لماذا فرض الله تعالي علي
المؤمنين عدة الإحصاء؟
كيف صار الأمر في سورة الطلاق وتحول من
عدة التسريح إلي عدة الإحصاء إن عدة الإحصاء هي مدة زمنية لازمة لتفعيل لفظ
الطلاق لا يتم تفعيله أثرا واحتسابا إلا بتمام حدوثها وهي من تشريعات سورة
الطلاق التي لم تكن موجودة قبل نزولها ودليلها قول الله تعالي{ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا
طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ
وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا
يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ
اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لَا تَدْرِي
لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا ( 1 ) فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ
بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ
مِنْكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ
يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ
لَهُ مَخْرَجًا (
2 ) وَيَرْزُقْهُ
مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ
إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِ شَيْءٍ قَدْرًا ( 3 ) }
وقد جعلها الله تعالي شرطاً في حدوث
الطلاق فما لم تتم فلا طلاق أبد الدهر حتي تحدث وهي مدة زمنية ثابتة بثبات
نوعية المرأة التي سيجري عليها الطلاق بعد نهايتها ففي ذوات الأقراء طولها ثلاثة قروء يلزم اتمامهم لبلوغ
الزوجان الي نهايتها حيث بعد نهايتها يُفعل التلفظ بالطلاق وليس في أي وقت دون
ذلك وهي ناسخة لعدة الاستبراء وكل شكل الطلاق الذي كان يحدث في سيادة أحكامه
حين سورة البقرة 1و2هـ وفي حال النساء اللائي لا يحضن ثلاثة أشهرٍ قمرية
لا يكون التلفظ بالطلاق إلا بعد انقضائهم وفي أولات الأحمال ما بقي من مدة
الحمل طالت أم قصرت حتي يضعن حملهن ويكنَّ في نفاثهن فللزوج حينئذٍ أن يُمسك
زوجته أو يتلفظ بالطلاق ولا يكون طلاق الحامل إلا في هذا التوقيت
المُسْتَدَلَّ عليه بولادة الزوجة أو سقوطها وهي إي عدة الإحصاء
مخلوقة
لتحول بين الزوج وبين تلفظه حيث حُرِّزَ التلفظ بالطلاق وراء حاجزها الخلفي
ومحال أن يصل الزوج إلي هذا اللفظ إلا بتمام انقضائها بالشروط التي نصَّ عليها
الباري جلَّ وَعَلَاَ في سورة الطلاق بأن يكون الخطوة الأولي توافر رغبة الزوج في التطليق(إذا
طلقتم النساء/يعني إذا أردتم تطليق النساء/ فطلقوهن لعدتهن) أي بعد عدتهن
اللام بمعني بعد والثانية هي البدء في إحصاء عدة الإحصاء بواسطة
الزوجين معا في بيتٍ واحد والثالثة تحريم خروج المرأة بواسطة الزوج أو
بواسطتها هي طول مدة العدة والرابعة توافر التقوي بين الزوجين في كل ما
كلفا به(واتقوا الله ربكم) والخامسة الصبر بالإحصاء الحثيث حتي يصل
الزوجان لنهاية أجل عدة الإحصاء والتأكد من الخروج منها بعد إحصائها(فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ
فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِّنكُمْ وَأَقِيمُوا
الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ۚ ذَٰلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ
وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ۚ وَمَن يَتَوَكَّلْ
عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ ۚ قَدْ
جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا (3))
حيث الإحصاء هو الوصول بالعَدِّ من نقطة البداية إلي نقطة النهاية وحلول ما
بعد نقطة النهاية وهو فرض الإمساك إن رغب الزوج في عدم التلفظ المفعل بعد
العدة هنا وهنا فقط أو التلفظ الفالق لعقد الزوجية بمعروف فإذا عزم الزوج علي
التلفظ هنا وهنا فقط فيكون الفراق بالمعروف ثم يشهد اثنين ذوي عدلٍ من
المسلمين بهذا يكون الزوج قد أقام الشهادة لله وهي آخر نقطة في آخر حلقة في
مشوار الطلاق والملاحظ هنا أن الله تعالي صدَّر مشوار الطلاق برغبة الزوج وفرض
مروره في قناة الإحصاء الطويلة بقيود صارمة لا يمكن لهما تخطيها أو التحايل
علي حدوثها ونزع الله تعالي من كليهما إمكانية التحايل علي حدوثها ببيان ليس
في الحسن أضوء منه وليس في الإمكان أحسن منه
ثم : ما هي
قصة إحصاء العدة؟ ومتي كلف المؤمنون بها؟ وهل نسخت عدة الإحصاء المنزلة في
سورة الطلاق 5 هـ
ما سبقت إليه سورة البقرة السابق تنزيلها في 1و2 هـ بما
كان فيها من عدة للاستبراء؟
عدة الإحصاء :
1. هي تشريع جديد نزل في سورة الطلاق الأية 1 من سورة الطلاق
2. هي من توابع تبديل العدة في التشريع المنزل في سورة الطلاق
5 هـ ليحل محل موضع
الطلاق في التشريع السابق بسورة البقرة 2هـ
3. .نزلت
لتواكب نقــــــــل الطلاق لدبر العدة حتي نعلم نهاية العدة فيحين ميقات
التطليق ببلوغ الأجل.
4. والعجيب أن الأمة كلها أعرضت عن مسمي عدة الإحصاء
المفروض فرضا علي المؤمنين حين تنزلت سورة الطلاق وما من أحدٍ من الناس
تناولها بالذكر كأنهم لا يعلمون عنها شيئا والله تعالي يقول فيها (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ
فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُـــــــــــوا
الْعِـــــدَّةَ وَاتَّقُوا
اللَّهَ رَبَّكُمْ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ
إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ
وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لَا تَدْرِي لَعَلَّ
اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا (1)
فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ
فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ وَأَقِيمُوا
الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ
وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ
وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ
أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا (3)/سورة
الطلاق)
5. والإحصاء كما جاء في لسان العرب هو بلوغ الأجل
ونهاية المعدود (العِدَدْ كلٌ بِنَوْعِها)
6. أما العَدُّ فهو تسلسل المعدود إلي مالا نهاية نعرفها ،بينما
الإحصاء هو بلوغ نهاية العَدَدِ
7. التكليف بالإحصاء نســــــــــخ ما كانت تعتدُ به
المطلَّقةُ في تشريع سورة البقرة من(عدة التسريح)
8. صار الوضع في سورة الطلاق 5هـ تقريبا
كالآتي:
عدة
الإحصاء ثم حلول الإذن بالطلاق ثم التفريق ثم الإشهاد
وعليه فقد
انعدمت عدة التسريح بكل توابعها بتشريع عدة الاحصـــــــــاء وذلك لأن عدة
التسريح كانت لازمة للمرأة التي طلقها زوجها أَمَاَ وقد أَخَّرَ الله تعالي
الطلاق وخبأه وراء عدة الإحصاء فقد
انعدم وجود عدة التسريح
لانعدام تقدم الطلاق قبل العدة ،ولأن الطلاق صار في التشريع المهيمن
لسورة الطلاق مخبأ وراء العدة
9. صارت عدة الإحصاء فرضاً لا يتم التطليق إلا بها ولزم من قول الله تعالي
(فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ
فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا
ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ذَلِكُمْ يُوعَظُ
بِهِ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَمَنْ يَتَّقِ
اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2)/سورة الطلاق)أن يُحصيها كل
عازمٍ علي الطلاق والتأكد من تمام
بلوغ نهايتها(فَإِذَا بَلَغْنَ
أَجَلَهُنَّ)،ليتمكن من
تطليق زوجته وفك رباط ووثاق الزوجية ومن عاند أو كابر في ذلك فلا يلومن إلا
نفسه إذا تبين له في الدنيا أو الآخرة أنه أهدي زوجته وهي علي ميثاقه لرجلٍ
آخر دون أن يفك وثاقها فعلاً فعناد
البشر وإعراضهم عن شرع الله الحق وتتبعهم
لتصورات الرجال دون تصورات الباري ومقصوده لا يجني منه الإنسان غير الخسران
المبين
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق