Translate ***

الأربعاء، 4 أبريل 2018

الإنذار والتذكير بالقرآن


الإنذار والتذكير بالقرآن
قال الله تعالي (( قُلْ إِنَّمَا أُنْذِرُكُمْ بِالْوَحْيِ وَلَا يَسْمَعُ الصُّمُّ الدُّعَاءَ إِذَا مَا يُنْذَرُونَ ( 45 ) وَلَئِنْ مَسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِنْ عَذَابِ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ يَاوَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ ( 46 ) وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ ( 47 ) ، والآية في سورة الانبياء

والآية قد حصرت المسؤلية بين الخلق كمكلفين وبين الوحي كتكليف إلهي فوجب التنبه إلي امتناع أي وسيلة أخري للإنذار بغير الوحي والوحي الذي نعلمه هو القرآن وما صح من سنة رسول الله صلي الله عليه وسلم ، 

إن الله تعالي يوم محاجة الناس {يوم القيامة} لن يحاجهم بأنهم لم يتبعوا فلان الفقيه أو علان العالم إنما سيحاج كل واحد منهم  بما أوسعهم من طاقةٍ في التطبيق وبقدر علمهم في معرفة التكليف من كتابه الحجة علي العالمين ومقدار اجتهادهم في الإقبال علي قرآنه وبقدر ما يفهمون منه مستعينين بأي عنصر يشير إلي هدي يليق بإخلاصهم وإقبالهم علي ربهم ، 

إن الفقيه أو العالم أو صاحب المذهب كلهم بشر قام إحتمال الخطأ في تقديراتهم قبل الصواب  لذا ينبغي النظر في أقوالهم إذا قالوا مع العلم بأن اختلافاتهم تدل علي عنصر بشري أدي إلي هذا الخلاف لأن القاعدة الإلهية أن الله نزل الكتاب بالحق والميزان وهي قاعدة دافعة بمنتهي اليقين لانعدام وجود ذرة خلاف يؤدي إلي مثقال ذرة من الاختلافألم تقرأوا قوله تعالي() والتعويل الأخير في المحاجة الإلهية لكل بشرٍ تكون علي سلامة القلب وضدق التوجه والنظر للمأخذ ونهاية المرام أن الفقيه والعالم وصاحب المذهب لن يدافع عن من أخذا بقولهم وتركوا بيان ربهم (قال تعالى: يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ. {الشعراء: 88-89(
فما لأحد من البشر ذكر يوم الحساب غير ما عبرت عنه الآيات بأنه الوحي كإرسال واستقبال الهدي منه بالقلب السليم
وبطلت كل وسيلة للهدي المحاج لصاحبه يوم القيامة إلا الوحي ويوم القيامة سيتبرأ الذين أتبعوا من الذين اتبعوا قال تعالي:  

)إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ ( 166 ) وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ ( 167 )/سورة البقرة

لقد انحدر الإسلام في دنيا الناس لما أسندوا أمر دينهم إلي فقهائهم وعلمائهم دون تمحيص وتدقيق وسلموا لهم قرآن ربهم وشريعة دينهم متكئين علي مرتكنٍ أقاموه في نفوسهم سموه العلماء والمذاهب وهم معرضين بالكلية عن صفحات كتاب ربهم والتدبر في منعطفاته وثناياه ودروبه 


الحمد لله... إن المتأمِّل في قوَّة تأثير القرآن العظيم يجد أنه جمع بين التجانس في نسيجه الذي لا يسمح بوجود ذرة تعارض بين مدلولاته في ضوء العلم بأنه نزل منجما ومتفرقا وهو بذلك يسمح للناظرين أن يتنبهوا الي: أن أي تعارض حقيقي يراه أولوا بالبصيرة والنظر لن يكون ذلك إلا بين المنسوخ منه والناسخ  أن توافر الجزالة والسَّلاسة، والقوة والعذوبة، وحرارة الإيمان، وتدفق البلاغة،في كتاب الله جملة وانفرادا من بين منعطفات عباراته وآياته  لتسمح بانعدام وجود مثقال ذرة من خردل من تعارض فهو المنزل بالحق والنازل بالحق وهو النُّور المبين،والصراط المستقيم والحقُّ السَّاطع، والصِّدق واليقين، ولمَّا سمعه فصحاء العرب وبلغاؤهم وأرباب البيان فيهم أقروا بعظمته وتأثيره بلسان حالهم قبل مقالهم.

وإن الإنسان ليأخذه العَجَبُ من بعض الدعاة الذين يغفلون أو يتغافلون عن آيات القرآن وتأثيرها في نفوس المدعوين، فهم يتكلمون بكل كلام يخطر ببالهم إلاَّ كلام الله تعالى حال دعوتهم، ولا يستدلون إلاَّ بالآيات القليلة، وفي بعض الأحيان لا يُسمع منهم آية واحدة، مع كثرة حديثهم وتشعبه

وقد أيَّد الله سبحانه رسوله صلّى الله عليه وسلّم بالقرآن الكريم، وأمره أن يدعوه به، ويعتمد عليه، وما ذاك إلاَّ لقوة تأثيره في النفوس، ولذا فإننا نجد نصوصاً قرآنية كثيرة تأمر بالدَّعوة بالقرآن العظيم نفسه وتحثُّ عليه، فمن ذلك:

.1
قول الله سبحانه وتعالى: ﴿ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ [الأنعام: 19]. كان مجاهد رحمه الله يقول: «حيثما يأتي القرآن فهو داعٍ، وهو نذير، ثم قرأ: ﴿ لِأُنذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ ﴾

.2
قول الله سبحانه وتعالى: ﴿ كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلاَ يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ [الأعراف: 2]. فأي قيمة هي يشتمل عليها هذا القرآن الذي أنزله خالق السموات والأرضين ومدبر أفلاك المجرات والنجوم والشموس والكواكب وكل ما في الكون علمناه أم لم نعلمه 
وأقول المدون متسائلا هل هذا  الإله الواحد الكبير القوي المهيمن الرحمن الرحيم الملك العليم الخبير الصمد... هل ينتظر بيان المخلوقين نيابة عنهم؟؟!! وظهور بشرٍ بأي صفة غير محمد النبي صلي الله عليه وسلم يتأولون قوله فينحرفون ويخوضون في مقاصده سبحانه ويفسرون كلامه جل جلاله وتقدست أسماؤه فيخطئون ويتقدمون في ساحات العلم قبله بفهم بشري مَهْمَا علا فهو منخفض متدني ومهما صح فهو ناقص لا يغني أليس هو فكر بشر تباعدون عن جادة صراطهم واستقامة سبيلهم 🔻🔻 إن آفة المسلمين اليوم هي وقوعهم في عبادة الباري جل وعلا ليس بخالص عقولهم أو بصادق توجهاتم ..لا.. لكن بمنظور علمائهم وفقهائهم تاركين آيات الإله الواحد مرتكنة علي شواطئ دروبهم معلقين رؤوسهم علي شماعة مصطلحاتٍ اخترعوها ونمَّقوها  تدنت بدين الله في نفوس البشر إلي مستويات منخفضة جدا فذهب الإسلام من واقعهم ولم يبق إلا رسما في نفوسهم وحولوا بتأويلاتهم كل الإسلام إلي كلمة تقال ولا يُسألون ، وتكالبت الأمم عليهم وأصبحوا عالة يتكففون وأذلة علي أعتاب الأمم الأخري يقومون قيسجدون لهم ويركعون ويستجلبون القليل وبه يرضون
🔺🔺🔺🔺🔺🔺🔺🔺🔺🔺🔺🔺🔺🔺
وعندما يقوم الدَّاعية إلى الله تعالى بدعوة الناس بالقرآن إلى القرآن، فعليه ألاَّ يكون في صدره حرج؛ أي: ضيق وشك واشتباه؛ لأنه كتاب الله سبحانه وتعالى، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، فلْينشرح به صدره، ولْتطمئن به نفسه، ولْيصدع بأوامره ونواهيه، ولا يخش لائماً أو مُعارضاً
3.قول الله تعالى: ﴿ وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً ﴾ [الإسراء: 106]. فالله عزّ وجل، نَزَّل القرآن مُنَجَّماً ومفرَّقاً على الوقائع والأحداث إلى رسوله صلّى الله عليه وسلّم، في ثلاث وعشرين سنة ليقرأه عليهم ويبلغهم إياه على مهلٍ، ليتدبروا آياته ويؤمنوا به

وكذلك ينبغي على كل داعية حريص على الاقتداء بنبينا محمد صلّى الله عليه وسلّم، أن يقرأ القرآن العظيم على الناس ويدعوهم به على مهل، ليتأثروا بما فيه من حِكَمٍ وعلوم نافعة.

.4
قول الله تعالى: ﴿ قُلْ إِنَّمَا أُنذِرُكُمْ بِالْوَحْيِ وَلاَ يَسْمَعُ الصُّمُّ الدُّعَاءَ إِذَا مَا يُنذَرُونَ ﴾ [الأنبياء: 45]. فهذا أمر من الله سبحانه وتعالى، لرسوله صلّى الله عليه وسلّم، بأن ينذر الناسَ كلَّهم ويدعوهم بالقرآن العظيم الذي هو وحي من الله، فإن استجابوا فلأنفسهم، وإن لم يستجيبوا، فذلك لأن صوت القرآن الحكيم الذي سمعوه لم يجد قلباً قابلاً للهدى، فكان كالأصم الذي لا يسمع صوتاً، ولا يدري ماذا يقول المتحدِّث إليه

وكذلك الدَّاعية إلى الله عزّ وجل، يُنذر الناس بالقرآن ويخوفهم به، فمن لم يستجب منهم ولم يتأثر فذلك لأن قلبه خال من الخير والقبول به، فهو كالأصمِّ في عدم الانتفاع بما في الأصوات من معانٍ وأخبار.

.5
قول الله سبحانه وتعالى: ﴿ فَلاَ تُطِعْ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا ﴾ [الفرقان: 52]. فهذه الآية الكريمة نصٌّ صريح على أن الدَّعوة بالقرآن العظيم من أعظم أبواب الجهاد في سبيل الله تعالى، إذْ سمَّاه الله تعالى جهاداً، بل كبيراً، فما أعظم شرف الدعاة إلى الله تعالى، بلقب «المجاهدين جهاداً كبيراً»، وما أكبر هذه النِّعمة عليهم، التي تستحق منهم الشكر والإخلاص والعمل الدؤوب بمجاهدة الكافرين وغيرهم من عصاة المسلمين بالقرآن العظيم؛ لأن الذي يُجاهِدُ به الكفارَ، يكون مِنْ باب أَولى أن يُجاهِدَ به أهلَ المعصية من المسلمين.

وعن هذا الأمر يقول الشيخ عبد الحميد بن باديس رحمه الله: «وكما يُجاهَدُ أهلُ الكفر بالقرآن العظيم الجهاد الكبير، كذلك يُجاهَدُ به أهلُ المعصية؛ لأنه كتاب الهداية لكلِّ ضال، والدَّعوة لكل مرشد، وفي ذكر الكافرين تنبيه على العصاة، من التنبيه بالأعلى على الأدنى، لاشتراكهم في العلة وهي المخالفة... وكما أن الجهاد بالقرآن العظيم هو فرض عليه - أي: رسول الله صلّى الله عليه وسلّم - فكذلك هو فرض على أمته، هكذا على الإجمال، وعند التفصيل تجده فرضاً على الدعاة والمرشدين الذين يقومون بهذا الفرض الكفائي على المسلمين، فالنبي صلّى الله عليه وسلّم قدوة لأمته فيما اشتملت عليه الآية من نهي وأمر»

والدَّعوة بالقرآن العظيم هي الميزان الذي يُعْرَفُ به صلاح الدَّاعية وصدقه وسلامة منهجه، قال الشيخ ابن بادِيس رحمه الله: «عندما يختلف عليك الدُّعاة الذين يَدَّعي كل منهم أنه يدعوك إلى الله تعالى، فانظر مَنْ يدعوك بالقرآن إلى القرآن - وَمِثْلُه ما صح من السُّنة؛ لأنها تفسيره وبيانه - فاتَّبِعْه؛ لأنه هو المتّبِعُ للنبيِّ صلّى الله عليه وسلّم، في دعوته وجهاده بالقرآن، والمتمثِّل لِمَا دلت عليه أمثال هذه الآية الكريمة من آيات القرآن»

.6
قول الله تعالى: ﴿ وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولاً يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلاَّ وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ ﴾ [القصص: 59]. وهذه الآية كذلك تُبَيِّنُ أهمية الدَّعوة بالقرآن، إذْ جعل الله سبحانه، سماعَ تلاوةِ الآيات ملاذاً ومعاذاً من نزول العذاب بالكافرين، وذلك لقيام الحجة عليهم بسماعهم للقرآن العظيم الذي هو أبلغُ وسيلة، وأعظمُ سببٍ للإيمان بالله عزّ وجل، والدُّخول في دينه

ومثل هذا، الآية قول الله تعالى: ﴿ وَإِنْ أَحَدٌ مِنْ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَ يَعْلَمُونَ ﴾ [التوبة: 6[

فقوله تعالى: ﴿ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللَّهِ ﴾؛ «أي: القرآن الذي تقرؤه عليه، ويَتَدَبَّرُهُ، ويَطَّلِعُ على حقيقة الأمر، وتقوم عليه حُجَّةُ الله به، فَإِنْ أَسْلَمَ ثَبَتَ له ما للمسلمين، وإن أَبَى فإنه يُرَدُّ إلى مَأْمَنِه ودارِه التي يأمَنُ فيها، ثم قاتِلْهُ إِنْ شِئْتَ»

فلو لم يكن للقرآن العظيم من تأثيرٍ بالغٍ في قلوب سامعيه، لَمَا كان هو الحد الفاصل لنهاية إجارة المشرك.

.7
قول الله سبحانه وتعالى: ﴿ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ ﴾ [ق: 45]. وذلك لأن القرآن يهزُّ القلوب، ويجعلها في خوف من شدة عذاب الله إن لم تؤمن بالقرآن، وتعمل بما فيه. فلذا كان القرآن الكريم أعظمَ سلاحٍ يستعمله الدُّعاة إلى الله سبحانه، في دعوتهم للناس، والتأثير فيهم

=======

يقول تعالى: ﴿ قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾ [يونس: 101]، ويقول عزَّ وجلَّ: ﴿ أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ ﴾ [الأعراف: 185].

والنَّظر في ملَكوت السموات والأرض يتطلَّب أن يَقف الإنسان على ما تمَّ التوصُّل إليه من علومٍ هدى الله الناسَ إليها؛ ﴿ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ ﴾ [البقرة: 255]،

قَوْلُهُ تَعَالَى : يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ .

أَظْهَرُ الْأَقْوَالِ فِي مَعْنَى الرُّوحِ فِي هَذِهِ الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ : أَنَّ الْمُرَادَ بِهَا الْوَحْيُ ; لِأَنَّ الْوَحْيَ بِهِ حَيَاةُ الْأَرْوَاحِ ، كَمَا أَنَّ الْغِذَاءَ بِهِ حَيَاةُ الْأَجْسَامِ . وَيَدُلُّ لِهَذَا قَوْلُهُ تَعَالَى : وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ [ 42 \ 52 ] ، وَقَوْلُهُ : رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ [ 40 \ 15 ، 16[

وَمِمَّا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْمُرَادَ بِالرُّوحِ الْوَحْيُ ; إِتْيَانُهُ بَعْدَ قَوْلِهِ : يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ [ 16 \ 2 ] بِقَوْلِهِ : أَنْ أَنْذِرُوا [ 16 \ 2 ] ; لِأَنَّ الْإِنْذَارَ إِنَّمَا يَكُونُ بِالْوَحْيِ ، بِدَلِيلِ قَوْلِهِ : قُلْ إِنَّمَا أُنْذِرُكُمْ بِالْوَحْيِ الْآيَةَ [ 21 \ 45 ] ، وَكَذَلِكَ إِتْيَانُهُ بَعْدَ قَوْلِهِ : يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ [ 40 \ 15 ] ، بِقَوْلِهِ : لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ الْآيَةَ [ 40 \ 15 ] ; لِأَنَّ الْإِنْذَارَ إِنَّمَا يَكُونُ بِالْوَحْيِ أَيْضًا . وَقَرَأَ هَذَا الْحَرْفَ ابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو عَمْرٍو : " يَنْزِلُ " - بِضَمِّ الْيَاءِ وَإِسْكَانِ النُّونِ وَتَخْفِيفِ الزَّايِ - . وَالْبَاقُونَ بِالضَّمِّ وَالتَّشْدِيدِ . وَلَفْظَةُ : " مِنْ " [ 16 \ 2 ] فِي الْآيَةِ تَبْعِيضِيَّةٌ ، أَوْ لِبَيَانِ الْجِنْسِ .

وَقَوْلُهُ : عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ [ 26 \ 2 ] ، أَيْ : يُنَزِّلُ الْوَحْيَ عَلَى مَنِ اخْتَارَهُ وَعَلِمَهُ أَهْلًا لِذَلِكَ .

كَمَا بَيَّنَهُ تَعَالَى بِقَوْلِهِ : اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ  [ 22 \ 75 ] ، وَقَوْلِهِ : اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ [ 6 \ 124 ] ، وَقَوْلِهِ : يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ [ 40 \ 15 [ وَقَوْلِهِ : بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ بَغْيًا أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ [ 2 \ 90[

وَهَذِهِ الْآيَاتُ وَأَمْثَالُهَا رَدٌّ عَلَى الْكُفَّارِ فِي قَوْلِهِمْ : لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ [ 43 \ 31 [


(
ينزل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده أن أنذروا أنه لا إله إلا أنا فاتقون) (2(
المفردات:
-
الروح: هي الوحي: أي الدين الموحى به من عند الله.
المعنى الإجمالي:
بعد أن نزه الله سبحانه وتعالى ذاته عن الشريك في الآية السابقة، بين أن كل دعوة الأنبياء كانت إلى التوحيد.
وأن الله هو الذي أنزل الملائكة بالدين الذي هو حياة القلوب كما أن الطعام هو حياة الأبدان، ولهذا سمى الدين المنزل بالروح.
وبينت الآية أن هدف الدعوة إلى دين الله هو التزام العباد بالتقوى.
المعنى التفصيلي:
-
جاء التعبير بـ (ينزل) بالتشديد، وليس " ينزل "؛ لأن السياق سياق إثبات للتوحيد، وإن من الأمور المثبتة لذلك هو تنزيل الملائكة بالوحي، فناسب التشديد أهمية ذكر الوحي في سياق إثبات الوحدانية لله.
أو لأن المقصود بإنزال الملائكة هو نزولها من بداية البشرية إلى وفاة رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم، فهو تنزيل عظيم على مدى هذه السنين الطويلة، فناسبه التشديد.
-
جاء التعبير بالفعل المضارع (ينزل الملائكة)؛ لأن نزول الملائكة بالرسالات كان مستمرا حتى زمن نزول الآيات.
-
قد يقال: إن الملك الذي ينزل بالوحي هو جبريل، فلماذا قيل (الملائكة) بالجمع علما أن جبريل عليه السلام مفرد؟
جاء ذكر (الملائكة) بالجمع؛ لأن الوحي قد يكون عن طريق جمع من الملائكة كما حصل لإبراهيم عليه السلام لما جاءه ضيفه من الملائكة (وبشروه بغلام عليم) (الذاريات: 28(
-
الروح تأتي بعدة معان، منها ما تكون الحياة به: (ويسألونك عن الروح) (الإسراء: 85)، ومنها جبريل: (نزل به الروح الأمين) (الشعراء: 193)، ومنها الوحي: (وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان) (الشورى: 52)
والمقصود بالروح في هذه الآية هو: الوحي.
والوحي قد يرد بعدة معان، فقد يراد به الإلهام (وأوحى ربك إلى النحل) (النحل: 68)، أو تكليم الملك للنبي، ومنه يطلق الوحي على الموحى به، وقد يراد به الإشارة (فأوحى إليهم أن سبحوا بكرة وعشيا) (مريم: 11(.
و المقصود به هنا هو الموحى به من الدين؛ لأنه حياة القلوب كما أن الطعام حياة الأبدان.
-
قيل (بالروح) وليس " بالأرواح "؛ لأن الدين من الله واحد، رغم تعدد الأنبياء، فهو دين إلهي واحد، ولا يصح أن يقال: الأديان السماوية، ومن هنا ناسب التعبير عن الدين الواحد بالمفرد (الروح).
-
قيل: إن (من) في الآية تبعيضية أو لبيان الجنس، وقيل: هي بمعنى الباء، أي بأمره.
فالمعنى إذا كانت تبعيضية: ينزل الملائكة بالروح ببعض أمره.
وإذا كانت لبيان الجنس: ينزل الملائكة بالروح من جنس أمره.
وإذا كانت بمعنى الباء أي سببية: ينزل الملائكة بالروح بأمره.
ولكن هذه الآية جاءت في سياق إظهار أمر الله في إنزال رسالة التوحيد عبر ملائكته على أنبيائه عليهم الصلاة والسلام، وفي أمره باختيار من يبلغ التوحيد، وفي أمر الأنبياء والرسل أن يبلغوا التوحيد.
ولهذا قال تعالى (من يشاء من عباده) فأظهر المشيئة، ولو قال: على أنبيائه أو رسله، لدل على ذلك دون ذكر المشيئة، ولكن ذكر المشيئة مقصود في الآية؛ لإظهار مشيئة الله في إيصال عقيدة التوحيد لعباده.
وقال تعالى (أن أنذروا أنه لا إله إلا أنا) ليدل على أن إنذار الناس بالتوحيد كان أيضا بأمره.
ولهذا ناسب ذلك أن يكون معنى (من أمره) أي بسبب أمره، أي بأمره نزل الملائكة وبأمره اختير الأنبياء، وبأمره بلغ الناس، فأمره ظاهر في إرادة التوحيد من البداية إلى النهاية. والأمر هنا هو مفرد الأوامر، لا مفرد الأمور.
 )
أن) من قوله (أن أنذروا) هي (أن) المفسرة، فحقيقة ما أنزل الله على عباده التوحيد، فما من نبي ولا رسول إلا وقد دعا إلى التوحيد، قال تعالى: (وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون) (الأنبياء: 25).
- غاية معرفة رسالات الله هي: تقوى الله (أن أنذروا أنه لا إله إلا أنا فاتقون)
-
في الآية التفات من الغيبة إلى الخطاب، تدبر معي قوله تعالى (ينزل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده أن أنذروا أنه لا إله إلا أنا) حيث جاء النص بأسلوب الغيبة ثم جاء النص بالأمر بالتقوى ولكن بأسلوب الخطاب (فاتقون).
ودلالة هذا الالتفات من الغيبة إلى الخطاب هو إبراز أهمية التقوى؛ لأن إنزال الملائكة وبعث الرسل كله لأجل أن نتقي ربنا، فلا نشرك به شيئا ولا نعصيه، ولذا تغير الأسلوب؛ فإن من دلالات أسلوب الالتفات من الغيبة إلى الخطاب إعلاء شأن موضوع الخطاب.

--------------------


--------------------

-*-*-*-* المنسوخ والناسخ في ابداعات كتاب الله الواحد (تحويل القبلة وتحريم الخمر وتبديل أحكام الطلاق)

ان الكلام في ثبوت الناسخ والمنسوخ كثير ولم نشأ أن نزيد فيه عدد الصفحات في ثبوته صفحة لكننا قصدنا الحديث عن  الغفلة التي يمكن أن تطرأ علي بعض المجتهدين من المسلمين في تطبيقاته  وفي صف كلماته وعباراته وخطورة التورع الزائد الذي يؤدي الي جمع العمل بالناسخ  والمنسوخ في آنٍ واحد بيد أنني اردت القول بأن العمل بالشرعة المنسوخة قبل نسخها حق لا مرية فيه وتكليف إلهي بجواز/أو بفرض العمل به في حينه/ لكن بمجرد أن يطوف بها طيف النسخ وإرادة الله تعالي بالرفع فقد وجب الانتهاء عن العمل بها وتحريم تطبيقها لأن الله تعالي أراد ذلك عندما أنزل جبريل الملك علي قلب محمد النبي صلي الله عليه وسلم بالشرعة الناسخة لها فالقبلة الي بيت المقدس واباحة شرب الخمر وشريعة الطلاق المنزلة في العامين الأولين لهجرة رسول الله صلي الله عليه وسلم أوضح النماذج التي نري فيها هذا البيان :
1.   تحويل القبلة ونسخ التوجه للمسجد الأقصي بالناسخ المنزل في سورة البقرة
2.                 تدرج تشريع تحريم الخمر
3.   بطلان العمل بالشريعة المنسوخة وفرض التكليف بالشرعة الناسخة
اضغط الصورة للتكبير
اضغط الصورة للتكبير



اضغط الصورة للتكبير

شرعة القبلة  المنسوخة بشرعة التوجه لقبلة البيت الحرام🔋 سورة البقرة (سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴿ ١٤٢ ﴾ وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴿ ١٤٣ ﴾ قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ ﴿ ١٤٤ ﴾ وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ وَمَا أَنْتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَمَا بَعْضُهُمْ بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ ﴿ ١٤٥ ﴾ 
 
🔋
سورة البقرة(الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴿ ١٤٦ ﴾ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ﴿ ١٤٧ ﴾ وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿ ١٤٨ ﴾ وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴿ ١٤٩ ﴾ وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي وَلِأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴿ ١٥٠ ﴾ كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ ﴿ ١٥١ ﴾ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ ﴿ ١٥٢ ﴾ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴿ ١٥٣ ﴾ سورة البقرة
{
روابط موضوعات النسخ 
تحويل القبلة ونسخ التوجه للمسجد الأقصي بالناسخ المنزل في سورة البقرة
تدرج تشريع تحريم الخمر
بطلان العمل بالشريعة المنسوخة وفرض التكليف بالشرعة الناسخة...

تشريع  أحكام الطلاق المنسوخة تبديلا من سورة البقرة بالناسخة تبديلا في سورة الطلاق7/6 هـ 🔼 🔼    🔼     🔼  /🔺/🔺/🔺/🔺/🔺/🔺//////////////


-------
 بطلان العمل بالشريعة المنسوخة وفرض التكليف بالشريعة الناسخة
إن العمل بالشريعة المنسوخة قبل نزول نسخها هو حق في وقته يحرم التولي عنه لكنها تبطل قطعا بعد وجود ناسخٍ لها هكذا قضي الله تعالي في شرعه وقرآنه
إن الشريعة المنسوخة قبل القضاء الإلهي بمحوها أو نسخها تكليف مرحلي يبطل التولي عنه في حينه لكن بعد نسخها جري حكم الله وقضاؤه علي حتمية تركها وفض العمل والتكليف بها حتي لو بقي رسمها في كتاب الله تعالي قال الله تعالي،

المثال الأول قبلة المسلمين🔁
المثال الثاني المثال الثاني  تدرج تشريع تحريم الخمر اضغط الرابط  *🔁*

المثال الثالث هو تدرج تشريعات الطلاق من سورة البقرة إلي سورة الطلاق اضغط الروابط التالية 🔁 / 🔃/🔗/؟   /٭


المثال الأول قبلة المسلمين إلي بيت المقدس وهم في مرحلة الدعوة الي الله بمكة ثم تحولها بعد تمكنهم بالمدينة الي بيت الله الحرام حيث ظل المسلمون طيلة العهد المكّي يتوجّهون في صلاتهم إلى المسجد الأقصى امتثالاً لأمر الله سبحانه وتعالى ، الذي أمر باستقباله وجعله قبلةً للصلاة. وفي تلك الأثناء كان رسول الله – – يمتثل للحكم الإلهي وفي فؤاده أمنية كبيرة طالما راودته، وتتمثّل في التوجّه إلى الكعبة بدلاً من المسجد الأقصى، ذلك لأنها قبلة أبيه النبي إبراهيم وهو أولى الناس به، وأوّل بيتٍ وضع للناس، ولحرصه على أن تتميّز الأمة الإسلامية في عبادتها عن غيرها من الأمم التي حرّفت وبدّلت. ويدلّ على ذلك قول البراء بن عازب: " وكان يحب أن يوجّه إلى الكعبة ". رواه البخاري. وما كان لرسول الله – – أن يخالف أمر ربّه، بيد أنه استطاع الجمع بين رغبته في التوجّه إلى الكعبة وعدم مخالفة الأمر بالتوجّه إلى المسجد الأقصى بأن يصلّي أمام الكعبة ولكن متّجها إلى الشمال، كما يدلّ عليه الحديث الذي رواه ابن عباس حيث قال : " كان رسول الله - - يصلي وهو بمكة نحو المسجد الاقصى والكعبة بين يديه ". رواه أحمد . ثم أذن الله بالهجرة، ووصل المسلمون إلى المدينة، وبُنيت المساجد، وشرع الأذان، والنبي - -لم ينس حبّه للكعبة ويحزنه ألا يستطيع استقبال القبلتين معا كما كان يفعل في مكّة، وكان شأنه بين أن يخفض رأسه خضوعاً لأمر الله وأن يرفعه أملاً في إجابة دعوته. ويصف القرآن الكريم حال النبي – – بقوله : { قد نرى تقلب وجهك في السماء } ( البقرة : 144 ) . وفي منتصف شعبان، وبعد مرور ستة عشر شهراً من استقبال المسجد الأقصى ، نزل جبريل عليه السلام بالوحي إلى النبي – – ليزفّ البشرى بالتوجّه إلى الكعبة، قال تعالى : { فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره } ( البقرة :. ويحدّث الصحابي الجليل البراء بن عازب أن النبي - - كان أول ما قدم المدينة نزل على أخواله من الأنصار، وأنه صلى قبل المسجد الأقصى ستة عشر شهراً أو سبعة عشر شهراً، وكان يعجبه أن تكون قبلته قِبَل البيت الحرام، وأنه صلى أول صلاة صلاها مستقبلا الكعبة كانت صلاة العصر، وصلى معه قوم، فخرج رجل ممن صلى معه فمر على أهل مسجد وهم راكعون، فقال : أشهد بالله لقد صليت مع رسول الله - - قِبَل مكة فداروا كما هم قِبَل البيت، رواه البخاري. وعلى الرغم من انتشار الخبر وذيوعه، إلا أنّه تأخّر عن أهل قباء حتى صلاة الصبح، فجاء إليهم رجل فقال : " أنزل الله على النبي - - قرآنا أن يستقبل الكعبة فاستقبِلُوها "، فتوجهوا إلى الكعبة، رواه البخاري. ولأنّ نسخ الأحكام لم يكن معهوداّ عند المسلمين من قبل، كما قال ابن عباس : "... فأول ما نسخ من القرآن القبلة "، رواه النسائي، لذلك كرّر الله الأمر بها تأكيداً وتقريراً ثلاث مرّات : الأولى في قوله تعالى : { فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره } ( البقرة : 144 )، والثانية في قوله تعالى : { ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام وإنه للحق من ربك وما الله بغافل عما تعملون } ( البقرة : 149 )، والثالثة في قوله تعالى : { ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره لئلا يكون للناس عليكم حجة إلا الذين ظلموا منهم } ( البقرة : 150 ) . وقد تباينت ردود أفعال الناس تجاه هذا الحادث غير المألوف، أما المؤمنون فلم يترددوا لحظة عن التحوّل طاعةً لله ورسوله، فامتدحهم الله وبيّن لهم أن هذه الحادثة إنما كانت اختبارا للناس وامتحاناً لهم كما قال تعالى : { وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله } ( البقرة : 143 ) . وأظهر بعض المسلمين القلق على من لم يكتب الله له شرف الصلاة إلى الكعبة ممن مات قبلهم، وخافوا من حبوط أعمالهم، وقالوا : يا رسول الله كيف بإخواننا الذين ماتوا وهم يصلون إلى بيت المقدس ، ؟ فأنزل الله { وما كان الله ليضيع إيمانكم } ( البقرة : 143 ) - يعني صلاتكم - رواه الترمذي وأصله في الصحيح. وأما اليهود فقد عابوا على المسلمين رجوعهم عن المسجد الأقصى إلى الكعبة، وقابلوا ذلك بالسخرية والاستهجان، واستغلّوا ذلك الحدث بدهاءٍ ليمرّروا من خلاله الشكوك والتساؤلات طعناً في الشريعة وتعميةً لحقائقها، وقد حذّر الله سبحانه وتعالى المسلمين وأخبرهم بموقف اليهود قبل وقوعه فقال : { سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم } ( البقرة : 142 ) . وهكذا تحقّق للمسلمين فضل التوجّه إلى القبلتين جميعاً، واستطاعوا أن يجتازوا هذا الامتحان الإلهي، وبذلك نالوا شهادة الله : { وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا } ( البقرة : 143 ) ، وكان ذلك التحوّل إيذاناً بنهاية الشرك وسقوط رايته، وأصبحت الكعبة قبلةً للمسلمين إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. كان في اليوم السابع عشر من شهر رجب في العام الثاني بعد الهجرة النبوية إلى المدينة، تحويل الصلاة قبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام. كما قيل أن ذلك كان في ثامن أيام المحرم من العام عينه، أثناء الركعة الثانية من صلاة الظهر كما قيل ان ذلك في نصف شعبان.
المثال الثاني  تدرج تشريع تحريم الخمر اضغط الرابط  *⏏*
المثال الثالث هو الطلاق:

 اضغط الرابط  🔁
 
 
 

------------

الثلاثاء، 3 أبريل 2018

4.باب طلاق الحامل

4.باب طلاق الحامل وتحقيق الصواب فيه

5590 - أخبرنا محمود بن غيلان المروزي قال حدثنا وكيع قال حدثنا سفيان عن محمد بن عبد الرحمن مولى طلحة عن سالم بن عبد الله عن بن عمر أنه طلق امرأته وهي حائض فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه و سلم فقال مره فليراجعها ثم ليطلقها وهي طاهر أو حامل
 
 [قلت المدون :هذا الحديث تفرد بروايته محمد بن عبد الرحمن مولي طلحة لنفس حديث عبد الله ابن عمر في طلاق امرأته وهي حادثة واحدة في مقام واحد والتشريع فيها واحد بلا خلاف وكان تشريع النبي صلي الله عليه وسلم فيها تشريع واحدا لذا فاختلاف الالفاظ في هذه الحادثة لا يعزي بحال الي النبي صلي الله عليه وسلم ولا الي ابن عمر ولكن يُعْزَي أي اختلاف تفاوت درجات الضبط والعدالة بين الرواة في سلسلة الرواية لهذا الحديث
والناظر هنا لرواية محمد ابن عبد الرحمن سيجدها مخالفة لرواية مالك عن نافع عن ابن عمر والتي هي عمدة أحاديث الطلاق في حادثة طلاق ابن عمر لأنه أي محمد بن عبد الرحمن تفرد بذكر الطلاق في الحمل وهو شذوذ يصل الي درجة النكارة لمخالفته سائر الروايات من طرقها الثمانية كما قلنا ولذا فقد قال النسائي فيما نقله عنه ابن فرج القرطبي في كتابه الأقضية في عقب ذكر هذه الرواية قال النسائي لا نعلم أحدا تابع محمد ابن عبد الرحمن مولي طلحة علي قوله (أو حامل)
 
والحق في ذلك أن زيادة الطلاق في الحمل شاذة جدا تصل إلي حدِّ النكارة لمخالفة محمد ابن عبد الرحمن رواية الثقات ومحمد ابن عبد الرحمن عدل لكن في ضبطه كلام حيث اكتفي النسائي بوصفه: ليس به بأس وكذلك أبو زرعة وأبو حاتم وأبو داود قالوا صالح الحديث ومعني هذا أن حديثه مقبول ما لم يخالف الثقات فإذا خالف يُعدُّ حديثه شاذ جدا وقد خالف محمد ابن عبد الرحمن مولي آل طلحة بهذا اللفظ كلا من:
1. الزهري
2. محمد ابن سيرين
كلاهما عن سالم فذكر الطلاق في الحمل ولم يذكراه وكلاهما وكلاهما أوثق منه [هذا في محموعة أحاديث سالم عن ابن عمر ]
 
3. وكذلك مالك وأيوب والليث وعبيد الله كل منهم في روايةه عن نافع فلم يذكروا قط سيرة الطلاق في الحمل فخالفهم وذكره هو وهم أوثق وأضبط منه [هذا في مجموعة أحاديث نافع عن ابن عمر]
4. وكذلك عبد الملك وشعبة كل منهما في حديثه عن أنس ابن سيرن فلم يذكرروا قط سيرة الطلاق في حمل هذا في محموعة أنس ابن سيرين عن ابن عمر
وكذا قتادة ومحمد ابن سيرين كلاهما في حديثه عن يونس ابن جبير فلم يذكر قط في أحاديثهما سيرة لطلاق في طلاق لحمل [هذا في مجموعة أحاديث يونس ابن جبير عن ابن عمر]
5. وكذا ايوب عن سعيد ابن جبير عن ابن عمر فلم يذكر سيرة الطلاق في حمل
 
6. وكذا ابن طاوس عن طاوس عن ابن عمر فلم يذكر في أحاديثه قط سيرة لطلاق في حمل [هذا في مجموعة أحاديث طاوس عن ابن عمر ]
7. وكذا ابن جريج عن أبي الزبير عن ابن عمر
8. وكذا سليمان ابن بلال عن عبد الله ابن دينار عن ابن عمر
فتبين قطعا أن لفظ الطلاق غي الحمل لفظة باطلة شذ وتفرد بها التابعي المذور بها آنفا
رواية محمد ابن عبد الرحمن مولي طلحة عن سالم: وتحقيق بطلان الطـلاق في الحمل وبيان شذوذ روايته: الي درجة النكرة
ج)رواية محمد ابن عبد الرحمن مولي طلحة عن سالم: وتحقيق بطلان الطلاق في الحمل وبيان شذوذ روايته
5.(1471)قال مسلم في صحيحه : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب وابن نمير.(واللفظ لأبي بكر) قالوا: حدثنا وكيع عن سفيان، عن محمد ابن عبدالرحمن،(مولى آل طلحة) عن سالم، عن ابن عمر ؛ أنه طلق امرأته وهي حائض ، فذكر ذلك عمر للنبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : مره فليراجعها. ثم ليطلقها طاهرا أو حاملا"....[قلت المدون: هذه الرواية قد دخلها من علل المتن  الآتي:
1.الإيجاز الشديد ،

2.والتصرف فيها روايةً بالمفهوم ،حيث وقع في مفهوم محمد ابن عبد الرحمن مولي طلحة أن الطلاق يكون في الطهر أو الحمل، بإعتبار أن:
: الحامل طاهر من الحيض وليست في حيض ،وروي ما فهمه علي أنه من رواية ابن عمر النصية ، وهو مخالف لثلاثة أسس: 

1. الأساس الأول هو::مخالفته لرواية مالك عن نافع عن ابن عمر عمدة أحكام الطلاق عنه مخالفة شديدة .

2.والأساس الثاني هو :أنه اختصر إجمالا سائر التفصيلات النصية أو التقريرية الواردة في سائر الروايات عن ابن عمر ، فشذ شذوذاً عظيماً،

3.والأساس الثالث هو :مخالفته لأحكام العِدَدِ الواردة في سورة الطلاق رابط   والرابط 🔁 والتي تؤكد أن المرأة الحامل لا تطلق إلا بعد أن تضع حملها لقوله تعالي(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِـــ عِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ

وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ 

لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا (1)

فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا (3) وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا (4) ذَلِكَ أَمْرُ اللَّهِ أَنْزَلَهُ إِلَيْكُمْ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا (5) /سورة الطلاق)
أما محمد بن عبد الرحمن فهو :
محمد بن عبد الرحمن فهو : مولى آل طلحة بْن عبيد اللَّه سالم بْن عبد اللَّه بْن عمر(م4) والسائب بْن يزيد وسليمان بْن يسار ت وعكرمة مولى ابْن عباس وعلي بْن ربيعة الوالبي وعيسى بْن طلحة بْن عبيد اللَّه ت س ق وكريب مولى ابْن عباس بخ (م4) ومُحَمَّد بْن مسلم بْن شهاب الزهري س وموسى بْن طلحة بْن عبيد اللَّه س وأبي سلمة بْن عبد الرحمن بْن عوف م روى عنه إسرائيل بْن يونس والْحَسَن بْن عمارة ت وحماد بْن يونس الزهري وسَعْد بْن الصلت البجلي قاضي شيراز وسُفْيَان الثوري م 4 وسُفْيَان بْن عيينة بخ م د س ق وشريك بْن عبد اللَّه د وشعبة بْن الحجاج ت س وعبد الرحمن بْن عبد اللَّه المسعودي ت س وعبد الملك بْن أبي بكر بْن حفص بْن عمر بْن سَعْد بْن أبي وقاص ومسعر بْن كدام م س ق
# قال عباس الدوري , ويعقوب بْن شيبة , عن يَحْيَى بْن معين : لا بأس به(قلت المدون ولم يزد علي ذلك) # وقال أَبُو زرعة ، وأَبُو حاتم ، وأَبُو داود صالح الحديث قلت المدون :وما أدراك من هم: أَبُو زرعة ، وأَبُو حاتم ، وأَبُو داود؟ إنهم أدق ما صنع الله تعالي من نقاد للرجال وعدٍ للأحاديث النبوية وقولهم هذا يعني أنه غير ثقة في ضبطه عندهم وحديثه صالح ويعني أنه لا يشامخ حديث الثقات الضابطين.وقال النسائي: ليس به بأس وهي طعن في ضبطه وليس عدالته كما قال النسائي في حديثه هذا بعد أن ذكر  نصه : قال :لا يتابع علي محمد بن عبد الرحمن في هذا الحديث، وهذا يعني تفرده بهذه الرواية من دون الرواة الحفاظ العدول الأضبط منه وأوثق وأعدل وهو وسم لروايته هذه بالشذوذ الشديد من قبل الحافظ النسائي،وهذا النوع من الأحاديث لا يصلح تفرد الراوي به وهو بهذا الوصف*وذكره ابن حبان في كتاب الثقات^ وقال الْبُخَارِي قال لنا علي : عن ابن عيينة : كان أعلم من عندنا بالعربية.أي كان أعلم باللغة العربية منه إلي الحفظ والضبط والإتقان مقارنة بروايات الضابطين العدول الأثبات.
*روى له الْبُخَارِي في الأدب والباقون.[قلت المدون: ورواية البخاري له في الأدب هي عزوف منه عن أن يروي له في الصحيح كما أن البخاري لم يوثقه واكتفي بقوله: كان أعلم من عندنا بالعربية وهي قدح في الراوي أكثر منه تعديلا خاصة في الحفظ وتحمل الحديث وجوْدةِ أدائه.قلت المدون: ومثله لا يصلح تفرده بالرواية فضلا علي أن يخالف الضابطين الثقات جدا]