الجملة الإعتراضية في القرآن الكريم
الجملة
الإعتراضية في القرآن
الجملة الإعتراضية في القرآن الكريم *الحمدلله حمد الشاكرين، والصلاة والسلام على نبيه الأمين، وبعد: فهذا بحث تناولت فيه الجملة الإعتراضية في القرآن الكريم مبيناً مواقعها في كلام الله تعالى، عارضاً لفائدتها وتركيبها، بعد أن سبقت هذا الكلام ببيان معنى الاعتراض، وتحديد الجملة المعترضة، لتتماز من غيرها مستعيناً في ذلك بما أورده علماء النحو والبلاغة في هذا المجال. إن الجملة القرآنية ما زالت بحاجة إلى كثير من الجهد والدراسة للكشف عن طريقة استخدام القرآن للجمل، وعن تركيبها في أبلغ الكلام – كلام الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه – ولا سيما إذا عرفنا أن الجملة لم تلق الاهتمام الذي حظيت به المفردة في كتب النحاة القدامى. ولم يكن البحث في هذا المجال سهل القياد، بل كانت طريقة صعبة تحتاج إلى عناء وترو ومزيد قراءة وبحث، فاضطررت إلى قراءات مكثفة في كتب التفسير للوقوف على مواطن هذا النوع من الجمل في القرآن، إذ لا يمكن التعويل على الذاكرة والحفظ في معالجة موضوع كهذا خوفاً أن تند آية عن مجال الذاكرة، أو يسهو الحفظ عن استرجاع موطن شاهد. مع مراجعات لكتب والنحو والبلاغة ليستقيم البحث على صورة آمل أن تكون مقبولة. ولكن بعد الجمع والاستقصاء ظهر أن ثمة عدداً من الآيات المباركة التي تضم في ثنايا تركيبها جملاً معترضة[1]، يتعذر معه دراسة هذه الآيات جميعها في بحث صغير كهذا، لذا ارتأيت أن أعرض لنماذج منها فاتحاً الباب لجهد علمي أكبر يقوم باستقصاء الآيات جميعها في كتاب الله تعالى. معالم الجملة الإعتراضية لقد تنازعت كتب النحو والبلاغة موضوع الإعتراض مما يدل على خصوبة هذا المبحث وأهميته لدى علمائنا الأوائل، لذا سأحاول الإفادة من جهود السابقين في تحديد معالم الجملة المعترضة. ولعل خير ما نبدأ به في تحديد هذه المعالم أن نحدد مفهوم الإعتراض لغة، إذ يقال: اعترض بمعنى انتصب ومنع، وصار عارضاً كالخشبة المنتصبة في النهر والطريق ونحوها تمنع السالكين سلوكها، ويقال: اعترض الشيء دون الشيء، أي حال دونه. واعترض الفرس في رسنه: لم يستقم لفائده[2]. ويقال: سرت فعرض لي في الطريق عارض من جبل ونحوه، أي: مانع يمنع من المضي، واعترض لي بمعناه، ومنه اعتراضات الفقهاء؛ لأنها تمنع من التمسك بالدليل[3]. وفي الحديث: لا جلب ولا جنب ولا إعتراض، أي أن يعترض رجل بفرسه في السباق فيدخل مع الخيل[4]. أما الإعتراض مصطلحاً فقد كان معروفاً عند المتقدمين وإن اختلط أحياناً بمصطلح الإلتفات[5]، إلا ان ابن المعتز (ت296هـ) حدد هذا المصطلح بما يبعد التداخل بين المصطلحين إذ قال: ((ومن محاسن الكلام أيضاً والشعر إعتراض كلام في كلام لم يتمم معناه، ثم يعود إليه فيتممه في بيت واحد))[6]. وإذ يباين الإعتراض الإلتفات، فهو كذلك يباين التتميم والتكميل والإيغال[7] برغم اشتراك الجميع في أنها من ضروب الإطناب في العربية[8]. ومهما يكن من أمر فمصطلح الإعتراض قد عرف في الأوساط العلمية في نهاية القرن الثالث من الهجرة، أما ما ذهب إليه الدكتور عبدالفتاح لاشين عند كلامه على الإعتراض عند القاضي عبدالجبار (ت415هـ) بقوله: (وقد ذكر القاضي الإعتراض بقريب من أسمة الذي عرف به أخيراً)[9] وقوله في موضع آخر: (وهذا ما سماه المتأخرون بالإعتراض)[10]، فكلام غير دقيق، إذ أنه يوحي أن مصطلح الإعتراض لم يكن معروفاً في زمن القاضي، والصحيح أنه معروف ومتداول بين معاصريه، مثل ابن جني (ت392هـ) وابن فارس (ت395هـ) وأبي هلال العسكري (ت395هـ) فضلاً عمن سبقهم. هذا ما يتعلق بالإعتراض، أما الجملة المعترضة[11] فهي، عبارة عن جملة تعترض بين كلامين تفيد زيادة في معنى غرض المتكلم[12]. وعند النحاة: جملة صغرى تتخلل جملة كبرى على جهة التأكيد[13]: وليست الجملة المعترضة من حشو الكلام في شيء، برغم أن أبا هلال العسكري قد عدها من الحشو المحمود في كتابه الصناعتين[14]، إلا أنه عاد فعقد للإعتراض باباً قائماً برأسه[15]، فكأنه رأى أن فصل الإعتراض عن الحشو أفضل، وكذلك قال السكاكي (ت626هـ) عن الإعتراض: ويسمى الحشو)[16]، إلا أن الفرق بين الحشو والإعتراض واضح، إذ أن الإعتراض يخدم المعنى ويفيد زيادة في غرض المتكلم والناظم، في حين يؤتى بالحشو لإقامة الوزن لا غير[17]. وفي هذا الصدد يقول ابن معصوم المدني (ت1120هـ) إن الإعتراض ((متى خلا عن نكتة سمي حشواً، فلا يعد حينئذ من البديع))[18]. ومن معالم الجملة الإعتراضية اختلافها عن الجملة الحالية برغم وجود الشبه بينهما، إذ يقول أبو حيان الأندلسي (ت745هـ) عند كلامه على الجملة: الحالية: ((وجرت عادة بعض النحاة أن يذكر هنا ما يشبه جملة الحال وهي جملة الإعتراض وجملة التفسير))[19]. إلا أن النحاة ميزوا الجملة، المعترضة بإمتناع قيام المفرد مقامها، وجواز اقترانها بالفاء – ولن – وحرف التنفيس، وكونها طلبية[20]. ومن معالم الجملة الإعتراضية أيضاً أنه قد تتصل بها أحرف الإعتراض، وهي الفاء، والواو، وإذ، وحتى[21]. ولعل مما تجدر الإشارة إليه أن الدكتور فخر الدين قباوة قال عن هذه الأحرف: لقد ((جمعت أحرف الإعتراض، وهي مما أغفله القدماء والمعاصرون))[22]، والحق أن هذا الكلام لا يمكن أخذه على إطلاقه، إذ أن الشنواني قد أشار إلى عدد من هذه الأحرف في حاشيته على شرح مقدمة الإعراب[23]. والجملة المعترضة لا محل لها من الإعراب[24]؛ لأنها لا تؤول بمفرد، إذ من المعلوم أن ((كل جملة يسد المفرد مسدها فلها موضع من الإعراب، وكل جملة لا يسد المفرد مسدها فلا موضع لها من الإعراب))[25]. ويترتب على هذا أن لا تكون الجملة المعترضة معمولة لكلام سبقها[26]، بل لها الاستقلالية في التوجيه الإعرابي لمفرداتها، على أن هذا لا يعني إمكان إسقاط الإعتراض من الجملة بدعوى أن وجوده وعدمه لا يؤثر في إعراب الجملة الأصلية أو الجملة الكبرى كما سماها الزركشي[27]، لأن القيمة البلاغية للإعتراض تعطي الجملة بعداً دلالياً لا يمكننا الحصول عليه لو أسقطنا الإعتراض من الجملة، إذ كل زيادة في مبنى الجملة العربية لابد أن يقابل بزيادة في دلالتها. وقبل أن أنهي الكلام على معالم الجملة الإعتراضية أود التوقف هنا للإجابة عن تساؤل يفرض نفسه، وهو ما فائدة الإعتراض؟ أو حسب ما يقول القدماء: ما النكتة في الإعتراض؟ والجواب. إن أغلب الذين عالجوا هذا الموضوع حاولوا أن يحددوا فائدة الإعتراض بحصر النكت التي يأتي من أجلها[28]، ولكني أرجح ما ذهب إليه الدكتور منير سلطان من أن غرض الإعتراض ((يستقى من السياق))[29] إذ لا حاجة في حصر أغراض الإعتراض بنكت معينة ثم نقوم بعد ذلك بقسر النصوص لتدخل تحت هذا الغرض أو ذاك بل نبقي لكل نص خصوصيته، وندعه يفصح عن نفسه وعما أسداه له الإعتراض من فائدة. الجملة الإعتراضية في القرآن الكريم أنزل القرآن الكريم على المصطفى – صلى الله عليه وسلم – بلسان عربي مبين، فخاطب العرب بما ألفوا من أساليب الخطاب، وكان الإعتراض من سنن العرب في كلامها[30]، إذا الإعتراض ((في شعر العرب ومنثورها كثير وحسن ودال على فصاحة المتكلم وقوة نفسه وامتداد نفسه))[31]، فلا غرو أن وقع هذا الأسلوب في القرآن، فجاء روعة في البيان وآية في جمال النظم. وليست الجملة المعترضة قليلة في القرآن، بل ((ورد الإعتراض في القرآن كثيراً، وذلك في كل موضوع يتعلق بنوع من خصوصيته المبالغة في المعنى المقصود))[32]. ولنقف الآن عند أنماط الجمل الإعتراضية ومقاصدها في القرآن، مستشفين ذلك من عدد من الآيات المباركة: 1 – الوعيد في الجملة الخبرية المثبتة: ويتضح هذا المقصد بهذا النمط الخاص من التركيب في قوله تعالى: ﴿ يَجْعَلُونَ أَصْابِعَهُمْ فِي آذَانِهِم مِّنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ واللّهُ مُحِيطٌ بِالْكافِرِينَ ، يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُم ﴾[33] فالآية في وصف المنافقين تبين حيرتهم في أمر دينهم كحيرة من باغتته السماء في ليلة ظلماء بمطر كثيف ورعد وبرق، فهم يجعلون أصابعهم في آذانهم لشدة الصواعق وهول وقوعها على الأسماع خشية الموت أما البرق فيوشك أن يخطف أبصارهم لشدته وقوته، فأبصارهم كانت مهيأة للرؤية في الظلام، فإذا بها تفاجأ بضوء شديد خاطف، يضطرب له البصر وتختل معه الرؤية، فتجتمع عليهم ((ظلمات متراكمة: ظلمة الغمام وظلمة الليل، وظلمة المناخ))[34]. ويلاحظ أن جملة – والله محيط بالكافرين – جاءت معترضة[35] في وسط المثل القرآني، في وقت يكون فيه المخاطب قد شنف سمعه وتشوق لاستكمال الصورة، ولكنه يعترض بهذه الجملة ليعلم أن لا عاصم من عذاب الله، وأن قدرته سبحانه محيطة بالجميع إحاطة السور بالدار. ولم تقتصر فائدة هذه الجملة المعترضة على ما سبق، بل ((فيها تتميم للمقصود من التمثيل بما تفيده من المبالغة، لأن الكافرين وضع موضع الضمير وعبر به إشعاراً باستحقاق ذوي الصيب ذلك العذاب لكفرهم))[36]. وإذا بحثنا جملة – والله محيط بالكافرين – تركيباً فسنجدها جملة إسمية بسيطة مكونة من مبتدأ وخبر[37]، ولكنها في غاية الدقة في التعبير، إذ أن كلمة (محيط) لفظ مشترك يحمل دلالات متنوعة، منها الإحاطة بالعلم وبالقدرة وبالإهلاك وكلها دلالات توحي بالتمكن والسيطرة، فحينما يسمع العربي: أحاط السلطان بفلان، فإنه يفهم: أن السلطان أخذه أخذاً حاصراً من كل جهة، قال الشاعر: أحطنا بهم حتى إذا ما تيقنوا ** ** بما قد رأوا مالوا جميعاً إلى السلم [38] هذا في إحاطة البشر، فما قولك بإحاطة الله خالق البشر؟!! 2 – التحدي والتعجيز في الجملة الفعلية المنفية نفي تأكيد في سياق تركيب شرطي: ويتضح هذا المقصد بهذا النمط التركيبي في قوله تعالى: ﴿ وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ، فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ وَلَن تَفْعَلُواْ فَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ ﴾[39] ويُلحظ أن المقام مقام تحدٍّ للبشر في معارضة القرآن، ليجتمع كل البشر، وليستعينوا بمن شاءوا سوى الله، ثم ليجمعوا أمرهم وليوحدوا صفوفهم، فهل يستطيعون أن يأتوا بسورة قصيرة واحدة من مثل القرآن؟ كلا إنكم إذ (لم تفعلوا) إذاً (فاتقوا النار)، وبين هاتين الجملتين اللتين هما جملة الشرط وجزائه جاء الاعتراض: (لت تفعلوا) الذي فيه ((من تأكيد المعنى ما لا يخفى))[40]. فالله سبحانه وتعالى يستفزّ الهمم ويحركها ليكون العجز ((بعد ذلك ابدع))[41]. إنّ جملة الإعتراض (لن تفعلوا) المكونة من حرف النفي (لن) الذي يفيد التأكيد الشديد وإن شئت أن تقول التأييد، جاءت بعد جملة الشرط (لم تفعلوا) المكوّنة من الفعل المضارع المسبوق بـ(لم) التي ((يجوز أن يكون معنى الفعل المضارع المنتفي بها كان قد انتهى وانقطع أمده قبل الكلام بوقت قصير، أو طويل، أو أن يكون الفعل مستمراً متصلاً بالحال، أي: بوقت الكلام، ولكن يستحيل أن يكون للمستقبل أو متصلاً به))[42] لذا جاءت الجملة الإعتراضية مُصدَّرة بـ(لن) للدلالة على النفي المؤكد للمستقبل، وهذا من الغيب الذي اطلعنا عليه القرآن قبل وقوعه. وإذا أريد معرفة حسن موقع هذه الجملة المعترضة فليُنظر في ما قاله ((جماعة من المفسرين)) من أن ((معنى الآية: وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين ولن تفعلوا فإن لم تفعلوا فاتقوا النار))[43]، وكفانا الشنواني مؤونة الرد على هذا التأويل إذ قال: ((وفيه نظر لا يخفى))[44]. 3 – التعجب والتهكم في الجملة الخبرية المصدرة بأداة التشبيه الواقعة في سياق مقول القول: ويتضح هذا المقصد بهذا النمط في قوله تعالى: ﴿ وَلَئِنْ أَصَابَكُمْ فَضْلٌ مِّنَ الله لَيَقُولَنَّ كَأَن لَّمْ تَكُن بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ يَا لَيتَنِي كُنتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾[45] فهذه الآية وسابقتها تُبيّن موقف المنافقين من القتال، فإن دارت الدائرة على المسلمين، قال المنافقون: (قد أنعم الله عليَّ إذ لم أكن معهم شهيداً) أما إذا أصاب المسلمون غنيمةً أو حققوا انتصاراً، فإن هذا المنافق يقول نادماً حاسداً خائباً: (يا ليتني كنتُ معهم فأفوز فوزاً عظيماً). ويلحظ أن الجملة المعترضة: (كأن لم تكن بينكم وبينه مودة) وقعت بين فعل القول (ليقولَنَّ) وبين مفعوله (ياليتني)، وهي ((من كلامه تعالى))[46] فكأنه سبحانه قاطعهم قبل أن يُتموا قولهم بهذه الجملة المعترضة التي هي ((في غاية الحُسن))[47] لينبه المسلمين على تلك المودّة الكاذبة التي كان يبديها المنافقون والتي انمحت آثارها عند أول موقف يُكشف فيه عن الدخائل وتُفتضح السرائر. إنَّ قيمة هذا الإعتراض ليست فيما ذكرنا فحسب، بل هنالك ناحية أخرى شكلية تتعلق بالنظم وهي أنها ((لو تأخرت جملة الإعتراض لم يَحسُن؛ لكونها ليست فاصلة))[48]. وسورة النساء تنتهي معظم آياتها بالألف الممدودة، فاجتمعت الفائدة المعنوية واللفظية في موقع الإعتراض، فكان ذلك من حسن النظم. ولعل من سُمو هذا الإعتراض وثرائه أن نجد بلاغيي المفسرين يختلفون في تعليل فائدته، فكل يستشف منه معنىً جديداً لا يراه الآخر، فالزمخشري (ت538هـ) يقول: ((والظاهر أنه تهكم)) لأن أولئك المنافقين ((كانوا أعدى عدوٍ للمؤمنين، وأشدَّهم حسداً لهم، فكيف يوصفون بالمودة إلا على وجه العكس تهكماً بحالهم))[49]. أما ابن عطية فيقول: قوله تعالى: ﴿ كَأَن لَّمْ تَكُن بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ ﴾ التفاتة بليغة واعتراض بين القائل والمقول، بلفظ يظهر زيادة في قبح فعلهم))[50]. في حين يرى فخر الدين الرازي (ت606هـ) أنَّ ((المراد التعجب، كأنه تعالى يقول: انظروا على ما يقول هذا المنافق، كأنه ليس بينكم أيها المؤمنون وبينه مودة ولا مخالطة أصلاً)[51]. ورأى الشيخ محمد علي الصابوني – وهو من المعاصرين – أن هذه الجملة ((إعتراضية للتنبيه على ضعف إيمانهم)) لأن ((هذه المودة في ظاهر المنافق لا في اعتقاده))[52] وإني إذ استعرض هذه النصوص أؤكد ما قلته من سمو الإعتراض القرآني وثرائه. وأما تركيب الجملة المعترضة (كأن لم تكن بينكم وبينه مودة) فخلاصته: (كأن) مخففة مضمنة معنى التشبيه واسمها ضمير شأن + (لم) هي من الأدوات التي تقترن بها الجملة الفعلية بعد (كأنْ)[53] + (تكن) الناقصة + (بينكم وبينه (خبر) تكن المقدم[54] + (مودة اسم (تكن) المؤخر. (وجملة) لم تكن بينكم وبينه مودة (خبر كأن). إن هذا التركيب المتداخل للجملة المعترضة كأنه يصف تداخل المنافقين بين المسلمين، ذلك التداخل الذي تناساه المنافق ساعة النصر، فتمنى أن تكون (بينكم وبينه): (مودة) بأية صورة ولو صغرت!! ويلاحظ هنا أن دلالة تنكير (مودة) وتأخرها عن خبرها (بينكم وبيّنه) قد اعطى جملة الإعتراض معاني عميقة، وصدق الحموي إذ قال: ((وفي الإعتراض من المحاسن المكملة للمعاني المقصودة ما يتميز به على أنواع كثيرة))[55]. 4 – التوكل والثقة بالله في الجملة الفعلية التي قدم عليها متعلقها للإختصاص في سياق التركيب الشرطي: ويتضح هذا المقصد بهذا النمط التركيبي في قوله تعالى: ﴿ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُم مَّقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللّهِ فَعَلَى اللّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُواْ أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءكُمْ ثُمَّ لاَ يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُواْ إِلَيَّ وَلاَ تُنظِرُونِ ﴾[56] فيلاحظ أن الجملة الإعتراضية (فعلى الله توكلت) قد وقعت بين جملة الشرط وجزائه، وقبل التعرض لجملة الإعتراض، لابُدَّ من التوقف عند مسألة اختلفت فيها الأقوال، وهي: هل جملة (فعلى الله توكلت) معترضة حقاً، أم أنها جواب الشرط؟ ثمّةَ ثلاثة أقوال في ذلك، الأول: قيل إن ((جواب الشرط محذوف تقديره: فافعلوا ما شئتم))[57]، أي: إن كان كبُرَ عليكم مقامي وتذكيري بآيات الله فافعلوا ما شئتم. وهذا القول لا نرتضيه لسببين، الأول: إنّ الحذف خلاف الأصل، فلا يُصار إليه إلا عند الضرورة، والثاني: إنّ في الآية نفسها ما يصلح أن يكون جواباً ويستقيم معه المعنى على أكمل وجه، ألا وهو قوله: (فأجمعوا أمركم...). القول الثاني: إن جملة (فعلى الله توكلت) هي جملة جواب الشرط، وجملة (فأجمعوا) معطوفة عليها[58]. وقد ردَّ أبو حيان هذا الرأي إذ قال: ((وهو لا يظهر)) لأن نوحاً عليه السلام ((متوكل على الله دائماً))[59]، فتوكله ليس موقوفاً على الشرط المذكور. القول الثالث: إنّ جملة (فعلى الله توكلت) معترضة، وجملة (فأجمعوا) هي جملة جواب الشرط، وهذا رأي (الأكثرين) كما حكاه فخر الدين الرازي[60]، وأبو حيان الأندلسي[61]، وهو اختيار ابن فارس[62]. وهو الذي نرجحه ونختاره؛ لأنه يتفق مع السياق اتفاقاً تاماً؛ لأن نوحاً عليه السلام قال كلامه هذا بعد أن يئس من قومه فأخبرهم بجملة الجزاء التي ضمت قيوداً خمسةً هي: اجمعوا أمركم، ثم جمعوا شركاءكم الذين تستنصرون بهم، ثم اجهروا بقراركم ولا تخفوه، ثم امضوا إليَّ بمكروهكم، ثم لا تمهلوني بعد إعلامكم[63]. إنّ هذه القيود الخمسة مناسبة أيَّ مناسبة لجملة الشرط المذكورة فَحُقَّ لها أن تكون جملة الجزاء الشرطي. وهنا يأتي دور جملة الإعتراض (فعلى الله توكلت) متوسطة بين الشرط وجزائه، مؤدية معنى لا يمكن تحقيقه لولا هذا الإعتراض، إذ قيل أن يخبرهم نوح عليه السلام بجملة الجزاء الشرطي وقيودها الخمسة التي يرهب لها أي شخص، أخبرهم أنه غير مكترث بكل ما يكيدونه، ثقة بالله الذي يحفظ أنبياءه وأولياءه من كل يد غادرة. أما تركيب الجملة المعترضة فإنه في أعلى رتب البلاغة في تعبيره عن المعنى المقصود وتصويره لحالة نوح عليه السلام النفسية تصويراً دقيقاً، إذ أن في جملة (فعلى الله توكلت)، تقديم ما حقه التأخير لإفادة الحصر، أي: على الله لا على غيره))[64]، إن تقديم الجار والمجرور على متعلقه في هذه الآية يعني الحصر والإختصاص، إذ أن توكل نوح عليه السلام كان محصوراً بالله مختصاً به سبحانه، فلذلك جاءت جملة الجزاء الشرطي مليئة بالتحدي، تحدي الواثق من النصر. وإذا أريد استشفاف جمالية التركيب في الجملة المعترضة فلابد من إعادة قراءة النص القرآني بإعادة الجار والمجرور إلى موقعه لتصبح الجملة في غير القرآن: (فتوكلت على الله) وسيتضح حينئذ سمو النص القرآني وإعجاز تركيبه. 5 – تعظيم المقسم به في إعتراض مركب في سياق جملة القسم: ويلحظ هذا المقصد بهذا النمط التركيبي في قوله تعالى: ﴿ فَلاَ أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ، وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ، إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ ﴾[65] حيث تبدأ الآية بقسم من رب العالمين (فلا أقسم)، وقيل في (لا) هذه أنها (مزيدة مؤكدة)[66] وقيل: أصلها لام أشبعت فتحتها وهو ما رجحه أبو حيان، وقيل غير ذلك[67] إذاً يقسم تعالى بمواقع النجوم إنه لقرآن كريم. ولكن ما مواقع النجوم؟ إن مواقعها ((منازلها ومسايرها، وله تعالى في ذلك من الدليل على عظيم القدرة والحكمة ما لا يحيط به الوصف))[68]. وما الحكمة في تخصيصها بالقسم؟ يقول أبو حيان: لأنه ((في إقسامه تعالى بمواقع النجوم سر في تعظيم ذلك لا نعلمه نحن))[69]. فالعربي كان على إطلاع بمعرفة النجوم يهتدي بها في صحرائه فكانت له صوى تهديه إن ضل وترشده إن أخطأ، ولكنها معرفة سطحية يفيد منها في تحديد مكانه هو، ولكن أي مكانها هي؟ الكواكب المجموعات الشمسية، المجرات التي تسبح في كون واسع لم يكتشف العلم الحديث بأجهزته المتقدمة إلا أقل القليل مما في علمه سبحانه!! إذاً علينا أن نذعن لهذا القسم، ونسلم بضآلة معرفتنا تجاه مواقع النجوم، وهنا يجيء الإعتراض: (وإنه لقسم لو تعلمون عظيم)، وأي نوع من الإعتراض؟ إنه ((إعتراض في إعتراض؛ لأنه إعترض به بين المقسم والمقسم عليه، وهو قوله: (إنه لقرآن كريم)، واعترض بـ(لو تعلمون) بين الموصوف وصفته))[70]. فجاء الإعتراض الأول: (وإنه لقسم عظيم) جملة مؤكدة بـ(إن) واللام، ودلالة كلمة (عظيم)، كل ذلك للتعبير عن عظمة المقسم به، ومع ذلك التعظيم فإن إدراك الإنسان لا يرقى لاستكناه ذلك السر العظيم، وعلمه مهما بلغ فإنه لا يستطلع ذلك العالم حق استطلاعه، فجاء الإعتراض الثاني (لو تعلمون) متداخلاً بين الإعتراض الأول، فوقع بين الموصوف (لقسم) وبين الصفة (عظيم). وجملة الإعتراض الثانية (لو تعلمون) ((وضعت علم الإنسان في حجمه الطبيعي ووضعت النجوم وما يدور بها وحولها في موضعها من حيث التعظيم والتقدير))[71]. ويلاحظ تركيب (لو تعلمون) فإن (لو) محذوفة الجواب وقيل: مقدر بـ: لو تعلمون لعظمتوه، وقيل: ((الجواب محذوف بالكلية لم يقصد بذلك جواب))[72]. ثم أين المفعول به لـ(تعلمون)؟ قيل: محذوف وقيل: لا مفعول له، وذلك ((أبلغ وأدخل في الحسن))[73]. إذاً فدلالة هذا الإعتراض المركب – إن صح التعبير[74] – دلالة قوية في بيان عظمة علم الخالق وضآلة علم المخلوق، إن الإعتراض في هذه الآية يشكل ملمحاً للإعتراض القرآني بأنه قد يكون مركباً، أي يدخل الإعتراض إعتراض آخر لتأدية المعنى المطلوب بأكمل وجه. 6 – تخصيص أحد المذكورين بمزيد العناية والإهتمام بأكثر من جملة في سياق الإجمال والتفسير: ويلحظ هذا المقصد بهذا النمط في قوله تعالى: ﴿ وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ ﴾[75]، إذ يوصي رب العزة الإنسان بأن يشكر الله سبحانه ثم يشكر والديه اللذين كانا سبب وجوده بأمر الله. وبين قوله: (ووصينا الإنسان بوالديه) وقوله المفسر لهذه التوصية (أن أشكر لي ولوالديك) يعترض سبحانه بقوله: (حملته أمه وهناً على وهن، وفصاله في عامين) ذلك ((الإعتراض الذي قد تطبق مفصل البلاغة، وفائدته أنه لما أوصى بالوالدين ذكر ما تكابده الأم من المشاق في حمل الولد وفصاله إيجاباً للتوصية بها وتذكيراً بحقها))[76]. وإذا أمعنا النظر في الإعتراض في هذه الآية وجدناه يتكون من جملتين[77]، أولاهما: قوله تعالى: ﴿ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ ﴾، والثانية: (وفصاله في عامين). والإعتراض بجملتين أو أكثر وارد في القرآن في أكثر من موضع وهو ما يشكل ملمحاً للجملة الإعتراضية القرآنية، وكفانا هذا دليلاً في الرد على أبي علي النحوي (ت377هـ) الذي منع الإعتراض بأكثر من جملة[78]. أما بلاغة هذا الإعتراض فظاهرة، إذ فيه تخصيص لأحد المذكورين بمزيد من العناية والإهتمام، فكان الإعتراض الأول: (وهناً على وهن) وهو ((في موضع الحال ((ومعناه أن الأم)) تضعف ضعفاً على ضعف، أي: يتزايد ضعفها ويتضاعف؛ لأن الحمل كلما ازداد وعظم، ازدادت ثقلاً وضعفاً))[79]. ويلحظ معنى الإستمرار والتكرار في هذا الإعتراض (وهناً على وهن). وهنا جاءت الجملة الإعتراضية الثانية: (وفصاله في عامين) التي حملت دلالتين عظيمتين: الأولى: الدلالة الإعتراضية، وهي تأكيد منزلة الأم لما تعانيه بعد الولادة من المشاق والثانية: الدلالة التشريعية، إذ شرع سبحانه من خلال هذا الإعتراض المدة القصوى للفطام، وهي سنتان، وهذا ما اعتبره الفقهاء في هذه المسألة، ويلحظ تأخير الجار والمجرور في قوله: (وفصاله في عامين) كم أدى من فائدة، إذ لو قال: (وفي عامين فصاله) لامتنع فصال الطفل قبل هذه المدة، ولكنه سبحانه أوكل ذلك للأهل، وحدد المدة القصوى فقط. وختاماً إن كان لابد من كلمة أخيرة ونحن نغادر الموضوع، فكلمتنا هي وقفة عند قوله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ لاَ نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾[80] فجعل رب العزة سبحانه الجنة جزاءً لمن آمن وعمل صالحاً، واعترض بين الجملتين بقوله: (لا نكلف نفساً إلا وسعها) فدل بذلك أن الجنة تنال بالإيمان والعمل الصالح الذي يستطيعه الإنسان، لا بما يعجز، وما لا يكون بوسع الإنسان فعله... اللهم فلا تكلفنا ما لا طاقة لنا به، وأعذنا من فتنة القول والعمل. المصدر: مجلة آداب الرافدين العدد 25 وموقع منتديات ستار تايمز ________________________________________ [1] مما تجدر الإشارة إليه أن الشيخ محمد عبدالخالق عضيمة أشار إلى قسم من الجمل المعترضة في كتابه: دراسات لأسلوب القرآن الكريم، القسم الثالث، الجزء الرابع: ص409، 421. [2] اللسان: مادة (عرض) 7/168 – 169. [3] خزانة الأدب 8/444 – 445. [4] اللسان 7/167، والحديث عند أبي عبيد في غريبه: (لا جلب ولا جنب ولا شغار في الإسلام. غريب الحديث 3/127. * يلحظ في الإصطلاح أن المعنى الإصطلاحي للكلمة لم يبتعد كثيراً عن الأصل الحسي لها. [5] معجم المصطلحات البلاغية وتطورها 1/243، وما زال هذا النفس عند بعض المحدثين فهناك من يدعو إلى ((أن الإعتراض يمكن أن يكون من الأساليب التي تنضوي تحت مفهوم الإلتفات)). ينظر: فن الإلتفات في البلاغة العربية ص176. وهذا رأي يحتمل النقاش، ولكن لا مجال لمناقشته هنا. [6] البديع: ص59. [7] معجم البلاغة العربية: بدوي طبانة 2/525. [8] الخواطر الحسان: ص228. [9] بلاغة القرآن في آثار القاضي عبدالجبار: ص211. [10] نفسه: ص212. [11] نقل الشنواني (ت1019هـ) جواز القول: الجملة المعترضة بفتح الراء – على أنه من باب الحذف والإيصال، أي المعترض بها، والمعترضة – بكسر الراء – مسندة إلى الضمير المستتر فيها إسناداً مجازياً. تنظر: حاشية الشنواني 1/93. [12] خزانة الأدب وغاية الأرب: ص366، واخترنا هذا التعريف على غيره؛ لأنه لم يحصر الإعتراض بأغراض معينة، وهو ما نميل إليه. [13] البرهان في علوم القرآن 3/56. [14] الصناعتين: ص48 – 49. [15] نفسه: ص394. [16] مفتاح العلوم: ص202. [17] ينظر: خزانة الأدب وغاية الإرب: ص266. [18] أنوار الربيع 5/136. [19] ارتشاف الضرب 2/371 – 372. [20] ينظر: تسهيل الفوائد: ص113، وارتشاف الضرب 2/374، ومغني اللبيب 2/441 والجمل التي لها محل من الإعراب والتي لا محل لها، نص محقق لابن أم قاسم، منشور في مجلة آداب الرافدين، العدد السابع لسنة 1976م، ص415. [21] ينظر: إعراب الجمل وأشباه الجمل: ص73 – 74. [22] نفسه: ص7. [23] حاشية الشنواني 1/94. [24] أي: لا تتحمل حركة إعرابية، وهو المصطلح الذي يحبذه الدكتور علي المنصوري ينظر: الدلالة الزمنية في الجملة العربية: ص32. [25] الجمل التي لها محل من الإعراب والتي لا محل لها: ص405. [26] ينظر: الخصائص 1/337. [27] البرهان في علوم القرآن 3/56. [28] ينظر مثلاً: البرهان 3/57، وحاشية الشنواني 1/94، وأنوار الربيع 5/136. [29] بلاغة الكلمة والجملة والجمل: ص238. [30] ينظر: الصاحبي في فقه اللغة: ص247. [31] الخصائص 1/341، وحسبنا نص ابن جني هذا في الرد على الدكتور شوقي ضيف إذ قال: إن الجملة الإعتراضية (كانت قليلة قديماً): ينظر: تجديد النحو: ص257. [32] المثل السائر 3/42. [33] البقرة: 19 – 20. [34] الصورة الفنية في المثل القرآني: ص293. [35] ينظر: الكشاف 1/65، والبحر المحيط 1/87، وتفسير البيضاوي 1/100، وروح المعاني 1/147. [36] روح المعاني 1/147. [37] ينظر: إعراب القرآن للنحاس 1/144، والجامع لأحكام القرآن 1/221. [38] الجامع لأحكام القرآن 1/221. [39] البقرة: 23 – 24. [40] البحر المحيط 1/107. [41] الجامع لأحكام القرآن 1/234. [42] الدلالة الزمنية في الجملة العربية: ص79. [43] حاشية الشنواني 1/96. [44] نفسه. [45] النساء: 73. [46] روح المعاني 2/127. [47] التفسير الكبير 10/179. [48] البحر المحيط 3/394. [49] الكشاف 1/533. [50] البحر المحيط 3/293. [51] التفسير الكبير 10/180. [52] صفوة التفاسير 2/110. [53] ينظر: البحر المحيط 3/292. [54] ينظر: مشكل إعراب القرآن 1/202. [55] خزانة الأدب وغاية الأرب: ص366. [56] يونس: 71. [57] البحر المحيط 5/178. [58] وممن اختار هذا الرأي من المفسرين: القرطبي في الجامع لأحكام القرآن 8/362، والآلوسي في روح المعاني 3/471. [59] البحر المحيط 5/178. [60] التفسير الكبير 17/137. [61] البحر المحيط 5/178. [62] الصاحبي: ص248. [63] ينظر: التفسير الكبير 17/137 – 138. [64] صفوة التفاسير 5/80. [65] الواقعة: 75 – 77. [66] الكشاف 4/468. [67] ينظر التفسير الكبير 29/187، والبحر المحيط 8/213. [68] الكشاف 4/468. [69] البحر المحيط 8/214. [70] الكشاف 4/468. [71] بلاغة الكلمة والجملة والجمل: ص238. [72] التفسير الكبير 29/189. [73] نفسه. [74] نرى لو يأخذ الباحثون بهذا المصطلح بدل المصطلح القديم: (إعتراض في إعتراض). [75] لقمان: 14. [76] المثل السائر 3/43. [77] ينظر: مغني اللبيب 2/439. [78] أفاضت كتب النحو والبلاغة في ذكر هذا الرأي ومناقشته، ينظر مثلاً: تسهيل الفوائد ص113، وارتشاف الضرب 2/375، ومغني اللبيب 2/440، والبرهان 3/61. [79] الكشاف 3/494، وقال النحاس: ((فأما نصب (هناً على وهن) فما علمت أن أحداً من النحويين ذكره، فيكون مفعولاً ثانياً على حذف الحرف، أي: حملته بضعف على ضعف)) إعراب القرآن 2/603، وهو ما اختاره مكي في مشكل إعراب القرآن 2/565. والذي يبدو لي أن ما ذهب إليه الزمخشري من النصب على الحالية أرجح. [80] الأعراف: 42. |