مثال
آخر لزيادة الثقة
رَوَى عَبْد الأعلى ([1])، عن عبيد الله ([2]) بن عُمَر، عن نافع أن عَبْد الله بن عُمَر كَانَ إذَا دخل في الصَّلاَة كبر ورفع يديه، وإذَا ركع رفع يديه ، وَإِذَا قَالَ: سَمِعَ الله لِمَنْ حمده رفع يديه ،وَإِذَا قام من الركعتين رفع يديه، رفع ([3]) ذَلِكَ ابن عُمَر إلى النَّبيّ(صلي الله عليه وسلم) . هكذا رَواهُ الإِمَام البُخَارِيّ ([4]) وابن حزم ([5]) من طريق عياش ([6]) ، وأبو دَاوُد ([7])، والبيهقي ([8]) من طريق نصر بن عَلِيّ ([9]) ، والبيهقي ([10])، والبغوي ([11]) من طريق إسماعيل بن بشر بن مَنْصُوْر ([12]) ؛ ثلاثتهم (عياش ، ونصر بن عَلِيّ ، و إسماعيل بن بشر) رووه عن عَبْد الأعلى من هَذَا الوجه . وَقَدْ خولف عَبْد الأعلى في هَذَا الحَدِيْث مرتين : خولف في رفعه وخولف بذكر زيادة : (( وَإِذَا قام من الركعتين رفع يديه ))([13]). فَقَدْ خالفه عَبْد الله بن إدريس ([14]) وعَبْد الوهاب الثقفي ([15])، والمعتمر بن سليمان([16]) فرووه عن عبيد الله ، عن نافع ، عن ابن عُمَر موقوفاً .وَقَدْ خولف عَبْد الأعلى لعدم ذكر الزيادة خالفه الإِمَام مَالِك([17]) فرواه عن نافع ، عن ابن عُمَر موقوفاً ، بدون ذكر الزيادة وخالفه أيضاً حماد بن سلمة ([18]) وإبراهيم بن طهمان ([19]) فروياه عن أيوب السختياني ، ورواه ابن طهمان عن موسى بن عُقْبَة[20]. ورواه صالح بن كيسان ([21]) ؛ ثلاثتهم ( أيوب ، وموسى ، و صالح) ، عن نافع ، عن ابن عُمَر مرفوعاً ، بدون ذكر الزيادة . إلا أن عَبْد الأعلى لَمْ ينفرد بالحديث ، فَقَدْ توبع عَلَيْهِ متابعات تامة ونازلة ، تابعه عَلَى الرفع و الزيادة محارب بن دثار ([22]) فرواه عن عَبْد الله بن عُمَر . وتوبع عَلَى ذكر الزيادة أيضاً ، لَكِنْ من طرق موقوفة عَلَى ابن عُمَر ، تابعه ابن جريج ([23])، والليث بن سعد ([24]) متابعة نازلة عن نافع إلا أنهم رووه موقوفاً . وَقَدْ توبع عَبْد الأعلى بذكر الزيادة و الرفع فرواه معتمر بن سليمان ([25])، عن عبيد الله بن عَبْد الله ، عن الزُّهْرِيّ ، عن سالم، عن ابن عُمَر، بِهِ . وعبد الوهاب الثقفي ([26])، عن عبيد الله ، عن الزُّهْرِيّ ، عن نافع ، عن ابن عمر ، بِهِ . ثُمَّ إن لحديث عَبْد الأعلى بزيادته شواهد من حَدِيث أبي حميد الساعدي ([27])، والإِمَام عَلِيّ ([28]) ، و أبي هُرَيْرَةَ ([29]).وهناك شاهد أخرجه أبو داود ([30])، قَالَ : حَدَّثَنَا قتيبة بن سعيد ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابن لهيعة ، عن أبي هبيرة ([31])، عن ميمون المكي ([32])، أَنَّهُ رأى عَبْد الله بن الزُّبَيْر وصلى بهم يشير بكفيه حِيْنَ يقوم ، وحين يركع ، وحين يسجد ، وحين ينهض للقيام ، فيقوم فيشير بيديه ، فانطلقت إلى ابن عَبَّاس فقلت: إني رأيت ابن الزُّبَيْر صلى صلاة لَمْ أر أحداً يصليها، فوصفت لَهُ هذِهِ الإشارة ، فَقَالَ: إن أحببت أن تنظر إلى صلاة رَسُوْل الله r فاقتد بصلاة عَبْد الله بن الزُّبَيْر . وابن لهيعة وإن كَانَ فِيهِ مقال ، إلا أن رِوَايَة قتيبة بن سعيد عَنْهُ جيدة ، نَصَّ عَلَى ذَلِكَ الإمام المبجل أحمد بن حَنْبَل ([33]) . وَقَدْ اعترض عَلَى هَذَا الحَدِيْث صاحب عون المعبود فَقَالَ : (( هَذَا يدل عَلَى مشروعية الرفع عِنْدَ القيام من السجود ، لَكِنَّهُ مَعَ ضعفه معارض بحديث ابن عُمَر المروي في صَحِيْح البُخَارِيّ ، وفيه : (( ولايفعل ذَلِكَ حِيْنَ يسجد وَلاَ حِيْنَ يرفع رأسه من السجود )) ))([34]) . لَكِن الَّذِي يبدو لي : أن لا معارضة بَيْنَ الحديثين فيحمل حَدِيث ابن الزُّبَيْر عَلَى العموم ، وحديث ابن عُمَر مخصص لَهُ فخرج من العموم إلى الخصوص ، وهذا أولى من ادعاء التعارض .
.............................................
([1]) هُوَ عَبْد الأعلى بن عَبْد الأعلى البصري السامي : ثِقَة ، مات سنة تسع وثمانين ومئة . تهذيب الكمال 4/336 (3675)، والكاشف 2/611 ( 3078 ) ، وتقريب التهذيب : ( 3734 ). ([2]) هُوَ عبيد الله بن عُمَر بن حفص بن عاصم بن عُمَر بن الخطاب : ثِقَة ثبت مات سنة (147ه). تهذيب الكمال 5/54 ( 4257 ) ، والكاشف 1/685 ( 3576 ) ، وتقريب التهذيب ( 4324 ) . ([3]) وهذه إحدى صيغ الرفع عِنْدَ المُحَدِّثِيْنَ ، انظر : معرفة أنواع علم الحديث : 46 ، وَفِي طبعتنا:125. ([4]) في صحيحه 1/188 (739) وَفِي رفع اليدين (49) . ([5]) في المحلى 4/90 . ([6]) هُوَ: عياش بن الوليد الرقام ، أبو الوليد البصري : ثِقَة مات سنة ست وعشرين ومئتين . الثقات 8/509 ، وتهذيب الكمال 5/536 ( 5192 ) ، وتقريب التهذيب : ( 5272 ) . ([7]) في سننه (741 ) . ([8]) في سننه الكبرى 2/70 . ([9]) هُوَ نصر بن عَلِيّ الجهضمي:ثِقَة ثبت طلب للقضاء فامتنع ، توفي سنة (250 ه)، وَقِيْلَ : ( 251 ه). تهذيب الكمال 7/325 ( 7001 ) ، والكاشف 2/319 ( 5819 ) ،وتقريب التهذيب (7120 ). ([10]) في سننه الكبرى 2/136 . ([11]) في شرح السُّنَّة (560) . ([12]) هُوَ إسماعيل بن بشر بن منصور السليمي: بصري يكنى أبا بشر: صدوق تكلم فِيهِ للقدر، مات سنة خمس وخمسين ومئتين. تهذيب الكمال 1/222(420)، والكاشف 1/244(359)، وتقريب التهذيب(426). ([13]) والمختار قبول الرفع وصحة الزيادة ، فَقَدْ صححهما إمام المُحَدِّثِيْنَ أبو عَبْد الله البُخَارِيّ إِذْ أودعهما في صحيحه ، وَقَدْ حكى الدَّارَقُطْنِيّ في العلل الاختلاف في وقفة ورفعه وَقَالَ : (( الأشبه بالصواب قَوْل عَبْد الأعلى )) ( نقله عَنْهُ الحافظ ابن حجر في فتح الباري 2/222) . ([14]) هُوَ: عَبْد الله بن إدريس بن يزيد بن عَبْد الرحمان الأودي : ثِقَة فقيه عابد ، توفي سنة ( 192 ه) . تهذيب الكمال 4/86 ( 3147 ) ، والكاشف 1/538 ( 2627 ) ،وتقريب التهذيب (3207) . وحديثه أشار إِليهِ الحافظ ابن حجر في فتح الباري نقلاً عن الإسماعيلي ( فتح الباري 2/222). ([15]) هُوَ عَبْد الوهاب بن عَبْد المجيد الثقفي : ثِقَة تغير قَبْلَ موته بثلاث سنين ، مات سنة أربع وتسعين ومئة. تهذيب الكمال 5/18 ( 4192 ) ، والكاشف 1/674 ( 7519 ) ، وتقريب التهذيب (4261) ، وروايته لَمْ أقف عَلَيْهَا ، لَكِنْ ذكرها ابن حجر في فتح الباري 2/222. ([16]) هُوَ: المعتمر بن سليمان التيمي يلقب الطفيل : ثِقَة مات سنة سبع وثمانين ومئتين . تهذيب الكمال 7/169 (6673) ، والكاشف 2/279 (5546) ، وتقريب التهذيب (6785) ، وروايته لَمْ أقف عَلَيْهَا ، وذكرها ابن حجر في فتح الباري 2/222. ([17]) موطأ الإِمَام مَالِك (100) رِوَايَة مُحَمَّد بن الحَسَن الشيباني ، و (80) رِوَايَة سويد بن سعيد ، و(210) رِوَايَة أبي مصعب الزُّهْرِيّ ، و(201) رِوَايَة يَحْيَى الليثي . ([18]) حديثه أخرجه أحمد 2/100، و أشار إِليهِ البُخَارِيّ 1/188 عقب (739) ، و في جزء رفع اليدين (52)و(53) و الطحاوي في شرح المشكل (5832) ، و البَيْهَقِيّ 2/70 ، وابن حجر في تغليق التعليق 2/305 مرفوعاً من غَيْر ذكر الزيادة . ([19]) هُوَ إبراهيم بن طهمان الخراساني ، أبو سعيد سكن نيسابور ثُمَّ مكة : ثِقَة يغرب وتكلم فِيهِ للارجاء ، ويقال : رجع عَنْهُ ، مات سنة ثمان وستين ومئة . تهذيب الكمال 1/115 ( 182 ) والكاشف 1/214 ( 148 ) ، وتقريب التهذيب ( 189 ) . وحديثه عِنْدَ البُخَارِيّ أشار إِليهِ في صَحِيْحه 1/188 عقب حَدِيث (739) ، وأخرجه البَيْهَقِيّ 2/70-71 ، وابن حجر في تغليق التعليق 2/306. ([20]) حديثة أخرجه البَيْهَقِيّ 2/70-71 ، و ابن حجر في تغليق التعليق 2/306 ([21]) هُوَ صالح بن كيسان المدني: مؤدب ولد عُمَر بن عَبْدالعزيز: ثِقَة ثبت فقيه ، مات سنة ثلاثين ومئة أو بعد الأربعين.تهذيب الكمال 3/434(2820)، والكاشف 1/498 (2358)، وتقريب التهذيب (2884). وحديثه أخرجه الإِمَام أحمد 2/132 ، وأحاله عَلَى الحَدِيْث الَّذِي قبله ، والدَّارَقُطْنِيّ 1/295-296 وفي رِوَايَة أَحْمَد زاد ( وحين يسجد ) . ([22]) وَهُوَ : ثِقَة إمام زاهد ، مات سنة ست عَشْرَة ومئة ( تقريب التهذيب : 6492 ) ، وحديثه عِنْدَ ابن أبي شَيْبَة (2439) ، والبُخَارِيّ في جزء رفع اليدين (26) ، و أبي دَاوُد (743) ، وابن حزم في المحلى 4/90 من طرق عن عاصم بن كليب عن محارب بن دثار عن عَبْد الله بن عُمَر بلفظ:(( كَانَ النَّبيّ r إذَا قام في الركعتين كبر ورفع يديه ))، وَفِي بَعْض الكُتُب:(( من الركعتين )) إلا أن البُخَارِيّ أخرجه في (( جزء رفع اليدين )) (48) من طريق أخرى عن عَبْد الواحد بن زياد ، قَالَ : حَدَّثَنَا محارب بن دثار ، قَالَ : رأيت عَبْد الله افتتح الصَّلاَة كبر ورفع يديه وَإِذَا أراد أن يركع رفع يديه وَإِذَا رفع رأسه من الركوع )). هكذا رَواهُ موقوفاً عَلَى ابن عُمَر من غَيْر ذكر للزيادة . ([23]) حديثه عِنْدَ عَبْد الرزاق (2520) ، و البُخَارِيّ في جزء رفع اليدين (40) . ([24]) حديثه عِنْدَ البُخَارِيّ في جزء رفع اليدين (51) . ([25]) عِنْدَ النَّسَائِيّ 3/3 ، وَفِي الكبرى (1105) ، و ابن خزيمة (693)، و الطحاوي في شرح المشكل (5829) و (5830) وانظر : تحفة الأشراف 5/381 (6876) . ([26]) أخرجه البُخَارِيّ في جزء رفع اليدين (80) . ([27]) الصَّحَابِيّ الجليل أبو حميد الساعدي ، اختلف في اسمه فقيل : المنذر بن سعد ، وَقِيْلَ: عَبْد الرَّحْمَان ، وَقِيْلَ : عَمْرو ، واختلف في اسم أبيه أَيْضاً ، عاش إِلَى أول خلافة يزيد سنة ستين هجرية . أسد الغابة 4/417 ، وتجريد أسماء الصَّحَابَة 2/95 ( 1070 ) ، والتقريب ( 8065 ) . وحديثه أخرجه أحمد 5/424 ، والدارمي (1363)، والبُخَارِيّ في (( جزء رفع اليدين )) (3) و (4) ، وأبو دَاوُد (730) ، و ابن ماجه (862) ، و التِّرْمِذِي (304) و (305) ، و النَّسَائِيّ 3/2-3 ، وَفِي الكبرى ، لَهُ (1104) ، و ابن الجارود (192) و (193) ، و ابن خزيمة (587) ، و الطحاوي في شرح المعاني 1/223 ، وابن حبان (1863)و(1866)و(1872) وَفِي ط الرسالة (1867) و(1870) و(1876)، والبَيْهَقِيّ 2/72 . ([28]) أخرجه أحمد 1/93 ، والبُخَارِيّ في (( جزء رفع اليدين )) (1) و (9) ، و أَبُو دَاوُد (744) و (761) ، وابن ماجه (864) ، والتِّرْمِذِي (3423) ، وابن خزيمة (584) ،والدَّارَقُطْنِيّ 1/287 ، وذكر الخلال في ((علله)) عن إسماعيل بن إسحاق الثقفي قَالَ: سئل أحمد عن حَدِيث عَلِيّ هَذَا فَقَالَ : صَحِيْح . انظر : (نصب الراية 1/412) . ([29]) أخرجه أبو دَاوُد (738) ، و ابن خزيمة (694) . ([30]) في سننه (739) . ([31]) هُوَ عَبْد الله بن هبيرة بن أسعد السبئي الحضرمي ، أَبُو هبيرة المصري : ثقة ، توفي سنة ( 126 ه) . تهذيب الكمال 4/310 ( 3616 ) ، والكاشف 1/605 ( 3033 ) ، والتقريب ( 3678 ) . ([32]) وَهُوَ مجهول من الرابعة . تهذيب الكمال 7/297 ( 6938 ) ، والتقريب ( 7054 ) . ([33]) سير أعلام النبلاء 8/17 إلا أن الحَدِيْث من معنعنات ابن لهيعة ([34]) عون المعبود 1/269 ، ومما ينبغي التنبيه عَلَيْهِ أن صاحب عون المعبود قَدْ توهم في تعيين شيخ ابن لهيعة ، فزعم أن أبا هبيرة مُحَمَّد بن الوليد بن هبيرة الهاشمي الدِّمَشْقِيّ ، وَهُوَ خطأ محض ، صوابه : عَبْد الله بن هبيرة بن أسعد : وهو ثِقَة ( التقريب :3678 ) ، وَقَدْ نبه عَلَى هَذَا الوهم صاحب بذل المجهود 4/459 ، وَقَدْ بذل الجهد في بيان الخطأ من الصَّوَاب . |
نزل تشريع الطلاق في سورتين علي مرحلتين متتابعتين تاريخيا 1. سورة البقرة في العام 1 أو 2هجري وتوابعه في سورة النساء والاحزاب وبعض المواضع المتفرقة بين سورة البقرة وسورة الطلاق { في الخمسة اعوام الاولي بعد الهجرة} وبيانات قاعدته في هذه المواضع التلفظ بالطلاق ثم الاعتداد استبراءا ثم التسريح. * 2.ثم نزل التشريع الاخير المحكم في العام 6 او7 هجري بترتيب تشريعي معكوس وبعلم الله الباري في سورة الطلاق في العامين السادس6. او السابع7. الهجري فؤمر كل من يريد التطليق عكس موضعي الطلاق بالعدة والعدة بالطلاق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق