فعناد البشر وإعراضهم عن شرع الله
الحق وتتبعهم لتصورات الرجال دون تصورات
الباري ومقصوده لا يجني منه الإنسان غير
الخسران المبين
لماذا فرض الله تعالي علي المؤمنين عدة الإحصاء؟
كيف صار الأمر في سورة الطلاق وتحول من عدة التسريح إلي عدة الإحصاء
ما هي قصة إحصاء العدة؟ ومتي كلف المؤمنون بها؟ وهل نسخت
عدة الإحصاء المنزلة في سورة الطلاق 5 هـ ما سبقت إليه سورة البقرة السابق تنزيلها في 1و2 هـ بما كان فيها من عدة للاستبراء؟
عدة الإحصاء :
1.هي تشريع جديد نزل في سورة الطلاق الأية 1 من سورة الطلاق
2.كما أنها فترة زمنية معينة حددها الله تعالي ببداية ونهاية وكلف عبادة بالتزام تشريعها كلما أراد المسلم أن يطلق زوجته وأنزلها جل شأنه خاصة في سورة الطلاق مخليا بينها وبين سورة البقرة زمانا طويلا يعتبر أطول مدة بين تبديلين لتشريع واحد تقريبا هو تشريع الطلاق(حوالي 4 سنوات{أربع سنوات طولا} في منظومة النسخ الربانية في الأحكام القرآنية
2.ثم هي من توابع تبديل العدة في التشريع المنزل في سورة
الطلاق 5 هـ ليحل محل موضع الطلاق في التشريع
السابق بسورة البقرة 2هـ
3.نزلت لتواكب نقــــــــل الطلاق لدبر
العدة حتي نعلم نهاية العدة فيؤذن للزوج هنا وهنا فقط الطلاق لأن ميقات التطليق يحين ببلوغ الأجل{أي بعد تمام العدة والانتهاء من احصائها بين الزوجين عيانا بيانا}.
4.والعجيب أن الأمة كلها أعرضت عن مسمي عدة الإحصاء
المفروض فرضا علي المؤمنين حين تنزلت سورة الطلاق وما من أحدٍ من الناس تناولها
بالذكر كأنهم لا يعلمون عنها شيئا والله تعالي يقول فيها (يَا
أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ
لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُـــــــــــوا الْعِـــــدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لَا
تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ
بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ
اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ
ذَلِكَ أَمْرًا (1) فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ
فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ
عَدْلٍ مِنْكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَنْ
كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ
لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ
وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ
قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا (3)/سورة
الطلاق)
5.والإحصاء كما جاء في لسان العرب هو بلوغ الأجل ونهاية
المعدود (العِدَدْ كلٌ بِنَوْعِها)
6.أما العَدُّ فهو تسلسل المعدود إلي مالا نهاية نعرفها ،بينما
الإحصاء هو بلوغ نهاية العَدَدِ لمعينٍ معلوم يسمي العدة
7.التكليف بالإحصاء نَســَــــــــخ ما كانت تعتدُ به
المطلَّقةُ في تشريع سورة البقرة من(عدة
التسريح)
8.صار الوضع في سورة الطلاق 7/6هـ تقريبا كالآتي:
عدة الإحصاء ثم حلول الإذن بالطلاق ثم التفريق ثم الإشهاد
وعليه فقد انعدمت عدة التسريح بكل توابعها بتشريع عدة الاحصـــــــــاء وذلك لأن عدة
التسريح كانت لازمة للمرأة التي طلقها زوجها أَمَاَ وقد أَخَّرَ الله تعالي الطلاق
وخبأه وراء عدة الإحصاء فقد انعدم وجود عدة التسريح لانعدام
تقدم الطلاق قبل العدة ،ولأن الطلاق صار في التشريع المهيمن لسورة الطلاق مخبأ
وراء العدة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق