَحْدَك ، فَتَرَكَهُ.
39043- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، قَالَ : سَمِعْتهمْ يَذْكُرُونَ ،
أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَن بْنَ يَزِيدَ غَزَا الْخَوَارِجَ.
39044- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ ، عَنْ
حُمَيْدِ بْنِ هِلاَلٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الصَّامِتِ ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ ،
قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ بَعْدِي ، أَوْ سَيَكُونُ
بَعْدِي مِنْ أُمَّتِي قَوْمٌ يَقْرَؤُونَ الْقُرْآنَ لاَ يُجَاوِزُ حُلُوقَهُمْ ،
يَخْرُجُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَخْرُجُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ ، لاَ
يَعُودُونَ فِيهِ ، هُمْ شِرَارُ الْخَلْقِ وَالْخَلِيقَةِ ، قَالَ عَبْدُ اللهِ
بْنُ الصَّامِتِ : فَذَكَرْت ذَلِكَ لِرَافِعِ بْنِ عَمْرٍو ابْنِ أَخِي
الْغِفَارِيِّ ، فَقَالَ : وَأَنَا أَيْضًا قَدْ سَمِعْته مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى
الله عليه وسلم.
39045- حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى بْنِ عَمْرِو بْنِ سَلِمَةَ
الْهَمْدَانِيّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، قَالَ : كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ
بَابِ عَبْدِ اللهِ نَنْتَظِرُ أَنْ يَخْرُجَ إلَيْنَا فَخَرَجَ ، فَقَالَ : إِنَّ
رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَدَّثَنَا إِنَّ قَوْمًا يَقْرَؤُونَ
الْقُرْآنَ لاَ يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ ، يَمْرُقُونَ مِنَ الإِسْلاَم كَمَا
يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ ، وَايْمُ اللهِ لاَ أَدْرِي لَعَلَّ
أَكْثَرَهُمْ مِنْكُمْ ، قَالَ : فَقَالَ عَمْرُو بْنُ سَلَمَةَ : فَرَأَيْنَا
عَامَّةَ أُولَئِكَ يُطَاعنونَا يَوْمَ النَّهْرَوَانِ مَعَ الْخَوَارِجِ.
39046- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ ، قَالَ : حدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ
بْنُ حُمَيْدٍ الرُّؤَاسِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ ظَبْيَانَ ،
عَنْ أَبِي تِحْيَى ، قَالَ : سَمِعَ عليٌّ رَجُلاً مِنَ الْخَوَارِجِ وَهُوَ
يُصَلِّي صَلاَةَ الْفَجْرِ يَقُولُ : {وَلَقَدْ أُوحِيَ إلَيْك وَإِلَى الَّذِينَ
مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْت لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُك وَلَتَكُونَنَّ مِنَ
الْخَاسِرِينَ} قَالَ : فَتَرَك علي سُورَتَهُ الَّتِي كَانَتْ فِيهَا ، قَالَ :
وَقَرَأَ {فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ وَلاَ يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ
لاَ يُوقِنُونَ}.
39047- حَدَّثَنَا قَطَنُ بْنُ عَبْدِ اللهِ أَبُو مُرَيٍّ ، عَنْ أَبِي غَالِبٍ ،
قَالَ : كُنْتُ فِي مَسْجِدِ دِمَشْقَ فَجَاؤُوا بِسَبْعِينَ رَأْسًا مِنْ رُؤُوسِ
الْحَرُورِيَّةِ فَنُصِبَتْ عَلَى دُرْجِ الْمَسْجِد ، فَجَاءَ أَبُو أُمَامَةَ
فَنَظَرَ إلَيْهِمْ ، فَقَالَ : كِلاَبُ جَهَنَّمَ ، شَرُّ قَتْلَى قُتِلُوا
تَحْتَ ظِلِّ السَّمَاءِ ، وَمَنْ قَتَلُوا خَيْرُ قَتْلَى تَحْتَ السَّمَاءِ ،
وَبَكَى وَنَظَرَ إلَيَّ ، وَقَالَ : يَا أَبَا غَالِبٍ ، إنَّك مِنْ بَلَدِ
هَؤُلاَءِ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ ، قَالَ : أَعَاذَك ، قَالَ : أَظُنُّهُ
قَالَ : اللَّهُ مِنْهُمْ : قَالَ : تَقْرَأُ آلَ عِمْرَانَ قُلْتُ : نَعَمْ ،
قَالَ : {مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ
فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ
ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ، وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ
إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ} وقَالَ : {يَوْمَ تَبْيَضُّ
وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ
أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ
تَكْفُرُونَ} قُلْتُ : يَا أَبَا أُمَامَةَ ، إنِّي رَأَيْتُك تَهْرِيقُ
عَبْرَتَكَ ، قَالَ : نَعَمْ ، رَحْمَةً لَهُمْ ، إنَّهُمْ كَانُوا مِنْ أَهْلِ
الإِسْلاَم ، قَالَ : قد افْتَرَقَتْ بَنُو إسْرَائِيلَ عَلَى وَاحِدَةٍ
وَسَبْعِينَ فِرْقَةً ، وَتَزِيدُ هَذِهِ الأُمَّةُ فِرْقَةً وَاحِدَةً ، كُلُّهَا
فِي النَّارِ إِلاَّ السَّوَادَ الأَعْظَمَ عَلَيْهِمْ مَا حُمِّلُوا وَعَلَيْكُمْ
مَا حُمِّلْتُمْ ، وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا ، وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ
الْبَلاَغُ ، السَّمْعُ وَالطَّاعَةُ خَيْرٌ مِنَ الْفُرْقَةِ وَالْمَعْصِيَةِ ،
فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ : يَا أَبَا أُمَامَةَ ، أَمِنْ رَأْيِكَ تَقُولُ أَمْ شَيْءٍ
سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ : إنِّي إذًا لَجَرِيءٌ
، قَالَ بَلْ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم غَيْرَ مَرَّةٍ
وَلاَ مَرَّتَيْنِ حَتَّى ذَكَرَ سَبْعًا.
39048- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ الْوَاسِطِيُّ ، قَالَ : حدَّثَنَا
سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ ، قَالَ : نَهَى عَلِيٌّ
أَصْحَابَهُ أَنْ يَبسُطُوا عَلَى الْخَوَارِجِ حَتَّى يُحْدِثُوا
حَدَثًا ، فَمَرُّوا بِعَبْدِ اللهِ بْنِ خَبَّابٍ فَأَخَذُوهُ ، فَمَرَّ
بَعْضُهُمْ عَلَى تَمْرَةٍ سَاقِطَةٍ مِنْ نَخْلَةٍ فَأَخَذَهَا فَأَلْقَاهَا فِي
فِيهِ ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ : تَمْرَةُ مُعَاهَدٍ ، فَبِمَ اسْتَحْلَلْتهَا
فَأَلْقَاهَا مِنْ فِيهِ ، ثُمَّ مَرُّوا عَلَى خِنْزِيرٍ فَنَفَحَهُ بَعْضُهُمْ
بِسَيْفِهِ ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ : خِنْزِيرُ مُعَاهَدٍ ، فَبِمَ اسْتَحْلَلْته ،
فَقَالَ عَبْدُ اللهِ : أَلاَ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا هُوَ أَعْظَمُ عَلَيْكُمْ
حُرْمَةً مِنْ هَذَا ، قَالُوا : نَعَمْ ، قَالَ : أَنَا ، فَقَدَّمُوهُ
فَضَرَبُوا عُنُقه ، فَأَرْسَلَ إلَيْهِمْ عَلِيٌّ أَنْ أَقِيدُونَا بِعَبْدِ
اللهِ بْنِ خَبَّابٍ ، فَأَرْسَلُوا إلَيْهِ : وَكَيْفَ نُقِيدُك وَكُلُّنَا
قَتَلَهُ ، قَالَ : أَوَكُلُّكُمْ قَتَلَهُ ؟ قَالُوا : نَعَمْ ، فَقَالَ :
اللَّهُ أَكْبَرُ ، ثُمَّ أَمَرَ أَصْحَابَهُ أَنْ يبْسُطُوا عَلَيْهِمْ ، قَالَ :
وَاللهِ لاَ يُقْتَلُ مِنْكُمْ عَشَرَةٌ وَلاَ يَفْلِتُ مِنْهُمْ عَشَرَةٌ ، قَالَ
: فَقَتَلُوهُمْ ، فَقَالَ : اطْلُبُوا فِيهِمْ ذَا الثُّدَيّةِ ، فَطَلَبُوهُ
فَأُتِيَ بِهِ ، فَقَالَ : مَنْ يَعْرِفُهُ ، فَلَمْ يَجِدُوا أَحَدًا يَعْرِفُهُ
إِلاَّ رَجُلاً ، قَالَ : أَنَا رَأَيْته بِالْحِيرة ، فَقُلْتُ لَهُ : أَيْنَ
تُرِيدُ ، قَالَ : هَذِهِ ، وَأَشَارَ إِلَى الْكُوفَةِ ، وَمَالِي بِهَا
مَعْرِفَةٌ ، قَالَ : فَقَالَ عَلِيٌّ : صَدَقَ هُوَ مِنَ الْجَانِّ.
39049- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ
حُدَيْرٍ ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ ، قَالَ : لَمَّا لَقِيَ عَلِيٌّ الْخَوَارِجَ
أَكَبَّ عَلَيْهِمَ الْمُسْلِمُونَ ، فَوَاللهِ مَا أُصِيبَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ
تِسْعَةٌ حَتَّى أَفْنَوْهَمَ.
39050- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ
سَلَمَةَ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جمهان ، قَالَ : كَانَتِ الْخَوَارِجُ قَدْ
دَعَوْنِي حَتَّى كِدْت أَنْ أَدْخُلَ فِيهِمْ ، فَرَأَتْ أُخْتَ أَبِي بِلاَلٍ
فِي الْمَنَامِ كَأَنَّهَا رَأَتْ أَبَا بِلاَلٍ أَهْلَبَ ، قَالَ : فَقُلْتُ :
يَا أَخِي ، مَا شَأْنُك ، قَالَ : فَقَالَ : جُعِلْنَا بَعْدَكُمْ كِلاَبَ أَهْلِ
النَّارِ.
39051- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ
الْمُغِيرَةِ ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلاَلٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ
عَبْدِ الْقَيْسِ ، قَالَ : كُنْتُ مَعَ الْخَوَارِجِ فَرَأَيْتُ مِنْهُمْ شَيْئًا
كَرِهْته ، فَفَارَقْتهمْ عَلَى أَنْ لاَ أُكْثِرَ عَلَيْهِمْ ، فَبَيْنَا أَنَا
مَعَ طَائِفَةٍ مِنْهُمْ إذْ رَأَوْا رَجُلاً خَرَجَ كَأَنَّهُ فَزِعٌ ،
وَبَيْنَهُمْ وَبَيْنَهُ نَهْرٌ ، فَقَطَعُوا إلَيْهِ النَّهْرَ ، فَقَالُوا :
كَأَنَّا رُعْنَاك ، قَالَ : أَجَلْ ، قَالُوا : وَمَنْ أَنْتَ ، قَالَ : أَنَا
عَبْدُ اللهِ بْنُ خَبَّابِ بْنِ الأَرَتِّ ، قَالُوا : عِنْدَك حَدِيثٌ
تُحَدِّثُنَاهُ ، عَنْ أَبِيك ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، فقَالَ :
حدثني أبي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : إِنَّ فِتْنَةً جَائِيَةً ،
الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْقَائِمِ ، وَالْقَائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ
الْمَاشِي ، فَإِذَا لَقِيتَهُمْ فَإِنَ اسْتَطَعْت أَنْ تَكُونَ عَبْدَ اللهِ
الْمَقْتُولَ فَلاَ تَكُنْ عَبْدَ اللهِ الْقَاتِلَ ، قَالَ : فَقَرَّبُوهُ إِلَى
النَّهَرِ فَضَرَبُوا عُنُقه فَرَأَيْتُ دَمَهُ يَسِيلُ عَلَى الْمَاءِ كَأَنَّهُ
شِرَاكٌ مَا ابْذَقَرَّ بِالْمَاءِ حَتَّى تَوَارَى عَنْهُ ، ثُمَّ دَعَوْا
بِسُرِّيَّةٍ لَهُ حُبْلَى فَبَقَرُوا عَمَّا فِي بَطْنِهَا.
39052- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ ، قَالَ : حدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدٍ
الأَنْصَارِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ حَيَّانَ ، عَنْ جَبَلَةَ بْنِ
سُحَيْمٍ وَفُلاَنِ بْنِ نَضْلَةَ ، قَالاَ : بَعَثَ عَلِيٌّ إِلَى الْخَوَارِجِ ،
فَقَالَ : لاَ تُقَاتِلُوهُمْ حَتَّى يَدْعُوا إِلَى مَا كَانُوا عَلَيْهِ مِنْ
عَطَاءٍ أو رَزْقٍ فِي أَمَانٍ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ ، فَأَبَوْا وَسَبُّونَا.
39053- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ ، قَالَ : حدَّثَنَا مُوسَى بْنُ قَيْسٍ
الْحَضْرَمِيُّ ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ ، قَالَ
: خَطَبَنَا عَلِيٌّ بِالْمَدَائِنِ بِقَنْطَرَةِ الدّيزجَان ، فَقَالَ : قَدْ
ذُكِرَ لِي ، أَنَّ خَارِجَةً تَخْرُجُ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ فِيهِمْ ذُو
الثُّدَيَّةِ ، وَإِنِّي لاَ أَدْرِي أَهُمْ هَؤُلاَءِ أَمْ غَيْرُهُمْ ، قَالَ :
فَانْطَلَقُوا يُلْقِي بَعْضُهُمْ بَعْضًا ، فَقَالَتِ الْحَرُورِيَّةُ : لاَ تُكَلِّمُوهُمْ
كَمَا كَلَّمْتُمُوهُمْ يَوْمَ حَرُورَاءَ ، فَكَلَّمُوهُم ، فَرَجَعْتُمْ ، قَالَ
: فَشَجَرَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا بِالرِّمَاحِ ، فَقَالَ بَعْضُ أَصْحَابِ عَلِيٍّ :
قَطِّعُوا الْعَوَالِيَ ، قَالَ : فَاسْتَدَارُوا فَقَتَلُوهُمْ وَقُتِلَ مِنْ
أَصْحَابِ عَلِيٍّ اثْنَا عَشَرَ ، أَوْ ثَلاَثَةَ عَشَرَ ، فَقَالَ :
الْتَمِسُوهُ ، فَالْتَمَسُوهُ فَوَجَدُوهُ ، فَقَالَ : وَاللهِ مَا كَذَبْت وَلاَ
كُذِّبْت ، اعْمَلُوا وَاتَّكِلُوا ، فَلَوْلاَ أَنْ تَتَّكِلُوا لأَخْبَرْتُكُمْ
بِمَا قَضَى اللَّهُ لَكُمْ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّكُمْ ، ثُمَّ قَالَ : لَقَدْ
شَهِدَنَا نَاسٌ بِالْيَمَنِ ، قَالُوا : كَيْفَ ذَاكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ
، فَقَالَ : كَانَ هُدَاهُمَ مَعَنا.
39054- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو شَيْبَةَ ،
عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ أَبِي بَرَكَةَ الصَّائِدِيِّ ، قَالَ : لَمَّا
قَتَلَ عَلِيٌّ ذَا الثُّدَيَّةِ ، قَالَ سَعْدٌ : لَقَدْ قَتَلَ ابْنُ أَبِي
طَالِبٍ جَانَّ الرَّدْهَةِ.
39055- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ ، قَالَ : حدَّثَنَا ابْنُ إدْرِيسَ ، عَنْ
إسْمَاعِيلَ بْنِ سُمَيْعٍ الْحَنَفِيِّ ، عَنْ أَبِي رَزِينٍ ، قَالَ : لَمَّا
كَانَتِ الْحُكُومَةُ بِصِفِّينَ وَبَايَنَ الْخَوَارِجُ عَلِيًّا رَجَعُوا
مُبَايِنِينَ لَهُ ، وَهُمْ فِي عَسْكَرٍ ، وَعَلِيٌّ فِي عَسْكَرٍ ، حَتَّى
دَخَلَ عَلِيٌّ الْكُوفَةَ مَعَ النَّاسِ بِعَسْكَرِهِ ، وَمَضَوْا هُمْ إِلَى
حَرُورَاءَ فِي عَسْكَرِهِمْ ، فَبَعَثَ عَلِيٌّ إلَيْهِمَ ابْنَ عَبَّاسٍ
فَكَلَّمَهُمْ فَلَمْ يَقَعْ مِنْهُمْ مَوْقِعًا ، فَخَرَجَ عَلِيٌّ إلَيْهِمْ
فَكَلَّمَهُمْ حَتَّى أَجْمَعُوا هُمْ وَهُوَ عَلَى الرِّضَا ، فَرَجَعُوا حَتَّى
دَخَلُوا الْكُوفَةَ عَلَى الرِّضَا مِنْهُ وَمِنْهُمْ ، فَأَقَامُوا يَوْمَيْنِ ،
أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ ، قَالَ : فَدَخَلَ الأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ وَكَانَ يَدْخُلُ
عَلَى عَلِيٍّ ، فَقَالَ : إِنَّ النَّاسَ يَتَحَدَّثُونَ أَنَّك رَجَعَتْ لَهُمْ
عَنْ كُفرْةٍ ، فَلَمَّا أَنْ كَانَ الْغَدُ وَالْجُمُعَةُ صَعِدَ عَلَى
الْمِنْبَرَ ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، فَخَطَبَ ، فَذَكَّرَهُمْ
وَمُبَايَنَتَهُمَ النَّاسَ وَأَمْرَهُمَ الَّذِي فَارَقُوهُ فِيهِ ، فَعَابَهُمْ
وَعَابَ أَمْرَهُمْ ، قَالَ : فَلَمَّا نَزَلَ عَنِ الْمِنْبَرِ تَنَادَوْا مِنْ
نَوَاحِي الْمَسْجِدِ لاَ حُكْمَ إِلاَّ لِلَّهِ ، فَقَالَ عَلِيٌّ : حُكْمُ اللهِ
أَنْتَظِرُ فِيكُمْ ، ثُمَّ قَالَ بِيَدِهِ هَكَذَا يُسْكِنُهُمْ بِالإِشَارَةِ
وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ حَتَّى أَتَاه رَجُلٌ مِنْهُمْ وَاضِعًا إصْبَعَيْهِ فِي
أُذُنَيْهِ وَهُوَ يَقُولُ : {لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُك
وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ}.
39056- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ ، قَالَ : حدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ ،
عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، أَنَّهُ ذُكِرَ
عِنْدَهُ الْخَوَارِجُ فَذُكِرَ مِنْ عِبَادَتِهِمْ وَاجْتِهَادِهِمْ ، فَقَالَ :
لَيْسُوا بِأَشَدَّ اجْتِهَادًا مِنَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى ، ثُمَّ هُمْ
يُصَلُّونَ.
39057- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ ، قَالَ : حدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ ،
عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ طَاوُوسٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، أَنَّهُ
ذَكَرَ مَا يَلْقَى الْخَوَارِجُ عِنْدَ الْقُرْآنِ ، فَقَالَ : يُؤْمِنُونَ
عِنْدَ مُحْكَمِهِ وَيَهْلَكُونَ عِنْدَ مُتَشَابِهِهِ.
39058- حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ ، قَالَ : حدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ
سَلَمَةَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ ، عَنْ بِشْرِ بْنِ شَغَاف ، قَالَ :
سَأَلَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلاَمٍ ، عَنِ الْخَوَارِجِ ، فَقُلْتُ : هُمْ
أَطْوَلُ النَّاسِ صَلاَةً وَأَكْثَرُهُمْ صَوْمًا غَيْرَ أَنَّهُمْ إِذَا
خَلَّفُوا الْجِسْرَ أَهْرَاقُوا الدِّمَاءَ ، وَأَخَذُوا الأَمْوَالَ ، فَقَالَ :
لاَ تَسْأَل عنهم إِلاَّ ذَا ، أَمَا إنِّي قَدْ قُلْتُ لَهُمْ : لاَ تَقْتُلُوا
عُثْمَانَ ، دَعُوهُ ، فَوَاللهِ لَئِنْ تَرَكْتُمُوهُ إحْدَى عَشْرَةَ لَيْلَةً
لَيَمُوتَنَّ عَلَى فِرَاشِهِ مَوْتًا فَلَمْ يَفْعَلُوا ، فَإِنَّهُ لَمْ
يُقْتَلْ نَبِيٌّ إِلاَّ قُتِلَ بِهِ سَبْعُونَ أَلْفًا مِنَ النَّاسِ ، وَلَمْ
يُقْتَلْ خَلِيفَةٌ إِلاَّ قُتِلَ بِهِ خَمْسَةٌ وَثَلاَثُونَ أَلْفًا.
39059- حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ ، قَالَ : حدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ
، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ ، أَنَّ رَجُلاً وُلِدَ لَهُ
غلاَم عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَدَعَا لَهُ وَأَخَذَ
بِبَشَرَةِ جَبْهَتِهِ ، فَقَالَ بِهَا هَكَذَا : وَغَمَزَ جَبْهَتَهُ وَدَعَا
لَهُ بِالْبَرَكَةِ ، قَالَ : فَنَبَتَت شَعْرَةٌ فِي جَبْهَتِهِ كَأَنَّهَا
هلْبَةُ فَرَسٍ ، فَشَبَّ الْغُلاَمُ ، فَلَمَّا كَانَ زَمَنُ الْخَوَارِجِ
أَحَبَّهُمْ فَسَقَطَتِ الشَّعْرَةُ ، عَنْ جَبْهَتِهِ ، فَأَخَذَهُ أَبُوهُ
فَقَيَّدَهُ مَخَافَةَ أَنْ يَلْحَقَ بِهِمْ ، قَالَ : فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ
فَوَعَظْنَاهُ وَقُلْنَا لَهُ فِيمَا نَقُولُ : أَلَمْ تَرَ أَنَّ بَرَكَةَ
دَعْوَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ وَقَعَتْ مِنْ جَبْهَتِكَ ، فَمَا
زِلْنَا بِهِ حَتَّى رَجَعَ ، عَنْ رَأْيِهِمْ ، قَالَ : فَرَدَّ اللَّهُ إلَيْهِ
الشَّعْرَةَ بَعْدُ فِي جَبْهَتِهِ وَتَابَ وَأَصْلَحَ.
39060- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ
إِسْحَاقَ قَالَ : ذُكِرَ الْخَوَارِجُ عِنْدَ أَبِي هُرَيْرَةَ فَقَالَ :
أُولَئِكَ شَرُّ الْخَلْقِ.
39061- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو شَيْبَةَ عَنْ
أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ أَبِي بَرَكَةَ الصَّائِدِيِّ قَالَ : لَمَّا قَتَلَ
عَلِيٌّ ذَا الثُّدَيَّةِ قَالَ سَعْدٌ : لَقَدْ قَتَلَ علي جَانَّ الرَّدْهَةِ.
39062- حَدَّثَنَا عَفَّانُ ، قَالَ : حدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ
، قَالَ سَمِعْت عَاصِمَ بْنَ ضَمْرَةَ ، قَالَ : إِنَّ خَارِجَةً خَرَجَتْ عَلَى
حُكْمٍ ، فَقَالُوا : لاَ حُكْمَ إِلاَّ لِلَّهِ ، فَقَالَ عَلِيٌّ : إِنَّهُ لاَ
حُكْمَ إِلاَّ لِلَّهِ ، وَلَكِنَّهُمْ يَقُولُونَ : لاَ إمْرَةَ ، وَلاَ بُدَّ لِلنَّاسِ
مِنْ أَمِيرٍ بَرٍّ ، أَوْ فَاجِرٍ ، يَعْمَلُ فِي إمَارَتِهِ الْمُؤْمِنُ
وَيَسْتَمْتِعُ فِيهَا الْكَافِرُ ، وَيُبَلِّغُ اللَّهُ فِيهِ الأَجَلَ.
39063- حَدَّثَنَا جَرِيرٌ ، عَنْ مُغِيرَةَ ، قَالَ : خَاصَمَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ
الْعَزِيزِ الْخَوَارِجَ ، فَرَجَعَ مَنْ رَجَعَ مِنْهُمْ ، وَأَبَتْ طَائِفَةٌ
مِنْهُمْ أَنْ يَرْجِعُوا ، فَأَرْسَلَ عُمَرُ رَجُلاً عَلَى خَيْلٍ وَأَمَرَهُ
أَنْ يَنْزِلَ حَيْثُ يَرْتَحِلُونَ ، وَلاَ يُحَرِّكُهُمْ , وَلاَ يُهَيِّجُهُمْ
، فَإِنْ هم قَتَلُوا وَأَفْسَدُوا فِي الأَرْضِ ، فَابسُطْ عَلَيْهِمْ
وَقَاتِلْهُمْ ، وَإِنْ هُمْ لَمْ يَقْتُلُوا وَلَمْ يُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ
فَدَعْهُمْ يَسِيرُونَ.
39064- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، قَالَ : حدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
عَمْرٍو ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ، قَالَ : قُلْتُ لأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ :
هَلْ سَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَذْكُرُ فِي الْحَرُورِيَّةِ
شَيْئًا ، قَالَ : نَعَمْ سَمِعْتُهُ يَذْكُرُ قَوْمًا يَعْبُدُونَ ، يَحْقِرُ
أَحَدُكُمْ صَلاَتَهُ مَعَ صَلاَتِهِمْ وَصَوْمَهُ مَعَ صَوْمِهِمْ ، يَمْرُقُونَ
مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ ، فأَخَذَ سَهْمَهُ
فَنَظَرَ فِي نَصْلِهِ فَلَمْ يَرَ شَيْئًا ، فَنَظَرَ فِي رِصَافِهِ فَلَمْ يَرَ
شَيْئًا ، فَنَظَرَ فِي قِدْحِهِ فَلَمْ يَرَ شَيْئًا ، فَنَظَرَ فِي الْقُذَذِ
فَتَمَارَى هَلْ يَرَى شَيْئًا أَمْ لاَ.
39065- حَدَّثَنَا عَفَّانُ ، قَالَ : حدَّثَنَا وُهَيْبٌ ، قَالَ : حدَّثَنَا
أَيُّوبُ ، عَنْ غِيلاَنَ بْنِ جَرِيرٍ ، قَالَ : أَرَدْت أَنْ أَخْرُجَ مَعَ
أَبِي قِلاَبَةَ إِلَى مَكَّةَ ، فَاسْتَأْذَنْت عَلَيْهِ ، فَقُلْتُ : أَدْخُلُ ،
قَالَ : إِنْ لَمْ تَكُنْ حَرُورِيًّا.
39066- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، عَنْ حَمَّادٍ ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ
الْجَوْنِيِّ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَبَاحٍ ، عَنْ كَعْبٍ ، قَالَ : الَّذِي
تَقْتُلُهُ الْخَوَارِجُ لَهُ عَشْرَةُ أنُوَرٍ ، فُضِّلَ ثَمَانيَةُ أنُورٍ عَلَى
نُورِ الشُّهَدَاءِ.
39067- حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ ، عَنِ الْحَسَنِ ، عَنْ أَبِي نَعَامَةَ ، عَنْ
خَالِدٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ : إنَّهُمْ عَرَّضُوا
بِغَيْرِنَا ، وَلَوْ كُنْت فِيهَا وَمَعِي سِلاَحِي لَقَاتَلْت عَلَيْهَا ،
يَعْنِي نَجُدَة وَأَصْحَابِهِ.
39068- حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ ، عَنْ حَسَنٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : أَشْهَدُ
أَنَّ كِتَابَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قُرِئَ عَلَيْنَا : إِنْ سَفَكُوا
الدَّمَ الْحَرَامَ وَقَطَعُوا السَّبِيلَ فَتَبَرَّأَ فِي كِتَابِهِ مِنَ
الْحَرُورِيَّةِ وَأَمَرَ بِقِتَالِهِمْ.
39069- حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ ، قَالَ : حدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ
سِيَاهٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ ،
قَالَ : أَتَيْتُهُ (1)، فَسَأَلْتُهُ عَنْ هَؤُلاَءِ الْقَوْمِ الَّذِينَ قَتَلَهُمْ
عَلِيٌّ ، قَالَ : قُلْتُ : فِيمَ فَارَقُوهُ ، وَفِيمَ اسْتَحَلُّوهُ ، وَفِيمَ
دَعَاهُمْ , وَفِيمَ فَارَقُوهُ ، ثُمَّ اسْتَحَلَّ دِمَاءَهُمْ ؟ قَالَ : إِنَّهُ
لَمَّا اسْتَحَرَّ الْقَتْلُ فِي أَهْلِ الشَّامِ بِصِفِّينَ ، اعْتَصَمَ
مُعَاوِيَةُ وَأَصْحَابُهُ بِجَبَلٍ ، فَقَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ : أَرْسِلْ
إِلَى عَلِيٍّ بِالْمُصْحَفِ , فَلاَ وَاللهِ لاَ يَرُدُّهُ عَلَيْكَ ، قَالَ :
فَجَاءَ بِهِ رَجُلٌ يَحْمِلُهُ يُنَادِي : بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ كِتَابُ اللهِ
{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى
كِتَابِ اللهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ
مُعْرِضُونَ} ، قَالَ : فَقَالَ عَلِيٌّ : نَعَمْ ، بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ
كِتَابُ اللهِ , أَنَا أَوْلَى بِهِ مِنْكُمْ .
2- قَالَ : فَجَاءَتِ الْخَوَارِجُ ، وَكُنَّا نُسَمِّيهِمْ يَوْمَئِذٍ
الْقُرَّاءَ ، قَالَ : فَجَاؤُوا بِأَسْيَافِهِمْ عَلَى عَوَاتِقِهِمْ ، فَقَالُوا
: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , أَلاَ نَمْشِي إِلَى هَؤُلاَءِ الْقَوْمِ حَتَّى
يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ , فَقَامَ سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ ،
فَقَالَ :
َيُّهَا النَّاسُ , اتَّهِمُوا أَنْفُسَكُمْ , لَقَدْ كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ
صلى الله عليه وسلم ، يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ ، وَلَوْ نَرَى قِتَالاً
لَقَاتَلْنَا , وَذَلِكَ فِي الصُّلْحِ الَّذِي كَانَ بَيْنَ رَسُولِ اللهِ صلى
الله عليه وسلم وَبَيْنَ الْمُشْرِكِينَ ,
_____حاشية_____
(1) القائل ؛ أتيتُه ، هو حَبِيب بن أَبِي ثابت ، ومعناه أنه أتى أبا وائل فسأله.
فَجَاءَ عُمَرُ فَأَتَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ
اللهِ , أَلَسْنَا عَلَى حَقٍّ ، وَهُمْ عَلَى بَاطِلٍ ؟ قَالَ : بَلَى ، قَالَ :
أَلَيْسَ قَتْلاَنَا فِي الْجَنَّةِ ، وَقَتْلاَهُمْ فِي النَّارِ ؟ قَالَ : بَلَى
، قَالَ : فَفِيمَ نُعْطِي الدَّنِيَّةَ فِي دِينِنَا ، وَنَرْجِعُ ، وَلَمَّا
يَحْكُمِ اللَّهُ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ ؟ فَقَالَ : يَا ابْنَ الْخَطَّابِ ,
إِنِّي رَسُولُ اللهِ ، وَلَنْ يُضَيِّعَنِي اللَّهُ أَبَدًا .
3- قَالَ : فَانْطَلَقَ عُمَرُ ، وَلَمْ يَصْبِرْ مُتَغَيِّظًا ، حَتَّى أَتَى
أَبَا بَكْرٍ ، فَقَالَ : يَا أَبَا بَكْرٍ , أَلَسْنَا عَلَى حَقٍّ ، وَهُمْ
عَلَى بَاطِلٍ ؟ فَقَالَ : بَلَى ، قَالَ : أَلَيْسَ قَتْلاَنَا فِي الْجَنَّةِ ،
وَقَتْلاَهُمْ فِي النَّارِ ؟ قَالَ : بَلَى ، قَالَ : فَعَلاَمَ نُعْطِي
الدَّنِيَّةَ فِي دِينِنَا وَنَرْجِعُ ، وَلَمَّا يَحْكُمِ اللَّهُ بَيْنَنَا
وَبَيْنَهُمْ ؟ فَقَالَ : يَا ابْنَ الْخَطَّابِ ، إِنَّهُ رَسُولُ اللهِ ، وَلَنْ
يُضَيِّعَهُ اللَّهُ أَبَدًا .
4- قَالَ : فَنَزَلَ الْقُرْآنُ عَلَى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم بِالْفَتْحِ ,
فَأَرْسَلَ إِلَى عُمَرَ ، فَأَقْرَأَهُ إِيَّاهُ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ,
أَوَ فَتْحٌ هُوَ ؟ قَالَ : نَعَمْ , فَطَابَتْ نَفْسُهُ وَرَجَعَ.
5- فَقَالَ عَلِيٌّ : أَيُّهَا النَّاسُ , إِنَّ هَذَا فَتْحٌ , فَقَبِلَ عَلِيٌّ
الْقَضِيَّةَ وَرَجَعَ , وَرَجَعَ النَّاسُ .
6- ثُمَّ إِنَّهُمْ خَرَجُوا بِحَرُورَاءَ ، أُولَئِكَ الْعِصَابَةُ مِنَ
الْخَوَارِجِ ، بِضْعَةَ عَشَرَ أَلْفًا , فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمْ يُنَاشِدُهُمُ
اللَّهَ , فَأَبَوْا عَلَيْهِ ، فَأَتَاهُمْ صَعْصَعَةُ بْنُ صُوحَانَ ،
فَنَاشَدَهُمُ اللَّهَ ، وَقَالَ : عَلاَمَ تُقَاتِلُونَ خَلِيفَتَكُمْ ؟ قَالُوا
: نَخَافُ الْفِتْنَةَ ، قَالَ : فَلاَ تَعَجِّلُوا ضَلاَلَةَ الْعَامِ ، مَخَافَةَ
فِتْنَةِ عَامٍ قَابِلٍ ، فَرَجَعُوا ، فَقَالُوا : نَسِيرُ عَلَى نَاحِيَتِنَا ,
فَإِنْ عَلِيًّا قَبِلَ الْقَضِيَّةَ , قَاتَلْنَا عَلَى مَا قَاتَلْنَاهُمْ
يَوْمَ صِفِّينَ , وَإِنْ نَقَضَهَا قَاتَلْنَا مَعَهُ .
7- فَسَارُوا حَتَّى بَلَغُوا النَّهْرَوَانَ , فَافْتَرَقَتْ مِنْهُمْ فِرْقَةٌ ،
فَجَعَلُوا يَهُدُّونَ النَّاسَ قَتْلاً ، فَقَالَ أَصْحَابُهُمْ : وَيْلَكُمْ ،
مَا عَلَى هَذَا فَارَقْنَا عَلِيًّا ،
فَبَلَغَ عَلِيًّا أَمْرُهُمْ ، فَقَامَ فَخَطَبَ النَّاسَ ، فَقَالَ : مَا
تَرَوْنَ , أَتَسِيرُونَ إِلَى أَهْلِ الشَّامِ ، أَمْ تَرْجِعُونَ إِلَى
هَؤُلاَءِ الَّذِينَ خَلَّفُوا إِلَى ذَرَارِيكُمْ ؟ فَقَالُوا : لاَ , بَلْ
نَرْجِعُ إِلَيْهِمْ , فَذَكَرَ أَمْرَهُمْ ، فَحَدَّثَ عَنْهُمْ مَا قَالَ
فِيهِمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : إِنَّ فِرْقَةً تَخْرُجُ عِنْدَ
اخْتِلاَفٍ مِنَ النَّاسِ ، تَقْتُلُهُمْ أَقْرَبُ الطَّائِفَتَيْنِ بِالْحَقِّ ,
عَلاَمَتُهُمْ رَجُلٌ فِيهِمْ ، يَدُهُ كَثَدْيِ الْمَرْأَةِ.
8- فَسَارُوا حَتَّى الْتَقَوْا بِالنَّهْرَوَانِ ، فَاقْتَتَلُوا قِتَالاً
شَدِيدًا , فَجَعَلَتْ خَيْلُ عَلِيٍّ لاَ تَقُومُ لَهُمْ ، فَقَامَ عَلِيٌّ ،
فَقَالَ : أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنْ كُنْتُمْ إِنَّمَا تُقَاتِلُونَ لِي ،
فَوَاللهِ مَا عِنْدِي مَا أَجْزِيكُمْ بِهِ , وَإِنْ كُنْتُمْ إِنَّمَا
تُقَاتِلُونَ للهِ ، فَلاَ يَكُنْ هَذَا قِتَالَكُمْ , فَحَمَلَ النَّاسُ حَمْلَةً
وَاحِدَةً شَدِيدَةً ، فَانْجَلَتِ الْخَيْلُ عَنْهُمْ وَهُمْ مُكِبُّونَ عَلَى
وُجُوهِهِمْ ، فَقَالَ عَلِيٌّ : اطْلُبُوا الرَّجُلَ فِيهِمْ ، قَالَ : فَطَلَبَ
النَّاسُ ، فَلَمْ يَجِدُوهُ ، حَتَّى قَالَ بَعْضُهُمْ : غَرَّنَا ابْنُ أَبِي
طَالِبٍ مِنْ إِخْوَانِنَا حَتَّى قَتَلْنَاهُمْ , فَدَمَعَتْ عَيْنُ عَلِيٍّ ،
قَالَ : فَدَعَا بِدَابَّتِهِ فَرَكِبَهَا ، فَانْطَلَقَ حَتَّى أَتَى وَهْدَةً
فِيهَا قَتْلَى ، بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ ، فَجَعَلَ يَجُرُّ بِأَرْجُلِهِمْ ،
حَتَّى وَجَدَ الرَّجُلَ تَحْتَهُمْ , فَاجْتَرُّوهُ ، فَقَالَ عَلِيٌّ : اللَّهُ
أَكْبَرُ , وَفَرِحَ النَّاسُ وَرَجَعُوا ، وَقَالَ عَلِيٌّ : لاَ أَغْزُو
الْعَامَ , وَرَجَعَ إِلَى الْكُوفَةِ وَقُتِلَ , وَاسْتُخْلِفَ حَسَنٌ ، فَسَارَ
بِسِيرَةِ أَبِيهِ ، ثُمَّ بَعَثَ بِالْبَيْعَةِ إِلَى مُعَاوِيَةَ
39070- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ
، عَنْ عَلِيٍّ ، قَالَ : لَمَّا كَانَ يَوْمُ النَّهْرَوَانِ لَقِيَ الْخَوَارِجَ
فَلَمْ يَبْرَحُوا حَتَّى شَجَرُوا بِالرِّمَاحِ فَقُتِلُوا جَمِيعًا ، فَقَالَ
عَلِيٌّ : اطْلُبُوا ذَا الثُّدَيَّةِ ، فَطَلَبُوهُ فَلَمْ يَجِدُوهُ ، فَقَالَ
عَلِيٌّ : مَا كَذَبْت وَلاَ كُذِّبْت ، اطْلُبُوهُ ، فَطَلَبُوهُ فَوَجَدُوهُ فِي
وَهْدَةٍ مِنَ الأَرْضِ عَلَيْهِ نَاسٌ مِنَ الْقَتْلَى ، فَإِذَا رَجُلٌ عَلَى
يَدِهِ مِثْلُ سَبَلاَتِ السِّنَّوْرِ ، قَالَ : فَكَبَّرَ عَلِيٌّ وَالنَّاسُ ،
وَأُعْجِبَ النَّاسُ فَأُعْجِبَ عَلِيٌّ.
39071- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، قَالَ : حدَّثَنَا الأَعْمَشُ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ
مُرَّةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي نَصْرِ
بْنِ مُعَاوِيَةَ ، قَالَ : كُنَّا عِنْدَ عَلِيٍّ فَذَكَرُوا أَهْلَ النَّهَرِ
فَسَبَّهُمْ رَجُلٌ ، فَقَالَ عَلِيٌّ : لاَ تَسُبُّوهُمْ ، وَلَكِنْ إِنْ
خَرَجُوا عَلَى إمَامٍ عَادِلٍ فَقَاتِلُوهُمْ ، وَإِنْ خَرَجُوا عَلَى إمَامٍ
جَائِرٍ فَلاَ تُقَاتِلُوهُمْ ، فَإِنَّ لَهُمْ بِذَلِكَ مَقَالاًَ.
39072- حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، قَالَ : حدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ
سَلَمَةَ ، عَنِ الأَزْرَقِ بْنِ قَيْسٍ ،
عَنْ شَرِيكِ بْنِ شِهَابٍ الْحَارِثِيِّ ، قَالَ : جَعَلْت أَتَمَنَّى أَنْ
أَلْقَى رَجُلاً مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم يُحَدِّثُنِي عَنِ
الْخَوَارِجِ ، فَلَقِيت أَبَا بَرْزَةَ الأَسْلَمِيَّ فِي نَفَرٍ مِنْ
أَصْحَابِهِ فِي يَوْمِ عَرَفَةَ ، فَقُلْتُ : حَدِّثْنِي بِشَيْءٍ سَمِعْته مِنْ
رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُهُ فِي الْخَوَارِجِ ، فَقَالَ :
أُحَدِّثُكُمْ بِمَا سَمِعَتْ أُذُنَايَ وَرَأَتْ عَيْنَاي ، أُتِيَ رَسُولُ اللهِ
صلى الله عليه وسلم بِدَنَانِيرَ فَجَعَلَ يَقْسِمُهَا ، وَعِنْدَهُ رَجُلٌ
أَسْوَدُ مَطْمُومُ الشَّعْرِ ، عَلَيْهِ ثَوْبَانِ أَبْيَضَانِ ، بَيْنَ
عَيْنَيْهِ أَثَرُ السُّجُود ، وَكَانَ يَتَعَرَّضُ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه
وسلم فَلَمْ يُعْطِهِ ، فَأَتَاهُ فَعَرَضَ لَهُ مِنْ قِبَلِ وَجْهِهِ فَلَمْ
يُعْطِهِ شَيْئًا ، فَأَتَاهُ مِنْ قِبَلِ يَمِينِهِ فَلَمْ يُعْطِهِ شَيْئًا ،
ثُمَّ أَتَاهُ مِنْ قِبَلِ شِمَالِهِ فَلَمْ يُعْطِهِ شَيْئًا ، ثُمَّ أَتَاهُ
مِنْ خَلْفِهِ فَلَمْ يُعْطِهِ شَيْئًا ، فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ ، مَا عَدَلْت
مُنْذُ الْيَوْمَ فِي الْقِسْمَةِ ، فَغَضِبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم
غَضَبًا شَدِيدًا ، ثُمَّ قَالَ : وَاللهِ لاَ تَجِدُونَ أَحَدًا أَعْدَلَ
عَلَيْكُمْ مِنِّي ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ، ثُمَّ قَالَ : يَخْرُجُ عَلَيْكُمْ رِجَالٌ
مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ كَأَنَّ هَذَا مِنْهُمْ هَدْيُهُمْ هَكَذَا ، يَقْرَؤُونَ
الْقُرْآنَ لاَ يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا
يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ ، ثُمَّ لاَ يَعُودُونَ إلَيْهِ وَوَضَعَ
يَدَهُ عَلَى صَدْرِهِ سِيمَاهُمَ التَّحْلِيقُ ، لاَ يَزَالُونَ يَخْرُجُونَ
حَتَّى يَخْرُجَ آخِرُهُمْ مَعَ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمْ
فَاقْتُلُوهُمْ ثَلاَثًا ، شَرُّ الْخَلْقِ وَالْخَلِيقَةِ يَقُولُهَا ثَلاَثًا.
39073- حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ حُبَابٍ ، قَالَ : حدَّثَنِي قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ
السَّدُوسِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ ، عَنْ حَابِرِ بْنِ عَبْدِ
اللهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : يَجِيءُ قَوْمٌ
يَقْرَؤُونَ الْقُرْآن لاَ يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ
كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ عَلَى فُوقِهِ.
39074- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ ، عَنْ سِمَاكٍ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: لَيَقْرَأَنَّ
الْقُرْآنَ نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي يَمْرُقُونَ مِنَ الإِسْلاَم كَمَا يَمْرُقُ
السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ.
39075- حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ حُبَابٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي مُوسَى بْنُ
عُبَيْدَةَ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ دِينَارٍ ، عَنْ أَبِي
سَلَمَةَ وَعَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ ، قَالاَ : جِئْنَا أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ
فَقُلْنَا : سَمِعْت مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْحَرُورِيَّةِ
شَيْئًا ، فَقَالَ : مَا أَدْرِي مَا الْحَرُورِيَّةَ ، وَلَكِنْ سَمِعْت رَسُولَ
اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : يَأْتِي مِنْ بَعْدِكُمْ أَقْوَامٌ
تَحْتَقِرُونَ صَلاَتَكُمْ مَعَ صَلاَتِهِمْ وَصِيَامَكُمْ مَعَ صِيَامِهِمْ
وَعِبَادَتَكُمْ مَعَ عِبَادَتِهِمْ ، يَقْرَؤُونَ الْقُرْآنَ لاَ يُجَاوِزُ
تَرَاقِيَهُمْ , يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ
الرَّمِيَّةِ.
39076- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ ، قَالَ : حدَّثَنَا ابْنُ
عُيَيْنَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْعَلاَءُ بْنُ أَبِي الْعَبَّاسِ ،
قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا الطُّفَيْلِ يُخْبِرُ ، عَنْ بَكْرِ بْنِ قِرْوَاشٍ ، عَنْ
سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، وَذَكَرَ
ذَا الثُّدَيَّةِ ، الَّذِي كَانَ مَعَ أَصْحَابِ النَّهَرِ ، فَقَالَ : شَيْطَانُ
الرَّدْهَةِ ، يَحْتَدِرُهُ رَجُلٌ مِنْ بَجِيلَةَ ، يُقَالُ لَهُ : الأَشْهَبُ ،
أَوِ ابْنُ الأَشْهَبِ ، عَلاَمَة فِي قَوْمٍ ظَلَمَةٍ.
فَقَالَ عَمَّارٌ الدُّهْنِيُّ ، حِينَ كَذَّبَ بِهِ : جَاءَ رَجُلٌ مِنْ
بَجِيلَةَ ، قَالَ : وَأَرَاهُ ، قَالَ : مِنْ دُهْنٍ ، يُقَالُ لَهُ الأَشْهَبُ ،
أَوِ ابْنُ الأَشْهَبِ.
39077- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ ، قَالَ : حدَّثَنَا عبد اللهِ بْنُ
الْوَلِيدِ ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ الْحَسَنِ ، قَالَ : قَالَتِ الْخَوَارِجُ
لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ : تُرِيدُ أَنْ تَسِيرَ فِينَا بِسِيرَةِ عُمَرَ
بْنِ الْخَطَّابِ ، فَقَالَ : مَا لَهُمْ قَاتَلَهُمَ اللَّهُ ، وَاللهِ مَا زِدْت
أَنْ أَتَّخِذَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم إمَامًا.
39078- حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ ، عَنِ التَّيْمِيِّ ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ ،
قَالَ : بَيْنَمَا عَبْدُ اللهِ بْنُ خَبَّابٍ فِي يَدِ الْخَوَارِجِ إذْ أَتَوْا
عَلَى نَخْلٍ ، فَتَنَاوَلَ رَجُلٌ مِنْهُمْ تَمْرَةً فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ
أَصْحَابُهُ ، فَقَالُوا لَهُ : أَخَذْت تَمْرَةً مِنْ تَمْرِ أَهْلِ الْعَهْد ،
وَأَتَوْا عَلَى خِنْزِيرٍ فَنَفَحَهُ رَجُلٌ مِنْهُمْ بِالسَّيْفِ فَأَقْبَلَ
عَلَيْهِ أَصْحَابُهُ ، فَقَالُوا لَهُ : قَتَلْت خِنْزِيرًا مِنْ خَنَازِيرِ
أَهْلِ الْعَهْدِ ، قَالَ : فَقَالَ عَبْدُ اللهِ ، أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِمَنْ
هُوَ أَعْظَمُ عَلَيْكُمْ حَقًّا مِنْ هَذَا ؟ قَالُوا : مَنْ ، قَالَ : أَنَا ،
مَا تَرَكْت صَلاَةً وَلاَ تَرَكْت كَذَا وَلاَ تَرَكْت كَذَا ، قَالَ :
فَقَتَلُوهُ ، قَالَ : فَلَمَّا جَاءَهُمْ عَلِيٌّ ، قَالَ : أَقِيدُونَا بِعَبْدِ
اللهِ بْنِ خَبَّابٍ ، قَالُوا : كَيْفَ نُقِيدُك بِهِ وَكُلُّنَا قَدْ شَرَكَ فِي
دَمِهِ ، فَاسْتَحَلَّ قِتَالَهُمْ.
39079- حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو
بْنِ مُرَّةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلِمَةَ ، قَالَ وَقَدْ
كَانَ شَهِدَ مَعَ عَلِيٍّ الْجَمَلَ وَصِفِّينَ ، وَقَالَ : مَا يَسُرُّنِي
بِهِمَا كُلُّ مَا عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ.
39080- حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ ، عَنْ
مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ ، قَالَ : سَأَلْتُ أَبِي عَنْ هَذِهِ الآيَةِ : {قُلْ هَلْ
نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي
الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} أَهُمُ الْحَرُورِيَّةُ ؟ قَالَ : لاَ ، هُمْ أَهْلُ
الْكِتَابِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى ، أَمَّا الْيَهُودُ فَكَذَّبُوا بِمُحَمَّدٍ
صلى الله عليه وسلم , وَأَمَّا النَّصَارَى فَكَفَرُوا بِالْجَنَّةِ وَقَالُوا :
لَيْسَ فِيهَا طَعَامٌ وَلاَ شَرَابٌ ، وَلَكِنَّ الْحَرُورِيَّةَ : {الَّذِينَ
يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ
اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُولَئِكَ هُمَ
الْخَاسِرُونَ} وَكَانَ سَعْدٌ يُسَمِّيهِمَ الْفَاسِقِينَ.
39081- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ إسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ ، قَالَ سَمِعْت
مُصْعَبَ بْنَ سَعْدٍ ، قَالَ : سُئِلَ أَبِي عَنِ الْخَوَارِجِ ، قَالَ : هُمْ
قَوْمٌ زَاغُوا فَأَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ.
39082- حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَكِيمٍ ،
قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو مَرْيَمَ ، أَنَّ شَبَثَ بْنَ رِبْعِيٍّ ، وَابْنَ
الْكَوَّاءِ خَرَجَا مِنَ الْكُوفَةِ إِلَى حَرُورَاءَ ، فَأَمَرَ عَلِيٌّ
النَّاسَ أَنْ يَخْرُجُوا بِسِلاَحِهِمْ , فَخَرَجُوا إِلَى الْمَسْجِدِ حَتَّى
امْتَلأَ الْمَسْجِدُ ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِم عَلِيٌّ : بِئْسَ مَا صَنَعْتُمْ
حِينَ تَدْخُلُونَ الْمَسْجِدَ بِسِلاَحِكُمْ ، اذْهَبُوا إِلَى جَبَّانَةِ
مُرَادٍ حَتَّى يَأْتِيَكُمْ أَمْرِي ، قَالَ : قَالَ أَبُو مَرْيَمَ :
فَانْطَلَقْنَا إِلَى جَبَّانَةِ مُرَادٍ ، فَكُنَّا بِهَا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ ،
ثُمَّ بَلَغَنَا أَنَّ الْقَوْمَ قَدْ رَجَعُوا ، أَوْ أَنَّهُمْ رَاجِعُونَ .
2- قَالَ : فَقُلْتُ : أَنْطَلِقُ أَنَا فَأَنْظُرُ إلَيْهِمْ ، قَالَ :
فَانْطَلَقْت فَجَعَلْتُ أَتَخَلَّلُ صُفُوفَهُمْ حَتَّى انْتَهَيْت إِلَى شَبَثَ
بْنِ رِبْعِيٍّ ، وَابْنِ الْكَوَّاءِ وَهُمَا وَاقِفَانِ مُتَوَرِّكَانِ عَلَى
دَابَّتَيْهِمَا ، وَعِنْدَهُمْ رُسُلُ عَلِيٍّ يُنَاشِدُونَهُمَا اللَّهَ لَمَا
رَجَعُوا ، وَهُمْ يَقُولُونَ لَهُمْ : نُعِيذُكُمْ بِاللهِ أَنْ تُعَجِّلُوا
الْفِتْنَة الْعَامِ خَشْيَةَ عَامٍ قَابِلٍ ، فَقَامَ رَجُلٌ مِنْهُمْ إِلَى
بَعْضِ رُسُلِ عَلِيٍّ فَعَقَرَ دَابَّتَهُ ، فَنَزَلَ الرَّجُلُ وَهُوَ
يَسْتَرْجِعُ ، فَحَمَلَ سَرْجَهُ فَانْطَلَقَ بِهِ ، وَهُمَا يَقُولاَنِ :
مَا طَلَبْنَا إِلاَّ مُنَابَذَتَهُمْ ، وَهُمْ يُنَاشِدُونَهُمَ اللَّهَ .
3- فَمَكَثُوا سَاعَةً ، ثُمَّ انْصَرَفُوا إِلَى الْكُوفَةِ كَأَنَّهُ يَوْمُ
أَضْحَى ، أَوْ يَوْمُ فِطْرٍ ، وَكَانَ عَلِيٌّ يُحَدِّثُنَا قَبْلَ ذَلِكَ ،
إِنَّ قَوْمًا يَخْرُجُونَ مِنَ الإِسْلاَم ، يَمْرُقُونَ مِنْهُ كَمَا يَمْرُقُ
السَّهْمُ مِنَ الرَّمْيَةِ ، عَلاَمَتُهُمْ رَجُلٌ مُخْدَجُ الْيَدِ ، قَالَ :
فَسَمِعْت ذَلِكَ مِنْهُ مِرَارًا كَثِيرَةً ، قَالَ : وَسَمِعَهُ نَافِعٌ :
الْمُخْدَج أَيْضًا ، حَتَّى رَأَيْته يَتَكَرَّهُ طَعَامَهُ مِنْ كَثْرَةِ مَا
سَمِعَهُ مِنْهُ ، قَالَ : وَكَانَ نَافِعٌ مَعَنا فِي الْمَسْجِدِ يُصَلِّي فِيهِ
بِالنَّهَارِ ، وَيَبِيتُ فِيهِ بِاللَّيْلِ ، وَقَدْ كَسَوْته بُرْنُسًا
فَلَقِيته مِنَ الْغَدِ فَسَأَلْتُهُ : هَلْ كَانَ خَرَجَ مَعَ النَّاسُ الَّذِينَ
خَرَجُوا إِلَى حَرُورَاءَ ، قَالَ : خَرَجْت أُرِيدُهُمْ حَتَّى إِذَا بَلَغْت
إِلَى بَنِي فُلاَنٍ لَقِيَنِي صِبْيَانٌ ، فَنَزَعُوا سِلاَحِي ، فَرَجَعْت
حَتَّى إِذَا كَانَ الْحَوْلُ ، أَوْ نَحْوُهُ خَرَجَ أَهْلُ النَّهْرَوَانِ
وَسَارَ عَلِيٌّ إلَيْهِمْ ، فَلَمْ أَخْرُجْ مَعَهُ .
4- قَالَ : وَخَرَجَ أَخِي أَبُو عَبْدِ اللهِ وَمَوْلاَهُ مَعَ عَلِيٍّ ، قَالَ :
فَأَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللهِ ، أَنَّ عَلِيًّا سَارَ إلَيْهِمْ حَتَّى إِذَا
كَانَ حِذَاءَهُمْ عَلَى شَاطِئِ النَّهْرَوَانِ أَرْسَلَ إلَيْهِمْ يُنَاشِدُهُمَ
اللَّهَ وَيَأْمُرُهُمْ أَنْ يَرْجِعُوا ، فَلَمْ تَزَلْ رُسُلُهُ تَخْتَلِفُ
إلَيْهِمْ حَتَّى قَتَلُوا رَسُولَهُ ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ نَهَضَ إلَيْهِمْ
فَقَاتَلَهُمْ حَتَّى فَرَغَ مِنْهُمْ كُلِّهِمْ ، ثُمَّ أَمَرَ أَصْحَابَهُ أَنْ
يَلْتَمِسُوا الْمُخْدَجَ فَالْتَمَسُوهُ ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ : مَا نَجِدُهُ
حَيًّا ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ : مَا هُوَ فِيهِمْ ، ثُمَّ
إِنَّهُ جَاءَهُ رَجُلٌ فَبَشَّرَهُ ، فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ،
قَدْ وَاللهِ وَجَدْنَاهُ تَحْتَ قَتِيلَيْنِ فِي سَاقَيْهِ ، فَقَالَ : اقْطَعُوا
يَدَهُ الْمُخْدَجَةَ وَأْتُونِي بِهَا ، فَلَمَّا أُتِيَ بِهَا أَخَذَهَا
بِيَدِهِ ، ثُمَّ رَفَعَهَا ، ثُمَّ قَالَ : وَاللهِ مَا كَذَبْتُ وَلاَ
كُذِّبْتُ.
39083- حَدَّثَنَا شَرِيكٌ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ ، عَنْ أَبِي مُوسَى ،
أَنَّ عَلِيًّا لَمَّا أُتِيَ بِالْمُخْدَجِ سَجَدَ.
39084- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، قَالَ : حدَّثَنَا الأَعْمَشُ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ
، عَنْ حُصَيْنٍ وَكَانَ صَاحِبَ شُرْطَةِ عَلِيٍّ ، قَالَ : قَالَ عَلِيٌّ :
قَاتَلَهُمَ اللَّهُ ، أَيُّ حَدِيثٍ شَانُوا ، يَعْنِي الْخَوَارِجَ الَّذِينَ
قَتَل.
39085- حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ ، عَنِ الأَجْلَحِ ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ
كُهَيْلٍ ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ نَمِرٍ ، قَالَ : بَيْنَا أَنَا فِي الْجُمُعَةِ ، وَعَلِيُّ
بْنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَى الْمِنْبَرِ إذْ قَامَ رَجُلٌ ، فَقَالَ : لاَ حُكْمَ
إِلاَّ لِلَّهِ ، ثُمَّ قَامَ آخَرُ ، فَقَالَ : لاَ حُكْمَ إِلاَّ لِلَّهِ ،
ثُمَّ قَامُوا مِنْ نَوَاحِي الْمَسْجِدِ يُحَكِّمُونَ اللَّهَ فَأَشَارَ
عَلَيْهِمْ بِيَدِهِ : اجْلِسُوا ، نَعَمْ لاَ حُكْمَ إِلاَّ لِلَّهِ ، كَلِمَةُ
حَقٍّ يُبْتَغَى بِهَا بَاطِلٌ ، حُكْمُ اللهِ يُنْتَظَرُ فِيكُمْ ، الآنَ لَكُمْ
عِنْدِي ثَلاَثُ خِلاَلٍ مَا كُنْتُمْ مَعَنَا ، لَنْ نَمْنَعُكُمْ مَسَاجِدَ
اللهِ أَنْ يُذْكُرَ فِيهَا اسْمُهُ ، وَلاَ نَمْنَعُكُمْ فَيْئًا مَا كَانَتْ
أَيْدِيكُمْ مَعَ أَيْدِينَا ، وَلاَ نُقَاتِلُكُمْ حَتَّى تُقَاتِلُونَا ، ثُمَّ
أَخَذَ فِي خُطْبَتِهِ.
39086- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ ، قَالَ : حدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ
الْعَزِيزِ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ حُسَيلِ بْنِ سَعْدِ بْنِ حُذَيْفَةَ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا حَبِيبُ أَبُو الْحَسَنِ الْعَبْسِيُّ ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ ،
قَالَ : دَخَلَ رَجُلٌ الْمَسْجِدَ ، فقَالَ : لاَ حُكْمَ إِلاَّ لِلَّهِ ، ثُمَّ
قَالَ آخَرُ : لاَ حُكْمَ إِلاَّ لِلَّهِ ، قَالَ : فَقَالَ عَلِيٌّ : لاَ حُكْمَ
إِلاَّ لِلَّهِ {إنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ وَلاَ يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لاَ
يُوقِنُونَ} فَمَا تَدْرُونَ مَا يَقُولُ هَؤُلاَءِ يَقُولُونَ : لاَ إمَارَةَ ،
أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّهُ لاَ يُصْلِحُكُمْ إِلاَّ أَمِيرٌ بَرٌّ ، أَوْ
فَاجِرٌ ، قَالُوا : هَذَا الْبَرُّ قَدْ عَرَفْنَاهُ ، فَمَا بَالُ الْفَاجِرِ ،
فَقَالَ : يَعْمَلُ الْمُؤْمِنُ وَيُمْلَى لِلْفَاجِرِ ، وَيُبَلِّغُ اللَّهُ
الأَجَلَ ، وَتَأْمَنُ سُبُلَكُمْ ، وَتَقُومَ أَسْوَاقُكُمْ ، وَيُقسمُ
فَيْؤُكُمْ وَيُجَاهَدُ عَدُوُّكُمْ وَيُؤْخَذُ للضَّعِيفِ مِنَ الْقَوِيِّ ، أَوَ
قَالَ : مِنَ الشَّدِيدِ مِنْكُمْ.
39087- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ ، قَالَ : حدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ
الْعَزِيزِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ رَاشِدٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ،
عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَالضَّحَّاكُ بْنُ قَيْسٍ ، عَنْ
أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، قَالَ : بَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم
يَقْسِمُ مَغْنَمًا يَوْمَ حنين ، فَأَتَاهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ يُقَالُ
لَهُ ذُو الْخُوَيْصِرَةِ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، اعْدِلْ ، فَقَالَ :
هَاكَ لَقَدْ خِبْت وَخَسِرْت إِنْ لَمْ أَعْدِلْ ، فَقَالَ عُمَرُ : دَعْنِي يَا
رَسُولَ اللهِ أَقْتُلُهُ ، فَقَالَ : لاَ ، إِنَّ لِهَذَا أَصْحَابًا يَخْرُجُونَ
عِنْدَ اخْتِلاَفٍ مِنَ النَّاسِ ، يَقْرَؤُونَ الْقُرْآنَ لاَ يُجَاوِزُ
حَنَاجِرَهُمْ ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ
الرَّمِيَّةِ ، تَحْقِرُونِ صَلاَتَكُمْ مَعَ صَلاَتِهِمْ وَصِيَامَكُمْ مَعَ
صِيَامِهِمْ ، آيَتُهُمْ رَجُلٌ مِنْهُمْ كَأَنَّ يَدَهُ ثَدْيُ الْمَرْأَةِ ،
وَكَأَنَّهَا بَضْعَةٌ تَدَرْدَرُ ، قَالَ : فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ : فَسَمْعُ
أُذُنِي مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ حُنَيْنٍ وَبَصَرَ عَيْنِي
مَعَ عَلِيٍّ حِينَ قَتَلَهُمْ ، ثُمَّ اسْتَخْرَجَهُ فَنَظَرْتُ إلَيْهِ.
39088- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، قَالَ : حدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ،
قَالَ : حَدَّثَنَا مُجَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ زوذي أَبِي
كَثِيرَةَ ، قَالَ : خَطَبَنَا عَلِيٌّ يَوْمًا ، فَقَامَ الْخَوَارِجُ فَقَطَعُوا
عَلَيْهِ كَلاَمُهُ ، قَالَ : فَنَزَلَ فَدَخَلَ وَدَخَلْنَا مَعَهُ ، فَقَالَ :
أَلاَ إنِّي إنَّمَا أُكِلْت يَوْمَ أُكِلَ الثَّوْرُ الأَبْيَضُ ، ثُمَّ قَالَ :
مَثَلِي مَثَلُ ثَلاَثَةِ أَثْوَارٍ وَأَسَدٍ
اجْتَمَعْن فِي أَجَمَةٍ : أَبْيَضَ وَأَحْمَرَ وَأَسْوَدَ ، فَكَانَ إِذَا
أَرَادَ شَيْئًا مِنْهُنَّ اجْتَمَعْن ، فَامْتَنَعَنْ مِنْهُ ، فَقَالَ
لِلأَحْمَرِ وَالأَسْوَدِ : إِنَّهُ لاَ يَفْضَحُنَا فِي أَجَمَتِنَا هَذِهِ
إِلاَّ مَكَانُ هَذَا الأَبْيَضِ ، فَخَلِّيَا بَيْنِي وَبَيْنَهُ حَتَّى آكُلَهُ
، ثُمَّ أَخْلُو أَنَا وَأَنْتُمَا فِي هَذِهِ الأَجَمَةِ ، فَلَوْنُكُمَا عَلَى
لَوْنِي وَلَوْنِي عَلَى لَوْنِكُمَا قَالَ : فَفَعَلاَ قَالَ : فَوَثَبَ عَلَيْهِ
فَلَمْ يُلْبِثْهُ أَنْ قَتَلَهُ .
2- قَالَ : فَكَانَ إِذَا أَرَادَ أَحَدُهُمَا اجْتَمَعَا ، فَامْتَنَعَا مِنْهُ ،
فَقَالَ لِلأَحْمَرِ : يَا أَحْمَرُ ، إِنَّهُ لاَ يُشْهِرُنَا فِي أَجَمَتِنَا
هَذِهِ إِلاَّ مَكَانُ هَذَا الأَسْوَد ، فَخَلِّ بَيْنِي وَبَيْنَهُ حَتَّى
آكُلَهُ ، ثُمَّ أَخْلُو أَنَا وَأَنْتَ ، فَلَوْنِي عَلَى لَوْنِكَ وَلَوْنُك
عَلَى لَوْنِي ، قَالَ : فَأَمْسَكَ عَنْهُ فَوَثَبَ عَلَيْهِ فَلَمْ يُلْبِثْهُ
أَنْ قَتَلَهُ .
3- ثُمَّ لَبِثَ مَا شَاءَ اللَّهُ ، ثُمَّ قَالَ لِلأَحْمَرِ : يَا أَحْمَرُ ،
إنِّي آكُلُك ، قَالَ : تَأْكُلُنِي ، قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : إِمَّا لاَ
فَدَعَنْي حَتَّى أُصَوِّتَ ثَلاَثَةَ أَصْوَاتٍ ، ثُمَّ شَأْنُك بِي ، قَالَ :
فَقَالَ : أَلاَ إنِّي إنَّمَا أُكِلْت يَوْمَ أُكِلَ الثَّوْرُ الأَبْيَضُ ،
قَالَ : ثُمَّ قَالَ عَلِيٌّ : أَلاَ وَإِنِّي إنَّمَا وَهَنْتُ يَوْمَ قُتِلَ
عُثْمَان.
39089- حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ ، عَنْ إسْمَاعِيلَ بْنِ سُمَيْعٍ ، عَنِ
الْحَكَمِ ، قَالَ : خَمَّسَ عَلِيٌّ أَهْلَ النَّهْرِ.
39090- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، عَنِ الْحَجَّاجِ ، عَنِ الْحَكَمِ ،
أَنَّ عَلِيًّا قَسَمَ بَيْنَ أَصْحَابِهِ رَقِيقَ أَهْلِ النَّهَرِ وَمَتَاعَهُمْ
كُلَّهُ.
39091- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ شَبِيبِ بْنِ غَرْقَدَةَ ،
عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ ، قَالَ : سَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ ، عَنْ أَمْوَالِ
الْخَوَارِجِ ، فقَالَ : لَيْسَ فِيهَا غَنِيمَةٌ وَلاَ غُلُولٌ.
========================
ج43.
كتاب : مُصنف ابن أبي شيبة
المصنف : أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي شيبة العبسي الكوفي
39092- حَدَّثَنَا ابْنُ إدْرِيسَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، قَالَ : فَزَعَ
الْمَسْجِدُ حِينَ أُصِيبَ أَهْلُ النَّهْرِ.
39093- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا الْعَوَّامُ بْنُ
حَوْشَبٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي
اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ فِي قِتَالِ الْخَوَارِجِ : لَهُوَ أَحَبُّ إلَيَّ مِنْ
قَتْلِ الدَّيْلَمِ.
39094- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ أَنَا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ ، عَنِ
الشَّيْبَانِيِّ ، عَنْ أُسَيْرِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ ، عَنِ
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ : يَتِيهُ قَوْمٌ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ
مُحَلَّقَةٌ رُؤُوسُهُمْ.
39095- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ ، قَالَ : حدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ،
عَنِ ابْنِ عَوْنٍ ، عَنِ الْحَسَنِ ، قَالَ : لَمَّا مَنَعَ عَلِيٌّ
الْحَكَمَيْنِ ، قَالَ أَهْلُ الْحَرُورَاءِ : مَا تُرِيدُ أَنْ نُجَامِعَ
لِهَؤُلاَءِ ، فَخَرَجُوا فَأَتَاهُمْ إبْلِيسُ ، فَقَالَ : أَيْنَ كَانَ
هَؤُلاَءِ الْقَوْمُ الَّذِينَ فَارَقْنَا مُسْلِمِينَ لَبِئْسَ الرَّأْيُ
رَأْيُنَا ، وَلَئِنْ كَانُوا كُفَّارًا لَيَنْبَغِي لَنَا أَنْ نتناولهم ، قَالَ
الْحَسَنُ : فَوَثَبَ عَلَيْهِمْ أَبُو الْحَسَنِ فَجَذَّهُمْ جَذًّا.
39096- حَدَّثَنَا شَبَابَةُ ، عَنِ الْهُذَيْلِ بْنِ بِلاَلٍ ، قَالَ : كُنْتُ
عِنْدَ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ ، فَأَتَاهُ رَجُلٌ ، فَقَالَ : إِنَّ عِنْدِي
غُلاَمًا لِي أُرِيدُ بَيْعَهُ ، قَدْ أُعْطِيتُ بِهِ سِتَّ مِئَةِ دِرْهَمٍ ،
وَقَدْ أَعْطَانِي بِهِ الْخَوَارِجُ ، ثَمَانَ مِئَةٍ ، أَفَأَبِيعُهُ مِنْهُمْ ؟
قَالَ : كُنْتُ بَائِعَهُ مِنْ يَهُودِيٍّ ، أَوْ نَصْرَانِيٍّ ؟ قَالَ : لاَ ،
قَالَ : فَلاَ تَبِعْهُ مِنْهُمْ.
39097- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ , حَدَّثَنَا مُفَضَّل بْنُ مُهَلْهِلٍ ،
عَنِ الشَّيْبَانِيِّ ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ ، عنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ ،
قَالَ : كُنْتُ عِنْدَ عَلِي ، فَسُئِلَ عَنْ أَهْلِ النَّهَرِ أمُشْرِكُونَ هم ؟
قَالَ : مِنَ الشِّرْكِ فَرُّوا ، قِيلَ : فَمُنَافِقُونَ هُمْ ؟ قَالَ : إِنَّ
الْمُنَافِقِينَ لاَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلاَّ قَلِيلاً ، قِيلَ لَهُ : فَمَا
هُمْ ، قَالَ : قَوْمٌ بَغَوْا عَلَيْنَا.
39098- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ قَالَ : حَدَّثَنَا مُفَضَّل ، عَنْ أَبِي
إِسْحَاقَ ، عَنْ عَرْفَجَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : لَمَّا جِيءَ عَلِيٌّ بِمَا
فِي عَسْكَرِ أَهْلِ النَّهَرِ ، قَالَ : مَنْ عَرَفَ شَيْئًا فَلْيَأْخُذْهُ ،
قَالَ : فَأَخَذُوهُ إِلاَّ قِدْرًا ، قَالَ : ثُمَّ رَأَيْتهَا بَعْدُ قَدْ
أُخِذَتْ.
12,796
💚المصـ 520.. أرشيف المدونة الإلكترونية
الأحاديث الصحيحة فى الطلاق وبيان عدم احتساب التطل...
اسماء الله الحسني من موقع صح
قواعد غائبة عن الناس في أحكام الطلاق
.
قواعد غائبة عن الناس في أحكام الطلاق
أسباب انقطاع الطمث أو الحيض عند النساء
الدين القيم
كتاب الطلاق من البخاري وتحقيق الخلافات بين الرواه
معني الإحصاء من لغة العرب ومن آيات القرآن
كتاب سلسلة الذهب لابن حجر العسقلاني
الدليل علي أن حادثة طلاق فاطمة بنت قيس قد وقعت أثن...
فاطمة بنت قيس وقصة طلاقها وبيان أنه كان علي قاعدة ...
فاطمة بنت قيس وبيان موقع طلاقها من سورة البقرة وكي...
ملخص تشريعات احكام الطلاق
فهرست كتاب الطلاق من كتاب النسائي
باب إحلال المطلقة ثلاثا والنكاح الذي يحلها به
فقرات ذات صلة بموضوع: نكاح المحلل
رفاعة بن سموأل القرظي وسهيمة امرأة رفاعة القرظي
مدار حديث التيس المستعار علي مشرح بن هاعان أبي مصع...
الرحيق المختوم في سيرة نبي الله محمد صلي الله عليه...
مصحف الشمرلي الملون كله%
إذا كنت طلقت امرأتك فراجع طلاقك لها ودقق فيه !!+مع...
الدلائل القاطعة علي نزول سورة الطلاق متراخية عن سو...
. مقدمة المدون المحقق وقول الله تعالي {{لا تدري ...
تحقيق روايات عبد الله بن عمر في حادثة طلاقه لإمرأته
.الكتاب 3. {يضم كل شيئ عن الطلاق للعدة وهو تحت الا...
.ماذا سيعطي النساء في الجنة هل لهن حور عين علي غرا...
.تأثير النفير علي الكائنات
روايات حديث عبد الله بن عمر المضطربة وبيان صحة روا...
.** الفرق في تشريعات الطلاق بين سورة الطلاق و سورة...
.اضف موقعك لـ 150 محرك بحث
روايات حديث عبد الله بن عمر المضطربة وبيان صحة روا...
.مقارنة مستوفاة بين أحكام سورة البقرة 2هــ وبين أح...
اضف موقعك الي جوجل وبنج وياهو
.
آية الطلاق للعدة بسورة الطلاق نسخت آية الطلاق بسور...
^ مغزي قول الله تعالي(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَ...
..انتهاء مسمي الطلاق الرجعي بعد نزول سورة الطلاق ف...
اثبات النسخ بين سورتي البقرة2هـ والطلاق5هـ في أحكا...
.الصفات العامة للخلع
اثبات النسخ بين سورتي البقرة2هـ والطلاق5هـ في أحكا...
112 تحقبـــــــــــــــــــــق حديث من قال لا اله ...
مدونة الطلا س وج
الجزء الثاني ( أحكام الطلاق وورد ) الجزء الثاني من...
الجدول في نصوص الشرع
رفع العتاب والملام عمن قال العمل بالضعيف اختيارا .
ج1.كتاب : مُصنف ابن أبي شيبة المصنف : أبو بكر عبد ...
ج2. كتاب : مُصنف ابن أبي شيبة المصنف : أبو بكر عبد...
ج3. كتاب مُصنف ابن أبي شيبة أبو بكر عبد الله بن مح...
ج4.كتاب مُصنف ابن أبي شيبة المصنف : أبو بكر عبد ال...
ج5. كتاب مُصنف ابن أبي شيبة المصنف : أبو بكر عبد ا...
ج6.وج7وج8.كتاب مُصنف ابن أبي شيبة المصنف أبو بكر ع...
ج9 وج10 وج11.كتاب : مُصنف ابن أبي شيبة المصنف : أب...
ج12وج13وح14.كتاب مُصنف ابن أبي شيبة المصنف : أبو ب...
ج15وج16وج17.كتاب : مُصنف ابن أبي شيبة المصنف : أبو...
ج18وج19وج20.} كتاب مُصنف ابن أبي شيبة {من 18250.ال...
ج21وج22وج23. كتاب مُصنف ابن أبي شيبة{من21434 الي24...
ج24وج25وج26.كتاب مُصنف ابن أبي شيبة {من24479 الي 2...
ج27وج28وج29.
ج30وج31وج32.كتاب مُصنف ابن أبي شيبة {من 30324 الي3...
ج33وج34وج35. . كتاب مُصنف ابن أبي شيبة {من 32542. ...
ج36وج37وج38.كتاب مُصنف ابن أبي شيبة{من 34640 الي37...
ج39وج40وج41. كتاب مُصنف ابن أبي شيبة{من37245 الي38...
ج42وج43.كتاب مُصنف ابن أبي شيبة{من38637 الي 39098.}
120.ابو بكر بن ابي شيبة المصنف
النسائي وابن ابي شيبة /ج1.كتاب : مُصنف ابن أبي شيبة المصنف : أبو بكر عبد ... /ج2. كتاب : مُصنف ابن أبي شيبة المصنف : أبو بكر عبد... /ج3. كتاب مُصنف ابن أبي شيبة أبو بكر عبد الله بن مح... /ج4.كتاب مُصنف ابن أبي شيبة المصنف : أبو بكر عبد ال... /ج5. كتاب مُصنف ابن أبي شيبة المصنف : أبو بكر عبد ا... /ج6.وج7وج8.كتاب مُصنف ابن أبي شيبة المصنف أبو بكر ع... /ج9 وج10 وج11.كتاب : مُصنف ابن أبي شيبة المصنف : أب... /ج12وج13وح14.كتاب مُصنف ابن أبي شيبة المصنف : أبو ب... /ج15وج16وج17.كتاب : مُصنف ابن أبي شيبة المصنف : أبو... /ج18وج19وج20.} كتاب مُصنف ابن أبي شيبة {من 18250.ال... /ج21وج22وج23. كتاب مُصنف ابن أبي /شيبة{من21434 الي24... /ج24وج25وج26.كتاب مُصنف ابن أبي شيبة {من24479 الي 2... /ج27وج28وج29.كتاب /مُصنف ابن أبي شيبة{من 27623 الي30... /ج30وج31وج32.كتاب مُصنف ابن أبي شيبة {من 30324 الي3... /ج33وج34وج35. . كتاب مُصنف ابن أبي شيبة {من 32542. ... /ج36وج37وج38.كتاب مُصنف ابن أبي شيبة{من 34640 الي37... /ج39وج40وج41. كتاب مُصنف ابن أبي شيبة{من37245 الي38... /ج42وج43.كتاب مُصنف ابن أبي شيبة{من38637 الي 39098.}
88. دليل المدونة المنسق
*الأحاديث الصحيحة فى الطلاق وبيان عدم احتساب التطل...
اسماء الله الحسني من موقع صح
.
قواعد غائبة عن الناس في أحكام الطلاق
أسباب انقطاع الطمث أو الحيض عند النساء
الدين القيم
كتاب الطلاق من البخاري وتحقيق الخلافات بين الرواه
معني الإحصاء من لغة العرب ومن آيات القرآن
كتاب سلسلة الذهب لابن حجر العسقلاني
الدليل علي أن حادثة طلاق فاطمة بنت قيس قد وقعت أثن...
فاطمة بنت قيس وقصة طلاقها وبيان أنه كان علي قاعدة ...
فاطمة بنت قيس وبيان موقع طلاقها من سورة البقرة وكي...
ملخص تشريعات احكام الطلاق
فهرست كتاب الطلاق من كتاب النسائي
باب إحلال المطلقة ثلاثا والنكاح الذي يحلها به
فقرات ذات صلة بموضوع: نكاح المحلل
رفاعة بن سموأل القرظي وسهيمة امرأة رفاعة القرظي
مدار حديث التيس المستعار علي مشرح بن هاعان أبي مصع...
مصحف الشمرلي الملون
الرحيق المختوم في سيرة نبي الله محمد صلي الله عليه...
الرحيق المختوم في سيرة نبي الله محمد صلي الله عليه...
مصحف الشمرلي الملون كله%
الفرق في أحكام الطلاق المنزلة بين سورتي الطلاق(...
روابط مدونات الطلاق للعدة
سورة الطلاق الجامعة المانعة لأحكام الطلاق ومغزي قو...
إذا كنت طلقت امرأتك فراجع طلاقك لها ودقق فيه !!+مع...
الدلائل القاطعة علي نزول سورة الطلاق متراخية عن سو...
.
تحقيق روايات عبد الله بن عمر في حادثة طلاقه لإمرأته
.
.
روايات حديث عبد الله بن عمر المضطربة وبيان صحة روا...
.
.اضف موقعك لـ 150 محرك بحث
.
اضف موقعك الي جوجل وبنج وياهو
.
آية الطلاق للعدة بسورة الطلاق نسخت آية الطلاق بسور...
^ مغزي قول الله تعالي(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَ...
..
الأدلة اليقينية علي نزولِ سورةِ الطَّلاق.5هـ مُتَ...
اثبات النسخ بين سورتي البقرة2هـ والطلاق5هـ في أحكا...
.
.جامع روابط مواقع الطلاق للعدة 5
لماذا نزل من القرآن الكريم ما نسخ حكمه وبقي رسمة+ج...
ملاحظات مهمة جدا في أحكام الطلاق بين سورتي الطلاق(...
جدول روابط الطلاق
صلوا كما رأيتموني أصلي
2.صلوا كما رأيتموني أصلي **
3
دليل المدونة
المصحفُ مكتوباً بصيغة وورد1
22
الطلاق للعدة س وج
قول لا اله الا الله لا تكفي لدخول الجنة الا مع الش...
111. تحيــــق حديث من قال لا اله الا الله دخل الجنة
112 تحقبـــــــــــــــــــــق حديث من قال لا اله ...
مدونة الطلا س وج
الجزء الأول من سؤال وجواب في الطلاق ج 1.
الجزء الثاني ( أحكام الطلاق وورد ) الجزء الثاني من...
الجدول في نصوص الشرع
رفع العتاب والملام عمن قال العمل بالضعيف اختيارا ...
المسيح الدجال ليس خوارق لكن دجل وكذب
روابط مواقع مهمة
مدونات البريد
الطلاق للعدة س وج*/ مدونة القرآن الكريم مكتوبا آية آية/ طلاق سورة الطلاق اعجاز وضعه الله في حرف*الجنة ونعيمها والقبر وما فيه
https://hhh71.blogspot.com/2021/11/blog-post.html
الجنة ونعيمها https://alfetanandalashraaatalsaah.blogspot.com/
الطلاق س و ج https://altalaklledhqandansur.blogspot.com/
القران مكتوبا ابة أية https://qqqkareemayhayh.blogspot.com/
دليل المدونة
مصحف520
*الأحاديث الصحيحة فى الطلاق وبيان عدم احتساب التطل...
اسماء الله الحسني من موقع صح
قواعد غائبة عن الناس في أحكام الطلاق
أسباب انقطاع الطمث أو الحيض عند النساء
الدين القيم
كتاب الطلاق من البخاري وتحقيق الخلافات بين الرواه...
معني الإحصاء من لغة العرب ومن آيات القرآن
كتاب سلسلة الذهب لابن حجر العسقلاني
الدليل علي أن حادثة طلاق فاطمة بنت قيس قد وقعت أثن...
فاطمة بنت قيس وقصة طلاقها وبيان أنه كان علي قاعدة ...
فاطمة بنت قيس وبيان موقع طلاقها من سورة البقرة وكي...
ملخص تشريعات احكام الطلاق بين سورة البقرة وسورة ال...
فهرست كتاب الطلاق من كتاب النسائي
باب إحلال المطلقة ثلاثا والنكاح الذي يحلها به
فقرات ذات صلة بموضوع: نكاح المحلل
رفاعة بن سموأل القرظي وسهيمة امرأة رفاعة القرظي
مدار حديث التيس المستعار علي مشرح بن هاعان أبي مصع...
مصحف الشمرلي الملون
الرحيق المختوم في سيرة نبي الله محمد صلي الله عليه...
الرحيق المختوم في سيرة نبي الله محمد صلي الله عليه...
مصحف الشمرلي الملون كله%
الفرق في أحكام الطلاق المنزلة بين سورتي الطلاق(...
روابط مدونات الطلاق للعدة
سورة الطلاق الجامعة المانعة لأحكام الطلاق ومغزي قو...
إذا كنت طلقت امرأتك فراجع طلاقك لها ودقق فيه !!+مع...
الدلائل القاطعة علي نزول سورة الطلاق متراخية عن سو...
تحقيق روايات عبد الله بن عمر في حادثة طلاقه لإمرأت...
روايات حديث عبد الله بن عمر المضطربة وبيان صحة روا...
.اضف موقعك لـ 150 محرك بحث
اضف موقعك الي جوجل وبنج وياهو
آية الطلاق للعدة بسورة الطلاق نسخت آية الطلاق بسور...
مغزي قول الله تعالي(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَ...
الأدلة اليقينية علي نزولِ سورةِ الطَّلاق.5هـ مُتَ...
اثبات النسخ بين سورتي البقرة2هـ والطلاق5هـ في أحكا...
لماذا نزل من القرآن الكريم ما نسخ حكمه وبقي رسمة+ج...
.جامع روابط مواقع الطلاق للعدة 5
ملاحظات مهمة جدا في أحكام الطلاق بين سورتي الطلاق(...
جدول روابط الطلاق
صلوا كما رأيتموني أصلي
2.صلوا كما رأيتموني أصلي
موقع صحابة رسول الله صلي الله عليه وسلم
موقع برامج مجانية
موقع صح للبرامج
أرشيف المدونة اضغط السهم المتجه شمالا
1-سورة الفاتحة و 2-سورة البقرة
2-سورة البقرة واياتها 286
3- سورة آل عمران وآياتها 200
4- سورة النساء واياتها-176
5-سورة المائدة وعدد آياتها 120
سورة الأنعام رقم 6 - واياتها 156-
7-سورة الأعراف وآياتها206
8-سورة الأنفال 75 آية
9-سورة التوبة 129 آية
10- سورة يونس وآياتها 109 آية
موسوعة نور الحق تحتوي المصحف مكتوب
11-سورة هود وآياتها 123 آية
12-سورة يوسف وآياتها 111 آية
13-سورة الرعد وآيتها 43 آية
14-سورة إبراهيم واياتها 52
15-سورة الحجر واياتها 99
15-سورة الحجر واياتها 99
سورة النحل رقم 16
17- سورة الاسراء وآيتها 111 آية
سورة الكهف رقم 18 واياتها 110
19- سورة مريم واياتها وآياتها 98 آية
سورة طه رقم 20 وآياتها 135 آية
سورة الأنبياء رقم 21
سورة الحج رقم22 وآياتها78
سورة المؤمنون /23
سورة النور رقم 24 واياتها 64
سورة الفرقان /25
26- سورة الشعراء وآيتها 227 آية
سورة النمل 27/ 93
سورة القصص 28 / 88
29- سورة العنكبوت وآيتها 69 آية
سورة الروم 30 / 60
31- سورة لقمان وآياتها34 آية
سورة السجدة 32 / 30
سورة الأحزاب 33 / 73
سورة سبأ 34 / 54
سورة فاطر 35 / 45
سورة يس 36 / 83
37- سورة الصافات آياتها 182آية
سورة ص 38 / 88
39- سورة الزمر وآياتها 75 آية
سورة غافر 40 سورة رقم 85 واياتها
سورة فصلت سورة رقم 41- واياتها 54
سورة الشورى رقم 42 واياتها 53
سورة الزخرف سورة رقم 43 واياتها89
سورة الدخان رقم 44 واياتها 59
سورة الجاثية سورة رقم 45 واياتها 37
سورة الأحقاف سورة رقم 46 واياتها 35
سورة محمد سورة رقم 47 واياتها 38
سورة الفتح سورة رقم 48 واياتها 29
سورة الحجرات سورة رقم 49 واياتها 18
سورة ق سورة رقم 50 واياتها 45
سورة الذاريات رقم 51 واياتها 60
سورة الطور رقم 52 واياتها 49
53-سورة النجم واياتها 62
سورة القمر رقم 54 واياتها 55
سورة الرحمن رقم 55 واياتها 78
سورة الواقعة رقم 56 واياتها 96
سورة الحديد رقم 57 واياتها 29
سورة المجادلة رقم 58 واياتها 22
سورة الحشر رقم 59 واياتها 24
سورة الممتحنة رقم 60 واياتها 13
سورة الصف رقم 61 واياتها 14
61-سورة الصف-واياتها 14
سورة الجمعة رقم 62 واياتها 11
سورة المنافقون رقم 63 واياتها 11
سورة المنافقون رقم 63 واياتها 11
63-سورة المنافقون واياتها11
سورة التغابن رقم 64 واياتها 18
▼ مايو (87)
65-سورة الطلاق واياتها 12
66-سورة التحريم واياتها 12
67-سورة الملك واياتها 30
68-سورة القلم واياتها 52
69-سورة الحاقة واياتها52
70-سورة المعارج واياتها 44
71-سورة نوح واياتها 28
72-سورة الجن وآياتها 28
73-سورة المزّمِّل واياتها 20
74-سورة المدّثر واياتها56
75-سورة القيامة وآياتها40
76-سورة الإنسان واياتها31
77-سورة المرسلات واياتها50
--------------------------------
78-سورة النبأ واياتها40
79-سورة النازعات واياتها 46
80-سورة عبس واياتها 42
81-سورة التكوير واياتها 29
82-سورة الإنفطار واياتها 19
83-سورة المطففين واياتها 36
سورة الانشقاق رقم 84 واياتها 25
سورة البروج رقم 85 واياتها 22
86-سورة الطارق واياتها 17
87-سورة الأعلى واياتها 19.
سورة الغاشية رقم 88 واياتها 62
89-سورة الفجر واياتها 30
90-سورة البلد واياتها 20
سورة الشمس رقم 91 واياتها 15
92-سورة الليل واياتها 21
93-سورة الضحى واياتها 11
94-سورة الشرح واياتها 8
95-سورة التين وآياتها 8
سورة العلق رقم 96 اياتها 19
من سورة العلق (96) وحتي سورة الناس (114)
من سورة أول سورة البقرة حتي آخر سورة المائدة
من أول سورة 6-الأنعام إلي 12- آخر سورة ايوسف
13- سورة الرعد الي آخر سورة 28- سورة القصص
من أول 29- سورة العنكبوت إلي آخر 42- سورة الشورى
من أول 43- سورة الزخرف إلي آخر 114- سورة الناس
تحميلات برامج المصاحف والقرآن الكريم
سورة التكاثر،آياتها8
1- حمل المصحف العثماني توصيفه - تاريخه
2- المصحف الشريف
3- المصحف الشريف - بالرسم الإملائي
4- حمل برنامج المصحف الرقمي
5- حمل برنامج مصحف نوف
6- حمل المصحف الشريف ( مصوراً ) باوربوينت
7- حمل مصحف مثمن برواية ورش بصيغة وورد
8- حمل القرآن الكريم وترجمة معانيه إلى اللغة الإنج...
9- حمل القرآن الكريم بالعربية والإنجليزية مع القر...
10- حمل القرآن الكريم (خط مغربي - ملون)
11- القرآن الكريم وترجمة معانيه إلى اللغة الفرنسي...
12- المصحف الشريف - طبعة الشمرلي
13- حمل مصحف التجويد الملون
14- حمل مصحف الصحابة في القراءات العشر المتواترة م...
15- حمل مصحف القيام - وبهامشه التقسيم الموضوعي
16- مصحف المدينة المنورة للنشر الحاسوبي
تحميلات المصاحف
ترتيب سور القرآن الحكيم حسب نزولها تاريخيا:***
سورة العلق رقم 96 اياتها 19
سورة القدر رقم 97 واياتها 5
سورة البينة رقم 98 واياتها 8
سورة الزلزلة رقم واياتها 8
سورة العاديات رقم 100 واياتها 11
سورة القارعة رقم 101 واياتها11
سورة التكاثر رقم 102 واياتها 8
سورة العصر رقم 103 واياتها 3
سورة الهُمَزَة رقم 104 واياتها 9
سورة الفيل رقم 105 واياتها 5
سورة قريش رقم 106 واياتها 4
سورة الماعون رقم 107 واياتها 7
سورة الكوثر رقم 108 واياتها 3
سورة التكاثر آيتها8
سورة الكافرون رقم 109 واياتها 6
سورة النصر رقم 110 واياتها 3
سورة المسد رقم 111 واياتها 5
سورة الإخلاص رقم 112 واياتها 4
113-سورة الفلق واياتها 5
سورة الناس رقم 114 واياتها 6
سورة الزمر رقم 39 واياتها 75
ترتيب سور القرآن الكريم حسب نزولها تاريخيا
ترتيب سور القرآن الكريم حسب تاريخ نزولها-
ترتيب سور القرآن الكريم حسب تاريخ نزولها-
ترجمة سورة الفاتحة AL-FATIHA
حديقة
توبة قبل الممات
حديقة 3
جمع القرآن الكريم وتدوينه
من هم قتلة عثمان ولماذا قتلوه؟ ماذا فعل الإمام عل...
حمل القرآن الكريم بالعربية والإنجليزية - و برنامج...
المصحف وورد
سورة العلق رقم 96 اياتها 19 سورة القلم رقم 68 وايا...
صور المصحف المكتوب
سورة الفاتحة -1 ( الآيات7 ( سورة البقرة رقم 2 ...
1111111111
مواقع قرآنية وفهرست برنامج نص القرآن الكريم
حمل برنامج نص القرآن الاصدار الثالث 3.0 (القرآن و...
مواقع القرآن الكريم 1
تمتع بالمصاحف التالية :الجامع والفلاشي
تحميل برنامج quran_winxp.zip ومواقع القرآن الكريم
برامج القرآن الكريم بروابط مفعلة للنقر والتحميل ر...
برامج قرآنية رائعة اخري بروابط مفعلة للتحميل
حمل جدول بيانات القرآن الكريم.
برنامج نص القرآن الكريم
روابط للكتب الاسلامية
10حمل واستمتع ببرامج القرآن الكريم
برامج للتحميل المجّاني*-*-
أرشيف مدونة ترتيب آيات الذكر الحكيم حسب نزوله تاري...
2-سورة البقرة واياتها 286
حمل جدول بيانات وبرنامج نص القرآن وQuran_winxp
موسوعة القرآن الكريم
اسرار ترتيب القرآن
تدوين الحديث في القرنين الرابع والخامس
جمع القرآن الكريم وتدوينه :
القارئ مشاري راشد العفاسي
ما هو الفرق في تشريعي الطلاق ^ بين سورة الطلاق وسو...
ادخل الي:
* الجدول(الفرق بين أحكام الطلاق في سورة الطلاق5هـ ...
القرآن الكريم وبرامجه
القرآن الكريم وبرامجه
افتح شبكة النوادر الاسلامية
ادخل الي: رياض القرآن
المصحف 114 سورة في مدونة المصحف مكتوب آية آية ومرت...
مدونات المصحف وورد
مصحف الشمرلي الملون| &|
كيفية تفرق العباد عن موقف الحساب وما إليه أمرهم يص...
نبذة عن الناسخ والمنسوخ
^*جدول الفرق في أحكام الطلاق بين سورتي الطلاق المت...
^^ التعريف بسور القرآن الكريم
موسوعة القرآن الكريم
-----------------
الجملة الاعتراضية في القرآن
الجملة العتراضية في القرآن ^^^2
استعمالات اللام في القرآن ولغة العرب ومنها لام الب...
ترتيب النزول لآيات القرآن
علوم القرآن
نزول سورة الطلاق
دلائل نسخ آيات أحكام الطلاق بسورة الطلاق لمقابلها ...
.
همزة السلب والإزالة والنفي(الهمزات العجيبة في اللغ...
روابط مهمة في علوم القرآن*اسماء السور
روابط نزول سور القرآن الكريم
روابط تنزيل سور القرآن الكريم**
روابط دليل علوم القرآن من جمهرة العلوم
المنسوخ في القرآن الكريم /دليل مسائل الناسخ والمنس...
• كتب القراءات في القرن الثالث الهجري •
روابط موقع جمهرة العلوم
ارشيف المدونة
تنزيل كتاب سلسلة الذهب لابن حجر وجدول فروق احكام ا...
(^)جدول الفروق في أحكام الطلاق بين سورة البقرة وسو...
دليل مسائل الإيمان بالقرآن
بيان وجوب الإيمان بالقرآن الكريم
روابط مواقع آداب تلاوة القرآن
**********
////////////////////
كيفية نزول القرآن الكريم ؟
جمع القرآن وروابط مواقعه
دليل نزول القرآن وسوره وآياته
(((جدول فروق في أحكام الطلاق بين سورة البقرة وسورة...
(^%^)جدول فروق في أحكام الطلاق بين سورة البقرة وسو...
----
الله الله لا إله إلا الله محمدٌ رسول الله
دليل المدونة المبسوط
دليل مدونة المصحف مكتوب بصيغة وورد
سورة التكاثر8 آيات
المصحف حسب تاريخ النزول
^^.عرض آخر لكيف يطلق الرجل زوجنه في شريعة الإسلام ...
^^.عرض ثالث لكيف يطلق الرجل زوجنه في شريعة الإسلام...
دليل مواقع الطلاق للعدة.خلفيات*^*
عـــلاج المحسود بغسـل الحاسد وروابط مواق دفع الحسد...
ترتيب آيات الذكر تاريخيا
دليل مجدول للسور القرآنية المنزلة حسب تاريخ النزول...
احكام التجويد
&جديد جدول فروق الطلاق بين سورتي البقرة والطلاق
دليل
كيف تحصي أمة الإسلام العدة (ص114)والتي بانتهائها ي...
جدول مصطلحات الفقهاء في أحكام الطلاق بين سورتي الط...
%تحقيقات حديث عبد الله ابن عمر في حادثة طلاق امرأته
^كتاب ذكر النار للمقدسي
الفرق بين الإمساك والرجعة في أحكام الطلاق بين سورت...
روابط كتاب نقد المتن
الاعجاز المناعي للخلق
الفرق بين المـــــــوت والوفــــــــاة +روابط كتاب...
جزء من دليل المدونة
التعريف بسور القرآن
1و2و3و4و5.التجويد
نهاية العالم ويوم القيامة ودمار الكون ج1
استكمال بعد 158من نهاية العالم ويوم القيامة ودمار ...
3.نهاية العالم وقيام القيامة ودمار الكون
استكمال الفرق بين التفريق في سورة الطلاق والتسريح ...
تحقيقات مكبرة لحديث ابن عمر في حادثط طلاقه لامرأته
.
*
1.جلاء الافهام من1-100
2.جلاء الأفهام من 101 الي 200
3.جلاء الأفهام من201 الي 300
4.جلاء الأفهام من301 الي400
5.جلاء الأفهام من 401 الي 457 الآخر
نظام الطلاق في الاسلام للاستاذ أحمد محمد شاكر
دليل مدونة الطلاق للعدة
حمل المصحف بالإملائي،والتفسير والتجويد ونص القرآن
حمل المصحف الإملائي،ومصحف التفسير،ومصحف نص القرآن ...
دليل مواقع أحكام الطلاق للعدة
مكتبة وكتب للتحميل
اسكنوهن من حيث سكنتم من وجدكم
حكم طلاق الحامل هو امتناع الطلاق في الحمل وتحريمه
أن التسريح هو تفريق بعد تفريق لكن التفريق هو تفريق...
رواية محمد ابن عبد الرحمن مولي طلحة عن سالم: وتحقي...
تحريم القول بالطلاق في الحمل واثبات شذوذ رواية محم...
آخر دليل المدونة
إعادة لعرض بطلان الطلاق في الحمل لأن الله تعالي حر...
إعادة عرض(إن التسريح هو تفريق بعد تفريق لكن التفري...
قصص عن الطلاق والمطلقات
باب اللام من معجم القواعد العربية
إذْ: تأتي ظَرْفيةً ، وفجائيةً ، وتَعْلِيليّةً.
حيث وباب الحاء من معجم القواعد العربية
حمل
حادثة طلاق فاطمة بنت قيس وقعت ابان العام الثاني ه...
كيف صار الأمر في سورة الطلاق6/7 من الهجرة وتحول من...
لماذا عمَّت اسباب الإختلاف في أحكام الطلاق بين الف...
الفرق بين التسريح والتفريق في ضوء نزول سورة الطلاق...
كتاب اللامات لأبي القاسم عبد الرحمن بن اسحاق الزجاجي
دليل
فضائل ابي بكر الصديق للحافظ السيوطي
شبهات القرآنيين إعداد عثمان بن معلم محمود
*سورة الطلاق هي الجامعة المانعة في أحكام الطلاق ال...
.اسباب الاختلافات بين الفقهاء في أحكام الطلاق
معرفة علوم الحديث للحاكم النيسابوري
1.المصحف وورد
2.المصحف وورد
*معرفة علوم الحديث للحاكم النيسابوري
1.افتح المصحف وورد 2.افتح المصحف وورد
وكان من بعض العادات التي تمددت من عهد الجاهلية إلي...
ملاحظات في أحكام الطلاق بين سورتي الطلاق(5هـ تقريب...
ما هي أبواب الفقه التي أنهت وجودها سورة الطلاق الم...
التسريح هو تفريق بعد تفريق والتفريق هو إرسال بعد ت...
حادثة طلاق فاطمة بنت قيس تمت في العام الثاني الهج...
المقارنة المهمة جدا
مصطلحات الفقهاء في سورتي الطلاق والبقرة في أحكام ا...
لماذا قسم العلماء الطلاق الي سني وبدعي وهل هذه الت...
قواعد وملاحظات في أحكام الطلاق بين سورتي الطلاق(5ه...
لماذا قسم العلماء الطلاق الي سني وبدعي وهل هذا يلي...
الجمرة الخبيثة
حمى البحر الأبيض المتوسط
داء الكَلَـب،[السعار]والدفتيريا والدودة الشريطية
أمراض الكبد
أعراض الالتهاب الكبدى وإنزيمات الكبد
التهاب الكبد
التهاب الدماغ
فيروس إبشتاين ـ بار(EBV) والهربس العصبي (الحزام ال...
حُمَّى التيفوئيد ، ودواءDiloxanide
ادخل موقع التحميل
دليل مصور
أحكام الطلاق بين سورتي الطلاق(5هـ تقريبا)والبقرة(2...
محمد بن عبد الرحمن مولي طلحة 288. وماذا يعني قول ي...
الطلاق في الحمل وامتناعه وشذوذ الرواية الوحيدة له
دعاء لأبني ووالدته
الحائرون هلموا الي رحمة الله ومحكم شرعه
الي الحائرين:مصطلحات الفقهاء في سورتي الطلاق والبقرة
خصائص الأحكام في سورة الطلاق
دعاء ورجاء
المجموعات الثمانبة الوارد فيها روايات جديث عبد الل...
الجدول الدوري
التوزيع الإلكتروني في الذرة
جدول النظائر
البروتون
غاز الهيليوم
1. صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم من التكبير إل...
2. صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم من التكبير إل...
النفير والصوت
أسباب الإختلاف علي روايات حديث عبد الله بن عمر في ...
التوبة شرط في دخول الجنة
هل أفعال مسيح الدجال خوارق أم دجل باستخدام الجن وا...
هل أفعال مسيح الدجال خوارق أم دجل باستخدام الجن وا...
صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم وورد
المجموعات الثماني الوارد فيها روايات جديث عبد الله
التوزيع ا الالكتروني للذرة
الصوت والنفير رابط
خصائص الأحكام في سورة الطلاق
دعاء ورجاء
باقي أشراط الساعة دابة تخرج من الأرض رقم12 مكرر
قطيعة الرحم من علامات الساعة وما هي فتنة الأحلاس؟ ...
عناصر الحهاز المناعي ودور خلاياه
من معجم القواعد العربية للشيخ عبد الغني الدقر بَ...
معجم قواعد اللغة العربية بَابُ البــــَاء
معجم قواعد اللغة العربية بَابُ التَّاء
معجم قواعد اللغة العربية بَابُ الثَّاء
معجم قواعد اللغة العربية بابُ الجِيْم
معجم قواعد اللغة العربية بَابُ الحَاء
معجم قواعد اللغة العربية بَابُ الخَاء
معجم قواعد اللغة العربية بَابُ الذَّال
معجم قواعد اللغة العربية بابُ الدَّال
معجم قواعد اللغة العربية بَابُ الرَّاء
معجم قواعد اللغة العربية بـَابُ الـزَّاي
معجم قواعد اللغة العربية بـَابُ السِّين
معجم قواعد اللغة العربية بــَابُ الشِّـين
معجم قواعد اللغة العربية باب الصاد
معجم قواعد اللغة العربية بابُ الضَّاد
معجم قواعد اللغة العربية باب الطاء
معجم قواعد اللغة العربية بَابُ الظَّاء
معجم قواعد اللغة العربية بَابُ العَيْن
معجم قواعد اللغة العربية بَابُ الغَين
معجم قواعد اللغة العربية بَابُ الفَاء
معجم قواعد اللغة العربية بابُ القَاف
معجم قواعد اللغة العربية بَابُ الكَاف
معجم القواعد العربية باب الهَمْزَة
معجم قواعد اللغة العربية بَابُ اللاّم
معجم قواعد اللغة العربية بَــاب المِــيمْ
معجم قواعد اللغة العربية بابُ النّون
معجم قواعد اللغة العربية بَابُ الهَاء
معجم قواعد اللغة العربية باب الواو
معجم قواعد اللغة العربية بَابُ اليَاء
معجم قواعد اللغة العربية معجم الإملاء
حمل:معجم القواعد العربية.للشيخ غبد الغني الدقر
تحميلات ممتازة
معجم قواعد اللغة العربية
هل أفعال مسيح الدجال خوارق أم دجل باس...
روابط مدونات اولي ثانوي ترم 2
روابط مراجعات الصف الأول الثانوي
السحر روابط
منهج العربي اولي ثانوي ترم ثاني
المناعة وخلاياها الفاعلة
السنن الكبري للنسائي بتحقيق المصنف الاصلي
سنن النسائى الكبرى كتاب الطلاق-بطلان الطلاق في ال...
مقدمة السنن الكبري للنسائي فدمها المحقق
السنن النسائي الكبرى المؤلف : أحمد بن شعيب أبو عبد...
السنن الكبري للحافظ النسائي تحقيق ومقابلة علي المخ...
كتاب المحلي لابن حزم جزء الطلاق محققا
كل الحروق قابلة للشفاء عبد اللطيف السعيد
حمل كتاب المحلي بالآثار من المجلي بالاعتبار للحافظ...
سكان جوف الارض ادلة تثبة وجودهم
الكهوف هي مكان إقامة النيندرتال النسل المختفي من ع...
لقد وضع الله تعالي في طريق الأزواج عقبة ثقيلة وكبي...
الطلاق في صحيح البخاري
التهاب العصب التاسع
العصب البلعومي اللساني التااسع CN IX
العصب التاسع
مدونة النُخْبَةُ في شِرعَةِ الطلاق
برامج للتحميل
مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه...
اللافقاريات
اللافقاريات شعبة الحلقيات
صفات غاز الهليوم واستخداماته
أعمال الطرق والسفلتة والات العمل
اعمال الطرق
طبقات الشافعية
كيف يطلق الرجل زوجته في شرعة الإسلام إن أراد أن ي...
هندسة العمارات المعيشية
كتاب العصر الحجري
تكبير العصر الحجري
أهم أمراض الدواجن
المضادات الحيوية
انعدام الزعم بأن هناك تعارضا بين آيات القرآن إلا م...
وكذلك لو تنزل القران علي رسول الله صلي الله عليه و...
حمل كتاب امتناع الطلاق في الحمل.rar حمل موسوعة الص...
دعاء ورجاء اللهم قِني وأولادي وأهلي شرَّ ما قضيتَ ...
غزوة الخندق
كيف يكون الطلاق وما هي أحكام سورة الطلاق؟
لا تحتسب التطليقة الخاطئة كيف؟
أسكنوهن من حيث سكنتم من وجدكم ولا تضاروهن لتضيقوا ...
المصحف مرتبا حسب النزول
المصحف مرتبا حسب النزول
نصب الراية لأحاديث الهداية مع حاشيته بغية الألمعي ...
** الحائرون الملتاعون من الطلاق ونار الفراق دين ا...
** الحائرون الملتاعون من الطلاق ونار الفراق دين ا...
** الحائرون الملتاعون من الطلاق ونار الفراق دين ا...
** الحائرون الملتاعون من الطلاق ونار الفراق دين ا...
** الحائرون الملتاعون من الطلاق ونار الفراق دين ا...
/*/ الحائرون الملتاعون من الطلاق ونار الفراق دين ا...
اللهم قني وأهلي جنيعا شر ما قضيت
مدونة الطلاق.بين سورة البقرة وسورة الطلاق؟
الطلاق.بين سورة البقرة وسورة الطلاق؟ *الفرق في تش...
الطلاق.بين سورة البقرة وسورة الطلاق؟ *الفرق في تش...
أحكام ونظام الطلاق والعدة في الإسلام كيف صار الأم...
لماذا أراد الله أن يُنَزِّل القرآن منجما ومفرقا عل...
دليل المدونة
مدونة احكام الطلاق المنسوخة تبديلا
مدونة تنزيل آيات الذكر مدونة ترتيب آيات الذكر ال...
مدونة ترتيب آيات الذكر الحكيم حسب تاريخ نزوله
كيف لا تحتسب التطليقة الخاطئة وكيف؟ لا تحتسب التطل...
الترتيب التاريخي لنول سور وآيات القرآن الكريم
البيان والتحصيل لابن رشد : pdf
الطلاق الشامل آخر تحديث11-2017.rar .عدة الإحصاء ...
كتاب الكاملة في الطلاق من كتاب الجامعة المانعة وبي...
الكاملة في الطلاق من كتاب الجامعة المانعة وبيان هي...
ما هو الفرق بين أحكام سورة البقرة وسورة الطلاق في ...
المصحف مكتوبا بصيفة وورد حسب تاريخ النزول المصحف آ...
محتوي رسم القلب والإكو علي القلب
كيف يطلق الرجل زوجته
مدونة قانون الحق الالهي*سنة الله الثابتة في نصر عب...
✓ ✓ الأدلة علي تفرد رب العزة بالتشريع أصلا وكمالا ...
〚 〛الخلود خلودان...كيف؟؟ والميت علي المعصية مصرا ع...
قال الشَّيْخ أَبُو عَمْرو بْن الصَّلَاح رَحِمَهُ ا...
كيف لا تحتسب التطليقة الخاطئة وكيف؟ لا تحتسب التطل...
احكام الطلاق المنسوخة تبديلا ما تنزل في سورة الطل...
روابط رائعة لمصنفات العلماء
تأويلات النووي التي ضيعت جوهر الاسلام 10 صفحات
قصة نوح نبي الله مع قومه في القران الكريم وسنة الل...
80 س وج في الجيولوجيا ...................
نماذج من المقحمات
الرد علي منكري النسخ في شريعو الإسلام 38 صفحة وورد
المصحف 114 سورة مرتبة حسب تاريخ النزول وورد وبي دي اف
روابط المصحف مكتوبا بصيفة وورد حسب تاريخ النزول مد...
وود روابط المصحف مكتوبا بصيغة وورد
pdf الدليل المفعل لروابط المصحف مكتوبا بصيغة وور
دليل المدونة المحدث في 8/2019..
وورد/ دليل كل مدونة المصحف مكتوبا بصيغة وورد
دليل كل مدونة المصحف مكتوبا بصيغة وورد... بي دي اف
الفرق بين الموت والوفاة +روابط كتاب نقد المتن+ روا...
الفرق بين المـــــــوت والوفــــــــاة + روابط كتا...
روابط مهمة جدا
كتاب الفتن لابي نعيم المروزي الجزء الاول
الفرق بين المـــــــوت والوفــــــــاة + روابط كتا...
روابط المصحف مكتوبا بصيفة وورد حسب تاريخ النزول مد...
المقحمات
مدونة ابن الصلاح
..............................
..............................
...........................................................
الجامع لمؤلفات الشيخ الألباني /.الجنى الداني من دوحة الألباني /الـذاكـر /القرآن الكريم مع الترجمة /القرآن الكريم مع التفسير/القرآن الكريم مع التلاوة /المكتبة اللغوية الإلكترونية /الموسوعة الحديثية المصغرة ./برنامج الأسطوانة الوهمية /برنامج المنتخب فى تفسير القرآن الكريم /برنامج الموسوعة الفقهية الكويتية /برنامج الموسوعة القرآنية المتخصصة /برنامج حقائق الإسلام في مواجهة المشككين /برنامج فتاوى دار الإفتاء في مائة عام ولجنة الفتوى بالأزهر /برنامج مكتبة السنة /برنامج موسوعة المفاهيم الإسلامية /اللإمام اللكنوى /خلفيات إسلامية رائعة /مجموع فتاوى ابن تيمية /مكتبة الإمام ابن الجوزي /مكتبة الإمام ابن حجر العسقلاني /مكتبة الإمام ابن حجر الهيتمي /مكتبة الإمام ابن حزم الأندلسي /مكتبة الإمام ابن رجب الحنبلي /مكتبة الإمام ابن كثير /مكتبة الإمام الذهبي /مكتبة الإمام السيوطي /مكتبة الإمام محمد بن علي الشوكاني /مكتبة الشيخ تقي الدين الهلالي /مكتبة الشيخ حافظ بن أحمد حكمي /موسوعة أصول الفقه /.موسوعة التاريخ الإسلامي /موسوعة الحديث النبوي الشريف /موسوعة السيرة النبوية /موسوعة المؤلفات العلمية لأئمة الدعوة النجدية /موسوعة توحيد رب العبيد /موسوعة رواة الحديث /موسوعة شروح الحديث /موسوعة علوم الحديث /موسوعة علوم القرآن /موسوعة علوم اللغة /موسوعة مؤلفات الإمام ابن القـم /موسوعة مؤلفات الإمام ابن تيمية /موسوعة مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب
روابط مواقع البرامج الجيدة
موقع صحابة رسول الله صلي الله عليه وسلم
موقع برامج مجانية
موقع صح للبرامج
من أنا
ابو ابو عرض الملف الشخصي الكامل الخاص بي