أسباب
وقوع الإدراج د ماهر الفحل والتعقيب
إن
الباعث للراوي عَلَى الإدراج يختلف من شخص لآخر ، ومن حَدِيْث إلى حَدِيْث غيره ،
ما بَيْنَ بيان لتفسير كلمة ، أَوْ استنباط لحكم ، أَوْ قلة ضبط
ويمكننا
أن نجمل سبب وقوع الإدراج فِيْمَا يأتي ([1]) :
↼↾⇀ أن
يريد الرَّاوِي تفسير بعض الألفاظ الغريبة الواردة في متن الْحَدِيْث ، فيحملها
عَنْهُ بعض الرُّوَاة من غَيْر تفصيل لتفسير تِلْكَ الألفاظ .
مثاله
: حَدِيْث عقيل([2])
، عن ابن شهاب الزهري ، عن عروة بن الزبير ، عن عائشة أم المؤمنين في قصة بدء
الوحي، وفيه: (( وَكَانَ يخلو بغار حراء فيتحنث فِيْهِ، وَهُوَ التعبد … )) ([3])
.
فقوله
: (( وَهُوَ التعبد )) مدرج من كلام الزهري في الْحَدِيْث ([4]) .
↼↾⇀ أن
يقصد الرَّاوِي إثبات حكم ويستدل عليه بالحديث المرفوع .
ومثاله
ما ورد ([5])
في حَدِيْث أَبِي هُرَيْرَة رضي الله عنه : (( أسبغوا الوضوء ، ويل للأعقاب من النار )) .
↼↾⇀ أن
يريد الرَّاوِي بيان حكم يُستَنبطُ من كلام النَّبِيّ صلي الله عليه وسلم
ومثاله
ما تقدم ([6])
في حَدِيْث بسرة بنت صفوان رضي الله عَنْهَا : (( مَنْ مس ذكره أو رفغه أو أنثييه
فليتوضأ )) .
قَالَ
السيوطي : (( فعروة لمّا فهم من لفظ الخبر أن سبب نقض الوضوء مظنة الشهوة جعل حكم
ما قرب من الذكر كذلك فَقَالَ ذَلِكَ ، فظن بعض الرُّوَاة أنه من صلب الخبر فنقله
مدرجاً فِيْهِ ، وفهم الآخرون الحال
ففصلوا )) ([7])
.
↼↾⇀ اختصار
الْحَدِيْث والرواية بالمعنى .
الخطأ
الناشئ عن عدم ضبط الرَّاوِي لمروياته .
([1]) انظر : تدريب الرَّاوِي 1/270 ، وفتح
القادر المغيث الورقة 73-74 .
([2]) هُوَ عقيل – بالضم – بن خالد بن عقيل
الأيلي ، أبو خالد الأموي مولاهم : ثقة ثبت ، توفي سنة
( 144 ه ) ، وَقِيْلَ : ( 142 ه ) ، وَقِيْلَ : ( 141 ه ) .
( 144 ه ) ، وَقِيْلَ : ( 142 ه ) ، وَقِيْلَ : ( 141 ه ) .
تهذيب
الكمال 5/205 ( 4590 ) ، والكاشف 2/32 ( 3860 ) ، والتقريب ( 4665 ) .
([3]) رَوَاهُ : عَبْد الرزاق ( 9719 ) ،
وأحمد 2/232 ، والبخاري 1/3 ( 3 ) و 9/37 ( 6982 ) ، ومسلم 1/97 ( 160 ) ( 252 ) و
1/98 ( 160 ) ( 253 ) ، وغيرهم .
([4]) انظر : فتح الباري 1/23 ، والديباج ،
للسيوطي 1/141 .
([5]) انظره في رسالتي الدكتوراه أثر اختلاف الأسانيد
والمتون في اختلاف الفقهاء477 .
([6]) ص : 236 .
([7]) تدريب الرَّاوِي 1/271 .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق