Translate ***

الأربعاء، 2 فبراير 2022

معنى حديث: ««صَنَائِعُ الْـمَعْرُوفِ تَقِي مَصَارِعَ السُّوءِ وَالْآفَاتِ وَالْـهَلَكَاتِ، وَأَهْلُ الْـمَعْرُوفِ فِي الدُّنْيَا هُمْ أَهْلُ الْـمَعْرُوفِ فِي الْآخِرَةِ»»(1)؟

مجموعة تحقيقات عن صنائعُ المعروفِ تقي مصارعَ السوءِ 1----

صنائعُ المعروفِ تقي مصارعَ السوءِ  و الآفاتِ و الهلكاتِ، و أهلُ المعروفِ في الدنيا همْ أهلُ المعروفِ في الآخرةِ

الراوي : أنس بن مالك | المحدث : السيوطي | المصدر : الجامع الصغير | الصفحة أو الرقم : 5023 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

صَنائعُ المعروفِ تَقِي مَصارعَ السُّوءِ، والصَّدَقةُ خَفِيًّا تُطفئُ غضبَ الرَّبِّ، وصِلةُ الرَّحِمِ زيادةٌ في العُمُرِ، وكلُّ معروفٍ صدَقةٌ، وأهلُ المعروفِ في الدُّنيا هُمْ أهلُ المعروفِ في الآخِرةِ، وأهلُ المُنكَرِ في الدُّنيا هُمْ أهلُ المُنكَرِ في الآخِرةِ...
الراوي : أم سلمة أم المؤمنين | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع
الصفحة أو الرقم: 3796 | 
 خلاصة حكم المحدث : صحيح

التخريج : أخرجه الطبراني في ((المعجم الأوسط)) (6086) أمَرَ الإسلامُ بالتَّعاوُنِ والبِرِّ والتَّقْوى بيْنَ النَّاسِ، وحثَّ على عَمَلِ ما أمَرَ اللهُ تَعالى، وشدَّدَ على الانتِهاءِ عمَّا نَهى اللهُ عنه.
وفي هذا الحَديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "صَنائِعُ المَعْروفِ"، 
 
 وهي ما اصْطَنَعتَهُ من خَيرٍ وأسْدَيتَهُ لِغَيرِكَ، "تَقي مَصارِعَ السُّوءِ"، أي: يُجازيهم اللهُ تَعالى على مَعْروفِهِم، فيُنجِّيهم من السُّقوطِ في الهَلَكاتِ، ومَواطِنِ الزَّلَلِ، "والصَّدَقةُ خُفْيا" في السِّرِّ دونَ العَلَنِ، وهي أفضَلُ من صَدَقةِ العَلَنِ؛ وذلِكَ لِسَلامَتِها من الرِّياءِ والسُّمْعةِ؛ فهي "تُطفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ"؛ لأنَّها تكونُ سببًا لذلِكَ، فيَحتَمِلُ ممَّن أغضَبَ ربَّهُ بمَعْصيةٍ أنْ يَتَدارَكَ ذلِكَ بصَدَقةِ السِّرِّ؛ لأنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ؛ فإنَّ المَرءَ قد يَستحِقُّ بالذُّنوبِ قَضاءً من العُقوبةِ، فإذا هو تَصَدَّقَ دفَعَ عن نَفسِهِ ما قدِ استحَقَّ من ذلِكَ، وغَضَبُ الرَّبِّ إمَّا أنْ يَرجِعَ إلى إرادةِ العِقابِ، فذلِكَ صِفةٌ من صِفاتِهِ ولا تَتَغيَّرُ، وإمَّا يَرجِعُ إلى العِقابِ فيُسمَّى به؛ لأنَّه عنه صدَرَ، فذلِكَ هو الَّذي تُطفِئُهُ الصَّدَقةُ كما يُطفِئُ الماءُ النَّارَ، وإطْلاقُ لَفظِ (الصَّدَقةِ) يَشمَلُ الفَرْضَ مِن الزَّكاةِ، والمُستحبَّ من مُطلَقِ الصَّدَقاتِ.
 
قالَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "وصِلةُ الرَّحِمِ زيادةٌ في العُمْرِ" وَصلُ الأقارِبِ الفُقَراءِ، ذُكورًا وإناثًا بالمالِ والنَّفَقةِ، أمَّا الأغنياءُ منهم فصِلتُهُم تكونُ بالهَدايا، والتَّزاوُرِ، وبَشاشةِ الوجهِ، والنُّصحِ للجميعِ، ومَعْنى زيادةِ العُمرِ، هو الزِّيادةُ بِالبَرَكةِ فيه، والتَّوفيقِ لِلطَّاعاتِ، وعِمارةِ أوقاتِهِ بما يَنفَعُهُ في الآخِرةِ، وصيانتِهِ عَنِ الضَّياعِ في غَيرِ ذلِكَ.
 
"وكُلُّ مَعْروفٍ صَدَقةٌ"، والمَعْروفُ هو ما تَقبَلُهُ الأنفُسُ، ولا تَجِدُ منه نَكيرًا من كُلِّ عَمَلٍ صالِحٍ، فهو صَدَقةٌ على فاعِلِهِ وله أجْرُهُ، ولكِنَّه ليس من صَدَقةِ الأمْوالِ، ولكِنَّه من صَدَقةِ الأفْعالِ الصَّالحةِ، "وأهْلُ المَعْروفِ في الدُّنيا هُم أهْلُ المَعْروفِ في الآخِرةِ"، وهذا تَنْويهٌ عَظيمٌ بفَضلِ المَعْروفِ وأهْلِهِ، فأهْلُ المَعْروفِ، وأهْلُ الإحْسانِ في الدُّنيا هُم أهْلُ الجَزاءِ الحَسَنِ الَّذي يُعرَفُ لهم عِندَ اللهِ تَعالى، "وأهْلُ المُنكَرِ في الدُّنيا هُم أهْلُ المُنكَرِ في الآخِرةِ"، والمَعْنى أنَّ أصْحابَ الأعْمالِ المُنكَرةِ في الدُّنيا، وأهْلَ التَّكْذيبِ باللهِ ورُسُلِهِ في الدُّنيا يكونون هُم أهْلُ العَذابِ المُنكَرِ والوَبالِ في الآخِرةِ.
وفي الحَديثِ: الحثُّ على عَمَلِ المَعْروفِ مُطلَقًا، وتَجنُّبُ المُنكَرِ.
وفيه: بيانُ فضْل صُنعِ المعروفِ وعمَلِ البِرِّ في وِقايةِ صاحبِه مِن الآفاتِ والهَلَكاتِ المستقبليَّةِ، ومَصارِعِ السُّوءِ .
==========
ما مدي صحة حديث صنائع المعروف تقي مصارع السوء 
 
= وحديث أن سورة الملك شفعت لرجل بأذن الله من عذاب القبرـ[سعيد بن محمد المري]ــــــ
 
1  - (الحديث الأول): روي من غير وجه أحسنها إسناداً فيما أحسب ما أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 261) من طريق حفص بن سليمان عن يزيد بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صنائع المعروف تقي مصارع السوء، وصدقة السر تطفئ غضب الرب، وصلة الرحم تزيد في العمر"، حسن إسناده المنذري في الترغيب (2،15)، والهيثمي في المجمع (3/ 115)، غير أن فيه حفص بن سليمان وهو متروك الحديث.2 - ثمة أحاديث أخرى لا يصح منها شيء نشير إلى بعضها، ففي زوائد مسند الحارث (1/ 397) ومسند الشهاب (1/ 93) عن أبي سعيد الخدري، 
 
= وفي إسناده الواقدي، وفي مسند الشهاب (1/ 94) وفي الأوسط (1/ 289) عن معاوية بن حيدة، قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن بهز إلا الأصبغ ولا عن الأصبغ إلا صدقة تفرد به عمرو" وهو منكر لشدة التفرد فيه، ولعدم إتقان رواته، 
 
= وفي المستدرك (1/ 213) وشعب الإيمان (6/ 255) عن أنس وهو منكر، قال البيهقي هذا إسناد ضعيف والحمل فيه على العسكري والعمي.3 
 
1- (الحديث الثاني): أخرجه إسحاق بن راهويه (1/ 174) عن شيخه أبي أسامة، وأحمد (2/ 299، 321) عن شيخيه محمد بن جعفر (غندر)، وحجاج بن محمد، وأبو داود ح (1400) عن شيخه عمرو بن مرزوق، والترمذي ح (2891) من طريق غندر، والنسائي في الكبرى (6/ 178، 496) عن شيخه إسحاق بن راهويه عن أبي أسامة حماد بن أسامة، وابن ماجه ح (3786) من طريق أبي أسامة، وابن حبان (3/ 69) من طريق يحيى بن سعيد القطان، والبيهقي في الشعب (2/ 493) من طريق آدم بن أبي إياس وإبراهيم بن طهمان، سبعتهم (أبو أسامة وغندر وحجاج بن محمد وعمرو بن مرزوق ويحيى القطان وآدم بن أبي إياس وإبراهيم بن طهمان) عن شعبة عن قتادة عن عباس الجشمي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن سورة من القرآن ثلاثون آية شفعت لرجل حتى غفر له وهي سورة تبارك الذي بيده الملك"، وقال الحاكم في المستدرك (1/ 753، 2/ 540): "صحيح الإسناد ولم يخرجاه".قال ابن حجر في التلخيص (1/ 234): "أعله البخاري في التاريخ الكبير بأن عباس الجشمي لا يعرف سماعه من أبي هريرة، ولكن ذكره بن حبان في الثقات، وله شاهد من حديث ثابت عن أنس رواه الطبراني في الكبير بإسناد صحيح".قال مقيده - عفا الله عنه -: حديث أبي هريرة يحتمل مثله في الفضائل، لا سيما وقد رواه أمير المؤمنين في الحديث شعبة بن الحجاج، غير أنه يصعب الاعتماد على مثله في حكم شرعي، لأجل حال عباس الجشمي.4 - وأما ما ذكره ابن حجر من تعليل البخاري للحديث في التاريخ الكبير فلم أقف عليه في المطبوع.5 - وأما حديث أنس الذي أشار إليه الحافظ وأن الطبراني رواه في المعجم الكبير، فلم أقف عليه في المعجم الكبير، ولا أحسبه فيه، لأن الهيثمي لم يعزه في المجمع (7/ 127) إلا إلى المعجم الأوسط والصغير للطبراني، وهذا الحديث - أعني حديث أنس – حديث غريب لا أحسبه إلا خطأً، لأن الطبراني رواه في الأوسط (4/ 76) والصغير (1/ 296) عن شيخه سليمان بن داود بن يحيى الطبيب البصري حدثنا شيبان بن فروخ الأبلي حدثنا سلام بن مسكين عن ثابت عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سورة من القرآن ما هي إلا ثلاثون آية خاصمت عن صاحبها حتى أدخلته الجنة، وهي سورة تبارك" ثم قال الطبراني: "لم يروه عن ثابت البناني إلا سلام"، ورواه الضياء في المختارة (5/ 115) من طريق الطبراني نفسه، ومن طريق ابن قانع عن شيخ الطبراني، مما يدل على أن التفرد ممتد إلى شيخ الطبراني، ولو كان ثمة متابعة لرويت، ولذلك ذكر الطبراني هذا الحديث في الأوسط، ومن المعلوم أن الأوسط كتاب مختص بغرائب الحديث، وعليه فمثل هذا الحديث – أعني حديث أنس – حديث لا يصح الاعتبار به، فضلاً عن تصحيحه أو الاعتماد عليه، لا سيما والمشهور عند أهل البصرة حديث شعبة بن الحجاج الذي فيه عباس الجشمي، ومن البعيد أن يشتهر حديث ليس إسناده بالقائم بين أهل مصر – أعني أهل البصرة -، وليس مخرجه من عندهم، ولا

======

ما معنى حديث: ««صَنَائِعُ الْـمَعْرُوفِ تَقِي مَصَارِعَ السُّوءِ وَالْآفَاتِ وَالْـهَلَكَاتِ، وَأَهْلُ الْـمَعْرُوفِ فِي الدُّنْيَا هُمْ أَهْلُ الْـمَعْرُوفِ فِي الْآخِرَةِ»»(1)؟ وهل مصارعُ السوء هي سوء الخاتمة؟ وإذا مات إنسانٌ مسلم بقطارٍ صدمه أو غير ذلك من الحوادث فكيف نعرف أنه حسنُ الخاتمة أو غير ذلك؟

________________
(1) أخرجه الحاكم في «مستدركه» (1/213) حديث (429) من حديث أنس بن مالك .


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن معنى الحديث واضحٌ، وهو أن الأعمالَ الصالحة تقي أصحابَها الآفاتِ والهلكات ومصارع السوء، ومن صنائع المعروف الصَّدَقةُ وصلة الرحم، وقد جاء في الحديث: ««صَنَائِعُ الْـمَعْرُوفِ تَقِي مَصَارِعَ السُّوءِ، وَصَدَقَةُ السِّرِّ تُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ، وَصِلَةُ الرَّحِمِ تَزِيدُ فِي الْعُمُرِ»»(1).
 
ومن ذلك كفالةُ الأرامل والمساكين والسعي عليهم؛ فإن الساعيَ على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله أو القائمِ الليلَ الصائمِ النهارَ(2).
ومن ذلك إغاثةُ الملهوف(3) وإماطة الأذى عن الطَّريق(4) وسائر شُعَب الإيمان(5).
أما ما يُصيب المسلمَ أحيانًا من حوادثَ أليمةٍ كإصابته في حادثٍ ونحوه فقد يكون رَفْعةً في دَرَجاته وحطًّا من خطيئاته، ويختلف ذلك باختلاف أحوال النَّاس وأعمالهم، ولكن المقطوعَ به أن ما يُصيب المؤمنَ من البلاء خيرٌ في جميع الأحوال، حتى الشوكةَ يُشاكُها(6)، ولا يزال البلاءُ بالعبد المؤمن حتى يمشيَ على الأرض وليست عليه خطيئةٌ واحدة( 7). رزقنا الله وإياك الصبرَ على البلاء والشكر على النعماء، واللهُ تعالى أعلى وأعلم.

____________________

(1) أخرجه الطبراني في «الكبير» (8/261) حديث (8014) من حديث أبي أمامة رضي الله عنه ، وذكره الهيثمي في «مجمع الزوائد» (3/115) وقال: «رواه الطبراني في الكبير وإسناده حسن».

(2) متفق عليه؛ أخرجه البخاري في كتاب «الأدب» باب «الساعي على الأرملة» حديث (6006)، ومسلم في كتاب «الزهد والرقائق» باب «الإحسان إلى الأرملة والمسكين واليتيم» حديث (2982)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي ﷺ قال: «السَّاعِي عَلَى الْأَرْمَلَةِ وَالْـمِسْكِينِ كَالْـمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ الله» أو: «كَالَّذِي يَصُومُ النَّهَارَ وَيَقُومُ اللَّيْلَ».

(3) ففي الحديث المتفق عليه؛ الذي أخرجه البخاري في كتاب «الأدب» باب «كل معروف صدقة» حديث (6022)، ومسلم في كتاب «الزكاة» باب «بيان أن اسم الصدقة يقع على كل نوع من المعروف» حديث (1008)، من حديث أبي موسى رضي الله عنه قال: قال النبي ﷺ: «عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ صَدَقَةٌ». قالوا: فإن لم يجد؟ قال: «فَيَعْمَلُ بِيَدَيْهِ فَيَنْفَعُ نَفْسَهُ وَيَتَصَدَّقُ». قالوا: فإن لم يستطع، أو لم يفعل؟ قال: «فَيُعِينُ ذَا الْـحَاجَةِ الْـمَلْهُوفَ». قالوا: فإن لم يفعل؟ قال: «فَيَأْمُرُ بِالْـخَيْرِ». أو قال: «بِالْـمَعْرُوفِ». قال: فإن لم يفعل؟ قال: «فَيُمْسِكُ عَنِ الشَّرِّ فَإِنَّهُ لَهُ صَدَقَةٌ».

(4) ففي الحديث المتفق عليه؛ الذي أخرجه البخاري في كتاب «الجهاد والسير» باب «من أخذ بالركاب ونحوه» حديث (2989)، ومسلم في كتاب «الزكاة» باب «بيان أن اسم الصدقة يقع على كل نوع من المعروف» حديث (1009)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله ﷺ قال: «كُلُّ سُلَامَى مِنَ النَّاسِ عَلَيْهِ صَدَقَةٌ، كُلَّ يَوْمٍ تَطْلُعُ فِيهِ الشَّمْسُ يَعْدِلُ بَيْنَ الِاثْنَيْنِ صَدَقَةٌ، وَيُعِينُ الرَّجُلَ عَلَى دَابَّتِهِ فَيَحْمِلُ عَلَيْهَا أَوْ يَرْفَعُ عَلَيْهَا مَتَاعَهُ صَدَقَةٌ، وَالْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ خُطْوَةٍ يَخْطُوهَا إِلَى الصَّلَاةِ صَدَقَةٌ، وَيُمِيطُ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ».

(5) فقد أخرج مسلم في كتاب «الإيمان» باب «بيان عدد شعب الإيمان وأفضلها وأدناها» حديث (35) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً؛ فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ، وَالْـحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الْإِيمَانِ».

(6) ففي الحديث المتفق عليه؛ الذي أخرجه البخاري في كتاب «المرضى» باب «ما جاء في كفارة المرض» حديث (5642)، ومسلم في كتاب «البر والصلة والآداب» باب «ثواب المؤمن فيما يصيبه من مرض أو حزن» حديث (2573)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي ﷺ قال: «مَا يُصِيبُ الْـمُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ وَلَا وَصَبٍ وَلَا هَمٍّ وَلَا حُزْنٍ وَلَا أَذًى وَلَا غَمٍّ؛ حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا إِلَّا كَفَّرَ اللهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ».

(7) فقد أخرج الترمذي في كتاب «الزهد» باب «ما جاء في الصبر على البلاء» حديث (2398) من حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله أي الناس أشد بلاء؟ قال: «الْأَنْبِيَاءُ ثُمَّ الْأَمْثَلُ فَالْأَمْثَلُ؛ فَيُبْتَلَى الرَّجُلُ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ، فَإِنْ كَانَ دِينُهُ صُلْبًا اشْتَدَّ بَلَاؤُهُ، وَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ رِقَّةٌ ابْتُلِيَ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ، فَمَا يَبْرَحُ الْبَلَاءُ بِالْعَبْدِ حَتَّى يَتْرُكَهُ يَمْشِي عَلَى الْأَرْضِ مَا عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ». وقال: «حديث حسن صحيح».

======
صنائع المعروف تقي مصارع السوء 
الحمد لله رب العالمين؛ فتح أبواب الخير للعاملين، ونوع سبل الطاعات للمؤمنين، وشرع النوافل للمسابقين، نحمده على ما هدانا واجتبانا، ونشكره على ما أعطانا وأولانا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ رب رحيم كريم، يمهل العاصين، ويثيب الطائعين، يقول سبحانه لعباده: «مَنْ تَقَرَّبَ مِنِّي شِبْرًا تَقَرَّبْتُ مِنْهُ ذِرَاعًا، وَمَنْ تَقَرَّبَ مِنِّي ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ مِنْهُ بَاعًا، وَمَنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً، وَمَنْ لَقِيَنِي بِقُرَابِ الْأَرْضِ خَطِيئَةً لَا يُشْرِكُ بِي شَيْئًا لَقِيتُهُ بِمِثْلِهَا مَغْفِرَةً» وأشهد أن محمداً عبده ورسوله؛ نصح لأمته فدلهم على موارد الإحسان ليردوها، وعلى صنائع المعروف ليصطنعوها، وحذرهم من أبواب الشر ليجتنبوها، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد: فاتقوا الله تعالى وأطيعوه، وأعلموا أن الله تعالى قسم الدين بين عباده كما قسم أرزاقهم؛ فمنهم من يفتح له في العلم والدعوة، ومنهم من يفتح له في الصلاة والعبادة، ومنهم من يفتح له في الجهاد والحسبة، ومنهم من يفتح له في اصطناع المعروف والنجدة والإغاثة. ومن فتح له باب من الخير فليلزمه، وليشكر الله تعالى عليه؛ فإنه إن تركه فقد يعاقب بالحرمان من غيره، فيعيش حياته مقتصدا في الخير، مسرفا في الإثم والشر ﴿ وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى * وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى * ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى﴾ [النجم: 39 - 41].

أيها الناس: من أعظم ما ينفع العبد في حياته وبعد مماته، ويدفع عنه من السوء ما يعلمه وما لا يعلمه: بذل المعروف للناس، ومحبة الخير لهم، والإحسان إليهم؛ فإن ذلك لا يكون إلا نتاج قلب طيب طاهر يحب الخير للغير، والله تعالى يحب أصحاب القلوب السليمة، الرحماء لخلقه «وَإِنَّمَا يَرْحَمُ اللَّهُ مِنْ عِبَادِهِ الرُّحَمَاءَ» ﴿ إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [الأعراف: 56] ﴿ وَافْعَلُوا الخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [الحج:77].



واصطناع المعروف باب من أبواب فعل الخير، وبذل الإحسان للخلق، والباعث عليه ما في القلب من رحمة الغير؛ ولذا كان بذل المعروف صدقة كما قال النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ» رواه الشيخان. والمعروف كلمة جامعة تجمع بذل الخير والإحسان للناس بالقول أو بالفعل، كبر المعروف أو صغر، كثر أو قلَّ، ولا ينبغي لمؤمن أن يترك بذل الخير والإحسان ولو كان قليلا ﴿ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ ﴾ [الزلزلة: 7]؛ فمن معروف الْقَوْلُ: طِيبُ الْكَلَامِ، وَالتَّوَدُّدُ بِجَمِيلِ الْلفظ. وَهَذَا يَبْعَثُ عَلَيْهِ حُسْنُ الْخُلُقِ وَرِقَّةُ الطَّبْعِ. وَمن معروف الفعل: بَذْلُ الْجَاهِ، وَالْإِسْعَادُ بِالنَّفْسِ، وَالْمَعُونَةُ فِي النَّائِبَةِ. وَهَذَا يَبْعَثُ عَلَيْهِ حُبُّ الْخَيْرِ والصَّلَاحِ لِلنَّاسِ.



وقد جاء في روايات أخرى للحديث ضرب أمثلة على ذلكم المعروف المبذول، وهي أمثلة قد يستقلها الناس ولا يأبهون بها، لكنها من المعروف الذي يحبه الله تعالى؛ ففي رواية لأحمد من حديث جابر رضي الله عنه «كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ، وَإِنَّ مِنَ الْمَعْرُوفِ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ بِوَجْهٍ طَلْقٍ، وَأَنْ تُفْرِغَ مِنْ دَلْوِكَ فِي إِنَاءِ أَخِيكَ» وفي رواية للترمذي من حديث أبي ذر رضي الله عنه: «تَبَسُّمُكَ فِي وَجْهِ أَخِيكَ لَكَ صَدَقَةٌ، وَأَمْرُكَ بِالمَعْرُوفِ وَنَهْيُكَ عَنِ المُنْكَرِ صَدَقَةٌ، وَإِرْشَادُكَ الرَّجُلَ فِي أَرْضِ الضَّلَالِ لَكَ صَدَقَةٌ، وَبَصَرُكَ لِلرَّجُلِ الرَّدِيءِ البَصَرِ لَكَ صَدَقَةٌ، وَإِمَاطَتُكَ الحَجَرَ وَالشَّوْكَةَ وَالعَظْمَ عَنِ الطَّرِيقِ لَكَ صَدَقَةٌ...» وفي رواية للبخاري: «تُعِينُ ضَايِعًا، أَوْ تَصْنَعُ لِأَخْرَقَ».




وفي حديث أبي موسى رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ صَدَقَةٌ، فَقَالُوا: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، فَمَنْ لَمْ يَجِدْ؟ قَالَ: يَعْمَلُ بِيَدِهِ، فَيَنْفَعُ نَفْسَهُ وَيَتَصَدَّقُ، قَالُوا: فَإِنْ لَمْ يَجِدْ؟ قَالَ: يُعِينُ ذَا الحَاجَةِ المَلْهُوفَ، قَالُوا: فَإِنْ لَمْ يَجِدْ؟ قَالَ: فَلْيَعْمَلْ بِالْمَعْرُوفِ، وَلْيُمْسِكْ عَنِ الشَّرِّ، فَإِنَّهَا لَهُ صَدَقَةٌ» رواه الشيخان.

وفي حديث آخر أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عَنِ الْمَعْرُوفِ؟ فَقَالَ: «لَا تَحْقِرَنَّ مِنَ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا، وَلَوْ أَنْ تُعْطِيَ صِلَةَ الْحَبْلِ، وَلَوْ أَنْ تُعْطِيَ شِسْعَ النَّعْلِ، وَلَوْ أَنْ تُفْرِغَ مِنْ دَلْوِكَ فِي إِنَاءِ الْمُسْتَسْقِي، وَلَوْ أَنْ تُنَحِّيَ الشَّيْءَ مِنْ طَرِيقِ النَّاسِ يُؤْذِيهِمْ، وَلَوْ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ وَوَجْهُكَ إِلَيْهِ مُنْطَلِقٌ، وَلَوْ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ فَتُسَلِّمَ عَلَيْهِ، وَلَوْ أَنْ تُؤْنِسَ الْوَحْشَانَ فِي الْأَرْضِ» رواه أحمد.



وكلما كان العبد أكثر بذلا للمعروف كان أكثر جنيا لثمراته، وتحصيلا لآثاره التي جمعت خيري الدنيا والآخرة:

فمن آثار اصطناع المعروف: استدامة النعم؛ لأن الله تعالى إذا أنعم على عبد نعمة أحب أن يرى أثرها عليه وفي عباده، وقد جاء في حديث ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ لِلَّهِ قَوْمًا يَخْتَصُّهُمْ بِالنِّعَمِ لِمَنَافِعِ الْعِبَادِ، وَيُقِرُّهَا فِيهِمْ مَا بَذَلُوهَا، فَإِذَا مَنَعُوهَا نَزَعَهَا مِنْهُمْ فَحَوَّلَهَا إِلَى غَيْرِهِمْ» رواه ابن أبي الدنيا، وروى الطبراني عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِنْ عَبْدٍ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ نِعْمَةً فَأَسْبَغَهَا عَلَيْهِ، ثُمَّ جَعَلَ شَيْئًا مِنْ حَوَائِجِ النَّاسِ إِلَيْهِ فَتَبَرَّمَ، فَقَدْ عَرَّضَ تِلْكَ النِّعْمَةَ للزَّوَالِ» فأقوى ما تحفظ به نعم المال والجاه والقوة شكر المنعم عليها، باصطناع المعروف بها، وبذلها لمن يحتاجها. هذا عدا ما يناله من دعاء من بذل لهم معروفه، وصنع فيهم صنيعته.



ومن آثار اصطناع المعروف: رد سوء المقادير في النفس والأهل والولد والمال؛ كما في حديث أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «صَنَائِعُ الْمَعْرُوفِ تَقِي مَصَارِعَ السَّوْءِ...» رواه الطبراني.



ومن آثار اصطناع المعروف: تفريج كرب الدنيا والآخرة؛ كما في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ يَسَّرَ اللهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَاللهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ...» رواه مسلم. وكل ما ذكر في الحديث يجمعه اصطناع المعروف.



ومن آثار اصطناع المعروف: محبة الناس ودعاؤهم؛ لأن النفوس مجبولة على حب من يتمنى لها الخير، ويصنع لها المعروف، ويبذل لها ماله وجاهه ووقته ونفسه، وقد قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « مَنْ صَنَعَ إِلَيْكُمْ مَعْرُوفًا فَكَافِئُوهُ، فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا مَا تُكَافِئُونَهُ، فَادْعُوا لَهُ حَتَّى تَرَوْا أَنَّكُمْ قَدْ كَافَأْتُمُوهُ» وقَالَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رضي الله عنه: «مَا رَأَيْتُ رَجُلًا قَطُّ سَبَقَ مِنِّي إِلَيْهِ مَعْرُوفٌ إِلَّا أَضَاءَ مَا بَيْنِي وَبَيْنَهُ، وَمَا رَأَيْتُ رَجُلًا قَطُّ سَبَقَ مِنِّي إِلَيْهِ سُوءٌ إِلَّا أَظْلَمَ مَا بَيْنِي وبينه».



فصنائع المعروف تنشر المودة والسرور، وتقرب القلوب، وتزيل شحناء النفوس، فلا يتقاعس عنها إلا مبخوس الحظ محروم.

جعلنا الله تعالى من أهل المعروف، ومنَّ علينا بنفع الناس. إنه سميع مجيب.

وأقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم...
الخطبة الثانية ...الالوكة

الحمد لله حمدا طيبا كثيرا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداهم إلى يوم الدين.



أما بعد: فاتقوا الله تعالى وأطيعوه ﴿ وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 281].

أيها المسلمون: اصطناع المعروف، وإغاثة الملهوف، وإسعاف المكروب؛ وبذل الخير، والسعي في حاجة المحتاج؛ كان فعل الرسل عليهم السلام؛ لأنه من مكارم الأخلاق التي جاءوا بها، ودعوا إليها.

وقد أغاث موسى عليه السلام الذي استغاثه، وسقى للفتاتين لما عجزتا عن السقيا لوجود الرجال.



ولما تكلم المسيح عليه السلام في المهد قال ﴿ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا * وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ ﴾ [مريم: 30- 31].

قال مجاهد: «أي: نَفَّاعًا للناس أينما كنت» ولا شك في أن من بذل للناس منفعة دينية أو دنيوية فهو مبارك، وهذا هو بذل المعروف.



ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم بذل نفسه للناس حتى حطموه كما في حديث عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ قَالَ: «قُلْتُ لِعَائِشَةَ: هَلْ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي وَهُوَ قَاعِدٌ؟ قَالَتْ: نَعَمْ، بَعْدَ مَا حَطَمَهُ النَّاسُ» رواه مسلم.

قال ابن الجوزي: كَأَنَّهُمْ بِمَا حمّلوه من أثقالهم صيروه شَيخا محطوما.



وخطب عثمان رضي الله عنه فَقَالَ: «إِنَّا وَاللهِ قَدْ صَحِبْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي السَّفَرِ وَالْحَضَرِ، فكَانَ يَعُودُ مَرْضَانَا، وَيَتْبَعُ جَنَائِزَنَا، وَيَغْزُو مَعَنَا، وَيُوَاسِينَا بِالْقَلِيلِ وَالْكَثِيرِ» رواه أحمد.



وسار سلف الأمة على الهدي النبوي في بذل المعروف، ونفع الناس، قال الحسن البصري رحمه الله تعالى: «وَاللَّهِ لَأَنْ أَقْضِيَ لِامْرِئٍ مُسْلِمٍ حَاجَةً أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُصَلِّيَ أَلْفَ رَكْعَةٍ».

وقِيلَ لِمُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ رحمه الله تعالى: «أَيُّ الدُّنْيَا أَعْجَبُ إِلَيْكَ؟ قَالَ: إِدْخَالُ السُّرُورِ عَلَى الْمُؤْمِنِ».



فحري بالمؤمن أن يبذل المعروف لمن يعرف ومن لا يعرف حتى يكون هذا دأبه، ولا يحتقر من المعروف شيئا، ولربما درأ الله تعالى عن العبد كريهات القدر بمعروف بذله لم يظن أنه رد أمرا عظيما عنه.

هذا؛ والعالم يُتخطف من حولنا وقد سلمنا الله تعالى، ولعل هذه السلامة بالمعروف الذي يبذله أهل هذه البلاد المباركة حكومة وشعبا للبلاد المنكوبة، وليس خافيا على أحد جهود هذه البلاد المباركة في إنقاذ اليمن من السقوط في براثن المد الصفوي الذي اتخذ من الحوثيين ذراعا له؛ لتحقيق مآربه، والسعي الحثيث لإعادة الأمن والاستقرار لليمن وعموم المنطقة باقتلاع المخالب الباطنية التي يغرسها الصفويون في جسد هذه الأمة المثخنة بالجراح، وإعادة الأمل لأهل اليمن وعموم المسلمين بكسر المشروع الباطني ودفنه، عجل الله تعالى ذلك بكرمه ومنه.

وصلوا وسلموا على نبيكم... 
 
صنائع المعروف
صنائع المعروف أمان من المخوف
فضل صنائع المعروف وإغاثة الملهوف
اصنع معروفا
إتقان الصنائع والحرف والمهن سبيل الأمم المتقدمة

صناعة الكراهية(مقالة - ثقافة ومعرفة)
تعليقة في معنى حديث: وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة(مقالة - موقع د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر)
مخطوطة القول المعروف في أحاديث فعل المعروف(مخطوط - مكتبة الألوكة)
مخطوطة بدائع الأفكار في صنائع الأشعار(مخطوط - مكتبة الألوكة)
مخطوطة درة الأنوار في تحقيق صنائع الأبرار(مخطوط - مكتبة الألوكة)
بذل المعروف وصناعته (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
صناعة الكذب(مقالة - آفاق الشريعة)
كيف الخلاص من مصارع السوء؟(مقالة - آفاق الشريعة)
ظن السوء (2) المنافقون وظن السوء(مقالة - موقع الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل)
منهج الإمام الكاساني الحنفي في الخلاف الفقهي من خلال كتابه بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع(مقالة - آفاق الشريعة) 
====================

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق