الأحد، 27 مايو 2018

لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا/ ومعني الفاحشة التي تجيز إخراج النساء من بيوتهن في العدة/(لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا/الطلاق)

لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا/ومعني الفاحشة التي تجيز إخراج النساء من بيوتهن في العدة
لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا
 (لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا/الطلاق)


















































لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا
                                  
بسم الله الرحمن الرحيم
لماذا قال الله تعالي (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ  لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا (1)/سورة الطلاق) المنزلة بالعام الخامس أو السادس هجريا بعد سورة الحشر بينهما سورة البينة ومعلوم أن سورة الحشر نزلت في العام السابع هجريا كما دل علي ذلك ترتيب سورة المصحف تاريخيا 
أما عن لفظة لعل  فهي من ألفاظ الرجاء أو التمني إذا استخدمها البشر كخلق أما في حق الله تعالي فهي تدل علي إرادة تحقيق ما يتمناه الإنسان إذا اعطي نفسة حكمة ما نزله الله تعالي من ذكرٍ يوصله إلي تحقيق ما يتمناه الفرد في هذا الشأن،لعلَّ 
 :
 ( حرف/اداة )حرف ناسخ مشبه بالفعل من أخوات إنّ ، ينصب الاسم ويرفَعُ الخبرَ ويفيد التوقُّع والترجِّي في الأمر المحبوب ، والإشفاق من المكروه ، وقد تحذف لامُه فيصير علَّ ، ويمكن اقتران لعلّ بنون الوقاية ، وإذا دخلت عليها(ما) كفَّتها عن العمل لعلّ الحبيبَ قادمٌ ،وكذا لعلَّ ترجمة و معنى لعل في قاموس المعاني. قاموس عربي عربي..لعل : ل ع ل : لَعَلَّ كلمة شكٍّ وأصلها علَّ واللام في أولها زائدة ويُقال لَعَلِّي أفعل ولَعَلَّني أفعل
 بمعنى،(المعجم: مختار الصحاح)
لَعَلَّ:لَعَلَّ حرفٌ من نواسخ الابتداء وفيها لغاتٌ من أَشهرها : عَلَّ [ بحذف لامها الأولى ]. وقد تلحقها نونُ الوقاية فيقال : لَعَلِّي ولَعَلَّني ، وعَلِّي وعَلَّنِي ولها معانٍ أشهرها :المعجم: المعجم الوسيط ،لَعَلَّ مِنَ الْحُرُوفِ الْمُشَبَّهَةِ بِالفِعْلِ ، يَعْمَلُ عَمَلَ : إِنَّ : تَنْصِبُ الاسْمَ وَتَرْفَعُ الْخَبَرَ ، وَهِيَ تُفِيدُ التَّرَجِّيَ : :- لَعَلَّ الْمُسَافِرَ وَاصِلٌ هَذَا الْمَسَاءَ : لَعَلَّهُ يَأْتِ   2  .التَّوَقُّعُ للأَمْرِ الْمَكْرُوهِ:لَعَلَّ الْمَرِيضَ يَقْضِي نَحْبَه
3 . التَّعْلِيلُ  طه آية 44 {فَقُولاَ لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى}(الآية).
4.لِلاسْتِفْهَامِ :لَعَلَّهُ مُقِيمٌ
5.إِذَا اتَّصَلَتْ بِهَا يَاءُ الْمُتَكَلِّمِ قَدْ تُجَرَّدُ مِنْ نُونِ الْوِقَايَةِ أَوْ لاَ تُجَرَّدُ : لَعَلِّي ، لَعَلَّنِي
6.وَيَجُوزُ حَذْفُ لاَمِهَا فَيُقَالُ عَلَّ . المعجم: الغني
لعلَّ : لعلَّ 1.حرف ناسخ مشبه بالفعل من أخوات إنّ ، ينصب الاسم ويرفَعُ الخبرَ ويفيد التوقُّع والترجِّي في الأمر المحبوب ، والإشفاق من المكروه ، وقد تحذف لامُه فيصير علَّ ، ويمكن اقتران لعلّ بنون الوقاية ، وإذا دخلت عليها ( ما ) كفَّتها عن العمل :- لعلّ الحبيبَ قادمٌ ، - لعلّنِي أحجُّ هذا العام ، - لعلّ أحدَكم أن يسارع في الخيرات ، لعلما النصرُ قريبٌ ، -  ذاكر علَّك تنجح ،{ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا }
2. حرف ناسخ يفيد التعليل : { فَقُولاَ لَهُ قَوْلاً لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى }
3.حرف ناسخ يفيد الاستفهام :{ لاَ تَدْرِي لَعَلَّ اللهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا } .
أما قوله تعالي: يُحدث بعد ذلك أمرا فهي جملة في خطاب إلهي احتوت علي:
1.لفظة يُحدِثُ
2.ولفظة بعد ذلك
3.ولفظة أمراً
ويُحدثُ لفظة تدل علي: الحَدِيثُ نقيضُ القديم والحُدُوث نقيضُ القُدْمةِ:حَدَثَ الشيءُ يَحْدُثُ حُدُوثاً وحَداثةً وأَحْدَثه هو فهو مُحْدَثٌ وحَديث وكذلك اسْتَحدثه وأَخذني من ذلك ما قَدُمَ وحَدُث ولا يقال حَدُث بالضم إِلاَّ مع قَدُم كأَنه إِتباع ومثله كثير والحُدُوثُ كونُ شيء لم يكن/ وأَحْدَثَه اللهُ فَحَدَثَ وحَدَثَ أَمرٌ أَي وَقَع واسْتَحْدَثْتُ خَبَراً أَي وَجَدْتُ خَبَراً جديداً ..
**وهو هنا دالٌ علي رجاء أن يحدث شيئاً لم يكن وسيحْدِثُه اللهُ فَحَدَثَ  قلت المدون وما هو الحدث المناقض لقرار الزوج أن يُطلق زوجته غير أن لا ُيطلِّقها وما هي قيمة هذا الترجي إن كان الطلاق قد وقع واحتسب كما كان في سورة البقرة ،إلا أن يرافق هذا الترجي جديد تشريعٍ يأتي بعدُ في سورة الطلاق مُفعم بالأمل وعدم الخسران في أي شيئ مما أمَّلَ فيه الأزواج من رغباتهم في الفراق حتي كون الزوجة أن تصبح لا زوجة أو أن طلقته تحتسب علي الزوج من عدد طلاقاته/ طلقة لذلك جاء تشريع سورة الطلاق المنزل في العام 5 أو 6 هجري خالٍ تماما من كل خسارة في مسار ومشوار الرغبة في إحداث الطلاق ،وأعني بذلك أن الله تعالي لما قدم العدة(عدة الإحصاء علي التلفظ بالطلاق جعل العدة حائط حماية ووقاية من وقوع أي خسارة بل جعلها زمن محسوب للأزواج وليس عليهم عندما وضعهم في بوتقة الزوجية وبيت واحدٍ محرما خروج الزوجة من البيت وسماه بيتها ومحرما علي الأزواج أن يُخرجوهن ،ولم يأذن في ذلك مطلقا إلا ما أذن لأي أمرأة طبيعية أن تخرؤج فقط في حالة اتيانها بفاحشة مبينة والفاحشة المبينة معروفة في كتاب الله تعالي وهي :
1.[تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (13) وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ (14)وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ فَإِنْ شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلًا (15) وَاللَّذَانِ يَأْتِيَانِهَا مِنْكُمْ فَآَذُوهُمَا فَإِنْ تَابَا وَأَصْلَحَا فَأَعْرِضُوا عَنْهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ تَوَّابًا رَحِيمًا (16)/سورة النساء
2. يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (30)/سورة الأحزاب
3.والثالثة هي في سورة الطلاق 5  هـ (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ  إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا (1)/سورة الطلاق،وغالبا تُطلق الفاحشة علي الزنا
^. كقوله تعالي(وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ فَإِنْ شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلًا (15) وَاللَّذَانِ يَأْتِيَانِهَا مِنْكُمْ فَآَذُوهُمَا فَإِنْ تَابَا وَأَصْلَحَا فَأَعْرِضُوا عَنْهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ تَوَّابًا رَحِيمًا (16)/سورة النساء)
^.أو كقوله تعالي(وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135)/سورة الفرقان)
^. وَلَا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آَبَاؤُكُمْ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتًا وَسَاءَ سَبِيلًا (22)/سورة النساء
^.لأن الأمهات دخلن فيمن حرمهن الله علي الأبناء من المؤمنين ضمن قوله تعالي(حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالَاتُكُمْ وَبَنَاتُ الْأَخِ وَبَنَاتُ الْأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ مِنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلَائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلَابِكُمْ وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا (23)/سورة النساء)
^.وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلًا أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَانْكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآَتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلَا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ وَأَنْ تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (25)  يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (26)/سورة النساء
^. وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ (80) إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ (81)/سورة الأعراف ،فالفاحشة هنا هي اللواط وهو نوع من الشهوة المحرمة لكنه من الدُبر ويستخدم فيه الرجال الرجال ،
^.( وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا (31)وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا (32) وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا (33) وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا (34) وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذَا كِلْتُمْ وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا (35) وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا (36) وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا (37) كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا (38)/سورة الاسراء ،فقد دلل الله علي أن قتل الآباء أولادهن بكونه خطئا كبيرا وليس بكونه فاحشة لكنه في نفس الآيات دلل علي أن الزنا بكونه فاحشة في قوله تعالي:(وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا)


^. إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آَمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (19) وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (20)/سورة النور،
وقد تحدثت الآيات عن الفاحشة بمعني الزنا 
^. وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ (54) أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ(55)/سورة النمل،وهي حديث عن استخدام شهوة الفرج في اللواط
^. وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ  إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ (28) أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ/سورة العنكبوت
^.وهكذا فقد تأكد أن كل القائلين بأن الفاحشة غير كونها زنا قد حرفوا في ألفاظ سورة الطلاق،واستدلوا خطأً بما جاء في سورة الطلاق في وقت لم تتنزل فيه سورة الطلاق بعدُ..حيث تنزلت سورة الطلاق بعد سورة البينة والحشر إبان العامين الخامس أو السادس من الهجرة،وجاء في لسان العرب لابن منظور:
*والفَحْشاءُ اسم، الفاحشة،...والفاحشة والفاحش في الحديث وهو كل ما يَشتد قُبْحُه من الذنوب والمعاصي قال ابن الأَثير وكثيراً ما تَرِدُ الفاحشةُ بمعنى الزنا ويسمى الزنا فاحشةً  وقال اللَّه تعالى (إِلا أَن يَأْتِينَ بفاحشةٍ مُبَيِّنةٍ)،وعدد ابن منظور ما قيل في معني الفاحشة من أفواه الفقهاء والتابعين رضي الله عنهم لكن الحجة البالغة في النص القرآني والحديث الصحيح النبوي فقال:
*قيل الفاحشة المبينة أَن تزني فتُخْرَج لِلْحدّ
*وقيل الفاحشةُ خروجُها من بيتها بغير إِذن زوجها
*أما قول الشافعي رحمه الله في ما ذكره ابن منظور عنه:(وقال الشافعي أَن تَبْذُوَ على أَحْمائِها بِذَرابةِ لسانها فتُؤْذِيَهُم وتَلُوكَ ذلك في حديث فاطمة بنت قيس أَن النبي صلى اللَّه عليه وسلم لم يَجْعل لها سُكْنى ولا نفقةً ..وذَكر أَنه نَقَلها إِلى بيت ابن أُم مَكتوم لبَذاءتِها وسَلاطةِ لِسانِها ..ولم يُبْطِلْ سُكْناها لقوله عز وجل ولا تُخْرِجوهُنّ من بُيوتِهنّ ولا يَخْرُجْنَ إِلا أَن يأْتِينَ بفاحشةٍ مُبَيِّنةٍ( قلت المدون حادثة طلاق فاطمة بنت قيس كانت مواكبة لفترة تنزيل سورة البقرة تلك الفترة الزمنية التي لم يتنزل فيها حق السكني والنفقة للمطلقة فلذلك ولذلك فقط خرجت فاطمة لتعتد عدة استبراء في دار ابن أم مكتوم وهو ليس وليها المباشر بل ولايته عامة كأي رجل مؤمن يتولي امرأة لا ولي لها غير أن النبي صلي الله عليه وسلم قد عيَّنه بالتحديد لأنه أعمي ولن تنكشف عليه⇑ وكل ما قيل عن  أسباب اعتداد فاطمة في بيتٍ غير بيت زوجها كان منشأه انعدام تشريع السكني والنفقة في أجواء سورة البقرة العاملة في مجتمع المسلمين من العام الأول والثاني الهجري)وليس بمفهوم أن يقصد الله تعالي تعميم معني الفاحشة هنا لتشمل كل هذه المعاني ولأن الله تعالي أضاف لفظة الفاحشة الي معني مقيد لعموم المعني وقصرها علي اتيان الزنا فقط حين قال(مبينة)في الآية((يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ   ...إلي قوله تعالي( إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا (1)/سورة الطلاق)
ذلك لأن الله تعالي قد جعل فترة العدة آخر سهم في آخر كنانة للزوج ،ولم ينزل الله هذا التشريع عبثاً يعبث به أصحاب الآراء كلٌ حسب ما يتصوره عقله وتمتلئ به نفسه من اجتهاداتٍ بعيدة عن روح النص وظرف تنزيله إن الله تعالي عندما استثني من منع الزوجة من البقاء في البيت للشارعين في الفراق عندما تنتهي العدة لهؤلاء اللائي يأتين الفاحشة جعل معني الفاحشة بمدلول الزنا مدللا عليه بقوله(مبينة)مواكبا لخطور الموقف والذي يريد الله بهما أي الزوجين أن يُحدِثُ بينهما أمراً هو ان لا يصل الزوج إلي تنفيذ قراره بالطلاق عندما تحين نهاية العدة وما قيمة قوله تعالي:
*(لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا (1)/سورة الطلاق)إذا تدني وانحط مدلول الفاحشة التي هي بمعني الزنا كما قاله ابن الأثير(قال ابن الأَثير وكثيراً ما تَرِدُ الفاحشةُ بمعنى الزنا ويسمى الزنا فاحشةً)في لسان العرب لابن منظور،..إلي ما فسره بعض الفقهاء بمعني الفحش في الكلام في مجتمع النبوة خير القرون؛؛ كيف..ونبي الله تعالي هو الذي رباهم علي أحسن الأخلاق وأقوم الإيمان وأعلي طُرُقِ الإسلام قوامة واعتدلاً ،إن الفاحشة هنا هي الزنا  وفقط لما يناسبها من ظروف العبارات المحيطة بالنص نفسة ^وكذا لما يرجوه الله تعالي لعبده الشارع العازم علي تطليق امرأته في نهاية الفترة الساخنة التي سيحدث الله في عقبها أمراً وهو تراجع الزوج عن عزيمة الفراق والإنتكاس المحمود في قراره والعودة مرة أخري إلي عقله ليمسك زوجته دونما خسارة أو دونما ذرة من خسارة.
سيكولوجية النفس البشرية كما استقرأناها من كتاب الله ومن واقع النفس المرأية بالنظر والمتابعة  
لقد فطر الله تعالي بني آدم وخصَّهُ بخصائص لم تخفي عليه وهو العليم الحكيم؛وقد علمنا هذه الخصائص المخلوق عليها بني البشر من:
أ.  تناول القرآن لخصائص البشر وما ينتج عنها من سلوك محدد الشكل والكنه والماهية
ب . استقراء أحوال النفوس البشرية من النظر والتفكر والمتابعة وجدانا وسلوكا ونبدأ بما دلنا علية القرآن الكريم من إشارات الخالق لهذه الخصائص
1)الغضب
2)التسرع
3)الشعور بالكرب
4)المكر والكيد
5)الغدر والخيانة
6)الريبة والشك
7)التأثر بالوشاية
8)الحمية والعصبية
9 )القصور في النظر وضسق الأفق وانعدام العلم بالغيب
10)الرؤية المقلوبة للأمور
11)انعدام التدبر في مستقبل الحال وما ينتهي إليه المآل
وغير ذلك كثير من صفات السلب التي كشف القرآن عن بعض جوانبها، أما صفات الإيجاب التي علمناها في نفوس البشر كغريزة خلق عليها الإنسان فمنها:
   1)الندم
   2)مراجعة النفس
   3)التدبر الهادئ في العاقبة
   4)الهدوء والتريث بعد التعجل
   5)إعادة وزن حاجات العنصر البشري لما يناسب متطلباته
   6)الصبر
   7)الشعور بالفرج بعد الكرب
   8)التمني والرغبة في الأمل
   9)لقد تطاول الشيطان بكفره علي ما هو موجبٌ من صفات البشر وامتلئ حقدا علي بني آدم أن يُسْعِدَ بصفةٍ لها إيجابية فاعلة تؤدي ببني البشر إلي رضا الله تعالي ورضوانه فراح يخلط جوانب الإيجاب بالسلب مستخدما الوسوسة والوشاية بالنفس والتفس والهمس...وذلك في لحظات الإنفعال وثورة الغضب والتوتر النفسي لبني الإنسان حتي إذا خلا المؤمن إلي نفسه وانطوي في بيته وهدأت ثورته وانعدم توتره العصبي واستحضر ملكات الإيمان بالله واسترجع حاسة التقوي في نفسه وتمثل موازين القسط وجوانب العدل في نفسه المؤمنة استبصر ورأي ما كان الشيطان يحجبه عنه:
^.فالندم يأتيه بعد التسرع والعجلة
^.والفرج يأتيه بعد الغم والكرب
^.ومراجعة النفس من الغدر والخيانة والمكر والخديعة تحدث عندما يخلو المؤمن الي نفسه وقد ذهب الشيطان بعيدا عنه
^.والتأثر بالوشاية تتراجع في نفسه بخبوت أصوات الواشين المخببين عن خاطره
^.والأوه يعقب الندم بعد الخسران
^.والفرح يأتيه بعد انتصاره علي هفوات نفسه ورجوعه إلي حظيرة الإيمان والإطمئنان بجوار الواحد الديان والأمثلة في ذلك أكثر من أن تُحصي؛غير أن عواقب هذه التصرفات البشرية لا يقرأها أكثر الناس قرآءة صحيحة فمنهم من يستدركها في أوانها ومنهم من يستدركها بعد فوات الأوان ومنهم من لا يستدركها أصلاً تاركا نفسة لتخبطات الشيطان وموجات الواقع القاسية جدا انخاضا أو ارتفاعا لا يستدركها الا بعد فوات الأوان وتحقق الخسران
وفي ظل ما عرفناه متواضعاً:قليلٌ من كثيرٍ لا يحيطُ بشأنه إلا الباري سبحانه العليم الخبير؛كان علينا أن ندرك أنه من المحال أن يترك الله عباده المؤمنين تتقاذفهم المتضاضات في هذه الصفات المخلوقة فيهم وكل الناس متفاوتين  في قدرتهم غلي الصبط والعدالة والاتقان والتعقل ففرض الله تعالي صفات الجبر لكل صفات السلب وفرض الله تعالي صفات النماء والعلو لكل صفات الإيجاب ومن هذا فَرْضَهُ سبحانه للتوبة والندم والأوبة والتأوه والرجوع والاستغفار والكفارة بعمل الصالحات وتشريعهِ للحلمِ والصبر والأناه ،ونهيه عن الغضب وجعل عدم الغضب وحده مع قاعدة الايمان والإخبات والتوبة والاخلاص لله أداة دخول الجنة،
ولم يكن ممكنا تصور أن يترك الله تعالي بيوت المسلمين عرضة لنيران الشياطين ولهيب وساوسهم وتخريب أعوانهم من الإنس والجن فأنزل برحمته تعديلا لأحكام الطلاق السابق تنزيلها في سورة البقرة2هـ  بتنزيلٍ بدل الله فيه تشريعا جديداً  قدم فيه العدة علي التطليق؛ليس في الحسن أجمل منها ولا في البيان أبلغ منها؛ولا في التنزيل أرحم منها وكل التنزيل رحمة وبلاغة وبيانا ربانياً خالصاً؛       
وجعل الله تعالي هذا التشريع مُقَعَّدَاً في تقديم العدة(عدة إحصاء)علي التطليق والعدد هي:لمن تحيض من النساء ثلاثة قروء ولمن لا تحيض منهن ثلاثة أشهـــرٍ قمرية
ولذوات الأحمال أجلاً محددا بوضع حملهن ولادة أو سقطا:
هكذا قدَّر سبحانه أن يكون التشريع الجديد في سورة الطلاق مفتوحاً بابهُ للمؤمنين رجاء أن يفتح الله بين الزوجين بالإصلاح والوفاق بكل ما أنزل في سورة الطلاق كما قدمنا
ويستكمل ان شاء الله 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق