حدث
في السنة الرابعة من الهجرة (3)
11- وفي شوال من هذه السنة: تزوج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أم سلمة بنت أبي أُمية. الشرح: عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ - رضى الله عنها - قَالَتْ: أَرْسَلَ إِلَيَّ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - حَاطِبَ بن أبي بَلْتَعَةَ يَخْطُبُنِي لَهُ فَقُلْتُ: إِنَّ لِي بنتًا وَأَنَا غَيُورٌ، فَقَالَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أَمَّا ابْنَتُهَا فَنَدْعُوا الله أَنْ يُغْنِيَهَا عَنْهَا، وَأَدْعُو الله أَنْ يَذْهَبَ بِالْغَيْرَةِ"[1]. وعنها - رضى الله عنها - قالت: سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "مَا مِنْ عبد تُصِيبُهُ مُصِيبَةٌ فَيَقُولُ: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، اللهمَّ أْجُرْنِي فِي مُصِيبَتِي وَأَخْلِفْ لِي خَيْرًا مِنْهَا، إِلَّا أَجَرَهُ الله فِي مُصِيبَتِهِ وَأَخْلَفَ لَهُ خَيْرًا مِنْهَا"، قَالَتْ: فَلَمَّا تُوُفِّيَ أبو سَلَمَةَ، قُلْتُ: كَمَا أَمَرَنِي رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، فَأَخْلَفَ الله لِي خَيْرًا مِنْهُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - [2]. 12- وفي هذه السنة: أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زيد بن ثابت - رضى الله عنه - أن يتعلم كتاب يهود، فتعلمه في خمسة عشر يومًا. الشرح: عَنْ زَيْدِ بن ثَابِتٍ - رضى الله عنه - قَالَ: أَمَرَنِي رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أَنْ أَتَعَلَّمَ كَلِمَاتٍ مِنْ كِتَابِ يَهُودَ، قَالَ: إِنِّي وَاللَّهِ مَا آمَنُ يَهُودَ عَلَى كِتَابِي، قَالَ: فَمَا مَرَّ نِصْفُ شَهْرٍ حَتَّى تَعَلَّمْتُهُ لَهُ، قَالَ: فَلَمَّا تَعَلَّمْتُهُ كَانَ إِذَا كَتَبَ إِلَى يَهُودَ كَتَبْتُ إِلَيْهِمْ، وَإِذَا كَتَبُوا إِلَيْهِ قَرَأْتُ لَهُ كِتَابَهُمْ[3]. 13- وفي هذه السنة: رجم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اليهودي واليهودية. الشرح: عن عبد الله بن عُمَرَ - رضى الله عنه -، أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - أُتِيَ بِيَهُودِيٍّ وَيَهُودِيَّةٍ قَدْ زَنَيَا، فَانْطَلَقَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - حَتَّى جَاءَ يَهُودَ، فَقَالَ: مَا تَجِدُونَ فِي التَّوْرَاةِ عَلَى الزَانَى؟ قَالُوا: نُسَوِّدُ وُجُوهَهُمَا، وَنُحَمِّلُهُمَا، وَنُخَالِفُ بَيْنَ وُجُوهِهِمَا، وَيُطَافُ بِهِمَا، قَالَ: فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ، فَجَاءُوا بِهَا فَقَرَؤوهَا، حَتَّى إِذَا مَرُّوا بِآيَةِ الرَّجْمِ، وَضَعَ الْفَتَى الَّذِي يَقْرَأُ يَدَهُ عَلَى آيَةِ الرَّجْمِ، وَقَرَأَ مَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا وَرَاءَهَا، فَقَالَ لَهُ عبد الله بن سَلَامٍ وَهُوَ مَعَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -: مُرْهُ فَلْيَرْفَعْ يَدَهُ، فَرَفَعَهَا فَإِذَا تَحْتَهَا آيَةُ الرَّجْمِ، فَأَمَرَ بِهِمَا رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فَرُجِمَا، قَالَ عبد الله بن عُمَرَ: كُنْتُ فِيمَنْ رَجَمَهُمَا فَلَقَدْ رَأَيْتُهُ يَقِيهَا مِنْ الْحِجَارَةِ بنفْسِهِ[4]. المصدر: الأغصان الندية شرح الخلاصة البهية في ترتيب أحداث السيرة النبوية [1] صحيح: أخرجه مسلم (918)، كتاب: الجنائز، باب: ما يقال عند المصيبة. [2] صحيح: أخرجه مسلم التخريج السابق. [3] صحيح: أخرجه الترمذي (2715)، كتاب: الاستئذان والآداب، باب: ما جاء في تعلم السُّريانيه، وقال: حسن صحيح، وصححه الألباني في "صحيح سنن الترمذي". [4] متفق عليه: أخرجه البخاري (6819)، كتاب: الحدود، باب: الرجم في البلاط، ومسلم (1699)، كتاب: الحدود، باب: رجم اليهود أهل الذمة في الزنا. ----------------------- |
-------------------------------
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق