حدث في السنة الأولى من الهجرة (4)
الحدث الرابع عشر خلال هذه السنة عقد النبي - صلى الله عليه وسلم - معاهدة مع اليهود بالمدينة الشرح: قال ابن القيم: ووادع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مَن بالمدينة مِن اليهود، وكتب بينه وبينهم كتابًا، وبادر جدهم وعالمهم عبد الله بن سلام، فدخل في الإسلام، وأبىٰ عامتهم إلا الكفر. وكانوا ثلاث قبائل: بنو قينقاع، وبنو النضير، وبنو قريظة، وحاربه الثلاثة، فمنَّ علىٰ بني قينقاع، وأجلىٰ بن النضير، وقتل بني قريظة وسبىٰ ذريتهم، ونزلت سورة الحشر في بني النضير، وسورة الأحزاب في بني قريظة.اهـ[1]. وفيما يلي شروط هذه المعاهدة: 1- إنَّ اليهود ينفقون مع المؤمنين ما داموا محاربين. 2- وإنَّ يهود بني عوف[2] أمة مع المؤمنين، لليهود دينهم وللمسلمين دينهم موالهيم وأنفسهم إلا من ظلم نفسه[3] وأثم فإنه لا يُوْتغ[4] إلا نفسه وأهل بيته. 3- وإنَّ لِيهود بني النجار مثل ما لِيهود بني عوف. 4- وإن ليهود بني الحارث مثل ما ليهود بني عوف. 5- وإن ليهود بني ساعدة مثل ما ليهود بني عوف. 6- وإن ليهود بني جُشم مثل ما ليهود بني عوف. 7- وإن ليهود بني الأوس مثل ما ليهود بني عوف. 8- وإن ليهود بن ثعلبة مثل ما ليهود بني عوف، إلا من ظلم وأثم، فإنه لا يوتغ إلا نفسه وأهل بيته. 9- وإنَّ جَفْنة بطن من ثعلبة كأنفسهم[5]. 10- وإنَّ لبني الشُّطبة مثل ما ليهود بني عوف، وإنَّ البر دون الإثم[6]. 11- وإنَّ موالي ثعلبة كأنفسهم[7]. 12- وإنَّ بطانة يهود كأنفسهم[8]. 13- وإنه لا يخرج منهم أحدٌ إلا بإذن محمد، وإنه لا ينحجز علىٰ ثأر جُرحٍ[9]. 14- وإنه من فتك فبنفسه فتك وأهل بيته إلا من ظلم، وإن الله علىٰ أبرِّ هذا[10]. 15- وإنَّ علىٰ اليهود نفقتهم، وعلىٰ المسلمين نفقتهم، وإنَّ بينهم النصر علىٰ من حارب أهل هذه الصحيفة، وإنَّ بينهم النصح والنصيحة، والبر دون الإثم. 16- وإنه لا يأثم امرؤ بحليفه، وإن النصر للمظلوم[11]. 17- وإن اليهود ينفقون مع المؤمنين ماداموا محاربين. 18- وإن يثرب حرام جوفها لأهل هذه الصحيفة[12]. 19- وإنَّ الجار كالنفس غير مضار ولا آثم[13]. 20- وإنه لا تجار حرمة إلا بإذن أهلها[14]. 21- وإنَّ ما كان بين أهل هذه الصحيفة من حدث، أو شجار يُخاف فساده فإنّ مردَّه إلىٰ الله وإلىٰ محمد رسول الله وإنَّ الله علىٰ أتقىٰ ما في هذه الصحيفة وأبرِّه[15]. 22- وإنه لا تُجار قريش ولا من نصرها[16]. 23- وإنَّ بينهم النصر علىٰ من دهم يثرب[17]. 24- وإذا دُعُوا إلىٰ صلح يصالحونه ويلبسونه فإنهم يصالحونه ويلبسونه، وإنهم إذا دُعُوا إلىٰ مثل ذلك، فإنَّ لهم ما علىٰ المؤمنين إلا من حارب في الدين علىٰ كل أُناس حصَّتهم من جانبهم الذي قِبلهم[18]. 25- وإنَّ يهود الأوس مواليهم وأنفسهم علىٰ مثل ما لأهل هذه الصحيفة وإن البر دون الإثم، لا يكسب كاسب[19] إلا علىٰ نفسه، وإنَّ الله علىٰ أصدق ما في هذه الصحيفة وأبرِّه. 26- وإنه لا يحول هذا الكتاب دون ظالم أو آثم، وإن الله جار لمن برَّ واتقىٰ، ومحمد رسول الله[20]. المصدر: (الأغصان الندية شرح الخلاصة البهية في ترتيب أحداث السيرة النبوية) |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق